عرض مشاركة واحدة
قديم 20-10-08, 04:43 PM   #3
عصام العويد
حفظه الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: 14-10-2008
المشاركات: 12
عصام العويد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حاجة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا و أحسن اليكم
في الشريط الثاني (التفكير في آيات الله و نعيمه)
ذكرتم الاية (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)
و قلتم مع الخشية ذكر الله تعالى الجلود و مع الرجاء ذكر القلوب و الجلود. هل لكم بشرح اكثر حول هذه النقطة؟ لماذا مع الخوف ذكر الله تعالى الجلود فقط؟ ألا تقشعر القلوب أيضا؟؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :

الايجاز من أعلى أساليب البلاغة عند العرب ، وقد أعتنى به القرآن عناية بالغة ، ووجهه هنا :

أن ذكر القشعريرة في الجلود يدل دلالة يقينية على وجل القلب ، فالقشعريرة حركة لا إرادية لا يمكن تصنعها تماما كما هي في الواقع ، فّإذا حصلت فإنما هي نتاج ما في القلب قطعاً ، فلا داعي لذكر وجل القلب معها والحالة كذلك .

وهناك وجه آخر لطيف ذكره الزمخشري في الكشاف ، يقول (ج 6 / ص 59) :

فإن قلت : لم ذكرت الجلود وحدها أوّلاً ، ثم قرنت بها القلوب؟ ثانياً؟ قلت : إذا ذكرت الخشية التي محلها القلوب ، فقد ذكرت القلوب ، فكأنه قيل : تقشعر جلودهم من آيات الوعيد ، وتخشى قلوبهم في أوّل وهلة .

أما لين الجلود فلا يدل على لين القلب دلالة قطعية ، فقد يظهر لين الجلد على المرء وحقيقته ليست كذلك كما هو معلوم مشاهد ، فكان لابد من النصّ عليه ، والله أعلم .
عصام العويد غير متواجد حالياً