عرض مشاركة واحدة
قديم 15-12-09, 03:22 AM   #16
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
c5





المقطتفات





قَوْله : ( مَقْدَمه ) ‏
‏أَيْ زَمَن قُدُومه , وَلَمْ يُرِدْ شَهْر قُدُومه لِأَنَّ التَّارِيخ
إِنَّمَا وَقَعَ مِنْ أَوَّل السَّنَة .


وَقَدْ أَبْدَى بَعْضهمْ لِلْبُدَاءَةِ بِالْهِجْرَةِ مُنَاسَبَة فَقَالَ :


كَانَتْ الْقَضَايَا الَّتِي اُتُّفِقَتْ لَهُ وَيُمْكِن أَنْ يُؤَرَّخ بِهَا


أَرْبَعَة : مَوْلِده وَمَبْعَثه وَهِجْرَته وَوَفَاته ,


فَرَجَحَ عِنْدهمْ جَعْلهَا مِنْ الْهِجْرَة


لِأَنَّ الْمَوْلِد وَالْمَبْعَث لَا يَخْلُو وَاحِد مِنْهُمَا مِنْ النِّزَاع


فِي تَعْيِين السَّنَة , وَأَمَّا وَقْت الْوَفَاة فَأَعْرَضُوا عَنْهُ لِمَا


تُوُقِّعَ بِذِكْرِهِ مِنْ الْأَسَف عَلَيْهِ , فَانْحَصَرَ فِي الْهِجْرَة ,


وَإِنَّمَا أَخَّرُوهُ مِنْ رَبِيع الْأَوَّل إِلَى الْمُحَرَّم لِأَنَّ اِبْتِدَاء


الْعَزْم عَلَى الْهِجْرَة كَانَ فِي الْمُحَرَّم ,


إِذْ الْبَيْعَة وَقَعَتْ فِي أَثْنَاء ذِي الْحِجَّة وَهِيَ مُقَدِّمَة الْهِجْرَة ,


فَكَانَ أَوَّل هِلَال اِسْتَهَلَّ بَعْد الْبَيْعَة وَالْعَزْم عَلَى


الْهِجْرَة هِلَال الْمُحَرَّم فَنَاسَبَ أَنْ يُجْعَل مُبْتَدَأ ,


وَهَذَا أَقْوَى مَا وَفَقْت عَلَيْهِ مِنْ مُنَاسَبَة الِابْتِدَاء بِالْمُحَرَّمِ .



وَذَكَرُوا فِي سَبَب عَمَل عُمَر التَّارِيخ أَشْيَاء :



مِنْهَا مَا أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْم الْفَضْل بْن دُكَيْن فِي



تَارِيخه وَمِنْ طَرِيقه الْحَاكِم مِنْ طَرِيق الشَّعْبِيّ


" أَنَّ أَبَا مُوسَى كَتَبَ إِلَى عُمَر :


إِنَّهُ يَأْتِينَا مِنْك كُتُب لَيْسَ لَهَا تَارِيخ ,


فَجَمَعَ عُمَر النَّاس , فَقَالَ بَعْضهمْ :


أَرِّخْ بِالْمَبْعَثِ , وَبَعْضهمْ أَرِّخْ بِالْهِجْرَةِ ,


فَقَالَ عُمَر : الْهِجْرَة فَرَّقَتْ بَيْن الْحَقّ وَالْبَاطِل فَأَرِّخُوا


بِهَا , وَذَلِكَ سَنَة سَبْع عَشْرَة .


فَلَمَّا اِتَّفَقُوا قَالَ بَعْضهمْ اِبْدَءُوا بِرَمَضَان


فَقَالَ عُمَر : بَلْ بِالْمُحَرَّمِ فَإِنَّهُ مُنْصَرَف النَّاس


مِنْ حَجّهمْ , فَاتَّفَقُوا عَلَيْهِ "





وَرَوَى أَحْمَد وَأَبُو عَرُوبَة فِي " الْأَوَائِل "


وَالْبُخَارِيّ فِي " الْأَدَب " وَالْحَاكِم


مِنْ طَرِيق مَيْمُون بْن مِهْرَانَ قَالَ


رُفِعَ لِعُمَر صَكَّ مَحِلّه شَعْبَان فَقَالَ :


أَيّ شَعْبَان ; الْمَاضِي أَوْ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ ,


أَوْ الْآتِي ؟ ضَعُوا لِلنَّاسِ شَيْئًا يَعْرِفُونَهُ


فَذَكَرَ نَحْو الْأَوَّل




وَرَوَى اِبْن أَبِي خَيْمَة مِنْ طَرِيق اِبْن سِيرِينَ قَالَ


" قَدِمَ رَجُل مِنْ الْيَمَن فَقَالَ :


رَأَيْت بِالْيَمَنِ شَيْئًا يُسَمُّونَهُ التَّارِيخ يَكْتُبُونَهُ مِنْ


عَام كَذَا وَشَهْر كَذَا ,


فَقَالَ عُمَر : هَذَا حَسَن فَأَرِّخُوا ,


, فَقَالَ عُمَر :أَرِّخُوا مِنْ خُرُوجه مِنْ مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة .
ثُمَّ قَالَ : بِأَيِّ شَهْر نَبْدَأ ؟
فَقَالَ قَوْم : مِنْ رَجَب , وَقَالَ قَائِل : مِنْ رَمَضَان ,



فَقَالَ عُثْمَان : أَرِّخُوا الْمُحَرَّم فَإِنَّهُ شَهْر حَرَام وَهُوَ أَوَّل السَّنَة وَمُنْصَرَف النَّاس مِنْ الْحَجّ ,



قَالَ وَكَانَ ذَلِكَ سَنَة سَبْع عَشْرَة -
وَقِيلَ : سَنَة سِتّ عَشْرَة - فِي رَبِيع الْأَوَّل "



فَاسْتَفَدْنَا مِنْ مَجْمُوع هَذِهِ الْآثَار أَنَّ الَّذِي أَشَارَ بِالْمُحَرَّمِ عُمَر وَعُثْمَان وَعَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ .


ا.هـ






يستخلص مما سبق













يــــــتـــــبــــــــع


أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس