أم عبيدة السلفية
28-10-11, 01:57 PM
السلام عليكم
حياكن الله أخواتي
عند دراستي للحلية كنت ابحث في الشروحات الخاصة بها من خلال الشبكة
وبإذن الله اعطيكم ملخص ما فهمته وما قيدته بإسلوب سهل كما تعلمته هذا تفريغ لشرح دورة في الحلية مع بعض الزيادات البسيطة لمساعدتكن في الفهم وليست هي الاساسية
الشرح المطالبة به أختي شرح المعلمه
ولكنها مساعدة مني إليكن وأي استفسار أن معكن أخواتي
♥ الفصل الأول ♥
آداب الطالب مع نفسه
1 _ العلم عبــــــــــادة ..
أول أدب لطالب العلم هو ان يعلم أن العلم عبادة ..
وجميل أن تعلمي أنك تتعبدين حين تذاكرين الفقه و العقيدة و غيرها...
::: لكن انتبهي :::
في البداية سيكون لك حماس و روحانيات مرتفعة ♥ ♥
لكن مع الوقت يصبح تعودا على موعد المحاضرة و الكتاب ثم يحصل النسيان
ثم يبدأ احساس الخوف من الامتحان و المذاكرة و الشعور بالضغط
فينتقل الأمر الى تفكير عقلي !
بهذا .. لن تخشعي صدقا .. و لن تتقِ الله صدقا ..!
لذلك لا احب ان تقدمي العقل على القلب أبدا ..♥
فالعلوم الشرعية يجب أن تمر على القلب ..♥
عليك ان تعلمي ان جلستك أمام الجهاز عبادة و سماعك للمحاضرة عبادة..
بمعنى انه عليك تجديد النية دائما .. بأنك تتعلمين لتعرفي أمور دينك و لرفع الجهل عن نفسك للتقرب الي الله عزوجل ..
الدليــــــــــل أن العلم عبــــادة :
قال تعالى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } [المجادلة]
والدرجات هذه للعابد العالم ♥ ----> الذي يتعبد الله على بصيرة
هناك عابد جاهل ----> يعبد على جهل ربما يبتدع في دين الله ..
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “ من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة ” رواه مسلم
لتعلمي حبيبتي ♥ ... كلما رغبتي في تحصيل العلوم الشرعيــة ♥ فاعلمي انك في اسعد الأوقات و أجلّ العبادات .. فمنه تعرفين الحلال و الحرام ..
حيث لا يُعلم مراد الله منا الا بالعلـــــــــــم
♥ ♥
ملاحظة هامة في الكتاب ::: المتن مكتوب بالأحمر هو للشيخ بكر أبو زيد
و الشرح للشيخ ابن عثيمين
يقول الشيخ بكر:" أصل الأصول في هذه الحلية بل و لكل أمر ، مطلوب علمك بأن العلم عبادة ، قال بعض العلماء : العلم صلاة السر و عبادة القلب ♥ "
شروط العبادة الاخلاص و المتابعة ..
و ليكون العلم عبادة يجب أن اخلص هذا العلم لله سبحانه وتعالي ..
يقول الشيخ ابن عثيمين في شرحه:
العلم عبادة بلا شك حتى جعله الله قسيما للجهاد !
يقول الله عز و جل : ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) [التوبة]
فرغم ان الجهاد أعظم القربات و أقوى الفروض !!
الا ان الله لم يأمر الأمة كلها لتخرج للجهاد و لكن جزء منها فقط ..
و الجزء الآخر يجاهد بتلقي العلـــــــــــــــــــم ..
يقول الامام أحمد :::: العلم لا يعدله شيئ لمن صحت نيته
قالوا و كيف تصح النية يا أبا عبد الله ،قال ينوي رفع الجهل عن نفسه و عن غيره
♥ ♥ ♥ ♥ ♥
وعليه فان شرط العبادة :
أ _ اخلاص النية لله جل و عز ..
لكــــــــن ما معني الاخلاص ؟؟
الاخلاص من خلص و صفى ..
فمثلا .. طعم عصير المانجو الصافية ليس كالمغشوشة التي أضيف اليها مـــاء و سكـــر ...
كذلك النية .. إذا كانت نيتك لله .. فهي خالصة ..
اما اذا خلطتيها بنوايا أخري .. أصبح عملك غير خالص ..
الاخلاص : أن تخلصي عملك من الشهوات أو الرياء أو السمعة أو منزلــــــــــــــة في قلوب العبـــــــاد ..
( همسة ♥ : هناك فريق بين المخلِصين و المخلَصين .. المخلَصين هو الذين خلصهم الله عز وجل .. اللهم اجعلنا منهـــم )
و النية معناها المراد و القصد و محلها القلب ♥
لا يعلمها ملك فيكتبها و لا شيطان فيفسدها
لكنه ربما يزين لك أعمالك اذا اخلصتي النية .. لذلك ::
الجهاد الكبير يكون في النية
مثلا : انت جالسة الان تتعلمين .. من اجل ماذا؟
من اجل ان يقال أنك طالبة ملتحقة بالمعهد ؟؟
ام لوجه الله؟
قبل ان تقدمي على اي عمل عليك ان تسألي نفسك لماذا انت مقدمة عليه ... ؟
اسألي نفســـك ..
حتي تصلين الي اجابة ترضي الله عزوجل
هل دافعك .. ( ليقال عنكِ كذا ) .. أم نيتك خالصة لله ؟؟
مثلا : مرضت صديقة لكِ .. ذهبت لزيارتها حتي ترضي الله .. ( حتي الآن النية سليمة ) ♥
و انت في الطريق .. قال لكِ الشيطان .. : لا تنسين أنها فعلت كذا و كذا .. و زارتك من قبل ..
لابد أن تردين لها الزيــــارة .... ( اشركتي النية للأسف )
لماذا تتعلمين ؟ لأني أحب العلم ..
لماذا تزوين المريضة ؟ لأنها تزورني ..
لماذا تحسنين الي أخاكِ ؟ حتي لا يغضب علي ..
لماذا تطبخين لزوجك ؟ لأنه عصبي ولا يحتمل تأخير الطعام
كــــــــــــــل هذه النوايــــــــــــــــــا لا تصــــــــــــلح اختي ..
فاذا كنت تريدين بعملك ارضاء الله عز وجل ..
فذلك بأن تكون اعمالك الظاهرة وأعمالك الباطنة لله ..♥ ♥
بأعمالك الظاهرة( من زيارة مريض و صلة رحم ) و الباطنة (قيام ليل و صوم و صدقة)
عامة نحن بالظاهر .. ما شاء الله ..
لكن ابحثي في البـــاطن !
توقفي عن البحث في بواطن الآخرين .. فلانة كان قصدها كذا .. فلانة غير مخلصة ..
لا .. توقفي !
كل شيئ تفعلينه بقلبك كوني عليه رقيبة
انتبهي لنفسك .. ذهنك على نفسك .. عينك على نفسك .. اهتمي بنفسك
دعي وظيفة الاشارة للآخرين تماما ..
الله يرضى عليك حولي يديك الى نفسك
قولي : : لازم أنا اخلص و اصلح نيتي ..
اجعلي مرادك هو رضي الله عز وجل فقط ..
قال الله عز و جل : (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) ... " سورة البينة "
تذكري ان العلم عبادة و ان من شروط العبادة الاخلاص ..
الاخلاص ليس بالأمر السهل أو الهيــــــــن ابدا .. موضوع كبيــــر جدا جدا ..
وفي كل الكتب سواء رقائق او عقيدة او تفسير .. تجدين أن أول باب هو عن الاخلاص لله سبحانه و تعالى ..
فلا يكن همك و هدفك من العلم هو جمع المعلومات لتماري السفهاء و تجادلي العلماء ..
اجعلي النية في طلب العلم خالصة لوجه الله عزوجل ..
♥♥♥ يكون الاخلاص في طلب العلم بأربعة أمور:
♥ ان تنوي امتثال أمر الله تعالى
♥ ان تنوي حفظ شريعة الله فحفظها يكون بالتعلم و الحفظ في الصدور و الكتابة..
♥ ان تنوي حماية الشريعة و الدفاع عنها .. و ذلك لا يـأتي الا بالعلم ..
♥ ان تنوي اتباع شريعة محمد و لا يمكن تتبعها الا بتعلمها.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيّات ) رواه البخاري و مسلم
لذلك تذكري تجديد النية
كل عمل يجب ان تجددي النية فيه .. و لا تقولي أنا من الصباح انوي ان تكون اعمالي كلها لله .. لا يا اختي .. بل كل عمل منفصل عن الآخر في النية و يجب تجديدها عند كل عمل..
وهناك نية في ابتداء العمل لا تتغير مثل الصلاة ..
تصلين لترضي الله عز و جل و تتقربي و لأن صلاتك فرض..
ثم اذا دخل عليك أحد .. تزيدين خشوعك !
اعلمي انك من بداية نظرك للناس .. فنيتك قد شابها شئ !
ومثله مثل قارئ القرآن ..
تجد الاخت تقرأ قرآن .. فلما دخل زوجها أحسنت أكثر و جودت
لو حصل هذا قفي و قولي ::: ♥ اللهم اني اعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه و أستغفرك لما لا اعلمه ♥
جاهدي نفسك .. ركزي في نواياكِ ..
قولي لنفسك : لا اريد جاه و لا مال و منزلة في قلوب العبــــاد !
فنحن لنا أقوال و أفعال لا نعلم كيف تُكتب !
زيارة مريض .. اصلاح ذات البين .. عزومة ..
انتبهي و اخلصي !
جددي نيتك ..
ان فعلتي عمل صالح و نيتك كانت خالصة لله و سمعت الثناء من حولك بعد اتمامه
طبعا ستفرحين بتوفيق الله ..
اما اذا كنتي في الحقيقة تنتظرين النتائج من الناس ..
بمعني : ان كنت تنتظرين نتيجة عملك .. فالعمل من بدايته به ريـــاء ..!
كل عمل انظري الي النيـــة .. و صححيها ..
مثلا صنعت شاي لزوجك .. ♥ نية العمل ليست بسبب الخوف منه بل من باب حسن التبعل
مراعاة امك و تنظيف البيت لها ♥ من باب بر الوالدين ..
تزوري اخواتك ♥ من باب صلة الرحم ..
تعطين الهدية .. ♥ من باب تهادوا تحابوا ..
وكلما صفيتي قلبك و تمرنت على اخلاص النية كلما سهل عليك تحصيل العلم الشرعي ..♥
لأن قلبك ان أشرك النية .. فلن يدخل فيه ( قال الله ) ..
حيث أن طالب العلم ان فقد النية .. لن يحصل العلم ..
لأن العلم النافع ليس الذي حفظته بل الذي تعلمته و حفظته و عملت به ..
و العمل بلا اخلاص نية ميت .. تماما كالجسد الميت بلا روح ..
نواقض الاخلاص:
يقول الشيخ بكر: فان فقد العلم اخلاص النية انتقل من افضل القربات الى أحط المخالفات
و لا شيئ يحطم العلم مثل : الرياء ، رياء شرك و رياء اخلاص ..
و مثل التسميع بأن يقول مسمعا : علمت و حفظت "
شروط لا اله الا الله هي الاخلاص المنافي للشرك ..
و الرياء عكس الاخلاص ...
وهو نوعان---> رياء شرك و رياء اخلاص ..
_ رياء شرك---> نيتك ابتغاء وجه الله و ثناء الناس فقد اشركت في نبيتك وجه الله و حب الثناء و السمعة و بهذا دخل فيه جزء من رؤية الناس..
_رياء اخلاص--->القيام بعمل ابتغاء منزلة في قلوب العباد من البداية ..
ليقال ليقال ليقال .. وهكذا ..
كما قلنا : لا شيئ يحطم العلم مثل الرياء !
انتبهي فكلنا مازلنا نحبو في طريق الايمان لنخلص ..
النفس تحب أن يطاف حولها تحب الثناء و المدح و نحن مجبولون على هذا ..
مثلا قمت الليل فاستشعرت حلاوة الايمان و تريدين أن تخبري الناس بشعورك .. حتي يفعل الباقون مثلك .. و تقتدي بك فتحكين لهن ..
اياكِ ان تخضعي لكلمات الثناء ..
انت مثلا عملت عمل خير لشخص .. ربما صديقة او جارة ..
هي ذهبت من غير ان تشكرك فوجدت في نفسك غل و حقد عليها
و قلت في نفسك : ليس عندها ذوق ..
ولو شكرتك و أثنت عليكِ لانتعشت و فرحت .. ( هذا دليل عدم الاخلاص )
لا تقولي ماذا اعمل لأخلص .. كيف أعرف اني مخلصة ؟
فأنت من تعرفين قلبك..♥ ♥
لو غضبت ان لم تمدحي فهذا مؤشر خطير ..!!
لكن لو اخلصت و مدحت و حصلت على الثناء و المنزلة فهذا كتبه الله لك ..
المقياس : اذا سمعتِ الثناء ستفرحين لتوفيق الله ..
و لو لم تسمعين ؟ هل ستحزنين ؟
اذا حزنتي لعدم سماع الثناء .. فأنت لم تخلصي ..
اياك أن تشحذي حب الناس .. لا تتوسلي حب الناس
كوني مع الله ذليلة منكسرة اطلبي حب الله ♥
و هو يجعل كل الناس تحبك ♥
فأسهل رضي هو رضي الله عز و جل ♥ ♥ .. و أصعب رضي هو رضي الناس صدقا !
رضي الناس غايـــة لا تدرك ..
اخلصي النية لله يرزقك الرضى و يرضي الناس عنك ..
قال الله عز و جل : ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) سورة الزمر ..
وعن سفيان الثوري قال : ما علمت شيئا اشد علي من نيتي !
كلما احاول اخلص نيتي يغلبني هوى النفس !!
اللهم اني اعوذ بك من ان اشرك بك شيئا اعلمه و استغفرك لما لا اعلمه
لابد من شروط حتي يكون العمل حسنا متقبلا ..
♥♥ شروط قبول العمل :
♥ الاسلام و التوحيد .. أن يكون القائم بالعمل مسلم موحد ..
قال الله عز و جل : " فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً " سورة الكهــف ..
المشرك كل عمله يلقة جزاءه في الدنيا من صحة و رغد و تخفيف سكرات
حتى لا تكون له حسنة يتقي بها النار
فليس بعد الكفر ذنب ..
و الموحد ان اراد الله به خيرا ابتلاه و اصابه في جسمه و اهله
حتى يكفر عنه كل سيئاته ..
♥ الاخلاص
ان يكون العمل خالصا لوجه الله ♥ .. لا رياء فيه و لا سمعة ..
فالله يقول في الحديث القدسي : أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه !..
♥ موافقة العمل لهدي النبي صلى الله عليه و سلم
لماذا هدي الرسول ؟
هناك اناس مخلصة جدا في حب النبي صلي الله عليه و سلم .. هذا جميل ..♥
لكن مثلا الصوفية طريقة حبهم للنبي و أفعالهم .. ليست علي هدي النبي صلي الله عليه وسلم ... مثل الذكر الجماعي و ( الله حي ) و غيره
فعملهم مردود عليهم .. لذا يجب ان يكون العمل موافقا لهدي النبي ..
♥♥ نواقض اخرى للاخلاص :
الاخلاص له نواقض غير الرياء و السمعة
يقول الشيخ بكر: ( وعليه فالتزم التخلص من كل ما يشوب نيتك في صدق الطلب ، كحب الظهور و التفوق على الأقران و جعله سلما لأغراض و أعراض من جاه و مال أو تعظيم أو سمعة أو طلب محمدة أو صرف وجوه الناس اليك فإن هذه و امثالها اذا شابت النية أفسدتها و ذهبت بركة العلم و لهذا يتعبن عليك ان تحمي نيتك من شوب الارادة لغير الله تعالى بل و تحمي الحمى"
♥ موانع الفهم و موانع العمل :
♥ موانع الفهم ::: بالطبع الفهم قدرات .. لكن اذا كان الامر سهلا و لم تفهميه راجعي علاقتك بربك .. فتشي في قلبك عن الذي يمنعك من الفهم.. بعض المحرمات مثل زنى العين و الاذن و اشياء كثيرة تمنع الفهم..
♥ موانع العمل ::: فهمت الامر و لم تتمكني من العمل به ..
فذلك من الذنوب و الشهوات و الاهواء و الشبهات في الدين و فساد النية ..
و عليه .. نواقض الاخلاص :::
أولا : قلة الاخلاص في النفس ..
الاخلاص هو روح العمل ..
و لعلاج النقص ----> كالتالي :
♥ ان نذكر انفسنا ان الرياء من الشرك الاصغر ..
و لعله يكون من الشرك الاكبر ان كان العمل كله للناس
و أن الرياء يحبط العمل ..
قال الله عز وجل : "{ وَبَدَا لَهُمْ مّنَ الله مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ }"
يــــــــــــــــــــــــــا الله !
♥ الاستمرار في محاولة الاجتهاد و تذكير النفس حتى تنسي الناس و مدحهم ..
تذكري انت في رحم امك كنت وحدك .. و خرجت لهذه الحياة وحدك .. و انت في اعمالك وحدك .. و لما جاء ملك الموت وحدك .. و لما غسلوك وحدك ..
و لما وقفت امام الله وحدك..
مــــــــــــــــــــــــــــــــــالك و للناس؟
لا تنظري للناس .. لا تقولي هذا عيب و هذا لا يصح من اجل الناس
بل من اليوم اصدقي النية و اكتبي لافتة كبيرة في حيـــــــــاتك ♥ ♥
هل هذا العمل لله ام لا ؟ هل عملي يرضي الله ام يغضبه ؟
هل لبسي يرضي الله ؟ هل انا ارضي الله ؟هل اجتماعياتي ترضي الله ؟
كوني صادقة مع الله و دعي النـــــــــاس !
♥ لابد ان نذكر انفسنا بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم :( إن أول الناس يقضى فيه يوم القيامة ثلاثة : رجل أستشهد ، فأتى به فعرفه نعمته فعرفها فقال: ما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى قتلت.قال: كذبت ولكن قاتلت ليقال هو جرئ، فقد قيل. ثم يأمر به فيسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القران ، فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها؟ قال: تعلمت فيك العلم وعلمته وقرأت فيك القران. فقال: كذبت ولكنك تعلمت ليقال هوعالم فقد قيل وقرأت القران ليقال:هو قارئ فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله ، فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال:ماعملت فيها ؟ فقال : ما تركت من سبيل تحب ان ينفق فيها إلا انفقت فيها لك.قال : كذبت ولكنك فعلت ليقال : هو جواد فقد قيل. ثم امر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
وفي لفظ: فهؤلاء أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة )
حبيبتي تقولين ماذا نفعل لكي لا نكون مثلهم ؟
-في حلقة القرآن الشيطان يلعب .. المعلمة لم تكلمني و كلمت فلانة ..
و يبدأ الغل و الحقد ! ..
حتى بين المعلمات فهذه حضر لها الكثيرون و هذه لم يحضروا لها
لكـــــــــــــــــــــــــــــن .. لو سألت نفسك هل اخطأت ؟ غلطت في القراءة ؟
فأنت تطمئنين على قراءتك..
اجعلي نتيتك في تعلم القرآن حفظ كلام الله عزو جل لترضينه .. و ان تقيمين أمر الله ..
و ليس النــــــــاس ..
- المنفق : يقال له كذبت انما انفقت ليقال سخي و جواد و قد قيل ..
فلنتذكر نحن نعمل عند من .. ؟
انتبهي ::: هذا ينفق من ماله و يكون اول من تسعربه النار ..
حبيبنا أبو بكر رضي الله عنه كان يخفي ماله و يلقيه عند النبي كأنه تهمة.
حبيبتي كلما أخلصت كلما خلصت يوم القيامة..
-الميت في باب القتال يقال له قاتلت ليقال شجاع و جرئ و قد قيل ..
معقول ! .. يوم القيامة تأتين تجدين كل اعمالك في صفحة السيئات ؟
المذاكرة قضاء الحوائج و ما الى ذلك من اعمال صالحة..
تذهب هباء بسبب عدم الاخلاص و بسبب الرياء و السمعة...!
( لن ينفعك أحد )
تذكري قول الله عز و جل : {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ } سورة عبس ..
نفسي نفسي ..
من الان نفسي نفسي ..
اصل رحم لنفسي ..
حسن تبعل لنفسي ..
حسن عبادة لنفسي ..
سأخلص نفســــــي ..
ثانيا : حب الشهرة و الجاه و منزلة في قلوب العباد
♥ النفس تحب ان تكون صنم يطاف حولها بالثناء و المدح ..
قولي لها : اعلمي ان الممدوح حقا هو من رضي الله عنه .. و من لم يرض عني من الناس فلا يهمني ..
اصعب احساس انك تشعري انك مرفوضة من ربنا احساس يتعب مرهق مرعب !!
لو فقدت الاحساس بالرضى فعذاب في الدنيا كبير .. خاصة اذا استشعرتيه من قبل ..
لو تذوقت رضى الله تكوني اسعد الناس ..
تقربي الى الله حتى لو ذمك الناس
و تذكري : فقلب من ترائيه ( اي الناس ) هو بيد من تعصيه (وهو الله)
فالتوفيق من الله و النجاح في عمل ما هو محض نعمة من الله عز وجل ..
فليكن شعارك يا نفس ما توفيقي الا بالله ..
وعجلت اليك رب لترضى
هل تعلمين أن هناك حب خفي للشهرة و السمعة ؟
علامة ذلك انك تتظاهرين بعدم حب المدح و انت أساسا منتظراه ..
مثلا لو عملت عمل و لم يمدحك الناس و احسست بغل لكنك ابتسمت ..
هذا نفاق تواضع !
حب شهرة خفي تخفيه النفس و يكون مغلف
::: علاماته :::
♥ الجرأة على الفتوى و التصدي قبل التأهل
بمجرد ان تسمعي درس تحسبي انك أصبحتِ شيخة و تفتين حلال و حرام ..
الفتوى أصعب شيئ لا تتجرئي عليه أبدا ..!
♥ مخالفة القول العمل .
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ )
( كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)
سورة الصف
مثلا اقول لفلانة اصبري و احتسبي هذا ابتلاء و انا في نفس الموقف اقوم بالعكس ..
علاجه -----> ان اعلم ان الله يكشف ستري و اظهر بغير ما اقول ..
اذا كان هذا هديك .. مخالفة لما تقولين .. هذا نفاق ..
اذا كان عندك علم بلا عمل .. فقودي الناس ليتعلموه و عالجي نفسك بالدعوة ..
ثالثا : احتقار الآخرين و تسفيه آرائهم و الاستهتار بمشاعرهم ..
مثلا شخص اصغر منك و يتكلم في العلم
فتسفهينه لصغر سنه ..
يجب ان تسمعيه ..
اخت جاءت تبكي فتقولين لها لماذا انت تبكين دوما و كذا ..
انت استهرت بمشاعرها !
علاجه: ( أ ) ان تذكري نفسك بكتاب الله :
قال الله عزو جل (فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)
العلم لابد أن يربيكي و يكسرك لله عز وجل ..
( ب ) هضم النفــس .. أي لا أثأر لنفسي أبدا .. لابد أن تتهمي نفسك و تسيئ الظن بها
لكــــــــن انتبهي بدون وسواس و اتهام النفس دائما حتى تكتئب ..
الزمي الاعتدال و الوسطية .. اسيئ الظن بنفسي لكن ارجو رحمة ربي ..
الزمي دعاء : يا رب نور بصيرتي على عيوبي و ارزقني اصلاحها.
( جـ ) الخروج علي الناس و أعلم اني أقلهم منزلة و أكثرهم ذنوبا ..
فربما عندهم خصال حميدة و فيك خصلة يبغضها الله ..
لا تتألهي على الله .. فلانة تدخل الجنة و فلانة تدخل النار ..
العصمة ماتت مع المعصوم وكلنا معرضون للخطأ ..
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
كيف نتخلص من نواقض الاخلاص ؟
جاهدي نفسك في العبادات و الأعمال الخفية ♥♥ .. ( هي دي الشطارة )
المنافسة لا تكون في الاعمال الظاهرة ..
انما في الباطنة من قيام ليل و صدقة خفية و صوم
يطرح سؤال مهم : ما الفرق بين حب الظهور و حب النفع للناس ؟
حب النفع للناس ---> تتعلمين و تعلمين و تزوري المريض
و في قلبك حب ارضاء لله ..
حب الظهور ---> ان تحبي ان يشار عليك و تمدحين.
نسأل الله القبول و العمل الصالح ..
المسألة محتاجة مجهود و وقت .. اخلاص النية في عصرنا هذا .. عصر الماديات ..
شئ صعـــــــــــــــب .. لكنه يسير علي من يسره الله عليه ..
حياكن الله أخواتي
عند دراستي للحلية كنت ابحث في الشروحات الخاصة بها من خلال الشبكة
وبإذن الله اعطيكم ملخص ما فهمته وما قيدته بإسلوب سهل كما تعلمته هذا تفريغ لشرح دورة في الحلية مع بعض الزيادات البسيطة لمساعدتكن في الفهم وليست هي الاساسية
الشرح المطالبة به أختي شرح المعلمه
ولكنها مساعدة مني إليكن وأي استفسار أن معكن أخواتي
♥ الفصل الأول ♥
آداب الطالب مع نفسه
1 _ العلم عبــــــــــادة ..
أول أدب لطالب العلم هو ان يعلم أن العلم عبادة ..
وجميل أن تعلمي أنك تتعبدين حين تذاكرين الفقه و العقيدة و غيرها...
::: لكن انتبهي :::
في البداية سيكون لك حماس و روحانيات مرتفعة ♥ ♥
لكن مع الوقت يصبح تعودا على موعد المحاضرة و الكتاب ثم يحصل النسيان
ثم يبدأ احساس الخوف من الامتحان و المذاكرة و الشعور بالضغط
فينتقل الأمر الى تفكير عقلي !
بهذا .. لن تخشعي صدقا .. و لن تتقِ الله صدقا ..!
لذلك لا احب ان تقدمي العقل على القلب أبدا ..♥
فالعلوم الشرعية يجب أن تمر على القلب ..♥
عليك ان تعلمي ان جلستك أمام الجهاز عبادة و سماعك للمحاضرة عبادة..
بمعنى انه عليك تجديد النية دائما .. بأنك تتعلمين لتعرفي أمور دينك و لرفع الجهل عن نفسك للتقرب الي الله عزوجل ..
الدليــــــــــل أن العلم عبــــادة :
قال تعالى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } [المجادلة]
والدرجات هذه للعابد العالم ♥ ----> الذي يتعبد الله على بصيرة
هناك عابد جاهل ----> يعبد على جهل ربما يبتدع في دين الله ..
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “ من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة ” رواه مسلم
لتعلمي حبيبتي ♥ ... كلما رغبتي في تحصيل العلوم الشرعيــة ♥ فاعلمي انك في اسعد الأوقات و أجلّ العبادات .. فمنه تعرفين الحلال و الحرام ..
حيث لا يُعلم مراد الله منا الا بالعلـــــــــــم
♥ ♥
ملاحظة هامة في الكتاب ::: المتن مكتوب بالأحمر هو للشيخ بكر أبو زيد
و الشرح للشيخ ابن عثيمين
يقول الشيخ بكر:" أصل الأصول في هذه الحلية بل و لكل أمر ، مطلوب علمك بأن العلم عبادة ، قال بعض العلماء : العلم صلاة السر و عبادة القلب ♥ "
شروط العبادة الاخلاص و المتابعة ..
و ليكون العلم عبادة يجب أن اخلص هذا العلم لله سبحانه وتعالي ..
يقول الشيخ ابن عثيمين في شرحه:
العلم عبادة بلا شك حتى جعله الله قسيما للجهاد !
يقول الله عز و جل : ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) [التوبة]
فرغم ان الجهاد أعظم القربات و أقوى الفروض !!
الا ان الله لم يأمر الأمة كلها لتخرج للجهاد و لكن جزء منها فقط ..
و الجزء الآخر يجاهد بتلقي العلـــــــــــــــــــم ..
يقول الامام أحمد :::: العلم لا يعدله شيئ لمن صحت نيته
قالوا و كيف تصح النية يا أبا عبد الله ،قال ينوي رفع الجهل عن نفسه و عن غيره
♥ ♥ ♥ ♥ ♥
وعليه فان شرط العبادة :
أ _ اخلاص النية لله جل و عز ..
لكــــــــن ما معني الاخلاص ؟؟
الاخلاص من خلص و صفى ..
فمثلا .. طعم عصير المانجو الصافية ليس كالمغشوشة التي أضيف اليها مـــاء و سكـــر ...
كذلك النية .. إذا كانت نيتك لله .. فهي خالصة ..
اما اذا خلطتيها بنوايا أخري .. أصبح عملك غير خالص ..
الاخلاص : أن تخلصي عملك من الشهوات أو الرياء أو السمعة أو منزلــــــــــــــة في قلوب العبـــــــاد ..
( همسة ♥ : هناك فريق بين المخلِصين و المخلَصين .. المخلَصين هو الذين خلصهم الله عز وجل .. اللهم اجعلنا منهـــم )
و النية معناها المراد و القصد و محلها القلب ♥
لا يعلمها ملك فيكتبها و لا شيطان فيفسدها
لكنه ربما يزين لك أعمالك اذا اخلصتي النية .. لذلك ::
الجهاد الكبير يكون في النية
مثلا : انت جالسة الان تتعلمين .. من اجل ماذا؟
من اجل ان يقال أنك طالبة ملتحقة بالمعهد ؟؟
ام لوجه الله؟
قبل ان تقدمي على اي عمل عليك ان تسألي نفسك لماذا انت مقدمة عليه ... ؟
اسألي نفســـك ..
حتي تصلين الي اجابة ترضي الله عزوجل
هل دافعك .. ( ليقال عنكِ كذا ) .. أم نيتك خالصة لله ؟؟
مثلا : مرضت صديقة لكِ .. ذهبت لزيارتها حتي ترضي الله .. ( حتي الآن النية سليمة ) ♥
و انت في الطريق .. قال لكِ الشيطان .. : لا تنسين أنها فعلت كذا و كذا .. و زارتك من قبل ..
لابد أن تردين لها الزيــــارة .... ( اشركتي النية للأسف )
لماذا تتعلمين ؟ لأني أحب العلم ..
لماذا تزوين المريضة ؟ لأنها تزورني ..
لماذا تحسنين الي أخاكِ ؟ حتي لا يغضب علي ..
لماذا تطبخين لزوجك ؟ لأنه عصبي ولا يحتمل تأخير الطعام
كــــــــــــــل هذه النوايــــــــــــــــــا لا تصــــــــــــلح اختي ..
فاذا كنت تريدين بعملك ارضاء الله عز وجل ..
فذلك بأن تكون اعمالك الظاهرة وأعمالك الباطنة لله ..♥ ♥
بأعمالك الظاهرة( من زيارة مريض و صلة رحم ) و الباطنة (قيام ليل و صوم و صدقة)
عامة نحن بالظاهر .. ما شاء الله ..
لكن ابحثي في البـــاطن !
توقفي عن البحث في بواطن الآخرين .. فلانة كان قصدها كذا .. فلانة غير مخلصة ..
لا .. توقفي !
كل شيئ تفعلينه بقلبك كوني عليه رقيبة
انتبهي لنفسك .. ذهنك على نفسك .. عينك على نفسك .. اهتمي بنفسك
دعي وظيفة الاشارة للآخرين تماما ..
الله يرضى عليك حولي يديك الى نفسك
قولي : : لازم أنا اخلص و اصلح نيتي ..
اجعلي مرادك هو رضي الله عز وجل فقط ..
قال الله عز و جل : (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) ... " سورة البينة "
تذكري ان العلم عبادة و ان من شروط العبادة الاخلاص ..
الاخلاص ليس بالأمر السهل أو الهيــــــــن ابدا .. موضوع كبيــــر جدا جدا ..
وفي كل الكتب سواء رقائق او عقيدة او تفسير .. تجدين أن أول باب هو عن الاخلاص لله سبحانه و تعالى ..
فلا يكن همك و هدفك من العلم هو جمع المعلومات لتماري السفهاء و تجادلي العلماء ..
اجعلي النية في طلب العلم خالصة لوجه الله عزوجل ..
♥♥♥ يكون الاخلاص في طلب العلم بأربعة أمور:
♥ ان تنوي امتثال أمر الله تعالى
♥ ان تنوي حفظ شريعة الله فحفظها يكون بالتعلم و الحفظ في الصدور و الكتابة..
♥ ان تنوي حماية الشريعة و الدفاع عنها .. و ذلك لا يـأتي الا بالعلم ..
♥ ان تنوي اتباع شريعة محمد و لا يمكن تتبعها الا بتعلمها.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيّات ) رواه البخاري و مسلم
لذلك تذكري تجديد النية
كل عمل يجب ان تجددي النية فيه .. و لا تقولي أنا من الصباح انوي ان تكون اعمالي كلها لله .. لا يا اختي .. بل كل عمل منفصل عن الآخر في النية و يجب تجديدها عند كل عمل..
وهناك نية في ابتداء العمل لا تتغير مثل الصلاة ..
تصلين لترضي الله عز و جل و تتقربي و لأن صلاتك فرض..
ثم اذا دخل عليك أحد .. تزيدين خشوعك !
اعلمي انك من بداية نظرك للناس .. فنيتك قد شابها شئ !
ومثله مثل قارئ القرآن ..
تجد الاخت تقرأ قرآن .. فلما دخل زوجها أحسنت أكثر و جودت
لو حصل هذا قفي و قولي ::: ♥ اللهم اني اعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه و أستغفرك لما لا اعلمه ♥
جاهدي نفسك .. ركزي في نواياكِ ..
قولي لنفسك : لا اريد جاه و لا مال و منزلة في قلوب العبــــاد !
فنحن لنا أقوال و أفعال لا نعلم كيف تُكتب !
زيارة مريض .. اصلاح ذات البين .. عزومة ..
انتبهي و اخلصي !
جددي نيتك ..
ان فعلتي عمل صالح و نيتك كانت خالصة لله و سمعت الثناء من حولك بعد اتمامه
طبعا ستفرحين بتوفيق الله ..
اما اذا كنتي في الحقيقة تنتظرين النتائج من الناس ..
بمعني : ان كنت تنتظرين نتيجة عملك .. فالعمل من بدايته به ريـــاء ..!
كل عمل انظري الي النيـــة .. و صححيها ..
مثلا صنعت شاي لزوجك .. ♥ نية العمل ليست بسبب الخوف منه بل من باب حسن التبعل
مراعاة امك و تنظيف البيت لها ♥ من باب بر الوالدين ..
تزوري اخواتك ♥ من باب صلة الرحم ..
تعطين الهدية .. ♥ من باب تهادوا تحابوا ..
وكلما صفيتي قلبك و تمرنت على اخلاص النية كلما سهل عليك تحصيل العلم الشرعي ..♥
لأن قلبك ان أشرك النية .. فلن يدخل فيه ( قال الله ) ..
حيث أن طالب العلم ان فقد النية .. لن يحصل العلم ..
لأن العلم النافع ليس الذي حفظته بل الذي تعلمته و حفظته و عملت به ..
و العمل بلا اخلاص نية ميت .. تماما كالجسد الميت بلا روح ..
نواقض الاخلاص:
يقول الشيخ بكر: فان فقد العلم اخلاص النية انتقل من افضل القربات الى أحط المخالفات
و لا شيئ يحطم العلم مثل : الرياء ، رياء شرك و رياء اخلاص ..
و مثل التسميع بأن يقول مسمعا : علمت و حفظت "
شروط لا اله الا الله هي الاخلاص المنافي للشرك ..
و الرياء عكس الاخلاص ...
وهو نوعان---> رياء شرك و رياء اخلاص ..
_ رياء شرك---> نيتك ابتغاء وجه الله و ثناء الناس فقد اشركت في نبيتك وجه الله و حب الثناء و السمعة و بهذا دخل فيه جزء من رؤية الناس..
_رياء اخلاص--->القيام بعمل ابتغاء منزلة في قلوب العباد من البداية ..
ليقال ليقال ليقال .. وهكذا ..
كما قلنا : لا شيئ يحطم العلم مثل الرياء !
انتبهي فكلنا مازلنا نحبو في طريق الايمان لنخلص ..
النفس تحب أن يطاف حولها تحب الثناء و المدح و نحن مجبولون على هذا ..
مثلا قمت الليل فاستشعرت حلاوة الايمان و تريدين أن تخبري الناس بشعورك .. حتي يفعل الباقون مثلك .. و تقتدي بك فتحكين لهن ..
اياكِ ان تخضعي لكلمات الثناء ..
انت مثلا عملت عمل خير لشخص .. ربما صديقة او جارة ..
هي ذهبت من غير ان تشكرك فوجدت في نفسك غل و حقد عليها
و قلت في نفسك : ليس عندها ذوق ..
ولو شكرتك و أثنت عليكِ لانتعشت و فرحت .. ( هذا دليل عدم الاخلاص )
لا تقولي ماذا اعمل لأخلص .. كيف أعرف اني مخلصة ؟
فأنت من تعرفين قلبك..♥ ♥
لو غضبت ان لم تمدحي فهذا مؤشر خطير ..!!
لكن لو اخلصت و مدحت و حصلت على الثناء و المنزلة فهذا كتبه الله لك ..
المقياس : اذا سمعتِ الثناء ستفرحين لتوفيق الله ..
و لو لم تسمعين ؟ هل ستحزنين ؟
اذا حزنتي لعدم سماع الثناء .. فأنت لم تخلصي ..
اياك أن تشحذي حب الناس .. لا تتوسلي حب الناس
كوني مع الله ذليلة منكسرة اطلبي حب الله ♥
و هو يجعل كل الناس تحبك ♥
فأسهل رضي هو رضي الله عز و جل ♥ ♥ .. و أصعب رضي هو رضي الناس صدقا !
رضي الناس غايـــة لا تدرك ..
اخلصي النية لله يرزقك الرضى و يرضي الناس عنك ..
قال الله عز و جل : ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) سورة الزمر ..
وعن سفيان الثوري قال : ما علمت شيئا اشد علي من نيتي !
كلما احاول اخلص نيتي يغلبني هوى النفس !!
اللهم اني اعوذ بك من ان اشرك بك شيئا اعلمه و استغفرك لما لا اعلمه
لابد من شروط حتي يكون العمل حسنا متقبلا ..
♥♥ شروط قبول العمل :
♥ الاسلام و التوحيد .. أن يكون القائم بالعمل مسلم موحد ..
قال الله عز و جل : " فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً " سورة الكهــف ..
المشرك كل عمله يلقة جزاءه في الدنيا من صحة و رغد و تخفيف سكرات
حتى لا تكون له حسنة يتقي بها النار
فليس بعد الكفر ذنب ..
و الموحد ان اراد الله به خيرا ابتلاه و اصابه في جسمه و اهله
حتى يكفر عنه كل سيئاته ..
♥ الاخلاص
ان يكون العمل خالصا لوجه الله ♥ .. لا رياء فيه و لا سمعة ..
فالله يقول في الحديث القدسي : أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه !..
♥ موافقة العمل لهدي النبي صلى الله عليه و سلم
لماذا هدي الرسول ؟
هناك اناس مخلصة جدا في حب النبي صلي الله عليه و سلم .. هذا جميل ..♥
لكن مثلا الصوفية طريقة حبهم للنبي و أفعالهم .. ليست علي هدي النبي صلي الله عليه وسلم ... مثل الذكر الجماعي و ( الله حي ) و غيره
فعملهم مردود عليهم .. لذا يجب ان يكون العمل موافقا لهدي النبي ..
♥♥ نواقض اخرى للاخلاص :
الاخلاص له نواقض غير الرياء و السمعة
يقول الشيخ بكر: ( وعليه فالتزم التخلص من كل ما يشوب نيتك في صدق الطلب ، كحب الظهور و التفوق على الأقران و جعله سلما لأغراض و أعراض من جاه و مال أو تعظيم أو سمعة أو طلب محمدة أو صرف وجوه الناس اليك فإن هذه و امثالها اذا شابت النية أفسدتها و ذهبت بركة العلم و لهذا يتعبن عليك ان تحمي نيتك من شوب الارادة لغير الله تعالى بل و تحمي الحمى"
♥ موانع الفهم و موانع العمل :
♥ موانع الفهم ::: بالطبع الفهم قدرات .. لكن اذا كان الامر سهلا و لم تفهميه راجعي علاقتك بربك .. فتشي في قلبك عن الذي يمنعك من الفهم.. بعض المحرمات مثل زنى العين و الاذن و اشياء كثيرة تمنع الفهم..
♥ موانع العمل ::: فهمت الامر و لم تتمكني من العمل به ..
فذلك من الذنوب و الشهوات و الاهواء و الشبهات في الدين و فساد النية ..
و عليه .. نواقض الاخلاص :::
أولا : قلة الاخلاص في النفس ..
الاخلاص هو روح العمل ..
و لعلاج النقص ----> كالتالي :
♥ ان نذكر انفسنا ان الرياء من الشرك الاصغر ..
و لعله يكون من الشرك الاكبر ان كان العمل كله للناس
و أن الرياء يحبط العمل ..
قال الله عز وجل : "{ وَبَدَا لَهُمْ مّنَ الله مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ }"
يــــــــــــــــــــــــــا الله !
♥ الاستمرار في محاولة الاجتهاد و تذكير النفس حتى تنسي الناس و مدحهم ..
تذكري انت في رحم امك كنت وحدك .. و خرجت لهذه الحياة وحدك .. و انت في اعمالك وحدك .. و لما جاء ملك الموت وحدك .. و لما غسلوك وحدك ..
و لما وقفت امام الله وحدك..
مــــــــــــــــــــــــــــــــــالك و للناس؟
لا تنظري للناس .. لا تقولي هذا عيب و هذا لا يصح من اجل الناس
بل من اليوم اصدقي النية و اكتبي لافتة كبيرة في حيـــــــــاتك ♥ ♥
هل هذا العمل لله ام لا ؟ هل عملي يرضي الله ام يغضبه ؟
هل لبسي يرضي الله ؟ هل انا ارضي الله ؟هل اجتماعياتي ترضي الله ؟
كوني صادقة مع الله و دعي النـــــــــاس !
♥ لابد ان نذكر انفسنا بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم :( إن أول الناس يقضى فيه يوم القيامة ثلاثة : رجل أستشهد ، فأتى به فعرفه نعمته فعرفها فقال: ما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى قتلت.قال: كذبت ولكن قاتلت ليقال هو جرئ، فقد قيل. ثم يأمر به فيسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القران ، فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها؟ قال: تعلمت فيك العلم وعلمته وقرأت فيك القران. فقال: كذبت ولكنك تعلمت ليقال هوعالم فقد قيل وقرأت القران ليقال:هو قارئ فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله ، فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال:ماعملت فيها ؟ فقال : ما تركت من سبيل تحب ان ينفق فيها إلا انفقت فيها لك.قال : كذبت ولكنك فعلت ليقال : هو جواد فقد قيل. ثم امر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
وفي لفظ: فهؤلاء أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة )
حبيبتي تقولين ماذا نفعل لكي لا نكون مثلهم ؟
-في حلقة القرآن الشيطان يلعب .. المعلمة لم تكلمني و كلمت فلانة ..
و يبدأ الغل و الحقد ! ..
حتى بين المعلمات فهذه حضر لها الكثيرون و هذه لم يحضروا لها
لكـــــــــــــــــــــــــــــن .. لو سألت نفسك هل اخطأت ؟ غلطت في القراءة ؟
فأنت تطمئنين على قراءتك..
اجعلي نتيتك في تعلم القرآن حفظ كلام الله عزو جل لترضينه .. و ان تقيمين أمر الله ..
و ليس النــــــــاس ..
- المنفق : يقال له كذبت انما انفقت ليقال سخي و جواد و قد قيل ..
فلنتذكر نحن نعمل عند من .. ؟
انتبهي ::: هذا ينفق من ماله و يكون اول من تسعربه النار ..
حبيبنا أبو بكر رضي الله عنه كان يخفي ماله و يلقيه عند النبي كأنه تهمة.
حبيبتي كلما أخلصت كلما خلصت يوم القيامة..
-الميت في باب القتال يقال له قاتلت ليقال شجاع و جرئ و قد قيل ..
معقول ! .. يوم القيامة تأتين تجدين كل اعمالك في صفحة السيئات ؟
المذاكرة قضاء الحوائج و ما الى ذلك من اعمال صالحة..
تذهب هباء بسبب عدم الاخلاص و بسبب الرياء و السمعة...!
( لن ينفعك أحد )
تذكري قول الله عز و جل : {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ } سورة عبس ..
نفسي نفسي ..
من الان نفسي نفسي ..
اصل رحم لنفسي ..
حسن تبعل لنفسي ..
حسن عبادة لنفسي ..
سأخلص نفســــــي ..
ثانيا : حب الشهرة و الجاه و منزلة في قلوب العباد
♥ النفس تحب ان تكون صنم يطاف حولها بالثناء و المدح ..
قولي لها : اعلمي ان الممدوح حقا هو من رضي الله عنه .. و من لم يرض عني من الناس فلا يهمني ..
اصعب احساس انك تشعري انك مرفوضة من ربنا احساس يتعب مرهق مرعب !!
لو فقدت الاحساس بالرضى فعذاب في الدنيا كبير .. خاصة اذا استشعرتيه من قبل ..
لو تذوقت رضى الله تكوني اسعد الناس ..
تقربي الى الله حتى لو ذمك الناس
و تذكري : فقلب من ترائيه ( اي الناس ) هو بيد من تعصيه (وهو الله)
فالتوفيق من الله و النجاح في عمل ما هو محض نعمة من الله عز وجل ..
فليكن شعارك يا نفس ما توفيقي الا بالله ..
وعجلت اليك رب لترضى
هل تعلمين أن هناك حب خفي للشهرة و السمعة ؟
علامة ذلك انك تتظاهرين بعدم حب المدح و انت أساسا منتظراه ..
مثلا لو عملت عمل و لم يمدحك الناس و احسست بغل لكنك ابتسمت ..
هذا نفاق تواضع !
حب شهرة خفي تخفيه النفس و يكون مغلف
::: علاماته :::
♥ الجرأة على الفتوى و التصدي قبل التأهل
بمجرد ان تسمعي درس تحسبي انك أصبحتِ شيخة و تفتين حلال و حرام ..
الفتوى أصعب شيئ لا تتجرئي عليه أبدا ..!
♥ مخالفة القول العمل .
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ )
( كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)
سورة الصف
مثلا اقول لفلانة اصبري و احتسبي هذا ابتلاء و انا في نفس الموقف اقوم بالعكس ..
علاجه -----> ان اعلم ان الله يكشف ستري و اظهر بغير ما اقول ..
اذا كان هذا هديك .. مخالفة لما تقولين .. هذا نفاق ..
اذا كان عندك علم بلا عمل .. فقودي الناس ليتعلموه و عالجي نفسك بالدعوة ..
ثالثا : احتقار الآخرين و تسفيه آرائهم و الاستهتار بمشاعرهم ..
مثلا شخص اصغر منك و يتكلم في العلم
فتسفهينه لصغر سنه ..
يجب ان تسمعيه ..
اخت جاءت تبكي فتقولين لها لماذا انت تبكين دوما و كذا ..
انت استهرت بمشاعرها !
علاجه: ( أ ) ان تذكري نفسك بكتاب الله :
قال الله عزو جل (فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)
العلم لابد أن يربيكي و يكسرك لله عز وجل ..
( ب ) هضم النفــس .. أي لا أثأر لنفسي أبدا .. لابد أن تتهمي نفسك و تسيئ الظن بها
لكــــــــن انتبهي بدون وسواس و اتهام النفس دائما حتى تكتئب ..
الزمي الاعتدال و الوسطية .. اسيئ الظن بنفسي لكن ارجو رحمة ربي ..
الزمي دعاء : يا رب نور بصيرتي على عيوبي و ارزقني اصلاحها.
( جـ ) الخروج علي الناس و أعلم اني أقلهم منزلة و أكثرهم ذنوبا ..
فربما عندهم خصال حميدة و فيك خصلة يبغضها الله ..
لا تتألهي على الله .. فلانة تدخل الجنة و فلانة تدخل النار ..
العصمة ماتت مع المعصوم وكلنا معرضون للخطأ ..
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
كيف نتخلص من نواقض الاخلاص ؟
جاهدي نفسك في العبادات و الأعمال الخفية ♥♥ .. ( هي دي الشطارة )
المنافسة لا تكون في الاعمال الظاهرة ..
انما في الباطنة من قيام ليل و صدقة خفية و صوم
يطرح سؤال مهم : ما الفرق بين حب الظهور و حب النفع للناس ؟
حب النفع للناس ---> تتعلمين و تعلمين و تزوري المريض
و في قلبك حب ارضاء لله ..
حب الظهور ---> ان تحبي ان يشار عليك و تمدحين.
نسأل الله القبول و العمل الصالح ..
المسألة محتاجة مجهود و وقت .. اخلاص النية في عصرنا هذا .. عصر الماديات ..
شئ صعـــــــــــــــب .. لكنه يسير علي من يسره الله عليه ..