أخوات هود : الواقعة وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت والمرسلات وفي رواية والحاقة.
قال العلماء في (شيبتني هود وأخواتها) :
لعل ذلك لما فيهن من التخويف الفظيع والوعيد الشديد لاشتمالهن مع قصرهنّ على حكاية أهوال الآخرة وعجائبها وفظائعها وأحوال الهالكين والمعذبين مع ما في بعضهن من الأمر بالاستقامة كما مر وهو من أصعب المقامات ، وهو كمقام الشكر إذ هو صرف العبد في كل ذرة ونفس جميع ما أنعم اللّه به عليه من حواسه الظاهرة والباطنة إلى ما خلق لأجله من عبادة ربه بما يليق بكل جارحة من جوارحه على الوجه الأكمل ، ولهذا لما قيل للمصطفى صلى اللّه عليه وسلم وقد أجهد نفسه بكثرة البكاء والخوف والضراعة: أتفعل هذا وقد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً
ولكن قد روي أن عدد الشعرات البيضاء لم تتجاوز الأربعة عشر شعرة فكيف يتفق هذا مع الحديث يقول العلامة محمد ملا على القاري :
أي : ظهر عليك آثار الضعف قبل أوان الكبر ، وليس المراد منه ظهور كثرة الشعر الأبيض عليه ؛ لما روى الترمذي عن أنس قال ما عددت في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحيته إلا أربع عشرة شعرة بيضاء ".
وذلك لما في هذه السور من أهوال يوم القيامة. والمثلات [ أي: العقوبات ]النوازل بالأمم الماضية أخذ مني مأخذه حتى شبت قبل أوانه .
والله أعلم
وقال ابن عباس: ما نزل على النبي صلى اللّه عليه وسلم آية كانت أشق ولا أشد من قوله تعالى {فاستقم كما أمرت} ولذلك قال صلى اللّه عليه وسلم لأصحابه حين قالوا أسرع إليك الشيب قال: شيبتني هود إلخ.
فالفزع يورث الشيب قبل موعده فهذه السورة اشتمل على الوعيد الهائل ، والهول الطائل الذي يفطر الأكباد ، ويذيب الأجساد قال تعالى : {يوماً يجعل الولدان شيباً} وإنما شابوا من الفزع[/size].
فريق النقاء
|