عرض مشاركة واحدة
قديم 29-05-09, 05:27 PM   #13
سارة بنت محمد
نفع الله بك الأمة
 
تاريخ التسجيل: 09-05-2009
المشاركات: 663
سارة بنت محمد is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم

بارك الله فيك أختي يسعدني استفادتك

تابع الموضوع :

بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله

نتابع كلام ابن القيم رحمه الله تعالي:

:"": وأما شرف النفس ، فهو صيانتها عن الدنايا والرذائل والمطامع التي تقطع أعناق الرجال، فيربأ بنفسه عن أن يلقيها في ذلك ، بخلاف التيه فإنه خلق متولد من أمرين : إعجابه بنفسه وازدرائه بغيره ، فيتولد من بين هذين التيه .
والأول يتولد من بين خلقين كريمين إعزاز النفي وإكرامها وعظيم مالكها وسيدها أن يكون عبده دنيا وضيعا خسيسا ، فيتولد من بين هذين الخلقين شرف النفس وصيانتها
وأصل هذا كله استعدادها وتهيؤها وإمداد وليها ومولاها لها
فإذا فقد الاستعداد والامداد ..فقد الخير كله
:"":

هذا الكلام يحتاج الي ألف مجلد لشرحه ...لكن جهدنا جهد المقل ..وكل علي قدره ...بلغوا عني ولو آية

نبدأ باسم الله مستعينين به

ها هنا يفرق ابن القيم بين عملين من أعمال القلوب: شرف النفس والتيه
والأول عمل يرفع صاحبه ...والثاني عمل يضعه ويضيعه !

وقد يكون تصرف المتخلق بأحدهما كتصرف الأخر في الظاهر

أقول قد

فمثلا رجلان وجه لهما شخص دعوة فرفضا

الفعل واحد : الرفض ....وفرق بين الفاعلين كما بين السماء والأرض!!

الأول رفض الدعوة لأنها دعوة آثمة...إلي حفل فيه مخالفات شرعية
والثاني رفض لأن الداع أقل وأحقر - في اعتقاده- من أن يلبي دعوته

فالأول رفض لشرف نفسه ...والثاني لتيهه وطغيانه

فحين تُرمى أيها الملتزم بالكبر لأنك رفضت دعوة ....أو زيارة ...أو هدية ...

فتفقد نفسك أولا ...هل الرفض لشرف النفس وصيانتها عن الدنايا ؟؟ أم الرفض للتيه والكبر والتطاول علي الخلق؟

وعندها تعرف أن التهمة جائرة ....أو في موضعها!!

وقبل أن نشرع في تناول كلام ابن القيم الثمين بالتفصيل ...لدي تنبيه هام جدا

لا تستغل شرع الله لتبرر أهدافك الدنيوية

إياك ثم إياك ...باب يفزعني ويقض مضجعي

أن أسلك طريقا لحظ النفس ...ثم أدعي أنه لله ...وأستغل علمي بالفروق!!

فلنـــعلم جميـــعا ..

"لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب"آل عمران

فكما سيبين ابن القيم في فرق قريب ..أن ما كان لله يجب أن يكون كما أمر الله تعالى..فتنبه

ما كان لله لابد أن يكون وفق شرع الله

فلا يمكن أن تكره زيد فتسبه وتلعنه في غيابه وتدعي أنك تحذر منه لله.....
ولا يمكن أن تكره عمرو فتضربه وتدعي أنك تنهاه عن المنكر....!!!

فإن ما كان لله... يحاسب فيه الانسان نفسه ألف ألف مرة

ويحرص على أن يزينه لله ...

وللكلام تفصيل دقيق إن شاء الله تعالي يوضح المقصود ...
سارة بنت محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس