أم أمية
28-05-07, 02:15 PM
بسم الله والحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله ، أما بعد :
1ـ هذه بعض التنبيهات الشرعية على بعض الأخطاء اللفظية - جمع : عبد السلام عبد الكريم - ط المكتبة الاسلامية
قول البعض : عملت اللي علي والباقي على الله :
كلمة الباقي توحي بأن العبد عليه جزء وعلى الله جزء ، وإنما الصحيح أن الكل على الله ، لأن كل ما يفعله العبد إنما هو بإعانة الله ، فلو قال : عملت ما أقدر عليه والتوفيق من الله ، أو نحو ذلك لكان أولى .
2ـوهذه نقولات للشيخ الفاضل عمر الحاج مسعود الجزائري التي نشرها في مجلة الإصلاح السلفية في عددها الثاني - ربيع الأول /ربيع الثاني 1428هـ - من الصفحة 87 حتى الصفحة 93 بعنوان " عبارات عقدية فاسدة " و ذلك لأهميتها و خطورة التلفظ بها فاليكموها .
أولا : " لَمْلِيحْ رَبِّي " :
إذا مدحت شخصا : و قلت فلان مليح يستدرك عليك بعض الناس و يقول لك " لَمْلِيحْ رَبِّي " و المليح هو البهيج الحسن المنظر - المعجم الوسيط 2/883 -و يقصد الناس بقولهم : فلان مليح , أنه عاقل متخلق سمح سهل , و المليح ليس من أسمائه تعالى و لا صفاته , و إنما الله جميل طيب , رفيق , قال النبي صلى الله عليه و سلم :إن الله جميل يحب الجمال -مسلم91- و قال : إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا -مسلم1015- و قال : إن الله رفيق يحب الرفق -مسلم 2593 - ا هـ
ثانيا : " رَبِّي يْدَبَّرْ رَاسُو"
و إذا أراد بعض الناس أن يقول : إن الله يفعل ما يريد و يخلق ما يشاء , قال " رَبِّي يْدَبَّرْ رَاسُو" , أو " رَبِّي عَلَى بَالُو" أو " رَبِّي حُرْ" و نحوها من الألفاظ .و في هذه العبارات عدة محظورات :
1- نسبة الرأس إلى الله و هذا لا يثبت في الكتاب و السنة .
2-يدبر : و التدبير في الأمر لغة : النظر إلى ما تؤول إليه عاقبته و التفكر فيه - الصحاح للجوهري 2/655- أما في حق الله فهو القضاء , و الإنفاذ ,قال تعالى : " يُدَبِّرُ الأَمْرَ" -يونس3 - قال مجاهد : يقضيه وحده - تفسير الطبري7/84 ,السمعاني2/366 و 3/96 - و قال السعدي : ينفذ الأقدار في أوقاتها التي سبق علمه و جرى بها قلمه -تفسير السعدي436- و لا معنى لقولهم هنا " يدبر راسو"
3-نسبة البال إلى الله تعالى و هو غير ثابت , و البال لغة الخاطر - المعجم الوسيط1/77-
4- وصفه عزوجل بالحرّ و هذا لم بذكرفي الكاتب و لا في السنة .
إن العبارات الصحيحة المستقيمة أن تفول كما قال الله تعالى : " إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدْ" , " إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء " , " وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَ يَخْتَار". و مكان " على بالو" تقول : " العليم الأعلم " ,ومكان "حر" تقول : القادر المقتدر المهيمن العزيز القيوم".
الثالث : قولهم " لَمْعَلَّمْ رَبِّي"
و إذا قيل : وين لمعلم ؟ كان الجواب عند بعض الناس : لَمْعَلَّمْ رَبِّي , يقصدون بذلك الحاكم المالك , لكن لا يجوز تسميته بذلك لعدم ثبوته , و المعلم عند المتأخرين لقب لأرفع الدرجات في نظام الصناع -المعجم الوسيط2/624 قول القائل : وين لمعلم . أي المسؤول الأول عن الشركة أو المصنع صخيخ لا حرج فيه , أما الله عزوجل فهو الرب الحكم الملك المالك .
الرابع : " يَدْ الله طْوِيلَة"
يطلقون هذه العبارة و يريدون بها أن الله لا يعجزه شيء , و لا يفلت من أخذه أحد , و ربما يريدون بها سعة رزقه و عظم عطائه , و لكن هذه الصفة غير ثابتة , فالصواب أن تقول كما قال الله تعالى : "إِنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصَادِ" و قوله :" إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ" , " إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ" , " إِنَّ الله عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ"
و وصف يديه بالبسطفي قوله : وَقَالَتِ اليَهُودُ يَدُ الله مَغْلُولَةٌ , غُلَّتْ أيْديهْمْ وَ لُعِنُوا بِمَا قَالُوا , بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ " و البسط " سعة العطاء و الكرم.
الخامس : قولهم " رَبِّي تْفَكْرُوا"
تقال في حق الفقير إذا رزقه الله او المبتلى إذا عافاه أو المريض إذا شفاه , و يفهم من هذه العبارة أن الله نسيه , و النسيان هنا خلاف الذكر و الحفظ , تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا , قال الله عزوجل : " لاَ يَضِّلُ رَبِّي و لاَ يَنْسَى" و هو عزوجل سميع بصير عليم خبير يعلم ما كان و ما يكون قال تعالى : " إِنَّ الله لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَ لاَ فِي السَمَاءِ " و قال سبحانه : " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا " و قال سبحانه :"إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا " و هو حي قيوم لا ينام و لا ينبغي له ان ينام , كما قال تعالى : " اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ" و قال النبي صلى الله عليه و سلم : إن الله لا ينام و لا ينبغي له أن ينام يخفض القسط و يرفعه , يرفع ليه عمل الليل قبل عمل النهار و عمل النهار قبل عمل الليل .مسلم179 .
و يأتي النسيان في اللغة بمعنى الترك , و منه قوله تعالى عن المنافقين : " نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ " يعني تركهم , و قوله : " وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى " أي تترك ي العذاب - الصحاح للجوهري 6/2508 , تيسير الكريم الرحمن للسعدي 357,552 و أضواء البيان للشنقيطي 4/550 .
على أنه قد يكون مقصود بعضهم أن الله رحمه و أحسن إليه , فهذا المعنى صحيح لكن عبارة "رَبِّي تْفَكْرُوا" باطلة.
((منقول))
1ـ هذه بعض التنبيهات الشرعية على بعض الأخطاء اللفظية - جمع : عبد السلام عبد الكريم - ط المكتبة الاسلامية
قول البعض : عملت اللي علي والباقي على الله :
كلمة الباقي توحي بأن العبد عليه جزء وعلى الله جزء ، وإنما الصحيح أن الكل على الله ، لأن كل ما يفعله العبد إنما هو بإعانة الله ، فلو قال : عملت ما أقدر عليه والتوفيق من الله ، أو نحو ذلك لكان أولى .
2ـوهذه نقولات للشيخ الفاضل عمر الحاج مسعود الجزائري التي نشرها في مجلة الإصلاح السلفية في عددها الثاني - ربيع الأول /ربيع الثاني 1428هـ - من الصفحة 87 حتى الصفحة 93 بعنوان " عبارات عقدية فاسدة " و ذلك لأهميتها و خطورة التلفظ بها فاليكموها .
أولا : " لَمْلِيحْ رَبِّي " :
إذا مدحت شخصا : و قلت فلان مليح يستدرك عليك بعض الناس و يقول لك " لَمْلِيحْ رَبِّي " و المليح هو البهيج الحسن المنظر - المعجم الوسيط 2/883 -و يقصد الناس بقولهم : فلان مليح , أنه عاقل متخلق سمح سهل , و المليح ليس من أسمائه تعالى و لا صفاته , و إنما الله جميل طيب , رفيق , قال النبي صلى الله عليه و سلم :إن الله جميل يحب الجمال -مسلم91- و قال : إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا -مسلم1015- و قال : إن الله رفيق يحب الرفق -مسلم 2593 - ا هـ
ثانيا : " رَبِّي يْدَبَّرْ رَاسُو"
و إذا أراد بعض الناس أن يقول : إن الله يفعل ما يريد و يخلق ما يشاء , قال " رَبِّي يْدَبَّرْ رَاسُو" , أو " رَبِّي عَلَى بَالُو" أو " رَبِّي حُرْ" و نحوها من الألفاظ .و في هذه العبارات عدة محظورات :
1- نسبة الرأس إلى الله و هذا لا يثبت في الكتاب و السنة .
2-يدبر : و التدبير في الأمر لغة : النظر إلى ما تؤول إليه عاقبته و التفكر فيه - الصحاح للجوهري 2/655- أما في حق الله فهو القضاء , و الإنفاذ ,قال تعالى : " يُدَبِّرُ الأَمْرَ" -يونس3 - قال مجاهد : يقضيه وحده - تفسير الطبري7/84 ,السمعاني2/366 و 3/96 - و قال السعدي : ينفذ الأقدار في أوقاتها التي سبق علمه و جرى بها قلمه -تفسير السعدي436- و لا معنى لقولهم هنا " يدبر راسو"
3-نسبة البال إلى الله تعالى و هو غير ثابت , و البال لغة الخاطر - المعجم الوسيط1/77-
4- وصفه عزوجل بالحرّ و هذا لم بذكرفي الكاتب و لا في السنة .
إن العبارات الصحيحة المستقيمة أن تفول كما قال الله تعالى : " إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدْ" , " إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء " , " وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَ يَخْتَار". و مكان " على بالو" تقول : " العليم الأعلم " ,ومكان "حر" تقول : القادر المقتدر المهيمن العزيز القيوم".
الثالث : قولهم " لَمْعَلَّمْ رَبِّي"
و إذا قيل : وين لمعلم ؟ كان الجواب عند بعض الناس : لَمْعَلَّمْ رَبِّي , يقصدون بذلك الحاكم المالك , لكن لا يجوز تسميته بذلك لعدم ثبوته , و المعلم عند المتأخرين لقب لأرفع الدرجات في نظام الصناع -المعجم الوسيط2/624 قول القائل : وين لمعلم . أي المسؤول الأول عن الشركة أو المصنع صخيخ لا حرج فيه , أما الله عزوجل فهو الرب الحكم الملك المالك .
الرابع : " يَدْ الله طْوِيلَة"
يطلقون هذه العبارة و يريدون بها أن الله لا يعجزه شيء , و لا يفلت من أخذه أحد , و ربما يريدون بها سعة رزقه و عظم عطائه , و لكن هذه الصفة غير ثابتة , فالصواب أن تقول كما قال الله تعالى : "إِنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصَادِ" و قوله :" إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ" , " إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ" , " إِنَّ الله عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ"
و وصف يديه بالبسطفي قوله : وَقَالَتِ اليَهُودُ يَدُ الله مَغْلُولَةٌ , غُلَّتْ أيْديهْمْ وَ لُعِنُوا بِمَا قَالُوا , بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ " و البسط " سعة العطاء و الكرم.
الخامس : قولهم " رَبِّي تْفَكْرُوا"
تقال في حق الفقير إذا رزقه الله او المبتلى إذا عافاه أو المريض إذا شفاه , و يفهم من هذه العبارة أن الله نسيه , و النسيان هنا خلاف الذكر و الحفظ , تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا , قال الله عزوجل : " لاَ يَضِّلُ رَبِّي و لاَ يَنْسَى" و هو عزوجل سميع بصير عليم خبير يعلم ما كان و ما يكون قال تعالى : " إِنَّ الله لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَ لاَ فِي السَمَاءِ " و قال سبحانه : " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا " و قال سبحانه :"إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا " و هو حي قيوم لا ينام و لا ينبغي له ان ينام , كما قال تعالى : " اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ" و قال النبي صلى الله عليه و سلم : إن الله لا ينام و لا ينبغي له أن ينام يخفض القسط و يرفعه , يرفع ليه عمل الليل قبل عمل النهار و عمل النهار قبل عمل الليل .مسلم179 .
و يأتي النسيان في اللغة بمعنى الترك , و منه قوله تعالى عن المنافقين : " نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ " يعني تركهم , و قوله : " وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى " أي تترك ي العذاب - الصحاح للجوهري 6/2508 , تيسير الكريم الرحمن للسعدي 357,552 و أضواء البيان للشنقيطي 4/550 .
على أنه قد يكون مقصود بعضهم أن الله رحمه و أحسن إليه , فهذا المعنى صحيح لكن عبارة "رَبِّي تْفَكْرُوا" باطلة.
((منقول))