بسم الله الرحمن الرحيم
هذه كلمات بسيطة فيها تذكرةٌ للطالب العلم وشدٌ على يده بما يمكن أن يلاقيه من عثرات ومشقة فى طلب العلم.
عــــثـــرات طـــلـــب العــلـــم
[COLOR="Green"] العوائق والافات عثرات أمام مواصلة سير الطلب , فالحفظ والمدارسة لا تحمدان بحضرة الشواغل والصوارف .
وفي الملهيات الحضارية المحذورة , والمحطات الفضائية , إشغال للأفكار وعيش فى الأوهام , وهدر للأوقات , وفي مجانبتها صيانة للدين وصفاء الأذهان وحفظ الأزمان ومسابقة الأقران .
فنزه سمعك وبصرك عما يلوث فكرك ويسىء إلى سلوكك , ويفسد أخلاقياتك , واّفة العلم الأعجاب , وحليته الحلم والتواضع , والسعيد من عرف الطريق إلى ربه وسلكها قاصدا الوصول إليه , والمحروم من عرف طريقاً إليه ثم اعرض عنها COLOR]]
هــل طلــب العــلــم مـــشــقـــة ؟
طلب العلم شاق , ولكن له لذة ومتعة , والعلم لا ينال إلا على جسر من التعب والمشقة , ومن لم يحتمل ذل العلم ساعة يتجرع كأس الجهل أبداً.
والعلم والعمل لا مناص من الصبر عليهما , والصابر موعود بالجنان[/سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } [ الرعد : 24]ولا ينال العلم إلا بالصبر على المكاره , وبذل النفوس في طلبه والتفاني فيه . قال ابن الجوزي : " ولقد كنت في حلاوة طلب العلم ألقى من الشدائد ماهو عندي أحلى من العسل , لأجل ما أطلب وأرجوا , كنت فى زمان الصبى اخذ معي أرغفة يابسة فأخرج فى طلب الحديث , وأقعد على نهر عيسى فلا أقدر على أكلها إلا عند الماء , فكلما أكلت اللقمة شربت عليها وعين همتي لا ترى ألا لذة تحصيل العلم " .
وقال ابن كثير عن نفسه وهو يؤلف كتاب جامع المسانيد " لا زلت أكتب فيه في الليل والسراج ينونض حتى ذهب بصري معه " وبالنظر إلى عواقب الأمر يهون الصبر عن كل ما تشتهي وتكره .
فمن أنفق عصر الشباب فى العلم , فإنه في زمن الشيخوخة يحمد ما جنى من غرس , ويلتذ بتصنيف ما جمع , ولا يرى ما يفقد من لذات البدن شيئاً بالأضافة إلى ما يناله من لذات العلم . قيل للأمام أحمد : " متى الراحة ؟ قال : عند وضع أول قدم في الجنة " .
والله معك على قدر صدق الطلب وقوة اللجأ وخلع الحول والقوة .
خطوات إلى السعادة
د. عبد المحسن بن محمد القاسم
أمام وخطيب المسجد النبوي والقاضي بالمحكمة العامة