عرض مشاركة واحدة
قديم 15-02-07, 01:58 AM   #1
سليمة
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 13-01-2007
المشاركات: 341
سليمة is on a distinguished road
افتراضي مفسدات القلب الخمس

مفسدات القلب الخمسة

قال الأمام ابن القيم رحمه الله تعالى : وأما مفسدات القلب الخمسة , فهي التي
أشار إليها من كثرة الخلطة , والتمني , والتعلق بغيرالله , والشبع , والمنام .
فهذه الخمس , من أكثر مفسدات القلب .

المفســـــد الأول من مفسدات القلب كثــرة المخـالطـــة

فأما ما تؤثره كثرة الخلطة : فامتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتي يسود , ويوجب له تشتتاً وتفرقاً وهما وغما وضعفا وحملا لما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء وإضاعة مصالحه والاشتغال عنها بهم وبأمورهم وتقسم فكره فى أودية مطالبهم وإراداتهم . فماذا يبقى منه لله والدار الآخرة ؟

هذا , وكم جلبت خلطة الناس من نقمة وأنزلت من محنة وعطلت من منحة وأحلت من رزية وأوقعت فى بلية وهل آفة الناس إلا الناس ؟

وهذه الخلطة التي تكون على نوع مودة فى الدنيا وقضاء وطر بعضهم من بعض - تنقلب إذا حقت الحقائق عداوة وبعض المخلط عليها يديه ندما كما قال تعالى :
" ويوم يعض الظالم على يديه يقول يليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يويلتى ليتنى لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى " سورة الفرقان الآيات: 27-29
وقال تعالى :
" الأخلاء يومئِذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " سورة الزخرف الآيه67
وقال خليله إبراهيم لقومه :
" إنما اتخذتم من دون الله أورثنا مودة بينكم فى الحيوة الدنيا ثم يوم القيمة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأوئكم النار وما لكم من نصرين " سورة العنكبوت الآيه 25

وهذا شأن كل مشتركين فى غرض , يتوادون متساعدين على حصوله فإذا انقطع ذلك الغرض أعقب ندامة وحزنا وألما وانقلبت تلك المودة بغضا ولعنة وذما من بعضهم لبعض .
والضابط النافع فىأمر الخلطة : أن يخالط الناس في الخير - كالجمعة والجماعة والأعياد والحج وتعلم العلم والجهاد والنصيحة ويعتزلهم فى الشر وفضول المباحات .
فإن دعت الحاجة إلى خلطتهم فى الشر ولم يمكنه إعتزالهم : فالحذر الحذر أن يوافقهم . وليصبر على أذاهم فإنهم لابدأ أن يؤذوه إن لم يكن له قوة ولا ناصر. ولكن أذى يعقبه عز ومحبة له وتعظيم , وثناء عليه منهم , ومن المؤمنين ومن رب العالمين وموافقتهم يعقبها ذل وبغض له ومقت وذم منهم ومن المؤمنين ومن رب العالمين فالصبر على أذاهم خير وأحسن عاقبة وأحمد مالا. وإن دعت الحاجة إلى خلطتهم فى فضول المباحات فليجتهد أن يقلب ذلك المجلس طاعة الله إن أمنكه.

المفســد الثاني من مفسدات القلب ركوبه بحر التمني
وهو بحر لا ساحل له وهو البحر الذى يركبه مفاليس العالم كما قيل : إن المنى رأس أموال المفاليس. فلا تزال أمواج الأمانىالكاذبة والخيالات الباطلة تتلاعب براكبه كما تتلاعب الكلاب بالجيفة وهى بضاعة كل نفس مهينة خسيسة سفلية. ليست لها همة تنال بها الحقائق الخارجية. بل اعتاضت
عنها بالأماني الذهنية . وكل بحسب حاله : من متمن للقدرة والسلطان وللضرب فى الأرض والتطواف فى البلدان أو للأموال والأثمان أو للنسوان والمردان فيمثل المتمني صورة مطلوبه فى نفسه وقد فاز بوصولها والتـَذ بالظفر بها فبينما هو على هذا الحال إذ استيقظ فإذا يده والحصير !!
وصاحب الهمة العلية أمانيه حائمة حول العلم والإيمان والعمل الذي يقربه إلى الله ويدنيه من جواره فأماني هذا إيمان ونور وحكمة وأمانى أولئك خدع وغرور.
وقد مدح النبى صلى الله عليه وسلم متمني الخير وربما جعل أجره في بعض الأشياء كأجر فاعله

والبقية تأتى باذن الله
سليمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس