قال أحد الأخوة معلقا على الكلام السابق:
"لعل في هذه الآية دليلاً على أن الظالمين من الحكام يولَّون على الظالمين من المحكومين الذين ظلموا أنفسهم بالذنوب والمعاصي
قال الله تعالى : وكذلك نولى بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون
قال ابن عاشور :التحرير والتنوير - (ج 5 / ص 128)
وقد تشمل الآية بطريق الإشارة كلّ ظالم ، فتدلّ على أنّ الله سلّط على الظالممِ من يظلمه ، وقد تأوّلها على ذلك عبد الله بن الزُبير أيَّام دَعوته بمكّة فإنَّه لمَّا بلغه أنّ عبد الملك بن مروان قَتَل عَمْراً بنَ سعيد الأشدقَ بعد أن خرج عَمرو عليه ، صَعِد المنبر فقال : «ألاَ إنّ ابن الزّرقاء يعني عبدَ الملك بن مروان؛ لأنّ مروان كان يلقّب بالأزرق وبالزرقاء لأنّه أزرق العينين قد قَتل لَطِيم الشّيطان { وكذلك نولى بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون } . ومن أجل ذلك قيل : إنْ لم يُقلع الظّالم عن ظلمه سُلّط عليه ظالم آخر . قال الفخر : إنْ أراد الرّعيّةُ أن يتخلّصوا من أمير ظالم؛ فليتركوا الظّلم"
|