بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورد في الشرح قديم النوع حادث الآحاد مامعنى هذه العبارة |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر عن التأخر في الرد , بسبب اسفاري المتتابعة والآن بعدما وضعت رحالي سأجيب على ماورد من استفسارات واحدة واحدة حسب ما يسعفنا فيه الوقت . |
اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الجواب عن استفساركم كما يلي : أن بعض الناس ابتلي بنوع من التوسل وهو التوسل بحق المخلوق أو جاهه كأن يقول يارب بما لفلان من فضل وشرف ومنزلة ارزقني وعافني ونحو ذلك , فهو جعل بينه وبين الله تعالى وسيطة وهي حق ذلك المخلوق ومنزلته وكأن هذا المخلوق له حق عند الله تعالى يستوجب إجابة الدعاء ونحوه , وفي الحقيقة ليس لمخلوق على الله حق أبدا بل لله تعالى المنة والفضل فهو المتفضل على عباده مهما بلغوا من المنزلة والعلو بين الناس , فهم لم يبلغوا ذلك إلا بفضل من الله تعالى , فالخلق جميعا فقراء إلى الله تعالى والله هو الغني الحميد فمهما بلغ من المنزلة فالله تعالى قد تفضل عليه من العطايا والمنن مايستوجب عليه حقوقا كثيرا لله تعالى وليس له حق على الله تعالى . وما ورد من الأدلة فيها حق على الله تعالى كقوله : (وكان حقاً عليه نصر المؤمنين) فإنه استحقاق فضل وإنعام وليس هو استحقاق مقابلة كما يستحق المخلوق على المخلوق. وأما الحديث الذي فيه: "أسألك بحق السائلين" فهو حديث لم يثبت لأن في إسناده عطية العوفي وهو ضعيف مجمع على ضعفه كما قال بعض المحدثين وما كان كذلك فإنه لا يحتج به في هذه المسألة المهمة في أمور العقيدة . أرجو أن تكون اتضحت . |
اقتباس:
نقول : مذهب أهل السنة هو إثبات صفة الكلام لله تعالى , فهو سبحانه موصوف بالكلام , وأما عبارة قديم النوع حادث الآحاد فمعناها ما بعدها يفسرها فنقول :- قديم النوع : أي أن جنس الكلام قديم ( ليس له بداية ) فالله متصف بصفة الكلام أزلاً . - حادث الآحاد : أي أن الله عز وجل يتكلم متى شاء كيف شاء , فالكلام متعلق بمشيئته وإرادته أيضاً. فيتبين من العبارة السابقة أن لم يزل متكلماً ولايزال , وأن كلامه سبحانه صفة قائمة به أي أنها صفة لازمة له سبحانه فهي صفة ذاتية , وهي في نفس الوقت صفة فعلية لأنها تتعلق بمشيئته فمتى شاء سبحانه تكلم ومع من شاء . وكلامه سبحانه مسموع بحرف وصوت , وهذا بإجماع سلف الأمة . قال الإمام البخاري في كتابه " خلق أفعال العباد " ص (149) عن هذا الحديث :" وإن الله عز وجل ينادي بصوت يسمعه مَن بَعُد كما يسمعه من قَرُب , فليس هذا لغير الله جل ذكره , وفي هذا دليل أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق , لأن صوت الله جل ذكره , يُسمع من بُعْد كما يُسمع من قُرْب , وأن الملائكة يُصعقون من صوته فإذا تنادى الملائكة لم يصعقوا " وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في ( مجموع الفتاوى 12 / 304 ) :" واستفاضت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة السنة أنه سبحانه ينادي بصوت ..ولم ينقل عن أحد من السلف أنه قال : إن الله يتكلم بلا صوت أو بلا حرف , ولا أنه أنكر أن يتكلم الله بصوت أو بحرف " أرجو أن تكون اتضحت |
اقتباس:
المعتزلة والجهمية : وهؤلاء ينكرون صفة الكلام ويقولون أنه ليس من صفات الله تعالى وإنما هو خلق من خلق الله كسائر المخلوقات كالسموات والجبال و غيرها, مخلوقاتٌ منفصلة فكذلك الكلام هو من خلق الله , خلقه في الهواء أو في المكان الذي يُسمع منه , فهؤلاء ينكرون صفة الكلام . وحينما نأتي للأشاعرة فإنهم يثبتون صفة الكلام فهي من الصفات السبع التي يثبتونها فهم لانكرونها لكنهم يقولون : إن الكلام الذي نثبته هو الكلام القائم بذاته سبحانه لا ينفصل عنه فالكلام عندهم هو المعنى القائم في النفس فقط فالله متصف بالكلام أزلاً ولا يتكلم بمشيئته سبحانه ثم إن كلام الله عندهم من غير صوت ولا حرف , وإذا قيل ماذا تقولون في القرآن الذي هو كلام الله تعالى ؟ قالوا : هذا ليس هو كلام الله وإنما هو عبارة أو حكاية عن كلام الله عبَّر به جبريل أو محمد صلى الله عليه وسلم وليس كلام الله حقيقة , وهذا اعتقاد باطل وفاسد يقتضي أن يقولوا : أن القرآن مخلوق , لأنه إذا كان القرآن الذي بين أيدينا هو من كلام محمد أو جبريل فهو عندهم مخلوق فلا فرق بهذا الاعتبار بينهم وبين المعتزلة والجهمية . ومنهم أيضاً من قال بخلق القرآن بناء على اشتباه لفظ بعض الآيات عليه فلم يرد المتشابه إلى المحكم فضل وقال بخلق القرآن . |
اقتباس:
|
اقتباس:
وسواء أولت بالثواب أو النعمة فهما تأويلان متقاربان وبهما ضل من ضل , والمقصود بيان ضلالهم . |
اقتباس:
وأما باعتبار الاستدلال فهي تنقسم إلى خبرية وسمعية عقلية , فما دل عليه الدليل وليس مما يثبت بالعقل قيل عنه خبري , وما كان مع الاستدلال مما يثبت بالعقل قيل عنه سمعي عقلي , وعلى كل حال الأمر في هذا واسع جدا . أرجو أن تكون الاشكالات اتضحت وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . |
اقتباس:
الحمدلله أجبنا من قبل . |
اقتباس:
بيان ما استفسرتم عنه أن يقال مايلي : أولاً : نقول يفرق بعضهم بين التمثيل والتشبيه , بأن التمثيل هو المماثلة من كل وجه على الإطلاق و التشبيه هو المشابهة في أكثر الصفات لا كلها , ومن أهل العلم من يجعلهما بمعنى واحد وأن التمثيل منه ما هو كلي وهي المماثلة من كل وجه , ومنه ما هو تمثيل جزئي وهو في بعض الصفات دون البعض الآخر ( الذي هو التشبيه ) ولا مشاحة في الاصطلاح ما دام المعنى واحداً . فإن قيل أيهما أفضل التعبير بالتمثيل أم التعبير بالتشبيه ؟ الأفضل هو التعبير بالتمثيل لسببين :_ 1-لأن هذا هو لفظ القرآن قال تعالى : " ليس كمثله شيء " [ الشورى: 11] ولم يرد في القرآن نفي التشبيه , والتعبير باللفظ الذي ورد في القرآن أولى . 2-أن المعطلة يسمون من يثبت الصفات مشبهة ( وأهل السنة والجماعة يثبتون صفات الله تعالى الواردة على الوجه اللائق به سبحانه ) فإن قلت ( من غير تشبيه ) فَهِمَ المعطلة أن المراد ( من غير إثبات صفة ) ولذلك إقراراً للمعتقد الصحيح الذي ينفي عن أهل الضلال معنى غير مراد فإن التعبير بلفظ التمثيل أفضل من التعبير بالتشبيه . [ انظر فتاوى العقيدة لشيخنا ابن عثيمين (30) ] وكل ماسبق من باب الأفضل , ومع هذا نقول لا مشاحة أيضاً باستعمال هذه العبارة حتى عند المدارسة لاستعمال أهل العلم لها وكذا السلف غير أننا نقول أن استعمال التمثيل أفضل من التشبيه لما تقدم , ولكن لامشاحة في استعمال هذا لأن الأمر واسع ومفهوم أيضا مراده , وأيضاً لاستعمال مثل هذه العبارات في الكتب أيضاً , وكذا عبارة (قديم النوع حادث الآحاد ) فهي عبارات مشتهرة في زماننا , ومعرفة طالب العلم لهذه العبارة جيد لعدة أمور منها : 1- أن كتب العقائد وكذا الشروح اليوم مليئة بمثل هذا , وكون طالب العلم يعرف مثل هذه العبارات ومعناها حال المدارسة أفضل لئلا تشكل عليه لاحقاً , بحيث لو لم يتعلمها ربما يتوقف عندها إذا مرَّت . 2- لأنه ربما يعترض عليه معترض من أهل الأهواء بمثل هذه العبارة ويستشكل فيها فلا يعلم معناها , فقد يقول له أشعري ما يثبته هو في صفة الكلام وأنه قديم النوع فقط وهذا معتقد الأشاعرة , وطالب العلم إذا لم يعرف ذلك سيكون في جهل مما يقوله الأشعري ومن الأشعرية من نخالطهم كثيرا فليسوا بمعزل عن مجتمعات المسلمين . وعلى كل حال الأمر في هذا الشأن واسع والخطب يسير وبارك الله فيكم على تعقيبكم . |
الساعة الآن 04:35 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .