درة رفحا
25-02-11, 10:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
منظومة مائة المعاني والبيان لابن الشحنة الحنفي (749 هـ –815 هـ)
المقدِّمة
1 الحَمْدُ للهِ وَصَلَّى اللهُ
عَلَى رَسُولِهِ الَّذِي اصْطَفاهُ
2 مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَسَلَّمَا
وَبَعْدُ قَدْ أَحْبَبْتُ أَنِّيْ أَنْظِمَا
3 في عِلْمَيِ الْبَيانِ وَالْمَعانِيْ
أُرْجُوزَةً لَطِيْفَةَ الْمَعانِيْ
4 أَبْياتُها عَنْ مِائَةٍ لَمْ تَزِدِ
فَقُلْتُ غَيْرَ آمِنٍ مِنْ حَسَدِ
5 فَصَاحَةُ الْمُفْرَدِ فِيْ سَلامَتِهْ
مِنْ نُفْرَةٍ فِيْهِ وَمِنْ غَرابَتِهْ
6 وَكَوْنِهِ مُخَالِفَ الْقِياسِ
ثُمَّ الْفَصيحُ مِنْ كَلامِ النَّاسِ
7 ما كانَ مِنْ تَنافُرٍ سَليمَا
وَلَمْ يَكُنْ تَأْلِيْفُهُ سَقِيمَا
8 وَهْوَ مِنَ التَّعْقيدِ أَيْضاً خَالِيْ
وإِنْ يَكُنْ مُطابِقاً لِلْحالِ
9 فَهْوَ الْبَلِيْغُ، وَالَّذِي يُؤَلِّفُهْ
وَبِالْفَصيحِ مَنْ يُعَبِّرْ تَصِِفُهْ
10
وَالصِّدْقُ أَنْ يُطَابِقَ الْواقعَ مَا
يَقُولُهُ ، وَالْكِذْبُ أَنْ ذا يُعْدَما
الفنُّ الأولُ: علمُ المعاني
11 وَعَرَبِيُّ اللَّفْظِ ذُو أَحْوَالِ
يَأْتِيْ بِها مُطَابِقا لِلْحالِ
12 عِرْفانُها عِلْمٌ هُوَ الْمَعانِيْ
مُنْحَصِرُ الأَبْوابِ في ثَمانِ
بابٌ : أحوالُ الإسنادِ الخبريّ
13 إنْ قَصَدَ الْمُخْبِرُ نَفْسَ الْحُكْمِ
فَسَمِّ ذا فائدَةً ، وَسَمِّ
14 إنْ قَصَدَ الإعْلامَ بالْعلْمِ بِهِ
لازمَها، وَللْمَقام انْتَبِهِ
15 إنِ ابْتِدائِيَّاً فَلا يُؤَكَّدُ
أوْ طَلَبياً فَهْوَ فِيْهِ يُحْمَدُ
16 وَ واجبٌ بِحَسَبِ الإنْكارِ
وَيَحْسُنُ التَّبْديلُ بِالْأَغْيارِ
17 وَالْفِعْلُ أَوْ مَعْناهُ إنْ أَسْنَدَهُ
لما لَهُ في ظاهرٍ ذا عِنْدَهُ
18 حقيقةٌ عَقْليَّةٌ ، وَإنْ إلى
غَيْرٍ مُلابِسٍ مَجازٌ أُوِّلا
الباب الثاني: أحوال المسند إليه
19 الْحَذْفُ لِلصَّوْنِ وِ لِلْإنْكَاِِرِ
وَالِاحْتِرازِ أوْلِلاخْتِبارِ
20 وَالذِّكْرُ للتَّعْظيمِ وَالإهانَةِ
وَالْبَسْطِ والتَّنْبِيهِ والْقَرينَةِ
21 وَإنْ بإضْمارٍ يَكُنْ مُعَرَّفا
فَللْمَقاماتِ الثَّلاثِ فاعْرِفا
22 وَالأصْلُ في الْخطابِ للْمُعّيَّنِ
وَالتَّرْكُ فِيْهِ لِلْعُموم الْبَيِّنِ
23 وَعَلَمِيَّةٌ فَلِلإحْضارِ
وَقَصْدِ تَعْظيمٍ أوِ احْتقارِ
24 وَصِلَةٌ لِلْجَهْلِ والتَّعْظيمِ
للشَّأْنِ وَالإيماءِ والتَّفْخيمِ
25 وَبإِشارَةٍ لِذي فَهْمٍ بَطِيْ
في الْقُرْبِ والْبُعْدِ أوِ التَّوسُّطِ
26 وَ أَلْ لِعَهْدٍ أَوْ حَقيقةٍ وَقَدْ
تُفيدُ الِاسْتِغْراقَ أَوْ لِما انْفَرَدْ
27 وَبإضافَةٍ فَلِاخْتِصارِ
نَعَمْ وَلِلذَّمِّ أوِ احْتِقارِ
28 وَإنْ مُنَكَّراً فَلِلتَّحْقيرِ
وَالضِّدِّ وَالإفْرادِ والتَّكْثيرِ
29 وَضِدِّهِ ، وَالْوَصْفُ للتَّبْيينِ
وَالْمَدْحِ والتَّخْصيصِ والتَّعْيينِ
30 وكَوْنُهُ مُؤَكَّداً فَيَحْصُلُ
لِدَفْعِ وَهْمِ كَوْنِهِ لا يَشْمَلُ
31 والسَّهْوِِ والتَّجَوُّزِ الْمُباحِ
ثُمَّ بَيانُهُ فلِلإيضاحِ
32 بِاسْمٍ بِهِ يَخْتَصُّ ، وَالإبْدال
ُ يَزيدُ تَقْريراً لما يُقالُ
33 وَالْعَطْفُ : تفصيلٌ معَ اقْترابِ
أوْ رَدُُّ سامعٍ إلى الصَّوابِ
34 والفَصْلُ للتَّخْصيصِ ، والتَّقْديمُ
فلاهْتمامٍ يَحْصُلُ التَّقْسيمُ
35 كالأصْلِ ، والتَّمْكينِ والتَّعَجُّلِ
ِ وَقَدْ يُفيدُ الاخْتصاصَ إنْ وَلِيْ
36 نَفْياً ، وَقَدْ على خلافِ الظَّاهرِ
يَأْتي كَالَاوْلَى وَالْتِفاتٍ دائرِ
الباب الثالث : أحوالُ المُسْنَدِ
37 لِمَا مَضَى التَّرْكُ معَ الْقَرينهْ
والذِّكْرُ أوْ يُفيدُنا تَعْيينهْ
38 وَكَونُهُ فِعْلاً فَللتَّقْيُّدِ
بالوَقْتِ معْ إفادَةِ التَّجَدُّدِ
39 وَاسْماً فَلِانْعِدامِ ذا ومُفْرَدَا
لأنَّ نَفْسَ الحُكْمِ فيهِ قُصِدَا
40 والفِعْلُ بالمَفْعُولِ إنْ تَقَيَّدَا
وَنَحْوِهِ فَلِيُفيدَ زائدَا
41 وَتَرْكُهُ لِمانِعٍ منْهُ وَإنْ
بالشَّرْطِِ باعْتبارِ ما يَجيءُ مِنْ
42 أداتِهِ، والْجَزْمُ أصْلٌ في ( إذا )
لا (إنْ) وَ(لَوْ) ولا لذاكَ مَنْعُ ذا
43 وَالوَصْفُ والتَّعْريفُ والتَّأخيرُ
وَعَكْسُهُ يُعْرَفُ والتَّنْكيرُ
الباب الرابع : أحوال متعلقات الفعل
44 ثُمَّ معَ الْمفعولِ حالُ الفِِعْلِ
كحالِهِ معْ فاعلٍ مِنْ أجْلِ
45 تَلَبُّسٍ لا كَوْنِ ذاكَ قدْ جَرَى
وَإنْ يُرَدْ إنْ لم يكُنْ قدْ ذُكِرَا
46 النَّفْيُ مُطْلَقاً أوِ الْإثْباتُ لهْ
فذاكَ مِثْلُ لازمٍ في الْمَنْزلهْ
47 مِنْ غَيْرِ تقْديرٍ وَإلا لَزِمَا
وَالحذْفُ للْبَيانِ فيما أُبْهِمَا
48 أوْ لِمَجِيءِ الذِّكرِ أوْ لِرَدِّ
تَوَهُّمِالسَّامِعِ غَيرَ الْقَصْدِ
49 أوْ هُوَ للتَّعْميمِ أوْ لِلْفاصِلهْ
أوْ هُوَ لِاسْتِهْجانِكَ الْمُقابَلهْ
50 وَقَدِّمِ الْمَفْعُولَ أوْ شَبيهَهُ
ردَّاً على مَنْ لم يُصِبْ تَعْيينهُ
51 وَبَعْضَ مَعْمولٍ على بَعْضٍ كَما
إذا اهْتمامٌ أوْ لِأصْلٍ عُلِمَا
الباب الخامس : القصر
52 الْقَصْرُ نَوْعانِ: حَقِيقيٌّ -وَذَا
نَوْعانِ- والثَّانِيْ: إضافِيٌّ كَذَا
53 فَقَصْرُ صِفَةٍ على الْمَوْصُوفِ
وَعَكْسُهُ مِنْ نَوْعِهِ الْمَعْروفِ
54 طُرُقُهُ النَّفْيُ والِاسْتِثْنَا هُمَا
وَالْعَطْفُ والتَّقْدِيمُ ثُمَّ إنَّمَا
55 دلالَةُ التَّقْديمِ بِالْفَحْوَى وَمَا
عَدَاهُ بالْوَضْعِ ، وَأَيْضاً مِثْلَمَا
56 الْقَصْرُ بَيْنَ خَبَرٍ وَالْمُبْتَدَا
يكونُ بينَ فاعلٍ وما بَدَا
57 مِنهُ فَمَعْلومٌ وقَدْ يُنَزَّلُ
مَنزِلةَ الْمَجْهولِ أوْ ذا يُبْدَلُ
الباب السَّادسُ : الإنشاء
58 يُسْتَدْعَى الِانْشاءُ إذا كانَ طَلَبْ
ما هُوَ غَيْرُ حاصلٍ ، والْمُنْتَخَبْ
59 فيْهِ التَّمَنِّيْ ولَهُ الْمَوْضوعُ
لَيْتَ وإنْ لم يكنِ الْوُقوعُ
60 وَ(لَوْ) وَ(هَلْ) مِثْلُ (لَعَلَّ) الدَّاخِلهْ
فِيْهِ ، وَالِاسْتِفْهامُ وَالْمَوْضوعُ لَهْ
61 (هَلْ)(هَمْزَةٌ)(مَنْ)(ما)وَ(أيٌّ)(أيْنا)
(كَمْ)(كيْفَ)(أيَّانَ)(مَتَى)وَ(أَنَّى)
62 فَـ(هَلْ) بِهَا يُطْلَبُ تَصْديقٌ وَما
(هَمْزاً) عَدَا تَصَوُّرٌ وَهْيَ هُمَا
63 وَقَدْ لِلاسْتِبْطاءِ والتَّقْريرِ
وَغيرِ ذا يكونُ والتَّحْقيرِ
64 وَالْأمْرُ وهْوَ طَلَبُ اسْتِعْلاءِ
وَقَدْ لِأنْواعٍ يكونُ جائيْ
65 والنَّهيُ وَهْوَ مِثْلُهُ بِـ: (لا) بَدَا
وَالشَّرْطُ بَعْدَها يجوزُ، والنِّدا
66 وَقَدْ لِلِاخْتِصاصِ والْإغْراءِِ
تجيءُ ثُمَّ مَوضعَ الْإنْشاءِِ
67 قَدْ يَقَعُ الْخَبَرُ للتَّفاؤلِ
والْحِرْصِ أوْ بِعكْسِ ذا تأمَّلِ
الباب السَّابعُ : الفصل والوصل
68 إنْ نُزِّلَتْ ثانيةٌٌ مِنْ ماضيهْ
كنَفْسِها أوْ نُزِّلَتْ كالْعاريهْ
69 فافْصِلْ ، و إنْ تَوَسُّطٌ فالْوَصْلُ
بِجَامِعٍ أرْجَحُ ، ثمَّ الْفَصْلُ
70 بما لِحالٍ أصْلُها قدْ سَلِما
أصْلٌ وإنْ مُرَجحٌ تَحَتما
البابُ الثامنُ : الإيجاز والإطناب
71 توفيةُ المرادِ بالنَّاقصِ مِنْ
لفظٍ له الْإيجازُ والإطنابُ إنْ
72 بزائدٍ عَنْهُ ، وضَرْبا الْأوَّلِ
قَصْرٌ وحَذْفُ جُمْلةٍ أو جُمَلِ
73 أوْ جُزءِ جملةٍ وما يدُلُّ
عليه أنواعٌ ومِنْها الْعَقْلُ
74 وجاءَ للتَّوْشيعِ بالتَّفْصيلِ
ثانٍ والِاعْتراضِ والتَّذْييلِ
الفنُّ الثاني : علمُ البيان
75 عِلْمُ الْبَيانِ ما بهِ يُعَرَّفُ
إيرادُ ما طُرُقُهُ تَخْتَلِفُ
76 في كَوْنِها واضحةَ الدِّلالهْ
فما به لازمُ ما وُضِعَ لهْ
77 إما مجازٌ مِنْهُ الِاسْتِعارةُ
تُبْنَى على التَّشْبيهِ أوْ كنايةُ
78 وَطَرَفا التَّشْبيهِ حِسِّيَّانِِ
- ولو خياليا – وعَقْلِيَّانِ
79 وَمِنْهُ بِالْوَهْمِ وَبِالْوِجْدانِ
أوْ فيهِما يختلفُ الْجُزْآنِ
80 وَوَجْهُهُ ما اشْتَرَكا فِيْهِ وَجا
ذا في حَقيقَتَيْهِما وخارِجا
81 وَصْفاً فَحِسِّيٌّ وَعَقْلِيٌّ، وَذا
واحِداً اوْ في حُكْمِهِ أوْ لا كَذا
82 والْكافُ أوْ كأنَّ أوْ كَمِثْلِ
أداتُهُ وَقَدْ بِذِكْرِ الْفِعْلِ
83 وَغَرَضٌ مِنْهُ على مُشَبَّهِ
يَعُودُ أوْ على مَشَبَّهٍ بِهِ
84 فَبِاعْتِبارِ كُلِّ رُكْنٍ اقْسِمِ
أنْواعَهُ ، ثُمَّ الْمجازُ فافْهَمِ
85 مُفْرَداً اوْ مُرَكَّباً وتارهْ
يكونُ مُرْسَلاً أوِ اسْتعارهْ
86 يَجْعَلُ ذا ذاكَ ادِّعاءً أوَّلهْ
وَهْيَ إنِ اسْمُ جِنْسٍ اسْتُعِيرَ لَهْ
87 أصْلِيَّةٌ أوْ لا فَتابِعِيَّهْ
وإنْ تَكُنْ ضِدّاً تَهَكُّمِيَّهْ
88 و ما بِهِ لازمُ مَعْنىً وَهْوَ لا
مُمْتَنِعاً كِنايةٌ فاقْسِمْ إلى
89 إرادةِ النِّسْبَةِ أوْ نَفْسِ الصِّفَهْ
أو غيرِ هذَيْنِ اجْتَهِدْ أنْ تَعْرِفَهْ
الفنُّ الثالثُ : علمُ البديع
90 عِلْمُ البديعِ وَهْوَ تَحْسينُ الْكلامْ
بَعْدَ رِعايةِ الْوُضوحِ والْمَقامْ
91 ضَرْبانِ : لَفْظيٌّ كَتَجْنِيسٍ وَرَدّْ
وَسَجْعٍ اَوْ قَلْبٍ وَتَشْريعٍ وَرَدْ
92 والْمَعْنَوِيُّ وَهْوَ كَالتَّسْهيمِ
و الْجَمْعِ والتَّفريقِ والتَّقْسيمِ
93 والْقَوْلِ بِالْمُوجَِبِ وَالتَّجْريدِ
والْجَدِّ والطِّباقِ والتَّأْكِيدِ
94 والعَكْسِ والرُّجُوعِ والْإيْهامِ
و اللَّفِّ والنَّشْرِ والِاسْتِخْدامِ
95 والسَّوْقِ والتَّوْجِيهِ والتَّوْفيقِ
و الْبَحْثِ والتَّعليلِ والتَّعْلِيقِ
خاتمةٌ في السَّرقاتِ الشِّعْريَّة
96 السَّرِقاتُ ظاهِرٌ فالنَّسْخُ
يُذَمُّ لا إنِ اسْتُطِيعَ الْمَسْخُ
97 والسَّلْخُ مِثْلُهُ ، وَغَيْرُ ظاهِرِ
كَوَضْعِ مَعْنىً في مكانِ آخَرِ
98 أوْ يَتَشابَهانِ أوْ ذا أشْمَلُ
ومِنْهُ قَلْبٌ ، واقْتِباسٌ يُنْقَلُ
99 وَمِنْهُ تضْمينٌ وتَلْميحٌ وَحَلّْ
ومِنْهُ عَقْدٌ والتَّأنُّقُ انْ تَسَلْ
100 براعةُ اسْتِهلالٍ انْتِقالُ
حُسْنُ الْخِتامِ وانْتَهَى الْمَقالُ
المصدر
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=20258 (http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=20258)
ويوجد فيه شرح للمنظومة
منظومة مائة المعاني والبيان لابن الشحنة الحنفي (749 هـ –815 هـ)
المقدِّمة
1 الحَمْدُ للهِ وَصَلَّى اللهُ
عَلَى رَسُولِهِ الَّذِي اصْطَفاهُ
2 مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَسَلَّمَا
وَبَعْدُ قَدْ أَحْبَبْتُ أَنِّيْ أَنْظِمَا
3 في عِلْمَيِ الْبَيانِ وَالْمَعانِيْ
أُرْجُوزَةً لَطِيْفَةَ الْمَعانِيْ
4 أَبْياتُها عَنْ مِائَةٍ لَمْ تَزِدِ
فَقُلْتُ غَيْرَ آمِنٍ مِنْ حَسَدِ
5 فَصَاحَةُ الْمُفْرَدِ فِيْ سَلامَتِهْ
مِنْ نُفْرَةٍ فِيْهِ وَمِنْ غَرابَتِهْ
6 وَكَوْنِهِ مُخَالِفَ الْقِياسِ
ثُمَّ الْفَصيحُ مِنْ كَلامِ النَّاسِ
7 ما كانَ مِنْ تَنافُرٍ سَليمَا
وَلَمْ يَكُنْ تَأْلِيْفُهُ سَقِيمَا
8 وَهْوَ مِنَ التَّعْقيدِ أَيْضاً خَالِيْ
وإِنْ يَكُنْ مُطابِقاً لِلْحالِ
9 فَهْوَ الْبَلِيْغُ، وَالَّذِي يُؤَلِّفُهْ
وَبِالْفَصيحِ مَنْ يُعَبِّرْ تَصِِفُهْ
10
وَالصِّدْقُ أَنْ يُطَابِقَ الْواقعَ مَا
يَقُولُهُ ، وَالْكِذْبُ أَنْ ذا يُعْدَما
الفنُّ الأولُ: علمُ المعاني
11 وَعَرَبِيُّ اللَّفْظِ ذُو أَحْوَالِ
يَأْتِيْ بِها مُطَابِقا لِلْحالِ
12 عِرْفانُها عِلْمٌ هُوَ الْمَعانِيْ
مُنْحَصِرُ الأَبْوابِ في ثَمانِ
بابٌ : أحوالُ الإسنادِ الخبريّ
13 إنْ قَصَدَ الْمُخْبِرُ نَفْسَ الْحُكْمِ
فَسَمِّ ذا فائدَةً ، وَسَمِّ
14 إنْ قَصَدَ الإعْلامَ بالْعلْمِ بِهِ
لازمَها، وَللْمَقام انْتَبِهِ
15 إنِ ابْتِدائِيَّاً فَلا يُؤَكَّدُ
أوْ طَلَبياً فَهْوَ فِيْهِ يُحْمَدُ
16 وَ واجبٌ بِحَسَبِ الإنْكارِ
وَيَحْسُنُ التَّبْديلُ بِالْأَغْيارِ
17 وَالْفِعْلُ أَوْ مَعْناهُ إنْ أَسْنَدَهُ
لما لَهُ في ظاهرٍ ذا عِنْدَهُ
18 حقيقةٌ عَقْليَّةٌ ، وَإنْ إلى
غَيْرٍ مُلابِسٍ مَجازٌ أُوِّلا
الباب الثاني: أحوال المسند إليه
19 الْحَذْفُ لِلصَّوْنِ وِ لِلْإنْكَاِِرِ
وَالِاحْتِرازِ أوْلِلاخْتِبارِ
20 وَالذِّكْرُ للتَّعْظيمِ وَالإهانَةِ
وَالْبَسْطِ والتَّنْبِيهِ والْقَرينَةِ
21 وَإنْ بإضْمارٍ يَكُنْ مُعَرَّفا
فَللْمَقاماتِ الثَّلاثِ فاعْرِفا
22 وَالأصْلُ في الْخطابِ للْمُعّيَّنِ
وَالتَّرْكُ فِيْهِ لِلْعُموم الْبَيِّنِ
23 وَعَلَمِيَّةٌ فَلِلإحْضارِ
وَقَصْدِ تَعْظيمٍ أوِ احْتقارِ
24 وَصِلَةٌ لِلْجَهْلِ والتَّعْظيمِ
للشَّأْنِ وَالإيماءِ والتَّفْخيمِ
25 وَبإِشارَةٍ لِذي فَهْمٍ بَطِيْ
في الْقُرْبِ والْبُعْدِ أوِ التَّوسُّطِ
26 وَ أَلْ لِعَهْدٍ أَوْ حَقيقةٍ وَقَدْ
تُفيدُ الِاسْتِغْراقَ أَوْ لِما انْفَرَدْ
27 وَبإضافَةٍ فَلِاخْتِصارِ
نَعَمْ وَلِلذَّمِّ أوِ احْتِقارِ
28 وَإنْ مُنَكَّراً فَلِلتَّحْقيرِ
وَالضِّدِّ وَالإفْرادِ والتَّكْثيرِ
29 وَضِدِّهِ ، وَالْوَصْفُ للتَّبْيينِ
وَالْمَدْحِ والتَّخْصيصِ والتَّعْيينِ
30 وكَوْنُهُ مُؤَكَّداً فَيَحْصُلُ
لِدَفْعِ وَهْمِ كَوْنِهِ لا يَشْمَلُ
31 والسَّهْوِِ والتَّجَوُّزِ الْمُباحِ
ثُمَّ بَيانُهُ فلِلإيضاحِ
32 بِاسْمٍ بِهِ يَخْتَصُّ ، وَالإبْدال
ُ يَزيدُ تَقْريراً لما يُقالُ
33 وَالْعَطْفُ : تفصيلٌ معَ اقْترابِ
أوْ رَدُُّ سامعٍ إلى الصَّوابِ
34 والفَصْلُ للتَّخْصيصِ ، والتَّقْديمُ
فلاهْتمامٍ يَحْصُلُ التَّقْسيمُ
35 كالأصْلِ ، والتَّمْكينِ والتَّعَجُّلِ
ِ وَقَدْ يُفيدُ الاخْتصاصَ إنْ وَلِيْ
36 نَفْياً ، وَقَدْ على خلافِ الظَّاهرِ
يَأْتي كَالَاوْلَى وَالْتِفاتٍ دائرِ
الباب الثالث : أحوالُ المُسْنَدِ
37 لِمَا مَضَى التَّرْكُ معَ الْقَرينهْ
والذِّكْرُ أوْ يُفيدُنا تَعْيينهْ
38 وَكَونُهُ فِعْلاً فَللتَّقْيُّدِ
بالوَقْتِ معْ إفادَةِ التَّجَدُّدِ
39 وَاسْماً فَلِانْعِدامِ ذا ومُفْرَدَا
لأنَّ نَفْسَ الحُكْمِ فيهِ قُصِدَا
40 والفِعْلُ بالمَفْعُولِ إنْ تَقَيَّدَا
وَنَحْوِهِ فَلِيُفيدَ زائدَا
41 وَتَرْكُهُ لِمانِعٍ منْهُ وَإنْ
بالشَّرْطِِ باعْتبارِ ما يَجيءُ مِنْ
42 أداتِهِ، والْجَزْمُ أصْلٌ في ( إذا )
لا (إنْ) وَ(لَوْ) ولا لذاكَ مَنْعُ ذا
43 وَالوَصْفُ والتَّعْريفُ والتَّأخيرُ
وَعَكْسُهُ يُعْرَفُ والتَّنْكيرُ
الباب الرابع : أحوال متعلقات الفعل
44 ثُمَّ معَ الْمفعولِ حالُ الفِِعْلِ
كحالِهِ معْ فاعلٍ مِنْ أجْلِ
45 تَلَبُّسٍ لا كَوْنِ ذاكَ قدْ جَرَى
وَإنْ يُرَدْ إنْ لم يكُنْ قدْ ذُكِرَا
46 النَّفْيُ مُطْلَقاً أوِ الْإثْباتُ لهْ
فذاكَ مِثْلُ لازمٍ في الْمَنْزلهْ
47 مِنْ غَيْرِ تقْديرٍ وَإلا لَزِمَا
وَالحذْفُ للْبَيانِ فيما أُبْهِمَا
48 أوْ لِمَجِيءِ الذِّكرِ أوْ لِرَدِّ
تَوَهُّمِالسَّامِعِ غَيرَ الْقَصْدِ
49 أوْ هُوَ للتَّعْميمِ أوْ لِلْفاصِلهْ
أوْ هُوَ لِاسْتِهْجانِكَ الْمُقابَلهْ
50 وَقَدِّمِ الْمَفْعُولَ أوْ شَبيهَهُ
ردَّاً على مَنْ لم يُصِبْ تَعْيينهُ
51 وَبَعْضَ مَعْمولٍ على بَعْضٍ كَما
إذا اهْتمامٌ أوْ لِأصْلٍ عُلِمَا
الباب الخامس : القصر
52 الْقَصْرُ نَوْعانِ: حَقِيقيٌّ -وَذَا
نَوْعانِ- والثَّانِيْ: إضافِيٌّ كَذَا
53 فَقَصْرُ صِفَةٍ على الْمَوْصُوفِ
وَعَكْسُهُ مِنْ نَوْعِهِ الْمَعْروفِ
54 طُرُقُهُ النَّفْيُ والِاسْتِثْنَا هُمَا
وَالْعَطْفُ والتَّقْدِيمُ ثُمَّ إنَّمَا
55 دلالَةُ التَّقْديمِ بِالْفَحْوَى وَمَا
عَدَاهُ بالْوَضْعِ ، وَأَيْضاً مِثْلَمَا
56 الْقَصْرُ بَيْنَ خَبَرٍ وَالْمُبْتَدَا
يكونُ بينَ فاعلٍ وما بَدَا
57 مِنهُ فَمَعْلومٌ وقَدْ يُنَزَّلُ
مَنزِلةَ الْمَجْهولِ أوْ ذا يُبْدَلُ
الباب السَّادسُ : الإنشاء
58 يُسْتَدْعَى الِانْشاءُ إذا كانَ طَلَبْ
ما هُوَ غَيْرُ حاصلٍ ، والْمُنْتَخَبْ
59 فيْهِ التَّمَنِّيْ ولَهُ الْمَوْضوعُ
لَيْتَ وإنْ لم يكنِ الْوُقوعُ
60 وَ(لَوْ) وَ(هَلْ) مِثْلُ (لَعَلَّ) الدَّاخِلهْ
فِيْهِ ، وَالِاسْتِفْهامُ وَالْمَوْضوعُ لَهْ
61 (هَلْ)(هَمْزَةٌ)(مَنْ)(ما)وَ(أيٌّ)(أيْنا)
(كَمْ)(كيْفَ)(أيَّانَ)(مَتَى)وَ(أَنَّى)
62 فَـ(هَلْ) بِهَا يُطْلَبُ تَصْديقٌ وَما
(هَمْزاً) عَدَا تَصَوُّرٌ وَهْيَ هُمَا
63 وَقَدْ لِلاسْتِبْطاءِ والتَّقْريرِ
وَغيرِ ذا يكونُ والتَّحْقيرِ
64 وَالْأمْرُ وهْوَ طَلَبُ اسْتِعْلاءِ
وَقَدْ لِأنْواعٍ يكونُ جائيْ
65 والنَّهيُ وَهْوَ مِثْلُهُ بِـ: (لا) بَدَا
وَالشَّرْطُ بَعْدَها يجوزُ، والنِّدا
66 وَقَدْ لِلِاخْتِصاصِ والْإغْراءِِ
تجيءُ ثُمَّ مَوضعَ الْإنْشاءِِ
67 قَدْ يَقَعُ الْخَبَرُ للتَّفاؤلِ
والْحِرْصِ أوْ بِعكْسِ ذا تأمَّلِ
الباب السَّابعُ : الفصل والوصل
68 إنْ نُزِّلَتْ ثانيةٌٌ مِنْ ماضيهْ
كنَفْسِها أوْ نُزِّلَتْ كالْعاريهْ
69 فافْصِلْ ، و إنْ تَوَسُّطٌ فالْوَصْلُ
بِجَامِعٍ أرْجَحُ ، ثمَّ الْفَصْلُ
70 بما لِحالٍ أصْلُها قدْ سَلِما
أصْلٌ وإنْ مُرَجحٌ تَحَتما
البابُ الثامنُ : الإيجاز والإطناب
71 توفيةُ المرادِ بالنَّاقصِ مِنْ
لفظٍ له الْإيجازُ والإطنابُ إنْ
72 بزائدٍ عَنْهُ ، وضَرْبا الْأوَّلِ
قَصْرٌ وحَذْفُ جُمْلةٍ أو جُمَلِ
73 أوْ جُزءِ جملةٍ وما يدُلُّ
عليه أنواعٌ ومِنْها الْعَقْلُ
74 وجاءَ للتَّوْشيعِ بالتَّفْصيلِ
ثانٍ والِاعْتراضِ والتَّذْييلِ
الفنُّ الثاني : علمُ البيان
75 عِلْمُ الْبَيانِ ما بهِ يُعَرَّفُ
إيرادُ ما طُرُقُهُ تَخْتَلِفُ
76 في كَوْنِها واضحةَ الدِّلالهْ
فما به لازمُ ما وُضِعَ لهْ
77 إما مجازٌ مِنْهُ الِاسْتِعارةُ
تُبْنَى على التَّشْبيهِ أوْ كنايةُ
78 وَطَرَفا التَّشْبيهِ حِسِّيَّانِِ
- ولو خياليا – وعَقْلِيَّانِ
79 وَمِنْهُ بِالْوَهْمِ وَبِالْوِجْدانِ
أوْ فيهِما يختلفُ الْجُزْآنِ
80 وَوَجْهُهُ ما اشْتَرَكا فِيْهِ وَجا
ذا في حَقيقَتَيْهِما وخارِجا
81 وَصْفاً فَحِسِّيٌّ وَعَقْلِيٌّ، وَذا
واحِداً اوْ في حُكْمِهِ أوْ لا كَذا
82 والْكافُ أوْ كأنَّ أوْ كَمِثْلِ
أداتُهُ وَقَدْ بِذِكْرِ الْفِعْلِ
83 وَغَرَضٌ مِنْهُ على مُشَبَّهِ
يَعُودُ أوْ على مَشَبَّهٍ بِهِ
84 فَبِاعْتِبارِ كُلِّ رُكْنٍ اقْسِمِ
أنْواعَهُ ، ثُمَّ الْمجازُ فافْهَمِ
85 مُفْرَداً اوْ مُرَكَّباً وتارهْ
يكونُ مُرْسَلاً أوِ اسْتعارهْ
86 يَجْعَلُ ذا ذاكَ ادِّعاءً أوَّلهْ
وَهْيَ إنِ اسْمُ جِنْسٍ اسْتُعِيرَ لَهْ
87 أصْلِيَّةٌ أوْ لا فَتابِعِيَّهْ
وإنْ تَكُنْ ضِدّاً تَهَكُّمِيَّهْ
88 و ما بِهِ لازمُ مَعْنىً وَهْوَ لا
مُمْتَنِعاً كِنايةٌ فاقْسِمْ إلى
89 إرادةِ النِّسْبَةِ أوْ نَفْسِ الصِّفَهْ
أو غيرِ هذَيْنِ اجْتَهِدْ أنْ تَعْرِفَهْ
الفنُّ الثالثُ : علمُ البديع
90 عِلْمُ البديعِ وَهْوَ تَحْسينُ الْكلامْ
بَعْدَ رِعايةِ الْوُضوحِ والْمَقامْ
91 ضَرْبانِ : لَفْظيٌّ كَتَجْنِيسٍ وَرَدّْ
وَسَجْعٍ اَوْ قَلْبٍ وَتَشْريعٍ وَرَدْ
92 والْمَعْنَوِيُّ وَهْوَ كَالتَّسْهيمِ
و الْجَمْعِ والتَّفريقِ والتَّقْسيمِ
93 والْقَوْلِ بِالْمُوجَِبِ وَالتَّجْريدِ
والْجَدِّ والطِّباقِ والتَّأْكِيدِ
94 والعَكْسِ والرُّجُوعِ والْإيْهامِ
و اللَّفِّ والنَّشْرِ والِاسْتِخْدامِ
95 والسَّوْقِ والتَّوْجِيهِ والتَّوْفيقِ
و الْبَحْثِ والتَّعليلِ والتَّعْلِيقِ
خاتمةٌ في السَّرقاتِ الشِّعْريَّة
96 السَّرِقاتُ ظاهِرٌ فالنَّسْخُ
يُذَمُّ لا إنِ اسْتُطِيعَ الْمَسْخُ
97 والسَّلْخُ مِثْلُهُ ، وَغَيْرُ ظاهِرِ
كَوَضْعِ مَعْنىً في مكانِ آخَرِ
98 أوْ يَتَشابَهانِ أوْ ذا أشْمَلُ
ومِنْهُ قَلْبٌ ، واقْتِباسٌ يُنْقَلُ
99 وَمِنْهُ تضْمينٌ وتَلْميحٌ وَحَلّْ
ومِنْهُ عَقْدٌ والتَّأنُّقُ انْ تَسَلْ
100 براعةُ اسْتِهلالٍ انْتِقالُ
حُسْنُ الْخِتامِ وانْتَهَى الْمَقالُ
المصدر
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=20258 (http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=20258)
ويوجد فيه شرح للمنظومة