المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصـــــــروا الله فاستحقوا نصــــــــــــره


سمية بنت إبراهيم
13-07-07, 05:17 PM
إنما هو جهاد ورغبة في لقاء الله
نصروا الله فاستحقوا نصره

هذه القصة قرأتها في كتاب "علو الهمة" للشيخ/محمد بن إسماعيل المقدم -حفظه الله- ، ذلكم الكتاب الرائع الماتع النافع ، الذي أوصي من لم تقرأه أن تقرأه ففيه خير عظيم.
لقد عجبتُ منها أشد العجب ، وتخيلت هؤلاء العظماء الذين قام الدين وقامت حضارة المسلمين بسواعدهم وجهودهم فاستحقوا نصر الله !!
أجل .. حق لنا أن نعجب ونحن الآن قد أصبحنا من أذل الأمم ، يستهين بنا من كان بالأمس يستعطفنا ،
حق لنا أن نبكي على الحال التي وصلنا لها وأن ننشد رجلا مثل هؤلاء الأبطال فهل يا ترى سيطل أم سيطول الانتظار؟؟!


في عام 463 هـ سار ملك الروم "أرمانوس" إلى بلاد المسلمين بمائتي ألف مقاتل على أقل تقدير للمؤرخين ، ويضم هذا الجيش الكثيف أخلاطا من الروم ، والفرنجة ، والروس ، والصرب ، والأرمن ، والبوشناق ،
واتخذ طريقه إلى العراق ، وقد أقطع بطارقته الأرض حتى بغداد ، وعين له نائبا على بغداد قبل أن يسير ، واستوصى نائبه بالخليفة خيرا ، فقال له : "ارفق بهذا الشيخ فإنه صاحبنا" ،
وقد عزم "أرمانوس" أن يبيد الإسلام وأهله ، وإذا انتهى من العراق وخراسان مال على الشام وأهله ميلة واحدة ، فأباد المسلمين فيها أيضا.
خرج "أرمانوس" من "القسطنطينية" متجها نحو الشرق فوصل إلى "ملازكرد" في شرقي تركيا اليوم ، على مقربة من بحيرة "وان" ،
وأتى الخبر إلى "ألب أرسلان" السلطان السلجوقي ، وهو في "أذربيجان" وقد عاد من "حلب" ، فلم يتمكن من جمع الجند لبعده عن مقر حكمه ، ولقرب العدو منه ، فسار بمن معه ، وهم خمسة عشر ألفا ، للقاء العدو متوكلا على الله ،
وقال : "إنني أقاتل محتسبا صابرا ، فإن سلمت فنعمة من الله تعالى، وإن كانت الشهادة فإن ابني ملكشاه ولي عهدي" ، وجدَّ في السير ، وأرسل مقدمته أمامه ، فالتقت عند مدينة "خلاط" بمقدمة الروس ،
وكان عددهم عشرة آلاف فهزم الروس ، بإذن الله ، وأسر قائدهم.
واقترب الجمعان بعضهما من بعض ، وأرسل السلطان إلى ملك الروم يطلب منه الهدنة فقد خافه لكثرة من معه ، إذ يعادل جند ملك الروم خمشة عشر مثلا من المسلمين ،
غير أن ملك الروم قد أخذته العزة بالإثم فقال : "لا هدنة إلا في الري" -طهران اليوم- ولم يدر أنه يقدم قومه إلى الهاوية ، فتأثر السلطان من هذا الرد المتغطرس ،
فاستشار إمام جنده "أبا نصر محمد بن عبد الملك البخاري" ، فأجابه : "إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره وإظهاره على سائر الأديان ، وأرجو أن يكون الله تعالى قد كتب باسمك هذا الفتح ، فالقهم يوم الجمعة بعد الزوال ، في الساعة التي تكون الخطباء على المنابر ، فإنهم يدعون للمجاهدين بالنصر ، والدعاء مقرون بالإجابة " ،
وكان يومها يوم الأربعاء لخمس بقين من ذي القعدة.
جاء يوم الجمعة ، وحان وقت الزوال فصلى "أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري" بالناس ،
فبكى السلطان ، وبكى الناس لبكائه ، ودعا ودعوا معه بعد الصلاة ، وقال لهم :
"من أراد الانصراف فلينصرف فما هاهنا سلطان يأمر وينهى ، وإنما جهاد ورغبة في لقاء الله" ،
ثم القى القوس والنشاب ، وأخذ السيف ، ولبس البياض وتحنط ، وقال : "إن قتلت فهذا كفني" ،
وزحف إلى الروم ، وزحفوا إليه ، فلما اقترب منهم ترجل ، ومرغ وجهه في التراب ، ، وبكى ، وأكثر من الدعاء ، وطلب النصر من الله ثم ركب ،
وحمل المسلمون حتى وصلوا إلى وسط الروم وحجز الغبار بينهم ، وما هي إلا جولة حتى أنزل الله نصره ، وهزم الروم ، ومنحوا المسلمين أكتافهم ، فقتلوا منهم خلقا كثيرا حتى امتلأت الأرض بالجثث ،
وقدر عدد القتلى بمائة وخمسين ألفا ، أي أن كل مسلم قد قتل عشرة من الروم ، ووقع ملك الروم "أرمانوس" وبطارقته جميعا أسرى بأيدي المسلمين ،
وحمل أرمانوس إلى السلطان "ألب أرسلان" ، فلما وقف بين يديه ضربه بيده ثلاث مقارع وقال : "لو كنت أنا الأسير بين يديك ما كنت تفعل؟" قال: "كل قبيح" ، قال : "فما ظنك بي؟"
قال: "إما أن تقتل بعد أن تشهر بي في بلادك ، وإما أن تعفو وتأخذ الفداء وتعيدني" ، قال : "ما عزمت على غير العفو والفداء" ، ففتدى نفسه بمليون ونصف من الدنانير ،
فقام بين يدي السلطان وسقاه شربة من ماء ، وقبل الأرض بين يديه ، وقد ترك له السلطان عشرة آلاف دينار ليتجهز بها ، وأطلق معه جماعة من البطارقة الأسرى.

أسأل الله أن يرحم هؤلاء الرجال ، ويخلف مثلهم في هذه الأجيال

دلال
13-07-07, 09:38 PM
اثابكِ البارى ياسمية
جعله الله فى ميزان حسناتك
الحقيقة مشاركاتك رائعة

رقية
14-07-07, 01:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القصة أكثر من رائع
حقانصروا الله فاستحقوا
ذكرتني هذه الواقعة بأمجادنا ومجاهدينا العظام أمثال خالد بن الوليد وأبوعبيدة بن الجراح رضي الله عنهما
أرادوا الموت فوهبوا الحياة
نسأل الله أن يحشرنا مع النبيين والصديقين
آمين
بوركت أختي على نقلكِ المميز ونطالب بالمزيد :)

سمية بنت إبراهيم
14-07-07, 09:56 PM
أشكر لكِ يا دلال وأنتِ يا رقية ردكما الذي أسعدني
بوركتما من أختين وأسأل الله لكما الجزاء

فنار
21-01-08, 04:29 PM
الله أكبر

الله أكبر

الله أكبر

عندما تنتصر النفس على شهواتها وملذاتها وتقر عينها بالطاعة والإنقياد لأمر الله

يكون نصر الله قريب منها

عندما يعيش الفرد المسلم لأمته ويحيا لأجلها وتتكاتف جهود الأفراد والجماعات المسلمة أمام النفس

والأعداء ويكون الشعار همتي لأمتي يتحقق النصر بإذن الله ..

ونحن على يقين بنصر الله ولكن متى ؟؟

الجزاء مقرون بشرط ((( إن تنصروا الله ينصركم ))))


اللهم أقر أعيننا بنصراً عاجلاً لأمة نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وآله وسلم .



بوركتِ ياسمية

لحضورك في النفس بصمة :)


لكِ ودي