عرض مشاركة واحدة
قديم 26-12-09, 08:15 AM   #34
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
Icon188









تحذير








على المسلم أن لا يتكل على صيام هذا اليوم على أنه


يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ


مع مقارفته للكبائر إذ الواجب التوبة من جميع الذنوب



كبيرها وصغيرها ثم يرجو أن



يُكَفِّرَ صوم هذا اليوم السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ




قال ابن القيم رحمه الله تعالى








" وكاغترار بعضهم على صوم يوم عاشوراء أو




يوم عرفة حتى يقول بعضهم :




يوم عاشوراء يكفر ذنوب العام كلها ويبقى صوم عرفة



زيادة في الأجر، ولم يدر هذا المغتر أن



صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجل



من صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء، وهي



إنما تكفر ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر



فرمضان والجمعة إلى الجمعة لا يقويا على



تكفير الصغائر، إلا مع انضمام ترك الكبائر إليها




فيقوى مجموع الأمرين على تكفير الصغائر




فكيف يكفر صوم تطوع كل كبيرة عملها العبد




وهو مُصر عليها غير تائب منها ،هذا محال، على




أنه لا يمتنع أن يكون صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء




يكفر لجميع ذنوب العام على عمومه




ويكون من نصوص الوعد التي لها شروط وموانع ويكون




إصراره على الكبائر مانعًا من التكفير، فإذا لم يصر على




الكبائر يساعد الصوم وعدم الإصرار وتعاونا على عموم



التكفير كما كان رمضان والصلوات الخمس مع اجتناب



الكبائر متساعدَين متعاونين على تكفير الصغائر مع أنه



سبحانه قد قال
{إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً }النساء31


فعلم أن جعل الشيء سببًا للتكفير لا يمنع أن



يتساعد هو وسبب آخر على التكفير ويكون التكفير مع



اجتماع السببين أقوى وأتم منه مع انفراد أحدهما، وكلما



قويت أسباب التكفير كان أقوى وأتم وأشمل "




ا.هـ الجواب الكافي /13





قال النووي رحمه الله:
" يكفر كل الذنوب الصغائر، وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر .


ثم قال: صوم يوم عرفة كفارة سنتين، ويوم عاشوراء كفارة سنة، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.. كل واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفّره، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات، ورفعت له به درجات، وإن صادف كبيرة أو كبائر، ولم يصادف صغائر رجونا أن تخفف من الكبائر"


اهـ. المجموع (6/382).

وفي صحيح مسلم بشرح النووي
2- كتاب الطهارة /4- باب فضل الوضوء والصلاة عقبه /شرح حديث رقم :8(229)







وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" وتكفير الطهارة، والصلاة وصيام رمضان، وعرفة،
وعاشوراء للصغائر فقط" .
الفتاوى الكبرى (4/428).







فمن فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد



تكفير ذنوب سنة كاملة ، فهو سبحانه ذو الفضل العظيم



فالمعاصي والذنوب سبب من أسباب الذل والمهانة ،



فكم تأتي المعاصي بتسلط الأعداء والذل والصغار .



اللهم انقلنا من ذل المعصية إلى عز الطـاعة ،



برحمتك يا أرحم الراحمين .



فلكي ننتفع بهذه النفحات سواء في عاشوراء أو أي فضل لله


لابد من التخلية قبل التحلية


أي نخلي بيننا وبين المعاصي ونحن في حال


رجاء رحمة الله وعفوه وفضله





اللهم ارزقنا يقظنة من رقدات الغفلة ، وارزقنا الاستعداد


قبل النُّقلة ، وألهمنا اغتنام الزمان وقت المهلة ،


ووفقنا لفعل الخيرات ، وترك المنكرات


والفوز بالرحمات




يـــتــــــبــــع
أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس