عرض مشاركة واحدة
قديم 15-12-09, 03:26 AM   #19
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
c5









الخطبة




الاحتفال برأس السنة الهجرية






حكم الاحتفال برأس السنةالهجرية



أيهاالمسلمون:

إن الله قد أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة، فديننا

الإسلامي دين كامل لانقص فيه، وإن الله لا يقبل منا

عملاً حتى يكون مُوافقاً لما بيَّنه لنا هذا الدين،أما ما كان

مخالفاً له فلا يقبله، والله هو الذي شرع لنا هذا الشرع،

وأمرنا أن نعبده على وفقه، فلا نجتهد في عبادات أخرى ليست

من دين الإسلام، لأننا ندخل في باب البدع والمحدثات

التي نهينا عنها، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:

" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "1،

فاتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - شرط في قبول العمل.

أيها المسلمون:
إن مما أحدث الناس من الأمور التي ليست من دين الله

الاحتفال بأعياد، ومواسم، لم يأمر بها ديننا الحنيف،

إنما هي لمجرد التشبه بأعياد الكفار، ومناسباتهم، أو من باب

الابتداع في دين الله، ونحن معاشر المسلمين

لنا ديننا وعقيدتنا، ويجب علينا مخالفة الكفار، وعدم

التشبه بهم، فقد ثبت عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه قال:

" من تشبه بقوم فهومنهم "2.

كمايجب علينا الاتباع وعدم الابتداع.

وإن من المحدثات التي أحدثت:

بدعة الاحتفال برأس السنة الهجرية،

ففي بداية كل سنة هجرية تحتفل بعض الدول الإسلامية

بعيد رأس السنة، فتعطل الأعمال في اليوم السابق له،

واليوم اللاحق له. وليس لاحتفالهم هذا أيمستند شرعي،

وإنّما هو حب الابتداع والتقليد والمشابهة لليهود والنصارى

في احتفالاتهم.

وأول من احتفل برأس السنة الهجرية حكام الدولة

العُبيديَّةِ -الفاطميَّةِ- في مصر.

ذكر ذلك المقريزيُّ في خِطَطه ضمن الأيام التي كان

العُبيديُّون يتخذونها أعياداً ومواسم.

قال: "موسم رأس السنة: وكان للخلفاءالفاطميين اعتناء بليلة أول المحرم في كل عام؛ لأنها أول ليالي السنة وابتداءأوقاتها ..."3

أ.هـ.

ولم يكتفوا بهذا الاحتفال بل تجاوزوه إلى الاحتفال

برأس السنة الميلادية الذي يحتفل به النصارى،

فتجد كثيراً من البلدان الإسلامية، بل ولا تجد بلدة إسلامية

إلا وتحتفل العامة فيها بعيد رأس السنة الميلادية,

ولا شك أن الاحتفال سواء أكان

برأس السنةالهجرية أو رأس السنة الميلادية،

أو غيرها مما أحدثه الناس، من البدع التي نهيناعنها،

وهي مخالفة لشرع ربنا، فاتقوا الله أيها المسلمون، واعلموا أن

هذا مما يُغضب ربكم عليكم ، ويُعرِّضكم لأليم عقابه.

ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: (ما هذان اليومان؟) قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية،فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:(إن الله قد أبدلكم بهماخيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر) 4.
ومما يدل على أن الاحتفال برأس السنة من البدع,

وأنه من محدثات المتأخرين؛ أنه لم يُؤثر عن

النَّبيِّ-صلى الله عليه وسلم- ولا عن أحدٍ من

أصحابِهِ - رضوان الله عليهم - ولا عن السَّلفِ الصَّالحِ

من التابعين وتابعيهم وأعلام الأمة وعلمائِها من الأئمةِ

الأربعةِ وغيرهم - رحمة الله عليهم- فلم يثبت

عنهم قط أنهم احتفلوا به، ولكن حدث ذلك بعد

القرون المفضلة، بعد أن اختلط المسلمون بغيرهم من اليهود

والنصارى، بدأ المسلمون يتبعون سنن من كان قبلهم،

مصداق قوله-صلى الله عليه وسلم:

(لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبراًبشبر، وذراعاً بذراع،

حتى لو دخلوا جحر ضب لاتبعتموهم)، قلنا: يا رسول الله

اليهود والنصارى قال: (فمن؟!)5

ولم يقتصر أهل الإحداث على مجرد الاحتفال فحسب

وإنما اخترعوا لأنفسهم عبادات وأذكار في هذه الليلة

مثل: دعاء لليلتي أول يوم من السنة وآخرها، والذي

يردده بعض العامة في بعض البلدان الإسلامية مع أئمتهم

في بعض المساجد، وهذا الدعاء لم يُؤثر عن النبي- صلى الله عليه

وسلم - ولا عن أصحابه،ولا عن التابعين،

ولم يُروَ في كتاب من كتب لحديث.

ومما يقولونه فيه قولهم:

"اللهم ما عملته في هذه السنة مما نهيتني عنه ولم ترضه،
ونسيته ولم تنسه،وحلمت عليَّ في الرزق بعد قدرتك على
عقوبتي، ودعوتني إلى التوبة بعد جراءتي على معصيتك،
اللهم إني استغفرك منه فاغفر لي، وما عملته فيها من عمل ترضاه،
ووعدتني عليه الثواب، فأسألك يا كريم، يا ذا الجلال والإكرام
أن تقبله مني، ولا تقطع رجائي منك يا كريم،
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".

ويقولون:
فإن الشيطان يقول: قد تعبنا معه سائر السنة، فأفسد عملنا
في واحدة، ويحثو التراب على وجهه، ويسبق هذا الدعاء
صلاة عشر ركعات، يقرأ في كل ركعة الفاتحة،
ثم آية الكرسي عشر مرات،
والإخلاص عشر مرات . 6

ولا يخفى على ذي لب فضلاً عن طالب العلم بطلان هذا

الأمر وأنه لم يرد في كتابٍ ولا سُنَّةٍ، وأنَّ دينَ الإسلامِ منه براء .

ومماأُحدث أيضاً في يومي آخر السنة وأولها صيامهما،

واستند المبتدعة إلى حديث:

(من صام آخر يوم من ذي الحجة، وأول يوم من المحرم،

فقد ختم السنة الماضية، وافتتح السنةالمستقبلة بصوم جعل

الله له كفارة خمسين سنة)

وهو حديث مفترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقد رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/199).

تلك هي بدعة الاحتفال برأس السنة الهجرية 7

قال تعالى
: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
سورة آل عمران: 31.
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، أقول قولي هذا
وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين،
من كل ذنب، إنه غفوررحيم.






بقليل تصرف


قال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آلهوسلم ـ
" "مـن عَمِـلَ عمـلاً ليـس عليـه أمْرُنـَا فهـو ردٌّ " .
صحيح مسلم . متون / ( 30 ) ـ كتاب : الأقضية / ( 8 ) ـ باب : نقض
االأحكام الباطلة ،ورد محدثات الأمور / حديث رقم : 18 ـ ( 1718 ) / ص : 448 .
2
*عن ابن عمر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم " من تشبه بقوم فهو منهم"
سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب اللباس / باب في لبس الشهرة / حديث رقم :4031 / التحقيق : حسن صحيح
3 - يراجع: الخطط والآثار للمقريزي (1/490).

4- عن أنس قالقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال "ما هذان اليومان" ؟ قالوا :كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما، يوم الأضحى ويوم الفطر"
سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب الصلاة / باب صلاة العيدين / حديث رقم : 1134 / التحقيق : صحيح

5 - قال صلى الله عليه وسلم
"لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرًا بشبر أو ذراعًا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه" قالوا :اليهود والنصارى؟ قال:" فمن "
تخريج السيوطي : (أحمد) عن أبي سعيد (الحاكم) عن أبي هريرة.

تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 5063 في صحيح الجامع الصغير وزيادته.


6 - راجع: رسالة "روي الظمآن في فضائل الأشهر والأيام ",ص (21).

7- راجع: كتاب البدع الحولية (397-399).






يـــــــتـــــــــبــــــــع




أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس