ملتقى طالبات العلم

ملتقى طالبات العلم (https://www.t-elm.net/moltaqa/index.php)
-   روضة القرآن وعلومه (https://www.t-elm.net/moltaqa/forumdisplay.php?f=89)
-   -   ..طرق معرفة الله سبحانه في القرءان.. (https://www.t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=770)

أم أســامة 27-08-06 10:15 AM

..طرق معرفة الله سبحانه في القرءان..
 
....طرق معرفة الله سبحانه في القرءان....

الرب تعالى يدعو عباده في القرءان إلى معرفته من طريقين :
أحدهمـــا :
*******

النظــــر إلى مفعولاته .

والثـــاني :
*******

التفكر في أيـــاته وتدبرهـــا ,

فتلك اياته المشهودة , وهذه أيـــاته المسموعة المعقولة ,

فالنوع الأول كقوله :
{ إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس } إلى أخرها ,
وقوله :
{ إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لايات لأولي الألباب } وهو كثير في القرءان .
والثاني كقوله : { أفلا يتدبرون القرءان } وقوله : { أفلم يدبروا القول } وقوله : { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا اياته } وهو كثير أيضاً .

فأما المفعولات فإنهــــا دالة على الأفعال , والأفعال دالة على الصفات , فإن المفعول يدل على فاعل فعله , وذلك يستلزم وجوده وقدرته ومشيئته وعلمه , لاستحالة صدور الفعل الأختياري من معدوم أو موجود لا قدرة له ولا حياة ولا علم ولا إرادة .

ثم من المفعولات من التخصصات المتنوعة دال على إرادة الفاعل , وأن فعله ليس بالطبع بحيث يكون واحداً غير متكرر .

ومافيها من المصالح والحكم والغايات المحمودة دال على حكمته تعالى , ومافيها من النفع والإحسان والخير دال على رحمته , ومافيها من البطش والأنتقام والعقوبة دال على غضبه , ومافيها من الإكرام والتقريب والعناية دال على محبته , ومافيها من الأهانة والإبعاد والخذلان دال على بغضه ومقته , ومافيها من ابتداء الشيء في غاية النقص والضعف ثم سوقه إلى تمامه ونهايته دال على وقوع المعاد , ومافيها من أحوال النبات والحيوان وتصرف المياه دليل على إمكان المعاد , ومافيها من ظهور اثار الرحمة والنعمة على خلقه دليل على صحة النبوات , وما فيها من الكمالات التي لو عدمتها كانت ناقصة دليل على أن معطي تلك الكمالات أحق بها , فمفعولاته من أدل شيء على صفاته , وصدق ما أخبرت به رسله عنه .

فالمصنوعات شاهدة تصدق الايات المسموعات منبهة على الأستدلال بالايات المصنوعات قال تعالى :{ سنريهم اياتنا في الافاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق }أي أن القرءان حق .


فأخبر أنه لابد من أن يريهم من اياته المشهودة مابين لهم أن اياته المتلوة حق , ثم أخبر بكفاية شهادته على صحة خبره بما أقام من الدلائل والبراهين على صدق رسوله , فاياته شاهدة بصدقه , وهو شاهد بصدق رسوله باياته فهو الشاهد وهو المشهود له , وهو الدليل على ماهو دليلي على كل شيء ؟! فأي دليل طلبته عليه فوجوده أظهر منه ؛

لهذا قال الرسل لقومهم : { أفي الله شك } فهو أعرف من كل معروف وأبين من كل دليل , فالأشياء عرفت به في الحقيقة وإن كان عرف بها في النظر والاستدلال بأفعاله وأحكامه عليه .


المصدر ....كتاب الفوائد ....لابن قيم الجوزية

مسلمة لله 27-08-06 10:39 AM

لا إله الا الله

جزاك المولى كل خير
وبارك فيك ونفع بها


الساعة الآن 11:59 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .