أم المهند
13-11-07, 09:36 AM
بين التوكـل والتواكـل
إن الأخذ بالأسباب مع تفويض أمر النجاح لله تعالى والثقة بأنه عزَّ وجل لا يضيع أجر من أحسن عملًا، هو من التوكل المأمور به، أما القعود عن الأسباب وعدم السعي فليس من التوكل في شيء وإنما هو اتكال أو تواكل حذَّرنا رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، ونهى عن الأسباب المؤدِّية إليه، مصداق ذلك ما جاء في حديث معاذ-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى عليه وسلم-: (يا معاذ تدري ما حق الله على العباد وما حقُّ العباد على الله؟)، قال معاذ: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (فإن حقَّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وحقُّ العباد على الله-عز وجل- ألا يعذِّب من لا يشرك به شيئًا)، قال: قلت: يا رسول الله، أفلا أبشِّر الناس، (قال لا تبشِّرهم فيتكلوا).
وهنا يضع الرسول-صلى الله عليه وسلم- قاعدة جليلة هي: أن كل ما يؤدِّي إلى ترك العمل أو ما يكون مَظِنة للاتكال أو التواكل ليس من التوكل في شيء، وقد جاء في حديث أبي هريرة-رضي الله عنه- ما يؤكِّد هذه الحقيقة، ففي الحوار الذي رواه أبو هريرة عن المصطفى-صلى الله عليه وسلم وعمر بن الخطاب-رضي الله عنه- هذا الحوار، كما جاء في رواية مسلم: قال عمر: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، أبعثْتَ أبو هريرة بنعليك، من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشِّره بالجنة؟ قال: (نعم)، قال عمر: فلا تفعل، فإني أخشى أن يتكل الناس عليها، فخلِّهم يعملون، قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (فخلِّهم يعملون).
ويُفْهَم من الحديث والذي قبله أن الاتكال يعني ترك العمل وعدم الأخذ بالأسباب وأن ذلك ليس من التوكل في شيء.
المرجع: موسوعة نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم-
إعداد مجموعة من المختصين بإشراف:
صالح بن عبد الله بن حميد
عبدالرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن ملّوح
الجزء: 4 ص: 1379،1378
نقلا من شبكة مسلمات
إن الأخذ بالأسباب مع تفويض أمر النجاح لله تعالى والثقة بأنه عزَّ وجل لا يضيع أجر من أحسن عملًا، هو من التوكل المأمور به، أما القعود عن الأسباب وعدم السعي فليس من التوكل في شيء وإنما هو اتكال أو تواكل حذَّرنا رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، ونهى عن الأسباب المؤدِّية إليه، مصداق ذلك ما جاء في حديث معاذ-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى عليه وسلم-: (يا معاذ تدري ما حق الله على العباد وما حقُّ العباد على الله؟)، قال معاذ: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (فإن حقَّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وحقُّ العباد على الله-عز وجل- ألا يعذِّب من لا يشرك به شيئًا)، قال: قلت: يا رسول الله، أفلا أبشِّر الناس، (قال لا تبشِّرهم فيتكلوا).
وهنا يضع الرسول-صلى الله عليه وسلم- قاعدة جليلة هي: أن كل ما يؤدِّي إلى ترك العمل أو ما يكون مَظِنة للاتكال أو التواكل ليس من التوكل في شيء، وقد جاء في حديث أبي هريرة-رضي الله عنه- ما يؤكِّد هذه الحقيقة، ففي الحوار الذي رواه أبو هريرة عن المصطفى-صلى الله عليه وسلم وعمر بن الخطاب-رضي الله عنه- هذا الحوار، كما جاء في رواية مسلم: قال عمر: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، أبعثْتَ أبو هريرة بنعليك، من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشِّره بالجنة؟ قال: (نعم)، قال عمر: فلا تفعل، فإني أخشى أن يتكل الناس عليها، فخلِّهم يعملون، قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (فخلِّهم يعملون).
ويُفْهَم من الحديث والذي قبله أن الاتكال يعني ترك العمل وعدم الأخذ بالأسباب وأن ذلك ليس من التوكل في شيء.
المرجع: موسوعة نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم-
إعداد مجموعة من المختصين بإشراف:
صالح بن عبد الله بن حميد
عبدالرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن ملّوح
الجزء: 4 ص: 1379،1378
نقلا من شبكة مسلمات