عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-09, 02:17 PM   #14
أم الخطاب78
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي مقرر الشريط الثالث لمادة جوامع الأخبــار

شرح جوامع الأخبار (3)
الشيخ/ عبد الكريم الخضير

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً يا أرحم الراحمين.

قال المؤلف العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي -عليه رحمة الله- في كتابه (جوامع الأخبار):
الحديث التاسع: عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال‏:‏ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (‏(‏كل شيء بقدّر حتى العَجْز والكَيْس)‏)‏ رواه مسلم‏.‏

الحديث عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((كل شيء بقدر)) {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [(49) سورة القمر]


لا يخرج شيء عن قدر الله -جل وعلا-، كل شيء مقدر ومكتوب ومسطر، حتى العجز والكيس، الإنسان المسترخي العاجز الكسول مكتوب عليه هذا، والكيّس الفطن الحازم أيضاً مكتوب له هذا قبل أن يخلق، هذه الأمور مكتوبة عليه، لما علم الله -جل وعلا- في طبع الأول مما يناسب العجز، وما علمه في طبع الثاني وتركيبه مما يناسب الكيس فلا ظلم؛ لأن العاجز قد يقول هذا أمر مقدر علي، عاجز، هذا مكتوب عليّ ما لي مفر منه، نقول: نعم، أنت مكتوب عليك كذا، ومكتوب عليك أنك تطيع أو تعصي، كل هذه بقدر؛ لكن لا يجوز لك أن تحتج بالقدر على المعايب، على ما تعاب عليه لا يجوز لك بحال أن تحتج بالقدر، تراخيت وعجزت وتكاسلت عن أداء واجب، نقول: نعم وإن كان مكتوباً عليك إلا أنه لا يجوز لك أن تحتج به؛ لأن الله جعل فيك وركب فيك من الحرية والاختيار ما يناسب مقاومة هذا العجز، فتكون ممن كتب له الكيس، وما يدريك هل اطلعت على ما كتب عليك؟ ((اعملوا فكل ميسر لما خلق له)) لا ظلم {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} [(46) سورة فصلت] فالاحتجاج بالقدر على المعاصي والمعايب لا يجوز بحال، بينما يحتج به على المصائب، ولذا في حديث الاحتجاج، احتجاج آدم وموسى، احتج آدم وموسى، موسى قال: أنت آدم وخلقك الله بيده، وأدخلك جنته، وفعل وترك وكذا، أخرجت نفسك وذريتك من الجنة، احتج آدم بالقدر، قال: "كم وجدت هذا مكتوباً عليّ قبل أن أخلق" قال: بكذا وكذا، فحجّ آدم موسى، آدم عصى بلا شك، فأكل من الشجرة لكنه ندم وتاب، وتاب الله عليه، فبقيت عنده آثار المعصية وهي المصيبة، فللإنسان أن يحتج بالقدر على المصائب، بينما المعايب وما يعاب عليه هذا لا يجوز له أن يحتج بالقدر عليها، والاحتجاج بالقدر على المصائب ديدن المشركين {لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا} [(148) سورة الأنعام] هذا ديدنهم الاحتجاج بالقدر، نشرح شرح مناسب يا إخوان؛ لأن الطلب كثير على إنهاء الكتاب، إذاً نشرح شرح نمشي يعني ما نطيل فيه، تقرير بعض المسائل، وإن كانت مسائل مهمة وتحتاج إلى وقوفٍ طويل وإيضاح وبيان لكن الوقت مثلما ترون.




توقيع أم الخطاب78
كيف يكون هذا الود؟ وما هي أسبابه؟ وثمراته؟

أم الخطاب78 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس