ملتقى طالبات العلم

ملتقى طالبات العلم (https://www.t-elm.net/moltaqa/index.php)
-   روضة المتحابات في الله (https://www.t-elm.net/moltaqa/forumdisplay.php?f=349)
-   -   ما هي صفات الصديق الصالح (https://www.t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=39447)

عائشة صقر 16-12-10 01:54 PM

ما هي صفات الصديق الصالح
 
ما هي صفات الصديق الصالح؟
الجواب :

الحمد لله

الصديق الصالح هو العبد الصالح ، المطيع لربه ، الملتزم بأوامر دينه ، الحريص على مرضاة الله ، المسارع بالإيمان إلى كل خير ، المنصرف بالتقوى عن كل شر ، المحب للسنة وأهلها ، الموالي في الله ، المعادي في الله ، المبغض للعصيان وأهله ، التقي النقي ، البر الخفي ، الذي لا غل في قلبه ولا حسد .

الصديق الصالح هو الذي يذكرك بربك متى غفلت عن ذكره ، ويعينك ويشاركك : إذا كنت في ذكر لربك . قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ) - وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ . متفق عليه .

قال النووي رحمه الله :

" صَرِيح فِي تَعْظِيم حُقُوق الْمُسْلِمِينَ بَعْضهمْ عَلَى بَعْض , وَحَثّهمْ عَلَى التَّرَاحُم وَالْمُلَاطَفَة وَالتَّعَاضُد فِي غَيْر إِثْم وَلَا مَكْرُوه "

الصديق الصالح هو الذي لا يطلب عثرات إخوانه ولا يتتبعهم ، وإنما يطلب ما يقيلهم .

قال ابن مازن : " المؤمن يطلب معاذير إخوانه ، والمنافق يطلب عثراتهم " .

وقال الفضيل بن عياض : " الفتوة الصفح عن عثرات الإخوان "

"آداب العشرة" (ص 1-3)

الصديق الصالح من سلم المسلمون من لسانه ويده ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصف المسلم .

وقد قال أبو الفيض بن إبراهيم المصري : " عليك بصحبة من تسلم منه في ظاهرك ، وتعينك رؤيته على الخير ، ويذكرك مولاك " .

"آداب العشرة" (ص 3)

ومنها أن يحمدهم بحسن الثناء عليهم ، وإن لم يساعدهم باليد .

وقد روى أحمد (12709) وأبو داود (4812) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَتْ الْمُهَاجِرُونَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قَوْمٍ قَدِمْنَا عَلَيْهِمْ أَحْسَنَ بَذْلًا مِنْ كَثِيرٍ وَلَا أَحْسَنَ مُوَاسَاةً فِي قَلِيلٍ ، قَدْ كَفَوْنَا الْمَئُونَةَ وَأَشْرَكُونَا فِي الْمَهْنَإِ ، فَقَدْ خَشِينَا أَنْ يَذْهَبُوا بِالْأَجْرِ كُلِّهِ .

فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (كَلَّا ؛ مَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ بِهِ ، وَدَعَوْتُمْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ ) صححه الألباني في "صحيح أبي داود" .


ومن صفاته بشاشة الوجه ، ولطف اللسان ، وسعة القلب ، وبسط اليد ، وكظم الغيظ ، وترك الكبر ، وملازمة الحرمة ، وإظهار الفرح بما رزق من عشرتهم وأخوتهم .

ومنها : سلامة القلب وإسداء النصحية لإخوانه ، وقبولها منهم .

ومنها : موافقة إخوانه وعدم مخالفتهم في المعروف ، وحبس النفس على ملامتهم .

قال أبو زائدة : " كتب الأحنف إلى صديق له : أما بعد ، فإذا قدم أخ لك موافق ، فليكن منك بمنزلة السمع والبصر ؛ فإن الأخ الموافق أفضل من الولد المخالف . ألم تسمع قول الله عز وجل لنوح عليه السلام في ابنه : ( إِنَهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ إِنَهُ عَمَلٌ غَيرَ صَالِحٍ ) " .

"آداب العشرة" (ص 7) .


ومنها : حب التزاور والتلاقي والتباذل ، والبشاشة عند اللقاء ، والمصافحة بود وإخاء .

وقد روى مسلم (2567) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا ، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ . قَالَ هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا ؟ قَالَ لَا غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . قَالَ فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ) .


وروى أحمد (21525) عن مُعَاذ بْن جَبَلٍ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ ) . صححه الألباني في "صحيح الترغيب" .


وقد كان يقال : " لا تصحب إلا من إن صحبته زانك ، وإن حملت مؤونة أعانك ، وإن رأى منك ثلمة سدها ، وإن رأى منك حسنة عدها ، وإن سألته أعطاك ، وإن تعففت عنه ابتداك ، وإن عاتبك لم يحرمك ، وإن تباعدت عنه لم يرفضك " .

"تاريخ دمشق" (68/ 236) .


وقال أبو عبد الرحمن السلمي :

" الصحبة مع الإخوان بدوام البشر وبذل المعروف ونشر المحاسن وستر القبائح واستكثار قليل برهم واستصغار ما منك إليهم وتعهدهم بالنفس والمال ومجانبة الحقد والحسد والبغى والأذى وما يكرهون من جميع الوجوه ، وترك ما يعتذر منه " انتهى .

"آداب الصحبة" (ص 120)


ومنها : أن لا يحسد إخوانه على ما يرى عليهم من آثار نعم الله ، بل يفرح بذلك ويحمد الله على ما يرى من النعمة عليهم كما يحمده على نفسه . قال الله تعالى : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) النساء / 54]


ومنها : المعاشرة بالمعروف بصدق وإخلاص .

قال أبو صالح :" المؤمن يعاشرك بالمعروف ويدلك على صلاح دينك ودنياك ، والمنافق يعاشرك بالممادحة ، ويدلك على ما تشتهيه ، والمعصوم من فرق بين الحالين " .

"آداب الصحبة" (ص 55)


ومنها : القيام بأعذار الإخوان والأصحاب والذب عنهم والانتصار لهم .

ومنها : أن يشارك إخوانه في المكروه كما يشاركهم في المحبوب ، لا يتلون عليهم في الحالين جميعا .

ومنها : أن لا يمن بمعروفه على من يحسن إليه ويستصغره ، ويعظم عنده معروف إخوانه ويستكثره .

ومنها : أن يجتهد في ستر عورة إخوانه وإظهار مناقبهم وكتمان قبائحهم .

ومنها : التودد إلى إخوانه باصطناع المعروف إليهم ، والصفح عما بدر منهم ، والتماس الأعذار لهم .

وعن محمد بن المنكدر قال : " لم يبق من لذة الدنيا إلا قضاء حوائج الإخوان " .

"تاريخ دمشق" (56/ 53)


وبالجملة :

فالصديق الصالح هو الخليل المعين على كل خير ، ذو الخلق الحسن ، الآمر بالمعروف ، الناهي عن المنكر ، المحافظ على حق الصحبة في الغيب والشهادة ، مراعيها حق رعايتها بالقول والفعل ، والذي لا يفعل ذلك إلا لله ، يرجو به عقبى الله .
المصدر/
موقع الإسلام سؤال وجواب

http://www.islam-qa.com/ar/ref/138390

عابرة سبيل 16-12-10 09:46 PM

اللهم أحطنا بالصالحين

بارك الله فيك ياعائشة...سعيدة بعودتكِ ياغالية :)

عائشة صقر 19-12-10 11:31 PM

اللهم آمين.،

وأنا أسعد.. بارك الله فيك..

رقية مبارك بوداني 20-12-10 01:36 AM

الحمد لله
إي والله صدقت ، اللهم لاتحرمنا صحبة الصالحين
بارك الله فيك ياعائش افتقدناك كثيرا لاحرمنا مشاركاتك المتميزة
:icony6::):icony6:

عائـــ لله ـــدة 26-12-10 06:02 PM

جــزاكِ الله خيــرا ياأخية
رزقنا الله رفقة الصالحين .
اللهم آمين

قلوب خاشعة 26-12-10 08:54 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع
أردت لو سمحتي أختي الفاضلة أن اضيف شيء
سئل حكيم : كيف تعرف الصديق الصالح
فقال: إذا سألك فامنعه .ثم سله ، فإن أعطاك فذاك هو وإن منعك فالله المستعان
ومن الحكم الكثير في الصحبة الصالحة:
ـ فقد قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: "إن في العزلة راحة من خلطاء السوء"
ـ الصديق هو الذي تزرعه بالمحبة وتحصده بالشكر " جبران خليل جبران"
وأختم بهذا البيت: فمن خالط العطار طاب بطيبه ....ومن جالس الحداد نال السوائد
إن شاء الله لم أطل عليك أختي وبارك الله فيك

بشورة الامورة 17-02-11 09:38 PM

بارك الله فيك
جزاك الله خير

روعة الإسلام 18-02-11 09:16 PM

سبحان الله وأين نجد مثل هؤلاء في هذا الزمن إلا ماندر؟!!

رعاك الله أختي ..بوركتِ

ام جويرية القصيبة 18-02-11 10:53 PM

بارك الله فيك ياعائشة...
رزقنا الله رفقة الصالحين

رابيه 19-02-11 07:18 PM

بارك الله لكي اختنا عائشه
وسلمت يداكــي
........ كما قال بعض الحكماء لما سئل عن الصديق
فقال اسم لا معنى له.....
لهذا قالو : ان المستحيل ثلاثة:
الغول والعنقاء والخل الوفي ,
وانشدوا
اذا صفا لك من زمانك واحد ..........فهو المراد وأين ذاك الواحد؟إ
والحياة بلا صديق صادق مخلص تصبح صعبة وقاسية........
......... وقالت العرب: عزيزان لا يوجدان:
صديق صدوق. وبيض الأنوق.
وقيل لبعضهم:
من أبعد الناس سفرا؟قال: من كان في طلب صديق صدوق إإ
... سلام على الدنيا اذا لم يكن بها........ صديقٌ صدوق صادق الوعد مُنصفا

وجزاكـــي الله خيرا اختنا عائشه


الساعة الآن 09:16 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .