من أدوات الإعراب (الفاء)
(الفاء): حرف عطف للترتيب والتعقيب.
يعني أن الفاء تفيد شيئين: الترتيب، ومعناه: مجيء الثاني بعد الأول. هذا معنى الترتيب: مجيء الثاني بعد الأول. والتعقيب: مجيء الثاني بعد الأول بلا مهلة. يعني: بلا فاصل زمني. تقول: دخل محمدٌ فعمرو. إذا كان دخول عمرو بعد محمد مباشرة، هذا معنى أنها للترتيب والتعقيب.
ويقول النحويون: إن التعقيب في كل شيء بحسبه، فأنت يصح أن تقول: ( دخل محمد فعمرو ) إذا كان وراءه مباشرة، ويصح أن تقول: ( دخلت المدينة فمكة ) إذا لم يكن بين مكة والمدينة إلا الطريق، لكن لو فرض أنك جلست بالمدينة ما يصلح العطف بالفاء هنا، لكن مع هذا أنت تقول: دخلت المدينة فمكة، فيه فاصل بين مكة والمدينة، فيه فاصل الذي هو الطريق.
طيب كيف أفادت الفاء الترتيب والتعقيب مع أنه فيه فاصل؟ لأنهم يقولون الفاصل في كل شيء بحسبه، ويقصدون أنه مثل المثال، هذا لا بد من الفاصل؛ لأنه ما في إنسان يدخل المدينة فمكة إلا بواسطة الطريق بينهما، ومن أمثلتهم التي يقولونها إنها صحيحة، يقولون: تزوج محمد فولد له، مع أنه بين الزواج والولادة على أقل تقدير تسعة أشهر.
لكن يقولون التعقيب في كل موضع بحسبه، ويدل على هذا قول الله -تعالى-:
ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ مع أنه ما هو على طول يموت؛ الميت يدفن، يغسل، يكفن ويصلى عليه، وقد يجلس مدة كما في هذا الزمن قبل ما يدفن لانتظار فُلان وَلَّا عِلَّان، لكن لماذا جاءت تلك؟ دليل على أنه ما في بعد الوفاة إلا القبر، هذا معنى قولهم: "التعقيب في كل شيء بحسبه".