عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-09, 08:35 AM   #4
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon144 تابع الشريط الاول ............

المتن :




فوائد معرفة أسباب النزول :


معرفة أسباب النزول مهمة جدا ، لأنها تؤدي إلى فوائد كثيرة منها :




1- بيان أن القران نزل من الله تعالى ، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الشي



، فيتوقف عن الجواب أحيانا ، حتى ينزل عليه الوحي ، أو يخفى الأمر الواقع، فينزل الوحي




مبينا له . مثال الأول : قوله تعالى : (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ




مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلاً) (الإسراء :85) . ففي صحيح البخاري "(7) عن عبد الله ابن مسعود رضي




الله عنه : أن رجلا من اليهود قال : يا أبا القاسم ما الروح ؟ فسكت ، وفي لفظ : فأمسك النبي




صلى الله عليه وسلم ، فلم يرد عليهم شيئا ، فعلمت أنه يوحى إليه، فقمت مقامي ، فلما نزل




الوحي قال (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) (الإسراء :85) الآية مثال الثاني


قوله تعالى (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلّ)(المنافقون: الآية 8) وفي


صحيح البخاري (8) أن زيد ابن أرقم رضي الله عنه سمع عبد الله ابن أبى رأس المنافقين



يقول ذلك ، يريد أنه الأعز ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأذل ، فأخبر زيد عمه



بذلك ، فأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم زيدا فأخبره بما



سمع ثم أرسل إلى عبد الله ابن أبي وأصحابه ، فحلفوا ما قالوا ، فصدقهم رسول الله صلى الله



عليه وسلم ، فأنزل الله تصديق زيد في هذه الآية ؛ فاستبان الأمر لرسول الله صلى الله عليه



وسلم .



2- بيان عناية الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم في الدفاع عنه مثال ذلك قوله تعالى : (



وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً) (


الفرقان:32) وكذلك آيات الإفك ؛ فإنها دفاع عن فراش النبي صلى الله عليه وسلم وتطهير له



عمّا دنسه به الأفاكون .



3- بيان عناية الله تعالى بعباده في تفريج كرباتهم وإزالة غمومهم . مثال ذلك آية التيمم ، ففي



" صحيح البخاري " (9) أنه ضاع عقد لعائشة رضي الله عنها ، وهي مع النبي صلى الله



عليه وسلم في بعض أسفاره فأقام النبي صلى الله عليه وسلم لطلبه ، وأقام الناس على غير


ماء ، فشكوا ذلك إلى أبي بكر ، فذكر الحديث وفيه : فأنزل الله أية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن



حضير : ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر . والحديث في البخاري مطولاً


4- فهم الآية على الوجه الصحيح . مثال ذلك قوله تعالى : (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ


اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا)(البقرة: الآية 158) أي يسعى



بينهما ، فإن ظاهر قوله : (فَلا جُنَاحَ عَلَيْه)ِ (البقرة: الآية 158 ) أن غاية أمر السعي بينهما ،


أن يكون من قسم المباح ، وفي صحيح البخاري " (10) عن عاصم بن سليمان قال : سألت



أنس بن مالك رضي الله عنه عن الصفا والمروة ، قال : كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية ، فلما


كان الإسلام أمسكنا عنهما ، فأنزل الله تعالى : ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ (البقرة:



الآية 158) إلى قوله : (أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا) (البقرة: الآية 158) وبهذا عرف أن نفي الجناح


ليس المراد به بيان أصل حكم السعي ، وإنما المراد نفي تحرجهم بإمساكهم عنه ، حيث كانوا



يرون أنهما من أمر الجاهلية ، أما أصل حكم السعي فقد تبين بقوله:(مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ )(البقرة:



الآية 158)




شرح الشيخ


طيب الآن :



هل العبرة بعموم اللفظ ام بخصوص السبب ؟



العبرة بعموم اللفظ , ثم قال المؤلف


فوائد معرفة اسباب النزول :



معرفة اسباب النزول مهمة جدا لانها تؤدي الى فوائد كثيرة , منها :



1" بيان ان القرآن نزل من الله تعالى , وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم , يسأل عن الشئ



فيتوقف عن الجواب أحيانا , حتى ينزل عليه الوحي . او يخفى عليه الامر الواقع فينزل




الوحي مبينا له . وهذا يدل على ان القرآن نزل من عند الله , لانه لو كان رسول الله صلى الله


عليه وسلم كاذبا وحاشاه من ذلك , ما انتظر نزول الوحي , لبت في الامر , ولهذا لما سألوه




عن اصحاب الكهف , قال اخبركم غد , لانه ما عنده علم , جاء الغد لم ينزل شيئا من القرآن




.... الى خمسة عشرة يوما لم ينزل شيئا , لانه صادق لا يمكن ان يتقول على الله . حتى نزلت




قصة فقصها على الناس


اذن معرفة اسباب النزول تبين ان القرآن من عند الله تبارك وتعالى ينزله على رسوله محمد


صلى الله عليه وسلم .


مثال الاول : قوله تعالى


-( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )- [



الإسراء/85]



ما المراد بالروح ؟ يعني روح الانسان , التي اذا كانت في البدن فان الانسان يتحرك واعي




... واذا غابت عن البدن صارت جثة , في صحيح البخاري , عن عبد الله بن مسعود رضي




الله عنه ان رجلا من اليهود قال : يا ابا القاسم , ما الروح ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه


وسلم , ولو كان كاذبا يريد ان يمشي نفسه , لقال الروح كذا وكذا .. لان السائل يهودي ,


واليهودي يسأل للاستفسار ام للتحدي ؟ للتحدي لا شك ,



وفي لفظ : فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليهم شيئا , فعلمت انه يوحى اليه


فقمت مقامي , فلما نزل الوحي قال :



-( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )- [


الإسراء/85


فقطع الله العلم بها , الروح من أمرالله لا يعلمها الا هو , وما أوتيتم من العلم الا قليلا , هذا


توبيخ للسائل عن الروح , كأنه يقول : ما بقي عليك من العلم الا الروح ؟ , حتى تسأل عنها


وقد فاتك من العلم الشئ الكثير , وبهذه الآية يمكن ان نجيب هؤلاء الذين يسألون عن كيفية



اثبات الله او اي من امور الغيب , نقول : -( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )- [الإسراء/85]



اذا قال كيف كان الحر في الدنيا من فيح جهنم ؟ نقول : ما بقي عليك من العلم الا هذا , تعال




أيها الحريص على العلم أخبرني عن روحك , هل يستطيع ان يجيب ؟ ما يستطيع ابدا ,


فنقول اذا عجزت عن فهم ما بين جنبيك وهذه حالتك فكيف تسأل عن ما فوق ذلك ؟



المهم : قاعدة تنير القلب , وتشرح الصدر : ان الشئ الذي لا يمكن ادراكه لا تسأل عنه ونقول



لمن يسأل :



ما بقي عليك من العلم الا هذا تسأل عنه


اسأل عن الوضوء وعن الصيام والزكاة ....



المثال الثاني : قوله تعالى :



-( يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين



ولكن المنافقين لا يعلمون )- [المنافقون/8]



من هم ؟ المنافقون


المنافقون أغنياء , وهم أعزاء بأنفسهم وهم أذلة , ماذا قالوا ؟




قالوا لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا


-( هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات


والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون )- [المنافقون/7]


يعني واذا انفضوا أنفقوا عليهم ؟ (حتى) هنا للتعليل وليست للغاية , لخلاف قوله تعالى :



-( قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى )- [طه/91]


فهنا (حتى ) للغاية .


اذن , فأجابهم الله تعالى :


-( ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون )- [المنافقون/7]



والرزق ليس بأيديهم , وانما بيد الله , وما رزقهم الله المال الا فتنة لهم .



في صحيح البخاري ان زيد بن علقمة رضي الله عنه , سمع عبد الله ابن أبي ّ ( رأس




المنافقين , وله ولد هو عبد الله من صالح المؤمنين )يقول : سمعه يقول ذلك , لئن رجعنا الى


المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل , يعني بالاعز نفسه وأصحابه , ويعني بالاذل رسول الله



صلى الله عليه وسلم واصحابه . فأخبر زيد عنه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك , فجاء النبي




بزيد يسأله ثم ارسل الى عبد الله بن أبيّ وأصحابه , فحلفوا ما قالوا , ويحلفون على الله الكذب




وهو يعلمون , وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحكم الا بما يسمع , مع ان زيد بن




علقمة أخبره . لكن رسول الله لا يقبل الدعوى الا بالبينة , فصدقهم عليه الصلاة والسلام وهذا




من الحكمة , فأنزل الله تصديق زيد في هذه الآية , فاستبان الامر لرسول الله صلى الله عليه




وسلم , المنافقون انزل الله فيهم سورة كاملة سورة المنافقون . كما انزل فيهم عدة آيات في



سورة التوبة , ولهذا كانت هذه السورة من أشد السور على المنافقين , لانها فضحتهم , وانزل




الله تعالى في واحد من الكافرين سورة كاملة , من هو ؟



ابو لهب , لانه عم الرسول كان يجب عليه ان يكون اول الناس المؤمنين به ويدافع عنه , لا



ان يكون من اشد الناس عداء له واشد كفرا به والعياذ بالله , فاستحق بفعله القبيح الشنيع ان



تنزل فيه سورة كاملة ,نسأل الله ان يعيذنا واياكم من النفاق .





_ من فوائد معرفة اسباب النزول ايضا :



بيان عناية الله سبحانه وتعالى برسوله صلى الله عليه وسلم في الدفاع عنه , مثاله ,


قوله تعالى :



-( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا

)- [الفرقان/32]



الكتب التي تنزل على الرسل السابقين تنزل جملة واحدة , ومحمد صلى الله عليه وسلم ينزل


عليه القرآن جملة واحدة , فيقول الكافرون هلا ّ نزّل عليه القرآن جملة واحدة , وقصدهم في



ذلك التشكيك في ان هذا الوحي من عند الله , فأجاب الله تعالى عنه قال : انزلناه كذلك لنثبت




به فؤادك ونقويك . أرئيتم لو نزل عليه القرآن جملة واحدة لكان فيه مفاسد لكانت تنزل الاحكام




كلها من اولها الى آخرها جملة واحدة في أناس وثنيين لا يعرفون الحق , هل يكون هذا مقبولا


؟ او يتردد فيه الكثير ؟


طبعا يتردد فيه الكثير , يقولون هذه أوامر كثيرة , وحبس حريات كما يقولون , لكن اذا نزل


كاللبن للرضيع , يمتصه شيئا فشيئا , نفع أكثر . ولهذا قال تعالى :



-( كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا )- [الفرقان/32]


اي نقويك كلما فتر الوحي ازداد الرسول صلى الله عليه وسلم شوقا الى الوحي , فنزلت



الآيات تثبيتا لرسول الله عليه الصلاة والسلام . وقوله : -( ورتلناه ترتيلا )- اي أنزلناه عل


مهل وعلى مكث كما قال تعالى في آية أخرى :



-( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا )- [الإسراء/106]



وكونه يأتي شيئا فشيئا , مرتلا , لا شك انه اسهل على الناس في حفظه , وتعلمون ان


الصحابة لم يكن عندهم كتابة , فأكثر ما يكون عندهم الحفظ .


وفي قوله تعالى


-( أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا )- [المزمل/4]




اي اقرأه على مهل , واما زعم أهل التجويد ان يقرؤه مجودا فليس كذلك , فقد يقرأه مرتلا مع




الاسراع فيه , ولكن القصد هو قراءته على مهل


وكذلك آية الافك فانها دفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم , وتطهيرا له ,لا يخفى علينا جميعا



ان رجلا يقال له في امراته , وهي أحب النساء اليه , انها بغاء , ماذا يكون الموقف ؟ سيكون




صعبا حرجا , ولهذا فتر الوحي واصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والغم ما لا يشعر



به أحد , زوجته وبنت صديقه وأحب النساء اليه , ترمى بهذا الفعل الشنيع والعياذ بالله , فكان




يدخل عليها وهي مريضة بالحمى فيسأل ويقول : كيف تيك ؟


وهو اسم اشارة للبعيد , ولا يتحدث اليها ولا يستانس بها . لان الامر عظيم , لو ان الانسان




ركن الى زوجته الباغية , لقيل هذا ديوس , ولهذا قال تعالى :


-( إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم




)- [النور/15]


-( ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم )- [النور/16]



اي ان زوجة نبي الله منزهة عن ذلك




-( لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين )- [


النور/12]


اي يظنون بأم المؤمنين ما يظنون بأنفسهم , البراءة من كل هذا ,


فالمسألة عظيمة , فلما نزل الوحي والرسول في بيت عائشة رضي الله عنها , نزل بعشر



آيات محكمات عظيمات يتقرب المسلمون بهن الى الله عز وجل , ولهم بكل حرف منها حسنة



والحسنة بعشر أمثالها ,شوف الفرج من الله عز وجل , نزلت الآيات العظيمة , ولهذا أجمع



المسلمون على ان من قذف عائشة بما برأها الله منه فانه كافر مرتد يقتل على كل حال ,بل



قالوا لو قذفها بغير ذلك او قذف واحدة من أمهات المؤمنين فهو كافر مرتد لا تقبل منه توبة



يقتل على كل حال , وهو أذل عندنا من الجعلان, آيات الافك , نعرف سبب النزول , سبب



النزول هو خوض هؤلاء المنافقين ومن اغتر بهم في هذا الامر العظيم , اذن فيه بيان عناية



الله عز وجل برسوله صلى الله عليه وسلم ونعم المرسل ونعم الرسول , وعناية الله سبحانه



وتعالى بفراش الرسول ان يدنس , والله لو دنس فراش واحد من الناس لكان الامر عظيما ,



فكيف بفراش النبي صلى الله عليه وسلم , ولهذا انزل الله الآيات في الدفاع عن فراش الرسول



صلى الله عليه وسلم , وتطهيرا له عما دنسه به هؤلاء الأفاكون . هو تطهير لعائشة ,



وتطهيرا للرسول عليه الصلاة والسلام , فحصل بذلك طمأنينة الرسول الكريم وبيان عناية الله



به وخذلان هؤلاء الخبثاء , الذين قال الله فيهم :


-( إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما



اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم )- [النور/11]


الذي تولى كبره هو عبد الله بن أبي ّ له عذاب عظيم في الآخرة , في الدنيا لم يحده الرسول



عليه الصلاة والسلام , ما أقام عليه الحد , مع انه أقام الحد على حسان بم ثابت وامراته , اقام



الحد على مصطة وامرأته , لكنه لم يقم الحد على عبد الله بن أبيّ مع انه تولى كبره , لماذا ؟


اكتفاء بقوله تعالى :


والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم )- [النور/11]


ثانيا : الحد تطهير , وعبد الله بن أبي ّ الخبيث ليس أهل للتطهير , بل هو رجس .


سبب ثالث : عبد الله بن أبي ّ زعيم قومه والنبي صلى الله عليه وسلم يحب التأليف وربما



يحصل من قومه ما لا تحمد عقباه لو أقيم عليه الحد , فتركه الرسول عليه الصلاة والسلام .


سبب رابع : ان الخبيث عبد الله بن أبي ّ مكار حاذق لا يصرح بالأمر بل يأتي المجالس



ويلمح للأمر , قيل ان عائشة كذا وكذا ... فهو يشي بالحديث لكن لا يصرح , وما كان كذلك



فإنه لا يحد .


فالمهم ان ترك حدّ النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الخبيث كانت تلك أسبابه .


المقصود مما سبق هو ان الامر عظيم يتفطر القلب منه وشاهده من درسنا هو بيان عناية الله



سبحانه وتعالى برسوله , والدفاع عنه .



نعود للمتن


ثالثا : بيان عناية الله تعالى بالدفاع عن عباده بتفريج كرباتهم وازالة غمومهم . مثال ذلك :


آية التيمم , ففي صحيح البخاري انه ضاع عقد لعائشة رضي الله عنها وهي مع النبي صلى



الله عليه وسلم في بعض أسفاره , فأقام النبي صلى الله عليه وسلم لطلبه , وأقام الناس على



غير ماء , فشكو ذلك الى أبي بكر , فذكر الحديث وفيه : أنزل الله آية التيمم فتيمموا , .


سبحان الله , فرج , الناس صعب عليهم الامر , ما عندهم ماء , ولا يمكن ان يعصوا الرسول



صلى الله عليه وسلم فيدفعوا عن هذا المكان , والنبي صلى الله عليه وسلم حبسهم على هذا



المكان , اولا لانه مال , والمال قليل , ثانيا ان عائشة تتحلى به لمن ؟ للنبي عليه الصلاة



والسلام أشرف الخلق , فهو عقد ذو قيمة , ثالثا : ان الرسول صلى الله عليه وسلم مربي لأمته



بمقاله وفعاله , حتى يعلموا ما للزوجات من حقوق , وانه تجب مراعاتهن , وحتى يعرفوا قدر



المال فلا يضيعوه بلا فائدة .


فالمهم ان الرسول قد حبسهم على هذا وليس معهم ماء والصلاة قد قامت , أنزل الله آية التيمم



فكان فيها فرج عظيم وهي مصداق قوله تبارك وتعالى :


-( فإن مع العسر يسرا )- [الشرح/5] -( إن مع العسر يسرا )- [الشرح/6]


ما اكثر الشواهد لهذه القاعدة العامة , في ارضاع المرأة المطلقة ولدها , يقول تعالى :


-( فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له



أخرى )- [الطلاق/6]


فإذا تعاسر الأبوان في ارضاع الولد , فالحل قريب جدا , فسترضع له أخرى , من أين ؟ من



فاطر السموات والارض , ييسر له ذلك , لان وعد الله حق .


قال أسيد بن الحضير , ما هي بأول بركتكم يا آل ابي بكر.


صدق رضي الله عنه , آل ابي بكر لهم بركات , لا على النبي صلى الله عليه وسلم فحسب ,



ولا على الامة فحسب , ولو لم يكن لهم بركات على الامة الا خلافة ابي بكر لكفى بها بركة.


حصل بها خير كثير , قتال اهل الردة , وعزة المسلمين , وتولية الفاروق , هذه من حسنات



ابي بكر , انه حسم النزاع بولاية العهد لعمر , وانه وضع الحق في نصابه تماما , ولهذا تعد



خلافة عمر من مناقب ابي بكر رضي الله عنه , وفي هذا الحديث دليل على انه لا بأس ان



تكون للانسان بركة علم , لكن ليست بركة الصوفية الذين يتبركون حتى بالنعال , لا,,



البركة بركة علم , بركة تيسير الامور , كثيرا ما تتيسر الامور بقدوم شخص ما , من باب



التفاؤل , وكثيرا ما يكون الانسان سببا لخير كثير , في اعانته لمظلوم او محتاج , او تعليمه



لجاهل ... كلها بركات ,


فقول الناس لشخص : هذه من بركاتك , هذا اذا صدق فهو حقيقة , هذا الشخص اذا حضر في



مجلس وعلم الناس وارشدهم , فهذه من البركة .


رابعا : فهم الآية على الوجه الصحيح : ان تفهم الآية على الوجه الصحيح لها , مثال ذلك ,



قوله تعالى :


-( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما



ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم )- [البقرة/158]


اي ان يسعى بينهما , الصفا يقع شرقا عن الكعبة , واعلاه جبل ابي قبيس , المروة يقع عنها



شرق الشمال واعلاه جبل يسمى قعيقعان.


ظاهر قوله تعالى ان غاية امر السعي بينهما ان يكون من القسم المباح وليس واجبا , لكن اذا



عرفت السبب يزول هذا الخلاف, ففي صحيح البخاري عن عاص بن سليمان قال سألت انس



بن مالك رضي الله عنه , عن الصفا والمروة , فقال : كنا نرى انهما من امر الجاهلية , فلما



كان الاسلام امسكنا عنهما , (فصاروا يطوفون بالبيت , ولا يسعون ) فأنزل الله تعالى الآية



فجعلهما من الشعائر ,


ويكون فلاجناح عليهما نفيا لما يتوهم من الاثم بالطواف بهما وليس نفيا لأصل الحكم , بل هو



نفي لما يتوهم من الاثم بالطواف بهما , والآية تدل على هذا لانه قال : من شعائر الله , وما



كان من شعائر الله فهل يقتصر بحكمه على ان يقال : لا جناح عليك ان تفعل , لا , بل هو



مطلوب .


اذن فوائد معرفة اسباب النزول اربعة

التعديل الأخير تم بواسطة إيمان مصطفى عمر ; 01-02-09 الساعة 05:19 PM
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً