عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-09, 09:59 PM   #1107
آمال محمد سليمان
|الحياة العيش مع القرآن|
افتراضي

قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
الاية 90 من سورة يونس

وفي شرح الطبري

وَقَوْله : { قَالَ آمَنْت أَنَّهُ لَا إِلَه إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيل وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ قِيل فِرْعَوْن حِين أَشْرَفَ عَلَى الْغَرَق وَأَيْقَنَ بِالْهَلَكَةِ : { آمَنْت } يَقُول : أَقْرَرْت , { أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ } وَاخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة ذَلِكَ , فَقَرَأَ بَعْضهمْ وَهُوَ قِرَاءَة عَامَّة الْمَدِينَة وَالْبَصْرَة : " أَنَّهُ " بِفَتْحِ الْأَلِف مِنْ " أَنَّهُ " عَلَى إِعْمَال " آمَنْت " فِيهَا وَنَصْبهَا بِهِ . وَقَرَأَ آخَرُونَ : " آمَنْت إِنَّهُ " بِكَسْرِ الْأَلِف مِنْ أَنَّهُ عَلَى اِبْتِدَاء الْخَبَر , وَهِيَ قِرَاءَة عَامَّة الْكُوفِيِّينَ . وَالْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدِي أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مُتَقَارِبَتَا الْمَعْنَى , وَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيبٌ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 13815 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا يَحْيَى بْن وَاضِح , قَالَ : ثَنَا مُوسَى بْن عُبَيْدَة , عَنْ مُحَمَّد بْن كَعْب , عَنْ عَبْد اللَّه بْن شَدَّاد , قَالَ : اِجْتَمَعَ يَعْقُوب وَبَنُوهُ إِلَى يُوسُف , وَهُمْ اِثْنَانِ وَسَبْعُونَ , وَخَرَجُوا مَعَ مُوسَى مِنْ مِصْرَ حِين خَرَجُوا وَهُمْ سِتّمِائَةِ أَلْف , فَلَمَّا أَدْرَكَهُمْ فِرْعَوْن فَرَأَوْهُ , قَالُوا : يَا مُوسَى أَيْنَ الْمَخْرَج ؟ فَقَدْ أُدْرِكْنَا قَدْ كُنَّا نَلْقَى مِنْ فِرْعَوْن الْبَلَاءَ ؟ فَأَوْحَى اللَّه إِلَى مُوسَى : { أَنْ اِضْرِبْ بِعَصَاك الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلّ فِرْق كَالطَّوْدِ الْعَظِيم } وَيَبِسَ لَهُمْ الْبَحْر , وَكَشَفَ اللَّه عَنْ وَجْه الْأَرْض , وَخَرَجَ فِرْعَوْن عَلَى فَرَس حِصَان أَدْهَم عَلَى لَوْنه مِنْ الدُّهْم ثَمَانمِائَةِ أَلْف سِوَى أَلْوَانهَا مِنْ الدَّوَابّ , وَكَانَتْ تَحْت جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَرَس وَدِيق لَيْسَ فِيهَا أُنْثَى غَيْرهَا . وَمِيكَائِيل يَسُوقهُمْ , لَا يَشِذّ رَجُل مِنْهُمْ إِلَّا ضَمَّهُ إِلَى النَّاس . فَلَمَّا خَرَجَ آخِر بَنِي إِسْرَائِيل دَنَا مِنْهُ جِبْرِيل وَلَصِقَ بِهِ , فَوَجَدَ الْحِصَان رِيح الْأُنْثَى , فَلَمْ يَمْلِك فِرْعَوْن مِنْ أَمْره شَيْئًا , وَقَالَ : أَقْدِمُوا فَلَيْسَ الْقَوْم أَحَقّ بِالْبَحْرِ مِنْكُمْ ! ثُمَّ أَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْن حَتَّى إِذَا هَمَّ أَوَّلهمْ أَنْ يَخْرُجُوا اِرْتَطَمَ وَنَادَى فِيهَا : { آمَنْت أَنَّهُ لَا إِلَه إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ } وَنُودِيَ : { آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْت قَبْل وَكُنْت مِنْ الْمُفْسِدِينَ } 13816 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : ثَنَا شُعْبَة , عَنْ عَطَاء بْن السَّائِب , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس . وَعَنْ عَدِيّ بْن ثَابِت , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : يَرْفَعهُ أَحَدهمَا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : إِنَّ جِبْرَائِيل كَانَ يَدُسّ فِي فَم فِرْعَوْن الطِّين مَخَافَة أَنْ يَقُول لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه " . * - حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن عَمْرو بْن مُحَمَّد الْعَنْقَزِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبِي , قَالَ : ثَنَا شُعْبَة , عَنْ عَطَاء بْن السَّائِب , عَنْ عَدِيّ بْن ثَابِت , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " جَعَلَ جِبْرَائِيل عَلَيْهِ السَّلَام يَدُسّ أَوْ يَحْشُو فِي فَم فِرْعَوْن الطِّينَ مَخَافَة أَنْ تُدْرِكَهُ الرَّحْمَة " . 13817 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا حَكَّام , عَنْ عَنْبَسَة , عَنْ كَثِير بْن زَاذَانَ , عَنْ أَبِي حَازِم , عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قَالَ لِي جِبْرَائِيل : يَا مُحَمَّد لَوْ رَأَيْتنِي وَأَنَا أَغُطّهُ وَأَدُسّ مِنْ حَمْئِهِ فِي فِيهِ مَخَافَة أَنْ تُدْرِكَهُ رَحْمَة اللَّه فَيَغْفِر لَهُ " يَعْنِي فِرْعَوْن . 13818 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا حَجَّاج , قَالَ : ثَنَا حَمَّاد , عَنْ عَلِيّ بْن زَيْد , عَنْ يُوسُف بْن مِهْرَان , عَنْ اِبْن عَبَّاس , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَمَّا أَغْرَقَ اللَّه فِرْعَوْنَ قَالَ : آمَنْت أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيل , فَقَالَ جِبْرَائِيل : يَا مُحَمَّد لَوْ رَأَيْتنِي وَأَنَا آخُذ مِنْ حَمْأَة الْبَحْر وَأَدُسّهُ فِي فِيهِ مَخَافَة أَنْ تُدْرِكَهُ الرَّحْمَة " .

وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ
هود الاية 69
القول في تأويل قوله تعالى : { ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ } يقول تعالى ذكره : { ولقد جاءت رسلنا } من الملائكة وهم فيما ذكر كانوا جبرائيل وملكين آخرين . وقيل إن الملكين الآخرين كان ميكائيل وإسرافيل معه . { إبراهيم } يعني إبراهيم خليل الله { بالبشرى } يعني : بالبشارة . واختلفوا في تلك البشارة التي أتوه بها , فقال بعضهم : هي البشارة بإسحاق . وقال بعضهم : هي البشارة بهلاك قوم لوط . { قالوا سلاما } يقول : فسلموا عليه سلاما , ونصب " سلاما " بإعمال " قالوا " فيه , كأنه قيل : قالوا قولا وسلموا تسليما . { قال سلام } يقول : قال إبراهيم لهم : سلام . فرفع " سلام " , بمعنى عليكم السلام , كما قالوا : حل وحلال , وحرم وحرام . وذكر الفراء أن بعض العرب أنشده : مررنا فقلنا إيه سلم فسلمت كما اكتل بالبرق الغمام اللوائح بمعنى " سلام " . وقد روي " كما انكل " . وقد زعم بعضهم أن معناه إذا قرئ كذلك : نحن سلم لكم , من المسالمة التي هي خلاف المحاربة , وهذه قراءة عامة قراء الكوفيين . وقرأ ذلك عامة قراء الحجاز والبصرة { قالوا سلاما قال سلام } على أن الجواب من إبراهيم صلى الله عليه وسلم لهم , بنحو تسليمهم عليكم السلام . والصواب من القول في ذلك عندي : أنهما قراءتان متقاربتا المعنى , لأن السلم قد يكون بمعنى السلام على ما وصفت , والسلام بمعنى السلم , لأن التسليم لا يكاد يكون إلا بين أهل السلم دون الأعداء , فإذا ذكر تسليم من قوم على قوم ورد الآخرين عليهم , دل ذلك على مسالمة بعضهم بعضا . وهما مع ذلك قراءتان قد قرأ بكل واحدة منهما أهل قدوة في القراءة , فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب الصواب . وقوله : { فما لبث أن جاء بعجل حنيذ } وأصله محنوذ , صرف من مفعول إلى فعيل . وقد اختلف أهل العربية في معناه , فقال بعض أهل البصرة منهم : معنى المحنوذ : المشوي , قال : ويقال منه : حنذت فرسي , بمعنى سخنته وعرقته . واستشهد لقوله ذلك ببيت الراجز : ورهبا من حنذه أن يهرجا وقال آخر منهم : حنذ فرسه : أي أضمره

فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا

سورة الممتحنة الاية 11


وقوله : { فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا } يقول : فأعطوا الذين ذهبت أزواجهم منكم إلى الكفار مثل ما أنفقوا عليهن من الصداق . واختلف أهل التأويل في المال الذي أمر أن يعطى منه الذي ذهبت زوجته إلى المشركين , فقال بعضهم : أمروا أن يعطوهم صداق من لحق بهم من نساء المشركين . ذكر من قال ذلك : 26343 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال . أخبرني يونس , عن الزهري , قال : أقر المؤمنون بحكم الله , وأدوا ما أمروا به من نفقات المشركين التي أنفقوا على نسائهم , وأبى المشركون أن يقروا بحكم الله فيما فرض عليهم من أداء نفقات المسلمين , فقال الله للمؤمنين : { وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون } فلو أنها ذهبت بعد هذه الآية امرأة من أزواج المؤمنين إلى المشركين , رد المؤمنون إلى زوجها النفقة التي أنفق عليها من العقب الذي بأيديهم , الذي أمروا أن يردوه على المشركين من نفقاتهم التي أنفقوا على أزواجهم اللاتي آمن وهاجرن , ثم ردوا إلى المشركين فضلا . إن كان بقي لهم .

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ

الممتحنة الاية 7

القول في تأويل قوله تعالى : { يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون } . يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيله يوم القيامة للذين جحدوا وحدانيته في الدنيا { يا أيها الذين كفروا } الله { لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون } يقول : يقال لهم : إنما تثابون اليوم , وذلك يوم القيامة , وتعطون جزاء أعمالكم التي كنتم في الدنيا تعملون , فلا تطلبوا المعاذير منها

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواالْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا

النساء الاية 47



القول في تأويل قوله تعالى : { يا أيها الذين أوتوا الكتاب } يعني جل ثناؤه بقوله : { يا أيها الذين أوتوا الكتاب } اليهود من بني إسرائيل الذين كانوا حوالي مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال الله لهم : يا أيها الذين أنزل إليهم الكتاب فأعطوا العلم به .

{ آمنوا } يقول : صدقوا بما أنزلنا إلى محمد من الفرقان

النقاء



توقيع آمال محمد سليمان
اللهم اجعلني من أهل القرآن الذين يرتقون بالقرآن
آمال محمد سليمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس