عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-07, 01:01 AM   #1
بشـرى
جُهدٌ لا يُنسى
Lightbulb أعمــال لا أصــل لهـــا


أعمــال لا أصــل لهـــا


لَحِقَ عبادة (صلاة الاستخارة) بعض المحدثات منها:
1- ليس لها وقت معين، فتحديد صلاة الاستخارة ودعائها بوقت معين لا دليل عليه.

2- صلاتها ركعتان فقط، فلا يشرع أن يصليها العبد أربعًا، أو ركعتين ركعتين، فكل هذا غير مشروع. نعم يشرع للمستخير أداء هذه العبادة أكثر من مرة في أوقات مختلفة.

3- ليس لصلاة الاستخارة قراءة مرتبة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فترتيب قراءة سورتي الإخلاص، لم يدل عليه دليل. وكذا قراءة قول الله تعالى في الركعة الأولى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} الآيات [القصص: 68 – 70] وفي الثانية قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً } الآية [الأحزاب: 36].

4- يستحب للمستخير الاقتصار في الدعاء على ما علمه النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته؛ لهذا، فالزيادة عليه غير مشروعة، مثل استفتاحه بالحمد، والثناء، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وله نظائر في العبادات المرتبة، مثل دعاء القنوت، بل هذه هي قاعدة الدعاء المرتب وهي التقيد بما ورد، وهذا ما ذهب الحنابلة، أما الثلاثة فقالوا: يستحب ذلك.

5- يقول الداعي المستخير هذا الدعاء الذي علَّمه النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته، مرة واحدة، ولا يكرره؛ لعدم الدليل. وما روي فيه من حديث أنس –رضي الله عنه- مرفوعًا: (يا أنس، إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات، ثم انظر إلى الذي سبق إلى قلبك فإن الخير فيه) رواه ابن السني، وهو لا يثبت، بل هو ساقط لا حجة فيه، كما قاله العراقي –رحمه الله تعالى- كما قال الحافظ ابن حجر –رحمه الله تعالى-: "سنده وَاهٍ جدًّا".

6- ليس للأخذ بأحد الأمرين علامة شرعية، وما رُوي في ذلك من حديث أنس –رضي الله عنه- مرفوعًا: (ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك فإن الخير فيه) فهذا لا يثبت كما تقدم.

7- طلب الاستخارة من آخر، مثل الرجل الصالح، لا أصل له؛ بل هو منافٍ لمشروعية الاستخارة، وإن قال بجوازها المالكية والشافعية لعموم حديث: (من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه) رواه مسلم.

8- النوم بعد الاستخارة؛ لعله يرى رؤيا تدله على أحد الأمرين عمل لا أصل له.

9- "استخارة المصحف، بأن يفتح المستخير المصحف لِيَرَى فيه ما يدل على الإقدام والإحجام، أو ليستبشر به، أو يبتئس بقراءة أول ما يظهر له منه عند الفتح".

10- استخارة الرَّمل. واستخارة الوَدْع، وتسمى عند عامة المصريين: "الغجرية"، واستخارة القرعة المحرمة، واستخارة الكف، واستخارة السُّبْحَة، واستخارة الورق "الكوتشينة"، واستخارة الفنجان.

ولهم في كل واحدة من هذه الاستخارات المبتدعة، صفات، وأفعال، وأقوال، وهيآت، هي في منتهى التطير، وضعف الإيمان، وجلب الحزن والاكتئاب والخضوع لما تقضي به على الوجه الذي يقدره معتقدها، فهي شرٌّ من مختلقات الجاهلية في الاستخارة التي أبطلها الإسلام، وقطعها بالاستخارة الشرعية. -والله أعلم-.


المرجع: تصحيح الدعاء
تأليف: الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد



توقيع بشـرى
قال ابن قتيبه - رحمه الله- :كان طالب العلم فيما مضى يسمع ليعلم, ويعلم ليعمل, ويتفقه في دين الله لينتفع وينفع, وقد صار الآن: يسمع ليجمع, ويجمع ليذكر, ويحفظ ليغلب ويفخر..
بشـرى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس