جزاكما الله خير الجزاء أم رحمة وزهرة على هذا النقاش المفيد ........
وسبحان الله في جريدة الوطن لهذا اليوم وقعت على مقال رائع جدا للشيخ فرج المرجي حفظه الله في موضوع الخلاف ...
انقله هنا لطالبات العلم لتوسيع مداركنا لكيف ومتى ينقل الخلاف بين العلماء :
هل الخلاف حجة
فرج المرجى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله أما بعد:
مضى في مقالين سابقين، الاول: اثر الخلاف
والثاني: الموقف من الخلاف في المسائل العلمية والعملية
واليوم نتكلم عما عنونا له فاقول:
لما كان الخلاف واقعاً في الامة الاسلامية واسبابه على ما ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه اللهـ في رسالته رفع الملام عن الائمة الاعلام احببت ان ابين للقارئ الكريم ان الخلاف مهما كان كماً وكيفاً لن يكون حجة لمن اخذ به لان الحجة انما هي في كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والاجماع المنعقد والقياس الصحيح ولا غرابة فانا سمعنا من يشير إلى الخلاف في المسائل احتجاجاً به عند الراجح في مسألة من مسائل الدين حتى قال قائلهم ان في بدعة الاحتفال بالمولد خلافاً وفي الدعاء عند صاحب القبر خلافاً وفي حكم الطواف بالقبر خلافاً وفي شد الرحال إلى زيارة القبور خلافاً وحقيقة ذكره الخلاف شيء يكنه في نفسه وما علم ان ذكر الخلاف في المسائل ومعرفته اياه من غير ذكر الراجح منها نقص كما قال شيخ الاسلام ابن تيميةـ رحمه الله تعالى ـ في مقدمة التفسير :
واما من يحكي الخلاف ويطلقه ولا ينبه على الصحيح من الاقوال فهو ناقص:
- فان صحح غير الصحيح عامداً فقد تعمد الكذب
- او جاهلاً فقد أخطأ
-وكذلك من نصب الخلاف فيما لا فائدة تحته
-او حكى اقوالاً متعددة لفظاً ويرجع حاصلها إلى قول او قولين معنى فقد ضيع الزمان وتكثر بما ليس بصحيح فه كلابس ثوبي زور 10هـ
ولقد صدق ـ رحمه الله ـ فها نحن نسمع بين الفينة والاخرى من اذا سئل عن مسألة من مسائل الدين ذكر الخلاف وذكر كل مذهب وقوله ولا يرجح بل ان جوابه يزيد السائل حيرة إلى جهله وغالب هؤلاء لا يحفظ ادلة اقوال المذاهب وانما عنايته بحفظ الخلاف والاقوال وهذا يدل على النقص والعجز الكامن فيه وهو من التعالم في الدين كما انه من بدع العلم كما قال عبدالله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ »كيف بكم اذا ادركتكم فتنة يهرم بها الكبير ويربوا عليها الصغير وتتخذ سنة، قالوا متى هذا يا أبا عبدالرحمن قال: إذا كثر قراؤكم وقل فقهاؤكم« رواه الدارمي في مقدمة سننه
ولقد صدق رضي الله عنه وأرضاه فانا نجد في زماننا هذا كثرة القراء مع قلة الفقه في الدين وهذا يوجب التحير والتردد في الامر ولا نعني بذلك طرح اقوال اهل العلم المعتبرة بدليلها فان الخلاف المعتبر له مكانته واما تكثير الخلاف ما اعتبر منه وما لم يعتبر من غير ذكر الراجح فلا.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى :
فأحسن ما يكون في حكايات الخلاف ان تستبعد الاقوال في ذلك المقام وان ينبه على الصحيح منها ويبطل الباطل وتذكر فائدة الخلاف وثمرته لئلا يطول النزاع والخلاف فيما لا فائدة تحته فيشتغل به عن الاهم أ.هـ.
فأقول في الختام: الخلاف غير المعتبر يجب طرحه وهو ما ليس له دليل من الشرع واذا وجد الخلاف فلابد من الترجيح وعدم الاهمال وتعليقه فان ذلك تردد ولذلك كان أهل العلم يعيبون على من يذكر الخلاف والاحتمال من غير ترجيح ويسمى بعضهم بالشكاك لكثرة تردده نسأل الله تعالى معرفة الحق بدليله واتباعه ان ربي جواد كريم والحمد لله رب العالمين
تاريخ النشر: الاثنين 14/7/2008
جزى الله الشيخ خير الجزاء
وصورة الخلاف المذكور في المقال لا تنطبق على الخلاف في مسألة الدعاء يوم الأربعاء .......... لكن كما ذكرت لزيادة المدارك وتفتيح الأذهان والله المستعان
جزاك الله خيرا زهرة وبوركتِ على ردك الرقيق الرفيق على أخواتك
جعلك من مفاتيح الخير أخية .
والموضوع افاد كثيرا بإذن الله
|