المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كم في البلية من عطية خفية


عائشة صقر
17-06-07, 08:34 PM
كم في البلية من عطية خفية

قد ينعم الله بالبلوى وإن عظُمت .:. ويبتلي الله بعض الناس بالنعم
قال تعالى :(( وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) [البقرة:216].
وقال بعضهم : عواقب الأمور تتشابه في الغيوب ، فرب محبوب في مكروه ، ورب مكروه في محبوب.
وقال عز وجل عن حديث الإفك على المبرأة من فوق سبع سماوات :(( لا تحسبوه شرًا لكم بل هو خيرٌ لكم )) [النور:11].
فقد يبتلي العبد ببلاء هو عين عافيته ، فيرفع الله عز وجل به ذكره ، ويظهر به محبة الخلق له ، ويرزقه من حيث لا يحتسب ، ويفتح عليه في العبادات ، والطاعات ، والأحوال الإيمانية ، والمنح الربانية ما هو أعظم مما ابتلي به. فيكون هذا البلاء نعمة خفية ومنحة مطوية ، حتى لا يحسده الخلق ، وهذا من لطف الله عز وجل بأوليائه وتربيته لهم ، أفضل مما يربي الوالد الشفيق ولده الوحيد ((والله ولي المؤمنين)) [آل عمران:68].
- فمن فوائد البلاء معرفة الأصدقاء من الأعداء كما قال بعضهم :
جزى الله الشدائد كل خيرٍ .:. عرفت بها عدوي من صديقي
- ومن ذلك الثواب العظيم في الصبر على البلاء ، والرضى بمر القضاء ، قال تعالى :((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)) [الزمر:10].
- ومن ذلك تكفير الذنوب قال النبي صلى الله عليه وسلم :" لا يزال البلاء في العبد المؤمن في نفسه ، وماله وولده ، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة " رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح ، وصححه الألباني.
- ومن ذلك معرفة عز الربوبية ، وذل العبودية ، فالله عز وجل يبتلي من شاء من خلقه ، بما شاء من ألوان البلاء ، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون.
والعبد ليس له إلا الرضا والصبر ، كما يقولون ، الحيلة فيما لا حيلة فيه الصبر. ومن لم يصبر صبر الكرام ، سلا سلو البهائم.
- ومن ذلك إظهار شرف المؤمن ، ورفع درجته في الدنيا والآخرة ، فالعبد تكون له عند الله المنزلة ، فما يبلغها بعمل ، فما يزال الله يبتليه بما يكره ، حتى يبلغه إياها.
- ومنذلك توفيق العبد للدعاء غالبًا وقد قال بعض السلف : لأنا أخوف أن أحرم الدعاء ، من أن أحرم الإجابة ، فإذا فتح للعبد في الدعاء فإن الإجابة معه. وقد كان المشركون يخلصون الدعاء في الشدة ، فإذا نجاهم الله عز وجل أشركوا معه غيره ، والله عز وجل يعلم أنهم سيعودون إلى الشرك ، ولكن ينجيهم ببركة هذا الإخلاص اللحظي.
- ومن ذلك تمحيص قلوب المؤمنين ، حتى تصلح لحب الله عز وجل ، وذكره وعبادته.
- ومن ذلك الخروج من حيز الغفلة ، والاشتغال بالذكر والطاعة.
- ومن ذلك ظهور محبة الخلق له ، وتعاطفهم معه.
- ومن ذلك أن المحن آداب الله لعباده وتأديب الله يفتح القلوب والعقول.
- ومن ذلك العلم بأن الدنيا دار الابتلاء والكرب لا يرجى منها راحة.
وما استغربت عيني فراقًا رأيته .:. ولا أعلمتني غير ما القلب عالمه
- ومن ذلك أن الجزع لا يرد المصيبة بل يضاعفها وهو بجزعه يزيد في مصيبته حيث يشمت أعداءه ، ويسوء أصدقاءه ويغضب ربه ويسر شيطانه ويحبط أجره ، ويضعف نفسه.


من رسالة "تسلية المصاب بما في البلوى من النفع والثواب" لـ د.أحمد فريد.


وأدعو الجميع للمشاركة هنــــــا (http://www.t-elm.net/moltaqa/showthread.php?p=31111#post31111).. ففيه الفائدة بإذن الله..

أم يوسف و هبة
17-06-07, 08:39 PM
السلام عليكم
بوركت اخيتي عائشة ام عبد الله.
والله ما احوجنا لهذه الكلمات.

عائشة صقر
17-06-07, 10:52 PM
وإياكِـ أم يوسف..

بوركتِـ ووفقتِـ..

اختكم فى الله
18-06-07, 12:29 PM
جزاك الله خيرا اختى عائشه
اللهم ماارزقنا الصبر عند البلاء

عائشة صقر
22-06-07, 09:49 PM
آمين..

وإياكِـ أختي..