ﻻ عليكم.. أحسن الله إليكم وفيكم بارك الله
جزاكم الله خيرا على التوضيح، وبارك الله فيكم وفي جهودكم. |
فصل في: القبر* (1-4) عذاب القبر, أو نعيمه حاصل لكل إنسان أيًّا كان. سواء أحرق, أو غَرِق, أو أكلته السباع, والطيور, أو مات على أية حال كان, فإنه بموته ينتقل لحياته البرزخية سواءً دُفِن أو لم يُدْفَن؛ وذلك لأنَّ الإنسان مركب من جسد وروح، وهذه الروح بعد الموت تخرج من الجسد فتبقى إمَّا معذَّبة, أو منعَّمة. هل عذاب القبر, أو نعيمه على الروح, أو البدن؟ قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- "مذهب سلف الأمة وأئمتها أنَّ العذاب والنعيم يحصل لروح الميت وبدنه، وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن معذَّبة أو منعَّمة, وأنها تتصل بالبدن أحيانًا, فيحصل له معها النعيم, والعذاب"(1). *فـائدة: تقدَّم أنَّ مذهب سلف الأمَّة أنَّ عذاب القبر يكون على البدن والروح، فالروح تتعلَّق بالبدن في خمسة مواطن: 1- تعلّقها في بطن الأم جنينًا. 2- تعلّقها به بعد ولادته. 3- تعلّقها به في حال النوم. 4- تعلّقها به في البرزخ. 5- تعلّقها به يوم البعث. وهل يستمر عذاب القبر؟ قال شيخنا ابن عثيمين -رحمه الله-: "أمَّا إذا كان الإنسان كافرًا -والعياذ بالله- فإنه لا طريق إلى وصول النعيم أبدًا، ويكون عذابه مستمرًا، وأمَّا إن كان عاصيًا, وهو مؤمن فإنه إذا عُذِّب بقبره يعُذَّب بقدر ذنوبه، وربما يكون عذاب ذنوبه أقل من البرزخ الذي بين موته وقيام الساعة، وحينئذ يكون منقطعًا"(2). وهل يستفيد المسلم من فتنة القبر؛ بتخفيف سيئاته, أو محوها؟ قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "السبب الثامن: ما يحصل في القبر من الفتنة, والضغطة, والروعة، فإنَّ هذا مِمَّا يكفَّر به الخطايا"(3). وقال أيضًا: ما يحصل للمؤمن في الدنيا, والبرزخ, والقيامة من الآلام التي هي عذاب، فإنه ذلك يُكَفِّر الله به خطاياه، كما ثبت في الصحيحين عن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه قال: «مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلَا نَصَبٍ, وَلَا حَزَنٍ وَلَا أَذًى, حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا, إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهِ مِنْ خَطَايَاهُ»(4). ------- (1) انظر: مجموع الفتاوى (282/4). (2) انظر: الممتع (3/ 253). (3) انظر: مجموع الفتاوى (500/7). (4) انظر: مجموع الفتاوى (24/ 375). [hr]#960387[/hr] *من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار) للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح [hr]#960387[/hr] اذكري فائدة من درس اليوم في أقل من ثلاثة أسطر. |
اذكري فائدة من درس اليوم في أقل من ثلاثة أسطر.
عذاب القبر أو نعيمه يحصل لكل إنسان أيا كان وعلى أي حال مات بها. وعذاب القبر أو نعيمه يحصل للروح والبدن. |
أحسنت وبارك الله فيك خديجة
|
فصل في: القبر* (1-5) هل هناك أسباب لعذاب القبر؟ الجواب: نعم هناك أسباب, منها: 1- النميمة. 2- عدم التنزّه من البول. ويدلّ على ذلك: حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه مر على قبرين, فقال: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ, أَمَّا أَحَدُهُمَا: فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ الْبَوْلِ, وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ...»(1). *فـائدة: الاستنـزاه من البول يكون بأمرين: الأول: أن يتحرَّز الإنسان من رشاش البول أن يصيبه, أو يصيب ثيابه, وذلك بأن يتبول في مكان رخو من الأرض, ولا يتبول في مكان صلب, فيرجع رذاذ البول على جسمه, أو ثيابه. الثاني: أنه إذا أصابه البول يبادر إلى غسله, وإزالته؛ لأنَّ هذا من الاستنزاه, وهذا يجب عليه فعله. 3- الغيبة. قال ابن حجر -رحمه الله- في الفتح: "وأخرج أحمد, والطبراني بإسناد صحيح عن أبي بكرة -رضي الله عنه- قال: "مَرَّ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ: «إِنَّهُمَا يُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِير وَبَكَى -وَفِيهِ- وَمَا يُعَذَّبَانِ إِلَّا فِي الْغِيبَة, وَالْبَوْل» ولأحمد, والطبراني أيضًا من حديث يعلى بن شبابة -رضي الله عنه-: "أَنَّ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ عَلَى قَبْر يُعَذَّب صَاحِبه فَقَالَ: «إِنَّ هَذَا كَانَ يَأْكُل لُحُوم النَّاس, ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ رَطْبَة» الحديث, ورواته موثوقون"(2). 4- الغلول من الغنيمة. والغلول هو: السرقة من مال الغنيمة قبل قسمتها, والغلول من الغنيمة من أسباب عذاب القبر. ويدلّ على ذلك: حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى خَيْبَرَ, فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْنَا فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا, وَلَا وَرِقًا؛ غَنِمْنَا الْمَتَاعَ, وَالطَّعَامَ, وَالثِّيَابَ, ثُمَّ انْطَلَقْنَا إِلَى الْوَادِي وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدٌ لَهُ... فَلَمَّا نَزَلْنَا الْوَادِي قَامَ عَبْدُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَحُلُّ رَحْلَهُ, فَرُمِيَ بِسَهْمٍ فَكَانَ فِيهِ حَتْفُهُ, فَقُلْنَا: هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «كَلَّا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ, إِنَّ الشَّمْلَةَ لَتَلْتَهِبُ عَلَيْهِ نَارًا, أَخَذَهَا مِنْ الْغَنَائِمِ يَوْمَ خَيْبَرَ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ» قَالَ: فَفَزِعَ النَّاسُ..."(3). ------- (1) رواه البخاري برقم (218), رواه مسلم برقم (292). (2) انظر: فتح الباري المجلد العاشر حديث (6052). (3) رواه البخاري برقم (4234), رواه مسلم برقم (115). [hr]#960387[/hr] *من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار) للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح [hr]#960387[/hr] (((هناك أسباب لعذاب القبر نكملها في الدرس القادم إن شاء الله))) |
بإذن الله تعالى
جزاكم الله خيرا |
فصل في: القبر* (1-6) يتبع: أسباب لعذاب القبر هناك أخرى أسباب لعذاب القبر جاءت في حديث طويل, رواه البخاري من حديث سمرة بن جندب, في قصة رؤيا النَّبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- مع الملَكين, فرأى أنواعاً من عذاب القبر, وذكر له الملكان سبب كل عذاب رآه, ومن ذلك: 5- هجر القرآن الكريم, ورفضه. 6- النوم عن الصلاة المكتوبة. ويدلّ على ذلك: ما جاء في حديث سمرة بن جندب -رضي الله عنه- قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قول الملكين: «أَمَّا الَّذِي يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ, فَإِنَّهُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفِضُهُ, وَيَنَامُ عَنْ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ»(1). قال ابن حجر -رحمه الله-: "ويحتمل أن يكون التعذيب على مجموع الأمرين: ترك القراءة, وترك العمل"(2). 7- الكذب. ويدلّ على ذلك: ما جاء في حديث سمرة بن جندب -رضي الله عنه- قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قول الملكين: «وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ, وَمَنْخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ, وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ, فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الْكَذْبَةَ تَبْلُغُ الْآفَاقَ»(3). قال ابن حجر -رحمه الله-: "وإنما استحق التعذيب لِمَا ينشأ عن تلك الكذبة من المفاسد, وهو فيها مختار غير مكره, ولا مُلجأ, قال ابن هبيرة: لمَّا كان الكاذب يساعد أنفه وعينه ولسانه على الكذب بترويج باطله وقعت المشاركة بينهم في العقوبة"(4). 8- الزِّنـا. ويدلّ على ذلك: ما جاء في حديث سمرة بن جندب -رضي الله عنه- قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قول الملكين: «وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ، فَإِنَّهُمْ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي» وفي أول الحديث قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ,... فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ» قَالَ: «فَاطَّلَعْنَا فِيهِ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ, وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ»(5). قال ابن حجر -رحمه الله-: "مناسبة العري لهم؛ لاستحقاقهم أن يفضحوا؛ لأن عادتهم أن يستتروا في الخلوة, فعوقبوا بالهتك, والحكمة في إتيان العذاب من تحتهم كون جنايتهم من أعضائهم السفلى"(6). 9- أكل الرِّبـا. ويدلّ على ذلك: ما جاء في حديث سمرة بن جندب -رضي الله عنه- قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قول الملكين: «وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ, وَيُلْقَمُ الْحَجَرَ؛ فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا»(7). قال ابن حجر -رحمه الله-: "قال ابن هبيرة: إنما عوقب آكل الربا بسباحته في النهر الأحمر, وإلقامه الحجارة؛ لأن أصل الربا يجري في الذهب, والذهب أحمر, وأمَّا إلقام المَلَك له الحجر فإنه إشارة إلى أنه لا يغني عنه شيئا, وكذلك الرِّبا فإن صاحبه يتخيل أن ماله يزداد والله من ورائه يمَحَقُه"(8). وقد ذكر ابن القيِّم -رحمه الله- أسباب عذاب القبر, و الأسباب المنجّية منه, فانظر كتابه: (الروح) للاستزادة. ------- (1) رواه البخاري برقم (1386). (2) انظر: فتح الباري المجلد الثاني عشر باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح. (3) رواه البخاري برقم (1386). (4) انظر: فتح الباري الموضع السابق. (5) رواه البخاري برقم (1386). (6) انظر: فتح الباري الموضع السابق. (7) رواه البخاري برقم (1386). (8) انظر: فتح الباري الموضع السابق. [hr]#960387[/hr] *بتصرف يسير من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار) للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح [hr]#960387[/hr] اذكري سببا من أسباب عذاب القبر، مع الدليل. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عساك بخير خديجة افتقدتك |
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله إدارتنا الكريمة أعتذر لكم عن الإنقطاع الفترة الماضية لظروف مرت بي ثم أنشغلت بعدها بتعويض الدروس على المعهد، فاعتذر منكم بشدة. بارك الله فيكم |
الساعة الآن 04:41 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .