عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-09, 03:53 AM   #1
معالي
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 03-07-2009
الدولة: جدة
المشاركات: 62
معالي is on a distinguished road
c1 تعريف العقيدة وموضوعها

تعريف العقيدة وموضوعها


العقيدة لغة :
من ( العَقْدِ ) وهو الرَّبطُ والشدُّ بقوة ، ومنه ، الإحكام والإبرام ، والتماسُكَ والمُراصَّةُ ، والإثباتُ والتَّوثُّقُ (انظر : لسان العرب ( عقد ) 3/295 – 300 )
ويطلق على العهد وتأكيد اليمين ( عَقْدٌ ) . وما عقد الإنسان عليه قلبه جازماً به فهو ( عقيدة ) .
العقيدة في الاصطلاح العام :

الإيمان الجازم ، والحكم القاطع ، الذي لا يتطرق إليه الشك لدى المعتقد . وهذا معنى العقيدة في الاصطلاح العام بصرف النظر عن نوع الاعتقاد ، حق أو باطل ، وسمي عقيدة لأن الإنسان يعقد عليه قلبه .

والعقيدة الإسلامية :
الإيمان الجازم بالله ، وما يجب له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته ، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين وأمور الغيب وأخباره . وما أجمع عليه السلف الصالح . والتسليم لله – تعالى – في الحكم والأمر والقدر والشرع . ولرسوله – صلى الله عليه وسلم – بالطاعة والتحكيم والاتباع .

موضوع علم العقيدة
العقيدة من حيث كونها علماً – بمفهوم أهل السنة والجماعة – تشمل : موضوعات :
التوحيد (يشمل ذلك توحيد الربوبية والإلهية والأسماء والصفات) ، والإيمان ، والإسلام ، والغيبيات ، والنبوات ، والقدر ، والأخبار ، وأصول الأحكام القطعية ، وسائر أصول الدين والاعتقاد ، ويتبعه الرد على أهل الأهواء والبدع وسائر الملل والنحل والمذاهب الضالة ، والموقف منهم .

وعلم العقيدة له أسماء أخرى ترادفه ، وتختلف هذه الأسماء بين أهل السنة وغيرهم ، فمن مسميات هذا العلم عند أهل السنة :

1- العقيدة : ( والاعتقاد والعقائد ) . فيقال : عقيدة السلف وعقيدة أهل الأثر ونحوه (من ذلك كتاب عقيدة السلف أصحاب الحديث – للصابوني – ت : 449 ، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة – للالكائي ، ت : 418 . والاعتقاد ، للبيهقي ، ت : 458) .

2- التوحيد؛ لأنه يدور على توحيد الله بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات ، فالتوحيد هو أشرف مباحث علم العقيدة وهو غايتها ، فسمي به هذا العلم عند السلف تغليباً . (من ذلك : كتاب التوحيد في الجامع الصحيح – للبخاري – ت : 256 ، وكتاب التوحيد وإثبات صفات الرب ، لابن خزيمة ، ت : 311 . وكتاب اعتقاد التوحيد ، لأبي عبد الله محمد بن خفيف ، ت : 371 . وكتاب التوحيد ، لابن منده ، ت : 359 . وكتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب)

3- السنة : والسنة الطريقة ، فأطلق على عقيدة السلف السنة لاتباعهم طريقة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه في ذلك . (وهذا الإطلاق هو السائد في القرون الثلاثة الفاضلة .
(من ذلك : كتاب السنة ، للإمام أحمد ، ت : 241 ، وكتاب السنة ، لعبد الله بن أحمد بن حنبل ، ت : 290 . والسنة ، للخلال ، ت : 311 . والسنة ، للعسال ، ت : 349 ، والسنة ، للأشرم ، ت : 273 . والسنة، لأبي داود ، ت : 275 .)

4- أصول الدين (من ذلك : كتاب أصول الدين ، للبغدادي ، ت : 429 ، والشرح والإبانة عن أصول الديانة ، لابن بطة ، ت : 378 ، والإبانة عن أصول الديانة ، للأشعري ، ت : 324 ) : وأصول الديانة ، والأصول هي أركان الإيمان وأركان الإسلام، والمسائل القطعية وما أجمع عليه الأئمة .

5- الفقه الأكبر : وهو يرادف أصول الدين ، مقابل الفقه الأصغر وهو الأحكام الاجتهادية . (من ذلك : كتاب الفقه الأكبر المنسوب لأبي جنيفة ، ت : 150 . )

6- الشريعة : أي ما شرعه الله ورسوله من سنن الهدى وأعظمها أصول الدين . (من ذلك : كتاب الشريعة ، للآجري ، ت : 360 . والإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ، لابن بطة ، ت : 378)

7- الإيمان : ويشمل سائر الأمور الاعتقادية .

هذه أشهر إطلاقات أهل السنة على علم العقيدة ، وقد يشركهم غيرهم في إطلاقها بالتبع ، كبعض الأشاعرة ، وأهل الحديث منهم بخاصة .

وهناك اصطلاحات أخرى تطلقها الفرق – غير أهل السنة – على هذا العلم ، من أشهر ذلك :

1- علم الكلام ، وهذا الإطلاق يعرف عند سائر الفرق المتكلمة ، كالمعتزلة والأشاعرة ، ومن يسلك سبيلهم ، وهو لا يجوز لأن علم الكلام حادث مبتدع ، ويقوم على التقوّل على الله بغير علم ، ويخالف منهج السلف في تقرير العقائد . (من ذلك : شرح المقاصد في علم الكلام ، للتفتازاني ت : 791)

2- الفلسفة : عند الفلاسفة ومن سلك سبيلهم ، وهو إطلاق لا يجوز في العقيدة لأن الفلسفة مبناها على الأوهام والعقليات الخيالية ، والتصورات الخرافية عن أمور الغيب المحجوبة .

3- التصوف : عند بعض المتصوفة والفلاسفة ، والمستشرقين ومن نحا نحوهم ، وهو إطلاق مبتدع لأنه ينبني على اعتبار شطحات المتصوفة ومزاعمهم وخرافاتهم في العقيدة .

4- الإلهيات : عند أهل الكلام ، والفلاسفة والمستشرقين وأتباعهم ، وغيرهم ، وهو خطأ لأن المقصود بها عندهم فلسفات الفلاسفة ، وكلام المتكلمين والملاحدة فيما يتعلق بالله – تعالى - .

5- ما وراء الطبيعة أو " الميتافيزيقيا " كما يسميها الفلاسفة والكتاب الغربيون ومن نحا نحوهم وهي قريبة من معنى الإلهيات . (انظر : الموسوعة العربية الميسرة ( ميتا فيزيقيا ) ص 1794)

ويطلق الناس على ما يؤمنون به ويعتنقونه من مبادئ وأفكار ( عقائد ) وإن كانت باطلة أو لا تستند إلى دليل عقلي ولا نقلي ، فإن للعقيدة مفهوماً صحيحاً هو الحق ، وهو عقيدة أهل السنة والجماعة المستمدة من الكتاب والسنة الثابتة ، وإجماع السلف الصالح .

وللعقيدة – أيضاً – مفاهيم باطلة ، وهي كل المعتقدات التي تعارض أو تخالف ما جاء عن الله – تعالى – وعن رسوله – صلى الله عليه وسلم – فإطلاق مفهوم العقيدة كمفهوم الدين ، فالدين الحق ( دين الله ) يسمى ديناً ، وكذلك تدين المشركين لغير الله يسمى ديناً ، قال – تعالى - : ( لكم دينكم ولي دين ) [ سورة الكافرون : الآية 5 ] .

فالشيوعي : يعتنق أراء وأهواء باطلة ويسميها عقيدة وديناً .

والبوذي : يعتنق أراء وأهواء باطلة ويسميها عقيدة وديناً .

واليهودي : يعتنق أراء وأهواء باطلة ويسميها عقيدة وديناً .

والنصراني : يعتنق أراء وأهواء باطلة ويسميها عقيدة وديناً .

أما العقيدة الإسلامية إذا أطلقت فهي : عقيدة أهل السنة والجماعة ؛ لأنها هي الإسلام الذي ارتضاه الله ديناً لعباده .

ونسبة أقوال الناس والفرق ومعتقداتها المخالفة للسلف إلى الإسلام لا تجعلها من العقيدة الإسلامية الحقة ، بل هي معتقدات تُنسب إلى أصحابها ، والحق منها براء ، وقد يسميها بعض الباحثين ( إسلامية ) ، من باب النسبة الجغرافية والتاريخية ، أو لمجرد دعوى الانتماء ، أي : أن أصحابها ومعتقديها يدّعون الإسلام ويسمونها إسلامية، لكن الأمر عند التحقيق يحتاج إلى العرض على الكتاب والسنة في أمر الاعتقاد ، فما وافق الكتاب والسنة واستمد منهما فهو الحق ، وهو من العقيدة الإسلامية ، وما لم يكن كذلك فيرد إلى صاحبه وينسب إليه .



http://www.wasateah.net/wasateah/was...ry.cfm?aid=225



توقيع معالي
[SIZE="6"][COLOR="Black"]لا يوجد شئ لعرضه[/COLOR][/SIZE]

التعديل الأخير تم بواسطة مروة عاشور ; 14-08-09 الساعة 10:51 PM
معالي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس