المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقتطفات من كتاب : صلاح الأمة في علو الهمة


أم عبيدة
14-11-07, 07:27 PM
همة ربيعة بن كعب الأسلمي ... همة فوق الشمس
عن ربيعة بن كعب الأسلمي – رضي الله عنه – قال : كنت أبيت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته ، فقال لي : " سل " ، قلت : أسألك مرافقتك في الجنة . قال : " أو غير ذلك ؟ " ، قلت : هو ذاك ، قال : " فأعني على نفسك بكثرة السجود " .

***



جاءت مولاة لعمر بن عبد العزيز ، فقصت أنها رأت في المنام كأن الصراط قد نصب على جهنم ، وهي تزفر على أهلها ، وذكرت أنها رأت رجالا مروا على الصراط فأخذتهم النار . قالت : ورأيتك يا أمير المؤمنين وقد جيء بك ، فوقع مغشيا عليه وبقي زمانا مضطربا ، وهي تصيح في أذنه : رأيتك والله قد نجوت .

***

الطالب الصادق كلما نابه هم أو حزن جعله في أفراح الآخرة .. و " من رأى فجر الأجر هان عليه ظلاف التكليف " - كما يقول ابن الجوزي - .. ولعمر الله ما هو بظلام .. ولكنها لغة اضطر إليها ؛ ليعقل مراده الراقدون

***

حين ذكر الله الدنيا قال : " فامشوا في مناكبها "
وحين ذكر الذكر فيها قال : " فاسعوا إلى ذكر الله "
وحين تكلم عن الجنة قال : " وسارعوا " و " سابقوا "
وحين تكلم عن العليّ قال : " ففروا إلى الله "

***

" ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ "
قال محمد بن الحنفية : إنها أمة مرحومة ، الظالم مغفور له ، والمقتصد في الجنان عند الله ، والسابق بالخيرات في الدرجات عند الله .

***

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من جعل الهموم هما واحدا - هم المعاد - ، كفاه الله سائر همومه .. ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا ، لم يبال الله في أي أوديتها هلك " .

وقال صلى الله عليه وسلم : " من جعل الآخرة همه ، جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة .. ومن كانت الدنيا همه ، جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له "

من صفا صُفّي له .. ومن كدّر كُدِّر عليه .. ومن أحسن في ليله كوفيء في نهاره .. ومن أحسن في نهاره كوفيء في ليله .. وإنما يُكال للعبد كما كال .. فمن طلب المنزلة العليا من الجنة فعليه بعلو الهمة .


***



عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ

وجاء في أحاديث أخرى غيرَ هؤلاء السبعة :
= من أنظر معسرا
= وضع عنه وتصدق عليه
= من أعان مجاهدا
= من اظل رأس الغازي في سبيل الله
= من أعان غرما في عسرته
= من أعان مكاتبا في رقبته
= من حامى الغزاة حين انكشفوا وولوا ، فحمى آثارهم حتى نجوا ، ونجا أو استشهد .

قال ابن حجر :


وزد سبعةً إظلالَ غازٍ وعونَه == وإنظارَ دي عسر وتخفيفَ حمله
وحامي غزاة حين ولّوا وعونَ ذي == غرامة حق معْ مكاتب أهله

***
صدقة السر
كان علي بن الحسين يبَخّل .. فلما مات وجدوه يقوت مائة اهل بيت في المدينة .. إنه حين مات وجدوا بظهره آثارا مما كان يحمل بالليل إلى المساكين .

الإخلاص في الصوم
= صام داوود بن ابي هند أربعين سنة لا يعلم به اهله ولا أحد .
= وأقام عمرو بن قيس الملائي عشرين سنة صائما ، لا يعلم به أهله .

البكاء
= قال الثوري : البكاء عشرة أجزاء .. تسعى لغير الله وواحد لله .. فإذا جاء الذي لله في السنة مرة فهو كثير .
= قال ابن الجوزي : كان ابن سيرين يتحدث بالنهار ويضحك ، فإذا جاء الليل فكانه قتل اهل القرية .
= كان ابو وائل إذا جاء الليل ينشج نشيجا ، ولو جعلت له الدنيا على أن يفعله وأحد يراه ما فعله .

***

دخل ابن محيريز حانوتا وهو يريد ان يشتري ثوبا ، فقال رجل لصاحب الحانوت : هذا ابن محيريز فأحسن بيعه .. فغضب وخرج ، وقال : إنما نشتري بأموالنا ، لسنا نشتري بديننا .


أسأل الله أن ينفعكن بهــا

مفكرة إسلامية
20-11-07, 07:46 PM
أختي أم عبيدة:
بارك الله تواصلك , ولا حرمك الله الأجر.

همه
26-11-07, 04:54 PM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك اختي ام عبيده

أم عبيدة
26-11-07, 07:33 PM
عن شعيب بن حرب قال : بينما أطوف بالبيت ، إذا رجل يشد ثوبي من خلفي ، فالتفت فإذا بفضيل بن عياض ، فقال : لو شُفِّعَ فِي وفيك أهل السماء كنــا أهلا ألا يشفع فينا .. قال شعيب : ولم أكن رأيته قبل ذلك بسنة .. قال شعيب : فكسرني وتمنيت أني لم أكن رأيته .

-------------------

قسم أمير البصرة أمواله على أهل البصرة ، فبعث إلى مالك بن دينار فقبل . فأتاه محمد بن واسع ، فقال : يا مالك ، أقبلت جوائز السلطان ؟ قال : يا أبا بكر ، سل جلسائي . قالوا : يا أبا بكر ، اشترى بهم رقابا فاعتقهم . فقال له محمد بن واسع : أنشدك الله : أقلبك الساعة له على ما كان قبل أن يجيزك ؟ قال : اللهم لا ، قال : أترى أي شيء دخل عليك ؟ فقال مالك لجلسائه : إنما مالك حمار ، إنما يعبد الله مثل محمد بن واسع .

----------------------

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها ، إلا ذكر الله ، وما والاه ، وعالم ، ومتعلم " .

قَالَ الْمَنَاوِيُّ : قَوْلُهُ مَلْعُونَةٌ أَيْ مَتْرُوكَةٌ مُبْعَدَةٌ مَتْرُوكٌ مَا فِيهَا أَوْ مَتْرُوكَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَصْفِيَاءِ كَمَا فِي خَبَرِ : لَهُمْ الدُّنْيَا وَلَنَا الْآخِرَةُ .
وَقَالَ : الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ لِأَنَّهَا غَرَّتْ النُّفُوسَ بِزَهْرَتِهَا وَلَذَّتِهَا فَأَمَالَتْهَا عَنْ الْعُبُودِيَّةِ إِلَى الْهَوَى وَقَالَ بَعْدَ ذِكْرِ قَوْلِهِ وَعَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا : أَيْ هِيَ وَمَا فِيهَا مُبْعَدٌ عَنْ اللَّهِ إِلَّا الْعِلْمُ النَّافِعُ الدَّالُّ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ الْمَقْصُودُ مِنْهَا ، فَاللَّعْنُ وَقَعَ عَلَى مَا غَرَّ مِنْ الدُّنْيَا لَا عَلَى نَعِيمِهَا وَلَذَّتِهَا ، فَإِنَّ ذَلِكَ تَنَاوَلَهُ الرُّسُلُ وَالْأَنْبِيَاءُ اِنْتَهَى .
[تحفة الأحوذي]

----------------------

قال الإمام أحمد : الناس محتاجون إلى العلم أكثر من حاجتهم إلى الطعام والشراب ؛ لأن الطعام والشراب يحتاج إليه في اليوم مرة أو مرتين ، والعلم يحتاج إليه بعدد الأنفاس .

وسُئل الحسن عن الرجل له ثمانون سنة : أيحسن أن يطلب العلم ؟ قال : إن كان يحسن به أن يعيش .


تعلّم ما الرزية فقد مال == ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر == يموت بموته بشر كثيــر

قال العباس بن يحيى الخراساني :
رحلت أطلب أصل العلم مجتهدا == وزينة المرء في الدنيا الأحاديثُ
لا يطلب العلم إلا بازلٌ ذكرٌ == وليس يبغضــه إلا المخانيث
لا تعجبن بمال سوف تتركه == فإنما هذه الدنيــا مواريث

-------------------------------------



معاذ بن جبل - رضي الله عنه -
أسلم معاذ وله ثمان عشرة سنة ، وشهد العقبة الثانية ، ثم هاجر النبي عليه الصلاة والسلام وبدأ يتعلم منه ، ومات وهو ابن ثمان وعشرين سنة = أي أن مدة تحصيله للعلم لا تبلغ العشر سنوات .
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله : " معاذ بن جبل أعلم الناس بحلال الله وحرامه " ، وعن علي رضي الله عنه : من أراد الفقع فليأت معاذ بن جبل . وعن عمر رضي الله عنه : عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ .
فكيف بلغ ما بلغ إلا بعلو همته في تحصيل العلم ومزاحمة العلماء بالركب عن حلق الذكر!

--------------------------

جابر بن عبد الله : يسير شهرا في حديث واحد .
أبو أيوب الأنصاري : من المدينة إلى مصر في حديث واحد .
سعيد بن جبير : من الكوفة إلى ابن عباس في تفسير آية .
الضحاك : يعلم ثلاثة آلاف صبي القرآن ولا يأخذ أجرا .
عطاء : أسود أعور أفطس أشل اعرج ثم عمي ، ولكنه كان ركنا في العلم وحج نيفا وسبعين حجة !
ابن الديلمي : من فلسطين إلى الطائف لحديث بلغه عن ابن عمر رضي الله عنهما .
الشعبي : من الكوفة إلى مكة في ثلاثة أحاديث ذكرت له .
الزهري : جمع القرآن في ثمانين ليلة .
شعبة بن الحجاج : من الكوفة إلى مكة إلى المدينة إلى البصرة متتبعا حديثا واحدا .
الثوري : يجوع الأيام والليالي ، ومع ذلك يقول عنه ابن المبارك : ما أعلم على وجه الأرض أعلم من سفيان .
مالك بن أنس : أفضى به طلب العلم إلى أن نقض سقف بيته فباع خشبه ، ثم مالت عليه الدنيا .
شيخ الإسلام المقريء يقول : أنا ما بين التسعين إلى المائة ، وأقرأت القرآن بالبصرة ستا وثلاثين سنة ، وها هنا بمكة خمسا وثلاثين سنة .
يعقوب بن إبراهيم قال : مات ابن لي فلم أحضر جهازه ولا دفنه ، وتركته على جيراني وأقربائي ، مخافة أن يفوتني من أبي حنيفة شيء لا تذهب حسرته عني .
محمد بن الحسن قال : ترك لي أبي ثلاثين ألف درهم ، فأنفقت خمسة عشر ألفا على النحو والشعر ، وخمسة عشر ألفا على الحديث والفقه .
هشام بن عبيد الله الرازي قال ك لقيت ألفا وسبعمائة شيخ ، وخرج مني في طلب العلم سبعمائة ألف درهم .!

-----------------------------

عبد الله بن عباس رضي الله عنهما

عن ابن عباس، قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت لرجل من الانصار: هلم نسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم اليوم كثير، فقال: واعجبا لك يا ابن عباس ! أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من أصحاب النبي عليه لسلام من ترى ؟ فترك ذلك. وأقبلت على المسألة، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل، فآتيه وهو قائل، فأتوسد ردائي على بابه، فتسفي الريح علي التراب، فيخرج، فيراني، فيقول: يا ابن عم رسول الله ! ألا أرسلت إلي فأتيك ؟ فأقول: أنا أحق أن آتيك، فأسألك.
قال: فبقي الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس علي، فقال: هذا الفتى أعقل مني .


قال حسان رضي الله عنه :
إذاما ابن عباس بدالك وجهه * رأيت له في كل أقواله فضلا
إذا قال لم يترك مقالا لقائل * بمنتظمات لا ترى بينها فصلا
كفى وشفى ما في النفوس فلم يدع * لذي أرب في القول جدا ولا هزلا


-----------------------------


زيد بن الحباب ثنا سفيان الثوري عن أسامة بن زيد عن موسى بن علي اللخمي عن أبيه عن أبي قيس مولى عمرو عن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "فرق بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر "
قال زيد بن الحباب : فلما ذهبت لأقوم من مجلس سفيان الثوري قال لي رجل أنا خلفت أسامة حيا بالمدينة فركبت راحلتي وأتيت المدينة فلقيت أسامة فقلت حديث حدثنيه سفيان الثوري عنك عن موسى بن علي عن أبيه عن أبي قيس مولى عمرو عن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فرق ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر قال نعم حدثني موسى بن علي بن رباح اللخمي عن أبيه عن أبي قيس مولى عمرو عن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فرق ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر .
قال زيد فلما ذهبت لأقوم من مجلس أسامة قال رجل أنا خلفت موسى بن علي حيا بمصر فركبت راحلتي وأتيت مصر فجلست ببابه فخرج إلي شيخ راكب على فرس قال ألك حاجة قال قلت نعم حديث حدثنيه سفيان الثوري عن أسامة بن زيد عنك عن أبيك عن أبي قيس مولى عمرو عن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فرق بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر فقال نعم حدثني أبي عن أبي قيس مولى عمرو عن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فرق بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر .

أي فارس أنت يا زيد !!
ولله در من قال / " فرسان هذا الدين رجال الأسانيــــــــــد "

---------------------------------

قيل لابن المبارك : إلى متى تكتب العلم ؟
قال : لعل الكلمة التي أنتفع بها ، لم اكتبها بعد .

------------------------

أبو زكريا يحيى بن معين رحمه الله
كان معين على خراج الري ، فخلف ليحيى ابنه ألف ألف درهم ، فأنفقه كله على الحديث ، حتى لم يبق له نعل يلبسه .
قال يحيى : كتبت بيدي هذه ستمائة ألف حديث ، وكان يكتب الحديث خمسين مرة . يقول: إني لأحدث بالحديث فأسهر له مخافة أن أكون قد أخطأت فيه .
مات رحمه الله بالمدينة ، فأخرجوا له الأعواد التي غُسِّل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحمل على سرير النبي ورجل ينادي بين يديه : هذا الذي كان ينفي الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

-----------------------------

أم عبيدة
26-11-07, 07:35 PM
بوركتما و جوزيتما الجنان

أم عبيدة
07-12-07, 03:40 AM
أنفع أدوية الحفظ
قال علي بن خشرم : ما رايت بيد وكيع كتابا قط ، إنما هو حفظ ، فسألته عن أدوية الحفظ ، فقال : إن علمتك الدواء استعملته ؟ قلت : إي والله ، قال : ترك المعاصي ، ما جربت مثله للحفظ .

----------------------

قال ابن مهدي : لما قدم الثوري البصرة قال : يا عبد الرحمن ، جئني بإنسان أذاكره ، فأتيته بيحيى بن سعيد ، فذاكره ، فلما خرج قال : قلت لك جئني بإنسان ، جئتني بشيطان !! يعني بهره حفظه .

---------------------

إمام أهل السنة أحمد : مع المحبرة إلى المقبرة
قال صالح : رأى رجل مع أبي محبرة فقال له : يا أبا عبد الله ، أنت قد بلغت هذا المبلغ ، وأنت إمام المسلمين ؛ فقال : مع المحبرة إلى المقبرة . وقال رحمه الله : أنا أطلب العلم إلى أن ادخل المقبرة .

---------------------

في العلم بحر .. وفي أمور الدنيا لاشيء !
قال ابو يحيى الشعراني : كنت إذا ذاكرت إسحاق [ين راهويه] العلم ، وجدته فيه بحرا فردا ، فإذا جئت إلى أمر الدنيا ، رايته لا شيء .

----------------------

قناديل دين الله يسعى بحملها ......... رجال بهم يحيا حديث محمد
هم حملوا الآثار عن كل عالم ......... تقي ، صدوق ، فاضل متعبد
محابرهم زهر تضيء كأنهـــا ........ قناديل حبر ناسك وسط مسجد
تساق إلى من كان في الفقه عالما ... ومن صنف الأحكام من كل مسند

-----------------------

قال أبو عبيد القاسم بن سلام : كنت في تصنيف هذا الكتاب [ غريب المصنف ] أربعين سنة . ربما كنت أستفيد الفائدة من أفواه الرجال فأضعها في الكتب ، فأبيت ساهرا فرحا مني بتلك الفائدة ، وأحدكم يجيئني فيقيم عندي أربعة أشهر ، خمسة اشهر ، فيقول : قد أقمت الكثير .
قال الزبيدي : عددت حروف غريب المصنف فوجدته سبعة عشر ألفا وتسعمائة وسبعين حرفا ، قال الذهبي : يريد بالحرف اللفظة العربية .

-------------------------------------

الزبير بن بكار القرشي قال : قالت بنت أختي لأهلنا : خالي خير رجل لأهله ، لايتخذ ضرة ولا سُرِّيَّة ، قال : تقول المرأة : والله هذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر .

----------------------------


الإمام البخاري رحمه الله .
كتب التاريخ الكبير وهو يزيد عن عشر مجلدات كل مجلد لا يقل عن مائتي صفحة وهو ابن ثمان عشرة سنة !!
قال : أخرجت في هذا الكتاب من زهاء ستمائة ألف حديث .. وقال : ما وضعت في كتابي " الصحيح " حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين .
قال أحمد بن حمدون : رأيت محمد بن إسماعيل ومحمد بن يحيى الذهلي يسأله عن الأسامي والكنى والعلل ، ومحمد بن إسماعيل يمر فيه مثل السهم كأنه يقرأ قل هو الله أحد .
وقال : أحفظ مائة ألف حديث صحيح ، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح .
أنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا تمل !
قال الفربري : أملي البخاري يوما علي حديثا كثيرا ، فخاف ملالي ، فقال : طب نفسا ، فإن أهلي في ملاهيهم ، وأهل الصناعات في صناعاتهم ، والتجار في تجاراتهم ، وأنت مع النبي صلى الله عليه وسلم .

---------------------------------

الحميدي : جالس ابن عيينة نحو تسع عشرة سنة .. وكان يحفظ له عشرة آلاف حديث .
خلف بن هشام يقول : أشكل علي باب من النحو ، فأنفقت ثمانية ألف درهم حتى حَذَقْتُه .
عبد الرحمن بن مهدي : قال عبيد الله القواريري : أملى علي عبد الرحمن عشرين ألف حديث حفظا .
يزيد بن هارون قال : أحفظ عشرين ألفا ، فمن شاء فليدخل فيها حرفا .
أحمد بن حنبل : قال أبو زرعة لعبد الله : أبوك يحفظ ألف ألف حديث .
إسحاق بن راهويه قال : لكأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي ، وثلاثين ألفا أسردها .
علي بن المديني قال : تركت من حديثي مائة ألف حديث ... إذن ، فكم تحفظ يا إمام ؟!
أبو زرعة الرازي يقول : عجبت ممن يفتي في مسائل الطلاق ، يحفظ اقل من مائة ألف حديث ، وقال : أحفظ في القراءات عشرة آلاف حديث .

------------------------------

يقول أبو حاتم الرازي : خرجنا من المدينة، من عند داود الجعفري، وصرنا إلى الجار وركبنا البحر، فكانت الريح في وجوهنا، فبقينا في البحر ثلاثة أشهر، وضاقت صدورنا، وفني ما كان معنا ، وخرجنا إلى البر نمشي أياما، حتى فني ما تبقى معنا من الزاد والماء، فمشينا يوما لم نأكل ولم نشرب، ويوم الثاني كمثل، ويوم الثالث، فلما كان يكون المساء صلينا، وكنا نلقي بأنفسنا حيث كنا ، فلما أصبحنا في اليوم الثالث، جعلنا نمشي على قدر طاقتنا، وكنا ثلاثة أنفس: شيخ نيسابوري، وأبو زهير المروروذي، فسقط الشيخ مغشيا عليه، فجئنا نحركه وهو لا يعقل، فتركناه، ومشينا قدر فرسخ، فضعفت، وسقطت مغشيا علي، ومضى صاحبي يمشي، فبصر من بعد قوما، قربوا سفينتهم من البر، ونزلوا على بئر موسى، فلما عاينهم، لوح بثوبه إليهم، فجاؤوه معهم ماء في إداوة . فسقوه وأخذوا بيده، فقال لهم: الحقوا رفيقين لي، فما شعرت إلا برجل يصب الماء على وجهي، ففتحت عيني، فقلت: اسقني، فصب من الماء في مشربة قليلا، فشربت، ورجعت إلي نفسي، ثم سقاني قليلا، وأخذ بيدي، فقلت: ورائي شيخ ملقى، فذهب جماعة إليه، وأخذ بيدي، وأنا مشي وأجر رجلي، حتى إذا بلغت إلى عند سفينتهم، وأتوا بالشيخ، وأحسنوا إلينا، فبقينا أياما حتى رجعت إلينا أنفسنا، ثم كتبوا لنا كتابا إلى مدينة يقال لها: راية ، إلى واليهم، وزودونا من الكعك والسويق والماء.
فلم نزل نمشي حتى نفد ما كان معنا من الماء والقوت، فجعلنا نمشي جياعا على شط البحر، حتى دفعنا إلى سلحفاة مثل الترس، فعمدنا إلى حجر كبير، فضربنا على ظهرها، فانفلق، فإذا فيها مثل صفرة البيض، فتحسيناه حتى سكن عنا الجوع، ثم وصلنا إلى مدينة الراية، وأوصلنا الكتاب إلى عاملها، فأنزلنا في داره، فكان يقدم لنا كل يوم القرع، ويقول لخادمه: هات لهم اليقطين المبارك. فيقدمه مع الخبز أياما، فقال واحد منا: ألا تدعو باللحم المشؤوم ؟ ! فسمع صاحب الدار، فقال: أنا أحسن بالفارسية، فإن جدتي كانت هروية، وأتانا بعد ذلك باللحم، ثم زودنا إلى مصر .

-----------------------------------


عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: كنا بمصر سبعة أشهر، لم نأكل فيها مرقة، كل نهارنا مقسم لمجالس الشيوخ، وبالليل: النسخ والمقابلة.
قال: فأتينا يوما أنا ورفيق لي شيخا، فقالوا: هو عليل، فرأينا في طريقنا سمكة أعجبتنا، فاشتريناه، فلما صرنا إلى البيت، حضر وقت مجلس، فلم يمكنا إصلاحه، ومضينا إلى المجلس، فلم نزل حتى أتى عليه ثلاثة أيام، وكاد أن يتغير، فأكلناه نيئا، لم يكن لنا فراغ أن نعطيه من يشويه.
ثم قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد .

-----------------

قال يعقوب الفسوي : كنت جالسا أنسخ، وقد تصرم الليل، فنزل الماء في عيني، فلم أبصر السراج ولا البيت، فبكيت على انقطاعي، وعلى ما يفوتني من العلم، فاشتد بكائي حتى اتكأت على جنبي، فنمت، فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم، فناداني، يا يعقوب بن سفيان ! لم أنت بكيت ؟ فقلت: يا رسول الله ! ذهب بصري، فتحسرت على ما فاتني من كتب سنتك، وعلى الانقطاع عن بلدي.
فقال: أدن مني.
فدنوت منه، فأمر يده على عيني، كأنه يقرأ عليهما.
قال: ثم استيقظت فأبصرت، وأخذت نسخي وقعدت في السراج أكتب .

----------------

ابن أبي عاصم يقول: لما كان من أمر العلوي بالبصرة ما كان، ذهبت كتبي، فلم يبق منها شئ، فأعدت عن ظهر قلبي خمسين ألف حديث، كنت أمر إلى دكان البقال، فكنت أكتب بضوء سراجه، ثم تفكرت أني لم أستأذن صاحب السراج، فذهبت إلى البحر فغسلته، ثم أعدته ثانيا .

هذا والله العلم ، وهذه والله ثمرته : الورع !

------------------------


قال الإمام الترمذي : كنت في طريق مكة فكتبت جزئين من حديث شيخ فوجدته فسألته وانا اظن الجزئين معى فسألته فأجا بنى فإذا معى جزاء بياض فبقى يقرأ على من لفظه فنظر فرأى في يدى ورقا بيضا فقال أما تستحى منى ؟ فأعلمته بأمرى وقلت أحفظه كله قال: اقرأ فقرأته عليه فلم يصدقني وقال: استظهرت قبل ان تجئ فقلت حدثنى بغيره فحدثني بغيره فحدثني بأربعين حديثا وقال: هات، فأعدتها عليه ما اخطأت في حرف.


------------------------------------

يقول أبو بكر بن أبي داوود :


ودع عنك آراء الرجال وقولهم ... فقول رسول الله أولى وأشرح
ولا تك من قوم تلهوا بدينهم ... فتطعن في أهل الحديث وتقدح

قال الذهبي في السير : ( فعلى علم الحديث وعلمائه ليبك من كان باكيا، فقد عاد الاسلام المحض غريبا كما بدأ ، فليسع امرؤ في فكاك رقبته من النار، فلا حول ولا قوة إلا بالله. ثم العلم ليس هو بكثرة الرواية، ولكنه نور يقذفه الله في القلب، وشرطه الاتباع، والفرار من الهوى والابتداع. وفقنا الله وإياكم لطاعته. ) أ.هــ


---------------------------

مروة عاشور
17-12-07, 09:39 PM
اختي المجتهده أم عبيده
بارك الله فيك نقل موفق باذن الله
في انتظار البقيه فهو بحق كتاب رائع يشرحه عندنا الشيخ سيد العفاني وأنصح الآخوات به
لا حرمناك أم عبيده الحبيبه ولا حرمنا مشاركاتك المتميزه

أم جنى
18-12-07, 05:41 AM
بارك الله فيكى أختى الحبيبه أم عبيدة

سمية بنت إبراهيم
20-12-07, 02:32 PM
رائع رائع .. ما شاء الله


الطالب الصادق كلما نابه هم أو حزن جعله في أفراح الآخرة .. و " من رأى فجر الأجر هان عليه ظلاف التكليف " - كما يقول ابن الجوزي - .. ولعمر الله ما هو بظلام .. ولكنها لغة اضطر إليها ؛ ليعقل مراده الراقدون


في الحقيقة الكتاب جميعه-بل كل كتب فضيلة الشيخ سيد بن حسين- أكثر من رائعة
نفعنا الله بما نسمع ونقرأ

أم عبيدة .. بوركتِ يا حبيبة وجزاكِ الله عنا كل خير

أم عبيدة
26-12-07, 09:55 PM
حياكن الله , بورك فيكن...

اختكم فى الله
05-01-08, 06:16 PM
جزاك الله خيرا
رائع مانقلت
بارك الله فيك

أم عبيدة
12-01-08, 01:23 AM
أكرمك الله...لي عودة إن شاء الرحمن...

أم عبيدة
12-01-08, 01:58 AM
قام بقى بن مخلد برحلتين : إلى مصر والشام والحجاز وبغداد .. امتدت الأولى 14 عاما ، والثانية 20 عاما .. وكان ارتحاله كله من الأندلس ، ماشيـــا على قدميــه .

يقول الإمام مسلم : صنفت هذا "المسند الصحيح" من ثلاثمئة ألف حديث مسموعة .

كان يحضر مجلس جعفر الفريابي عشرة آلاف من أصحاب المحابر ، هذا سوى من لا يكتب


قد كان هذا زمان العلم
زمان أصحاب الحديث
زمان المحابر

----------------------------------


لإمام أبو بكر الأنباري : منع نفسه طيب الطعام وقد كان يقدم إليه على موائد الملوك ؛ إبقاءً على حفظه .. وزهد اقتراب النساء ؛ تفرغا لعلمه .

[ .... وحدثت عنه أنه مضى يوماً في النخاسين وجارية تعرض حسنة كاملة الوصف قال: فوقعت في قلبي ثم مضيت إلى أمير المؤمنين الراضي فقال لي: أين كنت إلى الساعة فعرفته فأمر بعض أسبابه فمضى فاشتراها وحملها إلى منزلي فجئت فوجدتها فعلمت الأمر كيف جرى فقلت لها: كوني فوق إلى أن استبرئك وكنت أطلب مسألة قد أحيلت علي فاشتغل قلبي فقلت للخادم: خذها وامض بها إلى النخاس فليس قدرها أن تشغل قلبي عن علمي فأخذها الغلام فقالت: دعني أكلمه بحرفين! فقالت: أنت رجل لك محل وعقل وإذا أخرجتني ولم تعين لي ذنبي لم آمن أن يظن الناس في ظناً قبيحاً فعرفنيه قبل أن تخرجني. فقلت لها: مالك عندي عيب غير أنك شغلتني عن علمي! فقال: هذا أسهل عندي. قال: فبلغ الراضي أمره فقال: لا ينبغي أن يكون العلم في قلب أحد أحلى منه في صدر هذا الرجل. ولما وقع في علة الموت أكل كل شيء كان يشتهي وقال: هي علة الموت. ]

-----------------------------------


قال محمد بن نصر المروزي : خرجت من مصر ومعي جارية لي فركبت البحر أريد مكة قال فغرقت فذهب مني ألفا جزء قال: وصرت إلى جزيرة أنا وجاريتي قال فما رأينا فيها أحداً قال وأخذني العطش فلم أقدر على الماء قال وأجهدت فوضعت رأسي على فخذ جاريتي مستسلماً للموت قال فإذا رجل قد جاءني ومعه كوز فقال لي: هاه قال فأخذت فشربت وسقيت الجارية قال ثم مضى فما أدري من أين جاء ولا من أين ذهب.

----------------------------------

شيخ المفسرين محمد بن جرير الطبري
عن علي بن عبيد الله اللغوي قال : " مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة " .. وحصل قوم من تلاميذه أيام حياته منذ بلغ الحلم إلى أن توفي وهو ابن 86 سنة ، ثم قسموا عليها أوراق مصنفاته ، فصار منها كل على كل يوم أربع عشرة ورقة .
قبل وفاته بساعة ، ذُكر له دعاء عن جعفر بن محمد ، فاستدعى محبرة وصحيفة فكتبه .. فقيل له : أفي هذه الحال ؟! فقال : ينبغي للإنسان ألا يدع اقتباس العلم حتى الممات .

--------------------------------------

محمد بن إسحاق بن خزيمة
قال حفيده محمد بن الفضل : إنه لا يدخر شيئا جهده ، بل ينفقه على أهل العلم ، وكان لا يعرف سنجة الوزن ، ولا يميز بين العشرة والعشرين , ربما أخذنا منه العشرة فيتوهم أنها خمسة " .
رحم الله ابن خزيمة .. لا يعرف العشرة من العشرين من النقود .. لا يعرف أمر الدنيا .. فإذا كان أمر الآخرة فهو إمام الأئمة .

--------------------------------------

جمعت الرحلة بمصر بين محمد بن جرير، وابن خزيمة، ومحمد بن نصر، ومحمد بن هارون الروياني، فأرملوا، ولم يبق عندهم قوت، وجاعوا، فاجتمعوا في بيت، واقترعوا على أن من خرجت عليه القرعة يسأل لهم، قال: فخرجت على ابن خزيمة.
فقال: أمهلوني حتى أصلي.
وقام، فإذا هم بسمعة وخصي من قبل أمير مصر، ففتحوا له، فقال: أيكم محمد بن نصر ؟ فقيل: هذا.
فأخرج صرة فيها خمسون دينارا، فدفعها إليه، ثم قال: أيكم محمد بن جرير ؟ قالوا: هذا.
فأعطاه مثلها، ثم أعطى كذلك لابن خزيمة والروياني، ثم حدثهم أن الامير كان قائلا بالامس، فرأى في نومه أن المحامد جياع قد طووا، فأنفذ إليكم هذه الصرر، وأقسم عليكم: إذا نفدت أن تعرفوني .

----------------------------------------

صلى محمد بن عبدوس القيرواني الصبح بوضوء العشاء ثلاثين سنة .. خمس عشرة من دراسة ، وخمس عشرة من عبادة .

أبو بكر الأصبهاني .. شيخ القراء في زمانه .. وصل إلى مصر ومعه ثمانون ألفا ، فأنفقها على ثمانين ختمة على شيوخ القرآن .. ربح والله وما غبن .

كان يحضر مجلس أبي بكر النيسابوري ثلاثين ألف محبرة ، ومجلس إبراهيم الكجي نيِّفا وأربعين ألف محبرة .

الحافظ ابن المقريء محمد بن إبراهيم الأصبهاني يقول : مشيت بسبب نسخة مفضل بن فضالة سبعين مرحلة ، ولو عرضت على خباز برغيف لم يقبلها .

قال محمد بن علي السلمي : قمت ليلة سحر لآخذ النوبة على ابن الأخرم ( مقريء دمشق ) ، فوجدت قد سبقني ثلاثون قارئا ، ولم تدركني النوبة إلا العصر .

سُئل أبو القاسم الطبراني [ صاحب المعاجم الثلاثة ] عن كثرة حديثه فقال : كنت أنام على البواري [ الحصير المنسوج ] ثلاثين سنة ... واستوطن رحمه الله أصبهان ستين سنة يحدث وينشر العلم ويؤلف !

---------------------------------------


إيش أقول لمن زوجني !
قال يوسف القواس سمعت أبا زكريا النيسابوري يقول: تعرف من قام أربعين سنة لم ينم الليل، ويتقوت كل يوم بخمس حبات، يصلى صلاة الغداة على طهارة العشاء الآخرة ؟ ثم قال: انا هو، وهذا كله قبل أن اعرف أم عبد الرحمن، إيش أقول لمن زوجنى ؟ ثم قال: ما أراد إلا الخير.


-----------------------------------------

اكتب حمار بن حمار
قال ابن أبي كامل: سمعت خيثمة بن سليمان يقول: ركبت البحر، وقصدت جبلة لاسمع من يوسف بن بحر، ثم خرجت إلى أنطاكية، فلقينا مركب - يعني للعدو - قال: فقاتلناهم، ثم سلم مركبنا قوم من مقدمه، قال: فأخذوني، ثم ضربوني، وكتبوا أسماءنا، فقالوا: ما اسمك ؟ قلت: خيثمة، فقالوا: اكتب حمار بن حمار. ولما ضربت سكرت ونمت، فرأيت كأني أنظر إلى الجنة، وعلى بابها جماعة من الحور العين، فقالت إحداهن: يا شقي، أيش فاتك ؟ فقالت أخرى: أيش فاته ؟ قالت: لو قتل لكان في الجنة مع الحور، قالت لها: لان يرزقه الله الشهادة في عز من الاسلام وذل من الشرك خير له.
ثم انتبهت، قال: ورأيت كأن من يقول لي: اقرأ براءة فقرأت إلى (فسيحوا في الارض أربعة أشهر) [ التوبة: 2 ] قال: فعددت من ليلة الرؤيا أربعة أشهر ففك الله أسري .
كم تحملوا من أجل العلم .. وقعوا في الأسر .. ويقال لسيد من سادات المسلمين : حمار بن حمار .. ما ضرهم ما أصابهم !!

---------------------------------------------

فاسمع مني حتى يعلو فيه إسنادك
قال أبو الحسين أحمد بن فارس اللغوي: سمعت الاستاذ ابن العميد يقول: ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوة ألذ من الرئاسة والوزارة التي أنا فيها، حتى شاهدت مذاكرة أبي القاسم الطبراني وأبي بكر الجعابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلب أبا بكر بكثرة حفظه، وكان أبو بكر يغلب بفطنته وذكائه حتى ارتفعت أصواتهما، ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه، فقال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي، فقال: هات، فقال: حدثنا أبو خليفة الجمحي، حدثنا سليمان بن أيوب، وحدث بحديث، فقال الطبراني: أخبرنا سليمان بن أيوب، ومني سمعه أبو خليفة، فاسمع مني حتى يعلو فيه إسنادك، فخجل الجعابي، فوددت أن الوزارة لم تكن، وكنت أنا الطبراني، وفرحت كفرحه .

--------------------------------------------------

كان ابن خفيف من أولاد الأمراء .. زهد في الدنيا وتفرغ للعلم والعمل .
يقول: نهبت في البادية، وجعت حتى سقطت لي ثمانية أسنان، وانتثر شعري، ثم وقعت إلى فيد، وأقمت بها حتى تماثلت، وحججت، ثم مضيت إلى بيت المقدس، ودخلت الشام، فنمت إلى جانب دكان صباغ، وبات معي في المسجد رجل به قيام، فكان يخرج ويدخل فلما أصبحنا صاح الناس، وقالوا: نقب دكان الصباغ وسرقت، فدخلوا المسجد ورأونا، فقال
المبطون: لا أدري، غير أن هذا كان طول الليل يدخل ويخرج، وما خرجت إلا مرة تطهرت، فجروني وضربوني، وقالوا: تكلم، فاعتقدت التسليم، فاغتاظوا من سكوتي، فحملوني إلى دكان الصباغ، وكان أثر رجل اللص في الرماد، فقالوا: ضع رجلك فيه، فكان على قدر رجلي، فزادهم غيظا.
وجاء الامير، ونصبت القدر، وفيها الزيت يغلى، وأحضرت السكين ومن يقطع، فرجعت إلى نفسي وإذا هي ساكنة، فقلت: إن أرادوا قطع يدي سألتهم أن يعفو عن يميني لاكتب بها، وبقي الامير يهددني ويصول، فنظرت إليه فعرفته، كان مملوكا لابي، فكلمني بالعربية وكلمته بالفارسية، فنظر إلي وقال: أبو الحسين - وبها كنت أكنى في صباي - فضحكت، فأخذ يلطم برأسه ووجهه، واشتغل الناس به، فإذا بضجة، وأن اللصوص قد أخذوا، فذهبت والناس ورائي وأنا ملطخ بالدماء، جائع لي أيام لم آكل، فرأتني عجوز فقيرة، فقالت: ادخل، فدخلت، ولم يرني الناس، وغسلت وجهي ويدي، فإذا الامير قد أقبل يطلبني، فدخل ومعه جماعة.
وجر من منطقته سكينا، وحلف بالله إن أمسكني أحد لاقتلن نفسي، وضرب بيده رأسه ووجهه مئة ضفعة حتى منعته أنا، ثم اعتذر وجهد بي أن أقبل شيئا فأبيت وهربت ليومي .

اللهم إنا نسألك علما نافعا....