عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-07, 11:49 AM   #1
أم أســامة
~ كن لله كما يُريد ~
افتراضي تفريغ الدرس السادس..

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده و نستعينة ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدًا , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيرًا.


( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )


أما بعد ..

ضمن دروس العقيدة وضمن دروس شرح الأصول الثلاثة , فهذا هو الدرس السادس وقبل الأخير من هذه الدروس ..
التي نسأل الله عز وجل أن يبارك بها وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح ..


وقد انتهى بنا الحديث إلى :قول المصنف رحمه الله ـ : " الأصل الثاني : معرفة دين الإسلام بالأدلة وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله وهو ثلاث مراتب ...إلى أخره "

نشرح هذه وبعد أن ننتهي ننتقل للتي بعدها ..

قال رحمه الأصل الثاني وهذا هو الأصل الثاني ذكره بعد أن انتهى من الأصل الأول وشرحه وبسطه بدأ بالأصل الثاني من الأصول الثلاثة التي ينبغي على الإنسان معرفتها وهي التي سيسأل عنها الإنسان في قبره كما مر معنا قال معرفة دين الإسلام بالأدلة , قوله بـا لأدله هذا فيه تنبيه على أنه لا يسوغ التقليد في ذلك فيصير الرجل أمعه بل لابد أن يكون معه أدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليكون على نور وبرهان وبصيرة , بصيرة في دينه وقد قال الله عز وجل { قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن تبعني }

وقد سبقت هذه المسألة ,إذاً الأصل الثاني معرفة دين الإسلام بالأدلة ..والمراد بالإسلام هنا ما هو ؟

سبق لنا في أول درس أن الإسلام ينقسم إلى قسمين :
إسلام عام وإسلام خاص , فما مراد المؤلف هنا ؟
مراد المؤلف الإسلام الخاص الذي هو بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم , وهو الإسلام الحق وهو الدين الحق [إن الدين عند الله الإسلام وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ...] {آل عمران:85} }


سؤال كمراجعه : ما حكم من يقول دين اليهود دين سماوي مقبول صحيح ؟ من يجيب ؟

نعم إجابة صحيحة كافر لأنه مكذب بالقرآن , لأن القرآن يقول : { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه } نعم الإسلام نسخ ما قبله من الأديان .

قال في تعريف الإسلام بمعناه الخاص : هو الاستسلام لله بالتوحيد , من معاني كلمات اسلم أي أذعن وخضع وتذلل فمعرفة دين الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد ,الخضوع والذل لله عز وجل بجميع أنواع التوحيد :
توحيد الربوبية : وهو توحيد الله بأفعاله , وتوحيد الإلوهية :وهو توحيد الله بأفعال العباد .

والانقياد له بالطاعة : أي يستسلم لله عز وجل ويطبق ذلك .

بماذا يطبقه ؟ بفعل المأمورات من الطاعات وفعل الخيرات وترك المنهيات والمنكرات طاعة لله عز وجل وابتغاء وجه , ورغبة فيما عنده وخوف من عقابه .

نعم استسلام وانقياد : { وماكان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً ان يكون لهم الخيرة من آمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلال مبينا }

والبراءة من الشرك وأهله أذاً يذعن وينقاد ولا يكفي بل لابد أن يتبرأ من الشرك وأهل الشرك في الاعتقاد وفي العمل بل في كل خصلة من خصالهم يجب أن يكون معادياً أشد المعاداة لهؤلاء غير متشبه بهم لا في قول ولا في عمل قال الله تعالى :{ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ وَالبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ ] الممتحنة:4} نعم إبراهيم إمام الحنفاء العظيم الذي حارب من اجل التوحيد ودافع عن التوحيد , يعلنها (إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ ) .

إذاً المؤلف قال البراءة من الشرك وأهله , فقسم البراءة على قسمين :

1ـ براءة من العمل وهو الشرك .
2ـ وبراءة من العامل وهو المشرك .

والبراءة سأذكر لكم أنواعها :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أولاً : البراءة القلبية وهذه فرض لازم واجب على كل مسلم يستطيعها كل إنسان أن يتبرأ بقلبه يبغض بقلبه الكفار , يتمنى زوالهم , ما حكمه ؟

هذا فرض لازم ولا يمكن أن يسقط ..لماذا ؟ لأنه في القلب , ما فيه مضره يقول أنا أخاف يقتلونني أبداً , فهذا فرض .تمنى زوال الكفار يبغضهم ويكرههم بقلبه وبكل أعضائه هذا القسم الأول البرآءة القلبية .

ولذلك جاء في الحديث قال صلى الله عليه وسلم ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله ) رواه مسلم .

الثاني : براءة اللسان وذلك بالتصريح بأنا نبغض الكفار وأن دين الكفار باطل , دليل هذا القسم { قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ماتعبدون *} اي قل بلسانك وإبراهيم : ( وإذ قال إبراهيم لآبيه وقومه إنني برآء مما تعبدون } سيأتينا بعد قليل شرح هذه الآية وما يتعلق بها من فوائد لإنها أية عظيمة .

هذا القسم واجب مع القدرة لأن بعض الناس لو صرح بلسانه ربما يقتل ربما يسجن , فنقول واجب مع القدرة { فاتقوا الله ما استطعتم }

ثالثاً : براءة الجوارح وذلك بمجاهدتهم بالجوارح وتكسير معبوداتهم ومساجدهم وقتلهم ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ..}
وقال صلى الله عليه وسلم ( من راى منكم منكراً فليغيره بيده )

وهذا القسم يجب مع القدرة ويسقط مع العجز هذه البراءه من الشرك وأهله .

...يتبع ..



توقيع أم أســامة
:

قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِى صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا »
سنن ابن ماجه .


قـال ابـن رجب ـ رحمـه الله ـ: «من مشى في طاعة الله على التسديد والمقاربة فـليبشر، فإنه يصل ويسبق الدائب المجتهد في الأعمال، فليست الفضائل بكثـرة الأعمـال البدنية، لكن بكونها خالصة لله ـ عز وجل ـ صواباً على متابعة السنة، وبكثرة معارف القلوب وأعمالها. فمن كان بالله أعلم، وبدينه وأحكامه وشرائعه، وله أخوف وأحب وأرجى؛ فهو أفضل ممن ليس كذلك وإن كان أكثر منه عملاً بالجوارح».


" لا يعرف حقيقة الصبر إلا من ذاق مرارة التطبيق في العمل , ولا يشعر بأهمية الصبر إلا أهل التطبيق والامتثال والجهاد والتضحية "

:
أم أســامة غير متواجد حالياً