عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-09, 09:27 PM   #1095
طموح داعية
معلمة بمعهد خديجة
افتراضي

معاني الاستواء عند ابن القيم

نأخذ الوجه الأول؛ لأن المهم عندنا هو معرفة معنى الاستواء في لغة العرب، وإذا فقهناه فما بعده فهو واضح، يقول ابن القيم رحمه الله: "أحدها: أن لفظ الاستواء في كلام العرب الذي خاطبنا الله تعالى بلغتهم، وأنزل بها كلامه نوعان: مطلق ومقيد، فالمطلق: ما لم يوصل معناه بحرف" أي: لا يتعدى بحرف (إلى) ولا (على) ولا أي حرف من الحروف المتعدى بها.



يقول: "مثل قولـه تعالى: وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى [القصص:14] وهذا معناه كمل وتمَّ، يقال: استوى النبات واستوى الطعام" بمعنى: نضج، فاستوى بمعنى: تمَّ وكمل ونضج، هذا المطلق.

قال: "وأما المقيد فثلاثة أضرب" أي: بحسب الحرف الذي يتعدى به فعل (استوى).



"أحدها: مقيد بـ(إلى)، كقوله تعالى: ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ [فصلت:11]، واستوى فلان إلى السطح، وإلى الغرفة، وقد ذكر الله سبحانه هذا المعدى بـ(إلى) في موضعين من كتابه: في البقرة في قوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ [البقرة:29]، والثاني في سورة السجدة قوله تعالى: ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ [فصلت:11]".

ومقصوده رحمه الله سورة فصلت، وقال: في سورة السجدة؛ لأن فيها سجدة، فهو من باب تعدد أسماء السور، فإذا قيل: (الم السجدة) فهي تلك المعروفة عندنا بسورة السجدة، أما إذا قيل: (حم السجدة) فهي (فصلت).



يقول: "وهذا بمعنى العلو والارتفاع بإجماع السلف ، كما سنذكره ونذكر ألفاظهم بعد إن شاء الله.



والثاني: مقيد بـ(على)، كقوله تعالى: لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ [الزخرف:13] وقوله: وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ [هود:44] وقوله: فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ [الفتح:29] وهذا أيضاً معناه العلو والارتفاع والاعتدال، بإجماع أهل اللغة.



الثالث: المقرون بواو (مع)، التي تعدي الفعل إلى المفعول معه، نحو: (استوى الماء والخشبة)، بمعنى: ساواها" واستوى زيد وعبد الله، أي: تساويا، إما في العلم، أو في العمر، أو وصلا إلى غاية السباق سواء، ونقول: استوى زيد وعبد الله، أي: تماثلا وتشابها كما تقدم في كلام ابن الأعرابي .


فريق النقاء



توقيع طموح داعية
« اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ. فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ. أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ. اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ »
طموح داعية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس