![]() |
من هو الماهر بالقرآن؟
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
قال صلَّى الله عليه وسلَّم: " ((الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ)). وفي الرِّواية الأُخرى: ((وَهُوَ يَشْتَدُّ عَلَيْهِ لَهُ أَجْرَانِ)) ". [ " صحيح مُسلم " (6- صلاة المسافرين/ 38- فضل الماهر في القرآن/ 798) ]. (السَّفَرَة): " جمع سَافِر كَكَاتِبٍ وَكَتَبَة, وَالسَّافِر: الرَّسُول, وَالسَّفَرَة : الرُّسُل؛ لأنَّهُمْ يُسْفِرُونَ إِلَى النَّاس بِرِسَالاتِ اللَّهِ, وَقِيلَ: السَّفَرَة: الْكَتَبَة. (الْبَرَرَة): الْمُطِيعُونَ, مِن الْبِرِّ وَهُوَ الطَّاعَة. (الْمَاهِر): الْحَاذِق الْكَامِلُ الْحِفْظِ، الَّذِي لا يَتَوَقَّف وَلَا يَشُقُّ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ؛ بِجَوْدَةِ حِفْظه وَإِتْقَانه. قَالَ الْقَاضِي: يَحْتَمِل أَنْ يَكُونَ مَعْنَى كَوْنه مَعَ الْمَلائِكَة: أ) أَنَّ لَهُ فِي الآخِرَةِ مَنَازِلَ يَكُون فِيهَا رَفِيقًا لِلْمَلائِكَةِ السَّفَرَةِ؛ لاتِّصَافِهِ بِصِفَتِهِمْ مِنْ حَمْلِ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى. ب) وَيحْتَمِل أَنْ يُرَادَ أَنَّهُ عَامِلٌ بِعَمَلِهِمْ، وَسَالِكٌ مَسْلَكَهُمْ. (يَتَتَعْتَعُ فِيهِ): هُوَ الَّذِي يَتَرَدَّدُ فِي تِلاوَتِهِ لِضَعْفِ حِفْظِهِ. (لَهُ أَجْرَانِ): أَجْرٌ بِالْقِرَاءَةِ, وَأَجْرٌ بِتَتَعْتُعِهِ فِي تِلاوَتِهِ وَمَشَقَّتِهِ. قَالَ الْقَاضِي وَغَيْرُهُ مِنْ الْعُلَمَاءِ: وَلَيْسَ مَعْنَاهُ الَّذِي يَتَتَعْتَعُ عَلَيْهِ لَهُ مِنْ الأجْر أَكْثَر مِنْ الْمَاهِرِ بِهِ, بَلْ الْمَاهِرُ أَفْضَلُ وَأَكْثَرُ أَجْرًا; لأنَّهُ مَعَ السَّفَرَة وَلَهُ أُجُورٌ كَثِيرَةٌ, وَلَمْ يَذْكُرْ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ لِغَيْرِهِ, وَكَيْف يَلْحَقُ بِهِ مَنْ لَمْ يَعْتَنِ بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَحِفْظِهِ وَإِتْقَانِهِ وَكَثْرَةِ تِلاوَتِهِ وَرِوَايَتِهِ كَاعْتِنَائِهِ حَتَّى مَهَرَ فِيهِ؟! وَاللَّهُ أَعْلَمُ ". [ " صحيح مسلم بشرح النَّوويِّ " (6/325) ]. وقال الإمام القُرطبيُّ -رحمه الله-: " التَّتَعْتُعُ: التَّرَدُّدُ فِي الكَلامِ عيًّا وَصُعُوبَةً، وَإِنَّمَا كَانَ لَهُ أَجْرَانِ مِنْ حَيْثُ التِّلاوَةُ وَمِنْ حَيْثُ الْمَشَقَّةُ، وَدَرَجَاتُ الْمَاهِرِ فَوْقَ ذَلِكَ كُلِّهِ؛ لأنَّهُ قَدْ كَانَ الْقُرْآنُ مُتَتَعْتعًا عَلَيْهِ، ثُمَّ تَرَقَّى عَنْ ذَلِكَ إلَى أَنْ شُبِّهَ بِالْمَلائِكَةِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ ". [ " تفسير القرطبيِّ " (1/7) ]. وجاء في " فتح الباري " في شرح باب: قول النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: ((الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ سََفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ)): " وَالْمُرَادُ بِالْمَهَارَةِ بِالْقُرْآنِ: جَوْدَةُ الْحِفْظِ وَجَوْدَةُ التِّلاوَةِ مِنْ غَيْرِ تَرَدُّدٍ فِيهِ؛ لِكَوْنِهِ يَسَّرَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ كَمَا يَسَّرَهُ عَلَى الْمَلائِكَةِ؛ فَكَانَ مِثْلَهَا فِي الحِفْظِ وَالدَّرَجَةِ ". [ " فتح الباري " (13/528) ]. كما جاء فيه: " وَالْمَهَارِةُ فِي الْقُرْآنِ: جَوْدَةُ التِّلاوَةِ بِجَوْدَةِ الْحِفْظِ؛ فَلا يَتَلَعْثَمُ وَلا يَتَشَكَّكُ، وَتَكُونُ قِرَاءَتُهُ سَهْلَةً بِتَيْسِيرِ اللهِ تَعَالَى، كَمَا يَسَّرَهُ عَلَى الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ ". [ المرجع السَّابق ]. وقال الخطيبُ التَّبريزيُّ في معنى ((الْماهِر)): " أي: الْحَاذِق مِنَ الْمَهَارَةِ، وَهِيَ الْحِذْقُ، جَازَ أنْ يُرِيدَ بِهِ: جَوْدَةَ الْحِفْظِ، أَوْ جَوْدَةَ اللَّفْظِ، وَأنْ يُرِيدَ بِهِ كِلَيْهِمَا، وَأنْ يُرِيدَ بِهِ مَا هُوَ أَعَمُّ مِنْهُمَا ". [ " مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح " (5/8) ]. [نقلاً من: " الدَّليل إلى تعليم كتاب الله الجليل " تأليف/ حسَّانة بنت محمَّد ناصر الدِّين الألبانيّ، وسُكَيْنة بنت محمَّد ناصر الدِّين الألبانيّ (3/292، 293)]. منقول |
جزاك الله خيرا غاليتى
اللهم ماجعلنا منهم |
جزاكى الله كل خير جعلنا الله من حفظة القران الكريم امين
|
آمين وإياكما جزى الله خيرًا
|
جزاك الله وبارك فيك اخيتى الحبيبة
|
غاليتي أمة الودود:
بورك فيك وفي نشاطك الملحوظ.. أسأل الله أن لا يحرمك الأجر. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيبتي موضوع رائع جدا تقبله الله اخيتي انا ابحث عن الدَّليل إلى تعليم كتاب الله الجليل " تأليف/ حسَّانة بنت محمَّد ناصر الدِّين الألبانيّ، وسُكَيْنة بنت محمَّد ناصر الدِّين الألبانيّ ( لي اخت حبيبه تريده هل منكن تعرف اين يباع في مصر او المغرب وجزاكم الله خيرا |
ما شاء الله
موضوع مفيد ورائع جدا رزقنا الله تعالى مهارة القرآن .. جزاكِ الله خيرا أختي أمة الودود |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أختي الحبيبة أم هند السلفية، جزاكِ الله خيرًا على مروركِ الطيب وبارك فيكِ، أبهجتِني، أسعدكِ الله في الدارين. أختي الحبيبة مفكرة إسلامية، شكرًا لكِ على الرد اللطيف الذي أدخل السرور في قلبي، جعلكِ الله من سعداء الدارين. أختي الحبيبة زهرة، جزاكِ الله خيرًا على مروركِ الطيب وسأحاول أن أفحص لكِ هذا الأمر ثم أرد عليكِ الخبر في أقرب وقت إن شاء الله. |
وجزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة أم حليمة شكرًا لكِ على مروركِ الطيب، بوركتِ أختي.
|
الساعة الآن 03:16 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .