الموضوع: & تأملات أم...
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-10-09, 06:18 AM   #45
أمــــ هـــانـــئ
نفع الله بك الأمة
 
تاريخ التسجيل: 18-04-2009
المشاركات: 230
أمــــ هـــانـــئ is on a distinguished road
افتراضي

باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله- صلى الله عليه وسلم-وبعد:

نتابع القصة


**وبضدها تتميز الأشياء :-
حمّل الشيطان آدم تبعة خطئه؛ افتراء منه وظلما ،ولو أنصف من نفسه لاعترف بذنبه وأقر بمعصيته-حتى لو عوقب ما كانت تلك العقوبة لتصل إلى اللعن -عياذا بالله-فالانصاف الانصاف، والاقرار بالحق والانكسار بين يدي الخالق وطلب العفو والسماح أجدر بنا يا بني وأجمل، فارفق بنفسك ولا تزد عليها الهلكة بمزيد افتراء مع معصية، يكفيك معصية الجوارح ،واحذر أن تضم إليها معصية القلوب فتهلك كما هلك إبليس. أعيذك بالله من أن تردى.
وكذلك عصى آدم ربه

خلق الله آدم وخلق له حواء ثم أمره أن يسكن هو وزوجه الجنة ويتمتعا بكل ما فيها إلا إنه حرّم عليهما شجرة واحدة من الجنة نهاهما -سبحانه -عن الأكل منها ،ونبههما أن الشيطان لهما عدو ..... قال تعالى:{ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنْ الجنَّة فَتَشْقَى*. إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تَعْرَى*. وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى.*} طه117-119
{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ } البقرة35
- أنظر بنيّ :كما أمر الله إبليس بالسجود لآدم، أمر آدم بعدم الأكل من الشجرة ، هنا حسد إبليس آدوم وزاد حقده عليه وأضمر السوء لآدم وزوجه وأعتزم عزما أكيدا على إغوائهما ليوقعهما في المعصية كما فعل هو قبلُ ؛ليرديهما كما تَردَّى {ودّوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء} النساء:89،فأخذ يوسوس له ولزوجه ولبس لذلك ثوب الناصح الوادّ الذي يريد لهما الخير والخلود في النعيم :
{ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشّيْطان قَالَ ألا أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى}طه:19
{فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشّيْطان لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنْ الْخَالِدِينَ،}الأعراف :20ولم يكتف بذلك بل أبعد النجعة وأقسم كاذبا على أنه ما قال ذلك إلا نُصْحا منه لهما :{ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ}الأعراف21 /فصدقاه ولم يخطر ببالهما أن يقسم لهما كاذبا ،فمـا كانت النتيجة؟:-
{فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى }طه121
{فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الجنَّة} الأعراف 22
- انظر يا بنيّ : -
هنا عصى آدم كما عصى إبليس كلاهما لم يطع أمر الله له، وهنا عاتبهما ربهما كما عاتب إبليس قبلُ : {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ }الأعراف22/
انتبه تماما يا بني :-
لم يحاول آدم التنصل من خطئه-كما فعل إبليس- ولا برر معصيته بأنه خُدع من قِبّل الشيطان الذي لم يألُ جهدا في إغوائه وزوجه، حتى إنه أقسم كاذبا على أنه ناصح واد لهما ،وأخذ يوسوس لهما بذلك مرارا وتكرارا .لم يتعذر آدم بذلك بل سارع إلى الاعتراف بذنبه طالبا المغفرة، لِمَ لم يفعل؟
لأن الله حذّره - بدايةً- أن الشيطان عدو له ولزوجه، ولكنه نسي وصدّق أنه ناصح له، فوقع في المعصية، ولم يَرَ لنفسه عذرا يقدمه بين يدي ربه ؛انصافا من نفسه وانكسارا عند خطئه فلم يتكبر ولم يتجبر ولم يجمع لمعيصة جوارحه معصية قلبية -مخالفا بفعله ما فعله إبليس{وعهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما} فسارع آدم وبادر إلى الاعتراف بذنه مستغفرا منكسرا طالبا العفو من ربه والسماح وكذا فعلت زوجته
أنظر كيف ؟: -
{ قَاَلا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ} الأعراف23 ((وهذا اعتراف ورجوع إلى الإنابة، وتذلل وخضوع واستكانة، وافتقار إليه تعالى في الساعة الراهنة، وهذا السر ما سرى في أحد من ذريته إلا كانت عاقبته إلى خير في دنياه وأخراه.)) تقبل الله استفغار آدم ،وتاب عليه ولم يلعنه كما لعن إبليس ؛لأنه وإن كان شابه إبليس في أن كلاهما عصى أمر ربه إلا إنه لم يشبهه في فجوره و إلقائه تبعت معصيته على غيره ،فلم يفتر ولم يتكبر ولم يتجبر، فكانت معصيته معصية جوارح ليس لها أصل كفري في قلبه ،فلم يتردَ كما تردى إبليس.
مقارنة لابد منها:-
إبليس هلك لأنه :عصى وتكبر،بينما نجا آدم من الهلكة لأنه :وإن عصى-مثل إبليس-إلا أنه لم يتكبر بل انكسر لربه معترفا بذنبه.
والسؤال بمن تشّبه يا بنيّ؟! بل بمن نتشبّه نحن ؟؟ ولا أبرِّئُ نفسي .
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدينا لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئ الأخلاق لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.
أمــــ هـــانـــئ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس