مشاهدة النسخة كاملة : مجموعة خادمات القرآن
أم أسماء
23-11-08, 01:16 PM
الحمد لله تعالى تم الإستماع للشريط الحادي عشر وتم تفريغ الجزء المخصص من (19-24) بفضل الله تعالى .
وإن شاء الله أضع التفريغ قريباً.
سارعي بوضع التفريغ حبيبتي إشراقة
خادمة الذكر الحكيم ، عفاف ، أم عيسى :أين تفريغكن؟
نريد أن نضيفه إلى صفحة الدروس المفرغة في أقرب وقت حتى تستعين به الطالبات في المذاكرة.
تفريغ حاجة سأتكفل به بإذن الله..
خادمة الذكر الحكيم
23-11-08, 03:05 PM
تم الإستماع للدرس الحادي عشر بفضل الله
***ما هي الفوائد الإيمانية المستفادة من تفسير العلامة بن السعدي للآيات التالية من سورة المطففين:
1_(أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)
2_(كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ)
الآية الأولى :
الظن في القرآن على نوعين :
_الظن بمعنى اليقين وهذا ورد كثيرا في القرآن الكريم
_غلبة الظن أو الوهم
وهنا يبين تفسير الآية أنه من ظن أي من اعتقد اعتقادا جازما وغالبا أنه سيبعث أو يغلب على ظنه أنه سيبعث هل سيفعل الفعل القبيح والسئ ويطفف الموازين والمكاييل ويظلم الناس ؟؟ لا لن يفعل ذلك , لأنه سينظر إلى ما عند الله من العذاب والحساب لذا إن فعل فإنه يعود مباشرة إلى الله خائفا عابدا راجيا وسيستغفر ربه ويتوب إليه , أما إذا لم يعتقد بوجود اليوم الآخر أو لم يغلب على ظنه ذلك , غلبة سيطرت على قلبه فإنه سيبخس الناس حقوقهم ويظلمهم وسببه أنه لم يجزم ولم يعتقد ولم يستيقن باليوم الآخر فلو استقر ذلك الإعتقاد في الفؤاد وسيطر على جوارحه كاملة فما ظلم وما طفف وما بخس وإن فعل فإنه عاد وتاب وأناب , فمن وقع في التطفيف فليعلم أن في إيمانه بالله واليوم الآخر والحشر والنشور , في إيمانه نقص وخلل وضعف فلو كان إيمانه صحيح وقويا ولو كان يقينه تاما لما وقع في ذلك الفعل ولو وقع لعاد سريعا.
الآية الثانية :
عندما يستمع المسلم لهذه الآيات سيفهم فهما عاما معنى هذه الآية ولكن هذا الفهم سيتسع وينجلي من دون حجب لأن الله قد أقام عليه من الأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة، ما يجعله حق اليقين، وصار لقلوبهم مثل الشمس للأبصار، بخلاف من ران على قلبه كسبه، وغطته معاصيه، فإنه محجوب عن الحق، ولهذا جوزي على ذلك، بأن حجب عن الله، كما حجب قلبه في الدنيا عن آيات الله.
***وعد الله عز وجل المكذبين في سورة المطففين بثلاثة أنواع من العذاب، اذكريها مع تحديد الآية التي تدل على كل نوع ؟
1_عذاب الجحيم والآية قال تعالى ( ثمَّ إِنَّهم لصالوا الجحيم)
2_عذاب التوبيخ واللوم قال تعالى ( ثُمَّ يقال هذا الَّذي كنتم به تكذِّبون)
3_عذاب الحجاب عن رب العالمين قال تعالى ( كلَّا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )
*** قال العلامة بن السعدي رحمه الله في تفسيره: (عيناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ) قال: ( وهي أعلى أشربة الجنة على الإطلاق فلذلك كانت خالصة للمقربين الذين هم أعلى الخلق منزلة وممزوجة لأصحاب اليمين أي مخلوطة بالرحيق وغيره من الأشربة اللذيذة)
1_وضحي قوله رحمه الله.
تكلم الله تعالى في البداية عن جزاء الأبرار وما للأبرار من نعيم وهذا النعيم قد بينه الله في آيات كثيرة , ولكن هنا نبه على نوع خاص من النعيم لأناس موصوفين بصفة خاصة هؤلاء الناس لهم وصف ولهم نعيم مقابل لهذا الوصف , وفائدة معرفة هذا الوصف أن تعلو همة الإنسان إلى أن يكون من أهل هذا النعيم , وبعد ذلك أشار إلى جزاء المقربين أهل الدرجات العالية في الجنات , فقال أن شراب أهل جنة الأبرار مزاجه من تسنيم ويشربون الرحيق أي الشراب الطيب ذو الرائحة الجميله وهذا الشراب ختامه مسك , فلذلك فليسارع المؤمنون ويتنافسون ويتسابقون عليها , فلما حصلت المنافسة ذكر حال المقربين , ولعله من يستمع إلى هذه الآيات أن يكون في قلبه همة فيرقى سريعاً ويجري إلى الله عز وجل لعله أن يكون من هؤلاء المقربين فيسبق الأبرار في سيرهم إلى الله عز وجل , وتسنيم عين منبعها من أعلى الجنة وهي عين عظيمة جليلة وهي ليست من حظ الأبرار بل يمزج لهم منها فقط , ومن شدة علو هذه العين ورفعة قدرها عند الله لم يعطها حتى للأبرار بل كانت للمقربين يشربون منها
شربا صافيا لا كدر معه ولا مزج فيه وهذا لأنهم أخلصوا العمل في الدنيا لله تعالى.
2_ما هي القاعدة الفقهية التي نستنبطها من الآية الكريمة؟
القاعدة الفقهية هي : أن الجزاء من جنس العمل وهي من القواعد الكبار التي دل عليها القرآن الكريم والسنة النبوية ودل عليها الأئمة فتكلم عنها السعدي وابن القيم وقبلهم الإمام الشافعي ومالك وأحمد فالجزاء من جنس العمل والفضل زيادة.
خادمة الذكر الحكيم
23-11-08, 03:07 PM
المعذرة منك مشرفتنا أم أسماء وصهيب على التأخير في وضع التفريغ
اليوم بإذن الله سيكون التفريغ موجودا بإذن الله
دعاء عبد الله
23-11-08, 04:32 PM
:icony6: مشرفتنا أم أسماء وصهيب إذا كنتِ لم تبدئي بعد في التفريغ عن الأخت حاجة فسأقوم أنا عنها بذلك بعد إذنك طبعاً ويكفيكِ ما تقومين به من جهود كبيرة ضخمة في المجموعات جزآكِ الله عنا كل خير وثقل به ميزانك :icony6:
دعاء عبد الله
23-11-08, 04:53 PM
:icony6: مشرفتنا أم أسماء وصهيب إذا كنتِ لم تبدئي بعد في التفريغ عن الأخت حاجة فسأقوم أنا عنها بذلك بعد إذنك طبعاً ويكفيكِ ما تقومين به من جهود كبيرة ضخمة في المجموعات جزآكِ الله عنا كل خير وثقل به ميزانك :icony6:
خادمة الذكر الحكيم
23-11-08, 04:57 PM
حيا الله الأخت الغالية دعاء عبدالله....
بارك الله لك في التميز والدرجة العالية....بوركت همتك
أسأل الله أن يعلي درجاتك يوم القيامة....
ومبارك لباقي الأخوات التميز في الإمتحان ...
وأسأل الله التوفيق للجميع....
أم أسماء
23-11-08, 07:10 PM
:icony6: مشرفتنا أم أسماء وصهيب إذا كنتِ لم تبدئي بعد في التفريغ عن الأخت حاجة فسأقوم أنا عنها بذلك بعد إذنك طبعاً ويكفيكِ ما تقومين به من جهود كبيرة ضخمة في المجموعات جزآكِ الله عنا كل خير وثقل به ميزانك :icony6:
خلاص حبيبتي دعاء
أنا فرغتُ والحمد لله
بارك الله فيك...
أم أسماء
24-11-08, 12:54 PM
بارك الله فيك أختي إشراقة النور
لك ثلاثة لآلئ لاستماعكِ الدرس الثامن والتاسع والعاشر http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
وثلاث لآلئ أخرى لتدوينكِ للفوائد المطلوبة منها http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
زادك الله علما وفقها في دينه...
أم أسماء
24-11-08, 01:17 PM
بارك الله فيك أختي حاجة
لك ثلاثة لآلئ لاستماعكِ الدرس الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
وثلاث لآلئ أخرى لتدوينكِ للفوائد المطلوبة منها http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
زادك الله علما وفقها في دينه...
أم أسماء
24-11-08, 01:29 PM
***
[quote]
* ** ما معنى قول الشيخ (علم التفسير هو أوسع العلوم على الإطلاق، وهو في الظاهر من أسهل العلوم وأيسرها، فهو كما قيل :قصرٌ سورُه من جريد وأبوابُ غرفِه من حديد)؟
ان ظاهر القران وتفسيره يسير لكن حقيقته انه بحاجة لكثير من العلوم للاحاطة به كعلم اللغة والمعاني والبلاغة
لم أفهم ماذا تقصدين بهذه العبارة ولا من أين استخرجتها؟
***اذكري المراجع التي اختارها الشيخ ؟ و ميزة كل كتاب؟
6 لسان العرب المحيط للفيروز ابادي ميزته انه حوى وجمع من ان غيره ادق منه لكن ذكر لتتسع دلالة الاية باتساع دلالة الكلمة
لسان العرب لابن منظور رحمه الله وليس للفيروز أبادي وقد صحح الشيخ هذا الخطأ في الشريط الرابع عشر.
أم أسماء
24-11-08, 01:33 PM
بارك الله فيك أختي أم الخطاب
لك لؤلؤتين لاستماعكِ الدرس الثاني عشر والثالث عشر http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
ولؤلؤتين لتدوينكِ للفوائد المطلوبة منهما http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
زادك الله علما وفقها في دينه...
أم أسماء
24-11-08, 01:49 PM
بارك الله فيك أختي خادمة الذكر الحكيم
لك لؤلؤتين لاستماعكِ الدرس العاشر والحادي عشر http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
ولؤلؤتان لتدوينكِ للفوائد المطلوبة منهما http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
زادك الله علما وفقها في دينه...
أم أسماء
24-11-08, 01:54 PM
بارك الله فيك أختي دعاء عبد الله
تستحقين لؤلؤتين:
واحدة لاستماعك الدرس الحادي عشر http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
وأخرى لتدوينكِ للفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
في انتظار باقي الفوائد....
ام الخطاب
24-11-08, 07:01 PM
جزاك الله خيرا يا ام اسماء وصهيب
اما بالنسبة لتصحيح الشيخ بالنسبة ان لسان العرب لابن منظور وليس للفيروز فكان في الشريط 14 وليس في 13 وانا كتبته قبل ان اسمع الشريط الذي يليه
واما بالنسبة لجواب ان ظاهر القران يسير لكن عند التعمق فيه فيحتاج لادوات وعلوم اخرى فهو معنى كلام الشيخ وانا لااحب كتابة فوائد نقشا بل اكتب ما فهمه وقد تاكدت من ذلك من اجوبة الاخوات
وايضا بالنسبة للسبق في كتابة الفوائد فانا سبقت فيها كلها ما عدا الدرس 5و6و7و8 يعني سبقت في 10 دروس وتقولين انه لاخت اخرى وان كانت فوائدي مختصرة لكن المراد السبق
فقط احببت التنبيه واعذريني اذا تيببت بالمضايقة ونحوها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..ها أنا بفضل الله أتيت بعد ..الظرف الذي حصل لي ..والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ومباركا عليه ..حمدا كما يليق بجلاله وعظيم سلطانه ..والحمد لله على كل حال ..
أخوات يالمشرفات الغاليات ..أود إستئناف المشاركة معكم في هذه الدورة المباركة ..وسأبدأ من الجزء الثاني بعد الإختبارات ..وعلى فكرة مبروووووك علينا وعليكم جميعا ..الدرجات العالية ..وجعلها ربي رفعة لنا ولكم في الدنيا والآخرة...ونفعنا بما علمنا إنه سميع مجيب..
أود أن أسأل إذا ممكن أين توقفنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
دعاء عبد الله
26-11-08, 02:53 AM
حيا الله الأخت الغالية دعاء عبدالله....
بارك الله لك في التميز والدرجة العالية....بوركت همتك
أسأل الله أن يعلي درجاتك يوم القيامة....
ومبارك لباقي الأخوات التميز في الإمتحان ...
وأسأل الله التوفيق للجميع....
:icony6: وحياكِ الله أختي في الله وبارك فيكي ورفع قدرك في الدنيا والأخرة أنت وجميع أخواتي في هذا الموقع النافع وجميع المشرفات ومبارك هذا النجاح للجميع :icony6:
دعاء عبد الله
26-11-08, 02:59 AM
:icony6:الدرس الثاني عشر:icony6:
مراجعة ـ المراحل السبعة لطالب فهم القرآن
الفوائد المطلوبة:
***ماهي حروف المعاني؟
هي حروف تأتي بين الكلمات فتتصل بين الكلمة المفردة والكلمة المفردة لتكون جملا ذات دلالة واضحة بينة على أمر محدد ، ومن هذه الحروف حرف (أما الأحادية) فثلاثة عشر وهي: الهمزة والألف والباء والتاء والسين والفاء والكاف واللام والميم والنون والهاء والواو والياء.
ومثال على ذلك (فالهمزة) للاستفهام وللتسوية وللنداء نحو: {أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ}، {وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}، أجارتَنا إنا مقيمان ها هنا.
و(الكاف) للتشبيه وللخطاب نحو: العلم كالنور، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً}، وتجيء زائدة نحو {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.
و(أما الثنائية) فستة وعشرون وهي آ وإذ وأل وأم وأن وإن وأو وأي وإي وبل وعن وفي وقد وكي ولا ولم ولن ولو وما ومُذ ومِنْ وها وهل ووا ويا والنون الثقيلة.
(عن) للمجاوزة وللبدلية نحو خرجتُ عن البلد {لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً}.
و(في) للظرفية وللمصاحبة وللسببية نحو: في البلد لصوص. ادخلوا في أمم، ((دخلت امرأةٌ النار في هرة حَبَستها)).
و(قد) للتحقيق وللتقليل وللتوقع نحو {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّاها}، قد يجود البخيل، قد يقدَم المسافر الليلةَ.
و(أما الثلاثية) فخمسة وعشرون وهي آي وأجَلْ وإذا وإذنْ وألا وإلى وأما وإنَّ وأنّ وأيا وبلى وثم وجَلَلْ وجَيْرِ وخلا ورُبَّ وسوف وعدا وعَلَّ وعلى ولاتَ وليت ومنذ ونَعَمْ وهَيَا.
(وأما الرباعية) فخمسة عشر وهي إذما وألاّ وإلاّ وأمّا وإمّا وحاشا وحتى وكأن وكلا ولكنْ ولعلّ ولمّا ولولا ولوما وهلاَّ
و(أما الخماسية) فلم يأت منها إلا لكن وهي للاستدراك
إذاً فحروف المعاني تنقسم إلى أصناف فكل طائفة منها اشتركت في معنى أو عمل تنسب إليه فيقال:
(أحرف الجواب) لا ونعَمْ وبلى وإي وأجَلْ وجلَلْ وجَيْرِ وإنّ
و(أحرف النفي) لم ولمّا ولن وما ولا ولات
و(أحرف الشرط) إنْ وإِذما ولو ولولا ولوما وأمّا
و(أحرف التحضيض) ألا وألاّ وهلاّ ولولا ولو ما
و(الأحرف المصدرية) أنّ وأن وكي ولو وما
و(أحرف الاستقبال) السين وسوف وأنْ وإنْ ولن وهل
و(أحرف التنبيه) ألا وإما وها ويا
و(أحرف التوكيد) إنّ وأنّ والنون ولام الابتداء وقد
ومن ذلك حروف الجر والعطف والنداء ونواصب المضارع وجوازمه
وتنقسم الحروف إلى عاملة كأنَّ وأخواتها وغير عاملة كأحرف الجواب.
وتنقسم أيضاً إلى مختصة بالأفعال كأحرف التحضيض، ومختصة بالأسماء كحروف الجر، ومشتركة كما ولا النافيتين والواو والفاء العاطفتين.
***ما دليل حصر مراحل فهم القرآن بالسبع لطالب العلم؟
الدليل على حصر مراحل فهم القرآن استنباطي مبني علي الاستقراء ويأتي الدليل بالمفهوم , يفهمه الطالب العلم , يفهمه العالم, يفهمه الفقيه, يفهمه المحدث, يفهمه المفسر, فعندما يستقرء نوعا من أنواع العلوم مسألة من المسائل , قضية من القضايا,في كتاب الله او في سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم فيأتي فيقول بناء علي هذه الاستقراء سواء كان أن هذا الاستقراء تام او استقراء اغلبي,يأتي فيبني عليها مسألة ما من المسائل, ونحن في هذه المراحل بنيناها علي مسألة ليست فيها نص من كتاب الله ,ولا من السنة رسوله صلي الله عليه وسلم , وبنيناها علي استقراء لما جاء في كتاب الله ولما جاء في سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ولما جاء من كلام أهل العلم المحققين في هذه الباب. فعندما تنظر مثلا في الأربعين النووية نجد الإمام النووي رحمه الله ألف الأربعين النووية أربعون حديثا من أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم جمعها هذا الإمام في كتاب,واسم هذا الكتاب الأربعون النووية. وهذا الأمر لا إشكال فيه لان أهل العلم من عادتهم أن ينظروا إلى ما جاء في الكتاب, وفي السنة , وفي أقوال أهل العلم, فيحصروها حصرا, بعدد يكون مناسبا للناس.
الإمام النووي ارتئ واختار أن ينتقي من أحاديث الرّسول صلي الله عليه وسلم عددا من الأحاديث يكون هذا العدد مناسب ليس بالطويل ولا بالقصير جدا,الذي يكون فيه شيء من الاختصار المقل, فاختار أربعين حديثا هي شاملة لأصول أحاديث نبي صلي الله عليه وسلم.
وقبل أهل العلم منه ذالك ولم يأتي احد,وأعترض عليه بذالك وجاء أيضاً شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فألف رسالته العظيمة المسماة بأصول الثلاثة وألف رسالة أخري مسماة بالقواعد الأربع,هذه الأعداد التي حصر بها هذا الإمام هذه الرسالة أصول الثلاثة,القواعد الأربعة, هي مبنية علي الاستقراء , نظر في أصول هذا الدين وجد إنها ثلاثة,فسما رسالته الأصول الثلاثة, نظر في القواعد المهمة في ما يتعلق بالتوحيد ونحوه فاسماها الأصول الأربعة,وهذا كثير في كلام الأئمة لا حصر له.
ونجد المفسرين والفقها أيضا يتكلمون بناء علي استقراء لقواعد وأصول هذا الدين وهو موجود أيضا في غيرهم من كتب أهل العلم.
وقد وقع هذا كثيراً من الأئمة في الكثير من المؤلفات على هذا النحو فنجد مصنف مدارج السالكين في منازل إياك نعبد وإياك نستعين فيها مراحل مئة بينها شيخ الإسلام الهروي رحمه الله ثم جاء ابن القيم وشرحها وبيَّنها على أنها مئة على الاستقراء ونحن إنما فعلنا ما فعلوا واخترنا هذا العدد تيسيراً على المسلمين ولذا كانت المصنفات في كل عصر بحسب حاجة الناس
* **اذكري تاريخ تدوين السنة على مر العصور؟ ومافائدته؟
مر تدوين السنة بعدة مراحل ففي عصر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا يوجد غير القرآن ثم احتاج الناس إلى تدوين السنة بعد أن توثقت الأمة من شأن القرآن ولم يُخَفْ على الأمة أن يختلف عليها شيء من السنة ، وكان الخليفة عمر بن عبد العزيز أول من أمر بتدوين الحديث فقد أمر الأئمة وعلى رأسهم الإمام الزهري
ثم بعد ذلك احتاج أهل العلم إلى تدوين الآثار والأخبار عن الصحابة والتابعين وأتباع التابعين فدونوا الآثار.
ثم بعد ذلك احتاج أهل العلم إلى تدوين كلام الأئمة الفقهاء الأكابر فكان أحمد بن حنبل رحمه الله في مبدئه ينهى أن يدون كلامه وكان ينهى طلابه أن يكتبوا فتاويه في المسائل فلما رأى حاجة الناس إلى ذالك سمح لهم وأذن لهم أن يكتبوه عنه.
ثم بعد ذالك تطورت حاجات الناس فدونت المصنفات فجاء الإمام البخاري رحمه الله فنظر أن صحيح الحديث اختلط بضعيفه وأن قد أختلط الأمر علي الناس ولم يصبحوا يميزوا بين ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وبين ما لا يثبت عنه
فدون هذا الصحيح العظيم فصنفه وضبطه وجوده وأتقنه ثم بعد ذلك سار على دربه الإمام مسلم ثم وهكذا أهل العلم
إلى أن جاء القرن السابع فدون أهل العلم كتبا كثيرا في الأصول وفي الفقه وفي المصطلح ونحو ذلك عبارة عن قواعد لأن الناس في القرن السابع لم يصبح عندهم من الملكة ومن الفقه و من الإدراك الذي كان عند أهل الزمان في القرن الرابع وقبله القرن الثالث فاحتاجوا إلى أدوات وآلات يستعينوا بها على نيل العلم في ذاك الزمان.
فلما جاء القرن الثامن والتاسع والعاشر واحتاج الناس إلى أدوات أكثر وإلى آلات أبلغ وأقوى لكي يصلوا إلى العلم الذي أمرهم الله عز وجل أن يتعلموه وأن يطلبوه وأن يبحثوا عنه وأن يعلموه للناس فمازال أهل العلم في هذا التأليف وهذا التصنيف حني جاء زمننا, فوجدنا كل إمام من الأئمة يصنف مصنف يبسط الناس المسائل ويوضحها وييسرها يوصلها لهم بقدر فهومهم, بقدر حاجات, لكل الزمان ولكل المكان ما يميزه هذا الزمان وهذا المكان مما يبين حاجة أهله إلى أن يصنف لهم ويدون لهم ويقام لهم من حلقات الدرس ما يستعينون به على فهم كتاب الله عز وجل وفهم السنة المطهرة .الفائدة:
يبسط للناس المسائل ويوضحها وييسرها ويوصلها لهم بقدر فهومهم , وبقدر حاجات كل زمان وكل مكان ما يميز هذا الزمان وهذا المكان مما يبين حاجة أهله إلى أن يصنف لهم ويدون لهم ويقام لهم من حلقات الدرس مما يستعينون به على فهم كتاب الله عز وجل وفهم السنة المطهرة .
***ماذا يفيد الترتيب بالنسبة لكلمات القرآن أو سوره؟
هذا الترتيب بالنسبة لكلمات القرآن، حروف القرآن، جمل القرآن, آيات القرآن، سور القرآن, ثم القرآن كله من أوله إلى آخره، هذا الترتيب هو الذي سيعينك على فهم الآية كما ينبغي, سيعينك أنك عندما تقرأ في القرآن ستمر بك يا أخي المبارك كلمة قد لا تفهم معناها فتحتاج إلى أن تفهم معناها ، فإذا فهمت معنى الكلمة, فلن تستطيع أن تفهم الجملة حتى تعرف ما يتعلق بحروف المعاني بدلالة هذه الحروف فإذا فهمت دلالة هذه الحروف على وجهها عندئذ تكون فهمت الجملة كاملة ولن تفهم الآية كاملة حتى تفهم هذه الجملة وتلك الجمل التي تكونت منها الآية كل جملة وما دلت عليه لأن الجمل كما تعلمون منها ما يكون جملة ابتدائية ومنها ما تكون جملة فعلية وجملة حالية وغير ذلك من الجمل في لغة العرب لكل جملة نوع من أنواع الدلالة فعندما تجتمع هذه الجمل هذه جملة ابتدائية لها دلالة وهذه جملة فعلية لها دلالة وهذه جملة خبرية وهذه جملة حالية ونحو ذلك عندما تجتمع هذه الدلائل من الجمل تعطيك دلالة كاملة للآية من أولها إلى آخرها عندما تضم هذه الآية مع آيات أخرى من نفس السورة مع ما سبق هذه الآية من الآيات ومع ما لحق بها من الآيات وهو ما يسمى بالسياق يتضح لك المعنى جليا بينا ظاهرا بعد ذلك تأتي بالسورة من أولها إلى آخرها وتنظر في مضمون السور وفي مقصودها وفي موضوعها الذي تنزلت من أجله هذه السورة ثم تنظر في موضوع السورة الذي هو عنوانها التي سطر المصحف الشريف عليها، السورة عندك اسمها سورة المسد، سورة الإخلاص، سورة الكافرون، ونحو ذلك هذه الأسماء فانظر فيها وفي الأسماء الأخرى المدونة في كتب التفسير ستعطيك شيئا ستعطيك شيئا من الدلالة . :icony6::icony6::icony6:
دعاء عبد الله
26-11-08, 03:16 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..ها أنا بفضل الله أتيت بعد ..الظرف الذي حصل لي ..والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ومباركا عليه ..حمدا كما يليق بجلاله وعظيم سلطانه ..والحمد لله على كل حال ..
أخوات يالمشرفات الغاليات ..أود إستئناف المشاركة معكم في هذه الدورة المباركة ..وسأبدأ من الجزء الثاني بعد الإختبارات ..وعلى فكرة مبروووووك علينا وعليكم جميعا ..الدرجات العالية ..وجعلها ربي رفعة لنا ولكم في الدنيا والآخرة...ونفعنا بما علمنا إنه سميع مجيب..
أود أن أسأل إذا ممكن أين توقفنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
:icony6:حمداً لله على عودتك بسلام أختي الفاضلة عفاف ومبارك عليك أختي النجاح وعلى فكره كلمة مبروك أتت من الفعل بَرَكَ بمعنى نزل الأرض ولا يستطيع القيام :blink:
أما الموضع الذي نقف عنده أختي الحبيبة فنحن إنتهينا من دروس المرحلة الثانية وأخرها الدرس الرابع عشر وننتظر الإمتحان يوم الخميس المقبل بارك الله فيك ِ وجعلكِ من المتفوقات:icony6:
دعاء عبد الله
26-11-08, 03:20 AM
تم الإستماع إلى الدرس الثاني عشر
إشراقة النور
26-11-08, 11:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله تم الإستماع للدرس الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر.
السلام عليكم و رحمة الله
بارك الله فيكم
تم بحمد الله الاستماع الى الدرس الرابع عشر المرحلة الاولى من المراحل السبعة لطالب فهم القرآن.
و سأجيب على اسئلة الفوائد اليوم ان شاء الله.
***ماهو مفهوم مصطلح التأويل عند المتقدمين والمتأخرين من أهل العلم؟
عند المتقدمين التأويل يعني التفسير أي ما يؤول اليه الكلام أو ما تؤول اليه حقيقة الكلام.
أما عند المتأخرين فالتأويل يعني صرف اللفظ عن المعنى الظاهر الى معنى آخر بقرينة تدل على ذلك.
***وضحي المرحلة الأولى لطالب فهم القرآن ؟
المرحلة الاولى هي: إدراك المعاني اللغوية التي تحتملها لغة العرب للكلمة الواردة في الآية ثم تحديد المعنى أو المعاني اللغوية المرادة في الآية نفسها. مع الاخذ بالمعنى الاصلي للكلمة.
فكلمات القرآن الكريم تقسم الى 3 اقسام من ناحية الوضوح و عدمه:
1- كلمات مشهورة واضحة المعنى و الدلالة. مثل الناس, الشمس, القمر.....الخ
2- كلمات متداولة و شائعة و واضحة المعنى ظاهريا و لكن من يتأملها يرى انها تنطوي على معاني عديدة لم تخطر على باله من قبل. و هي معاني يحتملها السياق و قد جاء قسم من معانيها في كتب السلف الصالح بالتفسير المأثور. مثل تأزهم أزا, فأجاءها, الصمد....الخ
3- كلمات نحتاج فيها بالرجوع الى اهل الذكر و التفاسير.
***ما المقصود بكلمة أز في الآية الكريمة:﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً﴾؟
الأز: هو الدفع بشدة و قوة (هذا اصل معنى الكلمة). أزا (مفعول مطلق) يفيد معنى الأز القوي و الشديد المتكرر.
و من معاني أز الاخرى
- الامتلاء الشديد. مثلا (المجلس أز أزا) أي امتلئ المجلس امتلاء شديدا.
- الاختلاط: مثل (أز الزيت بالماء).
- الاضطراب و الحركة: (أز القدر بالماء).
فالشياطين تأتي على الكافرين فتخالطهم و تمتزج معهم فتكون مع الكافرين كأنهم جسد واحد ثم إنها بعد ان خالطتهم مخالطة شديدة ملئت أجسادهم و نفختها بالشر و بمعصيت الله عز و جل بل و ملئتها بقوة على قوتهم بالباطل فقد أصبحوا على قوة و جرأة و رغبة على معصيت الله عز و جل و اقتراف الذنوب و الكبائر. و بعد أن ملئتها أصبح للكافرين نوع من الحركة و الاضطراب الموجه في معصيت الله تعالى.
***لماذا يقصر الفهم عند بعض الناس لكل المقصود من تفسير السلف؟
لانه لا يدرك معاني الكلمات المستخدمة في هذه التفاسير. لانه اللغة العربية كغيرها من اللغات في العالم قد تطورت مع الزمن و كثيرا من الكلمات التي كانت متداولة سابقا تصبح غير شائعة بل و غير مألوفة مع مرور الزمن. فالانسان عدو ما يجهل.
أختي الحبيبة أم اسماء و صهيب جزاك الله خير الجزاء عن تفريغك الجزء المخصص لي. بارك الله في ذريتك و جعلهم قرة أعين لك.
أختي الحبيبة أم عبد الله جزاك الله خيرا على نيتك الطيبة في التفريغ عني. بارك الله في ذريتك و جعلها قرة أعين لك.
جزاكم الله خيرا جميعا و بارك فيكم.
اعتذر عن التأخير في تدوين الفوائد و ذلك بسبب السفر. ان شاء الله سأعود قريبا لمحل سكني و اعود الى نشاطي.
ان شاء الله سأدخل الامتحان غدا معكم. رب ييسره للجمع.
دعاء عبد الله
27-11-08, 05:01 AM
:icony6:تم سماع الدرس الثالث عشر بتوفيق الله عز وجل :icony6:
دعاء عبد الله
27-11-08, 05:07 AM
:icony6:الدرس الثالث عشر :icony6:
قراءة لرسالة توضح المراحل السبعة لطالب فهم القرآن
الفوائد المطلوبة:
***ماهي أنواع الحروف في لغة العرب-وضحي كل نوع مع ذكر أمثلة.
الحروف فى لغة العرب على نوعين :
1- حروف المباني اي يبنى منها الكلام فمثلا كلمة عمر عندما نريد أن نكونها وننظر فيها فإذا هي تتكون من حرف العين وحرف الميم وحرف الراء وعندما ننظر في كلمة سحاب مثلا فهي تتكون من حرف س ثم حرف ح ثم حرف الألف ثم حرف الباء فتكون كلمة سحاب من هذه الحروف الأربعة هذه الحروف باصطلاح أهل اللغة تسمى حروف مباني اي يبنى منها الكلام والكلام فى لغة العرب وفى جميع اللغات لابد أن يبنى من حروف وهي يؤتى بها لتركيب الكلام واهل اللغه واهل النحو هم المعنيون في الحديث عن المبنى ودراسة اصل اشتقاق الكلمات
2- حروف المعاني هي التي تربط بين الكلمات لتعطى دلاله معينه يقصدها المتحدث مثل دلالة حرف الباء على الاستعانة في كلمة بسم الله( أصل الكلمة اسم الله) فجاءت هذه الباء فدخلت علي اسم الله سبحانه وتعالى فدلت على الاستعانة من جهة المعنى اي ابتدئ مستعينا بالله عز وجل ... ودلالة حرف اللام على التعليل في قوله تعالى ( يريدون ليطفئوا نور الله) ودلالة حرف على الظرفية في قوله تعالى (ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها) تأمل حرف على والأصل في معنى على هو الفوقية وهو ما يسمى بالاستعلاء ، ولكنها هنا تأتى لدلاله مع الأستعلاء على معنى أخر وهو الظرف فالأصل فى الخطاب المعتاد فى مثل هذه المواطن ان يقال دخل المدينه فى حين غفلة من اهلها لأنه دخل المدينة فأصبح فى المدينة ولكن جاء الخطاب هنا بحرف على الدال على الأستعلاء لبين لك أمرا أراده القرآن وهو أنه عليه السلام حينما دخل هذه المدينه وهو خائف وجل لأنه دخل هاربا عليه السلام دخل المدينة والناس فى سكون وفى راحه وفى دعه لا ينتبه اليه أحد حين أراد أن يدخل المدينة فهو استعان فى دخوله لهذه المدينة بغفلة أهلها فكأنه استعلى على هذه الغفلة وراقبها فدخل المدينة فى وقتها فى حينها كأن الغفلة أصبحت دابة فدخل المدينة عليها فلو جاء حرف فى هنا لما دل على هذا المعنى .
***وضحي أهمية المراحل السبع لطالب فهم كتاب الله عز وجل؟
أهمية المراحل السبع لطالب فهم كتاب الله عز وجل نحن نحتاج لفهم المعنى الكامل إلى أدوات وطرق ووسائل مثل المراحل السبعة لتستعين بها على الفهم الكامل للأيه التي تنظر فيها من كتاب الله عز وجل والإدراك الكامل لمعنى الآية ليس المقصود منه الإدراك الكامل لكل دلالة الآيات من أولها إلى أخرها فهذا لا مطمع فيه مطلقا ولكن نريد أن ندرك معنى كامل كليا يحيط على الأقل بمعظم دلالة الآية بأغلب ما جاءت من اجله فإذا أردت ذلك فعندئذ تستعين بعد الله عز وجل بهذه المراحل السبعة وهذا الإدراك يشمل إدراك إعجاز القرآن في نظمه أو في ترتيبه أو في دلالاته أو أيضا كذلك فيما يتعلق بأثره على قلبك وعلى نفسك في تهذيبها وتنقيتها وتخليصها مما يشوبها من أنواع الأمراض وأنواع الفساد الذي قد يكون نخر ودخل في قلبك بسبب الشوائب التي تمر عليك في هذه الحياة الدنيا .
* ** ما معنى قول الشيخ ( علم التفسير هو أوسع العلوم على الإطلاق، وهو في الظاهر من أسهل العلوم وأيسرها، فهو كما قيل :قصرٌ سورُه من جريد وأبوابُ غرفِه من حديد)؟
قصر سوره من جريد أي قصر لما تنظر إلى السور فإذا هو من جريد، يعني سهل تستطيع أن تتجاوزه، هذا التفسير من الظاهر فتراه قصر، ولكن هذا القصر يتكون سوره من جريد، تظنه سهل ويسير ، ولكنه عندما يدخل داخل هذا القصر سيجد أن أبواب غرفه من حديد، عندما يدخل في بحر علم التفسير سيتضح له أنه بحاجة إلى كل العلوم بلا استثناء حتى يصل إلى علم التفسير، مثل علم اللغة بأنواعها وأشكالها، يعني علم الكلمات وفهم معاني الكلمة في لغة العرب، وبحاجة إلي علم البلاغة بأنواعها الثلاثة، علم البيان، وعلم البديع، وعلم المعاني، وهذا العلم له أثر كبير جدًا بل إن أثره لا يكاد يحاط به من سعته وعظيم أثره في كتاب الله عز وجل، وبحاجة إلي علم حروف المعاني، وقد صنفت مصنفات كبيرة في حروف المعاني ويحتاج إلى أن يدرس ما يتعلق بعلوم القرآن عندك كتب ألفها الأئمة رحمهم الله في بيان علوم القرآن فأنت بحاجة أن تقف على جميع هذه العلوم حتى تستطيع تفسير كتاب الله عز وجل، فستدرك أن هذا التفسير وإن كان في الظاهر أنه هين سهل إلا أنك حين دخلت فيه دخلت في قصر عظيم أبوابه من حديد
***اذكري المراجع التي اختارها الشيخ ؟ و ميزة كل كتاب؟
المراجع التي اختارها الشيخ و ميزة كل كتاب :
1 - الدر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام السيوطي رحمه الله ويوجد كتاب جامع البيان في تأويل القرآن لابن جرير ، ومختصره للإمام بن كثير رحمهم الله جميعًا وتفسيره بالمأثور ، أي بذكر كلام أئمة السلف رحمهم الله في تفسيرهم لكلام الله ، هذه الكتب الثلاثة ، أجمعها وأشملها وأكثرها إحاطة بالآثار هو كتاب الدر المنثور وهو أشملها من جهة جمع الآثار، وبإمكانك أن تستغني عن تفسير ابن جرير، وعن تفسير ابن كثير بالدر المنثور في التفسير بالمأثور " فإن هذا الإمام قد جاء من الآثار في كتاب الله عز وجل من تفسير صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ، و تفسير التابعين، و أتباع التابعين جمع فيه ما لم يجمعه غيره أبدًا ، فلم يجمع أحد كتاب في التفسير المأثور كما جمعه هذا الإمام في كتابه الدر المنثور في التفسير بالمأثور، ولكن إن أردت شيئًا آخر غير التفسير بالمأثور مع هذا الكتاب عندئذ ننظر إلى تفسير ابن جرير فإنه ذكر التفسير بالأثر، وأضاف إليه التفسير بالرأي والاستنباط والفهم ونحو ذلك، فلذا قد يختاره البعض ويقدمه على التفسير الدر المنثور.
2 - تفسير العلامة عبد الرحمن السعدي وسبب اختياري هنا ، هو أنه جمع ما يتعلق بمسائل التربية ، وتقويم الخلق مع الله عز وجل، ومع النفس ومع الناس، فتم اختياره ؛ لأنه سد هذه الثغرة فيما يتعلق بالتربية.
3 - التفسير المسند الصحيح للدكتور حكمت ياسين، وهو طالب علم معاصر وقد صنف هذا الكتاب على أفضل ما يكون بالنسبة لانتفاء الأحاديث الصحيحة والآثار الصحيحة في تفسير كلام الله عز وجل ، واجتهد في الحكم علي الحديث والأثر ويخرجهما وهو جيد مفيد؛ لأنه يخرج الحديث، ويخرج الأثر ، ولكن لا يغني أبدًا مطلقًا عن كتاب التفسير "كتاب الدرّ المنثور" أو عن كتاب تفسير ابن جرير بالنسبة للتفسير بالأثر.
4 - تفسير التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور وهذا التفسير من أجل ما صنف في علم التفسير ، وقد أمضى فيه المصنف رحمه الله أكثر من خمس وثلاثين سنة مع إدراك المصنف باللغة، والبلاغة فهو إمام في هذا الباب ، وهو صاحب فقه ونظر، بل ، فالاستفادة من هذا الكتاب وهو كتاب كبير جدًا في التفسير، فلابد لمن أراد الحقيقة في علم التفسير وفي علم الاستنباط ونحو ذلك أن يستفيد من هذا الكتاب العظيم ، ولكن يحذر فيما يتعلق ببعض التأويل أو التحريف لما يتعلق بمسائل الأسماء والصفات، فإنه رحمه الله كان فتارة يجنح إلى التأويل والتحريف لمسائل الأسماء والصفات، وتارة يترك الأسماء والصفات على حالها ، فينتبه لهذا الأمر ويستفاد منه في الجوانب الأخرى.
5 - كتاب معجم حروف المعاني للقرآن الكريم لمحمد حسن شريف، هذا الكتاب من أعجب ما رأي الشيخ من المصنفات، جاء إلى الحروف في كتاب الله عز وجل فأخذها حرفًا حرفًا، فمثلاً جاء بحرف الألف من كتاب الله سبحانه وتعالى فبدأ من فاتحة الكتاب إلى سورة الناس فوضعها في جدول ، ووضع لكل حرف معنى في هذا الموطن؛ لأن الحروف تختلف معانيها بحسب موقعها وبحسب دلالة السياق، فجاء بكل الحروف المتعلقة بالمعنى في كتاب الله عز وجل فأخذها، من أول القرآن إلى آخره فوضع لها جدولاً في كتابه هذا ، وفي مقدمة كل حرف يذكر ما يتعلق بهذا الحرف واختلاف النحاة أو البلاغيين في هذا الحرف من جهة دلالته ومن جهة تقسيمه في تنوع الدلالة حسب السياق ونحو ذلك، وهو في ثلاثة مجلدات، وهو ليس بالهين أبدًا على ما عمله في هذا الكتاب، وإن كان قد لا يوافق على شيء كثير مما ذكره في هذا الكتاب، ولكنه بذل جهده عظيم.
6 - كتاب لسان العرب لابن منظور ، وهذا الكتاب رغم وجود كتب لغة أدق في اختيار المعنى منه ، إلا أنه تميز بأنه جمع المعاني ولم يختصر ونحن بحاجة إلى الجمع لتتسع دلالة الآية بمعرفة دلالة الكلمة ، فالكلمة في لغة العرب قد يكون لها أكثر من معنى وهذا يفيد طالب العلم جدًا فيما يتعلق بالتفسير.
7 - كتاب الجدول في إعراب القرآن، وهو كتاب عظيم يتعلق بإعراب كتاب الله عز وجل آية آية وحرفًا حرفًا، وهو من أجود ما كتب في هذا المجال وأحسنها رصًا واهتمامًا ويوجد كتب أخرى، ككتاب التبيان في إعراب القرآن للدرويش وغيرها، ولكن هذا الكتاب اهتم ببيان مواقع الجمل في كتاب الله عز وجل.
:icony6: :icony6: :icony6:
دعاء عبد الله
27-11-08, 05:22 AM
أختي الحبيبة أم عبد الله جزاك الله خيرا على نيتك الطيبة في التفريغ عني. بارك الله في ذريتك و جعلها قرة أعين لك.
:icony6: وجزآك الله كل خير أختي في الله حاجة وبارك لك في جميع أهلك وأحبائك وعلى فكرة أنا أم أحمد وليس أم عبد الله وأما اسم دعاء عبد الله فهو اسم رمزي للدعاء والعبودية لله ربي ييسر لك ولنا جميع الصعاب :icony6:
خادمة الذكر الحكيم
27-11-08, 12:43 PM
***ماهي حروف المعاني؟
حروف المعاني : هي حروف لها معاني تأتي بين الكلمات فتصل بين الكلمة والكلمة فتتكون جملة ذات معنى.
***ما دليل حصر مراحل فهم القرآن بالسبع لطالب العلم؟
الأدلة تارة تكون نصية أي جاء فيها نص من الكتاب و السنة أو من كلام أهل العلم , وتارة تكون الأدلة استنباطية مبنية على الاستقراء التام أو على الاستقراء الأغلبي، فتارة يأتي الدليل ظاهر واضح وتارة ليس واضح , مثال ذلك كتاب الأربعين نووية حيث جمع فيها الإمام النووي أربعين حديثا صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
* **اذكري تاريخ تدوين السنة على مر العصور؟ ومافائدته؟
في عهد رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم لم يكن هناك مصنفات إلا القرآن الكريم وكان القرآن ينزل به جبريل على رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ ويكتبه كتاب الوحي ،بعد ذلك احتاج الناس إلى تدوين السنة بعد أن توثقت الأمة من شأن القرآن فأمر عمر بن عبد العزيز رحمه الله أئمة الحديث في ذاك الزمان أن يكتبوا الحديث وأن يجمعوه، وأن يوثقوه، وأن يضبطوه،فقام بذلك عدد من الأئمة على رأسهم الإمام الزهري رحمه الله ثم بعد ذلك احتاج أهل العلم إلى تدوين الآثار، والأخبار عن الصحابة، عن التابعين، فدونوا الآثار ثم بعد ذلك احتاج أهل العلم إلى تدوين كلام الأئمة الفقهاء الأكابر، فكان أحمد بن حنبل رحمه الله مثلاً في مبدأه كان ينهى أن يدون لكلامه، وينهى طلبته أن يكتبوا فتاويه في مسائل فإذا سئل وأفتى ينهاهم يقول: "لا تكتبوا ما أقول لكم وإنما خذوا من حيث أخذنا" فكان في بادئ أمره ينهى عن ذلك، ثم لما رأى حاجة الناس إلى هذا سمح لهم، وأذن لهم أن يكتبوا عنه، لما رأى حاجة الناس إلى أن يدونوا المسائل عن أهل العلم، ثم ما زال الأمر في تغير في تطور بحسب حاجة أهل الزمان فدونت بعد ذلك المصنفات، فجاء مثلا الإمام البخاري رحمه الله فنظر أن صحيح الحديث قد اختلط بضعيفه، وقد اختلط الأمر على الناس فلم يصبحوا يميزوا بين ما ثبت عن رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ وبين ما لا يثبت عنه، فجاء فدون هذا الصحيح العظيم صحيح الإمام البخاري فصنفه وضبطه وجوده وأتقنه، ثم بعد ذلك سار على دربه الإمام مسلم رحمه الله، وهكذا أهل العلم، حتى جاء القرن السابع فدون أهل العلم كتب كثيرة في الأصول وفي الفقه وفي المصطلح ونحو ذلك عبارة عن قواعد، لم؟ لأن الناس في القرن السابع لم يصبح عندهم من الملكة، ومن الفقه، ومن الإدراك، الذي كان عند أهل الزمان في القرن الرابع وفي القرن الثالث، احتاجوا إلى أدوات وآلات يستعينوا بها على نيل العلم في ذاك الزمان، فلما جاء القرن الثامن والتاسع والعاشر احتاج الناس إلى أدوات أكثر وإلى آلات أبلغ وأقوى؛ لكي يصلوا إلى العلم الذي أمرهم الله عز وجل أن يتعلموه، وأن يعلموه للناس، فما زال أهل العلم في مثل هذا التأليف ومثل وهذا التصنيف حتى جاء زمننا هذا، وأيضا ما زال أهل العلم كل إمام من الأئمة يصنف مصنفًا يبسط فيه المسائل للناس يوضحها ييسرها يوصلها لهم بقدر فهومهم بقدر حاجاتهم وفائدته أن يستعينوا به على فهم كتاب الله عز وجل وعلى فهم سنة رسوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ
***ماذا يفيد الترتيب بالنسبة لكلمات القرآن أو سوره؟
هذا الترتيب بالنسبة لكلمات القرآن وسوره يعين على فهم الآية كما ينبغي،لأنه عندما نقرأ كلمة لا نفهمها يجب علينا فهم الجمله ومعرفة السياق لنحدد معنى الكلمة .
خادمة الذكر الحكيم
27-11-08, 01:14 PM
***ماهي أنواع الحروف في لغة العرب-وضحي كل نوع مع ذكر أمثلة.
حروف مباني : أي يبني منها الكلام وهي ليست لها معنًا في نفسها، ولكن لها دلالة بعد التركيب مثل الميم من محمد، والعين من سعد.
حروف معاني :وهي التي تربط بين الكلمات لتعطي دلالة معينة يقصدها المتحدث، مثل دلالة حرف الباء على الاستعانة في كلمة بسم الله.
***وضحي أهمية المراحل السبع لطالب فهم كتاب الله عز وجل؟
الإستعانة على الفهم الكامل للآية والحديث في مثل هذا الموطن عن الإدراك الكامل من معنى الآية، وليس المقصود هو الإدراك الكامل لكل دلالة الآيات من أولها إلى آخرها ولكن نريد أن ندرك معنًا كاملاً كليًا يحيط على الأقل بمعظم دلالة الآية بأغلب ما جاءت من أجله، وبهذا الإدراك يشمل إدراك إعجاز القرآن في نظمه، أو في أيضًا في تربيته، أو في دلالته، أو أيضًا كذلك فيما يتعلق بأثره على قلبك، وعلى نفسك، في تهذبيها، وتنقيتها، وتخليصها، مما يشوبها من أنواع الأمراض، وأنواع الفساد الذي قد يكون نخر ودخل في قلبك.
* ** ما معنى قول الشيخ (علم التفسير هو أوسع العلوم على الإطلاق، وهو في الظاهر من أسهل العلوم وأيسرها، فهو كما قيل :قصرٌ سورُه من جريد وأبوابُ غرفِه من حديد)؟
معناه أن من ينظر إلى القرآن من الظاهر يجده سهلا يسيرا ولو سألت أحدا هل تعرف تفسير آية معينة يقول مباشرة نعم , لم؟لأنه عندما يراه يرى قصرًا في الحقيقة سوره من جريد، قد أحاط به الجريد جريد النخل سهل، ولكنه أيضًا في حقيقة الأمر عندما يدخل داخل هذا القصر سيجد أن أبواب غرفه من حديد، عندما يدخل في بحر علم التفسير سيتضح له الأمر جليًا، ستضح له أن بحاجة إلى كل العلوم بلا استثناء حتى يصل إلى علم التفسير.
***اذكري المراجع التي اختارها الشيخ ؟ و ميزة كل كتاب؟
1_جامع البيان في تأويل القرآن" لابن جرير أو "مختصره لابن كثير" :يتعلق بالتفسير بالمأثور، أي بذكر كلام أئمة السلف رحمهم الله في تفسيرهم لكلام الله , ويمكن أن نستغني عن تفسير ابن جرير، أو عن تفسير ابن كثير بتفسير الإمام السيوطي رحمه الله المسمى بالدر المنثور في التفسير بالمأثور لأنه أشمل.
2_ تفسير العلامة عبدالرحمن السعدي : هو أنه جمع ما يتعلق بمسائل التربية، وتهذيب النفس، وتقويم الخلق مع الله عز وجل، ومع النفس ومع الناس، فتم اختياره ضمن هذه المجموعة؛ لأنه سد هذه الثغرة فيما يتعلق بالتربية
3_التفسير المسند الصحيح :تميز فيه بانتقاء الأحاديث الصحيحة بل وكذلك الآثار الصحيحة في تفسير كلام الله عز وجل.
4_تفسير التحرير والتنوير للطاهربن عاشور : أمضى فيه أكثر من خمس وثلاثين سنة اهتم فيه بما يتعلق باللغة والبلاغة وهو صاحب فقه، وصاحب نظر.
5_ معجم حروف المعان للقرآن الكريم لمحمد حسن شريف :هذا الكتاب من أعجب المصنفات حيث جاء مؤلفه إلى الحروف في كتاب الله عز وجل فأخذها حرفًا حرفًا، كيف حرفًا حرفًا؟ جاء إلى حرف الألف من كتاب الله سبحانه وتعالى فبدأ من فاتحة الكتاب إلى سورة الناس فوضعها في جدول ووضع لكل حرف معنى في هذا الموطن؛ لأن الحروف تختلف معانيها بحسب موقعها وبحسب دلالة السياق،
6_ لسان العرب المحيط : حوى وجمع وإن من المعلوم أن هناك من كتب اللغة ما هو أدق في العبارة وأكثر تحرير في اختيار المعنى، ولكن أختياره لتتسع دلالة الآية بمعرفة دلالة الكلمة
7_الجدول في إعراب القرآن : إنه كتاب عظيم وجميل يتعلق بإعراب كتاب الله عز وجل آية آية وحرفًا حرفًا.
خادمة الذكر الحكيم
27-11-08, 01:39 PM
***ماهو مفهوم مصطلح التأويل عند المتقدمين والمتأخرين من أهل العلم؟
التأويل عند المتقدمين تعني التفسير، أما كلمة التأويل عند من تأخر من أهل العلم فتعني صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنًى آخر بقرينة دلت على ذلك.
***وضحي المرحلة الأولى لطالب فهم القرآن ؟
إدراك المعاني اللغوية التي تحتملها لغة العرب للكلمات الواردة في الآية، ثم تحديد المعنى أو المعاني اللغوية المُرادة في الآية نفسها، وأهمية هذا الأمر أن كلمات القرآن العظيم من جهة الوضوح وعدمه يمكن جعلها على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: كلماتٌ مشهورة واضحة المعنى والدلالة، مثل الناس، الشمس
المرتبة الثانية: كلماتٌ مُتداولة واضحة المعنى الظاهر لكن من يتأمل معنى هذه الكلمات في كتب التفسير ودواوين اللغة فيجد أنها تنطوي على عددٍ من المعاني البديعة التي لم تخطر له على بالٍ
***ما المقصود بكلمة أز في الآية الكريمة:﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً﴾؟
الأز في أصل اللغة كثير من الناس يعرف معنى الأز فيه شيء من الدفع ولكنه دفع يكون فيه شدة وهذا الأزقوي وشديد ومتكرر فالشياطين تأتي إلى هؤلاء الكافرين فتؤزهم أولاً تخالطهم وتمتزج معهم فتكون كأنهم وهم في جسد واحد ولما خالطتهم أصبحت بعد ذلك قد ملئت هذه الأجساد ونفختها بالشر ونفختها بمعصية الله عزّ وجلّ ونفختها بالرغبة بالاستجابة لإبليس عليه من الله اللعنة فلما خالطتهم ملئتهم رغبة في معصية الله سبحانه وتعالى بل وملئتهم قوة على تجاوز أوامر الله عزّ وجلّ وارتكاب نواهيه .
***لماذا يقصر الفهم عند بعض الناس لكل المقصود من تفسير السلف؟
لأن الأداة والآلة التي كانت موجودة عندهم ليست موجودةً عندنا بالشكل المرضي الكافي لأن نفهم ذاك الكلام، ولكن لن نستطيع أن نأخذ هذه الآلات ولا أن نحصل على هذه الأدوات حتى يقر في نفسنا أن العيب فينا لا فيهم، وأن النقص في فهمنا لا فيما جاء عنهم، فإن أول الطريق أن ندرك أنا لسنا على جادةٍ في مخالفتنا لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مخالفتنا لأئمة الدين من العلماء المفسرين لكتاب الله سبحانه وتعالى.
خادمة الذكر الحكيم
27-11-08, 01:41 PM
الحمد لله بعد جهد أتممت باقي الفوائد التي تأخرت بها
بسبب تقصيري .... والفضل لله وحده
دعاء عبد الله
28-11-08, 03:30 AM
:icony6:تم الإستماع إلى الدرس الرابع عشر بفضل الله ومنه وكرمه :icony6:
:icony6:آسفة على التأخير في تدوين فوائد الدروس وذلك لأني أقوم بالإشراف على تشطيب منزل جديد سأنتقل إليه بأسرتي بالإضافة إلى ترتيب وتغليف أشيئنا في المنزل القديم لنقلها للمنزل الجديد عند الانتهاء من تجهيزه في العيد بأمر الله عز وجل وليس تقصير مني فالله يعلم أني أقتطع من وقت نومي للقيام بسماع الدروس واستذكارها أعاننا الله جميعاً على فعل الطاعات :icony6:
دعاء عبد الله
28-11-08, 03:37 AM
:icony6: الدرس الرابع عشر :icony6:
المرحلة الأولى من المراحل السبعة لطالب فهم القرآن
الفوائدالمطلوبة:
***ما هو مفهوم مصطلح التأويل عند المتقدمين والمتأخرين من أهل العلم؟
مصطلح تأويل القران عند المتقدمين رحمهم الله تعني التفسير ، بمعني ما يؤول إليه الكلام أو ما يؤول إليه حقيقة الكلام ،وهذا هو مرادهم رحمهم الله من كلمه التأويل في عموم كلامهم سواء كان هذا في كتب التفسير أو في غيرها من الكتب الأخرى ، أما كلمه التأويل عند من المتأخرين من أهل العلم فتعني صرف اللفظ عن ظاهره إلي معناً آخر بقرينه دلت علي ذلك .
***وضحي المرحلة الأولى لطالب فهم القرآن ؟
المرحلة الأولى : إدراك المعانى اللغوية التى تحتملها لغة العرب للكلمات الواردة فى الآية ثم تحديد المعنى أو المعانى اللغوية المرادة فى الآية نفسها لان كلمات القرآن العظيم من جهة الوضوح و عدمه يمكن جعلها على ثلاث مراتب ،
المرتبة الأولى : كلمات مشهورة واضحة المعنى و الدلالة مثل : الناس ، الشمس ، البحر ، السمع ، اليتيم .
المرتبة الثانية : كلمات متداولة ، واضحة المعنى الظاهر ، لكن من يتأمل معنى هذه الكلمات فى كتب التفسير و دواوين اللغة سيجد أنها تنطوى على عدد من المعانى البديعة التى لم تخطر له على بال
و هى معانى يحتملها السياق والكثير منها قد جاء التصريح بها أو التلميح عنها من السلف الصالح فى كتب التفسير بالمأثور ، لكن لعدم ورود احتمال هذه المعانى اصاب فى خاطره ، فإن الناظر فى تفسير السلف لا يتأمل هذه المعانى فى كلامهم ، بل قد يستنكر على المحققين من المتأخرين الخوض فى هذه المسائل و من جهل شيئا عاداه ، و من أمثلة هذه الكلمات : تأزهم ، حرثكم ، و شددنا أسرهم ، فأجاءها المخاض ،كورت ، كشطت ، كالدهان ، الصمد ، التغابن ، رفرف ، عبقرى ، أحقابا ، صبيا ، واقع ، جمالت صفر ، عتيا ،
***ما المقصود بكلمة أز في الآية الكريمة:﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً﴾؟
معنى الأز في أصل اللغة هو الدفع بشدة وقوة لكن نفهم كلمة تؤزهم في كتاب الله عزّ وجلّ أكثر عند الرجوع إلى معناها في كتب التفسير باللغة والتفسير بالمأثور سنجد أن كلمة أز لها معاني أخرى إلى جانب دلالتها على القوة والشدة في لغة العرب فنجدها تطلق على الامتلاء الشديد ،فيقال في لغة العرب المجلس أز أزيزاً أو يقال امتلأ المجلس امتلاءً،
وتدل على الاختلاط ، فيقال في لغة العرب أز الناس بعضهم ببعض ، أي اختلطوا فيما بينهم فأصبح بينهم مرج وهرج ومداخلة واختلطوا فيما بينهم ، واختلط الزيت بالماء.
وتدل على شيء من الاضطراب والحركة، فيقال أز القدر بالماء بمعنى أن هذا القدر لما غلا فيه الماء بدأ يتحرك ويضطرب .
لو تأملت هذه المعاني في لغة العرب لوجدت أنها منطبقة على الكافرين في أز الشياطين لهم فالشياطين تأتي إلى هؤلاء الكافرين فتؤزهم ، أولاً تخالطهم وتمتزج معهم فتكون كأنهم وهم في جسد واحد ، الشياطين مع الكافرين أصبحوا كالشيء الواحد ثم إنها خالطتهم مخالطة شديدة فملئت أجسادهم ونفختها بالشر وبمعصية الله عزّ وجلّ ،بل وملئتهم قوة على تجاوز أوامر الله عزّ وجلّ وارتكاب نواهيه فأصبح مع هذا كله اضطراب وحركة في معصية الله سبحانه وتعالى ،
وكان في بادئ الأمر المعني في كلمة ﴿ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً ﴾ فيه شيء من الظهور ولكن بعد ذلك عندما تأملنا كلمة الأز في لغة العرب ، وفي كلام المفسرين والسلف رضوان الله عليهم أجمعين أدركنا ما أراده ربنا سبحانه وتعالى من معاني هذه الآية.
***لماذا يقصر الفهم عند بعض الناس لكل المقصود من تفسير السلف؟
يقصر الفهم عند بعض الناس لكل المقصود من تفسير السلف لأنهم عندما نظروا في كلام السلف رحمهم الله لم يكن عندهم من الآلة و لم يكن عندهم من الأداة ما يفهم به كلام السلف فضلا عن أن يفهم كلام الرب سبحانه و تعالى ، لكن بدءا لن تستطيعوا أن يأخذوا هذه الآلات ، و لا أن يحصلوا على هذه الأدوات ، حتى يقر في نفسهم أن العيب فيهم لا في السلف ، و أن النقص في فهمهم لا في ما جاء عن السلف ، إذا تبين ذلك و أستقر في نفسهم عندئذ تكون بداية الطريق ، فيأتي بعد ذلك مداومة النظر في كتب السلف يعين بشكل واضح علي فهم كلامهم ، ويدرأ المرء عن وصمة الاستهانة بكلام السلف في التفسير لأنه سيدرك حينها أن العطب في فهمه ، لا في كلامهم وانه وان فهم بعضها فهو لم يُحط بكل ما قصدوه من المعاني بجهله بأساليب العرب في كلامها فإذا استقر ذلك عنده فلن يجرأ علي مخالفتهم في غير مسائل الإجماع حتى يفهم التفسير ومغزاه ومبناه ويعرف أصولهم وقواعدهم في الاستنباط ثم إن بدا له بعد ذلك أن يجتهد فليجتهد.
:icony6: :icony6: :icony6:
أم أسماء
28-11-08, 10:32 PM
بارك الله فيكنَّ أخواتي الكريمات:
خادمة الذكر الحكيم
أم الخطاب
حاجــــــة
دعاء عبد الله
لك واحدة منكنَّ ثلاثة لآلئ لاستماعكن الدرس الثاني عشر والثالث عشر و الرابع عشر http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
وثلاثة لآلئ أخرى لتدوين الفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
بوركتِ الهمم....
إشراقة النور
30-11-08, 10:11 AM
الفوائد المطلوبة من الدرس الحادي عشر:
***ما هي الفوائد الإيمانية المستفادة من تفسير العلامة بن السعدي للآيات التالية من سورة المطففين:
1-(أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)
1- أن السبب الذي حمل هؤلاء الناس على التطفيف سواء في المكاييل أو الموازين أو في معاملاتهم مع الناس أو مع أنفسهم أو مع أقاربهم وخاصتهم إن الذين حملهم على ذلك أن إيمانهم باليعث والنشور فيه خلل ونقص فهم ليسوا على يقين باليوم الآخر وإلا فإم كانوا على يقين بالبعث لمنعهم ذلك من الوقوع في مثل هذا الذنب وإن وقعوا فيه عادوا سريعا تائبين مستغفؤين.
2- 2-(كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ )
هذه الآية الكريمة تقرير لقاعدة الجزاء من جنس العمل حيث أن هؤلاء وقع منهم ذنوب ومعاصي وقد يقع منهم محبة لا تليق إلا بالله أو رغبة أو تو كل أو خوف لا يليق إلا بالله فتجمعت الأغطية والطبقات على قلوبهم فحجبتهم عن نور الله تعالى ونور القرآن وأعمت بصائهم فكان جزاؤهم في الآخرة أنهم حجبوا عن رؤية وجه الله الكريم كما ظلموا أنفسهم في الدنيا وحجبوها عن آيات الله تعالى بذنوبهم ومعاصيهم.
***وعد الله عز وجل المكذبين في سورة المطففين بثلاثة أنواع من العذاب، اذكريها مع تحديد الآية التي تدل على كل نوع ؟
1- عذاب الجحيم فقد توعدهم الله تعالى بأنهم سيصلون الجحيم . قال تعالى (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ* ثم إنهم لصالوا الجحيم * ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون)
2- عذاب التقريع والتوبيخ وهو من أشد ما يكون في هذا الموقف العظيم قال تعالى (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ* ثم إنهم لصالوا الجحيم * ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون)
3- عذاب الحجب عن رؤية الله تعالى. قال تعالى (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ* ثم إنهم لصالوا الجحيم * ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون)
*** قال العلامة بن السعدي رحمه الله في تفسيره: ( عيناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ) قال: وهي أعلى أشربة الجنة على الإطلاق فلذلك كانت خالصة للمقربين الذين هم أعلى الخلق منزلة وممزوجة لأصحاب اليمين أي مخلوطة بالرحيق وغيره من الأشربة اللذيذة ):
1-وضحي قوله رحمه الله.
2-ما هي القاعدة الفقهية التي نستنبطها من الآية الكريمة؟
في كلام الإمام تقرير لقاعدة الجزاء من جنس العمل .
فالأبرار أهل اليمين جاء شرابهم ( شراب الأبرار هو الرحيق المختوم وهو كل شراب له رائحة زكية طيبة جميلة وهو من أوله مسك وخاتمه مسك)ممزوجا من تسنيم وتسنيم هي عين عظيمة جليلة في الجنة ومنبعها من أعلى الجنان في الفردوس الأعلى ومن جلالتها وارتفاع درجتها لم تكن من حظ الأبرار ولكن حظ الأبرار منها المزج فقط أما من يشرب منها صرفا بال كدر ولامزج هم المقربون أهل الدرجات العالية والسبب في ذلك أن أهل اليمين وهو الأبرار خلطوا أعمالهم بشيء من التقصير والكسل والإنشغال بالمباحات وقد تقع منهم بعض المعاصي فلم تكن اعمالهم الصالحة الخالصة تامة بل وقع فيها النقص والتقصير فبقدر ما خلطوا أعمالهم الصالحة في الحياة الدنيا بقدر ما سيكون المزج من تسنيم والمزج للأبرار لا يكون بدرجة واحدة ولكن كل بحسب عمله وخلطه.
أما المقربون فقد صفوا أعمالهم ولم يخلطوا سيرهم وطاعتهم لله تعالى بأي تقصير أو كسل بل كانوا في معظم أحوالهم يسيرون سيرا شديدا إلى الله تعالى فإذا جاءهم أمر من الله أخذوه بقوة وإن جاهم نهي انتهوا عنه بقوة وإن انشغلوا قليلا بالمباحات كان انشغالا يسيرا وبنية صالحة لذلك استحقوا أن يشربوا شرابا صرفا من تسنيم لاكدر معه ولا مزج كما صفوا أعمالهم لله تعالى والجزاء من جنس العمل.
إشراقة النور
30-11-08, 10:12 AM
الفوائد المطلوبة من الدرس الثاني عشر:
***ماهي حروف المعاني؟
هي الحروف التي لها معنى ودلالة في اللغة وهي تربط بين الكلمات لتعطي جملة لها دلالة يقصدها المتحدث مثل حرف الباء يعني الإستعانة في بسم الله الرحمن الرحيم
وحرف اللام يعني التعليل في قوله تعالى ( يريدون ليطفئوا نور الله)
وحرف على الذي يعني الظرفية في قوله تعالى ( ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها)
***ما دليل حصر مراحل فهم القرآن بالسبع لطالب العلم؟
الدليل يكون على نوعين:
1- دليل واضح ظاهر جلي من الكتاب أو السنة
2- دليل بالإستقراء التام أو الأغلبي لنصوص الكتاب والسنة وكتب أهل العلم المحققين
وحصر مراحل فهم القرآن في سبع مراحل هو مبني على الإستقراء من تنزل القرآن الكريم فتنزل القرآن مبناه على سور والسور مكونة من آيات والآيات مكونة من جمل والجمل مكونة من كلمات مرتبطة بحروف المعاني والكلمات مكونة من حروف.
* **اذكري تاريخ تدوين السنة على مر العصور؟ ومافائدته؟
في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن هناك إلا القرآن فكان كتاب الوحي يكتبونه من فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم جاء ت الحاجة لتدوين السنة وكان ذلك في زمن الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز الذي جمع أئمة عصره وطلب منهم جمع أحاديث الرسول الله صلى الله عليه وسلم وتدوينها فقاموا بذلك وكام على رأسهم الإمام الزهري.
ثم جاءت الحاجة لتدوين الآثار والأخبار عن السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
ثم جاءت الحاجة لتدوين كلام أهل العلم الأكابر وفتاويهم وكان الإمام ابن حنبل يأبى ذلك ولما وجد حاجة الناس بذلك سمح لهم بالكتابة عنه.
ثم جاء ت الحاجة للتصنيف فجاء الإمام البخاري وجمع الأحاديث الصحيحة في صحيح البخاري لما وجد اختلاط الصحيح بالضعيف من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وتبعه الإمام المسلم في ذلك.
***ماذا يفيد الترتيب بالنسبة لكلمات القرآن أو سوره؟
إن هذا الترتيب يعين على فهم القرآن الكريم فلكي تفهم كلمة في القرآن الكريم لابد أن تعلم أولاً دلالة حرف المعنى الذي معها فيتضح لك معنى الجملة التي يتعلق بها ثم تفهم دلالة الجمل المكونة للآية فيتضح لك معى الآية واضحا ثم تربط الآية بما سبقها وما لحقها وهذا هو السياق ثم تنظر لمقصود السورة وموضوعها الذي سطرت به في المصحف الشريف.
إشراقة النور
30-11-08, 10:30 AM
الفوائدالمطلوبة من الدرس الثالث عشر:
***ماهي أنواع الحروف في لغة العرب-وضحي كل نوع مع ذكر أمثلة.
1- حروف المباني التي يبنى منها الكلام وهو ليس لها معنى في نفسها ولا دلالة إلا بعد التركيب مثل ميم من محمد وعين من عمر وهذه ليست مهمة في مبحث التفسير لأن التفسير إنما يعتني بالمعنى وليس بالمبنى.
حروف المعاني هي الحروف التي لها معنى ودلالة في نفسها وهي التي تربط بين الكلمات لتكون جمل لها دلالة يقصدها المتحدث مثل حرف الباء يعني الإستعانة في بسم الله الرحمن الرحيم
وحرف اللام يعني التعليل في قوله تعالى ( يريدون ليطفئوا نور الله)
وحرف على الذي يعني الظرفية في قوله تعالى ( ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها)
***وضحي أهمية المراحل السبع لطالب فهم كتاب الله عز وجل؟
إن تنزل القرآن الكريم مبناه على سور والسور مكونة من آيات والآيات مكونة من جمل والجمل مكونة من كلمات مرتبطة بحروف المعاني والكلمات مكونة من حروف وبذلك لفهم القرآن الكيم لا بد أن نبدأ من موضوع الكلمة أولا ثم الجملة ثم الآية ثم السيق ثم السورة ويعين على ذلك استخذام هذه المراحل السابعة.
* ** ما معنى قول الشيخ (علم التفسير هو أوسع العلوم على الإطلاق، وهو في الظاهر من أسهل العلوم وأيسرها، فهو كما قيل :قصرٌ سورُه من جريد وأبوابُ غرفِه من حديد)؟
أي أن التفسير هو علم من الممكن إختراقه ودخوله وعمل فرجة فيه ولكن من تعمق في علم التفسي عرف أنه بحاجة إلى كل العلوم مثل علوم اللغة وليس المقصود علم النحو فقط بل هناك علم المعاني وعلوم البلاغة بأنواعها الثلاثة ( البيان والبديع والمعاني) وعلم حروف المعاني.
كما هنا حاجة إلى دراسة علوم القرآن مثل رسالة مقدمة التفسير لابن تيمية وغير ذلك من العلوم التي تظهر الحاجة إليها للوصل إلى علم التفسير .
***اذكري المراجع التي اختارها الشيخ ؟ و ميزة كل كتاب؟
1- جامع البيان في تأويل القرآن لابن جرير أو مختصره لابن كثير
وه كتاب في تفسير بالمأثور ويمكن الإستغناء عنه بكتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام السيوطي ولكن البعض يفضل تفسير ابن جرير لأنه حوى التفسير بالرأي والإستنباط بالإضافة للتفسير بالمأثور.
2- التفسير المسند الصحيح للدكتور حكمت يس وقد جمع جميع الأحاديث والأخبار الصحيحة في فهم كتاب الله تعالى مع تخريج الأحاديث.
2- تفسير التحرير والتنوير لطاهر عاشور
وهذا الكتاب قضى فيه المصنف 35 عام هذا مع جلالة المصنف وعلو قدره وفقهه وبلاغته التي لا يبارى فيها أحد ولكن لابد من الحذر من مسلك التأويل الذي سلكه المصنف في أسماء الله وصفاته.
4- كتاب التفسير للإمام عبدالرحمن السعدي مجلد واحد لمافيه من تزكية النفس وتهذيبها وتربيتها بخلق القرآن.
4- المعجم لحروف المعاني في القرآن الكيم لمحمد حسن شريف
وهو كتاب رائع جمع فيه المصنف كل حروف المعاني التي ذكرت في كتاب الله تعالى من فاتحة الكتاب إلى الناس ووضعها في جدول ووضع لكل حرف معناه بحسب موطنه ووضع لكل حرف مقدمة عنه واختلاف النحاة فيه وفي دلالته.
5- لسان العرب لابن منظور
وهذا الكتاب وقع الاختيار عليه على الرغم من وجود كتب أخرى في اللغة هي أكثر تحريرا ولكن ميزة هذا الكتاب أنه جمع وحوى وهذا مانحتاجة في التفسير لتتسع دلالة الكلمة وبالتالي دلالة الآية.
6- الجدول في إعراب القرآن
وقد اهتم بإعرااب القرآن حرف حرف وكلمة وكلمة واهتم بمواقع الجمل.
خادمة الذكر الحكيم
30-11-08, 06:46 PM
تم بحمد لله الإستماع للدرس الخامس عشر
وهذه الفوائد المطلوبة :
***اذكري كلام المفسرين رحمهم الله في دلالة الكلمات التالية :
-﴿ إذا الشمس كُوِّرَتْ)
التكوير في أصل اللغة هو جعل الشئ مكورا أي مدورا ولذا لما نقف على كلام السلف رحمهم الله وعلى كلام أهل العلم في تفسير هذه الآية يقولون : إن الشمس والنجوم والقمر تلف وتكور كما تلف العمامة, ولفظة كورت في اللغة لها معنيين وهذان المعنيين ثابتين وظاهرين في كلام أهل العلم فالتكوير يدل على التدوير ويدل على الإضمحلال أي اضمحلال النور وذهاب الضوء والسطوع فيوم القيامة تلف الشمس والقمر وينطفئ ما فيهما من نور .
- (وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ﴾
انكدرت لغة : السقوط بشدة ويدل على الإضمحلال وذهاب النور شيئا فشيئا فيذهب نور النجوم شيئا فشيئا وهذا يدل على أن الكون بعد أمر الله بالنفخة العظيمة والتي تتبعها نفخة الموت يصبح الكون كله من أوله إلى آخرة مظلما لا نور فيه فيبقى نور الله جل في علاه ولما سأل الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم أين يكون الناس حين تبدل الأرض غير الأرض ؟؟ فقال : في الظلمة دون الجسر.
-(وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ﴾
الكشط جاء تفسيره مما يفسر القرآن بالقرآن في قوله تعالى "يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب"
كيف ذلك؟؟كانوا في القديم يأتون في الجلد ويطون فيها الكتب فهكذا تطوى السماء على جهة تليق بجلاله وعظمته وبين لنا صفة هذا الطي بقوله"كشطت" أي أزيلت كما يزال الجلد من ظهر الكتب فالله يكشط السماء ويزيلها من على هذاالكون ويطويها, وهذه المرحلة من آواخر المراحل التي تمر بها السماء يوم القيامة.
-﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾
عندما ننظر في لغة العرب يقول لك الصمد هو الذي لا جوف له وهذا أصل الكلمة كما قال ابن عباس وغيره من المفسرين أن الصمد الذي لا جوف له والذي لا جوف له لا يحتاج لغيره ولا يحتاج إلى غذاء ولا إلى إخراج فالصمديه أن الله لا يحتاج إلى أحد من خلقه وهو مستغن عنهم جميعا ولكن الخلق كلهم من أولهم لاآخرهم يحتاجون إلى أن يصمدوا لله عز وجل فغذا استقر ذلك في القلب فسنستغني عن كل الخلق ونتعلق فقط بالله عز وجل لأنه لا يجوز التعلق والتوكل والتوجه غلا بالهه عز وجل.
-﴿ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ﴾
مثلا أن يشتري شخص شيئا رخيصا بثمن غالي جدا أو أن يبيع شيئا غاليا بسعر رخيص هذا هو الغبن أي أن الذين ضيعوا حدود وحقوق الله يشعرون بغبن شديد لذا سمى الله عز وجل هذا اليوم بيوم التغابن لذلك يبحث كل إنسان يوم القيامة عن إنسان ظلمه هو في الدنيا فيتمنى أن يكون قد سبه أحد أو ظلمه أحد أو اعتدى عليه أحد فيريد أن يغبنه ويأخذ من حسناته فمثلا رجل كان يصلي ولكنه كان يظلم فيأتي كل من ظلمهم ليأخذو من حسناته حتى لايكاد يبقى من حسناته شئ وسميت سورة التغابن بهذا الإسم لأجل هذا الأمر وسيحصل لهم غبن شديد لأنهم قصروا بحق الله عز وجل.
-﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ﴾
عندمت ننظر في كلام المفسرين في تفسير هذه الآية كابن عباس وغيره يقول لك أن الرفرف هي البساتين , الرفرف هي أطراف القصور , الرفرف هي الحدائق لكن الرفرف في أصل اللغة تدل على نوع من التدلي أي أن هناك شئ يكون طرف لشئ آخر فمثلا البيت له رفرفة أي لها شئ متدلي والرفرف : يكون في أطراف شئ أصلي يكون له ,فهم متكئين على أطراف وهذه الأطراف تارة تكون أطراف قصور ؟أي بساتين وتارة تكون أطراف حدائق قال ابن عباس هي البساتين وقال غيره هو أطراف الأشجار أو أطراف البسط فذكر الرفرف ليدل على ما هو أعظم منه فإذا كان هذا الطرف فما بالنا بالأصل.
-﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ ﴾
الزينة في كتاب الله عز وجل تارة تدل على الزينة الظاهرة وتارة تدل على الزينة الباطنة فالله نهى المرأة أن تبدي زينتها وابن مسعود لما نظر إلى تفسير هذه الآية اختلف عليه هل المقصود الزينة الظاهرة أم الزينة الباطنة وهي الوجه والكفين؟؟؟(الزينة الظاهرة ما يكون ظاهر من الجسد فالمرأة تغطي جسدها كاملا وعندما تخرج يبقى منها مظهرها الخارجي الذي يبين أنها طويلة أو قصيرة أو غير ذلك)....فنظر إلى الآيات الأخرى التي ورد فيها لفظة الزينة , فهي في جميع الآيات دلت على ان المقصود بالزينة هنا الزينة الظاهرة فمثلا قوله تعالى " المال والبنون زينة الحياة الدنيا" هنا المال والبنون زينة ظاهرة فالمقصود هنا أن المرأة نهيت عن ابداء الزينة إلا ما ظهر منها أي مايظهر منها بعد التستر الكامل وهو مظهرها الخارجي.
***كيف يصل طالب العلم إلى فهم دلالة الكلمة؟
إن معرفة دلالة الكلمة يكون بعرض الكلمات التي تتدبر آياتها على المراتب الثلاث السابقة ومعرفة درجتها من الوضوح والغموض فعندما نمر بكلمة من القرآن فيها غموض وتوحي أن البحث فيها يفيد بمعرفة دلالتها بشكل واضح فعندها نرجع الى المصادر التي تساعد في بيان دلالة هذه الكلمة ونحتاج لفهم المعنى شبه التام إلى ثلاثة مصادر وهي :
-جامع البيان في تأويل القرآن لابن جرير وإلا فتفسير ابن كثير
-تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور
-لسان العرب لابن منظور
-القاموس المحيط للفيروز ابادي
والإستفادة من هذه المصادر يكون بما يلي : عندما نمر على كلمة في كتاب الله على الصفة السابقة فإننا نعود أولا إلى تفسير ابن جرير أو ابن كثير مع تفسير تحرير التنوير وسندي بأن المفسرين بالمأثور يأتون بكلام السلف في بيان المراد من الكلمة فدقق النظر فيه ثم انظر في تفسير تحرير التنوير فقد يذكر من المعاني ما يوضح كلام السلف وينبه إلى ما كان خافيا منه وقد يضيف معان صحيحة لم تأت صريحة فيما سبق , ففهم دلالة الكلمة مهم لفهم تفسير الآيات.
خادمة الذكر الحكيم
30-11-08, 06:49 PM
دائما تكون الأخت أم الخطاب من الأخوات السابقات في كتابة الفوائد....
ولكن حصل عندها خلل في جهاز الكمبيوتر وهذا جعلها تتأخر....
وإن شاء الله عندما يصلح الخلل تعود بإذن الله...
نسأل الله لها التوفيق وللجميع إن شاء الله....
ام الخطاب
30-11-08, 09:38 PM
***اذكري كلام المفسرين رحمهم الله في دلالة الكلمات التالية :
-﴿ إذا الشمس كُوِّرَتْ *وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ﴾
التكوير:جعل الشيء مكور اي مدور فتلف الشمس كما تلف العمامة وهي في اللغة تدل على معنيين ثابتين واضحين:1اللف والضم والتدوير 2 اضمحلال النور في الشيء المكور والانطفاء وذهاب النور وكذلك الشمس تكور يوم القيامة تلف وينطفئ نورها
الانكدار :السقوط بشدة والاضمحلال وذهاب النور شيئا فشيئا حتى تنطفئ تماما وهذا يدل ان الكون بعد نفخة الصعق يصبح شديد الظلمة حيث ذهب نور الشمس والقمر والنجوم فلا يبقى نور الا نور الله تعالى ولذلك لما سال الصحابة النبي :اين يكون الناس حين تبدل الارض غير الارض ؟قال:في الظلمة دون الجسر .رواه مسلم
-(وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ﴾
الكشط:فسر في اية "يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب "اي كما توضع اوراق الكتاب على السجل وهو غلاف الكتاب ثم يطوى ويلف عليها ليصير غلاف لها
والمعنى ان السماء قشعت وازيلت كما يزال الغلاف عن الكتاب والجلد عن لحم البعير ويسمى الان السلخ والمراد ان السماء تزال من عن هذا الكون وهذا في اخر مراحل السماء حيث انها اولا تنفطر ثم تنشطر ثم بعد مراحل تفتح فتصير اوبابا ثم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا ثم يحدث طيها
-﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾
لغة :لا جوف له اي لايحتاج الى اكل وشرب او اخراج اي لا يحتاج لغيره في حين ان غيره محتاج اليه
وفيها ان الانسان يجب ان يتعلق بالله وحده لا بغيره
-﴿ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ﴾
الغبن الشعور بالندم الشديد اذ يوم القيامة يندم كل من قصر في عبادة ربه او فعل نواهيه او ظلم غيره
-﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ﴾
الرفرف لغة:المتدلي اي هناك شيء يكون طرف لشيء اخر يعني يكون طرف وتابع لشيء اخر والمراد انهم يتكؤون على اطراف شيء وهذا تارة يكون القصور وتارة اطراف الشجر والبساتين
-﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ ﴾
الزينة تطلق على الزينة الظاهرة :وهي ما ظهر من جسد المراة الخارج من الطول والسمنة
ويطلق على الزينة الباطنة :وهي الوجه والكفان
والمراد هنا الزينة الظاهرة
***كيف يصل طالب العلم إلى فهم دلالة الكلمة؟
يكون بعرض الكلمة على مراتب الكلمات السابقة "واضحة وغامضة وواضحة لكن فيها معان خافية"ومعرفة درجتها من الوضوح والغموض ثم الرجوع الاحد المراجع التالية:
جامع البيان في تاويل القران لابن جرير الطبري او مختصره لابن كثير ثم التحرير والتنوير لابن عاشور ثم القاموس المحيط للفيروز ابادي او لسان العرب لابن منظور
فالاوليان ياتون بتفسير السلف والتحرير قد يوضحه ويزيد معان جديدة صحيحة
أم أسماء
01-12-08, 01:54 AM
بارك الله فيك أختي إشراقة النور
تستحقين ثلاثة لآلئ لسماعك كل من الدرس الحادي عشر و الدرس الثاني عشر والثالث عشر http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
وثلاثة لآلئ أخرى لتدوين الفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
في انتظار فوائد الدرس الرابع عشر...
إشراقة النور
01-12-08, 09:51 AM
الفوائدالمطلوبة من الدرس الرابع عشر:
***ماهو مفهوم مصطلح التأويل عند المتقدمين والمتأخرين من أهل العلم؟
*يقصد بالتأويل عند المتقدمين من أهل العلم التفسير مايؤول إليه حقيقة الكلام وعند المتأخرين هو صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى آخر بقرينة تدل على ذلك
***وضحي المرحلة الأولى لطالب فهم القرآن ؟
المرحلة الأولى هي إدراك المعنى اللغوي للكلمة وتحديد المعنى المراد للكلمة في الآية
والكلمات في كتاب الله تعالى على نوعين:
1- كلمات ظاهرة وواضحة المعنى مثل الشمس والقمر والنور والسماء والأرض
2- كلمات ظاهرة المعنى ولكن عند البحث في دواوين اللغة وكتب التفسير نجد أنها تنطوي على معاني أخرى لا تخطر بالبال وهذه المعاني يحتملها السياق بل إن كثيرا منها جاء التصريح والتلويح بها من السلف.
وبذلك فإن تحديد معنى الكلمة يعتمد على السياق
والكلمة قد يكون لها معنى في أصل اللغة ولكن عند ورودها في نصوص الكتاب والسنة يكون لها معنى مختلف ولكن لا بد أن لا يغيب المعنى الأصلي للكلمة في أصل اللغة.
مثال كلمة زكاة في الشرع تعني إخراج المال بنسبة معينة إلى أناس مخصوصين إذا حال على الأموال الحول
أما في معنى اللغة فهي التطهير والنماء وهذا هو لب عبادة الزكاة.
***ما المقصود بكلمة أز في الآية الكريمة:﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً﴾؟
كلمة أز لها معان مختلفة منها الدفع الشديد ومنها الإمتلاء ومنها الإختلاط ومنها الإضطراب والحركة وكل هذه المعاني يحتملها السياق.
فالشياطين تختلط بهؤلاء الكفار وعندما تخالطهم بشدة تملأ أجسادهم امتلاء شديدا وكأنهم جسد واحدا فتملأهم رغبة في الشر وجرأة على مجاوزة حدود الله وارتكاب نواهيه ثم يحدث الإظطراب والحركة الموجهة للشر ثم تدفعهم دفعا شديد إلى المعاصي والذنوب.
***لماذا يقصر الفهم عند بعض الناس لكل المقصود من تفسير السلف؟
1- أن هؤلاء السلف هم الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم أفضل القرون وأعلم الناس بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقد دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنه فقال صلى الله عليه وسلم اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل وقد استجيبت الدعوة و شهد له الصحابة رضوان الله عليهم بدقة فهمه لكتاب الله تعالى.
2- أن من لم يفهم كلام السلف فالعيب والنقص والعقبة به هو لجهله بأساليب العرب فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا على دراية كاملة تامة بأساليب اللغة العربية لأنهم تربوا عليها بالسليقة ومن فهم شيء من كلامهم فقد لا يفهم كل المقصود من هذا الكلام لأن ليس لديه من الملكة والأدوات التي كانت عندهم ولن يستطيع أن يكتسب هذه الأدوات إلا إذا استقر عنده أن النقص والعيب فيه هو.
ام الخطاب
01-12-08, 03:51 PM
اجابة الدرس 16
***اذكري المعني اللغوي لكل من الكلمات التالية :
-
﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴾
انتبذت: يقول المفسرين فيها :ابتعدت وخرجت للعبادة او لحاجة
لكن في لغة العرب تدل على شيء من الالقاء والرمي والترك اي خروج شديد فيه طرح واعتزال ونبذ لقومها كان قومها شيء غير مرغوب به القته بشدة للتخلص منه فهو خروج فيه كراهية لمخالطتهم لانهم كانوا في معاصي واثام
-قوله سبحانه وتعالى على لسان زكريا عليه السلام ﴿ وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً﴾
عتيا من العتووهو كل مبالغ فيه مما يذم او يعاب وفي التحرير والتنوير زاد معنى اليبس
يعني وقع من زكريا من الكبر ما هو مبالغ فيه حتى يبس عظمه يبسا شديدا يبس فيه ماء الولد وكذلك نحل عظمه جدا
-﴿فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ ﴾
تتضمن معنيان :جاءها المخاض وكذلك الجاها اضطرارا الى جذع النخلة كما افادته اضافة همزة التعدية كما نقول ذهب واذهب سمع واسمع
***ما هي المرحلة الثانية لطالب فهم القرآن؟ وأين تكمنُ أهميتها؟
هي معرفة دلالة حروف المعاني التي تربط بين الكلمات
لان كلمات القران ان فهمت معانيها ودلالتها بقي معرفة دلالة حروف المعاني بينها ولها سر في معرفة معاني كلمات القران فهما دقيقا واسعا يتبين معه سر بديع عظمة كلام الله ويجد الفرق الشاسع بين فهم كلمات القران قبل وبعد وسيقع في قلبه من فهم وتوقير كلام الله ما لم يخطر بباله والخطا في تحديد معنى الحرف قد يقلب المعنى المراد او يضعفه او يخل ببلاغة وفصاحة القران المعجز
أم أسماء
03-12-08, 11:27 PM
بالنسبة للدرس الخامس عشر:
خادمة الذكر الحكيم
أم الخطاب
تستحقان لؤلؤة للتصريح بسماع الشريط http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
و أخرى لتدوين الفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
بارك الله فيكما وزادكما من فضله....
أم أسماء
03-12-08, 11:30 PM
بارك الله فيك يا إشراقة
تستحقين لؤلؤة للتصريح بسماع الشريط الرابع عشر http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
و أخرى لتدوين الفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
هلمي بتدوين باقي الفوائد ، كي تلحقي بالركب....
خادمة الذكر الحكيم
04-12-08, 05:17 PM
تم بحمد الله الإستماع للدرس السادس عشر
الفوائد المطلوبة :
***اذكري المعني اللغوي لكل من الكلمات التالية :
-﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴾
كثير من الناس يفهم هذه الآية فهما سريعا وهو أن مريم عليها السلام ابتعدت عن قومها لتتفرغ لعبادة ربها أو لحاجة لها وهذا فهم صحيح , ولكن الأية تدل على أبلغ من ذلك لأننا إذا تأملنا كلمة " انتبذت " نجد أن فيها معنى زائدا يدل على أن خروج مريم ليس خروجا عاديا بل خروج شديدا فيه اعتزال ونبذ لقومها وكأن أهلها وعشيرتها وقومها شيئا منبوذا , عندها ألقت بهذا الشئ بعيدا عنها وكأنها ألقتهم كراهية لهم لبعدهم عن الله عز وجل.... وكلمة انتبذت في اللغة فيها شيئا من الإلقاء والنبذ وهذه الكلمة تستخدم إذا أردنا البعد عن شئ لا نريده.
-"قوله سبحانه وتعالى على لسان زكريا عليه السلام ﴿ وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً﴾
قال مجاهد : عتيا : يعني نخور العظم وقال أبو زيد : العتي الذي عتى عن الولد فيما يرى نفسه لا يولد له , وأصل كلمة عتيا : مأخوذه من العتو وهي كل مبالغ فيه مما يذم أو يعاب , وعتيا في تفسير التحرير والتنوير تطلق على الشئ اليابس إذن فقد وقع لزكريا عليه السلام كبر في السن مبالغ فيه حتى انحلت منه عظامه ويبست يبوسا شديدا , فتضرع زكريا لربه لأنه قد كبر ويبست عظامه فأصبح لا رطوبة بدنه يخرج منها ماء الولد.
-﴿فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ ﴾
كلمة فأجاءها ليست جاء وليست ألجأ بل هي كلمة دلت على ما تدل عليه هاتين الكلمتين جميعا بأبلغ وأوجز عبارة... وبيان ذلك أن أصل كلمة "أجاء" هو جاء ولو وردت الكلمة هكذا"جاء" لكان المعنى : أن المخاض جاءها وهذا ليس إلا جزء من المعنى فقط ولما دخلت عليها همزة التعدية أضافت إليها معنى آخر غير المجئ وهو أن المخاض لما جاءها جاء بها إلى جذع النخلة....كالفرق بين لجأ وألجأ...ذهب وأذهب.....وهذا المجئ لم يكن على سبيل الإختيار وإنما على سبيل الإضطرار يعني لما جاءا المخاض الجأها إلى جذع النخلة.
***ما هي المرحلة الثانية لطالب فهم القرآن؟ وأين تكمنُ أهميتها؟
المرحلة الثانية :معرفة دلالة حروف المعاني التي تربط بين الكلمات وأهميتها
أنها لها سر عجيب في فهم معاني القرآن فهما دقيقا وواسعا يتبين معه سر بديع عظمة كتاب الله عز وجل فيقع في القلب توقيرا وتعظيما لكتاب الله عز وجل ,والخطا في تحديد معنى الحرف قد يقلب المعنى المراد او يضعفه او يخل ببلاغة القرآن.
ام الخطاب
04-12-08, 08:33 PM
***وضحي الدرجة الأولى فيما يتعلق بدرجات حروف المعاني؟ مع ذكر أمثلة ودلالة كل حرف؟
ادراك المعاني المشهورة لكل حرف
مثل ال في القران لها معنيان عهدية او جنسية ولكل منهما انواع
والفاء لها عدة معاني السببية والفصيحة والعاطفة والجوابية
الباء للالصاق والتبعيض والسببية والقسم
في للظرفية والتعليل والاستعلاء والمقايضة
وعلى للاستعلاء وعن للمجاوزة
فقوله تعالى:"ارايت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم"
الفاء الفصيحة اي افصحت عن معنى اخر هو ان من هذا وصفه هو الذي يدع اليتيم اما من يؤمن بيوم الدين فلا يفعل ذلك
***ما هي الدرجة الثانية من درجات حروف المعاني؟ اعط أمثلة من كتاب الله عز وجل مع التوضيح.
ادراك المعنى المراد تقريبا لكل حرف بحسب موضعه
مثل:ال في"الحمد لله رب العالمين" جنسية تفيد الاستغراق وتاتي بمعنى كل
والفاء في "قلنا اضرب بعصاك الحجر فانبجست "فصيحة اي تفصح عن شيء محذوف هو فضربه فانبجست
الباء في "بسم الله"للاستعانة
وفي في :"لاصلبنكم في جذوع النخل "للعلو مع الظرفية
وعن في "ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه"للمجاوزة اي كان الحسنات تجاوزته وابتعدت عنه وتعدته
*** ما هي الدرجة الثالثة من درجات فهم حروف المعاني؟
التحقيق عند اختلاف اقوال المحققين في المضائق لكي يحمل الكلام على افصح الوجوه بلاغة وحكما واحكاما
كدلالة التعاقب بين الواو والفاء في اوائل سورة المرسلات والنازعات
ودلالة الفاء في "فانتبذت به مكانا قصيا فاجاءها المخاض"
ودلالة في في "ءأمنتم من في السماء"
***كيف وضح أهل العلم الفرق بين العطف بالواو والفاء في قوله تعالى﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ﴾
الاقسام هنا بالملائكة التي تنزع ارواح الكفار فتغرق في ذلك وتشتد ففيه اغراق وشدة وذلك لان النزع لشيء غائر بعيد كانها من اطراف الجسد لان الروح اذا رات ملك الموت خافت فابتعدت الى اطراف الجسد كما ينزع الصوفالمبلول من الشوك
اما الناشطات نشطا فهي ملائكة الموت عندما تقبض ارواح المؤمنين بيسر وسهولة فروح المؤمن عند رويتها انعيم الاخرة لا تمانع في الخروج بل تنشط للخروج كنزول القطرة من في السقاء
والسابحات سبحا وهي الملائكة اخذت الارواح فسبحت بها الى السماء فترفع ا لاارواح فتفتح ابواب السماء لارواح المؤمنين اما الكفار"لاتفتح لهم ابواب السماء"بل يرمى من اعلى الى مكانه من الارض ينتظر العذاب
فالعطف الاول بالواو لان الملائكة هي هي اي هي ملائكة الموت التي تنزع وتنشط وتسبح نفس نوع الملائكة
ثم تغير نوع الملائكة فتغير العطف فالجنس لم يزل الملائكة لكن تغير النوع الى ملائكة رحمة بالمؤمنين وملائكة عذاب للكفار فسابقت بها الى مستقرها من الجنة او النار
ثم جاء نوع ثالث هو المدبرات فعطف بالفاء لانه مغاير لما سبقه وهي التي تدبر امور الارواح في مستقرها
دعاء عبد الله
05-12-08, 02:25 AM
:icony6: تم سماع الدرس الخامس عشر بحمد الله :icony6:
دعاء عبد الله
05-12-08, 03:35 AM
:icony6: الدرس الخامس عشر :icony6:
الفوائدالمطلوبة:
***اذكري كلام المفسرين رحمهم الله في دلالة الكلمات التالية :
-﴿ إذا الشمس كُوِّرَتْ *وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ﴾
كورت تدل على جعل الشيء مدوراً ، والتكوير في اللغة هو جعل الشيء مكورا أي مدورا وعندما نقف على كلام السلف رحمهم الله في التكوير يقولون أن المراد هنا أن الشمس والنجوم تكور وتلف كما تلف العمامة, وكورت في كتب اللغة وأهل العلم لها معنيين : 1- يدل على اللف والضم والتدوير 2 - يدل على إضمحلال النور الذي في الشيء المكور أي أن الشمس تلف وتكور مثل العمامة وأن نورها يضمحل ويذهب ضوئه شيئا فشيئا فينطفئ تماماً .
والإنكدار في أصل اللغة هو السقوط بشدة وقوة ويدل على الإضمحلال وذهاب الضوء والنور شيئا فشيئا ويدل هذا على أن الكون بعد أمر الله بالنفخة العظيمة نفخة الصعق وموت الخلائق يصبح الكون كله مظلم لذهاب نور الشمس والقمر ولا يوجد نور فيه غير نور الله جل في علاه ولما سأل الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ( أين يكون الناس حين تبدل الأرض غير الأرض ، قال : في الظلمة دون الجسر ) في صحيح مسلم
- ( وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ﴾
معنى الكشط جاء تفسيره في قول الله سبحانه وتعالى ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب ) وكانوا في القديم لا يوضع الجلد للكتب بل كانت الكتب توضع في سجل ويطوى فالله سبحانه وتعالى على جهة تليق به سبحان هو على صفة لا نعلمها يطوى سبحانه السموات السبع ومعنى كشطت في لغة العرب أي أزيلت كما يزال الجلد من على لحم البعير وهو يشبه السلخ ، فالله يكشط السماء من على هذا الكون أي يزيلها ويطويها وهذه المرحلة من آواخر ما يقع من السماء لان السماء يوم القيامة تمر بمراحل عظيمة جداً بدأ من الإنفطار ثم الإنشقاق ثم تفتح السماء فتصبح أبواب ثم الكشط
-﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾
الصمد في لغة العرب الذي لا جوف له كما قال ابن عباس وغيره من المفسرين فالله الصمد الذي لا جوف له أي لا يحتاج إلى غذاء ولا إلى إخراج فلا يحتاج إلى غيره بل يحتاج غيره إليه فالله سبحانه وتعالى مستغن عن كل الخلق من الأنبياء والملائكة والبشر ولذا قال الله الصمد وإنما الخلق كلهم صغيرهم وكبيرهم في كل أمورهم يحتاجون أن يصمدوا لله سبحانه وتعالى ، وإذا استقر هذا المعنى في القلب فسيستغني كل مخلوق وسيتجه الجميع إلى رب الخلق سبحانه وتعالى وهذا هو الواجب عليك لان التعلق بالخلق دليل على ضعف الإيمان فمن كان يقينه قوي فإنه يصمد إلى الله جل في علاه .
-﴿ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ﴾
وهو أن يشتري شخص شيئا قيمته زهيدة بثمن باهظ فيحصل في قلبه شيء من الغبن والندم ، لذا سمى الله عز وجل يوم القيامة بيوم التغابن لان الإنسان يوم القيامة يبحث عن إنسان غبنه وظلمه في أي شيء في الدنيا بل ويتمنى أن يكون قد ظلمه الكثير من الناس مثل أن قد سبه أحد أو اعتدى عليه في الدنيا فيأخذ من حسناتهم وصلاتهم وصيامهم حقه فلا يبقى لديه شئ ولذا سمي يوم التغابن فيحصل للناس غبن شديد لأنهم قصروا بحق الله عز وجل.
-﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ﴾
عندما ننظر في كلام المفسرين نجد ابن عباس وسعيد بن جبير وغيرهم من الأئمة يقولون أن الرفرف هي البساتين , أو أطراف القصور , أو هي حدائق القصور والرفرف في أصل اللغة هو نوع من التدلي أي شئ يكون طرف لشئ آخر أو الشيء التابع للشيء الأصلي ، والإتكاء على الرفرف أي على أطراف القصور أي البساتين والحدائق ، والسلف لم يحتاج أن يبين لك أن الرفرف هي أطراف القصور أي البساتين لانه معلوم عندهم ولا حاجة إلى توضيح فقال ابن عباس هي البستان وقال سعيد بن جبير هو الحديقة وقال غيره هو أطراف الأشجار أو أطراف البسط في الجنة وذكر الرفرف ليدل على ما هو أعظم فإذا كان هذا هو حال الرفرف فما بالك بالقصر وما داخل الجنان.
-﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ ﴾
الزينة في كتاب الله عز وجل تارة تطلق ويراد بها الزينة الظاهرة وتارة تطلق ويراد بها الزينة الباطنة ، فالله سبحانه وتعالى أمر النساء أن لا تبدي زينتها فهذا هو ما جاء في كتاب الله فما هي الزينة التي أمرت المرأة أن تغطيها فابن مسعود رحمه الله لما نظر إلى تفسير هذه الآية اختلف الأمر عنده هل المقصود الزينة الظاهرة أم الزينة الباطنة التي هي الوجه والكفين فنظر إلى لفظ الزينة في الآيات وهو ما يقارب عشرين كلمة فتجدها كلها تدل على الزينة الظاهرة لا الزينة الباطنة فمثلا قوله تعالى ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين " المال والبنون زينة الحياة الدنيا" والمعنى زينه ظاهرة فالزينة المراد بها في كتاب الله عز وجل هي الزينة الظاهرة فالمرأة نهيت عن الزينة الظاهرة .
***كيف يصل طالب العلم إلى فهم دلالة الكلمة؟إن معرفة دلالة الكلمة يكون بعرض الكلمات التي تتدبر آياتها على المراتب الثلاث السابقة ومعرفة درجتها من الوضوح والغموض فعندما نمر بكلمة في كتاب الله وتدرك أن فيها شيئاً من الغموض أو أنها توحي أن البحث فيها يفيد بمعرفة دلالتها بشكل أكبر وأوضح فعندها نرجع الى المصادر التي تساعد في بيان هذه الدلالة إن وجدت وهذه المصادر كثيرة ومتنوعة ونحن نحتاج لفهم المعنى شبه التام فسنحصر هذه المصادر إلى ثلاثة وهي :
1 - جامع البيان في تأويل القرآن لابن جرير وإلا فتفسير ابن كثير
2 - تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور
3 - لسان العرب لابن منظور أو القاموس المحيط للفيروز أبادي
وكيفية الاستفادة من هذه المصادر يكون على النحو التالي : عندما نمر على كلمة في كتاب الله على الصفة السابقة فإننا نعود أولا إلى تفسير ابن جرير أو ابن كثير مع تفسير تحرير التنوير وسنجد أن المفسرين بالمأثور يأتون بكلام السلف في بيان المراد من الكلمة فدقق النظر فيه ثم انظر في تفسير تحرير التنوير فقد يذكر من المعاني ما يوضح كلام السلف وينبه إلى ما كان خافيا عليه منه وقد يضيف معان صحيحة لم تأت صريحة فيما سبق , وفهم دلالة الكلمة مهم جداً لفهم كلام الله سبحانه وتعالى وقبل التفسير يجب فهم دلالة الكلمة لفهم الآيات
:icony6::icony6::icony6: .
دعاء عبد الله
06-12-08, 03:22 AM
:icony6:تم بحمد الله وفضله سماع الدرس السادس عشر :icony6:
دعاء عبد الله
06-12-08, 05:21 AM
:icony6:الدرس السادس عشر :icony6:
أمثلة على المرحلة الأولى من المراحل السبعة لطالب فهم القرآن
الفوائدالمطلوبة:
***اذكري المعني اللغوي لكل من الكلمات التالية :
﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴾
كثير من الناس يفهم هذه الآية فهما سريعا وهو أن مريم عليها السلام ابتعدت وخرجت عن قومها لتتفرغ لعبادة ربها أو لحاجة لها ونحو ذلك وهذا فهم صحيح , لكن الآية تدل على أبلغ من هذا وذلك لأننا إذا تأملنا كلمة " انتبذت " نجد أن فيها معنى زائدا يدل على أن خروج مريم ليس خروجا عاديا بل خروج شديدا فيه طرح اعتزال ونبذ لقومها وكأن أهلها وعشيرتها وقومها شيئا منبوذا غير مرغوبٍ فيه بالنسبة لها أخذته وألقته بشدة بعيدا عنها وتخلصاً منه وهذا يفهم من الكلمة وله أمثلة كثيرة في كتاب الله عز وجل وكلمة انتبذت عندما ترجع إلى لغة العرب الفصحى تجد فيها شيئا من الإلقاء والرمي والترك والنبذ وهذه الكلمة تستخدم إذا أراد الشخص البعد عن شيء لا يريده فمريم عليها السلام عندما أرادت ترك قومها انتبذت لان خروجها فيه كراهية لهؤلاء القوم لانهم كانوا في حالة بعد وشرك لله عز وجل وهذه الكلمة هي التي دلتنا على هذا المعنى النفيس .
-قوله سبحانه وتعالى على لسان زكريا عليه السلام ﴿ وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً﴾
فسر السلف هذه الكلمة فقال مجاهد : عتيا : يعني نخور العظم وقال أبو زيد : العتي الذي قد عتى عن الولد فيما يرى نفسه لا يولد له , ثم فلننظر في أصل الكلمة في اللغة عتيا : مأخوذة من العتو وهو كل مبالغ فيه مما يذم أو يعاب , ويتجلى الأمر أكثر عندما نرجع إلى كتاب التحرير والتنوير حيث فيه كلمة عتيا وعتواً تطلق على الشيء اليابس إذن فقد وقع لزكريا عليه السلام كبر في السن مبالغ فيه حتى انحلت منه عظامه ويبست يبوسا شديدا , نخلص من هذا أن زكريا تضرع إلى ربه بضعفه الشديد حيث أنه قد كبر ويبست منه العظام فأصبح لا رطوبة مطلقاً في بدنه يخرج منها ماء الولد فكيف له مع ذلك بالولد ومن أعظم إجابة الدعاء التضرع بالضعف فجاء القبول من الله عز وجل بقبول هذه الدعوة
-﴿فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ ﴾
لو تأملنا كلمة فأجاءها لوجدنا أنها ليست جاء وليست ألجأ بل هي كلمة دلت على ما تدل عليه هاتين الكلمتين جميعا بأبلغ وأوجز عبارة ، وفي كتب اللغة لم تأتي كلمة أجاء وبيان ذلك أن أصل "أجاء" هو جاء ولو وردت الكلمة هكذا"جاء" لكان المعنى : أن المخاض جاءها وهذا ليس إلا جزء من المعنى فقط فلما دخلت عليها همزة التعدية أضافت لها معنى آخر غير المجيء وهو أن المخاض لما جاءها جاء بها إلى جذع النخلة كالفرق بين لجأ وألجأ وذهب وأذهب نام وأنام وغيرها كثير وهذا المجيء لم يكن على سبيل الاختيار وإنما على سبيل الاضطرار كما دل عليه السياق والمراد أن لما جاءها المخاض ألجأها إلى جذع النخلة لذا جاء تفسير السلف ليس جاءها بل ألجأها وهذا من عظيم إدراكهم لمعاني ألفاظ القرآن الكريم .
***ما هي المرحلة الثانية لطالب فهم القرآن؟ وأين تكمنُ أهميتها؟
المرحلة الثانية هي معرفة دلالة حروف المعاني التي تربط بين الكلمات هذا الأمر مهم حيث أن كلمات القرآن العظيم إن فهم معناها ودلالتها فيبقي معرفة دلالة حروف المعاني وهو له سر عجيب في فهم معاني القرآن فهما دقيقا وواسعا يتبين معه سر بديع عظمة كتاب الله عز وجل وسنجد من تذوق دلالة هذه الحروف والفرق الشاسع لفهم الآيات قبل وبعد وسيقع في القلب توقيرا وتعظيم كتاب الله عز وجل ما لم يخطر ببال وأكبر من هذا أن الخطأ في تحديد معنى الحرف المعين قد يقلب المعنى المراد أو يضعفه أو يخل ببلاغة هذا الكتاب المعجز والحروف في كلام العرب تنقسم إلى قسمين حروف المباني وحروف المعاني وحروف المعاني هي التي تدل على معناً في غيرها وتأتي رابطاً بين الكلمات لتسمى حروف الربط مثل دلالة حرف الباء على الاستعانة في كلمة بسم الله وغيرها الكثير ومعجم حروف المعاني في القرآن الكريم يجعلك تصل إلى إدراك مجمل معني هذه الحروف دون تحقيق .
:icony6: :icony6: :icony6:
دعاء عبد الله
06-12-08, 05:43 AM
:icony6:لا غاب لكم صوت أخواتي الحبيبات حاجة وعفاف وأم عيسى وبمعني أصح لا غاب لكم فأرة كمبيرتر ( Mouse ) فنحن نفتقدكم الله يرجعكم سالمين غانمين مثلما كانت تقول جدتي غفر الله لها :icony6:
دعاء عبد الله
06-12-08, 08:12 AM
:icony6: أختي المشرفة والحبيبة أم أسماء وصهيب متى سيكون إمتحان المرحلة الثالثة أي يوم كام بالأرقام حتي أحاول حضور الإمتحان فقد قمت بتنزيل جميع دروس المرحلة الثالثة من موقع طريق الإسلام الرجاء إخباري في أقرب وقت ممكن قبل أن يفصل النت عني حتى أحاول دخول الإمتحان إن استطعت إدعوا لى أن أستطيع دخول الإمتحان :icony6:
أم الشهداء
06-12-08, 02:37 PM
:icony6: أختي المشرفة والحبيبة أم أسماء وصهيب متى سيكون إمتحان المرحلة الثالثة أي يوم كام بالأرقام حتي أحاول حضور الإمتحان فقد قمت بتنزيل جميع دروس المرحلة الثالثة من موقع طريق الإسلام الرجاء إخباري في أقرب وقت ممكن قبل أن يفصل النت عني حتى أحاول دخول الإمتحان إن استطعت إدعوا لى أن أستطيع دخول الإمتحان :icony6:
غاليتي سيكون الاختبار بعد أن ننتهي من المرحلة الثالثة
أي بعد الدرس الحادي والعشرين إن شاء الله
يومي الخميس والجمعة
يوافق 20 و 21 من ذي الحجة إن شاء الله
أم الشهداء
06-12-08, 02:49 PM
فوائد رائعة أختي الحبيبة أم الخطاب
تستحقين لؤلؤتين لتسجيل استماعكِ للدرسين السادس عشر والسابع عشر http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
ولؤلؤتين أخرى لتدوينكِ للفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
وفقكِ الله وسدد خطاكِ وحفظكِ من كل سوء
أم الشهداء
06-12-08, 02:57 PM
فوائد رائعة أختي الحبيبة خادمة الذكر الحكيم
تستحقين لؤلؤة لتسجيل استماعكِ للدرس السادس عشر http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
ولؤلؤة أخرى لتدوينكِ للفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
قال مجاهد : عتيا : يعني نحول العظم
وفقكِ الله وسدد خطاكِ وحفظكِ من كل سوء
أم الشهداء
06-12-08, 03:03 PM
فوائد رائعة وشافية أختي الحبيبة دعاء عبد الله
تستحقين لؤلؤتين لتسجيل استماعكِ للدرسين الخامس عشر والسادس عشر http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
ولؤلؤتين أخرى لتدوينكِ للفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
وفقكِ الله وسدد خطاكِ وحفظكِ من كل سوء
ام الخطاب
06-12-08, 03:21 PM
*** اذكري أشهر المعاني للادوات التالية: مع ذكر الأمثلة لكل معنى:
1-أداة التعريف" ال".
عهدية :كما في "الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل"
جنسية كما في :"الحمد لله رب العالمين""قل اعوذ برب الناس"
ماهية:"وجعلنا من الماء كل شيء حي"
2-"قد" إذا جاءت مع فعل ماض أو مضارع .
قد مع الماضي للتحقيق والتقريب "قد سمع الله قول التي تجادلك""قد افلح من تزكى"
قد مع المضارع للتقليل او التكثير وقد وردت في القران في 8مواضع كلها لاتحتمل الا التكثير الا واحدة تحتمل المعنيان والراجح فيها التكثير كما في:"قد يعلم ما انتم عليه""لم تؤذونني وقد تعلمون اني رسول الله اليكم"
3- اللام الجارة.
الاصل فيها الاختصاص كما في:"انما الصدقات للفقراء"وتاتي للصيرورة"ولذلك خلقهم"وتاتي للعلة"ولقد يسرنا القران للذكر"وتاتي للصلة"واذ قال ربك للملائكة"
4-ما الاسمية
شرطية تفيد العموم "وما تفعلوا من خير"
وموصولة تفيد العموم"فانكحوا ما طاب لكم "
استفهامية"الحاقة ما الحاقة"
تعجبية"فما اصبرهم على النار"
.
*** وضحي كيفية الوصول إلى معرفة دلالة كل من حروف المعاني الآتية:
1- "ال" في قوله تعالى ? وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ?
لان السحر شر كله بكل انواعه جاء بال الاستغراقية والشاملة اما الحسد فلما كان منه المحمود كالغبطة والمذموم لم يات بال الاستغراقية لان ليس كله شر يتعوذ منه
2- "في" عند قوله تعالى ? وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ?
بمعنى على لكن اختارها لانه من شدة غيظ فرعون توعدهم ان يصلبهم صلبا شديدا حتى تكاد اجسامهم تنغرز في الجذوع وتدخل فيها لذلك اختار حرف في ولكن المعنى الاصلي على لم يزل موجودا
3- "السين" في قوله تعالى ? سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حفيا)
السين للمستقبل القريب واختارها الله ليدل على شدة رحمة ابراهيم بابيه حتى انه مستعجل في الدعاء لابيه بالهداية
4- "الفاء" في قوله سبحانه وتعالى ? إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ?
سببية اي بسبب اعطاءنا لك الكوثر اشكر ربك بالصلاة له والنحر
خادمة الذكر الحكيم
07-12-08, 02:26 AM
تم بحمد الله الإستماع للدرس السابع عشر....
وهذه الفوائد....
***وضحي الدرجة الأولى فيما يتعلق بدرجات حروف المعاني؟ مع ذكر أمثلة ودلالة كل حرف؟
الدرجة الأولى هي إدراك المعاني المشهورة لكل حرف مثل
"أل" في كتاب الله تعالى لها معنيان مشهوران عهدية او جنسية ولكل منها أنواع....
"الفاء" لها عدة معاني :العاطفة , الفصيحة , السببية , الجوابية.
"الباء" لها عدة معاني:الإلصاق , التبعيض , السببية , القسم .
"الفاء" أصل معانيها : الظرفية , وتأتي للتعليل , والإستعلاء,والمقايضة وهكذا.
وهذا يكون بالمطالعة أكثر منه بالممارسة.
***ما هي الدرجة الثانية من درجات حروف المعاني؟ اعط أمثلة من كتاب الله عز وجل مع التوضيح.
الدرجة الثانية هي إدراك المعنى المراد تقريبا لكل حرف بحسب موضعه مثل "أل" في قوله تعالى "الحمد لله رب العالمين" جنسية تفيد الإستغراق.
"الفاء" في قوله تعالى "قلنا إضرب بعصاك الحجر فانبجست منه...." فصيحة أي تفصح عن شيء محذوف.
"في" في قوله تعالى " ولأصلبنكم في جذوع النخل"هنا للعلو مع الظرفية.
"عن" في قوله تعالى"ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسة" تفيد المجاوزة أي أنه ببخله جاوز الحسنات عن نفسه.
*** ما هي الدرجة الثالثة من درجات فهم حروف المعاني؟
التحقيق عند اختلاف أقوال المحققين في المضائق كي يحمل الكلام على أفصح الوجوه بلاغة وحكما وإحكاما مثل دلالة التعاقب بين الواو والفاء في أوائل سورة المرسلات والنازعات.
***كيف وضح أهل العلم الفرق بين العطف بالواو والفاء في قوله تعالى﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ﴾
والنازعات غرقا : الواو هنا للقسم والقسم هنا نزل بالملائكة الذين ينزعون الأرواح , والمراد أن الملائكة تنزع أرواح الأشرار غرقا أي أنها تغرق في نزع الأرواح من أطراف الأجساد , ونزع كلمة تدل على الشدة والقوة , فهذا النزع يكون فيه إغراق أي من مكان بعيد ومن أطراف الجسد لأن هذه الروح عندما ترى الملائكة تغرق بعيدا خوفا مما سيحصل لها.
والناشطات نشطا : أي أن الملائكة لما تقبض أرواح المؤمنين فإتها تقبضها بسهولة ويسر , لا تنزعها نزعا لان هذه الرواح المؤمنة عندما ترى النعيم فإنها تنشط هي للخروج والمؤمن في مرض موته يبتلى ويزيد عليه الكرب كما كان حال النبي صلى الله عليه وسلم حين قال " إني أوعك كوعك رجلين"
أما خروج روحه فيكون يسيرا جدا .
والسابحات سبحا : هذه الملائكة عندما أخذت هذه الأرواح , ملك الموت ومن معه سبحوا فيها في السماء فروح المؤمن تفتح لها أبواب السماء وروح الكافر ترمى ولا تفتح لها أبواب السماء .
فالعطف هنا في الواو لأن الملائكة في الآيات الثلاث هم من نفس الجنس والنوع , ولكن عندما ثبت الجنس وتغير النوع تغير العطف وذلك في قوله تعالى :
فالسابقات سبقاهنا نوع آخر من الملائكة , أخذوا هذه الأرواح فملائكة الرحمة أخذت أرواح المؤمنين فتسابقت بها إلى النعيم والإكرام وتفتح لها باب من أبواب الجنة....
وملائكة العذاب أخذت أرواح الكافرين وتسابقت بها غلى العذاب والتنكيل وتفتح لها بابا من أبواب النار..
فالمدبرات أمرا : هنا نوع آخر يدبر أمور هذه الأرواح بعد أن تستقر في مستقرها....
:icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6:
دعاء عبد الله
07-12-08, 04:19 AM
:icony6: جزآكِ الله خيراً أختنا الحبيبة أم الشهداء سأحاول أن أمتحن في الوقت المخصص ولكن إن لم أجد في المكان الذي سننتقل إليه مكاتب للنت تكون فيها نساء فسأنتظر لوصول النت للمنزل وأمتحن إن كان ذلك لازال متاحاً ربي ييسر لنا كل عسير :icony6:
دعاء عبد الله
07-12-08, 04:22 AM
:icony6: تم سماع الدرس السابع عشر بفضل الله :icony6:
دعاء عبد الله
07-12-08, 06:30 AM
:icony6:الدرس السابع عشر :icony6:
الدرجة الأولى من الدرجات المختصة بحروف المعاني
الفوائدالمطلوبة:
***وضحي الدرجة الأولى فيما يتعلق بدرجات حروف المعاني؟ مع ذكر أمثلة ودلالة كل حرف؟
الدرجة الأولى هي إدراك المعاني المشهورة لكل حرف ويجب أن تعرف المعاني المشهورة لأنها هي الأصل في الاستعمال مثل ( ال ) في كتاب الله تعالى لها معنيان مشهوران عهدية أو جنسية ولكل منها أنواع (الفاء) لها عدة معاني السببية والفصيحة، والعاطفة والجوابية وأصل معانيها الظرفية ، (الباء) لها عدة معان أيضاً فالإلصاق، التبعيض، السببية وأصل معاني الباء في لغة العرب هو الإلصاق وأصل المعنى بالنسبة لحرف (على ) هو الاستعلاء كذلك بالنسبة لـ (عن) أصل المعنى هو التجاوز، المجاوزة وهكذا تجد هناك معاني أصلية لعدد من الحروف ينبغي أن تدرك ومعنى أصلي والحرف الأصلي في لغة العرب إذا حور وتطور واستخدم استخداماً آخر فإنه ينبغي ألا ينسى ولا ينسخ المعنى الأصلي له فعندما تأتي مثلاً بالنسبة لـ(على) قد يستخدم بمعنى في قد يستخدم بمعنى عن وهذا كثير ولكنه أيضاً يبقى معنى الاستعلاء موجوداً عند استخدامك لهذا الحرف في غير موطنه الأصلي وفى غير معناه الأصلي الذي وضع له لأن هذا المعنى في الأغلب سيكون موجوداً باقياً لم يزول وإنما سيكون هناك رابط بين المعنى الجديد الذي دل عليه السياق وبين المعني الأصلي لهذا الحرف الذي هو أصل معناه في لغة العرب.
وهناك حروف لا يمكن أن تقول إن لها معنى أصلي مثل (الفاء) فلا يمكن أن تقول إن الفاء أصل معانيها هي مثلا العطف لا فالفاء تستخدم تارة للعطف وتستخدم تارة للسببية وتستخدم تارة للاستئناف وكذلك تسمى الفاء الفصيحة وغير ذلك من أنواع الاستعمال فما هناك معني أصلى نستطيع أن نقول إن الفاء معناها الأصلي هو كذا وكذا لكن هناك معاني متعددة السياق يدل على المعني المراد هذه الأحرف التي ليس لها معني أصلى لابد وأن تنتبه كثيراً للسياق لتحدد المعنى ويتضح الكلام ويقوى ويجلو لك ويقع في قلبك تعظيم لكلام الله سبحانه وتعالى في دلالة هذه المعاني على المراد في مثل هذا السياق.
***ما هي الدرجة الثانية من درجات حروف المعاني؟ اعط أمثلة من كتاب الله عز وجل مع التوضيح.
الدرجة الثانية من درجات حروف المعاني هي إدراك المعنى المراد تقريباً لكل حرف بحسب موضعه ، يعني هناك معاني لهذه الأحرف لن تستطيع أن تقول أن هناك معنى كلى لا وإنما هناك معنى في هذا الموطن وآخر في هذا الموضع ، فمثلا
(ال ) في قوله تعلى ( الحمد لله رب العالمين ) جنسية تفيد الاستغراق وكيفية معرفة أنها أفادت الاستغراق أو لم تفيد الاستغراق كما ذكر لنا أهل العلم بأن تأتي إلى ال هذه فتأخذها وتضع مكانها حرف (كل) فإن ركبت كل في مكان ال وصلح الكلام واستقام فعندئذ تكون ال جنسية تفيد الاستغراق وفي هذا المثال كأنك تقول كل حمد لله رب العالمين، وهذا هو أن الحمد كله من أوله إلى آخره مستغرق ومتوجه ومنحصر إلى الله سبحانه وتعالى .
(الفاء) في قوله تعالى ( أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست ) انبجست بعد أن ضرب ولم يذكر الضرب وإنما دلت عليه الفاء أي قلنا اضرب بعصاك الحجر فضرب فانبجست، هي لم تنبجس من مجرد الأمر وإنما انبجست بعد الضرب فهي هنا فصحية أي تفصح على شيء محذوف .
(الباء) في قوله تعالى (بسم الله ) للإستعانة.
(في) في قوله تعالى ( ولأصلبنكم في جذوع النخل ) من المعلوم أن التصليب يكون على جذوع النخل هذا هو الأصل في الكلام لا نستخدم عادة في مثل هذا الموطن حرف في فنقول صلبته في جذع النخلة لكن الآية هنا جاءت على نحو مغاير للمعهود فجاءت الآية( ولأصلبنكم في جذوع النخل ) لتدل على العلو مع الظرفية.
(عن) في قوله تعالى ( ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه ) للمجاوزة أي فمن يبخل فإنما يجاوز نفسه الحسنات التي لو أنه بذل وتصدق بماله لحصلها فجاء هذا الحرف هنا ليدل على المجاوزة بينما قد لا يكون حرف على يدل على هذا المعنى وكان مناسباً لو جاء أيضاً كذلك لأن مما ورد في كتاب الله عزّ وجلّ استخدام حرف على في مثل هذا الموطن ومن يبخل فإنما يبخل على نفسه، أو يبخل عن نفسه هذا وذاك جاءا في كتاب الله سبحانه وتعالى .
*** ما هي الدرجة الثالثة من درجات فهم حروف المعاني؟
الدرجة الثالثة وهي التحقيق عند اختلاف أقوال المحققين في المضايق لكي يحمل الكلام على أفصح الوجوه بلاغة وحكماً وإحكاماً ومن أمثلة ذلك
دلالة التعاقب بين (الواو) و(الفاء) في أوائل سورة المرسلات والنازعات.
دلالة (الفاء) في قوله تعالى ( فحملته فانتبذي به مكاناً قصيا () فأجاءها المخاض )
دلالة (في) في قوله تعالى (أأمنتم من في السماء )
والدرجة الثالثة تحتاج إلى كثير من الممارسة والمدارسة مع أهل الفن وينبغي أن يعلم أن الوقوف على معنى أو معاني الكلمات أسهل بكثير من الوقوف على دلالة حروف المعاني في موضع بحسبه وهذا الأمر قد يشق في بادئ الأمر ذلك لأن عدداً ليس بالقليل من هذه الحروف لها عدد كبير من المعاني المغايرة حيناً والمتداخلة حيناً آخر، فتتعبك ولكن يكفيك ما ذكر لك الآن يكفيك ما سيذكر لك الآن من المعاني لكل حرف أن ما ذكر لك هو المعنى الأغلب ومثال فيما يتعلق بـ - ال – تأتي بأي شيء في لغة العرب وهذا من المهم جداً من المهم جداً أن تعرف ال هذه في لغة العرب تأتي بأي شيء تأتي هي لما ذكرت من معانيها إيش ؟ التعريف، هل تأتي لغير التعريف؟ قد تأتي لغير التعريف في مواطن يسيرة جداً لكن هذه المواطن لا تشغل نفسك بها
ولا يحدد المعنى المراد إلا السياق وحمل الكلام على أفصح الوجوه مع عدم مخالفة ما تقرر في تفسير السلف الصالح لهذه الآيات.
***كيف وضح أهل العلم الفرق بين العطف بالواو والفاء في قوله تعالى﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ﴾
هذا التغاير بالعطف تارة بالواو والعطف تارة بالفاء هو مقصود فلو كان محل هذه الفاء محلها الواو لكان الأمر سيان لا فرق، والقرآن جاء على أفصح ما يكون الكلام ومن تتطلب العلم النافع تتطلب هذا الفرق ليدرك عظمة هذا القرآن ، فعندما تنظر في قوله سبحانه وتعالى ﴿ والنازعات غرقا () والناشطات نشطا () والسابحات سبحا ﴾ هذه الآيات كلها عطفت بالواو هذه واوا القسم ﴿والنازعات غرقا ﴾ هذا مقسم به ﴿ والنازعات غرقا () والناشطات نشطا﴾ عطف ﴿ والسابحات سبحا ﴾ عطف ثم غاير الله سبحانه وتعالى بحرف العطف فترك العطف بالواو ثم جاء سبحانه وتعالى بالعطف هنا بحرف الفاء فقال ﴿ فالسابقات سبقا ﴾ قال سبحانه وتعالى ﴿ والنازعات غرقا ) ومن المعلوم أن القسم هنا جاء بالملائكة الذين ينزعون أرواح الكافرين تنزعها غرقا أي أنها تغرق في نزع هذه الأرواح من أطراف الأجساد ، (والناشطات نشطا ﴾ أي أن ملك الموت ومن معه تقبض أرواح المؤمنين بسهولة وبيسر لأنها تنشط للخروج ﴿ والسابحات سبحا ﴾ العطف بالواو جاء لأن الملائكة التي نزعت والملائكة التي نشطت والملائكة التي سبحت هي هي من الملائكة فلما ثبت الجنس وتغير النوع تغير العطف فقال الله سبحانه وتعالى ﴿ فالسابقات سبقا﴾ الجنس هو الملائكة ولكن الذي تغير هو نوع الملائكة الذين أخذوا هذه الأرواح فهذه الروح المؤمنة أخذتها ملائكة الرحمة من ملائكة الموت وتلك أخذتها ملائكة العذاب﴿ فالسابقات سبقا ﴾ جنس الملائكة هو هو، فلما تغير النوع تغير العطف ثم جاء بعد ذلك نوع ثالث وهو ما قاله الله عزّ وجلّ ما أخبر به سبحانه وتعالى ﴿ فالمدبرات أمرا ﴾ وهو نوع آخر من الملائكة يدبر أمور هذه الأرواح بعد أن تستقر في مستقرها فلذا جاء العطف بالفاء مغايراً لما كان قبلها من الملائكة المسابقة .
:icony6::icony6:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تم بفضل الله الى الاستماع الى الدرسين الـ15 و الـ16. و الآن سأسجل الفوائد بإذن الله.
***اذكري كلام المفسرين رحمهم الله في دلالة الكلمات التالية :
-﴿ إذا الشمس كُوِّرَتْ *وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ﴾
التكوير: هو جعل الشيء مكورا اي مدورا. و السلف قالوا اي تلف كما تلف العمامة. و عند اهل اللغة التكوير له معنايين, فهو يدل على اللف و الضم و التدوير, و ايضا يدل على اضمحلال النور في الشيء المكور و الانطفاء و ذهاب النور و السطوع.
فبعد نفخة الصعق يصبح الكون كله مظلم شديد لا نور فيه. كما اخبر الرسول صلى الله عليه و سلم في الحديث:
كنت قائما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . فجاء حبر من أحبار اليهود فقال : السلام عليك يا محمد ! فدفعته دفعة كاد يصرع منها . فقال : لم تدفعني ؟ فقلت : ألا تقول يا رسول الله ! فقال اليهودي : إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي " فقال اليهودي : جئت أسألك . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " أينفعك شيء إن حدثتك ؟ " قال : أسمع بأذني . فنكت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعود معه . فقال " سل " فقال اليهودي : أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هم في الظلمة دون الجسر " قال : فمن أول الناس إجازة ؟ قال " فقراء المهاجرين " قال اليهودي : فما تحفتهم حين يدخلون الجنة ؟ قال " زيادة كبد النون " قال : فما غذاؤهم على إثرها ؟ قال " ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها " قال : فما شرابهم عليه ؟ قال " من عين فيها تسمى سلسبيلا " قال : صدقت . قال : وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض . إلا نبي أو رجل أو رجلان . قال " ينفعك إن حدثتك ؟ " قال : أسمع بأذني . قال جئت أسألك عن الولد ؟ قال " ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر . فإذا اجتمعا ، فعلا مني الرجل مني المرأة ، أذكرا بإذن الله . وإذا علا مني المرأة مني الرجل ، آنثا بإذن الله " قال اليهودي : لقد صدقت . وإنك لنبي . ثم انصرف فذهب . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه . وما لي علم بشيء منه . حتى أتاني الله به " . وفي رواية : كنت قاعدا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال : زائدة كبد النون . وقال : أذكر وآنث . ولم يقل : أذكرا وآنثا .
الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 315
خلاصة الدرجة: صحيح
-(وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ﴾
الكشط: أي قشعت و أزيلت كما يزال جلد البعير عن لحمه و هذا هو معنى الكشط و السلخ (يستعمل كلمة الكشط بدل السلخ مع البعير لرقة جلده). فالله سبحانه و تعالى يكشط السماء عن وجه هذا الكون فيطويها (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ). و هذه آخر مرحلة لما يحدث للسماء, لانه في البداية تمر بحالة الانفطار (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ) ثم الانشقاق ( إِذَا السَّمَاء اِنْشَقَّتْ) ثم يحصل انها تملئ بالفتحات (وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا) التي تدخل منها الملائكة كالابواب (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا) ثم يحدث الطي (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ)
-﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾
الصمد: هو الذي لا جوف له فلا يحتاج الى غذاء أو اخراج و لا يحتاج الى أحد مطلقا بل الكل محتاجون اليه و يقصدونه في الحوائج على الدوام.
-﴿ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ﴾
الغبن معناه النقص. يقال غبنه غبنا أي أخذ الشيء منه بدون قيمته. و سمي يوم القيامة بيوم التغابن لانه يظهر فيه غبن الكافر بترك الإيمان, و غبن المؤمن يتقصيره في الأحسان.
-﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ﴾
الرفرف هو الشيء الذي يكون في أطراف شيء أصلي هو تابع له. فالرفرف يكون طرف لشيء آخر. (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ) يعني متكئين على أطرف القصور التي تارة قد تعني البساتين و الحدائق وتارة قد تعني الارائك و تارة قد تعني الاشجار و الله اعلم. وذكر الطرف ليدلك على عظمة الاصل (القصر نفسه).
** هذه الآية الكريمة وردت في سورة الرحمن, و قد تحدثت السورة أولا عن جزاء (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) و ذكرت أن لهم (مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ) ثم قالت (وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ) و ذكرت أن لهم (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ), فبمقارنة جزاء الفئة الاولى بالفئة الثانية يتضح لنا انه الفئة الاولى لها من الحظ الاوفى من الجزاء, و لعل هذا أحد الاسباب انه الفئة الاولى متكئين على فرش بطائنها من استبرق (فما بالنا بالوجه) في حين الفئة الثانية فقط ذكر انهم متكئين على رفرف. و الله اعلم.
-﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ ﴾
الزينة هنا هل المقصود بها الزينة الظاهرة ام الباطنة؟ فابن مسعود رجحها على انها الزينة الظاهرة. و ذلك بتتبع كلمة الزينة في القرآن حيث وردت كلمة (زينة) 11 مرة و جاءت مشتقاتها مثل (زين, ازينت, زينتكم, زينته, زينتها, زينتهن) عدة مرات و كلها تدل على المعنى الظاهري. (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ), (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا), (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً).....الخ
فالمرأة مأمورة ان تستتر بالحجاب و لكن يبقى المظهر الخارجي أي الصفات مثل قصيرة, طويلة, سمينة, ضعيفة ممكن ان يحدد و هذا ليس المطلوب منها أخفائه لانه يشق عليها.
***كيف يصل طالب العلم إلى فهم دلالة الكلمة؟
يكون بعرض الكلمات التي تتدبر آياتها على المراتب الثلاثة السابقة و معرفة درجتها من الغموض أو الوضوح. فإن كان فيها شيء من الغموض أو توحي ان البحث في معناها يفيد فهم دلالتها اكثر فعندئذ نرجع الى المصادر لفهم دلالتها فهما شبه تام (لانه الفهم المطلق لا يكون لاحد).
المصادر:
1- (جامع البيان في تأويل القرآن) لابن جرير أو تفسير ابن كثير.
2- (تفسير التحرير و التنوير) للطاهر بن عاشور.
3- (لسان العرب) لابن منظور أو القاموس المحيط للفيروز ابادي.
و يكون بالرجوع أولا الى تفسير جامع البيان أو ابن كثير ثم تفسير التحرير الذي قد يذكر من المعاني ما يوضح به كلام السلف و ما كان غائبا عنا و قد يضيف من المعاني الصحيحة ما لم يذكر في حينه (لانها كانت واضحة لديهم). ثم اذا اقتضى الامر نرجع الى لسان العرب للمزيد من الفهم. لانه فهم معنى الكلمة عامل اساسي في فهم معنى الاية.
***اذكري المعني اللغوي لكل من الكلمات التالية :
-﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴾
انتبذت: أي خرجت خروج فيه نبذ و طرح شديد لشيء غير مرغوب فيه. أخذته و طرحته و ألقته للتخلص منه. معنى هذا انها تركت قومها تركا فيه كراهية لانهم كانوا في حالة من اقتراف المعاصي لا ترضي الله.
-قوله سبحانه وتعالى على لسان زكريا عليه السلام ﴿ وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً﴾
العتي: هو الذي قد عتى عن الولد فيما يرى نفسه لا يولد له. و العتو هو كل ما يبالغ فيه مما يذم أو يعاب. و يطلق العتي على الشيء اليابس. فالنبي زكريا عليه السلام قد انحلت منه عظامه و يبست يبوسا شديدا فقد حصل له كبر مبالغ فيه, و هو قد تضرع الى الله تعالى بضعفه الشديد و نحول و يبوسة عظمه و ذهاب ماءه (الذي يأتي معه الولد).
-﴿فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ ﴾
فأجاءها: أصلها كلمتان (جاء + ألجأ). أي لما جائها المخاض جعلها تلتجأ الى جذع النخلة لتتمسك بشيء يعينها على الولادة و ألآمها.
هنا لدينا 3 اشياء دلت على الألجاء هي:
1- همزة التعدية.
2- كلمة جاء.
3- السياق الذي يدل على الألجاء.
***ما هي المرحلة الثانية لطالب فهم القرآن؟ وأين تكمنُ أهميتها؟
المرحلة الثانية هي معرفة حروف المعاني التي تربط الكلمات, ذلك ان معنى كلمات القرآن العظيم ان فهم معناها و دلالتها بقي أن نعرف معنى و دلالة حروف المعاني التي تربط بينها. لأن الخطأ في تحديد معنى و دلالة الحرف في الآية قد يقلب المعنى تماما أو يخل به أو يضعفه.
حروف المعاني: هي الحروف التي تدل على معنى في غيرها و تأتي رابطة بين الكلمات تسمى ايضا بحروف الربط.
يعتبر (معجم حروف المعاني في القرآن الكريم) من المصنفات الجيدة في هذا المجال.
:icony6:لا غاب لكم صوت أخواتي الحبيبات حاجة وعفاف وأم عيسى وبمعني أصح لا غاب لكم فأرة كمبيرتر ( Mouse ) فنحن نفتقدكم الله يرجعكم سالمين غانمين مثلما كانت تقول جدتي غفر الله لها :icony6:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته اخواتي الحبيبات
مبارك عيدكم أعاده الله علينا بالايمان و الامان. :icony6:
اختي الحبيبة دعاء بارك الله فيك و جزاك خيرا على السؤال :icony6:. الحمد لله قد عدت الى بيتي و كنت مشغولة بالتنظيف و الترتيب و الحمد لله قد انتهيت و ان شاء الله سأعود الى نشاطي السابق و أواصل معكم بقية الدورة. أحاول جاهدة لتدارك ما فاتني من الدروس خلال هذا الاسبوع و قبل الاختبار في المرحلة الثالثة.
بارك الله فيكم اخواتي جميعا و نفعنا بما علمنا. :icony6:
أختي الحبيبة أم اسماء ان شاء الله سأجاوب على الاستفتاء عند اقرب فرصة. :icony6:
دعاء عبد الله
08-12-08, 04:17 AM
:icony6: تم سماع الدرس الثامن عشر بفضل الله عز وجل :icony6:
دعاء عبد الله
08-12-08, 04:26 AM
:icony6: الدرس الثامن عشر :icony6:
معنى أداة التعريف ـ ال ـ في القرآن
الفوائد المطلوبة:
*** اذكري أشهر المعاني للأدوات التالية: مع ذكر الأمثلة لكل معنى:
1- " أداة التعريف " ال
الـ تكون للتعريف عهدية مثل ما جاءت في قول الله سبحانه وتعالى ﴿ ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ﴾
فالفيل هنا معروف أنه الفيل الذي جاءوا به ليهدم الكعبة فأنزل الله على هؤلاء مع فيلهم الطير الأبابيل التي رمتهم بحجارة من سجيل فالمراد هنا من هذا المثال هو قوله سبحانه وتعالى ﴿ الفيل ﴾ قال هنا عهدية عائدة إلى ذاك الفيل المعهود عند السامع.
وتكون جنسية مثل قوله تعالى ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ أي رب العالمين من أولهم إلى أخرهم كذلك في الآية الثانية ﴿ قل أعوذ برب الناس﴾ أي برب كل الناس فهذه جنسية تفيد الاستغراق.
وتكون للماهية مثل ﴿ وجعلنا من الماء كل شيء حي ﴾ وهي تسمى عند بعض أهل اللغة جنسية ولكنها جنسية لا تفيد الاستغراق وإنما جنسية تدل على الماهية لان ال في كلمة (الماء) هنا هذه ال جنسية تفيد الماهية أي ماهية الماء فالمراد هنا أن الماء أياً كان هذا الماء قد جعله الله سبحانه وتعالى حياة لهذه المخلوقات.
2 – قد "إذا جاءت مع فعل ماض أو مضارع"
قد، تكون مع الماضي للتحقيق والتقريب ، مثل قوله تعالى ﴿ قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ﴾ فقد هنا سبقت الفعل الماضي فتدل على التحقيق وتدل على معنى آخر في كثير من المواطن وهو التقريب أي أن السماع قد تحقق وأيضاً أن هذا السماع من قرب و ﴿ قد أفلح من زكاها ﴾
وتكون مع المضارع فإنها تارة تفيد التكثير وتارة تفيد التقليل ، وهي في القرآن الكريم في ثمانية مواضع كلها عند التحقيق للتكثير منها ﴿ قد يعلم ما أنتم عليه ﴾ يعني الإخبار بأن الله عزيز مطلع وأن هذا الاطلاع صفته الكثرة والاطلاع الكامل وقوله تعالى ﴿ لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم ﴾ ومثال حالة التقليل عندما نقول قد يجود البخيل، فالمراد هنا التقليل لأن البخيل الأصل فيه أنه لا يجود ولكن لما جاد هنا أخبرت أنه قد يجود، قد يجود البخيل.
3 – اللام الجارة
اللام الجارة المكسورة التي تجر ما بعدها أصل معانيها الاختصاص وهو معنى لا يكاد يفارقها وهو مهم جداً وله أثر في فهم دلالة الآيات في مسائل العقيدة ومسائل الفقه وغيرهما من أمور الدين ومن الأمثلة ﴿ إنما الصدقات للفقراء ﴾ معناها أن الصدقات يختص بها الفقراء لأن اللام هنا جاءت للاختصاص على أصل معناها وتأتي للسيرورة مثل قوله تعالى ﴿ ولذلك خلقهم ﴾ وتأتي للعلة مثل ﴿ ولقد يسرنا القرآن للذكر ﴾ أي الحكمة والعلة تيسير هذا القرآن للذكر وتأتي للصلة مثل قوله تعالى ﴿ وإذ قال ربك للملائكة ﴾أي أنها تصل بين شيئين بمعنى أنه قال سبحانه وتعالى موصلاً هذا الكلام للملائكة، كما تقول أنت سجدت لله هذه اللام في سجدت لله لام الصلة أي سجدت موصلاً سجودي لله فهذه تكون بين المعاني
4 - ما الاسمية
ما الاسمية تأتي على نوعين تكون شرطية وموصولة مثل قوله تعالى ﴿وما تفعلوا من خير ﴾ فهي شرطية ولها دلالة ظاهرة ، وتكون ما موصولة مثل قوله تعالى ﴿ فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ﴾ وما الشرطية وما الموصولة من ألفاظ العموم في القرآن ، وتكون استفهامية مثل قوله تعالى ﴿الحاقة () ما الحاقة ﴾ وتكون تعجبية مثل قوله ﴿ فما أصبرهم على النار ﴾
*** وضحي كيفية الوصول إلى معرفة دلالة كل من حروف المعاني الآتية:
1 – "ال" في قوله تعالى ( ومن شر النفاثات في العقد () ومن شر حاسدٍ إذا حسد )
لكي تصل إلى دلالة الحرف في كتاب الله سبحانه وتعالى بدءً إذا وقفت على حرف وأشكل عليك فعندئذ بإمكانك أن ترجع إلى بيان دلالة هذا الحرف وما له من المعاني وتقف على أشهر المعاني بعد ذلك إن أردت زيادة في الاطلاع على دلالة هذا الحرف بإمكانك أن ترجع إلى كتاب معجم حروف المعاني انظر إلى ما ذكر ثم ارجع إلى كلام السلف رحمهم الله وكلام المحققين من المفسرين ودلالة حرف المعنى الذي ذكره هذا المؤلف إما أنه يوافق ما ذكروه وإما أن يخالف ما ذكروه فإن وافق ما ذكروه فما اختاره صواب وإن خالف ما ذكروه فما ذكره ليس بصواب ، بعد ذلك تستطيع أن تختار القول الراجح فيما سبق بدلالة هذا الحرف وهذا لن تفعله في كل حروف ولكن قد تحتاج شيء من التحقيق مع بعض الحروف.
1 – "ال" في قوله تعالى ( ومن شر النفاثات في العقد () ومن شر حاسدٍ إذا حسد )
فمثلاً في قوله تعالى ( ومن شر النفاثات في العقد () ومن شر حاسدٍ إذا حسد ) جاءت ال مع النفاثات ولم تأتي مع حاسدٍ أي جاءت مع السحر ولم تأتي مع الحسد؟
فقد ميز الله عزّ وجلّ فيها بين طائفتين من أنواع الشرور نوع من الشر ذكر فيه ال ونوع من الشر لم يذكر فيه ال
لان السحر باختلاف أنواعه وأشكاله وأغراضه شراً كله فجاءت ال لتفيد الاستغراق والشمول حتى تحقق الاستعاذة منه كله، أما الحسد فمنه المذموم ومنه الممدوح وهو الغبطة، فلم تأتي ال معه حتى لا تشمل الاستعاذة أيضاً ما هو ممدوح منه فإن ذلك لا يستعاذ منه بل يتطلب العبد حضوره وحصوله ، فانظر إلى التفريق الذي جاء في هذه السورة فهنا يتبين لك أن ربك سبحانه وتعالى أراد أن يخبرك أنك يجب عليك أن تستعيذ من شر السحر كله أوله وآخره ولا تظن أن هناك شيئا من السحر فيه خير أما بالنسبة للحسد فاستعذ منه وهذا الأصل فيه أنه شر ولكن لا تستعذ منه استعاذة كاملة مستغرقة لكل أنواعه لأن منه ما هو خير وهو قليل ويسير
2 – "في " عند قوله عز وجل ( ولأصلبنكم في جذوع النخل )
في عند قوله تعالى ﴿ ولأصلبنكم في جذوع النخل ﴾ قال تعالى في ولم يقل على مع أن الظاهر إرادة التصليب والتعليق، وتجد في كثير من كتب التفسير أن في هنا بمعنى على وهذا جزء من المعنى وليس تفسير لكامل المعنى
لأن الله تعالى لو أراده لقال على ولم يقل في وإنما المراد أن فرعون من شدة غيظه عليهم هددهم بأنه سيصلبنهم تصليباً شديداً حتى كأنهم من شدة التصليب ستحفر أجسادهم في وسط الجذوع كما لو أدخلت مسمار في جدار فحرف في دل على العلو مع الظرفية وهذا المعنى لا يؤديه حرف على كما هو ظاهر.
ولام القسم واقعة في جواب القسم تقدير الكلام والله لأصلبنكم وهذا التصليب لن يكون تصليباً عادياً معتاداً لأنه من شدة التصليب ستحفر أجسادهم في هذه الجذوع التي صلبها عليهم تصليباً شديداً
1 – " السين" في قوله تعالى ﴿ سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا ﴾
السين في قوله تعالى ﴿ سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا ﴾ السين الأولى أتت هنا للدلالة على المستقبل القريب أي أن إبراهيم عليه السلام وعد أباه أنه سيستغفر له في الزمن القريب لأن السين للتنفس ولإعطاء شيء من الأمد القريب أما بالنسبة لسوف فإنها تدل على التنفيس البعيد ولو قال سوف أستغفر لك ربي لدل على زمن أبعد وهو خلاف مراد إبراهيم عليه السلام الذي بلغ من إحسانه من أبيه وحرصه على هدايته رغم ما ما لقيه منه من وعيد وطرد وتهديد وغير ذلك، فهذه السين إشارة للدلالة على هذا الكمال الخلقي منه عليه الصلاة والسلام
4 – " الفاء " في قوله سبحانه تعالى﴿ إنا أعطيناك الكوثر () فصل لربك وانحر ﴾
الفاء في قوله سبحانه وتعالى﴿ إنا أعطيناك الكوثر () فصل لربك وانحر ﴾ هذه الفاء من الممكن أن تكون سببية فبسبب ما أعطيناك ﴿ فصل لربك وانحر ﴾ ، ممكن تكون أيضاً فصيحة أي تفصح عن شيء محذوف فبما أعطيناك ﴿ فصل لربك وانحر ﴾ لكن أقربها إلى الذهن هو أن تكون سببية لأن المفروض هنا ﴿ إنا أعطيناك الكوثر ﴾ فبسبب ما أعطيناك وأنعمنا عليك ﴿ فصل لربك وانحر ﴾ فبسبب هذا بسبب ما أوليناك من النعم عندئذ صلى لله عزّ وجلّ وانحر له سبحانه وتعالى .
:icony6: :icony6: :icony6:
دعاء عبد الله
08-12-08, 04:57 AM
:icony6: عيد مبارك عيد مبارك عيد مبارك :icony6:
:icony6: كل عام وانتن بألف خير أخواتي الحبيبات مشرفات وطالبات :icony6:
:icony6: وعيد مبارك وسعيد وتقبل الله منا ومنكن صالح الأعمال :icony6:
:icony6: عيد مبارك عيد مبارك عيد مبارك :icony6:
دعاء عبد الله
08-12-08, 05:04 AM
:icony6: حمداً لله على وصولك بالسلامة أختي الحبيبة حاجة :icony6:
أكيد البيت طبعاً بيلمع :rolleyes1: بارك الله فيكِ وجعله في ميزان حسناتك
دعاء عبد الله
08-12-08, 05:31 AM
http://brq-alain-ead[1]
دعاء عبد الله
08-12-08, 06:05 AM
http://http://card.roro44.com/viewcard.php?id=191
دعاء عبد الله
10-12-08, 03:46 AM
:icony6: تفريغ من بداية الدرس التاسع عشر إلى الدقيقة السادسة عشر وتسع عشرة ثانية :icony6:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أيها الأحبة حياكم الله مرة أخرى في مجلس من مجالس الجنة أسأل الله عز وجل كما جمعنا وإياكم في مثل هذه المجالس المباركة أن يجمعنا جميعاً ومن يستمع إلينا في الفردوس الأعلى من الجنة .
كنا في الحديث عن المرحلة الثانية المتعلقة بحروف المعاني وقد سمعنا قرأنا أمثلة على حروف المعاني وعلى أثرها في فهم كتاب الله عز وجل وفي هذه الحلقة نواصل ما كنا بدأناه في ضرب هذه الأمثلة وإن كان هناك من سؤال قبل أن ننتقل إلى بقية الأمثلة أرجو ذلك هل لكم سؤال ؟ أرجو أن يكون الكلام واضح إذن تفضل يا عبد السلام اقرأ .
بسم الله الرحمن الرحيم . المثال الرابع قوله تعالى ( وهزي إليك بجذع النخلة ) في سورة مريم ، الهز تحريك الشيء وفعله يتعدى بنفسه فنقول هز الرمح أو الشجرة ونحو ذلك وفي هذه الآية عداه بـ "إلى" ليضمن الهز معنى الإدناء والإمالة والتقعيد من فاعل الهز وهي مريم عليها السلام وفي هذا مزيد كرامة لمريم عليها السلام .
أحسنت بارك الله فيك، الآن كتبتم الآية اكتبوا الآية ( وهزي إليك بجذع النخلة ) أصل الهز في لغة العرب هو تحريك الشيء وهذا الفعل في اللغة لا يحتاج إلى حرف يتعدى به فأنت تقول لأحد تأمر أحداً فتقول هُزَ الرمح أو تقول هززت الشجرة ونحو ذلك من الكلمات والعبارات لا تحتاج أن تعدي هذا الفعل بحرف فلا تقول هززت إلى الشجرة أو هُزَ إلى الرمح ونحو ذلك لكن هذه الآية الكريمة عدي فيها هذا الفعل لقول سبحانه وتعالى( وهزي إليك بجذع النخلة ) فما سر ذلك وما سببه؟ اقرأ يا عبد السلام :
بيان ذلك أن المنصوص عليه في الآية أنها لجاءت إلى جذع النخلة لا إلى نخلة كاملة ومع هذا أمرت أن تهز الجذع وتميله نحوها ومن كرامة الله لها أن الجذع لم يستجيب لهزها فقط بل وسيميل نحوها إجابة لجذبها لها بيديها الضعيفتين غاية الضعف وهذا أبلغ في الإعجاز وأدل على قدرة العزيز الوهاب جل وعلا ثم جاءت الباء في(بجذع النخلة ) وهي للإلصاق لتؤكد عليها أن تمكن يديها من الجزع حال هزها غاية ما تستطيع من التمكن وهذا أمر لها بفعل كل ما في وسعها من الأسباب الدنيوية.
نعم هذا هو ما يبين لك بعض أسرار هذه الآية الكريمة الله سبحانه وتعالى يقول فيها( وهزي إليك بجذع النخلة ) كما ذكرنا سابقاً الهز لا يحتاج إلى حرف يتعدى به ولكنها عُدِيَت هنا بالباء لقوله سبحانه وتعالى( وهزي إليك بجذع النخلة ) هذه الباء كما ذكرنا أن من معانيها الإلصاق فالمقصود هنا أن تتمسك بهذه الشجرة تمسكاً قوياً شديداً جداً بحيث أنها عندما تمسك بها يكون هذا المسك مسكاً قوياً شديداً متمكناً منها فهذه من جهة الباء ودلالتها على الإلصاق وأيضاً جاء حرف إلى( وهزي إليك بجذع النخلة ) ليكون هذا الهز فيه جر وجذب إليها فيه هز وجر وجذب إليها طيب هذا الجزع وهو جزع فيما يظهر كما قاله جماعة من السلف رحمهم الله أنه مجرد جزع لا نخلة كاملة لأن الله عز وجل إنما ذكر جذع نخلة( وهزي إليك بجذع النخلة ) ولم يقل وهزي إليك النخلة وإنما ذكر جذع النخلة قد يقال بأنه ذكر الآن بعض ما يهز من أجل أنه هو المقصود بالمسك والجذب يعني ذكر شيئاً وأراد الكل ذكر البعض وأرد الكل قد يقال هذا وهذا له وجه صحيح في العربية ولكن ظاهر اللفظ ولا مانع من البقاء على ظاهر اللفظ لأنه ليس هناك ما يمنع منه أبداً ظاهر اللفظ إنها إنما هزت جذع نخلة وجذع النخلة لا يكون معه رأس فيها ثمرة وفيه جذوع ونحو ذلك وإنما هو جذع مجرد فقط يعني صلب هذه الشجرة وهذا الجذع فيه ما فيه من أنواع اليبس قد يكون ميتاً أصلاً ليس بحي إذا كان جذعاً مجرداً ليس نخلة كاملة فعندئذٍ أمر الله سبحانه وتعالى هذه المرأة الضعيفة التي هي في حال المخاض أمرها أن تهز جذع النخلة وأن يكون هذا الهز في حال كونها ممسكة إمساكاً قوياً شديداً بهذا الجذع وأيضاً كذلك أن تجذب هذا الجذع إليها هذه الأوامر لهذه المرأة الضعيفة في مثل هذا الحال هل هي أوامر مجردة من وقوع الأثر والاستجابة من هذا الجذع لهذه المرأة الضعيفة أبداً فالله عز وجل لم يأمرها بهذه الأوامر إلا لكي ترى قدرة الله سبحانه وتعالى وهي في مثل هذه الحالة الضعيفة في مثل هذه الحالة التي لا تستطيعه معها المرأة أن تفعل أدنى شيء فكيف بأن تهز جذع نخلة كاملة لكنه بدأاً أمر من أجل أن نتعلم نحن جميعاً أن المطلوب والمأمور به في شرع الله سبحانه وتعالى أن تفعل ما تستطيع ما تقدر عليه تفعله ما لا تستطيع فلست مطالباً به ولا يطلب منك ولا تؤمر أن تتكلفه أبداً وإنما تفعل ما تستطيعه من الأمور ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) فالآن هي أمرت أن تفعل ما تستطيع فإذا فعلت ألم يحصل الأثر بلى سيحصل الأثر ألم يحصل ما تتطلبه ما تقصده سيحصل لها لأن الأمر جاء من الله عز وجل وهذه الأوامر ليست عبثاً وإنما هي جاءت من الله سبحانه وتعالى لترى هذه المرأة الضعيفة الصالحة قدرة الله سبحانه وتعالى الكاملة في إنقاذها وفي فعل ما لا يمكن أن يحدث لولا أن الله سبحانه وتعالى قدره ويسره لهذه المرأة إذاً فالقضية في قدرة بالله سبحانه وتعالى أراد أن يظهرها لهذه المرأة الضعيفة أمرها بأوامر فطبقت هذه الأوامر فحصل ما أمر به هذا الجذع من الاستجابة لهذه المرأة الضعيفة ( وهزي إليك ) يدنو إليك ( بجزع النخلة ) هذه كلها أوامر جاءت في حال يكون فيها الإنسان في غاية الضعف فإذا حصل للعبد في هذه الحياة الدنيا شيء من ذلك من حال المسكنة حال الضعف حال قلة الناصر حال الفقر الشديد حال بعد الأحبة والأخوة فإنه عندئذٍ ماذا يفعل الواجب عليك أيها العبد أن تفعل كما فعلت هذه المرأة الصالحة أن تفعل كل سبب تستطيعه من أجل درء هذا البلاء الذي حل بك تفعل ما تستطيع ولا تدخر شيئاً أبداً افعل كل ما تستطيع مما له سبب في دفع هذا البلاء الذي حل بك عندئذٍ سيتولى بقية الأمر ربنا سبحانه وتعالى سيتولى الله عز وجل بقية الأمر وسيدرأ عنك ما تخشى سواء كان في الحياة الدنيا أو كان في الحياة الأخرى . نعم اقرأ المثال الخامس :
المثال الخامس قوله تعالى ( ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوع ) اللام المفردة لها معاني كثيرة جداً وأصل معانيها الاختصاص قال أبو السعود في تفسيره لهذه الآية أي يسقطون على وجوههم سجداً تعظيماً لأمر الله تعالى أو شكراً لإنجاز ما وعد به في تلك الكتب من بعثته وتخصيص الأذقان بالذكر للدلالة على كمال التذلل إذ حين إذاً يتحقق الخرور عليها وإثار اللام للدلالة على اختصاص الخرور بها كما في قولك فخر سريعاً لليدين وللفم الذقن معروف والمقصود به هنا الوجه.
الذقن معروف أليس الذقن معروف ، معروف عند الجميع هذا هو الذقن ، الذقن معروف الله سبحانه وتعالى يصف هؤلاء أنهم( يخرون للأذقان ) سبحان الله هل الخرور يكون للأذقان أم يكون على الجبهه؟ الأصل يكون على الجبهة وعلى الأنف فلما سبحانه وتعالى ترك الجبهة هنا ولم يذكرها ترك الأنف لم يذكره هنا وإنما ذكر الذقن فكيف يكون الخرور للذقن هذا أمر يحتاج إلى وقفة ( ويخرون للأذقان ) كيف يخرون للأذقان؟ كيف يكون هذا تأمل معي هذه الآية ، نعم أكمل :
الذقن معروف والمقصود به هنا الوجه كله كما قاله ابن عباس وقتادة وإنما خصت الأذقان بالذكر للدلالة على كمال التذلل وهذا ليس مقصودنا هنا وإنما المقصود أن ذكر اللام هنا عوضاً عن على في قوله : ( للأذقان ) للدلالة على معنيين.
أحسنت بارك الله فيك لماذا ليس مقصودنا هنا؟ لأن الكلام عن الذقن هذا تابع لأي مرحلة ، للمرحلة الأولى أو الثانية تابع للمرحلة الأولى لأن الأولى الكلام فيها عن ماذا عن دلالة الكلمات وأما هذه المرحلة الثانية الكلام فيها عن دلالة حروف المعاني إذان الأولى الكلام فيها عن دلالة الكلمات ونحن الآن نتكلم عن دلالة حروف المعاني فليس لها علاقة هنا لما خص ذكر الذقن في الآية ولم يذكر الوجه كاملاً هذا ليس محله هنا وإنما محله في المرحلة الأولى عندما تتأمل الكلمات ترجع كلمة الذقن في اللغة وماذا تعني ولما خص الذقن هنا في هذه الآية وترك الكلام عن الوجه كاملاً ولم فسر ابن عباس وقتادة وغيرهم من أئمة أهل التفسير فسروا الأذقان هنا بالوجوه لما فسروه بهذا ليس هذا موطنه لأن الكلام هنا عن حروف المعاني فالكلام هنا عن قوله سبحانه وتعالى( يخرون للأذقان ) عن اللام هنا( يخرون للأذقان ) الأصل أن يكون الخرور هل هو للأذقان أم على الأذقان؟ يكون على الأذقان لأن يخر عليها لا يخر لها وإنما يخر عليها ولذا جاء هنا حرف اللام عن حرف على لدلالة معينة ستذكر لكن حتى لا أشوش عليك الذهن سأذكر لك لما ذكرت الأذقان هنا ولم تذكر الوجوه مع أن هذا ليس في هذه المرحلة وإنما هو في المرحلة الأولى؟ سر ذلك أيها المبارك أن الخرور عندما يكون للأذقان يكون أشد ما يكون خضوعا وخنوعاً وذلً ومسكنة لله سبحانه وتعالى كيف هذا؟ أنت قد تخر على جبهتك على أنفك لكن هذا الخرور وإن وقع إلا أن بالنسبة للأذقان لا تصل إلى الأرض وهذا هو الأصل تأمل هيئتك وأنت ساجد إذا سجدت ما الذي يصل إلى الأرض وما الذي لا يصل ما الذي يمس الأرض وما الذي لا يمسها الذي يمس الأرض هو الجبهة والأنف هل بالنسبة للذقن يمس الأرض ؟ لا لا يمس الأرض فإذا خر الانسان خروراً في تعظيم لله سبحانه وتعالى أي فيه تعظيم كامل لله عز وجل فإن هذا الخرور سيكون معه أيضا ماذا ؟ خرور للأذقان إذا وصل الذقن إلى الأرض فما حال الجبهة ما حال الأنف من باب إيش من باب أولى أليس من باب أولى بل إن الخرور عليها سيكون عظيماً جداً بمعنى إنك تخر للأرض خروراً فيه تعيظماً كاملاً لله سبحانه وتعالى فيه إجلالاً لله فيه خوفاً من الله فيه خنوع فيه مسكنه كاملة تامة لربك سبحانه وتعالى هذا الخرور إذا كان للأذقان فإنه يكون أتم وأعظم وأكمل من أن لو كان للوجوه أو للجباه والأنف واضح الكلام تمام ، فلم تذكر الجبهة والأنف هنا من أجل أن الخرور على الأذقان أو للأذقان هو أبلغ فعندما ذكر الأبلغ هنا لم يحتاج إلى ذكر ما هو أقل منه في الدلالة على الخضوع والخشية لله سبحانه وتعالى بقي الآن عندنا مسألة وهي محل الكلام هنا فيما يتعلق لما ذكر حرف اللام ولم يذكر حرف على في هذا الموطن نعم .
وإنما المقصود أن ذكر اللام هنا عوضاً عن على في قوله ( للأذقان ) للدلالة على معنيين معنى على وهو الاستعلاء لأن الخرور وقع عليها ومعنى الاختصاص أي اختصاصها بالخرور وخصت هذه الأعضاء بالذكر مع أن اليدين والقدمين تخران أيضاً لأنها هي المقصود الأعظم من الخرور لأن كمال الذل والخضوع إنما يكون بها.
أحسنت يا بارك الله فيك حرف اللام هنا هذه اللام لها دلالة في لغة العرب وهذه الدلالة هنا ما هي ؟ هي ماذا ؟ هي للاختصاص وكأنه خص الأذقان بالخرور على الأرض لما جاء لام الاختصاص هنا ولم تأتي على؟ لأن على لو جاءت هنا لدلت على الاستعلاء المجرد دلت على أنك جعلت هذا الذقن مستعلياً على الأرض يعني لامس الأرض مستعلياً عليها في خرورك وسجودك لله سبحانه وتعالى ولكن لم تأتي على هذه ولو أنها هي التي جاءت في هذا الموطن لم تأتي بمعنى جديد لم تأتي بمعنى كامل يبين شدة ما وقع لهذا العبد من الخرور وشدة ما وقع له من خشية الله سبحانه وتعالى وإن كان الكلام الآن عن أئمة في دين الله عز وجل مع عباد الله سبحانه وتعالى عندهم كمال خضوع وكمال خشية وكمال خوف لربنا سبحانه وتعالى أثنى الله عليهم في هذه الآية ( ويخرون للأذقان ) فأثنى عليهم بهذا الخرور فخرورهم ليس كخرور غيرهم من الناس يعني سقوطهم على الأرض في سجودهم لله سبحانه وتعالى ليس كسجود غيرهم وإنما لهم سجود خاص يدل على كمال التعظيم يعني لهم كمال سجود هذا السجود في صفته يدل على عظيم تعظيمهم لله سبحانه وتعالى فلذا ذكر السجود على هذا النحو ( ويخرون للأذقان ) أي أنهم خصوا هذه الأذقان بالسجود فسجد مع الوجه سجد أيضاً الذقن سجد مع الجبهة والأنف أيضاً كذلك الذقن فكان الخرور على أكمل ما يكون في توجه العبد لله سبحانه وتعالى حال سجوده وسقوطه على الأرض طالباً التقرب إلى الله سبحانه وتعالى واضح الكلام هذا هو المقصود من هذه الحروف التي جاءت في هذه الآية والتي من قبلها نعم أكمل يا عبد السلام .
:icony6::icony6::icony6:
دعاء عبد الله
10-12-08, 04:18 AM
:icony6: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :icony6:
أخواتي الغاليات أنا سعيدة أن النت لم يفصل عندي حتى الآن
ولذا قمت بتفريغ هذه الكمية الكبيرة لأنه عندما يفصل لن أعرف لو أن أحد الأخوات لم تستطع تفريغ الجزء المخصص عليها وأحببت ألا نعرض مشرفتنا أم أسماء وصهيب أو أم الشهداء للتفريغ عنا لذا باقي على مجموعتنا تفريغ أربع وعشرون دقيقة ونصف فعلى من ستقوم بأداء واجبها تجاه تفريغ الدرس أن ترسل أنها ستقوم بالتفريغ من الدقيقة كذا إلى الدقيقة كذا حتي لا تقوم أختان بتفريغ مدة معينة مرتين
أسرعن يا فضليات في تفريغهن حتى لا تتأخر مجموعتنا
:icony6: أعانكن الله وجعله في ميزان حسناتكن :icony6:
دعاء عبد الله
10-12-08, 04:39 AM
:icony6: تم سماع الدرس 19 بفضل الله عز وجل :icony6:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
الحمد لله على عودة منتدانا فلم اكن استطيع ان ادخله امس و الذي قبله.
تم بحمد الله الاستماع الى الدروس:
17 الدرجة الاولى من الدرجات المختصة بحروف المعاني
18 معنى اداة التعريف -ال- في القرآن
19 معاني الفاظ القرآن
و سأجيب عن اسئلة الفوائد الان (ان شاء الله).
جزاك الله خيرا اختي دعاء على التفريغ بإذن الله سأقوم بالتفريغ من حيث انتهيت الى الدقيقة 30.33 اي حوالي 14 دقيقة كتعويض عن عدم تفريغي للمرة السابقة. و هكذا يتبقى 9 دقائق تقريبا ارجو من الاخوات الباقيات تقاسمها بينهم
جزاكم الله خيرا جميعا و أحسن اليكم (طالبات و مشرفات)
***وضحي الدرجة الأولى فيما يتعلق بدرجات حروف المعاني؟ مع ذكر أمثلة ودلالة كل حرف؟
إدراك المعاني المشهورة لكل حرف:
على :الاستعلاء
من: المجاورة
ب: الالصاق, السببية, القسم, التبعيض
في: الظرفية
ال: عهدية أو جنسية و لكل منهما معنى
عن: المجاوزة.
***ما هي الدرجة الثانية من درجات حروف المعاني؟ اعط أمثلة من كتاب الله عز وجل مع التوضيح.
إدراك المعاني للحروف بحسب السياق و موقعها من الآية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ: اللام في (الحمد) و (العالمين) جنسية افادت الاستغراق. و معناها (كل) حمد لله الذي ربى العالمين. فإذا صلح استبدال (ال) بـ(كل) و لم تخل بالمعنى فإذن اللام جنسية تفيد الاستغراق.
مثل آخر:
فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ: الفاء هنا فصيحة لانها افصحت عن الشيء. فالذي يدع اليتم و لا يحض على طعام المسكين و يمنع الماعون و يرآئي في الصلاة فهو من الذين يكذبون بيوم الدين. فالفاء هنا افصحت عن شرط مقدر.
فعلينا ان ننتبه للسياق جيدا فحرف مثل الفاء ليس له معنى مشهور لانه قد يأتي للعطف أو السببية أو للاستئناف, او للافصاح. لذا لا بد ان ننتبه جيدا لنستنتج المعنى
*** ما هي الدرجة الثالثة من درجات فهم حروف المعاني؟
التحقيق عن اختلاف اقوال المحققين في المضائق لكي يحمل الكلام على افصح الوجوه بلاغة و حكما و إحكاما. مثل تعاقب الواو و الفاء في مطلع سورة النازعات و المرسلات.
***كيف وضح أهل العلم الفرق بين العطف بالواو والفاء في قوله تعالى﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ﴾
وضح ابن القيم رحمه الله و أحسن اليه:
ان النازعات هي الملائكة التي تنزع ارواح الكافرين. النزع كلمة تدل على الشدة و الاخذ بقوة. غرقا اي تغرق في نزع ارواح الكافرين من اطراف اجسادهم. فأرواح الكافرين حينما رأت الملائكة غارت في اطراف اجسادهم لهول ما ينتظرها من العذاب فيأتي ملك الموت و الملائكة فينتزعون هذه الروح الكافرة كما ينتزع الصوف المبلول من الشوك (اي بشدة و قوة) كما دل على ذلك الحديث:
عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحدوا فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأن على أكتافنا فلق الصخر وعلى رؤوسنا الطير قال فأرم قليلا والإرمام السكوت فلما رفع رأسه قال إن المؤمن إذا كان في قبل من الآخرة ودبر من الدنيا وحضر الموت نزلت عليه ملائكة من السماء معهم كفن من الجنة وحنوط من الجنة فجلسوا منه مد البصر وجاء ملك الموت وجلس عند رأسه ثم قال اخرجي أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى رحمة الله ورضوانه فتسيل نفسه كما تقطر القطرة من السقاء فإذا خرجت نفسه صلى عليه كل شيء بين السماء والأرض إلا الثقلين ثم يصعد به إلى السماء فيفتح له ويستغفر له مقربوها إلى السماء الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة إلى العرش مقربو كل سماء فإذا انتهى إلى العرش كتب كتابه في عليين فيقول الرب عز وجل ردوا عبدي إلى مضجعه فإني وعدته أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فيرد إلى مضجعه فيأتيه منكر ونكير يثيران الأرض بأنيابهما ويلحفان الأرض بأشعارهما فيجلسانه ثم يقال له يا هذا من ربك فيقول ربي الله قال يقولان صدقت ثم يقال له ما دينك فيقول الإسلام فيقولان صدقت ثم يقال له من نبيك فيقول محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقولان صدقت ثم يفسح له في قبره مد بصره ويأتيه حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب فيقول له جزاك الله خير إن كنت لسريعا في طاعة الله بطيئا عن معصية الله فيقول وأنت فجزاك الله خيرا وإن الكافر إذا كان في دبر من الدنيا وقبل من الآخرة وحضره الموت نزلت عليه ملائكة من السماء معهم كفن من نار فجلسوا منه مد البصر وجاء ملك الموت وجلس عند رأسه ثم قال اخرجي أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى غضب الله وسخطه فتتفرق روحه في جسده كراهية أن تخرج لما ترى وتعاين فيستخرجها كما يستخرج السفود من الصوف المبلول فإذا خرجت نفسه لعنه كل شيء بين السماء والأرض إلا الثقلين ثم يصعد به إلى السماء قال فتغلق دونه فيقول الرب تبارك وتعالى ردوا عبدي إلى مضجعه فإني وعدتهم أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى قال فيرد إلى مضجعه فيأتيه منكر ونكير يثيران الأرض بأنيابهما ويلحفان الأرض بأشعارهما أصواتهما كالرعد القاصف فيجلسانه ثم يقولان يا هذا من ربك فيقول لا أدري فيناد من جانب القبر مناد لا دريت فيضربانه بمرزبة من حديد لو اجتمع عليها ما بين الخافقين لم يقلوها يشتعل منها قبره نارا ويضيق قبره حتى تختلف أضلاعه ويأتيه قبيح الوجه منتن الريح قبيح الثياب فيقول جزاك الله شرا فوالله ما علمت إن كنت لبطيئا عن طاعة الله سريعا في معصية الله فيقول وأنت فجزاك الله شرا من أنت قال فيقول أنا عملك الخبيث ثم يفتح له باب من نار فينظر إلى مقعده منها حتى تقوم الساعة
الراوي: البراء بن عازب المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند عمر - الصفحة أو الرقم: 2/500
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
و الناشطات هي الملائكة التي تنزع ارواح المؤمنين. فكما ذكر في الحديث اعلاه ان روح المؤمن تخرج كما تسيل قطرة الماء بسهولة و يسر. فروح المؤمن تنشط للخروج حين ترى ملك الموت لانها مشتاقة الى ربها و الى نعيمه.
السابحات: هل الملائكة بعد ان قبضت ارواح المؤمنين و الكافرين سبحوا بها الى السماء (ايضا كما ورد في الحديث اعلاه). اما ارواح المؤمنين فتفتح ابواب السماء و أما ارواح الكافرين فلا تفتح لهم ابواب السماء و لا يدخلون الجنة (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ).
إذن لدينا ملائكة موكلة بقبض الارواح و الصعود بها الى السماء, فالآيات الاولى الثلاثة تتحدث عن نفس الملائكة من حيث الجنس و النوع و لهذا جاء العطف باستخدام حرف (الواو).
فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا: هذه ملائكة اخرى موكلة يأخذ الارواح من الملائكة السابقة و التسبيق في تنعيم ارواح المؤمنين (من فتح ابواب الجنة لها), و التسبيق بالتنكل بأرواح الكافرين و تعذيبها (بفتح باب النار لها).
فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا: هذا نوع ثالث من الملائكة يدبر امور هذه الأرواح بعد ان تستقر في مستقرها. و لهذا جاء العطف بالفاء مغايرا لما كان قبلها من الملائكة المسابقة. و جاء العطف بالفاء في (فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا) مغايرا لنوع الملائكة التي تولت نزع الارواح.
*** اذكري أشهر المعاني للادوات التالية: مع ذكر الأمثلة لكل معنى:
1-أداة التعريف" ال".
ال تأتي (عهدية) مثل (بِأَصْحَابِ الْفِيلِ) اي عائدة الى ذلك الفيل عند السامع.
ال تأتي (جنسية) مثل (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) أي كل الناس.
ال تأتي (ماهية) مثل (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) و هنا (ال) تسمى جنسية دلت على الماهية أي ماهية الماء أيا كان جعله الله حياة للمخلوقات.
-"قد" إذا جاءت مع فعل ماض أو مضارع .
قد تاتي مع الفعل الماضي للتحقيقة و التقريت مثل (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا) أي ان هذا السماع قد تم من قرب. أما مع الفعل المضارع فهي تارة تفيد التكثير و تارة تفيد التقليل, مثل (قد يجود البخيل) فهذا يفهم منه التقليل لانه البخيل عادة لا ينفق. و (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا) هذا للتكثير لانه الكلام هنا عن الله العليم الخبير عالم الغيب و الشهادة. و قد جاءت (قد) في 8 مواضع مع الفعل المضارع في القرآن الكريم في 7 منها دلت على التكثير إلا في موضع واحد يحتمل المعنيين معا.
- اللام الجارة.
اللام الجارة أصل معانيها الاختصاص و هو معنى لا يكاد يفارقها مثل (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ) أي يختص بها الفقراء.
و ايضا تأتي اللام الجارة للصيرورة مثل (وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ).
و ايضا تأتي للدلالة على العلة (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) أي العلة من الانزال هو الذكر.
و ايضا تأتي للصلة (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ) أي تصل بين شيئين. أي قال ربك تبارك و تعالى للملائكة. و مثل (سجدت لله) اي سجدت موصلا سجودي لله.
-ما الاسمية
تعرب حسب موقعها من الاعراب فقد تكون مبتدأ أو خبر. و تكون شرطية مثل: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ). أو موصولة عامة بمعنى الذي مثل: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ) أي عموم النساء غير المحرمات. و تكون استفهامية مثل: (مَا الْقَارِعَةُ). او تعجبية مثل: ( فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ).
*** وضحي كيفية الوصول إلى معرفة دلالة كل من حروف المعاني الآتية:
1- "ال" في قوله تعالى ? وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ?
اللام في النفاثات جنسية مستغرقة للدلالة على كل انواع السحر. لانه السحر كله شر و يستخدم فيما يضر. أما الحسد فاكثره مضر إلا قليل كما جاء في الحديث:
لا حسد إلا في اثنين : رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله حكمة فهو يعمل بها ويعلمها
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أبو نعيم - المصدر: حلية الأولياء - الصفحة أو الرقم: 7/419
خلاصة الدرجة: صحيح ثابت من حديث إسماعيل
أي هناك استثناء قليل من الحسد هو جيد و مطلوب و لهذا لم تأتي (ال) قبل كلمة (حاسد).
2- "في" عند قوله تعالى ? وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ?
لو تأملنا في هذه الايات الكريمة من سورة (طه) لدلنا السياق على حنق فرعون و توعده بالعذاب الشديد للسحرة المؤمنين حتى انه قال (وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى). و لننظر لأفعال وردت في هذه الاية الكريمة مثل (فَلَأُقَطِّعَنَّ ,وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ, وَلَتَعْلَمُنَّ) ففيها اللامات الموطئة للقسم و النون التوكيد الثقيلة, ففرعون يتوعد السحرة باشد العذاب و هذا الاسلوب جاء مناسب للسياق. ثم نأتي للحرف (في) جذوع النخل و نتسائل لماذا لم يقول (على) إذا كانت (في) كما قال بعض المفسرين بمعنى (على)؟ الجواب كلمة (في) ابلغ هنا للدلالة على شدة التصليب بحيث انه اجسادهم ستحفر في جذوع النخل و ليس مجرد (على) النخل. ففرعون سيصلبهم صلبا شديدا قويا مؤلما من شدة غيظه و سخطه (وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ). فلو وردت الآية بصيغة (و لأصلبنكم "على" جذوع النخل) لاختل المعنى.
3- "السين" في قوله تعالى ? سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حفيا)
تدل على المستقبل القريب. اي انه سيدنا إبراهيم عليه السلام وعد أباه أنه سيستغفر له قريبا (و هذا قبل ان ينهاه ربه عن الاستغفار للكفار). و لم يستخدم سوف لانها تدل على التسويف و التأخير. و هنا يبدو لنا إحسان سيدنا ابراهيم عليه السلام مع والده رغم فظاظة و الده معه وتهديده بالرجم إياه (قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا"
4- "الفاء" في قوله سبحانه وتعالى ? إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ?
الفاء هنا سببية أي بسبب ما اعطيناك صل لربك و انحر له سبحانه و تعالى. و ممكن تكون فصيحة أي تفصح عن شيء محذوف. أي فبما أعطيناك فصل لربك و انحر. و لكن السببية افضل للتفسير.
الفوائد المطلوبة:
*** بيني بعض أسرار الآيات الكريمة التالية:
1-﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ فيما يخص معنى كلمة الهز وسبب تعديتها بحرف الباء؟
الهز: هو تحريك الشيء. و هذا الفعل هو فعل غير متعدي أي لا يحتاج ان يتعدى بحرف. لكن في هذه الآية الكريمة جاء متعديا بحرف الباء للدلالة على الالصاق أي لتلصق مريم عليها السلام يديها بجذع النخلة حال هزها غاية ما تستطيع من التمكن. أي تتمسك بالشجرة تمسكا قويا شديدا متمكنا, و جاء حرف (الى) في كلمة (إليك) ليكون في هذا الهز جر و جذب إليها. هذه الأوامر من الله تعالى لمريم رضى الله عنها و هي في حالة مخاض و ضعف و هذا فيه الاخذ الاسباب و فعل ما في وسعنا من الاسباب الدنيوية فالسماء لا تمطر ذهبا و لا فضة. تماما كما أمر الله تعالى نبيه موسى عليه السلام بضرب البحر بالعصا ليفلق البحر, فهل كانت ضربة موسى هي التي فلقت البحر؟ بالطبع لا و لكن ليعلمنا الله تعالى الاخذ بالاسباب و السعي في الدنيا.
2-﴿ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعً﴾ وسبب اختصاص الأذقان بالخرور بدل الوجوه ودلالة حرف اللام .
اللام المفردة لها معاني كثيرة و اصل معانيها الاختصاص.
الذقن معروف و قال ابن عباس رضي الله عنهما المقصود هنا الوجه. و إنما خصت الاذقان بالذكر للدلالة على كمال التذلل. فذكر اللام هنا دل على اثنين:
- الاستعلاء لانه الخرور وقع عليها (اي الاذقان).
- الاختصاص اي اختصاصها بالخرور مع انه اليدين و القدمين ايضا تخر لكن ان ذكر خرور الاذقان دل ذلك على خرور الاعضاء البقية. فعادة عندما نسجد يلامس الانف و الجبهة و القدمين و اليدين الارض و لكن الاذقان لا تلامس الارض و لكن اذا ذكر انه الاذقان قد لامست الارض في السجود فما شأن بقية أعضاء السجود؟ من البديهي انها ايضا لامست الارض. هنا في هذه الآية يثني الله على سجود (الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) لانه سجود فيه كمال التعظيم لله تعالى. فلو وردت الآية بصيغة (يخرون (على) اذقانهم) لاختل المعنى لانه (على) ستفيد الاستعلاء اي ان اذقان الذين أوتوا العلم تلامس الارض مستعليا عليها, و بهذا لم تأت (على) بمعنى جديد, اما حين وردت (للأذقان) فأفادت معنى كمال السجود و الخنوع لله تعالى و أتت متناسقة مع ثناء الله تعالى لهم (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا).
3-﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ ودلالة كل من لام الجر و ل ; التعريف في كلمة ;لِلْجَبِين; كما ذكره بن عباس رضي الله عنه.
وتله: اي تلاه تلا يوصل جبينه لأرض. أي صرعه على وجهه و أوصل كل الجبين للأرض (ي طرفاه) فلكل انسان جبينان أيمن و أيسر و بينهما الجبهة. و ذلك لكي لا يرى سيدنا ابراهيم عيني ابنه اسماعيل عليه السلام فيرق قلبه و يتراجع عن ذبحه. و الشروع بذبح اسماعيل بهذه الطريقة كانت من اختيار سيدنا ابراهيم عليه السلام (فهو لم يؤمر بالذبح بهذه الطريقة). و في اختياره لهذه الطريقة دليل على كمال الايمان و الاحسان و الشفقة و الرأفة.
فـ(اللام) هنا دلت على الاستعلاء أي استعلاء وجه اسماعيل عليه السلام على الارض. و الـ(ال) دلت على استغراق كل الجبين من طرفه الايمن الى الايسر (مرورا بالجبهة) الى الارض. و من كل الـ(ل) و الـ( ال) نستنتج انه الذبح كان بهيئة كب وجه اسماعيل عليه السلام على الارض.
***لما عدي فعل ;مرَّ ; في قوله تعالى ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾ بعلى ؟
ولما عدي في قوله تعالى ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾بالباء ؟
( يَمُرُّونَ عَلَيْهَا). على تفيد الاستعلاء. و هي تختلف عن (عن) قولك (بعد خالد عنا) يختلف عن قولك (بعد عليه). فمعنى (بعد خالد عنا) أنه ابتعد بشخصه عنا, و لكن (بعد عليه) ففيه معنى المشقة عليه. قال تعالى (وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ) فقد يكون الشيء بعيدا عنك و ليس بعيدا عليك. فإذن (يمرون عليها) معناه المشركين يمرون على آيات الله الدالة على الوحدانية و لكن لا يتدبرونها فهم معرضون عنها و يجدون مشقة في تدبرها (ربما بسبب انه الله قد ختم على قلوبهم و سمعهم و ابصارهم بسبب كفرهم و تعنتهم) و الله اعلم هذا مجرد استنتاج مني. فهم يمرون بقرب المؤمنين و يسخرون منهم.
@@@(بهم) الباء تفيد الملاصقة. و الالصاق حقيقي و مجازي فمن الالصاق الحقيقي قولنا (أمسكت بمحمد) اي قبضت على شيء من جسمه. و من التوسع في الالصاق قولنا (مررت به) أي الصقت مروري بمكان يقرب منه (و ليس على معنى اني الصقت نفسي به في مروري). و قول الله تعالى ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾ معناه مرورالكفار يكون قريبا من المؤمنين.
@@@نقلا عن كتاب (معاني النحو) للدكتور فاضل السامرائي.
بحث (اختياري):
1-دلالة حرف الباء في قوله تعالى ﴿ السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ﴾ وفي قوله تعالى ﴿ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ﴾
﴿ السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ﴾ الباء هنا سببية. و هاء الضمير هناك من فسرها: السماء منفطرة بسبب ذلك اليوم لهوله. وقيل : " به " أي بالأمر أي السماء منفطر بما يجعل الولدان شيبا . وقيل : منفطر بالله , أي بأمره (هذا اللي فهمته من تفسير القرطبي رحمه الله و الله أعلم).
﴿ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ﴾ هنا (بالغمام) ليس بمعنى (على) المجاورة و الله اعلم, لانه هناك فرقا بين قولك (انشقت التربة عن النبتة) و (انشقت التربة بالنبتة) فمعنى الاول, انها انكشفت عن النبتة, و معنى الثاني انها انشقت بسببها, قال تعالى (يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا) أي تنكشف عنهم فإنهم كانوا تحتها فتشقق عنهم, و ليس ذلك معنى (تشقق بهم), تقول: (انشقت به الارض) و (انشقت عنه الارض) فانشقت عنه اذا كان تحتها, وانشقت به به اذا كان عليها. فقولك (تشقق السماء عن الغمام) معناه: أن الغمام كان داخلا في السماء, و كانت السماء تغطيه و تحجبه, أما قولك (انشقت به السماء) فمعناه أن الغمام عليها و تتشقق بوجوده و المعنى و الله أعلم أنها تشقق ممتلئة بالغمام - و ذهب الزمخشري الى انها بمنزلتها في شققت السنام بالشفرة على أن الغمام جعل كالالة التي يشق بها.
2-دلالة حرف على في قوله تعالى ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ﴾
لعلك مشرفتنا الحبيبة تقصدين تأويل (في) الظرفية؟؟ لانه لا يوجد على!!
هذا ما جاء في تفسير القرطبي:(قال ابن عباس : أأمنتم عذاب من في السماء إن عصيتموه . وقيل : تقديره أأمنتم من في السماء قدرته وسلطانه وعرشه ومملكته . وخص السماء وإن عم ملكه تنبيها على أن الإله الذي تنفذ قدرته في السماء لا من يعظمونه في الأرض . وقيل : هو إشارة إلى الملائكة . وقيل : إلى جبريل وهو الملك الموكل بالعذاب . قلت : ويحتمل أن يكون المعنى : أأمنتم خالق من في السماء أن يخسف بكم الأرض كما خسفها بقارون )
الشيخ جزاه الله اوضح انه (من في السماء) هو الله تعالى سبحانه. لذا استبعد ما جاء في تفسير القرطبي من انه اشارة الى الملائكة أو جبريل. و تبقى بقية الاحتمالات واردة. و الله اعلم.
أن شاء الله اضع التفريغ (ان لم يكن اليوم فغدا بإذن الله بتوقيت مكة).
و مثله (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) في سورة الصافات, فاللام هنا عوضا عن على للدلالة على المعنيين السابقين الذين هما الاستعلاء و الاختصاص. و المعنى إن ابراهيم عليه السلام صرع ابنه اسماعيل عليه السلام على الارض كما يفهم من السياق. و خص الجبين و هما جانبين الرأس من الامام و بينهما الجبهة بالذكر هنا, ليبين ان هناك صرعا خاصا بها واقعا عليها. فابراهيم عليه السلام و حتى لا ينظر الى وجه ابنه حال ذبحه فيقع منه رحمة له فيتردد جعل وجه اسماعيل عليه السلام جهة الارض حال ارادته ذبحه و هذا ليس بتكلف و لا تقول بل هو الذي دلت عليه الآية بكلماتها و أدواتها و سياقها. لذا صرح جماعة من السلف بأن هذه هي الهيئة التي اراد بها ابراهيم عليه السلام ان يذبح اسماعيل عليه السلام منهم ابن قتادة و مجاهد و غيرهم . أحسنت يا بارك الله فيك. انظر الى هذه الآية و تأمل معي أيها المبارك, تأمل معي عظيم فهم صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم كلام ربهم, و قبل ذلك ساحكي لك حكاية فيما يتعلق بفهم هذه الآية: الله عز و جل يقول هنا في هذه الآية (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) الكلام هنا عن من؟ عن ابراهيم عليه السلام و ابنه اسماعيل عليهما السلام. فلما اسلما أي ابراهيم و اسماعيل عليهما السلام وتل ابراهيم عليه السلام اينه اسماعيل تله للجبين, اذا ذهبت للتفسير بالمأثور انظر مثلا الى تفسير جرير رحمه الله فتقف على هذه الآية لتقرأ تفسير ابن عباس لهذه الآية فيقول لك ان ابراهيم الخليل (انا اشرح لك كلام ابن عباس) يقول ان ابراهيم عليه السلام لما اراد ان يذبح ابنه, لم يذبحه على الصفة المعهودة, (الصفة المعهودة ان يوضع الانسان او كما تريد ان تذبح بهيمة أو نحوه ذلك أن تضعها على الجنب أليس كذلك؟ نعم) على جنب من الجانبين ثم تقوم بالذبح. ابراهيم الخليل عليه السلام لما اراد ان يذبح ابنه اسماعيل عليه السلام لما هم بالذبح لم يفعل هذا لم يجعل ابنه على جنب من الجانبين ابدا لا جنبه الايمن و لا الايسر و انما فعل صفة اخرى. ما هذه هي هذه الصفة؟ أنه جعل وجه ابنه اسماعيل الى الارض ثم لما اراد الذبح أخذ بهذه السكين و أدخلها من تحت حلق اسماعيل و هم بالذبح على هذه الصفة. فوجه اسماعيل عليه السلام على هذه الصفة و ابراهيم الخليل يذبح على هذه الصفة. ابن عباس لما ذكر هذا الكلام من اين اتى به؟ كثير من طلبة العلم و من الناس من يقرأ هذه الآية يظنون أن هذا الوصف لهذه العملية قضية ان يذبح ابراهيم ابنه اسماعيل على هذه الوضعية هو مما اخذه ابن عباس من بني اسرائيل و هذا ليس بصحيح,
هذه الآية التي وصف الله بها إسلام ابراهيم الخليل و كذلك ابنه اسماعيل لله عز وجل في هذا الامر العظيم. ذكر هذه الصفة, و ذكرت لك ان ابن عباس و من معه في مدرسته كابن قتادة و مجاهد و غيرهم من الأئمة فسروا هذه الآية فجعلوا ذبح أو ارادة ذبح ابراهيم الخليل لابنه اسماعيل على صفة محددة وهي ان ابراهيم الخليل جعل ابنه اسماعيل على جهة يكون فيها الوجه متجها الى الارض و أراد ان يذبحه على هذه الصفة. هذا الكلام من ابن عباس و من وافقهم على هذا الامر لم يأتي من كتب بني اسرائيل ولم يأخذه عن صحف تقدمت من الكتب السابقة تصف ما جرى بين ابراهيم الخليل و بين ابنه اسماعيل عليهما السلام ابدا و انما اخذه من هذه الآية و هذا الذي اريدك ان تنتبه له عندما لا تفهم كلام ابن عباس أو كلام اين مسعود أو كلام أحد الأئمة من أهل العلم في هذا الباب لا تجنح كثيرا الى ان تقول هذا من تفسير أو من ما أخذ من الاسرائليات أو هذا من ما نقل عن الصحف السابقة من الكتب التي تقدمت امة محمد صلى الله عليه و سلم. أبدا لا تجنح الى هذا. فإنهم رحمهم الله و إن اخذوا شيئا من ما لا يخالف شيئا من ما نحن عليه من ديننا إلا انهم لم يكثروا من هذا ابدا و عندما تنظر في تفسيرهم رحمهم الله كتفسير الدرر المنثور أو تفسير اين جرير أو تفسير اين كثير أو البغوي أو في غير ذلك من التفاسير أكثر ما نقل عنهم انه تفسير مما فهموه من كلام الله عز و جل لم يأخذوه عن بني اسرائيل أو غيرهم و إنما فهموه من الكلام العربي المبين الذي جاء في كلام الله عز وجل. فلا تجنح كثيرا الى قول ان هذا اخذ عن بني اسرائيل لاء لم يؤخذ عن بني اسرائيل و إنما اخذ من كتاب الله و لكن المسأله أنك لم تفقه ما فقهوه هم من القرآن و لم تفهم ما فهموه هم من القرآن و لم تدرك من كلمات القرآن و دلالتها و من حروف المعاني و دلالتها ما ادركوه هم. الذين اخذوا القرآن و استمعوا اليه و فهموه و هم أصحاب لغة يتكلمون بلسان عربي بين واضح لا لبس فيه فلما تقرأ هذه الآية (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) أولا ابراهيم عليه السلام أمر بماذا؟ بالذبح المجرد أليس كذلك؟ قال تعالى (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ) هل أمر ان يذبح على صفة معينة؟ لاء. إنما أمر ان يذبح. ما كيفية الصفة؟ لم يحدد له الله عز وجل هذه الصفة. هذا النبي الكريم الذي وصفه الله تعالى (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) أبراهيم كان فيه من الرحمة و كان فيه من الشفقة و كان فيه الحلم و كان فيه من التؤده و الرفق بالناس شيء لا يوصف و هذا من كمال و عظمة هذا النبي. و لذا كان هو افضل الانبياء بعد نبيا محمد صلى الله عليه و سلم. و لذا كان نبينا يكثر من ذكر ابراهيم الخليل و الثناء عليه بل ان الله تعالى هو الذي تولى الثناء عليه في كثير من المواطن. هذا النبي أمر بالذبح و لم يؤمر بكيفية معينه للذبح فقد خيره الله عز وجل في ذلك فاختار صفة ينفذ فيها الامر الذي جاء من الله عز وجل و ايضا يجمع فيها بين استجابته لامر الله و بين رحمته لابنه التي جعلها الله عز وجل في قلبه فجمع بين الامرين و هذا من كمال تنفيذ اوامر الله سبحانه و تعالى بأنه نفذ الامرين فهو مأمور ان يرحم ابنه و أن يشفق عليه و أن يكون لطيفا به مراعيا لجميع أحواله و مأمورا ايضا بإن لا يرتكب شيء يكون فيه أثر على نفسه و يكون فيه بقية فكر تتعلق بأمر من أوامر الله عز وجل فجمع بين هذا كله بين الرحمة التي جعلها الله في قلبه بل التي أمر الله عز وجل نبيه ابراهيم و أمر غيره ايضا بان تكون في قلوب الآباء على الابناء هذه الرحمة الفطرية المغروسة بين الابن و ابيه, هذه موجودة و باقية و هي شرعية و فطرة كونية لم يبعدها ابراهيم و لم يزلها لما استمع الى امر الله تعالى بل نفذ الامرين جميعا. أما الامر الاول فهو انه سيذبح و لن يرده شيء عن ان يقدم ابنه قربانا لله سبحانه و تعالى استجابة لامره لن يرده شيء عن ذلك و لكنه يجمع مع ذلك بأي شيء؟ يجمع الرحمة, و اللطف و الشفقة بهذا الابن و بنفسه ايضا في حاله مع ابنه, فجاء على هذه الصفة بأن رمى ابراهيم ابنه اسماعيل على الارض تله تلا قويا شديدا حتى لا يفكر و لا يتردد, وتله و التل لا يكون إلا بشدة فلما أسلما أي الجميع أسلم لله عز وجل. و أريدك ان تتخيل هذا الموقف أيها المؤمن مسألة ليست بالهينة فليست القضية ذبيحة تذبحها و تقدمها لله عز و جل, تشتريها بمبلغ من المال ثم..., القضية هي تصور عندك ابنك و هو من أحب الناس إليك و ما جاءك إلا بعد تعب و جهد و زمن و تحبه محبة شديدة جدا بل ترى الدنيا كلها فيه, هذا الابن ابن صالح, تقي, بر بأبيه, ابن قد جمع الله عز وجل فيه مما يجعل ابيه متعلقا فيه شديد التعلق, شديد المحبة له. و لذا قال ابن القيم رحمه الله في كلامه عن هذه الاية و في تفسيرها ان ربنا الله سبحانه و تعالى لعله اطلع على تعلق ابراهيم الخليل بهذا الابن و شدة محبته له فأراد ان يخلص محبة الله عز و جل التي في قلب ابراهيم الخليل لربه سبحانه و تعالى فلا يخالطها شيء حتى و إن كانت محبة العبد لابنه. و هذا الذي جرى لنبينا محمد صلى الله عليه و سلم مع من؟ مع ابنه ابراهيم. عليهم جميعا افضل الصلاة و افضل التسليم. فكذلك ابراهيم مع ابنه اسماعيل فأمره هذا الامر فاستجاب لله سبحانه و تعالى لكنه جعل وجه ابنه اسماعيل الى الارض, جعل هاتين العينين اللتين قد ينظران الى ابراهيم الخليل و هو يقدم على ذبح ابنه اسماعيل في هذه الحال الشديدة مع الاسلام الكامل لله تعالى في هذا الموقف العظيم و السكين بيد ابراهيم الخليل و هو يقدم على ذبح هذا الابن الكريم, البر الرحيم بل هو نبي من انبياء الله عز وجل يقدم على هذا الذبح فجعل وجهه الى الارض و أخذ السكين يريد ان يذبح و قد استجاب جميعا و اسلما لله تعالى (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيم). هذه الصفة الكاملة هي التي أشار اليها ابن عباس و مجاهد و قتادة و دلت عليها الآية في حرف من حروف المعنى ((فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) أي ان التل كان من جهة الجبين و هذا التل هو الذي أوصل هذا الرأس الى الارض و التل كان من جهة الجبين. فتله للجبين اي تله تلا يوصل به جبينه الى الارض, فوصل الجبين الى الارض. و الجبين هنا (الـ) هذه جنسية بمعنى أنه اوصل كل الجبين. فإذا اوصل كل الجبين معنى انه أوصل الطرفين هذا و ذاك أوصلها جميعا الى الارض. لم يوصل طرفا واحدا دون طرف إنما أوصل الطرفين جميعا الى الله سبحانه و تعالى أوصلهما طاعة لله قربانا الى الله فجعلهما يماسان الارض هكذا من جهة حتى لا ينظر هو الى عين ابنه اسماعيل حال الذبح. فلم يأمره الله سبحانه و تعالى بذلك فلما القسوة و لما الجفاء لم يأمره الله سبحانه و تعالى أن يضع عينيه بعيني ابنه اسماعيل حال ذبحه ابدا لم يأمره بذلك إنما أمره بالذبح مطلقا. و هذا هو كمال الايمان و كمال البقين و كمال الرحمة و كمال الشفقة التي يحبها الله سبحانه و تعالى في عبده حين تنفذ الاوامر الاخرى التي جاءتك من الل سبحانه و تعالى بأن تكون شفيقا و رحيما بالناس من أولهم الى آخرهم فأنت عندما تريد أن تنكر منكرا أو تنفذ أمرا تأمر و تنهى و قلبك مليء بالرحمة مليء بالشفقة مليء بالرأفة على هؤلاء الناس الذين تريد انت ان تخرجهم من الظلمات التي تعيشون فيها الى النور الذي اراد الله عز وجل ان يهدي الخلق إليه. هذا هو بعض ما يتعلق بهذه الآية. و لكني اردت الاشارة فقط الى حرفين من حروف المعنى في هذه الآية و هو أولا (اللام الموصلة) هذه و (أل الجنسية) في قوله (لـ الجبين).
هل الكلام واضح؟ اقرأ يا عبد السلام.
السلام عليكم و رجمة الله
تم بحمد الله الاستماع الى الدرس العشرون التضمين. و سأبدأ بتدوين اجوبة الفوائد الآن بإذن الله.
*** ما معنى التضمين؟وما هي فائدته ؟ومن يقول به من النحاة؟
التضمين: كلمة تدور في كتب اللغة بين العروضين و الادباء و النحاة و البيانيين و لكل طائفة من هؤلاء معنى خاص يفسرون به التضمين. التعريف الذي يعنينا هو اشراب فعل بمعنى فعل آخر ليدل الفعل الاول على معناه الاصلي و على المعنى الذي دل عليه السياق. و للتضمين غرض بلاغي لطيف و هو الجمع بين معنيين بأخصر أسلوب و ذلك بذكر فعل و ذكر حرف جر يستعمل مع فعل آخر فنكسب بذلك معنيين, معنى الفعل الاول و معنى الفعل الثاني. إذن فائدته الايجاز و الاختصار.
يقول بالتضمين الخليل الفراهيدي, سيبوية, البصريون, ابن قيم و جمهور من المفسرين كالطبري و القرطبي و ابو مسعود.
و هناك من انكره مثل الكوفييون و جعلوا ان الحرف هو الذي يتنقل في المعنى بمعنى ان (في) قد تحل محل (على) كما في تفسيرهم للآية (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ).
*** ما هي شروط استعماله حسب المجمع اللغوي في القاهرة؟
اولا: تحقيق المناسبة بين الفعلين.
ثانيا: وجود قرينة تدل على ملاحظة الفعل الآخر, و يؤمن معها اللبس.
ثالثا: ملاءمة التضمين للذوق العربي.
***ما هو وجه التضمين في الأفعال التالية:
1- ﴿ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرً﴾
الفعل يشرب يتعدى عادة بحرف الجر (من) نقول شربت من العين (للدلالة على الشرب فقط).
أما للدلالة على الارتواء فنقول (ارتويت بـالماء)
فالباء هنا جاءت للدلالة على الفعل المحذوف المتعدي بها و هو (الارتواء).
فاصل الجملة (عينا يشرب منها و يرتوي بها عباد الله)
فحذف الفعل (يرتوي) و اداة الجر (منها) فاصبحت الآية (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرً﴾ و ذلك دون الاخلال من معنى الآية بل على العكس اعطتها بلاغة و ايجاز و اصبح وقعها على السمع اجمل. و لو قيل (عينا يشرب منها) لدل على الشرب فقط لا على الارتواء.
2- ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾
الفعل يرد متعدي بنفسه لا يحتاج الى حرف جر يعديه. و لما جاء هنا (فيه) و (ب) في ظلم, كان لا بد ان نبحث عن السبب.
فيه هنا تفيد الظرفية أي بمعنى في البيت الحرام. فالجملة كانت (و من يرد في البيت الحرام الحادا)
حرف الباء دل على الفعل المحذوف المتعدي به المناسب للسياق في هذه الآية و هو (هم) أي (و من يهم بالبيت الحرام الحادا نذقه من عذاب أليم) فجمعت كلتا الجملتين في آية واحدة (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) بليغة و موجزة.
و من فهم هذه الآية قال الفقهاء انه مجرد الهم باقتراف المعاصي في البيت الحرام تكتب السيئة.
3- ﴿ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ﴾
الفعل نصر يتعدى بحرف الجر (على) عادة و ليس (من) فلما جاءت من هنا؟
من دلت على الفعل المحذوف المتعدي بها المناسب لهذا السياق و هو (انتقم)
فالله تعالى لم ينصر نوح عليه السلام فقط بل و انتقم من قومه بأن اغرقهم جميعا.
4-﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرً﴾
الفعل أكل متعدي بنفسه لا يحتاج الى حرف جر يتعدى به. فلما جاءت (الى) معه دلت على الفعل المحذوف الذي يتعدى بها و يناسب السياق في هذه الآية و هو (الجمع و الضم). أي (و لا تأكلوا و لا تضموا و لا تجمعوا أموالهم الى أموالكم) فحذفت الافعال و دل عليها حرف الجر المتعدي بها (الى) و اصبحت (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ) لتفيد معنى النهي عن ليس فقط أكل مال اليتيم بل الضرر به حتى لو كان مجرد ان تجمعه لتضر بماله.
5-﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
يخالفون فعل متعدي بنفسه.
جاءت (عن) للدلالة على الفعل المحذوف المتعدي بها المناسب لهذا السياق و هو (الاعراض) فكان اصل الجملة (فليحذر الذين يخالفون أمره حال كونهم معرضين أن تصيبهم فتنة) فحذف الفعل و اصبحت الآية (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ) لتدل على ان المخالف الغير معارض لا يشكله هذا الخطاب.
ام الخطاب
11-12-08, 05:49 PM
[بيني بعض أسرار الآيات الكريمة التالية:
1-﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ فيما يخص معنى كلمة الهز وسبب تعديتها بحرف الباء؟
]الهز تحريك الشيء وفعله يتعدى بنفسه لكن هنا عداه بالى ليتضمن معنى الامالة والتقريب لفاعل الهز وفيه زيادو كرامة لمريم فالجذع لم يهتز فقط بل مال واقترب اليها رغم ضعف يديها وعداه بالباء التي تفيد الالصاق لتؤكد عليها تمكين يديها من الجذع حال هزها وهذا امر بفعل كل ما يستطاع من الاسباب الدنيوية
-﴿ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعً﴾ وسبب اختصاص الأذقان بالخرور بدل الوجوه ودلالة حرف اللام .
اللام المفردة لها معان كثيرة واصل معناها الاختصاص اي يسقطون على وجوههم سجدا تعظيما لامر الله او شكرا وتخصيص الاذقان بالذكر للدلالة على كمال الذل وذكر اللام لاختصاص التذلل بها
فالمقصود به الوجه كامنلا لقول ابن عباس وقتادة
3-﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ ودلالة كل من لام الجر و"ال" التعريف في كلمة "لِلْجَبِين " كما ذكره بن عباس رضي الله عنه.
هنا تضمنت اللام معنى على ليدل على الاستعلاء والاختصاص معا
وخص الجبين بالذكر وهو جانب الوجه ليبين طريقة ذبح ابراهيم لابنه فهو جعل وجه ابنه للسفل وجعل جانب وجهه يلي جهته ليجمع بين الاستجابة لله والرحمة بابنه
وال في الجبين جنسية اي كل الجبين يلي ابراهيم
اما باقي الاسئلة فما زلت ابحث فيها وتلحق باذن الله
ام الخطاب
11-12-08, 06:40 PM
*** ما معنى التضمين؟وما هي فائدته ؟ومن يقول به من النحاة؟
هواشراب الفعل معنى فعل اخر ليدل الفعل الاول على معناه الاصلي وعلى المعنى الذي دل عليه السياق
اما فائدتهفهي اعطاء نوع من الفصاحة والبلاغة والبيان وكذلك الايجاز والاختصار
وممن قال به:الخليل وسيبويه وتبعهم البصريون ونصره ابن جني
*** ما هي شروط استعماله حسب المجمع اللغوي في القاهرة؟
1 تحقيق المناسبة بين الفعلين التي تسمى العلاقة
2وجود قرينة تدل على المعنى الملحوظ مع الامن من اللبس
3ملائمة التضمين للذوق العربي
***ما هو وجه التضمين في الأفعال التالية:
1- ﴿ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرً﴾
تضمن حرف الباء معنى يروى فيكون المعنى عينا يشرب منها ويروى بها عباد الله
2- ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾
فعل يرد يتعدى بنفسه لكن هنا تعدى بالباء فتضمن معنى الهم فالتقدير :ومن يرد فيه الحادا ويهم بالحاد بظلم
3- ﴿ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ﴾
فعل نصرناه الاصل ان يتعدى على لكن هنا تعدى بمن فتضمن معنى انتقمنا فالتقدير:ونصرناه على القوم وانتقمنا من القوم
4-﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرً﴾
الاصل في فعل الاكل الا يتعدى لكن هنا تعدى بالى فتضمن معنى الضم والجمع فالتقدير ولا تاكلوا وتضموا وتجمعوا اموالهم الى اموالكم
5-﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
فعل المخالفة الاصل ان لا يتعدى لكنه هنا تعدى بعن فتضمن معنى الاعراض فالتقدير الذين يخالفون ويعرضون عن امره
ام الخطاب
12-12-08, 10:03 PM
الشيخ: اقرا ياعبد السلام
الطالب:وهذه امثلة اخرى ادعها للقارئ الكريم المثال السادس:قوله تعالى:"ءأمنتم من في السماء "اتفق ائمة السلف على ان الذي في السماء هو الله جل في علاه
الشيخ:نعم وهذا بلا خلاف بينهم ان الذي في السماء هو الله سبحانه وتعالى وهذه عقيدة ليست عقيدة اهل السنة والجماعة فقط ولكن هذه عقيدة المسلمينمن اولهم الى اخرهم حتى دخلت فيهم البدع الله سبحانه وتعالى هو جل وعلا هو على السماء ولا يكون سبحانه وتعالى الا على هذه الصفة جل في علاه فالعلو المطلق له سبحانه وتعالى علو ذات وعلو قهر وكل انواع العلو ثابتة له سبحانه وتعالى ولا ينكر ذلك الا من فسدت فطرته الا من فسدت فطرته هو الذي ينكر هذا العلو ينكر هذا العلو فتارة يقول ان الله في كل مكان اعاذنا الله سبحانه وتعالى من مثل هذا القول او يقول ان الله سبحانه وتعالى لا يوجد في هذا الكون ليس في علو ولا في سفل ولا في يمين ولا في شمال ونحو ذلك مما يقوله بعض اهل الفلسفة فالله سبحانه وتعالى قد اثبت له العلو المطلق في اكثر من ثلاثمائة اية في كتاب الله وفي السنة احاديث كثيرة جدا في هذا الباب بل ان في ما ترى من احوال المخلوقين حتى من غير الانسان يثبت علو الله سبحانه وتعالى وانت تنظر الى المخلوقات الى البهائم اذا ارادت ان تجار وان تبتهل الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء وان تتضرع اليه جل وعلا في امر من الامور انما هي ان ترفع راسها الى السماء وقد شوهد ذلك مرارا في القديم والحديث اذا ارادت ان تستسقي لها الله سبحانه وتعالى فانها تستسقيه بان ترفع عينيها وذراعيها الى العلي الكبير سبحانه وتعالى هذه حقيقة ثابتة في الفطرة بل انها عقيدة ثابتة في قلب الانسان لا يستطيع احد ان ينكرها مطلقا عندما تريد ان تدعو الله سبحانه وعنالى اين تتجه؟اين تتجه في دعائك الى ربك سبحانه وتعالى (انقطاع)او تتجه الى الشمال او الى الامام او الى الاسفل او الى الخلف اين تتجه اذا اردت ان تدعو الله عز وجل ؟اين؟اين تذهب؟ليس لك الا الله واين الله؟الله في العلو المطلق سبحانه وتعالى هذه عقيدة ثابتة وهي ثابتة عند المسلمين جميعا عند الصغار والكبار وقد سالت طفلا في الخامسة من عمره كنت معه فقلت اذا اردت ان تدعو الله ايش تقول؟ قال :اقول:يا رب قلت :ليش تروح فوق قال:ربي فوق والله في الخامسة من عمره سالت اخر في السادسة من عمره قلت:حبيبي اذا اردت ان تدعو الله عز وجل كيف تدعوه ؟قال:اقول كده يارب قلت:اذا قلت يارب ادخل ابوي وامي الجنة ايش تقول؟قال:اقوليارب ادخل ابوي وامي الجنة قلت:ليش كده؟قال:ادعو ربي انا قلت:سبحان الله اخي هذه عقيدة مغروسة في الفطر تريد ان تنكرها لاجل فلسفة وكلام فارغ دعوا هذا عنا جميعا ايها المسلمون دعوا عنا هذا الكلام الفارغ الذي لا معنى له في ان ينكر الانسان علو الله سبحانه وتعالى هذه جريمة من اعظم الجرائم ولذا حصل لبعض هؤلاء المبتدعة بعض هؤلاء الفسقة الفجرة في حق ربهم سبحانه وتعالى عندما اراد ان يسبح ربه وان يقدس ربه كما سمع من بشر المريسي وهو ساجد يدعو ربه يقول سبحان ربي الاسفل اعوذ بالله يقول هكذا سمع وهو يدعو في سجوده فيقول :سبحان ربي الاسفل لانه لايريد ان يثبت العلو الذي اثبته الله عز وجل لنفسه هكذا يصل عقل الانسان لمثل هذا الحد الادنى في عدم تعظيمه لله سبحانه وتعالى ينزل الامر من الله عز وجل بتسبيحه سبحانه وتعالى بانه الاعلى ويامرك في حال سجودك في ادنى موطن وادنى موضع تكون فيه انت في حال ان يصل هذا الراس بما فيه من الجبهة والانف بل حتى الذقن يصل الى الارض فيقول :سبحان ربي الاعلى تنزه الرب في هذا الموطن بانه الان في موطن انت في موطن تحتاج فيه ان تثبت علو ربك سبحانه وتعالى الذي فوق عرشه جل وعلا ثم يقول هذا الخسيس هذا الفاجر :سبحان ربي الاسفل وكل مؤمن بل ان رسولنا صلى الله عليه وسلم ومن تبعه باحسان الى يومنا هذا لا يقولون الا سبحان ربي الاعلى هذه العقيدة ايها المؤمن لا اريد ان ندخل في كلام المنطق الطويل في هذه القضية لكن في الفطرة التي غرسها الله عزوجل في قلبك اياك اياك ان تتعرض لهذه الفطرة بشيء يفسدها بشيء يكدرها فان ربك سبحانه وتعالى هو العلي المتعال جل في علاه استوى على عرشه وهو يقضي بين خلقه وهو مستو استواء يليق بجلاله وعظمته سبحانه وتعالى كيف؟الله اعلم تريد ان اصف لك استواء الرب كيف يكون هذا ؟كيف يكون هذا؟ من الذي يعلم ذات الرب سبحانه وتعالى وكيفية هذه الذات حتى يستطيع ان يصف استواءه جل وعلا على عرشه لا تدري ولكن نعلم ما معنى الاستواء فنثبت هذا يقينا وحقا طاعة لله عز وجل في كتابه وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته واتباعا لاجماع المسلمين اجماعا يقينيا قطعيا في هذه المسائل اسال الله عزوجل ان يهديني واياكم للتي هي اقوم
نعم اخي
الطالب:لكنهم اتفقوا ايضا على ان السماء على أي تاويل كانت لا يمكن ان تكون ظرفا للكبير المتعال سبحانه وتعالى
الشيخ:نعم
الطالب:اذن ما المراد ب في في هذه الاية قيل:بمعنى على وهذا حق ولكن بقي في معناهابقية فتامل
الشيخ:نعم اكملهذه امثلة للاذهان يعني الانسان يفكر فيها ويتاملها وينظر في كلام اهل العلم نعم
الطالب:المثال السابع :قوله تعالى "ويوم تشقق السماء بالغمام "في سورة الفرقان
المثال الثامن:قوله تعالى "السماء منفطر به"في سورة لبمزمل
الشيخ:نعم هذه الحروف الباء في بالغمام الباء في السماء منفطر به لها دلالة تاملها راجع كتب التفسير ستجد كلاما يبين لك المعنى ويوضح لك المراد نعم
الطالب:المثال التاسع:الفعل مر ومروا ويمرون ونحو ذلك في كتاب الله تعالى تارة يتعدى بالباء وتارة يتعدى بعلى كما في قوله تعالى "وكاين من اية في السموات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون"في سورة يوسف مع قوله تعالى "واذا مروا بهم يتغامزون"فلم عدي في الاية الاولى بعلى ولم عدي في الاية الثانية بالباء الشيخ :نعم هذه المغايرة لابد ان تنتبه لها هذه المغايرة لابد ان تنتبه لها تارة يتعدى فعل مر بعلى وتارة يتعدى بالباء فلم؟لم يتعدى مرة في القران بعلى ومرة يتعدى بالباء هذا لسر وحكمة ممكن ان تطلع على كتب التفسير وعلى ما ذكرنا لك من الكتب المعينة في حروف المعاني وستجد ان هناك فرق في الدلالة السياق كان يناسب هنا ان ياتي حرف الباء وهناك في السياق ما يجع المناسب في هذا الموطن ان ياتي حرف على على تدل على الاستعلاء والباء تدل على الملاصقة فتارة المرور يناسب ان يكون بملاصقة وتارة المرور يناسب ان يكون بعلو وهذا من اعجاز كتاب الله سبحانه وتعالى
الطالب:التغاير بين العطف بالواو والفاء في اوائل سورتي المرسلات والنازعات
الشيخ:نعم سبق الكلام عن سورة النازعات وبالنسبة لسورة المرسلات تاملها انت بنفسك وستجد باذن الله ما يثلج صدرك نعم
ننتقل بعد ذلك الى قضية لها علاقة بحروف المعاني نعرض لها سريعا وهي ما يسمى بالتضمين وهي ما يسمى بالتضمين هذا المصطلح التضمين مصطلح له علاقة بحروف المعاني له علاقة قوية جدا بحروف المعاني لابد ان نعرض له عرضا سريعا حتى يتضح لك الامر بشكل اتم واكمل فنعرض لمصطلح التضمين الوارد عند البيانيين وعند النحاة بل وعند المفسرين فنعرض لهذا المصطلح ونبين المقصود منه ونذكر لك امثلة يسيره عليك ثم بعد ذلك ننتقل باذن من الله سبحانه وتعالى واعانته الى المرحلة الثالثة نعم
الطالب:التضمين:كلمة تدور في كتب اللغة بين العروبيين والادباء والنحويين والبيانيين ولكل طائفة من هؤلاء معنى خاص يفسرون به التضمين والذي يهمنا من هؤلاء هم طائفة البيانيين وكذلك بعض النحاة فالتضمين الذي نقصده هنا هو:اشراب الفعل معنى فعل اخر ليدل الفعل الاول على معناه الاصلي وعلى المعنى الذي دل عليه السياق
الشيخ:نعم اعد التعريف وانتبهوا له اعد التعريف ما التضمين الذي نريده في هذا الموطن ؟ما التضمين الذي نريده في هذا الموطن؟نعم
الطالب:فالتضمين الذي نقصده هنا هو اشراب الفعل معنى فعل اخر ليدل الفعل الاول على معناه الاصلي وعلى المعنى الذي دل عليه السياق
الشيخ:نعم هذا التعريف سنقف عليه طويلا باذن الله عز وجل في حلقة قادمة اسال الله عزوجل لي ولكم علما نافعا وعملا صالحا اللهم انا نسالك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تجعلنا من اهل الفقه في الدين ومن اهل التاويل اللهم انا نسالك الفقه في الدين وان تعلمنا التاويل وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
ام الخطاب
12-12-08, 10:20 PM
بالنسبة لاية "وكاين من اية في السموات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون "استخدم حرف على ليدل على هياتهم عند المرور على الايات وهي هيئة العلو الاستكبار والاعراض لا هيئة التفكر والذل لخالقها ام اية "واذا مروا بهم يتغامزون "اختار الباء للدلالة على معنى الالصاق اي ان الكفار كانوا قريبين جدا من المؤمنين اثناء غمزهم وقد اقتربوا منهم زيادة في اغاظتهم مما يدل على شدة ايذائهم لهم
اما اية :"السماء منفطر به"فالباء تتضمن معنى الالصاق اي ان انفطارها ملتصق بيوم القيامة وتتضمن معنى السببية اي بسبب الغيوم والسحاب تتشقق السماء وذلك لنزول الرب تعالى لانه تعالى ينزل في سحاب "هل ينطرون الا ان ياتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة"
اما اية "ويوم تشقق السماء بالغمام"فكذلك كسابقتها سببية وللالصاق
اما اية "اامنتم من في السماء " فتلحق باذن الله
السلام عليكم
تم بحمد الله الاستماع الى الدرس الـ21 بداية المرحلة الثالثة. و سأبدأ بتدوين الاجوبة الان ان شاء الله.
ردا على السؤال السابق (أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) لماذا جاءت (في الظرفية) للدلالة على (على)؟ أجاب الشيخ انه هذه الـ(في) هي بمعنى (على) و لا خلاف في ذلك للدلالة على العلو أما تأويلها فقال للدلالة على امرين معا و هما أولا الاشارة الى علو الله سبحانه و تعالى (بمعنى على) و ثانيا للدلالة على جنود الله سبحانه و تعالى في السماء (بمعنى في الظرفية) و قال الشيخ هذا رأيه و اجتهاده يحتمل الخطأ او الصواب (جزاه الله خيرا).
** ماهي المرحلة الثالثة لطالب فهم القرآن ؟
هي معرفة دلالة الجملة الواحدة و ما يتعلق بها ثم دلالة الجمل التي تتكون منها الآية. الجمل لها أثر في معرفة الترجيح و إدراك اكمل المعاني و أتم أوجه التفسير عند الكلام عن كتاب الله عز و جل. لذلك لا بد لطالب العلم من الالمام بالقواعد و النحو و البلاغة و بالاخص علم المعاني و البديع.
** عددي أنواع الجمل في القرآن الكريم ؟ مع ذكر دلالة كل نوع ؟
تنقسم الجمل في لغة العرب نظرا لعدة اعتبارات و ما يهمنا هنا هو الاعتبار الذي له علاقة بعلم المعاني و ماله أثر في تفسير القرآن العظيم:
1- الجملة الاسمية و دلالتها
2- الجملة الفعلية و دلالتها
3- الجملة الحالية
4- الجملة المعترضة
الجملة التفسيرية.
و قال الشيخ سيركز على الجملة الاسمية و الفعلية.
- الجملة الاسمية و دلالتها: هي كل جملة صدرها يتكون من اسم (مبتدأ و خبر), فكل جملة صدرها اسم تدل على اللزوم و الدوام و الاستمرار. مثلا (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) الحمد: مبتدأ, لله جار و مجرور. هذا من ناحية النحو و من ناحية علم المعاني هذه جملة اسمية دلت على دوام الحمد لله أي ان الحمد صفة ملازمة لا تنفك عنه سبحانه و تعالى بأي وجه من الاوجه. و في نفس المعنى (اللَّهُ الصَّمَدُ), (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ).
- الحملة الفعلية: هي ما يبدأ بفعل و تدل على الحدوث و التجدد. مثلا (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ) فجملة (خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ) هي فعلية لانها تبدا بفعل امر (خذ) و الفاعل ضمير مستتر تقديره (انت يا يحيى). فهي اذن جملة فعلية دلت على أمر الله تعالى لنبيه يحيى عليه السلام ان يأخذ الكتاب (بقوة). اي أمر يحتاج الى التجدد و ذلك لانه لا يمكن ليحيى عليه السلام ان يأخذ الكتاب بقوة في كل أحيانه فهو بشر و هو لم يؤمر بذلك إنما أمر ان يأخذ الكتاب بقوة و يتابع هذا الاخذ مرة بعد مرة و حين بعد حين. ففي الحديث الصحيح في صحيح مسلم (حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد وأبو الربيع العتكي جميعا عن حماد قال يحيى أخبرنا حماد بن زيد عن ثابت عن أبي بردة عن الأغر المزني وكانت له صحبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة ) و في رواية أخرى 70 مرة.
يغان بمعنى يغفل أو يحصل له شيء قليل من الفتور عن الذكر. كأنه غبار قليل يقع على القلب فيصبح كالغشاء الرقيق عليه. فيستغفر رسول الله صلى الله عليه و سلم من ذلك 70 أو 100 مرة و هو افضل خلق الله. فإذا كان هذا ما يحصل لرسولنا الكريم فيحيى عليه السلام ايضا لن يكون في استطاعته ملازمة الاخذ بالقوة طوال الوقت لهذا جاءت الجملة فعلية للدلالة على تجديد النية و الاخذ بالقوة.
** وضحي الفرق بين :
1- دلالة الجملة الفعلية في قوله تعالى : ( يٰيَحْيَىٰ خُذِ ٱلْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ) ؟
قد تم شرح الآية و لماذا جاءت فعليه في السؤال السابق.
2- دلالة الجملة الاسمية في قوله تعالى : ( وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ) ؟
الجملة اسمية فيها سلام و أمان و تنزيه من الله سبحانه و تعالى لنبيه يحيى عليه السلام في 3 مواطن (الولادة, الموت, البعث). و بما انه هذا السلام كان من الله تعالى فهو إذن ثابت و ملازم و لا ينفك عن يحيى عليه السلام بأي حال من الاحوال. و لهذا أتت الجملة اسمية للدلالة على الثبات و الملازمة.
ام الخطاب
13-12-08, 09:19 PM
** ماهي المرحلة الثالثة لطالب فهم القرآن ؟
هي معرفة دلالة الجملة الواحدة وما يتعلق بها ثم دلالة الجمل التي تتكون منها الاية فالجمل لها اثر في ترجيح المعنى ومعرفة المعاني
** عددي أنواع الجمل في القرآن الكريم ؟ مع ذكر دلالة كل نوع ؟
1 جملة اسمية :وتدل على الثبوت والاستمرار واللزوم مثل:"الحمد لله رب العالمين
2 جملة فعلية:وتدل على التجدد والحدوث مثل"يايحيى خذ الكتاب بقوة"
وهناك:الجملة الخبرية والحالية والابتدائية الاعتراضية والتفسيرية وهناك جمل لها محل من الاعراب وجمل لامحل لها من الاعراب وهناك شبه جملة
"
** وضحي الفرق بين :
1- دلالة الجملة الفعلية في قوله تعالى : ( يٰيَحْيَىٰ خُذِ ٱلْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ) ؟
الاخذ في هذه الاية وصف بالقوة وهذا امر يحتاج الى تجدد في الاخذ ويتضح ذلك في حديث "انه ليغان على قلبي فاستغفر الله سبعين مرة"فالمراد ان يتابع هذا الاخذ مرة بعد مرة لانه لايمكن ان ياخذه دائما لانه فوق قدرة الانسان فاذا كان النبي محمد لايستطيع الدوام عليه حتى انه يفتر احيانا فغيره اولى
2- دلالة الجملة الاسمية في قوله تعالى : ( وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ) ؟
ان تسليم الله له دائم وهو عبارة عن تنزيه وتخلية وهي ثابتة له فدلت على الثبوت والاستمرار ليبين ان تسليمه له دائم لذا اتى بالجملة الاسمية
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اختي الحبيبة دعاء ارجو ان تكوني بخير يظهر انه النت فصل عندك مرة اخرى. الله ييسر لك و تستطعين ان تؤدي الامتحان القادم.
بقية الاخوات النشطات اشراقة نور و خادمة الذكر الحكيم ارجو ان تكونوا بخير جميعا و ان يتسير لكم تكملة الواجبات و الدخول بالامتحان.
رب يوفق الجميع.
خادمة الذكر الحكيم
16-12-08, 03:52 PM
*** اذكري أشهر المعاني للادوات التالية: مع ذكر الأمثلة لكل معنى:
1_أداة التعريف" ال". : عهدية مثل ما جاءت في قول الله تعالى ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴾ , جنسية مثل قوله تعالى ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ , للماهية مثل ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾.
2_" قد" إذا جاءت مع فعل ماض أو مضارع : تكون مع الماضي للتحقيق والتقريب مثل قوله تعالى ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا ﴾ , وتكون مع المضارع للتقليل أو التكثيرمثل قوله تعالى ﴿ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْه ﴾
3_اللام الجارة : أصل معانيها الاختصاص وهو معنى لا يكاد يفارقها مثل ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ ﴾ , وتأتي للسيرورة مثل قوله تعالى ﴿ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾ , وتأتي للعلة مثل ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ ﴾ , وتأتي للصلة مثل قوله تعالى ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ ﴾
4_ما الاسمية : تكون شرطية وموصولة تفيدان العموم مثل قوله تعالى ﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ ﴾ , وتكون استفهامية مثل قوله تعالى ﴿الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ ﴾ , وتكون تعجبية مثل قوله ﴿ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ﴾ .
*** وضحي كيفية الوصول إلى معرفة دلالة كل من حروف المعاني الآتية:
1_"ال" في قوله تعالى " وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ"؟
ال هنا جنسية استغراقية أي أن نوعها للجنس ودلالتها وفائدتها في علم البلاغة هي الاستغراق أي أنه لما كان السحر باختلاف أنواعه وأشكاله وأغراضه شراً كله جاءت ال هذه مفيدة للاستغراق والشمول حتى تحقق الاستعاذة منه كله، أما الحسد فمنه المذموم ومنه الممدوح وهو الغبطة، فلم تأتي ال معه حتى لا تشمل الاستعاذة أيضاً ما هو ممدوح منه فإن ذلك لا يستعاذ منه بل يتطلب العبد حضوره وحصوله.
2_"في" عند قوله تعالى" وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ "؟
لام القسم واقعة في جواب القسم تقدير الكلام والله لأصلبنكم , والمعنى المراد أن فرعون من شدة غيظه عليهم هددهم بأنه سيصلبنهم تصليباً شديداً حتى كأنهم من شدة التصليب ستحفر أجسادهم في وسط الجذوع كما لو أدخلت مسمار في جدار فحرف في دل على العلو مع الظرفية وهذا المعنى لا يؤديه حرف على كما هو ظاهر , وجاءت في هنا للدلالة على معنى للظرفية مناسبٌ هنا ومعنى الاستعلاء باقي لم يذهب فحروف المعاني التي لها معنى أصلي لا تذهب المعنى الأصلي بل المعنى الأصلي يبقى ولكن هناك معنى زائد جاء ليضاف إلى المعنى الأصلي
3_"السين" في قوله تعالى " سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حفيا"؟
السين الأولى أتت هنا للدلالة على المستقبل القريب أي أن إبراهيم عليه السلام وعد أباه أنه سيستغفر له في الزمن القريب ولو قال سوف أستغفر لك ربي لدل على زمن أبعد وهو خلاف مراد إبراهيم عليه السلام الذي بلغ من إحسانه من أبيه وحرصه على هدايته ما بلغ من شدة ما لقيه منه من وعيد وطرد وتهديد وغير ذلك، فهذه السين إشارة إلى نوع من الكمالات الخلقية التي اختص الله بها هذا النبي الكريم ومن وُفق من عبادة الصالحين
4_"الفاء" في قوله سبحانه وتعالى " إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ "؟
سببية فبسبب ما أعطيناك وأنعمنا عليك وبسبب ما أوليناك من النعم عندئذ صلى لله عزّ وجلّ وانحر له سبحانه وتعالى.
:icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6:
خادمة الذكر الحكيم
17-12-08, 01:54 PM
*** بيني بعض أسرار الآيات الكريمة التالية:
1-﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ فيما يخص معنى كلمة الهز وسبب تعديتها بحرف الباء؟
الهز تحريك الشيء وفعله يتعدى لنفسه فنقول هز الرمح أو الشجرة ونحو ذلك , وسبب التعدية بيان ذلك أن المنصوص عليه في الآية أنها جاءت إلى جذع نخلة لا إلى نخلة كاملة ومع هذا أمرت أن تهز الجذع وتميله نحوها ومن كرامة الله لها أن الجذع لم يستجيب لهزها فقط بل وسيميل نحوها إجابة لجذبها لها بيديها الضعيفتين غاية الضعف وهذا أبلغ في الإعجاز وأدل على قدرة العزيز الوهاب جل وعلا ثم جاءت الباء في ﴿ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ وهي للإلصاق لتؤكد عليها أن تمكن يديها من الجزع حال هزها غاية ما تستطيع من التمكن وهذا أمر لها بفعل كل ما في وسعها من الأسباب الدنيوية.
2-﴿ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعً﴾ وسبب اختصاص الأذقان بالخرور بدل الوجوه ودلالة حرف اللام .
اللام المفردة لها معاني كثيرة جداً وأصل معانيها الاستفاضة قال ابو السعود في تفسيره لهذه الآية اي يسقطون على وجوههم سجداً تعظيماً لأمر الله تعالى أو شكراً لإنجاز ما وعد به في تلك الكتب من بعثته وتخصيص الأذقان بالذكر للدلالة على كمال التذلل إذ حينها يتحقق الخرور عليها و اللام للدلالة على الخرور بها كما في قولك فخر سريعاً لليدين وللفم الذقن معروف والمقصود به هنا الوجه , والخرور عندما يكون للأذقان يكون أشد ما يكون خضوعا وخنوعاً وذلة ومسكنة لله سبحانه وتعالى , وذكرت اللام هنا عوضاً عن على في قوله ﴿لِلْأَذْقَانِ﴾ للدلالة على معنين معنى على وهو الاستعلاء لأن الخرور وقع عليها ومعنى الاختصاص أي اختصاصها بالخرور وخصت هذه الأعضاء بالذكر مع أن اليدين والقدمين تخران أيضاً لأنها هي المقصود الأعظم من الخرور لأن كمال الذل والخضوع إنما يكون بها.
3-﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ ودلالة كل من لام الجر و"ال" التعريف في كلمة "لِلْجَبِين " كما ذكره بن عباس رضي الله عنه.
فاللام هنا عوضاً عن على للدلالة عن الاستعلاء والاختصاص ,والمعنى أن إبراهيم عليه السلام صرع ابنه اسماعيل عليه السلام على الأرض كما يفهم من السياق وخص الجبين وهما جانبين الرأس من الأمام وبينهم الجبهة بالذكر هنا ليبين أن هناك صرعاً خاصاً بها واقعاً عليها فإبراهيم عليه السلام حتى لا ينظر في وجه ابنه حال ذبحه فيقع منه رحمة له فيتردد جعل وجه اسماعيل عليه السلام جهة الأرض حال إرادته ذبحه , وتفسير ابن عباس لهذه الآية يقول إن ابراهيم الخليل عليه السلام لما أراد أن يذبح ابنه لم يذبحه على الصفة المعهودة وهي أن يوضع هذا الانسان على جنب من الجانبين ثم تقوم بالذبح.... ابراهيم الخليل عليه السلام لما أراد أن يذبح ابنه اسماعيل عليه السلام لما هم بالذبح لم يفعل هذا لم يجعل ابنه اسماعيل على جنب من الجانبين أبداً لا جنبه الأيمن ولا على كذلك جنبه الأيسر وإنما فعل صفة أخرى ما هي هذه الصفة؟ أنه جعل وجه ابنه اسماعيل عليه السلام إلى الأرض ثم لما أراد الذبح أخذ هذه السكين فأدخلها من تحت حلق ابنه اسماعيل عليه السلام وهم بالذبح على هذه الصفة
***لما عدي فعل "مرَّ" في قوله تعالى ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾ بعلى ؟
ولما عدي في قوله تعالى ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾ بالباء ؟
لأن هناك فرق في الدلالة فالسياق كان يناسب هنا أن يأتي حرف الباء وهناك في السياق ما يجعل المناسب في هذا الموطن أن يأتي حرف على التي تدل على الاستعلاء وباء تدل على الملاصقة فتارة المرور يناسب أن يكون بملاصقة وتارة المرور يناسب أن يكون بعلو وهذا من إعجاز كتاب الله سبحانه وتعالى.
خادمة الذكر الحكيم
17-12-08, 03:00 PM
*** ما معنى التضمين؟وما هي فائدته ؟ومن يقول به من النحاة؟
التضمين: كلمة تدور في كتب اللغة بين العروبيين والأدباء والنحويين والبيانيين ولكل طائفة من هؤلاء معنى خاص يفسرون به التضمين والذي يهمنا من هؤلاء هم طائفة البيانيين وكذلك بعض النحاة فالتضمين الذي نقصده هنا هو إشراب الفعل معنى فعل آخر ليدل الفعل الأول على معناه الأصلي وعلى المعنى الذي دل عليه السياق وهذا التضمين لايقول به كل النحاة وإنما يقول به الخليل وسيبويه وتبعهم على ذلك البصريون ونصره بن جني في الخصائص وابن القيم في بدائع الفوائد وبه يقول جمهور المفسرين وعلى رأسهم بن جرير الطبري وأبو السعود والقرطبي وغيرهم كثير يقول بن جني في الخصائص ولو جمع التضمين لجاء منه كتاب يكون منه أوراقاً ويقول أيضاً ووجدت في اللغة من هذا الفن شيئاً كثيراً لا يكاد يحاط به ولعله لو جمع أكثره لا جميعه لجاء كتاباً ضخماً ثم قال فإنه فصل من العربية حسن لطيف
*** ما هي شروط استعماله حسب المجمع اللغوي في القاهرة؟
1_ تحقيق المناسبة بين الفعلين والتي تسمى العلاقة .
2_ وجود قرينة تدل على المعنى الملحوظ مع الأمن من اللبس.
3_ ملائمة التضمين للذوق العربي.
***ما هو وجه التضمين في الأفعال التالية:
1- ﴿ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرً﴾
عادة فعل يشرب أن يعدى بمن وقد عدي هنا بحرف الباء والسر في ذلك بتضمين فعل يشرب بفعل يروى فيكون المعنى عيناً يشرب منها ويروى بها عباد الله فجاءت الآية في أتم أساليب البلاغة والإيجاز لأن المقصود ليس شربهم فقط بل يشربوا ويرووا لذا عديت بالباء ولو قال يروى فقط بدل الشرب لما دلت على لذة الشرب.
2- ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾
فالآية هنا عدت فعل يرد بـ فيه وهو حرف جر ليضمن فعل الإرادة معنى مناسباً لحرف الجر وهو فعل الهم كما ذكره ابن القيم رحمه الله في زاد الميعاد فيكون المعنى ومن يرد أن يلحد في البيت الحرام أو يهم فيه بهم ظلم وسوء وإلحاد فإن الله سيذيقه من العذاب الأليم.
3- ﴿ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ﴾
الأصل في نصر أن يتعدى بعلى فيقال نصرت فلان على فلان ونصرت المحسنين على الكافرين فالآية هنا عدت فعل نصر بلفظ من لتضمين نصرناه بمعنى انتقمنا له فيكون المعنى انتقمنا من الذين كفروا بأن نصرناه عليهم .
4-﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرً﴾
الأصل في فعل أكل أن يتعدى بنفسه فتقول أكلت كذا وكذا فالآية هنا عدت فعل الأكل بحرف إلى لتضمين الأكل معنى الجمع والضم فيكون المعنى ولا تأكلوا أموالهم ولا تجمعوها وتضموها إلى أموالكم حال كون هذا الضم فيه من الإضرار ما في أكل أموالهم بالباطل إذ ليس النهي عن مجرد الأكل فقط وإنما النهي عن أي ضرر وإضرار بأموال الأيتام حتى لو لم يكن أكلاً وهذا المعنى دلت عليه كلمة إلى
5-﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
الأصل تعديته بنفسه وقد عدي بعن لتضمن مخالفة معى الإعراض أي يخالفون حال كونهم معرضين .
خادمة الذكر الحكيم
17-12-08, 03:16 PM
** ماهي المرحلة الثالثة لطالب فهم القرآن ؟
معرفة دلالة الجملة الواحدة وما يتعلق بها ثم دلالة الجمل التي تتكون منها الآية تمهيد الجمل لها أثر في معرفة الترجيح وإدراك أكمل المعاني وأتم أوجه التفسير عند الكلام عن كتاب الله
** عددي أنواع الجمل في القرآن الكريم ؟ مع ذكر دلالة كل نوع ؟
1_جملة إسمية :تدل على الدوام واللزوم والاستمرار مثال قوله تعالى "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"
2_وجملة فعلية :فتدل على الحدوث والتجدد مثل قوله تعالى "وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً"
3_ وشبه الجملة والجملة المعترِضة والجملة التفسيرية
** وضحي الفرق بين :
1- دلالة الجملة الفعلية في قوله تعالى : ( يٰيَحْيَىٰ خُذِ ٱلْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ) ؟
وجه الدلالة الأخذ الذي أمر به يحيى وصف أنه يكون بقوة( خذ ) فعل أمر وهذا الأخذ يحتاج إلى تجدد في الأخذ وهذا يتبين في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه : (إنه ليغان على قلبي فأستغفر الله سبعين مرة) وفعل الأمر هنا دل على التجدد والحدوث معنى هذا الكلام أن الله عز وجل أمر نبيه يحيى أن يأخذ هذا الكتاب بقوة ويتابع هذا الأخذ مرة بعد مرة لأنه لن يستطيع أن يستديم أخذ الكتاب , فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو خير البشر يخشى أن يغان على قلبه فغيره من الأنبياء من باب أولى.
2- دلالة الجملة الاسمية في قوله تعالى : ( وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ) ؟
أي سلمه وهو عبارة عن تنزيه وتخلية وهي ثابتة له فدلت على الاستمرار والثبوت فكانت جملة إسمية
أم أسماء
20-12-08, 01:48 AM
ما شاء الله...همة واجتهاد ...
أخواتي الهميمات
أم الخطاب
حاجة
خادمة الذكر الحكيم
لك واحدة منكن سبعة لآلئ لاستماعكن للدروس :الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين والواحد والعشرين http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
وسبعة لآلئ أخرى لتدوين الفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
أسأل الله أن تكون لكنَّ في الجنة وأضعافها إن شاء الله تعالى...
وبهذا تكنَّ قد أنهيتنَّ فوائد المرحلة الثالثة..
بارك الله في الجميع.....
أم أسماء
20-12-08, 01:53 AM
بارك الله فيك أختي الحبيبة دعاء عبد الله
لك أربعة لآلئ لاستماعكِ للدروس :الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر والثامن عشر http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
وأربعة لآلئ أخرى لتدوين الفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
بقي لك تدوين فوائد الدرس التاسع عشر والعشرين والواحد والعشرين كي تنهي فوائد المرحلة الثالثة..
نعلم أنكِ وإشراقة النور ما حبسكما إلا العذر
في انتظاركما........بارك الله فيكما وسدد خطاكما...
ام الخطاب
20-12-08, 05:39 PM
***أين تكمن أهمية دلالة السياق في فهم الآيات ؟ ومن نص عليها من أهل العلم؟
تكمن في تبيين المعنى العام للاية ووادراك المعنى المراد منها والكامل وذلك بتخصيص العام وتقييد المطلق واطلاق المقيد وتعميم الخاص والترجيح عند اختلاف المفسرين
***ما دلالة السياق في قوله تعالى :
-في سورة النازعات: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾ مع باقي آيات السورة؟
ان سورة النازعات من اةولخا الى اخرها تتكلم عن النزع والموت وما بعده واحداث يوم القيامة ثم تكذيب كفار مكة للنبي محمد بشان الساعة ثم جاءت هذه الاية خلالها اشارة الى ان قوم محمد ان كذبوا البعث واصروا فجزاؤهم سيكون كجزاء قوم موسى لما كذبوا رسولهم بدليل قوله"فاخذه الله نكال الاخرة والاولى "والنكال اصله الرجوع والمراد العقوبة المسببة لرجوع غيره عن سلوكه واعتباره
-في سورة الصف ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ مع باقي آيات السورة؟
ان سورة الصف من اولها لاخرها في الجهاد ولكن ادرج قول موسى خلالها اشارة الى قول موسى في سورة المائدة "ياقوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم .....الى قوله"يا موسى انا لن ندخلها ابدا ما داموا فيها فاذهب انت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون" فاشارت الى نوع من اذى قوم موسى له وهو التخلي عنه في اشد المواضع هو بحجة لهم وهو الجهاد فاراد تذكير امة محمد الا يقولوا كما قال قوم موسى له بدليل قوله"لم تقولون مالا تفعلون"
***ماالمراد بالخنس في قول الله تعالى : ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾؟
ما هو القول المرجح مع توضيح سبب ترجيحه؟
القول الاول:البقر الوحشي والظباء في البراري تخنس عند رؤية الانسان فالخنس هو اللاختباء والاختفاء مع التاخر والكنس عودته الى اماكنها ومكان مبيتها وهو قول مجاهد وابراهيم النخعي
القول الثاني والراجح :انها الكواكب والنجوم تجري تارة وتختفي تارة وهو قول ابن عباس وعلي وسبب ترجيحه هو دلالة السياق فالايات قبلها ذكرت النجوم والكواكب والشمس فكان ما يناسبها احوال الكواكب الاخرى
السلام عليكم
تم بحمد الله الاستماع الى الدرس الـ22 بداية المرحلة الرابعة. و سأجيب على اسئلة الفوائد الان ان شاء الله.
أختي الحبيبة ام اسماء بارك الله فيك و في مجهودك معنا.
إشراقة النور
20-12-08, 11:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله تم الإستماع للدرس 15،16،17،18،19،20،21
***أين تكمن أهمية دلالة السياق في فهم الآيات ؟ ومن نص عليها من أهل العلم؟
يكمن في انه اذا غاب عنا فإننا سنفقد شيء عظيم في فهم الآية. لانه الآية لم تأت هكذا منفردة (مقطوعة/مبتورة) إنما جاءت في سياق محدد لغرض معين. فالآية عبارة عن حلقة في سلسلة إذا انقطعت أحدى الحلقات ينخرم المعنى و يضعف كثيرا. فلمعرفة معنى و دلالة أي آية لابد ان يفهم اولا السياق الذي وردت به. فمثلا آية مثل (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) لو اخذناها لوحدها لفهمنا انها للتكريم. أما اذا اخذنها ضمن السياق الذي وردت فيه فسنفهم انها جاءت للتهكم و التوبيخ.
و تكمن دلالة السياق في أنها اما تخصص العام أو تقيد المطلق و في مقابل ذلك تطلق المقيد أو تعمم الخاص أ, ايضا ترجح عند اختلاف المفسرين. و لو ان طالب العلم تفرغ لها لجمع شيئا كثيرا.
***ما دلالة السياق في قوله تعالى :
-في سورة النازعات: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾ مع باقي آيات السورة؟
سورة النازعات افتتحت بالقسم بالملائكة الموكلة بنزع الارواح و السبح بها و تدبير امورها و هذا القسم جاء مناسب لسياق الايات فالسورة جاءت في ذكر البعث و النفخة الاولى و الثانية و المكذبين بكل هذا من كفار قريش و ختمت بآيات تتناسب مع آيات البداية و هي قيام الساعة و حال من آمن و حال من كفر و في المنتصف لمحة من قصة موسى (عليه السلام) و تكذيب فرعون له. بعث الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه و سلم و طلب منه ان يبلغ انه هناك حياة بعد الموت و نشور و حساب و نفخة اولى و ثانية. و قال لرسوله ان كذبوك قومك فدعهم لانه مصيرهم سيكون مثل مصير فرعون و قومه, فرعون لم يكذب بالبعث فقط بل تمادى الى ان قال (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) فكان جزاءه ان (فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى) ثم قال لقوم قريش مذكرا لهم (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى). ثم ذكرت السورة بعض الآيات الكونية الدالة على الخالق الواحد و على قوته فسبحانه من استطاع ان يخلق كل هذا الكون و استطاع ان يقضي على فرعون الطاغية لن يعجزه ان يعيد الخلق مرة اخرى فلماذا انتم متعجبون من ذلك (يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ * أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً)؟؟
إذن فقصة موسى عليه السلام مع فرعون (او بالاحرى هذه اللمحة من القصة) جاءت مناسبة جدا مع السياق ففيها تذكرة و عظة لقريش و لكل من يخشى.
-في سورة الصف ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ مع باقي آيات السورة؟
سورة الصف من أوائل السور التي نزلت في الجهاد. و نزلت في أوائل العام الثاني للهجرة قبل معركة بدر الكبرى. و هي تتكلم عن الجهاد و وضرورة توحيد صف المسلمين فيه. و من اسباب نزولها ( أخرج الترمذي والحاكم وصححه والدارمي عن عبد الله بن سَلام قال: قعدنا نفراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتذاكرنا، فقلنا: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملناه، فأنزل الله: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ* يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ} فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ختمها). و جاءت لمحة من قصة موسى عليه السلام مع قومه, و هي ما حصل في سورة المائدة حين طلب منهم ان يدخلوا الارض المقدسة فرفضوا بمنتهى قلة الادب و المروءة و قالوا له "قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَهُنَا قَاعِدُونَ", جاءت هذه اللمحة لتنبه المسلمين إلّا يقعوا في نفس الغلط مع نبيهم و جاءت بمثابتة الاعداد لهم لمعركة بدر. و هذا ما حصل حين قال الصحابي (الْمِقْدَاد بْن الْأَسْوَد : أَمَا وَاَللَّه لَا نَكُون كَالْمَلَأِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل إِذَا قَالُوا لِنَبِيِّهِمْ" اِذْهَبْ أَنْتَ وَرَبّك فَقَاتِلَا إِنَّا هَهُنَا قَاعِدُونَ " وَلَكِنْ اِذْهَبْ أَنْتَ وَرَبّك فَقَاتِلَا إِنَّا مَعَكُمَا مُقَاتِلُونَ فَلَمَّا سَمِعَهَا أَصْحَاب رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَتَابَعُوا عَلَى ذَلِكَ وَهَذَا إِنْ كَانَ مَحْفُوظًا يَوْم الْحُدَيْبِيَة فَيَحْتَمِل أَنَّهُ كَرَّرَ هَذِهِ الْمَقَالَة يَوْمئِذٍ كَمَا قَالَهُ يَوْم بَدْر).
فإذن هذه اللمحة جاءت مناسبة للسياق جدا و فيها اعداد و تنبيه للمسلمين خصوصا و انه قبل هذا حصلت بعض الغزوات الصغيرة التي كان جيشها من المهاجرين فقط.
و لو اخذنا هذه الآية لوحدها لفهمنا انه موسى عليه السلام يشتكي لله من قومه عموما. و لكن عندما اخذناها مع السياق اتضح لنا امورات كثيرة.
***ماالمراد بالخنس في قول الله تعالى : ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾؟
ما هو القول المرجح مع توضيح سبب ترجيحه؟
جاء في تفسير كلمة الخنس انه النجوم أو الكواكب و ما شابه (فهي تارة ظاهرة لنا و تارة تختفي)
أو البقر الوحشي و الضباع و ما شابه (لانها تختفي طلبا للراحة ثم تعود)
و قيل الكناسة.
تخنس اي تختفي و تكنس اي تظهر.
و لكن ارجح الاقوال هو القول الاول (النجوم أو الكواكب) لانه لو نظرنا الى السياق لرأينا انه جاء ذكر (الشمس, النجوم, السماء, الليل, الصبح) و هذه الاشياء تتناسب مع ذكر (الكواكب و ما شابه)
حمدا لله على السلام اختي اشراقة نور :icony6:
دعاء عبد الله
21-12-08, 01:24 AM
بارك الله فيك أختنا الحبيبة أم أسماء وصهيب وجزآك خيراً على التماسك العذر لي في تأخري في ذكر الفوائد فقد تركت جهاز الكمبيوتر الخاص بي في المنزل القديم ويسر لي ربي أن لا يستطيع زوجي فصل التليفون لنقله للمنزل الجديد وجئت اليوم إلى المنزل القديم فاستطعت بتوفيق الله وفضله أن أكون معكن في امتحان هذه المرحلة
بارك الله فيكِ أختي الحبيبة حاجة على متابعتك لى ودعائك وجزآك خيراً
:icony6::icony6::icony6:
دعاء عبد الله
21-12-08, 01:33 AM
تم الإستماع قبل الإمتحان إلى الدرس 20 ، 21 على جهاز زوجي حيث أخذت معي هذه الدروس على أسطوانة فجزاه الله عني خيراً وسأقوم بتنزيل الأسئلة التي على الدروس الآن للإجابة عليها
:icony6::icony6::icony6:
دعاء عبد الله
21-12-08, 04:11 AM
فوائد الدرس التاسع عشر:
معاني الألفاظ في القرآن الكريم
*** بيني بعض أسرار الآيات الكريمة التالية:
1-﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ فيما يخص معنى كلمة الهز وسبب تعديتها بحرف الباء؟
الهز هو تحريك الشيء وهذا الفعل في اللغة لا يحتاج إلى حرف يتعدى به وفي هذه الآية عدي فيها ، فقال سبحانه وتعالى( وهزي إليك بجذع النخلة ) ومن معاني الباء الإلصاق فالمقصود هنا أن تتمسك بهذه الشجرة تمسكاً قوياً شديداً جداً بحيث أنها عندما تمسك بها يكون هذا المسك قوياً متمكناً ، وجاء حرف إلى( وهزي إليك بجذع النخلة ) ليكون هذا الهز فيه جر وجذب إليها وهذا الجزع كما قاله جماعة من السلف رحمهم الله أنه مجرد جزع لا نخلة كاملة لأن الله عز وجل إنما ذكر جذع نخلة ولم يقل وهزي إليك النخلة قد يقال بأنه ذكر الآن بعض ما يهز من أجل أنه هو المقصود بالمسك والجذب يعني ذكر البعض وأرد الكل وهذا له وجه صحيح في العربية ولكن ظاهر اللفظ إنها إنما هزت جذع نخلة وجذع النخلة لا يكون معه رأس فيها ثمرة وفيه جذوع ونحو ذلك وإنما هو جذع مجرد فعندئذٍ أمر الله سبحانه وتعالى هذه المرأة الضعيفة أن تهز جذع النخلة وأن تجذب هذا الجذع إليها هذه الأوامر لهذه المرأة الضعيفة لكي ترى قدرة الله سبحانه وتعالى وهي في مثل هذه الحالة الضعيفة ومن أجل أن نتعلم نحن جميعاً أن المطلوب والمأمور به في شرع الله سبحانه وتعالى أن تفعل ما تستطيع
2-﴿ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعً﴾ وسبب اختصاص الأذقان بالخرور بدل الوجوه ودلالة حرف اللام .
اختص الله سبحانه وتعالى اللأذقان بالخرور لان الخرورعندما يكون للأذقان يكون أشد ما يكون خضوعا وذلً ومسكنة لله لأن الخرور للأذقان هو أبلغ فعندما ذكر الأبلغ هنا لم يحتاج إلى ذكر ما هو أقل منه في الدلالة على الخضوع والخشية لله سبحانه وتعالى ، والذقن المقصود به هنا الوجه كله كما قال ابن عباس وقتادة وإنما خصت الأذقان بالذكر للدلالة على كمال التذلل ، وذكر اللام هنا عوضاً عن على في قوله : ( للأذقان ) للدلالة على معنيين معنى على وهو الاستعلاء لأن الخرور وقع عليها ومعنى الاختصاص أي اختصاصها بالخرور وخصت هذه الأعضاء بالذكر مع أن اليدين والقدمين تخران أيضاً لأنها هي المقصود الأعظم من الخرور لأن كمال الذل والخضوع إنما يكون بها.
3-﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ ودلالة كل من لام الجر و ال التعريف في كلمة ;لِلْجَبِين كما ذكره بن عباس رضي الله عنه.
اللام هنا عوضاً عن على للدلالة عن معنيين معنى الاستعلاء ومعنى الاختصاص ، والمعنى كما فسره ابن عباس إن إبراهيم الخليل عليه السلام لما أراد أن يذبح ابنه لم يذبحه على الصفة المعهودة وهي أن ضعه على جنب من الجانبين وإنما جعل وجه ابنه إسماعيل عليه السلام إلى الأرض ثم لما أراد الذبح أخذ هذه السكين فأدخلها من تحت حلق ابنه إسماعيل عليه السلام وهم بالذبح على هذه الصفة وكان إبراهيم الخليل عليه السلام به رحمة وشفقة وقد أمر بالذبح ولم يؤمر بكيفية معينة للذبح فاختار صفة ينفذ فيها الأمر الذي جاء من الله عز وجل ويجمع بين استجابته لأمر الله وبين رحمته لابنه التي جعلها الله عز وجل في قلبه فجمع بين الأمرين وهذا من كمال تنفيذ أوامر الله سبحانه وتعالى ، فجاء على هذه الصفة بأن رمى إبراهيم ابنه إسماعيل على الأرض تله تلاً قوياً شديداً حتى لا يفكر ولا يتردد في فتله والتل لا يكون إلا بقوة وشدة ﴿ فلمَّا أسلما وتله للجبين ﴾ هذه الصفة دلت عليها الآية في حرف من حروف المعنى أي أن التل كان من جهة الجبين وهذا التل هو الذي أوصل هذه الرأس إلى الأرض والتل كان من جهة الجبين أي تله تلاً يوصل جبينه إلى الأرض و"ال" هذه في الجبين " جنسية بمعنى أنه أوصل كل الجبين ومعناه أنه أوصل طرفي الجبين هذا جميعاً إلى الأرض أوصلهما طاعة وقرباناً إلى الله فجعلهما يماسان الأرض
***لما عدي فعل مرَّ في قوله تعالى ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾ بعلى ؟
ولما عدي في قوله تعالى ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾بالباء ؟
الفعل مرَّ في كتاب الله تعالى تارة يتعدى بالباء وتارة يتعدى بـ "على " كما في قوله تعالى: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾ تعدى هنا بـ " على" لتفيد الاستعلاء
ومع قوله تعالى : ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾ تعدى هنا بـ الباء لتفيد الملاصقة وهناك فرق في دلالة السياق كان يناسب هنا أن يأتي بحرف الباء وهناك في السياق أن يأتي بحرف "على" ، وذلك حسب المناسب في هذا الموطن أن يأتي حرف على تدل الاستعلاء وباء تدل على الملاصقة فتارة المرور يناسب أن يكون بملاصقة وتارة المرور يناسب أن يكون بعلو وهذا من إعجاز كتاب الله سبحانه وتعالى.
:icony6::icony6::icony6:
دعاء عبد الله
21-12-08, 05:22 AM
فوائد الدرس العشرون
التضمين
الفوائد المطلوبة:
*** ما معنى التضمين؟وما هي فائدته ؟ومن يقول به من النحاة؟
التضمين كلمة تدور في كتب اللغة بين العروبيين والأدباء والنحويين والبيانيين ولكل طائفة من هؤلاء معنى خاص يفسرون به التضمين والذي يهمنا من هؤلاء هم طائفة البيانيين وكذلك بعض النحاة فالتضمين الذي نقصده هنا هو إشراب الفعل معنى فعل آخر ليدل الفعل الأول على معناه الأصلى وعلى المعنى الذي دل عليه السياق
وفائدته هي أنه يدل على معنين أو أكثر مع تضمين معنى الفعل الأصلي فيعطي نوعاً من البلاغة والفصاحة والبيان زيادة عن ما كان في الأصل
يقول به من النحاة الخليل وسيبويه وتبعهم على ذلك البصريون ونصره بن الجني في الخصائص وبن القيم في بدائع الفوائد
*** ما هي شروط استعماله حسب المجمع اللغوي في القاهرة؟
استعمال التضمين المجمع اللغوي في القاهرة بثلاث شروط
الشرط الأول: تحقيق المناسبة بين الفعلين والتي تسمى العلاقة .
الشرط الثاني: وجود قرينة تدل على المعنى الملحوظ مع الأمن من اللبس.
الشرط الثالث: ملائمة التضمين للذوق العربي.
***ما هو وجه التضمين في الأفعال التالية:
1- ﴿ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرً﴾
الفعل يشرب يتعدى بحرف (من) للدلالة على الشرب ولكن هنا جاءت الباء في الآية ﴿ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرً﴾ بدل حرف من لتضمين فعل يشرب بفعل آخر هو يروى حتى يعطي معنى أن عيناً يشرب منها ويروى بها عباد الله فجاء المقصود يشربوا ويرووا
2- ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾
أصل فعل الإرادة يتعدى بنفسه ولا يحتاج إلى فعل حتى يعديه فتقول أردت كذا وكذا وأراد فلان كذا وكذا من غير حاجة إلى فعل يعديه إلى مفعوله ، وعدّيَ في الآية الفعل يُردْ بالباء ليُضَمَّنَ بفعل آخر هو "الهم" أو الإرادة حتى يكون يكون المعنى هو فمن يرد أن يهم في البيت بظلم وإلحاد فإن الله سيذيقه من العذاب الأليم
3- ﴿ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ﴾
الأصل في نصر أن يتعدى بعلى فيقال نصرت فلان على فلان ونصرت المحسنين على الكافرين فالآية هنا عدت فعل نصر بلفظ من لتضمين نصرناه بمعنى انتقمنا له فيكون المعنى انتقمنا من الذين كفروا بأن نصرناه عليهم
4-﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرً﴾
الأصل في فعل أكل أن يتعدى بنفسه فتقول أكلت كذا وكذا فالآية هنا عدت فعل الأكل بحرف إلى لتضمين الأكل معنى الجمع والضم فيكون المعنى ولا تأكلوا أموالهم ولا تجمعوها وتضموها إلى أموالكم حال كون هذا الضم فيه من الإضرار ما في أكل أموالهم بالباطل إذا ليس النهي عن مجرد الأكل فقط وإنما النهي عن أي ضرر وإضرار بأموال الأيتام حتى لو لم يكن أكلاً وهذا المعنى دلت عليه كلمة إلى .
5-﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
( يُخَالِفُونَ عَنْ )الأصل في الفعل يخالفون تعديته بنفسه وقد عدي بعن لتضمن مخالفة مع الإعراض أي يخالفون حال كونهم معرضين .
:icony6::icony6::icony6:
دعاء عبد الله
21-12-08, 06:29 AM
فوائد الدرس الحادي والعشرون
بداية المرحلة الثالثة
الفوائد المطلوبة :
** ماهي المرحلة الثالثة لطالب فهم القرآن ؟
المرحلة الثالثة معرفة دلالة الجملة الواحدة وما يتعلق بها ثم دلالة الجمل التي تتكون منها الآية تمهيد الجمل لها أثر في معرفة الترجيح وإدراك أكمل المعاني وأتم أوجه التفسير عند الكلام عن كتاب الله عز وجل ولذلك فلا بد أن يكون طالب العلم عارفاً بكثير من قواعد النحو واللغة و(كلمة غير مفهومة) معاني الجمل التي تدل عليها في علم البلاغة وفي الأخص علم المعاني والبديع .
** عددي أنواع الجمل في القرآن الكريم ؟ مع ذكر دلالة كل نوع ؟
الجملة تنقسم في لغة العرب إلى اعتبارات اعتبار محلها من الإعراب اعتبار الجمل ليس لها محل من الإعراب وهناك تقسيم آخر للجمل جملة إسمية وجملة فعلية وجملة وشبه الجملة فشبه الجملية إما أن ظرفية أو جار ومجرور وإنما المهم من جهة التفسير ما له علاقة بعلم المعاني مما له أثر في تفسير القرآن الكريم وهذه الجمل هي الجملة الإسمية ودلالتها الجملة الفعلية ودلالتها الجملة الحالية الجملة المعترضة الجملة التفسيرية
الجملة الإسمية لها دلالة في علم المعاني فتدل على الدوام واللزوم والاستمرار.
الجملة الفعلية دلالتها في علم المعاني تدل على معنى مغاير للمعنى الأول فتدل على الحدوث والتجدد
** وضحي الفرق بين :
1- دلالة الجملة الفعلية في قوله تعالى : ( يٰيَحْيَىٰ خُذِ ٱلْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ) ؟
2- دلالة الجملة الاسمية في قوله تعالى : ( وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ) ؟
الله سبحانه وتعالى يقول لنبيه يحيى عليه السلام ﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ﴾ الآن هذه الجملة الفعلية التي أمر بها يحيى فعل الأمر هذا دل على شيء هذه الدلالة هي دلالة التجدد والحدوث معنى هذا الكلام أن الله عز وجل أمر نبيه يحيى أن يأخذ هذا الكتاب بقوة ويتابع هذا الأخذ مرة بعد مرة وحيناً بعد حيناً ولكن أخذ الكتاب بقوة والاستمرار على ذلك وهذا اللزوم الدائم والتام لا يمكن أن يكون من بشر أن المؤمن في أحيان يرتفع وفي أحيان يضعف قليلاً يأتيه فيحتاج بعد ذلك إلى تجدد إلى أن يزيل هذا الغان فهذا هو المراد هنا ﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ﴾ ونحن مأمورون أن نأخذ الكتاب بقوة وجاء الأمر هنا بالجملة الفعلية ليبين لك أنك بحاجة دائمة إلى التجديد إلى الإحداث إلى إحداث إيمان بعد أن يضعف وإذا خالط الناس سينقص إيمانك ولو حشرت نفسك في صومعة من الصوامع وأخذت تتعبد إلى الله سبحانه وتعالى قد لا ينقص الأمر الروحاني الذي في قلبك ولكن الإيمان سينقص كثيراً لأن المأمور به بالنسبة لك أن تخالط الناس وأن تصبر على آذاهم في سبيل الله عز وجل فتعيد لنفسك النشاط بالتجدد والإحداث التي دلت عليه هذه الجملة الفعلية .
بالنسبة للجملة الإسمية التي تلتها مباشرة ﴿ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّ﴾. فدلالة الجملة الإسمية هنا جاءت الدلالة على الاستمرار على اللزوم على الدوام كيف كان هذا الآن هذا السلام الذي منح ليحيى عليه السلام ممن كان من الله سبحانه وتعالى وهي صفة ثابتة دائمة لا تنفك عنه ﴿ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ﴾ حين ولد جاءه السلام ﴿ وَيَوْمَ يَمُوتُ﴾ كذلك حين موته فهو أيضاً متصف بهذه الصفة ﴿ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّ﴾. فهذه المواطن الثلاث والتي تتضمن حياة الإنسان من أولها إلى آخرها يولد ثم يموت ثم يحيا الحياة الأخرى الكاملة السرمدية هذه المواطن الثلاث تكون حياته كلها من أولها إلى آخرها فالسلام عليه ثابت في كل هذه المواطن فلا يناسب هنا أن تأتي الجملة الفعلية التي تدل على الحدوث والتجدد وإنما صفة ثابتة لازمة يناسبها الجملة الإسمية ولذا كانت التي قبلها جملة فعلية وهنا جاءت الجملة جملة إسمية واقرن هذا بذاك في آيات كثيرة من كتاب الله عز وجل
:icony6::icony6::icony6:
***أين تكمن أهمية دلالة السياق في فهم الآيات ؟ ومن نص عليها من أهل العلم؟
آسفة نسيت الرد على الجزء الثاني من السؤال :)
نص عليه عدد كبير جدا من أهل العلم منهم: مسلم و سليمان و صالح بن كيسان و ابن جرير و ابن عطية صاحب كتاب (محرر الوجيز) و القرطبي و ابن تيمية و غيرهم الكثير من العلماء الاجلاء.
أختي دعاء مبارك عليك المسكن الجديد تعمريه بالايمان ان شاء الله. و0ر0د
أم أسماء
22-12-08, 02:00 PM
مبارك عليك المسكن الجديد
أختي الحبيبة دعاء عبد الله
وجزاك الله خيرا وزوجك على الحرص على التفقه في دين الله
لك ثلاثة لآلئ لاستماعكِ للدرس التاسع عشر والعشرين والواحد والعشرين http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
وثلاثة لآلئ لتدوين الفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
أسأل الله أن تكون لكِ في الجنة وأضعافها إن شاء الله تعالى...
وبهذا تكوني قد أنهيتِ دروس المرحلة الثالثة..
بارك الله فيكِ ونفعك بما سطرتِ ونفع بكِ.....
تم بحمد الله الاستماع الى الدرس 23 و سأدون الفوائد الان ان شاء الله
*** وضحي المعنى الذي دل عليه السياق في الآيات التالية مع ذكر نوع دلالة السياق في كل منها:
﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾
هذه السورة من أوائل السور المكية التي نزلت على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم. بدأت بذكر أمر عظيم جدا و هو تكذيب الكافرين بيوم الدين و انتهت بأمر (قد يبدو تافها للبعض) و هو الامتناع عن الماعون (و هو ما يتعاوره الناس بينهم من اشياء) فما الرابط بينهم؟
الانسان المؤمن من يوقن بيوم الدين لا يمتنع عن مساعدة الناس و تقديم الخير سواء كان صغيرا أم كبيرا لانه يتطلع الى الثواب عند الله في يوم الدين.
هذه السورة تدعو الى مكارم الاخلاق (كشأن كثير من السور المكية) فهي بدات بالحث على التصديق باليوم الآخر (بمعنى آخر عبادة الله الواحد الاحد) و ثم الاحسان الى الناس. و هذا ما نراه في أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم:
أتيت النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فصعد في النظر وصوب فقلت : إلام تدعو وعم تنهى ؟ قال : لا شيء إلا الله والرحم قال : أتتني رسالة من ربي فضقت بها ذرعا ورويت أن الناس يكذبونني فقيل لي : لتفعلن أو ليفعلن بك .
الراوي: مالك بن نضلة الجشمي المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1106
خلاصة الدرجة: صحيح
- و أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ثنا العباس بن عبد العظيم ثنا النضر بن محمد ثنا عكرمة بن عمار ثنا شداد بن عبد الله أبو عمار و يحيى بن أبي كثير عن أبي أمامة قال : ( فذكر دخوله على النبي صلى الله عليه و سلم بمكة قال : فقلت له : ما أنت ، قال : أدعى نبياً ، فقلت : و ما نبي ، قال : أرسلني الله تبارك و تعالى ، فقلت : بأي شىء أرسلك ، فقال : أرسلني بصلة الأرحام و كسر الأوثان ، و أن يوحد لا يشرك به شيئاً ، قلت له : فمن معك ، قال : حر و عبد قال : و معه يومئذ أبو بكر و بلال ممن آمن به ، و ذكر الحديث . رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن جعفر عن النضر بن محمد).
فمن سياق آيات سورة الماعون فهمنا انه من لا يريد ان يكون من المكذبين بيوم الدين عليه ان يلتزم بمكارم الاخلاق و يكون سباقا في تقديم الخير الى جانب التوحيد و الاخلاص في العبادة.
-﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾
هذه العبارة جاءت في نهاية آية الدين في سورة البقرة. هذه الاية الطويلة اشتملت على احكام الدين و ما الذين يجب ان يتخذه الكاتب أو القاضي من اجراءات عند توثيق الدين و سماع الشهود و متى لا يحتاج الامر الى شهود و هكذا مضت الاية في وضع احكام و ضوابط للدين. من ينفذ هذا الامر يحتاج الى ان يكون له معرفة بالامور الشرعية و معرفة بأمور الناس و أحوالهم. أي هو بحاجة الى العلم النافع الذي يتأتى من تحصيل العلم و تقوى الله. على الرغم من انه لا يوجد اداة شرط في العبارة "وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ" فالواو هنا عاطفة لكن من سياق الآية فهمنا انه لابد من تقوى الله لتحصيل هذا العلم و هناك من أهل العلم يسمي هذه الواو العاطفة بواو الاقتران (اي قرنت بين العلم و تقوى الله) فهناك حالة اقتران و التزام بين العلم و التقوى في هذه العبارة من الآية.
*** ما الحكمة من التقديم والتأخير في السياق في الآيات التالية:
-﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ إلى قوله تعالى ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ﴾؟
هذه الآية جاءت في مطلع قصة البقرة مع موسى عليه السلام. ثم جاءت بداية القصة في نهاية الآيات و ذلك لانه المقصود هو جذب النظر الى المقصود الاول من سرد القصة و هو بيان شدة تعنت بين اسرائيل و رفضهم الانصياع و اعراضهم عن اوامر الله سبحانه و تعالى.
-﴿ يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾
لانه الغرض كان بيان حكم الانفال لانه الصحابة رضوان الله عليهم اختلفوا فيه و ارادوا ان يوزع عليهم كما كانت توزع الغنائم فنزلت السورة بما هو اهم شيء و هو بيان حكم الانفال ثم جاءت آيات معركة بدر تبعا لذكر الانفال.
-﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ﴾
جاءت من غير ترتيب القصة لانه الله تعالى أراد فيها ان يركز على الصفة التي يجب ان يلتزم بها كل داعية و هي الاقبال على من جاء يطلب العلم كائنا من يكون. فمن جاء يسعى لطلب العلم هو أولى من غيره بوقت الداعية و جهده.
"فوائد الدرس الحادي والعشرون
ب ﴿ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّ﴾﴿ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّ﴾
:icony6::icony6::icony6:
:ohmy: يا ليت أحد يخبرني ما السبب في كتابة (حيا) من غير ألف فقد رأيتها في اكثر من مكان في صفحة رياض الجنة من غير ألف!! من أين نسختموها؟ هل هناك قراءة أخرى من غير ألف؟ ارجو تنويري. جزاكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخياتي الحبيبات..
كنت قد وعدت بإكمال الدرب معكن ..ولكن قدر الله وماشاء فعل ..
حاولت والحمد لله على كل حال ..والسبب الرئيسي في ذلك هو أن جلوسي لفترة حل الواجب ..والمشاركات .يسبب لي آلاما شديدة في الكتف والرقبة ..والركبة ..مما يجعلني ..أعاني لفترة ..والحمد لله على كل حال ..
لكنني سأكتفي بقراءة الدروس المفرغة ..والتركيز معكن في الفوائد ..فأنا إستفدت جدا جدا في بداية الرحلة معكن..والحمد لله على كل حال ..فالدورة رائعة وكلماتي لاتفيها حقها ..بارك الله في الشيخ الفاضل ..وجزاه الله عنا خير الجزاء ..
(((((اللهم لاتحرمنا خير ماعندك بسوء ماعندنا ..))))
أخياتي المشرفات العزيزات بارك الله فيكن وجزاكن الله خير الجزاء على حرصكن على التواصل مع الغائبات والحاضرات ..وأكرر إعتذاري على عدم مواصلة الدرب معكن ..واكتفي بقراءة ماتكتبه الأخوات بارك الله فيهن ورزقهن القبول والإخلاص ..وسددكم جميييييييييييعا .دعواتكن لي..
ام الخطاب
22-12-08, 08:01 PM
فوائد الدرس 23
*** وضحي المعنى الذي دل عليه السياق في الآيات التالية مع ذكر نوع دلالة السياق في كل منها:
-﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾
ان هذه السورة تدل على ان هذه الصفات ليست من صفات اهل الايمان بل من صفات الكفار ودلالة السياق هي التي تظهر المعنى الكلي فسورة الماعون تحض على الاخلاق والصفات التي يجب على المؤمنين التحلي به لان الله جعل البراءة منها من صفات المؤمنين والاتصاف بها من صفات الكفار وهذا يفهم من ترابط الايات من اولها الى اخرها
-﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾
الرابط بين الجملتين هو الواو وهي لا تاتي ابدا بمعنى الشرطية لكنها دلت هنا على وجود اقتران والتزام بين التقوى والعلم وهو من دلالات السياق مما يدل على اشتراط التقوى للعلم وخاصة في المسائل التي فيها لبس واشكال كاحكام الدين
*** ما الحكمة من التقديم والتأخير في السياق في الآيات التالية:
-﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ إلى قوله تعالى ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ﴾؟
التنبيه على اعراض اليهود عن تنفيذ اوامر الله وهو المقصود من ذكر القصة لذا قدم اعراضهم على بداية القصة
-﴿ يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾
التنبيه على حكم الانفال وكيية تقسيمها وهذا لما اختلف الصحابة في تقسيمها وهذا سبب تقديم ذكرها
-﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ﴾
التنبيه على ما يستفاد من القصة وهو ان الداعية اذا اقبل اليه من يطلب الهدى ولو كان وضيعا فالاولى ان يقدم على غيره مهما كان شريفا فهو المنهج الذي يرضاه الله ورسوله وهذا سبب تقديم ذكرها
السلام عليكم و رحمة الله
تم بحمد الله الاستماع الى الدرس الـ24 بداية المرحلة الخامسة (مضمون السورة) و سأجيب عن الفوائد الان بإذن الله.
ام الخطاب
24-12-08, 10:22 AM
*** وضحي بما فضُل أبو بكر على سائر الصحابة؟
فضل بشيء وقر في قلبه وهو العلم بالله وتعظيمه وتعظيم رسوله
***اذكري شيئا من مناقب أويس القرني و سعيد بن المسيب؟
ولماذا فضل أويس القرني على سعيد بن المسيب؟
مناقب اويس:انه افضل التابعين بشهادة رسول الله وتميزه باعمال القلوب من تعظيم الله وتوقيره وتعظيم رسوله وتوقيره
اما مناقب سعيد فهو اعلم السلف وافقههم وقد اخذ العلم من الصحابة وهو من اجلة التابعين وكان امرا بالمعروف ناهيا عن المنكر وكانت لا تفوته تكبيرة الاحرام اربعين عاما مع الامام وكان يقول:لم أرَ ظهر مصل قط ، يعني انه كان يصلي في الصف الاول دائما وكان يفتي الناس ويقضي بينهم
لكن فضل اويس على سعيد لتميزه في اعمال القلوب فكان في قلبه من تعظيم الله ورسوله وتوقيرهما ما فاق به سعيد مما يدل على ان اعمال القلوب اهم من مجرد العلم بالحلال والحرام
***ما هي المرحلة الخامسة من مراحل فهم القرآن؟وما هو المقصود منها؟وما دليل ذلك؟
المرحلة الخامسة :هي موضوع السورة او مقصودها وهي المعنى العام الذي انزلت السورة من اجله او هو الموضوع الذي تدور عليه ايات سورة ما
ودليله :هو التتبع والاستقراء لطريقة الائمة في تفسير كتاب الله
***ماهي الأسباب في قلة الكلام حول موضوع السورة؟
1-لأن فيه نوع من جرأة على تفسير كلام الله لذا انكره جماعة
2-ولأن كثيرا من كتب التفسير انما تناول تفسير كتاب الله من خلال مدرسة تفسير الاية والكلمات كمدرسة اهل الاثر واهل الراي اما الربط بين الايات فلم يفرد له احد من الائمة كتابا في التفسير ممن تقدم
***وضحي آراء أهل العلم فيما يخص موضوع السورة؟
1-القول الاول :انه لاتناسب بين السورة والايات مطلقا او غالبا ونصره الشوكاني في فتح القدير معرضا بالامام البقاعي
2-القول الثاني:انه ما من اية او سورة الا ولها موضوع خاص بها وما من اية الا ولها مناسبة بينها وبين الاية التي قبلها ونصره البقاعي في كتابه "نظم الدرر في تناسب الايات والسور" واختاره السيوطي
3-القول الثالث:ان ما من سورة في الاغلب الا ولها موضوع تدور عليه وكذلك الايات فالاية في الاعم الاغلب تكون متصلة بما قبلها وما بعدها
لكن لا بد لمن اراد ان يخوض في هذه المسالك من امرين:
1-ان يكتفي بما ظهر له من الموضوع وتناسب الايات من دون تكلف ولا تنطع على خلاف ما جرى من البقاعي
2-ان يكون الخائض في هذه المسالك عالما باقوال السلف في تفسير الايات والسور التي يريد ان يستنبط لها مناسبة او موضوعا معينا وان يكون مطلعا عارفا بعلوم البلاغة بفروعها الثلاثة البيان والبديع والمعاني وهو الاقرب
وهي طريقة ابن العربي والرازي والطاهر ابن عاشور في التحرير والزركشي في البرهان وابن تيمية وابن القيم
*** وضحي بما فضُل أبو بكر على سائر الصحابة؟
قال ابن علية في قول بكر المزني : ما فاق أبو بكر رضي الله عنه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بصوم ولا صلاة ولكن بشيء كان في قلبه . قال الذي كان في قلبه الحب لله عز وجل والنصيحة في خلقه . ورفعه بعضهم بلفظ { ما فضل أبو بكر بفضل صوم ولا صلاة ولكن بشيء وقر في قلبه } ذكره الغزالي في الإحياء . قال العراقي : لم أجده مرفوعا ، وهو عند الحكيم الترمذي في النوادر من كلام بكر بن عبد الله المزني .
وفي لفظ : ما فاتكم أو فضلكم أبو بكر بكثير صوم ولا صلاة ولكن بشيء وقر في صدره . وكل ذلك لم يصح مرفوعا والله الموفق .
وقال الفضيل بن عياض : ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصلاة والصيام وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنصح للأمة .
***اذكري شيئا من مناقب أويس القرني و سعيد بن المسيب؟
أهم مناقبه هو بره بوالدته كما جاء في الحديث الصحيح:
هو الذي أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث مسلم عن عمر رضي الله عنه قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم.
وفي رواية لمسلم عن أسير بن عمرو قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس رضي الله عنه، فقال له: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم. قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم. قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم. قال: لك والدة؟ قال: نعم.قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل، فاستغفر لي، فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة. قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي، فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس، فقال: تركته رث البيت قليل المتاع. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد من أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل، فأتى أويسا فقال: استغفر لي. قال: أنت أحدث عهداً بسفر صالح فاستغفر لي قال لي: لقيت عمر؟ قال: نعم، فاستغفر له، ففطن له الناس فانطلق على وجهه. رواه مسلم. ( استدلال رائع ..بارك الله فيك..)
ولماذا فضل أويس القرني على سعيد بن المسيب؟
لان جاء فيه حديث صحيح انه خير التابعين. مع انه المسيب كان فقيها و قد طلب العلم و الحديث و يفتي الناس و لم تفته تكبيرة الاحرام لمدة 40 عام و كان يصلي دائما في الصف الاول حيث قال (لم ار ظهر مصلي قط). لكن تفضيل أويس جاء لانه اهتم بعمل من اعمال القلوب و هو بر الوالدين.(البر بالوالدين من أعمال الجوارح كصلة الرحم وأعمال القلوب ما اختص القلب بها ولا يطلع عليها إلا الله تعالى ، يمكن أن يكون حب الوالدين من برهما وهو من أعمال القلوب ولكن غالبا بر الوالدين يدخل في أعمال الجوارح)
***ما هي المرحلة الخامسة من مراحل فهم القرآن؟وما هو المقصود منها؟وما دليل ذلك؟
هي مرحلة فهم السورة و ما يتعلق بها أي موضوع السورة العام أو مقصود السورة و الذي من أجله تنزلت السورة أو الموضوع الذي تدور عليه آيات السورة.
هذا العلم اي علم موضوع السورة لم يكن موجود بهذا الاسم سابقا شأنه كشأن كثير من العلوم مثل علم النحو و الصرف و البلاغة علم مصطلح الحديث فهذه العلوم كانت موجودة و لكن لم يكن لها مسمياتها الحالية.
و دليل ذلك هو الاستقراء والتتبع لطريقة الأئمة في تفسير كتاب الله.
***ماهي الأسباب في قلة الكلام حول موضوع السورة؟
- فيه نوع من التجرأ على نفسير كتاب الله تعالى. و قد أنكره طائفة من اهل العلم المتأخرين كرد فعل على تكلف بعض أهل العلم في تحديد مقاصد السورة.
- أغلب المفسرين يفسرون على أساس الكلمة و الآية و هذا حال مدرسة أهل ألاثر. أما الربط بين الآيات فلم يبحثوا فيه..
***وضحي آراء أهل العلم فيما يخص موضوع السورة؟
1- لا تناسب بين السورة و الايات مطلقا أو غالبا. و من قال هذا هو الشوكاني في كتابه (فتح القدير) و مجموعة من المتأخرين. و حجتهم ان السورة مكونة من آيات في الاغلب انها تنزلت في أوقات مختلفة حسب الوقائع التي كانت تحدث في ذلك الوقت. فكل مجموعة من الايات في السورة تنزلت لغرض معين فلا يكون هناك ترابط بينها.
2- ان كل سورة لها موضوع معين و كل الايات التي تحتويها هذه السورة تصب في هذا الموضوع و كل آية لها علاقة بالاية التي قلبها و التي بعدها. و قال هذا الامام عمر البقاعي في كتابه (نظم الدرر في تناسب الايات و السور) و أيده السيوطي. و لكن الكثير من التكلف في كتاب البقاعي رحمه الله. فقوة الذهن واضحة في كتابه حيث نرى جهد و اجتهاد واسع في محاولة منه لاستنباط اسباب الربط بين آية و أخرى
3- هو الرأي الوسط بين الرأين المتطرفين و هو انه ما من سورة إلا و لها موضوع تدور حوله الآيات التي تحتويها, فكل آية مرتبطة بما قبلها و ما بعدها (لا شك) و لكن من أراد ان يخوض في هذا الامر لابد ان ان يلاحظ هذه الامور:
- ان يضع ما بدا له من مناسبة الترابط بين الآيات من غير تكلف و لا تنطع. فإذا أحس انه يحتاج الى الكثير من المقدمات و الممهدات لاقناع الناس بكلامه فهذا يسمى تكلف و لا حاجة لنا به.
- ان يكون عالما بأقوال السلف في تفسير الآيات. و ان يكون لديه علم في البلاغة (البيان, البديع, المعاني)
الرأي الثالث هو الاقرب الى الصواب و قد ألف الشيخ العربي تفسير اتبع فيه هذا الاسلوب. تبعه في هذا الرازي و الطاهر بن عاشور في كتابه (التحرير و التنوير).
أختي عفاف شفاك الله و عفاك و نفعك بما علمك
خادمة الذكر الحكيم
24-12-08, 04:35 PM
***أين تكمن أهمية دلالة السياق في فهم الآيات ؟ ومن نص عليها من أهل العلم؟
دلالة السياق من الدلالات المهمة التي يكاد يطبق أهل التفسير على اعتبارها وقد نص على أهمية دلالة السياق وعلى اعتباره من أهم الدلالات التي ينبغي للمفسر أن يعتبرها جماعة من أهل العلم منهم مسلم بن يسار وسليمان بن يسار وصالح بن كيسان وابن جرير والعز بن عبد السلام وبن عطية والقرطبي رحمه الله في تفسيره وشيخ الإسلام بن تيمية وأيضاً ابن القيم رحمه الله وغيرهم من أهل العلم , فإذا نظرت في آية من الآيات لابد وأن تنظر فيما قبلها وما بعدها حتى تتبين المعنى الكامل لهذه الآية في ضمن الآيات جميعاً فإن الآية هذه لم تأتي منفردة هكذا مقطوعة مبتورة ليس لها علاقة بما قبلها وما بعدها وإنما جاءت في ضمن سياق محدد معين .
***ما دلالة السياق في قوله تعالى :
-في سورة النازعات: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾ مع باقي آيات السورة؟
السورة كلها من أولها لآخرها في النزع والموت ثم ما بعد الموت ثم الراجفة ثم الرادفة والحافرة ثم في قيام الطامة الكبرى وعن تكذيب الكفار ليوم البعث , ثم أخبر الله تعالى عن قصة موسى عليه السلام, فالرابط بينهما هنا أن هؤلاء المكذبين إن أصروا على تكذيبهم وعلى استبعادهم لقيام الأرواح بعد الموت وأنكروا البعث وأنكروا الحياة الآخرة فاتركهم ودعهم وذكرهم إن أرادوا أن يتذكروا بشيء قد سبق من أحوال الأمم السابقة وهو ما جرى لموسى مع قومه , ولأن قصة موسى واسعة طويلة مكررة في كتاب الله عز وجل لم يذكر منها الله سبحانه وتعالى في هذا الموطن إلا ما يناسب هذه السورة فقط وهو ذكر جزاء هؤلاء الكافرين المعاندين الذين أبوا دعوة موسى عليه السلام ذكر الله تكذيبهم ثم ذكر جزاءهم وكأنه يشير إلى هؤلاء القوم أنكم إذا كذبتهم وأنكرتم الحافرة وزعمتم أنه ليس هناك زجرة وليس هناك ساهرة فإن جزاءكم سيكون كجزاء قوم موسى حين كذبوا موسى عليه السلام
-في سورة الصف ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ مع باقي آيات السورة؟
الكلام هنا عن الجهاد في أول السورة وفي آخرها , وذكر قصة موسى هنا إشارة إلى قصة موسى عليه السلام في سورة المائدة قوله تعالى: ﴿ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ﴾ فأشارت الآيات إلى نوع من أذى قوم موسى له وهو التخلي عنه في موضع الجهاد حيث خذلوه في اشد المواقف الذي هو في أشد حاجة إليهم فلما ذكرت الآية هذه القصة من موسى وقومه أرادت أن تذكر امة محمد أن لا يقولوا له كما قال قوم موسى له ﴿ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ ﴾.
***ماالمراد بالخنس في قول الله تعالى : ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾؟
ما هو القول المرجح مع توضيح سبب ترجيحه؟
اختلف السلف رحمهم الله تعالى في المراد بقول الله تعالى : ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾ في سورة التكوير:
- فمنهم من قال هي الكواكب والنجوم جاء ذلك عن علي وابن عباس رضي الله عنهما واختاره جماعة من السلف .
ومنهم من قال المراد بالخنس والجواري الكنس البقر الوحشي والضباع التي تكون في الصحاري والبراري فإنها تخنس إذا رأت الانسان والخنوس هو الاختباء والاختفاء مع تأخر .
والكنس أي أنها تكنس وتعود أي أنها ترجع إلى أماكنها التي تسمى الكناسة
ومن المرجحات التي ترجح القول الأول دلالة السياق فإن السورة من أولها جاءت بذكر الكواكب والنجوم والصبح والليل فكان أولى بالذكر بعد هذه الكواكب هو ما يناسبها من أحوال بقية الكواكب الأخرى لذلك كان أظهر في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾ هي الكواكب التي تخنس وتختفي وتتأخر حيناً وتجري في حين آخر في وقت الليل ثم تكنس فتبيت قليلاً في مكان لا يعلمه إلا الله عز وجل ثم تعود إلى شريانها وخلوصها
خادمة الذكر الحكيم
25-12-08, 08:34 PM
*** وضحي المعنى الذي دل عليه السياق في الآيات التالية مع ذكر نوع دلالة السياق في كل منها:
-﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾
دلالة السياق أن هذه الصفات ليست من صفات أهل الإيمان بل هي من صفات الكافرين المكذبين، فلا يمكن أن يكون مؤمناً كامل الإيمان وهو يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين، فدلالة السياق هي التي تظهر المعني الكلي وكذلك أن منع الماعون ليس من صفات المؤمنين بل هو من صفات الكافرين فسورة الماعون تحث على الأخلاق والصفات التي يجب أن يتحلى بها المؤمنون؛ لأن الله جعل البراءة منها من صفات المؤمنين والذي يقع فيها فيه صفة من صفات الذي يكذب بيوم الدين وهذا المعنى المترابط لا تفهمه إلا بالربط بين معاني الآيات من أولها إلى آخرها.
-﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾
الرابط بين هاتين الجملتين هي الواو والواو في لغة العرب لا تأتي للشرط أبداً وكثير من الناس يستنبط أن تقوى الله شرط في التعليم وليس في الآية ما يدل على ذلك أبداً ولكن هناك في لغة العرب ما يسمى بدلالة الاقتران والالتزام وهي من أنواع دلالة السياق فهذه الواو دلت على وجود اقتران والتزام , وهذه الواو هي وإن كانت عاطفة لكن هذا العطف ليس عطفاً مجرداً وإنما عطف قرن بين تقوى الله وبين العلم فدل هذا السياق بهذا الاقتران على أنه لمن أراد أن يطلب العلم لابد له من تقوى الله سبحانه وتعالى , فدلت الآية على أن هذا العلم يحتاج إلى تقوى فهذه الواو لا تدل على ذلك بل التي دلت على معنى الشرط هي دلالة السياق.
*** ما الحكمة من التقديم والتأخير في السياق في الآيات التالية:
-﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ إلى قوله تعالى ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ﴾؟
السر في ذلك أن المقصود من ذكر هذه القصة هو ذكر إعراض اليهود قبحهم الله عن تنفيذ أوامر الله عزّ وجلّ وليس المقصود من إيرادها ذكر حادثة القتل ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ﴾ وهذا تلحظه بيناً في قصة أصحاب الكهف وفى سورة الأنفال في موقعة بدر.
-﴿ يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾
جاء الكلام في يسألونك عن الأنفال لأنها هي المقصود الأعظم من تنزل هذه السورة العظيمة في الكلام عن ما يتعلق بحقوق الخلق وبحق الرب سبحانه وتعالى وفى تقسيم الرب سبحانه وتعالى للحقوق بين الخلائق , ولأن هذا هو المقصود من تنزل السورة بدءاً الكلام عن الأنفال وما حكم الله عزّ وجلّ فيه وكيف يكون حال الناس فيه ولأن بعض الصحابة تكلموا في هذه المسألة يريدون الغنائم كما كانت توزع عليهم الغنائم وكما كانوا يريدون أن توزع الغنائم فطلبوا أمراً ليس لهم فأنزل الله عزّ وجلّ ﴿ يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾
-﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ﴾
إن هذه السورة حين تنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم لم تتنزل من أجل أن تحكي لنا حكاية وتروي لنا قصة أبداً لم يكن هذا مطلقاً وإنما تنزلت لتبين أمراً عظيماً جليلاً مأخوذًا ومستفادًا من هذه القصة أن الداعية إذا أقبل إليه من أراد أن يتعلم دين الله عزّ وجلّ شريفاً كان أو وضيعاً أميراً كان أو مأموراً وزيراًَ كان أم صغيراً أيا كان حاله غنياً أم فقيراً امرأة كانت أم رجلا كبيراً كان أم صغيراً أياً كان حاله من أقبل على دعوة الله عزّ وجلّ فإنه الأولى بأن يعلم كائناً من كان غيره لأنه إذا أقبل فحقه عليك أيها الداعية أن تقبل عليه ولا تنشغل بغيره فإذا انشغلت بغيره مهما كان هذا الغير فإنك قد خالفت المنهج الذي ارتضاه الله عزّ وجلّ وأمر به محمد صلى الله عليه وسلم.
:icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6:
خادمة الذكر الحكيم
25-12-08, 08:56 PM
*** وضحي بما فضُل أبو بكر على سائر الصحابة؟
بشيء وقر في قلبه، هذا الذي وقر في قلبه هو العلم بالله سبحانه وتعالى، والتعظيم لله، والتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
***اذكري شيئا من مناقب أويس القرني و سعيد بن المسيب؟
ولماذا فضل أويس القرني على سعيد بن المسيب؟
سعيد بن المسيب :كان عالما وفقيها وأخذ الفقه عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أجلة التابعين وكان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر وكانت الصلاة لا تفوته أبداً بل تكبيرة الإحرام أربعين عاماً لا تفوته مع الإمام وكان أيضاً كذلك يقول لم أرَ ظهر مصلٍ قط إنما كان يصلى في الصف الأول.
أويس القرني : كان يتميز بأمر واحد وهو فيما يتعلق بأعمال القلوب يعني اهتمامه بعمل القلب هذا الذي فيه توقير عظيم لله سبحانه وتعالى وفيه تعزير لله وفيه أيضا كذلك تعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه تعزير لرسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر الذي قر في قلب أويس القرني هو الذي جعل أويس أفضل التابعين
وفضل أويس لتميزة بأعمال القلوب وتعظيم الله تعالى وتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم.
***ما هي المرحلة الخامسة من مراحل فهم القرآن؟وما هو المقصود منها؟وما دليل ذلك؟
فهم موضوع السورة وما يتعلق به المقصود بموضوع السورة إذا أطلق هو المعنى العام وهو الذي أنزلت السورة من أجله أو هو الموضوع الذي تدور عليه آيات سورة ما، ودليل من قال به هو الاستقراء والتتبع لطريقة الأئمة في تفسير كتاب الله
***ماهي الأسباب في قلة الكلام حول موضوع السورة؟
-أن فيه نوع من الجرأة على تفسير كتاب الله جلّ وعلا ولهذا أنكره جماعة من أهل العلم من المتأخرين وكان هذا الإنكار ردة فعل لتكلف الناس ذكر مقصد السورة فيها تكلف وبعد.
-ثانياً أن كثيراً من كتب التفسير إنما تناولت تفسير كتاب الله جلّ وعلا من خلال مدرسة تفسير الآية والكلمات كما هو حال مدرسة أهل الأثر وأهل الرأي أما الربط بين الآيات فلم يفرد له أحد من الأئمة كتاباًَ في التفسير ممن تقدم وهذه هي الأسباب في قلة الكلام حول موضوع السورة .
***وضحي آراء أهل العلم فيما يخص موضوع السورة؟
القول الأول: لا تناسب بين السورة والآيات مطلقاً أو غالباً وهو قول جماعة من المتأخرين منهم الشوكاني في فتح القدير.
القول الثاني: أنه ما من آية أو سورة إلا ولها موضوع خاص بها وما من آية إلا ولها مناسبة بينها وبين الآية التي قبلها وهذا هو القول الذي نصره برهان الدين إبراهيم بن عمر البقاعي المتوفي سنة خمس وثمانين وثمانمائة في كتابه - نظم الدرر في تناسب الآيات والسور- واختاره السيوطي وغيره.
القــــول الثالــــث: أن ما من سورة في الأغلب إلا ولها موضوع تدور عليها وكذلك الآيات فالآية في الأعم الأغلب تكون متصلة بما قبلها وما بعدها، لكن لابد لمن أراد أن يخوض في هذه المسالك من أمرين :
-الأمر الأول أن يكتفي بما ظهر له من الموضوع وتناسب الآيات من دون تكلف ولا تنطع على خلاف ما جري من البقاعي رحمه الله.
-الأمر الثاني أن يكون الخائض في هذه المسالك عالماً لأقوال السلف في تفسير الآيات والسور التي يريد أن يستنبط لها مناسبة أو موضوعاً معيناً وأن يكون مطلعاًَ عارفاً بعلوم البلاغة بفروعها الثلاثة البيان، البديع ، المعاني.
القول الثالث هو القول الأقرب وهي طريقة بن العربي في تفسيره فقد ذكر أنه ألف كتاباً كبيراً في ذلك ومنهم الرازي في تفسيره والطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير وقرره أيضاً الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن ويستخدمها شيخ الإسلام بن تيميه وتلميذه ابن القيم وجماعة من المحققين من أهل العلم.
:icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6::icony6:
خادمة الذكر الحكيم
26-12-08, 12:21 AM
***اذكري شيئا من مناقب أويس القرني و سعيد بن المسيب؟
ولماذا فضل أويس القرني على سعيد بن المسيب؟
سعيد بن المسيب :كان عالما وفقيها وأخذ الفقه عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أجلة التابعين وكان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر وكانت الصلاة لا تفوته أبداً بل تكبيرة الإحرام أربعين عاماً لا تفوته مع الإمام وكان أيضاً كذلك يقول لم أرى ظهر مصلي قط إنما كان يصلى في الصف الأول.
سبب التعديل : تعديل كلمة عالما وفقيها
السلام عليكم و رحمة الله
تم بحمد الله الاستماع الى الدرس الـ25 تابع المرحلة الخامسة.
***اذكري المقصود العام للسور التالية:
الفاتحة: تجمع علوم القرآن فتكون كالمقدمة لكتاب الله عز و جل. و الفاتحة فيها جميع مقاصد القرآن و اغراضه . قال الرسول صلى الله عليه و سلم :( الحمد لله رب العالمين أم القرآن ، و أم الكتاب ، و السبع المثاني)
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3184
خلاصة الدرجة: صحيح
أم القرآن أي تجمع معاني القرآن جميعا فقد جمع فيها جميع أصول علم كتاب الله.
البقرة: فيها الضرورات الخمس (حفظ الدين, حفظ النفس, حفظ العقل, حفظ المال, حفظ العرض) بالاضافة الى كيفية معاملة اليهود.
آل عمران: تتمة للضرورات الخمس و ضرورة حفظها و فضح للصنف الثاني من اهل الكتاب و هم النصارى.
النساء: تتمة للضرورات الخمس بالاضافة الى (فضح المنافقين و الكلام في أحكام النساء).
المائدة: الحلال و الحرام و بيان الاحكام. و حتى القصص التي وردت فيها لم تأت للعظة و العبرة بل جاءت لاستنباط الاحكام التي لا يمكن استنباطها إلا بعد فهم موضوع السورة و انها نزلت للاحكام . و هي من أواخر ما نزل على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و لهذا قالت أمنا عائشة رضي الله عنها ان سورة المائدة من أواخر ما نزل فكل آياتها محكمة ( عن ابن عباس وعائشة وعمرو بن شرحبيل وجمع من السلف أن سورة المائدة محكمة)
الراوي: - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 5/483
خلاصة الدرجة: صحيح
الكهف: نزلت حول الابتلاء و بيان انواعه. تارة يكون للنعم مثل قصة ذو القرنين و قصة صاحب الجنة و موسى عليه السلام (نعمة العلم) و تارة يكون بالنقم كفتية الكهف و بيان ثمرته.
العنكبوت: تدور حول الفتنة بشتى انواعها و صنوفها.
الصف: تدور آياتها حول الجهاد.
الفلق: إزالة الشرور الظاهرة و كيفية التعوذ منها. فكما أن الله جعل النهار يفلق الليل فهو قادر على ان يفلق هذه الشرور الظاهرة و يخرج الخير منها.
الناس: حول إزالة الشرور الباظنة و كيفية التعوذ منها و هذه الشرور الباطنة ناسبها الاستعانة برب الناس, ملك الناس, إله الناس كلهم جميعا.
وضحي الوسائل الثلاث التي يمكن أن نصل من خلالها إلى ما يتعلق بمقصود السورة مع ذكر أمثلة لذلك.
1- بنص من العلماء و اهل التحقيق مثل سورة الاخلاص قد نص اهل العلم انها تتعلق بالعلم الخبري بتوحيد الاسماء و الصفات و توحيد الربوبية. أما سورة الكافرون فمقصودها هو بيان التوحيد العملي الطلبي و هو المسمى بتوحيد الالوهية. فكلا السورتين يتعلق بالتوحيد الاولى تتعلق بالتوحيد الخبري و الثانية العملي.
2- أن يكون موضوع السورة ظاهرا من أسمها أو من مطلع آياتها أو منهما معا. مثل سورة القيامة. هذه السورة كما هو واضح تدور حول يوم القيامة و لكن في وسطها جاءت هذه الآيات (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ)
فما الربط هنا؟ الله تعالى يتكلم عن أمر عظيم هنا و هو يوم القيامة و قد طلب من نبيه صلى الله عليه و سلم بأن لا يتسعجل بتلاوة القرآن (النبي الكريم كان يفعل ذلك حرصا و خوفا من أن يتفلت منه القرآن) فقد تكفل الله تعالى له بحفظه في قلبه. أي ان هذه الايات جاءت بالتأديب و ليكون لنا قدوة و اسوة حسنة في نبينا صلى الله عليه و سلم. فمجيء آيات تنهى عن قراءة القرآن بعجلة في وسط آيات القيامة, إنما هو لبيان عظمة القرآن و انه المفروض ان لا يمر الشخص على الآيات بعجلة كل همه ان يختم السورة إنما يجعل أكبر همه ان يتدبر القرآن و يفهمه ليعمل به. و بالاخص إذا كانت آيات كآيات سورة القيامة فعلينا أن نتدبرها و نفهما لكي تصبح وجوهنا في القيامة ناضرة الى ربها ناظرة (بإذن الله).
3- الاستقراء: و يكون نافعا إذا كان أصوليا و كاملا إما الاستقراء الجزئي فلا عبرة به. مثل ذلك سورة الماعون التي جاءت بمكارم الاخلاق التي على المؤمنين التحلي بها. و من ترك شيء من هذه الاخق فقد ترك شيء من واجبات الدين. و من اتصف بشيء من هذه الصفات فقد اتصف بصفات المكذبين بيوم الدين.
أن شاء الله سأستمع الآن الى محاضرة الشيخ صالح و اجيب عن السؤال الاختياري.
اذكري بعض ما استفدتيه من محاضرة مقاصد السور للشيخ صالح ءال الشيخ التي أوصى الشيخ بالاستماع إليها أثناء الشرح.
وصف القرآن في أكثر من موضع في القرآن الكريم بأنه مبارك أي كثير الخير لمن أقبل عليه ففيه شفاء للصدور و القلوب و فيه الهداية و التوفيق لمن أراد الله عز و جل ان يوفقه.
يحتاج المفسر الى الالمام بعلوم كثيرة أهمها:
• علم اللغة العربية لانه القرآن الكريم أنزل بلسان عربي مبين.
• علم التوحيد: لانه الاساس. فالقرآن الكريم من أوله الى آخره يدعو الى التوحيد لانه:
• اما ان تكون الايات فيها خبرا عن الله عز وجل و عن صفاته و اسمائه مثل (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا)
• أو خبرا عن انبياء الله عز و جل و عن قصصهم. و طبعا في قصصهم يرد انهم قد دعوا الى التوحيد كما ورد على لسان اكثر من نبي (يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ).
• أو يكون في الآيات امرا و نهيا بإداء الفروض و التهي عن ارتكاب المحرمان و هذا من مكملات التوحيد. لانه من يوحد الله تعالى يجب ان يطيع اوامره.
• أو يكون في الآيات خبر عن الامور الغيبية و ما يحصل بعد الموت, و البعث و يوم القيامة و الجنة و النار.
• العلم بالسنة: لان السنة مفسرة للقرآن الكريم و مبينة له.
• العلم بالفقة: لانه يشمل الحلال و الحرام و احكام العبادات و المعاملات و الحدود.
• علم الجزاء يوم القيامة و أحوال الناس فيه.
• علم أصول الفقه و العلوم المساعدة لأصول الفقه.
سورة الفاتحة:
الحمد فيها على خمسة مقاصد:
• ان يحمد الله تعالى على ربوبيته (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ), (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)
• ان يحمد الله تعالى على ألوهيته. (إِيَّاكَ نَعْبُدُ)
• أن يحمد الله تعالى على أسمائه و صفاته. (رَبِّ الْعَالَمِينَ ), (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ), (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)
• ان يحمد الله تعالى على شرعه و كتابه و ما أنزل. (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)
سورة العنكبوت:
تدور حول الفتن التي قد يتعرض لها الانسان و ان النجاة هي في جهاد هذه الفتن.
و في بداية السورة قال تعالى (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) و أوضح سبب ابتلاء الناس بالفتن هو التمحيص (فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ). و قد ورد امثال للفتن في هذه السورة الكريمة:
• (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) فتنة الاهل فقد يظن المؤمن بأنه اذا لم يطع و الديه الكافرين بأن يكفر أو يشرك بالله بأنه قد نجا من الفتنة, و يكون في نفس الوقت يعاملهم بغير الحسنى. هو بعمله هذا قد نجا من فتنة الشرك و لكن وقع في فتنة عقوق الوالدين لذا جاءت هذه الاية لتوضح كيف يجب سلوك المؤمن من ابتلي بوالدين مشركين أو كافرين.
• (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ) هذه فتنة عظيمة فقد مكث النبي نوح عليه السلام طول هذه السنبين يدعو قومه و ما آمن معه إلا قليل إلا يحصل لهؤلاء القليل الذين اتبعوه فتنة!! و هم يرون أنهم قلة مستضعفون و نصر الله لم يأت بعد بل و حتى ابن و زوجة نوح عليه السلام لم يؤمنوا به. و نوح عليه السلام كان يعمل على دعوتهم ليلا و نهار سرا و علانية و يذكرهم بنعم الله و يوعدهم بأنه في حالة استجابتهم لله سيرسل عليهم الامطار و يمددهم بأموال و بنين و جنات و انهار لكن سبحان الله قلوبهم كالحجارة لا تفقه شيء مما يقول. ثم جاء وعد الله (فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ).
• (وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) أبراهيم الخليل تعرض خلال دعوته الى مجادلات و القاء شبهات ممن يدعوهم و في هذا فتنة. فالشبهات التي يلقيها الكفار و المشركون و أصحاب البدع تتجدد بتجدد الازمان. فقل من يصبر على الحق و يمكث عليه.
• (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) هذه فتنة الشهوة و الانحراف عن الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.
• (وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ) ثم جاء ذكر قوم عاد و ثمود و هؤلاء كانوا مستبصرين اي يعصون الله على علم و يعرفون ما ينتظرهم و لكن زين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ). و مثلهم (وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ) فهؤلاء ايضا لديهم علم و بينات و لكن زين لهم الشطان اعمالهم فاستكبروا فكان مصيرهم كالذين سبقوهم.
• (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) فتنة الجدال و المناقسة خصوصا بين الاديان و المذاهب فهذه يجب ان تكون على علم و بصيرة و من يتولى هذا يحب ان يكون من أهل العلم و الاختصاص. لانه من يدخل في جدال و هو على غير علم قد يرجع عن دينه و ايضا قد يفتن غيره لان يرجع عن دينه.
• (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) فتنة الحياة الدنيا فالناس تراها جميلة و حلوة و تلهو بها و تلعب و تغفل عن الآخرة. (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) الحيوان صيغة مبالغة من الحياة يعني الجنة و النار هي ذات الحياة الباقية.
• (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) فتنة الأمن فأهل قريش قد اغتروا بالامن الذي كان يسود مكة و يظنون انه ما يصيب غيرهم من القبائل من خطف و قتل و سلب و نهب لا يمكن أن يصيبهم. و هكذا كثير من الناس يظن ان ما يصيب غيره من الفتن من ابتلاءات بعيد عنه (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ).
موضوع سورة العنكبوت يتعانق فيه البداية مع النهاية فقد قال عز و جل في البداية (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) فما المخرج من هذه الفتن على انواعها؟ يأتي الجواب في الاخير (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد الطيبة..
ملاحظة:
محاضرة الشيخ صالح ءال الشيخ (مقاصد السور) لا تعمل أي يتحمل/يفتح جزء منها فقط ثم لا توجد البقية. انا استعنت بالتفرغ.
جزاكم الله خيرا
ام الخطاب
28-12-08, 12:50 PM
***اذكري المقصود العام للسور التالية:
-الفاتحة:مقصودها ان تجمع علوم القران بحيث تكون كالمقدمة لكتاب الله والفاتحة لجميع مقاصده واغراضه ولذا اخرج البخاري عن ابي هريرة عن النبي :"الحمد لله رب العالمين ام القران وام الكتاب والسبع المثاني "اي تجمع معاني القران لذا كانت اعظم سور القران
-البقرة:مقصودها يدور حول حفظ الضرورات الخمس وهي حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض وكيفية معاملة اليهود
-ءال عمران:تكملة الضرورات الخمس وكيفية معاملة النصارى وما يتعلق بهم وبدينهم
-النساء:تتمة الضرورات الخمس وايضا فضح المنافقين واحكام النساء
-المائدة:تدور حول الحلال والحرام وبيان الاحكام وحتى القصص فيها لم تات للعظة بل لاستنباط الاحكام لذا لايمكن فهم ذلك الا بعد فهم موضوعها لذا كان ما نزل فيها محكم غير منسوخ (ذكره ابن تيمية)
-الكهف:حول الابتلاء وانواعه سواء الابتلاء بالنعم كذي القرنين او بالنقم كفتية الكهف
-العنكبوت: حول الفتن وانواعها
-الصف: حول الجهاد
-الإخلاص:حول تحقيق التوحيد والتعلق بالله وحده حتى ينفع التعوذ من الشرور
-الفلق:حول ازالة الشرور الظاهرة وكيفية التعوذ منها
-الناس:حول ازالة الشرور الباطنة وكيفية التعوذ منها
***وضحي الوسائل الثلاث التي يمكن أن نصل من خلالها إلى ما يتعلق بمقصود السورة مع ذكر أمثلة لذلك.
1=ان ينص العلماء من اهل التحقيق على ان المقصود من السورة كذا وكذا كما نصوا على ان مقصود سورة الاخلاص هو العلم الخبري بتوحيد الاسماء والصفات والربوبية وسورة الكافرون مقصودها بيان التوحيد العملي الطلبي وهو الالوهية وان سورة النحل نزلت في النعم وشكرها وامتنان الله بها
2=ان يكون موضوع السورة ظاهرا من اسمها او من اولها او منهما معا كسورة القيامة فاسمها ومطلعها يدل على ان موضوعها يوم القيامة اما علاقة اية النهي عن العجلة بالقران بها فو ان القران اعظم من ان تعجل بقراءته لذا نهي عنه النبي وخاصة في ايات يوم القيامة لان مقامها مقام تاني وخشوع وتدبر
3=الاستقراء وينفع اذا كان كليا او اغلبيا اما الاستقراء الجزئي فلا عبرة به كسورة الصف التي نزلت في الجهاد والماعون في مكارم الاخلاق
فوائد اختيارية:
اذكري بعض ما استفدتيه من محاضرة مقاصد السور للشيخ صالح ءال الشيخ التي أوصى الشيخ بالاستماع إليها أثناء الشرح
ان القران نزل مباركا ليتدبره الخلق ويتذكر منه اهل العقول وشرط التذكر التدبر
وان اعقل الناس من اشتغل بالاخرة واقبل على القران
ومن العلوم التي يتاجها المفسر علم اللغة والتوحيد والسنة والفقه والجزاء وغيرها
ابتدات سورة الفاتحة بالحمد لانه اول ما بدئ به الخلق واخر ما نهي به كم قال تعالى بعد دخول اهل الجنة الجنة واهل النار النار "وقيل الحمد لله رب العالمين"اي كل شيء حمد الله بعد استقرار الامور
والقران كله يدور حول حمد الله في ربوبيته واصفاته والوهيته وشرعه وكتبه ورسله وخلقه للخلق
اما سورة العنكبوت وهي سورة الفتن فذكرت فيها معظم الفتن كفتنة الوالدين عندما يطلبان من الشخص الكفر ثم فتنة كثرة اتباع الشر ثم قوة الكفار وطول مكثهم في الارض لذا ذكر من قصة نوح فترة دعوته فقط
وفي قصة ابراهيم فتنة من يجازف ولا يستسلم ويتخذ الدنيا مقصده وفي قصة لوط فتنة الشهوة ثم في ذكر عاد وثمود فتنة العلم دون العمل ثم فتنة الجدال والحوار والتي لابد ان تكون عن علم وبالحسنى
ثم فتنة اللهو واللعب في الدنيا والتي تنسي الاخرة ثم فتنة الامن من مكر الله فيظن انه لن يصيبه ما يصيب غيره من البلاء
وان المسلم يتذكر نعيم الاخرة عند رؤية نعيم الدنيا ويتذكر عذاب الاخرة عند رؤية اذى الدنيا
ام الخطاب
29-12-08, 11:19 PM
*** ما هي المرحلة السادسة من مراحل فهم القرآن؟ وما المقصود منها؟
هه التفسير الموضوعي وهو جمع الايات المتكلمة عن موضوع واحد ليتضح المقصود منها كما فعل الشنقيطي في اضواء البيان في تفسير القران بالقران
*** وضحي كيف يمكن تفسير القرآن بالقرآن في الآيات التالية:
﴿يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا﴾:
المور في اصل لغة العرب الاضطراب والحركة الشديدة
وهذا يعني انها يوم القيامة تضطرب اولا وتتحرك بشدة ثم تتفطر وهو بداية التشقق ثم تتشقق بشكل كبير بالغمام الابيض لنزول الملائكة ثم تفتح كانها ابواب من كبر الشقوق ثم تطوى وتكشط اي تزال وتسلخ كليا ثم تصير وردة اي وردية اللون لكن لونها غير صافي وكان فيها شيء من الزيت والدهن وهو معنى المهل
﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ﴾
اولا نرد على شبهة من قال ان قول الله "فاجتنبوه" لا يدل على التحريم
فنقول: ورد الامر بالاجتناب وعدم القرب في قوله تعالى "فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور "وفي "ولا تقربوا مال اليتيم"وولا تقربوا الزنا"وهي امور واضحة الحرمة فكذلك الخمر مثلها
لكن لما لم يرد لفظ التحريم في هذه الاشياء كما ورد في تحريم الميتة "حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير "؟
فالجواب :انه ورد لفظ الاجتناب وعدم القرب في الامور التي ترغب بها النفس وتشتهيها لذا كان التحريم فيها غير كافي بل يجب النهي عن اتيانها وكذلك القرب منها ومن وسائلها
اما ذكر التحريم فكان في الامور التي لاترغب النفس بها فلاتحتاج للنهي عن اتيانها لانها اصلا لا ترغب بها النفس لذا اقتصر على ذكر حرمتها
اما الايات التي ذكرت الخمر فمنها ما غاير فيه بين السكر والرزق الحسن ليبين ان السكر ليس رزقا حسنا"ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منها سكرا ورزقا حسنا "
ومنها ما نهى عن الصلاة حال السكر فلا يشربها الاليلا وفيه تضييق لوقت شربها "لاتقربا الصلاة وانتم سكارى"
ومنها ما دل على حصول الاثم الكبير بها"قل فيهما اثم كبير "
ومنها ما صرح بالتحريم ووجوب اجتنابها"انما الخمر والميسر ................فاجتنبوه"
وفي هاتين الايتين اجتمعت 8 ادلة على حرمتها
وحين اخبر الله عن خمر الاخرة انه "لا غول فيها ولا هم عنها ينزفون"دل على ان خمر الدنيا فيها غول وتنزف العقل اي انها تاخذ شاربها بالامراض بشدة وتذهب بالعقل
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾
الجهاد مر بمراحل فكان محرما في مكة ثم اذن فيه "اذن للذين يقاتلون" ثم امر بقتال الذين يلونا فقط"قاتلوا الذين يلونكم من الكفار "ثم امر بجهاد الكفار "فاقتلوهم حيث ثقفتموهم" وهذه الايات التي قبل الاخيرة لا يترك العمل بها نهائيا بل قد يعمل بها في بعض العصور والازمان التي تناسبها
وقد جاء النهي عن القتال في 76 اية
تم بحمد الله الاستماع الى الدرس الـ26 المرحلة السادسة التفسير الموضوعي
*** ما هي المرحلة السادسة من مراحل فهم القرآن؟ وما المقصود منها؟
جمع الآيات التي تتكلم عن موضوع واحد في موضع واحد و يسمى (بالتفسير الموضوعي) و ألف في ذلك الامام الشنقيطي كتاب (أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن). المقصود بذلك أن نأخذ من كل سورة المقصد و الغرض من إنزالها ليتضح لنا المقصود من جمعها مع الآيات الاخرى. مثل ذلك أحوال السماء و ما تمر به يوم القيامة.
*** وضحي كيف يمكن تفسير القرآن بالقرآن في الآيات التالية:
﴿يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا﴾
المور هو الاضطراب و الحركة الشديدة و هذا مما سيحدث للسماء عند قرب قيام الساعة. لانه سماء الدنيا محكمة الصنع شديدة الاتقان لا يوجد فيها فطور كما نرى كما اخبر الله تعالى " وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ" و قال ايضا " الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ"
و لمعرفة ما سيحدث علينا بتجميع جميع الآيات التي تتحدث عن امر السماء عمد قرب اقتراب الساعة أو عند حدوثها.
و لو نظرنا في آيات الآخرة التي تصف السماء لرأينا إنها تمر بهذه المراحل:
أولا الانفطار " إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ" ثم الانشقاق " إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ" و هذا الانشقاق يكون مصحوبا بدهان زيتي احمر اللون فالسماء التي نراها زرقاء سيتغير لونها " فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ" ثم تتوسع هذه الفتحات فتصبح كالابواب لمرور الملائكة منها " وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا" و " وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا" و " هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ" ثم تكشط " وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ" ثم تطوى و الامر يومئذ لله الواحد القهار "يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ"
﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ﴾
هذه الآية الكريمة حرمت الخمر و الميسر و الانصاب و الازلام. و لكن تحريم الخمر مر بأربعة مراحل قبل ان يحرم نهائيا.
- " وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" ففي هذه الاية الكريمة أوضح الله للناس ان من ثمرات النخيل ممكن ان نصنع منه شيء يكون (حسن) لكن (السكر) ليس من الرزق الحسن فكان تمهيدا الى انه الخمر ليس لشيء الجيد.
- " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ" بيان انه قد يكون هناك منافع في الخمر و الميسر و لكن ضرر هذه الاشياء اكبر من النفع. الحديث:
"عن عمر بن الخطاب أنه قال لما نزل تحريم الخمر قال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت هذه الآية التي في البقرة { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما أثم كبير } فدعي عمر فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت الآية التي في سورة النساء { يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى } فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة نادى أن لا يقربن الصلاة سكران فدعي عمر فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت الآية التي في المائدة فدعي عمر فقرئت عليه فلما بلغ { فهل أنتم منتهون } قال عمر انتهينا"
الراوي: أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل المحدث: علي بن المديني - المصدر: تفسير القرآن - الصفحة أو الرقم: 3/171
خلاصة الدرجة: [صحيح]
- " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ " بدأ الآن تقليل الوقت الذي يستطيعون أن يشربوا به الخمر و هو الليل فقط و ذلك بعد أن اصبح عندهم علم بأن الخمر ليس بالشيء الحسن و ان الخمر ضررها أكبر من نفعها.
- " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ" نزلت آية تحريم الخمر بصفة نهائية. و كلمة (اجتنبوا) فيها امر بالتحريم و بالمباعدة عن الخمر ايضا فهي ابلغ من كلمة (حرمت عليكم). و جاءت السنة لتؤكد ذلك حين قال الرسول صلى الله عليه و سلم:" أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ! إن الله عز و جل لعن الخمر ، و عاصرها ، و معتصرها ، و شاربها ، و حاملها ، و المحمولة إليه ، و بائعها ، و مبتاعها ، و ساقيها ، و مسقيها"
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 72
خلاصة الدرجة: صحيح
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾
من جمع آيات الجهاد علمنا انه قد مر بأربعة مراحل:
- محرما: " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا" و كان هذا في أول البعثة. و قيل انه كل آية كانت تأمر بالعفو و الصفح و الانتظار نحو " فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" إنما كانت تنهى عن القتال و ذلك في 76 آية.
- جاء الأذن بالقتال: " أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ"
- قتال الكفار و المشركين المجاورين فقط " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المتقين"
- الجهاد و قتال الكفار " سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمْ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا".
أم أسماء
30-12-08, 09:21 PM
:ohmy: يا ليت أحد يخبرني ما السبب في كتابة (حيا) من غير ألف فقد رأيتها في اكثر من مكان في صفحة رياض الجنة من غير ألف!! من أين نسختموها؟ هل هناك قراءة أخرى من غير ألف؟ ارجو تنويري. جزاكم الله
أختي حاجة
كلمة حياً بتنوين النصب وقد كان خطأ في التفريغ وصحح من مدة..
إشراقة النور
31-12-08, 09:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله تم الإستماع للشريط 22 ،23 ،24ِ ،25
الله يسلمك أختي حاجة جزاك الله خير للسؤال
بحمد الله تم الاستماع الى الدرس الـ27 المرحلة السابعة و الاخيرة من مراحل فهم القرآن
*** كيف اعتبر الشيخ هذه المراحل السابقة بالنسبة لعلم القرآن؟
هي من قبيل التمهيد و التوطئة فيما يتعلق بالكتب المصنفة بعلوم القرآن. فلدينا مصنفات كثيرة جدا في علوم القرآن و التفسير لا غنى لطالب التفسير عنها. و هذه المراحل جاءت لتهيء الطالب للاستفادة بأكبر قدر ممكن من هذه المصنفات. فمثلا قد يقبل الطالب على كتاب ابن تيمية في التفسير من غير تمهيد فلا يفهم الكلام.
*** ما نوع الاختلاف عند المفسرين من السلف؟
الاختلاف بين العلماء في التفسير اقل منه في سائر العوم الشرعية. فختلاف المفسرين في التأويل ليس كاختلافهم في الحلال و الحرام. و أكثر ما وقع من الاختلاف بين السلف هو من قبيل التنوع لا التضاد, كما قرره بن حزم و تبعه في ذلك ابن تيمية و ابن قيم و ابن رجب. ذلك راجع الى ان كتاب الله محكم بين واضح "ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ" , " الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ" , "بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" .
***وضحي أسباب كثرة الخلاف عند المتأخرين؟
1) ضعف الادوات التي تعين على فهم القرآن كاللغة و النحو و البلاغة و سائر علوم اللسان و كذلك ضعف الاصول التي يستعين بها المرء على آيات الكتاب. كأصول الفقه و الحديث و نحو ذلك.
2) إن كثيرا من كتب التفسير عند المتأخرين لم يكن على جادة السلف في علوم الكتاب و السنة بل كانوا في علوم الاعتقاد على طريقة أهل البدع. سواء ما كان ذلك يتعلق في الابتداع بتوحيد الالهوية و الربوبية أو الاسماء و الصفات أو كان ذلك في غير مسائل الاعتقاد كبدعة التقليد و التمذهب من غير النظر في الدليل أو الحجة التي أخذ منها هذا القول. و لذا نشأت اقوال في التفسير لم تأت عن السلف رحمهم الله.
3) قلة الاطلاع على كتب السلف في التفسير و معرفة ما يثبت و ما لا يثبت. و هذا الباب الناس فيه على طرفي النقيض. فمنهم من يهمل الاسانيد إهمالا كليا فلا يعتد بها عن الآثار المروية عن السلف. و منهم من يبالغ في ذلك حتى أنه يعامل ما جاء من ابواب السلف كمعاملة ما اسند الى النبي صلى الله عليه و سلم في أحاديث الحلال و الحرام. و كلاهما خطأ. فالاسانيد المكذوبة و الموضوعة التي تروى بها هذه الاثار لا يعتد به أبدا. أما ما كان صحيحا أو حسنا أو ضعفه يسير (لضعف الراوي أو ارساله أو نحو ذلك) فإن الاصل أن تقبل هذه المرويات و يعتد بها ما لم يكن في فتنة نكارة أو شذوذ. و هذه طريقة أهل السنة و الجماعة المتقدمين.
*** اذكري بعض المصنفات التي تتكلم عن قواعد الترجيح عند المفسرين
1) قواعد الترجيح عند المفسرين. للدكتور حسين الحربي
2) قواعد التفسير جمعا و دراسة. لخالد السبت.
3) قواعد متناثرة في كتب المتأخرين مثل ما ذكره الطاهر بن عاشور في أول كتابه.
خادمة الذكر الحكيم
01-01-09, 06:51 PM
***اذكري المقصود العام للسور التالية:
-الفاتحة:مقصودها أن تجمع علوم القران بحيث تكون كالمقدمة لكتاب الله جل وعلا والفاتحة لجميع مقاصده واغراضه وفي الحديث الصحيح في البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"الحمد لله رب العالمين ام القران وام الكتاب والسبع المثاني "
-البقرة:مقصودها يدور حول حفظ الضرورات الخمس وهي حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض وعن اليهود وكيفية التعامل معهم
-ءال عمران: تتمة الضرورات الخمس وفضح العدو الثاني وهم النصارى وكيفية معاملتهم
-النساء:تتمة الضرورات الخمس وأضافت مقصدين وهما فضح المنافقين واحكام النساء
-المائدة:ذكر شيخ الإسلام أنها تدور حول الحلال والحرام وبيان الأحكام وحتى القصص التي وردت فيها لم تأت للعظة والعبرة بل جاءت لاستنباط الأحكام ولايمكن فهم ذلك واستنباطه الا بعد فهم موضوع السورة وأنها نزلت للأحكام.
-الكهف:تدور حول الابتلاء وبيان أنواعه تارة يكون بالنعم كذي القرنين وتارة يكون بالنقم كفتية الكهف.
-العنكبوت: تدور حول الفتن أنواعها وصنوفها.
-الصف: تدور حول الجهاد .
-الإخلاص:تدور حول تحقيق التوحيد والتعلق بالله وحده حتى ينزل علينا حماية وكفاية كاملة من الله.
-الفلق:نزلت حول إزالة الشرور الظاهرة وكيفية التعوذ منها فالله قادر أن يفلق الشرور ويخرج منها الخير.
-الناس:نزلت حول إزالة الشرور الباطنة وكيفية التعوذ منها.
***وضحي الوسائل الثلاث التي يمكن أن نصل من خلالها إلى ما يتعلق بمقصود السورة مع ذكر أمثلة لذلك.
1_أن ينص العلماء من أهل التحقيق على أن مقصود السورة كذا وكذا كما نصوا على أن مقصود سورة الإخلاص هو العلم الخبري بتوحيد الاسماء والصفات وتوحيد الربوبية وأن سورة الكافرون مقصودها هو بيان التوحيد العملي الطلبي وهو المسمى بتوحيد الألوهية وسورة النحل نزلت في النعم وشكرهاوامتنان الله بها على عباده.
2_أن يكون موضوع السورة ظاهرا من اسمها أو من أولها أو بهما معا كسورة القيامة في اسمها ومطلعها فمقصود السورة هو التحدث عن يوم القيامة ولكن عندما نصل إلى قوله تعالى :"لا تحرك به لسانك لتعجل به......."فنقول ما علاقة هذه الآية بموضوعها ومقصدها ؟؟؟فنقول هذه الآيات لا بد لها من رابط قبلها وهنا اشارة إلى ان مثل هذه السورة لا ينبغي للعبد أن يمر عليها مرورا سريعا من دون أن يتفكر في هذا اليوم وهو يوم القيامة الذي ذكر في أول السورة.
3_الإستقراء : ويكون نافعا عند الأصوليين إذا كان كاملا او أغلبيا أما الإستقراء الجزئي فلا عبرة به مثل ما في سورة الصف التي نزلت في الجهاد بالسيف والسنان وسورة الماعون في مكارم الاخلاق الواجب على المؤمنين تأديتها جميعها.
خادمة الذكر الحكيم
02-01-09, 05:38 PM
*** ما هي المرحلة السادسة من مراحل فهم القرآن؟ وما المقصود منها؟
المرحلة السادسة هي جمع الآيات التي تتكلم عن موضوع واحد في موضع واحد ويسمى بالمصطلح المعاصر بالتفسير الموضوعي , وهو الذي ألف فيه الإمام النووي الشنقيطي "أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن" والمقصود من هذه المرحلة أن نأخذ من كل سورة المقطع والغرض من إنزالها ليتضح لك المقصود عند جمعها مع الآيات الأخرى.
*** وضحي كيف يمكن تفسير القرآن بالقرآن في الآيات التالية:
﴿يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا﴾
المور في لغة العرب الإضطراب والحركة الشديدة , أي ان السماء تحركت واضطربت وتغيرت وتغير حالها فهناك اضطراب يحدث لها لم يحدث لها في الدنيا, ففي الآخرة تبدا السماء بالتغير ومن ثم تتفطر وهو بداية الإنشقاق وتفتح أبوابها وتتشقق بالغمام الأبيض لنزول الملائكة , وتطوى كطي السجل للكتب ومن ثم تزال وتكشط وتصير وردة كالدهان أي لونها وردي فيه شئ من الحمرة ولكن هذه الحمرة ليست صافية وإنما يخالطها ألوان أخرى ويكون هناك مع هذا اللون شئ من صبغة الزيت وهو المهل وهو الزيت المتقطه من الغلي.
﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ﴾
إذا قال أحد أن قوله تعالى "فاجتنبوه" لا يدل على التحريم فنرد عليه بما يأتي :
أنه إذا جمعنا الآيات التي تتحدث عن الخمر يتبين لنا حرمة شرب الخمر والحكمة من تحريمه.
ولو تأملنا كلمة فاجتنبوه في كتاب الله عز وجل والمنهيات التي نهى الله عز وجل عنها بقوله فاجتنبوه مثل قوله تعالى "ولا تقربو الزنا" وقوله تعالى"واجتنبوا قول الزور" وقوله تعالى"واجتنبوا قول الزور" فهذه أمور كلها من المحرمات وتحريمها واضح فكذلك الخمر مثلها في التحريم ولفظ الإجتناب إنما ورد في الأمر المحرم الشديد..
(ولكن إذا قيل لما جاء النهي عن هذه الأشياء بالإجتناب أما اكل الميتة ولحم الخنزير بالتحريم؟؟
فالجواب :انه ورد لفظ الاجتناب وعدم القرب في الامور التي ترغب بها النفس وتشتهيها وتطلبها لذا كان التحريم فيها غير كافي بل يجب النهي عن اتيانها وعدم اقترافها والبعد عنها فهنا امران امرا بعدم الوقوع وأمرا بالمباعدة اما ذكر التحريم فكان في الامور التي لاترغب النفس بها والتي لا تقبل النفس عليها فلاتحتاج للنهي عن اتيانها والبعد عنها لأن النفس لا ترغبها بطبيعتها فكفى فيها التحريم فالنهي بالإجتناب ابلغ من النهي بحرمت...) جزاك الله خيرا على هذه الفائدة القيمة..
أما الآيات التي ذكر فيها خمر الدنيا ومراحل تحريمها فمنها مثلا ما غاير بين السكر والرزق الحسن ليبين ان السكر ليس رزقا حسنا في قوله تعالى "ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منها سكرا ورزقا حسنا " ومنها ما نهى عن قربان الصلاة حال السكر فمن أراد أن يشربها فلا يشربها إلا بالليل وفي هذا تضييق لوقت شربها في قوله تعالى "ولا تقربوا الصلاة وانتم سكارى" ومنها ما دلت على حصول الإثم الكبير بها في قوله تعالى " قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس" ومنها ما صرحت بالتحريم والأمر باجتنابها في قوله تعالى "إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ" واشتملت الآيتين الأخيرتين على ثمانية أدلة على تحريم الخمر وعندما أخبر الله جل وعلا عن خمر الآخرة بقوله تعالى "لا غول فيها ولا هم عنها ينزفون" هنا نفي انها تأخذ بشدة وانها لا تسبب الأمراض مثل خمر الدنيا الذي يثبط العمل ويسبب لشاربها الأمراض فخمر الدنيا فيها غول وتنزف وتذهب عقل الإنسان وتفسده وإذا ذهب عقله ذهب عنه التكليف وهذا لايجوز.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾
مر الجهاد بمراحل حيث كان في البداية محرما أي كفوا أيديكم ثم جاء الإذن به"أذن للذين يُقاتلون" ثم قتال من يلينا فقط في قوله تعالى"يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا ان الله مع المتقين "ثم جاء الأمر بجهاد الكفار قال تعالى "فاقتلوهم حيث ثقفتموهم" ولا يعني ذلك ان الآيات السابقة قد ذهبت من اصل الإستدلال بل هي باقية وقد يحتاج لها في بعض العصور والأزمان وقد ذكر ان اكثر من سبعين آية تنهى عن القتال وتأمر بالعفو والصفح.
ام الخطاب
02-01-09, 07:58 PM
*** كيف اعتبر الشيخ هذه المراحل السابقة بالنسبة لعلم القرآن؟
هي من قبيل التمهيد و التوطئة لما يتعلق بالكتب المصنفة بعلوم القرآن. فلدينا مصنفات كثيرة جدا في علوم القرآن و التفسير لا غنى لطالب التفسير عنها. و هذه المراحل جاءت لتهيء الطالب للاستفادة بأكبر قدر ممكن من هذه المصنفات.
*** ما نوع الاختلاف عند المفسرين من السلف؟
الاختلاف بين علماء التفسير اقل منه في سائر العوم الشرعية. فاختلاف المفسرين في التأويل ليس كاختلافهم في الحلال و الحرام. و أكثر ما وقع الاختلاف بين السلف هو من قبيل التنوع لا التضاد, كما قررها بن حزم و ابن تيمية و ابن القيم و ابن رجب.و ذلك لان كتاب الله محكم بين واضح "ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ" , " الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ" , "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" .
***وضحي أسباب كثرة الخلاف عند المتأخرين؟
1) ضعف الادوات التي تعين على فهم القرآن كاللغة و النحو و البلاغة و سائر علوم اللسان و كذلك ضعف الاصول التي يستعين بها المرء على آيات الكتاب. كأصول الفقه و الحديث و نحو ذلك.
2) إن كثيرا من كتب التفسير عند المتأخرين لم يكن على جادة السلف في علوم الكتاب و السنة بل كانوا في علوم الاعتقاد على طريقة أهل البدع. سواء تعلق ذلك بالابتداع في توحيد الالوهية ا و الربوبية أو الاسماء و الصفات أو في غير مسائل الاعتقاد كبدعة التقليد و التمذهب من غير النظر في الدليل و الحجة التي أخذ منها هذا القول. و لذا نشأت اقوال في التفسير لم تأت عن السلف
3) قلة الاطلاع على كتب السلف في التفسير و معرفة ما يثبت و ما لا يثبت. و الناس فيه على طرفي نقيض. فمنهم من يهمل الاسانيد إهمالا كليا فلا يعتد به في آثار السلف. و منهم من يبالغ في ذلك حتى أنه يعامل ما جاء عن السلف كمعاملة ما اسند الى النبي صلى الله عليه و سلم في أحاديث الحلال و الحرام. و كلاهما خطأ. فالاسانيد المكذوبة و الموضوعة التي تروى بها هذه الاثار لا يعتد به أبدا. أما ما كان صحيحا أو حسنا أو ضعفه يسير لضعف الراوي أو ارساله أو نحوه فالاصل أن يقبل و يعتد به ما لم يكن في متنة نكارة أو شذوذ. و هذه طريقة أهل السنة و الجماعة المتقدمين.
*** اذكري بعض المصنفات التي تتكلم عن قواعد الترجيح عند المفسرين
1) قواعد الترجيح عند المفسرين. للدكتور حسين الحربي
2) قواعد التفسير جمعا و دراسة. لخالد السبت.
3) قواعد متناثرة في كتب المتأخرين كما ذكر ذلك الطاهر بن عاشور في أول كتابه.
إشراقة النور
03-01-09, 10:13 AM
الحمد لله تم الإستماع للدرس 26
بحمد الله تم الاستماع الى الدرس الـ28 القواعد المرجحة لمختلف التفاسير.
*** وضحي كيف يمكن الترجيح من خلال لغة القرآن؟
الترجيح بلغة القرآن – مفردات القرآن:
إن تكررت مفردة في كتاب الله في أكثر من موطن, ثم جاءت هذه المفردة بمعنى محدد في موضع معين حصل فيه الاختلاف بين المفسرين يكون الحل القياس أي نقيس هذا الموضع المحدد على بقية المواضع التي جاءت فيها المفردة. مثل كلمة الزينة التي وردت في سورة النوؤ و التي درسناها من قبل و تعلمنا انها تدل على الزينة الظاهرة.
مثال آخر:
(قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا)
كلمة البأس تشير الى البأس الدنيوي و الذي رجح ذلك هو انه (البأس) تكررت كثيرا في كتاب الله عز و جل و في الفاظ كثيرة (بأسنا, بأسا, بأسه, بأسهم, البأساء, بأسكم) و كلها تشير الى البأس الدنيوي. و هناك من قال ان هذا في بأس الدنيا و الآخرة و هذا من سعة الكلام و بسطه. لانه بالنسبة للآخرة لا يكون مقصودا بنفس العبارة و بلفظ الكلمة انما يكون مستنبطا من سعة اللفظ لانه النذارة تكون في الدنيا كما تكون في الآخرة لكن لفظة (البأس) لم تأتي في كتاب الله عز و جل إلا في الدنيا. و الى ذلك أشار الطاهر بن عاشور.
***وضحي الفرق بين التفسير الموضوعي ولغة القرآن.
التفسير الموضوعي هو ان نأتي بكل الآيات التي تتحدث عن الموضوع و نتأمل فيها للاستنباط, مثل موضوع ما سيحدث للسماء عند قرب قيام الساعة. أما التفسير بلغة القرآن أو مفردات القرآن فيكون بتتبع الكملة حيثما وردت في القرآن ثم التأمل في هذه الآيات للاستنباط.
*** اذكري أقوال المفسرين في الآيات التالية مع ذكرالمرجحات لذلك :
(لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ)
تم شرحها في السؤال الاول :)
(حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا)
هذا ما يسمى بالترجيح بالقراءات:
(حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)
هناك قراءة أخرى (كُذِّبُوا) بتشديد الذال.
و ورد في ذلك 3 تفاسير:
1) حتى إذا استيئس الرسل من قومهم و ظن القوم ان الرسل قد كذّبوا. (لانه الضمير هنا يعود الى أقرب مذكور و هو "قومهم"). هذا بتشديد الذال.
2) حتى إذا استيئس الرسل من قومهم ان يؤمنوا بهم و ظنت الرسل ان قومهم قد كذبوا. وذهب الحسن و قتادة الى هذا المعنى. فيكون الضمير في (ظن و كذبوا) يعود على الرسل. وضعف هذا الطبري لمخالفته لجميع أقوال الصحابة رضى الله عنهم.
3) حتى إذا استيئس الرسل من قومهم ان يستجيبوا لهم و ظن القوم ان قومهم قد كذبوهم. فيعود الضميران في ظن و كذبوهم الى الموصل اليهم و هم (القوم).
التفسير الاول هو الاصح و الى ذلك ذهب ابن عباس و ابن مسعود و سعيد بن جبير. و به نرد التفسير الذي يعود بالضمير الى (ظنوا و كذبوا الى الرسل) فيصبح معنى الاية (حتى اذا استيئس الرسل من ايمان قومهم و ظنت الرسل انهم كذبوا فيما وعدوه من النصر). و يؤيد أقوالهم حديث أمنا عائشة رضي الله عنها:
قَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد اللَّه حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن سَعْد بْن صَالِح عَنْ اِبْن شِهَاب قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَة بْن الزُّبَيْر عَنْ عَائِشَة أَنَّهَا قَالَتْ لَهُ وَهُوَ يَسْأَلهَا عَنْ قَوْل اللَّه تَعَالَى " حَتَّى إِذَا اِسْتَيْأَسَ الرُّسُل " قَالَ : قُلْت أَكُذِبُوا أَمْ كُذِّبُوا ؟ قَالَتْ عَائِشَة كُذِّبُوا قُلْت فَقَدْ اِسْتَيْقَنُوا أَنَّ قَوْمهمْ كَذَّبُوهُمْ فَمَا هُوَ بِالظَّنِّ ؟ قَالَتْ أَجَلْ لَعَمْرِي لَقَدْ اِسْتَيْقَنُوا بِذَلِكَ فَقُلْت لَهَا " وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا " قَالَتْ مَعَاذ اللَّه لَمْ تَكُنْ الرُّسُل تَظُنّ ذَلِكَ بِرَبِّهَا قُلْت فَمَا هَذِهِ الْآيَة ؟ قَالَتْ هُمْ أَتْبَاع الرُّسُل الَّذِينَ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَصَدَّقُوهُمْ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الْبَلَاء وَاسْتَأْخَرَ عَنْهُمْ النَّصْر "
(فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان)
هناك الآن صورة منشرة لنجم أو كوكب قد انفجر و شكل وردة حمراء لامعة عند الانفجار فقالوا هذا ينطبق على هذه الآية أو أن هذه اشارة الى ما سيحدث للسماء في يوم القيامة. الشيج أجاب ان هذا لا يمكن ان يحدث في الآن في الحياة الدنيا لانه سبحانه و تعالى قال (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ) و هناك آيات اخرى كلها تدل على متن سماء الدنيا و ما سيحدث للسماء من انشقاق و مور و اضطراب و انفطار...الخ انما سيكون عند قرب اقتراب الساعة.
*** ما السر في تكرار العدد سبعة في العديد من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية؟
مفهوم المخالفة للعدد عند الاصولين ضعيف. ورد العدد سبعة و سبعين كثير في الآيات و السنة و ليس المقصود منه التحديد بل التكثير مثل (اجتنبوا السبع الموبقات) و (من صام يوما في سبيل الله زحزحه الله عن النار سبعين خريفا) ....الخ و في القرآن الكريم (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ) فليس المقصود هنا الرقم بعينه و لكن المقصود هو التكثير. فقد يزيد عن سبعة بل حتى قد يقل. و هذا في الثواب و الجزاء و العقاب. اما السماوات السبع و الاراضين السبع و الطواف سبع فهذه مسلم بها انها سبعة لا اكثر و لا اقل.
ام الخطاب
04-01-09, 04:17 PM
*** وضحي كيف يمكن الترجيح من خلال لغة القرآن؟
هو ان ترد كلمة في القران في مواطن تكون فيها واضحة المعنى وترد في مواطن اخرى يحتمل فيها المعنى فيحمل المعنى المحتمل على المعنى الواضح وغير المحتمل وهذا من قواعد الترجيح لترجيح المعنى مثل كلمة الزينة وردت في القران بمعنى الزينة الظاهرة دون احتمال كقوله"نحن جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوكم ايكم احسن عملا "وكذلك النجوم زينة ظاهرة للسماء لكن في قوله"ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها "محتملة للزينة الظاهرة والباطنة فتقاس على مثيلاتها في القران فيكون المراد منها الزينة الظاهرة
***وضحي الفرق بين التفسير الموضوعي ولغة القرآن.
التفسير الموضوعي هو ان تجمع الايات المتكلمة عن موضوع معين مع بعض ويستنبط منها المعنى المقصود من مجموعها وتكون غالبا مراحل واطوار للموضوع
اما لغة القران فنجمع الكلمات المتشابهة ونقيس معنى الكلمات المحتملة على معنى الكلمات الواضحة دلالتها
*** اذكري أقوال المفسرين في الآيات التالية مع ذكرالمرجحات لذلك :
(لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ)
قيل المراد الباس الاخروي وقيل الدنيوي وقيل كلاهما لكن نستخدم هنا لغة القران التي تفيد ان هذه الكلمة لم ترد في القران الا بمعنى الباس الدنيوي كقوله:"وانزلنا الحديد فيه باس شديد "وقوله"بعثنا عليكم عبادا لنا اولي باس شديد" فتحمل على الباس الدنيوي اي العذاب الدنيوي
(حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا)
فيها قراءتان :
1=بتشديد الذال وكسرها
2= بتخفيف الذال وكسرها
حتى اذا استياس الرسل :اي ياسوا من ايمان قومهم لكن وقع الخلاف فيما بعده "وظنوا انهم كذبوا"
فيكون المعنى على اربع معاني:
1)وظن القوم ان الرسل كذبوا من قبل الله
2)وظن القوم انهم كذبوا من قبل الرسل و هذا الراجح
3)وظن الرسل انهم كذبوا من قبل الله وهذا ضعيف اذ لايمكن للرسل ان تسيء الظن بربها
4)وظن الرسل انهم كذبوا من قبل قومهم ضعفه الطبري لانه مخالف لما ورد عن الصحابة واستعمال العرب الظن بمعنى اليقين
(فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان)
ادعى بعض العلماء ان تكون شيء في الكون على شكل وردة هو المراد بالاية لكن هذا خطا لان سياق الاية ورد في اليوم الاخر وكذلك ما ورد عن السلف في ذلك انها تكون كالوردة في اللون لا الشكل لكن لايمنع ان يقال انه ما حصل معنى مقارب للاية وحصوله في الدنيا مخالف لقوله"ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور"
***ما السر في تكرار العدد سبعة في الايات الكريمة والاحاديث النبوية.
ان المرد بها التكثير لكن ليس تحديدا لكن تقريبا فقد يزيد المراد قليلا او يقل قليلا لكن ليعلم ان مفهوم العدد في للغة غير مراد وذلك كقوله"اجتنبوا السبع الموبقات ""باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا ""كمثل حبة انبتت سبع سنابل" والسبعين الفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب لكن هناك نصوص يكون المراد بها السبع تقريبا وهو في الاحكام لا الاخبار كالطواف والسعي سبعا
ام الخطاب
04-01-09, 05:30 PM
بالنسبة للتفسيرا ت الاربع المذكورة في "حتى اذا استياس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا " فنقلت التصحيح من تفسير الطبري
1)التخفيف :والمعنى وظن القوم ان الرسل كذبوهم وروي ذلك عن ابن عباس وابن مسعود وابن جبير والضحاك وهو الراجح
2)بالتخفيف:وظن الرسل انهم كذبوا فيما وعدوا من النصر وهذا فيه قدح لعصمة الرسل من سوء الظن بالله
3)التشديد:وظن الرسل انهم كذبوا من اتباعهم المؤمنين وروي ذلك عن عائشة وقتادة والنحاس
4)التشديد:واستيقن الرسل ان قومهم كذبوهم هو مخالف لاقوال الصحابة واستعمال الصحابة
جزاك الله على هذه الإفادة أختي الحبيبة..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تم بحمد الله الاستماع الى الدرس الـ29 تابع الكلام عن سورة التكوير..... و بانتظار اسئلة الفوائد
و بهذا انتهت دروس الدورة و لا يسعني إلا ان ادعوا للجميع ابتدأ من الشيخ الى المشرفات و الاخوات المشاركات بأن يجزيكم ربي كل خير و يكتب لكم الاجر و يبارك فيكم و ينفعكم بما علمكم.
ان شاء الله قد استفدت الكثير من الدورة و علمت اشياء لم اكن اعلمها ( و لن اتي بجديد اذ قلت كما قال الامام كلما تعلمت شيء جديد زاد علمي بمدى جهلي). رب زدني علما
بارك الله فيكم جميعا.
ام الخطاب
05-01-09, 04:24 PM
*** وضحي كيف فسر المفسرون الآيات التالية :
(وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ﴾
اي اذا القي الكفار في النار في مكان ضيق منها حيث يضرب فيها كما يضرب المسمار في الجدار وهم مرتبطين ببعض كل واحد مع اقرانه واصحابه في الدنيا لانه ايضا سيبحث عنهم يوم القيامة فيسلسلون مع بعض ويسمعون بعضا الصراخ والعويل كما اسمعه في الدنيا الاغاني والاثام
﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾
اي الطفلة التي ذبحت وهي الصغيرة من غير ذنب فعلته فيسال قاتلها امام الخلائق فضيحة له فما ذا يكون جوابه ؟هو الظلم والاعتداء ففيه بيان عظمة حرمة الدماء في دين الله لانه من اهوال القيامة
﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ ﴾
يوم القيامة عند الحشر حين ينتظر الناس ما سيفعل بهم تتطاير الصحف وتفتحت ليرى ما في هذه الصحف التي كانت تكتب اعمالهم في الدنيا فبعضهم يستقبلها بيمينه وبعضهم بشماله
قال تعالى"وقالوا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها"
والسماء كشطت :اي ازيلت من مكانها وهذا في اخر مراحل السماء يوم القيامة وذلك بعد الطوي لها كطي الصحف تزال كما يزال الجلد ويسلخ عن الدابة
﴿ وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ﴾
اي تسعير خاص يوم القيامة استعدادا لاهل النار مع ان النار سعرت في الدنيا كما ثبت عند الترمذي عن ابي هريرة موقوفا وله حكم الرفع "اوقد على النار الف عام حتى احمرت ثم الف عام حتى ابيضت ثم الف عام حتى اسودت لذا ورد عن الصحابة ان كل ما في النار اسود لا يدخلها نور ولا يخرج منها نفس لذا لها هول عظيم عندما تزفر اي تخرج هواء حارا تجثو الخلائق حتى ابراهيم وجبريل يقول ابراهيم:رب رب لا اسالك اليوم الا نفسي جبريل يقول:اللهم سلم سلم
واذا الجنة قربت الى المؤمنين تكريبما لهم وتقدم رحمته فيرتاح اهل الا-مان وياتيهم من روحها وريحانها فتصور حال الكفار حين حرمو من الجنة وحال المؤمنين حين انقذو من الجنة
﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ﴾
بعد ذكر هذه الايات ستعلم الانفس ما جاءت به يوم القيامة اذا علمنا ذلك الا ناتي ما يرضي ربنا مع ان ابواب الجنة واسعة وابواب النار ضيقة فالامر يسير على من يسره الله له فاستعن بالله
خادمة الذكر الحكيم
05-01-09, 04:54 PM
*** كيف اعتبر الشيخ هذه المراحل السابقة بالنسبة لعلم القرآن؟
هي من قبيل التمهيد والتوطئة لما يتعلق بالكتب المصنفة في علوم القرآن، فعندنا عدد كبير جداً من علوم القرآن هذه الكتب لا غني عنها أبداً فيما يتعلق بتفسير كتاب الله عزّ وجلّ وهذا الذي ندرسه لا يعني أنه يغنينا عن تلك أبداً إنما هي توطئة وتمهيد لكي تستفيد من هذه الكتب بأكبر قدر ممكن، مشكلة كثير من طلبة العلم في هذا الباب أنه يقبل على كتب علوم القرآن على مقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية في التفسير على كلام الإمام السيوطي في عدد من كتبه على قواعد منثورة لأهل العلم في هذه الأبواب ولكنه لم يمهد نفسه
*** ما نوع الاختلاف عند المفسرين من السلف؟
الاختلاف عند الأئمة في التفسير أقل منه في سائر العلوم فإن الناظر في كتب المفسرين يدرك إدراكاً بيناً أن اختلاف السلف في تأويلهم لكتاب الله ليس كاختلافهم في سائر الحلال والحرام بل هو دون ذلك بكثير وأكثر ما وقع من الاختلاف عند السلف هو من قبيل اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد كما قرره ابن حزم رحمه الله وتبعه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وابن القيم وابن رجب وغيرهم كثير من أئمة السلف وذلك راجع إلى أن هذا الكتاب محكم بين ظاهر فيما يدل عليه كما قال تعالى ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ﴾
***وضحي أسباب كثرة الخلاف عند المتأخرين؟
أولاً ضعف الآلات التي تعين على فهم القرآن في اللغة والنحو والبلاغة وسائر علوم اللسان وكذلك ضعف ما يتعلق بالأصول التي يستعين بها المرء على فهم آيات الكتاب كأصول الفقه وأصول الحديث ونحو ذلك.
ثانياً أن كثيراً من كتب المفسرين عند المتأخرين لم يكن على جادة السلف في علوم الكتاب والسنة بل كانوا في علوم الاعتقاد على طريقة أهل البدع سواء كان ذلك من الابتداع فيما يتعلق بتوحيد الربوبية أو الألوهية أو الأسماء والصفات أو كان ذلك في غير مسائل الاعتقاد كبدعة التقليد والتمذهب من غير نظر في الدليل أو الحجة التي أخذ منها هذا القول ولذا نشأت أقوال في السلف لم تأتي عن السلف رحمهم الله بسبب تعصب المفسر لعقيدته أو مذهبه أو لشيخه أو لفنه الذي يتقنه ونحو ذلك
ثالثاً قلة الاطلاع على تفاسير السلف ومعرفة ما يثبت منها وما لا يثبت وهذا الباب الناس فيه على طرفي نقيض منهم يهمل الأسانيد إهمالاً كلياً فلا يعتد بها في الآثار المروية عن السلف ومنهم من يبالغ في ذلك حتى أنه يعامل ما جاء من الآثار في أبواب السلف كمعاملة ما أسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث الحلال والحرام وهذا وذاك كلاهما خطأ في فهم منهج السلف.
*** اذكري بعض المصنفات التي تتكلم عن قواعد الترجيح عند المفسرين .
قواعد الترجيح عند المفسرين للدكتور حسين الحربي و هناك كتاب آخر للدكتور خالد السبت اسمه قواعد التفسير جمعاً ودراسة وهناك قواعد منثورة في كتب المتأخرين منها ما ذكره الطاهر بن عاشور في أول كتابه
*** وضحي كيف فسر المفسرون الآيات التالية :
(وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ﴾
الكفار يحشرون في مكان ضيق (يضربون كما يضرب المسمار في الحائط) و يقيدون بسلسلة واحدة.
وَقَالَ عَبْد الرَّزَّاق أَخْبَرَ مَعْمَر عَنْ مَنْصُور عَنْ مُجَاهِد عَنْ عُبَيْد بْن عُمَيْر فِي قَوْله " سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا " قَالَ إِنَّ جَهَنَّم لَتَزْفِر زَفْرَة لَا يَبْقَى مَلَك مُقَرَّب وَلَا نَبِيّ مُرْسَل إِلَّا خَرَّ لِوَجْهِهِ تَرْتَعِد فَرَائِصه حَتَّى إِنَّ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام لَيَجْثُو عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَيَقُول : رَبّ لَا أَسْأَلك الْيَوْم إِلَّا نَفْسِي .
﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾
سيسأل الفاعل امام الخلاق بأي ذنب قتلت الموءودة؟ و هذا السؤال ورد بعد ستة آيات تصف أهوال يوم القيامة و ما سيحدث للكون و بعد آية تصف ما يحدث بعد البعث, و ذلك لان السائل هو الله الجبار الذي لا يقهر فالسؤال عظيم و مهول. و سيلتف الخلق ليرون القاتل. و هذا فيه إشارة ليس فقط للذي وأد ابنته بل لكل ظالم اعتدى على ضعيف و فيه ايضا التحذير الشديد من قتل النفس التي حرم الله.
﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ ﴾
لكل منا صحيفة/كتاب سنلقاه منشورا امامنا يوم القيامة. هذا الكتاب/الصحيفة فيه كل شيء فهم لم يترك صغيرة و لا كبيرة إلا كتبها
وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ
و هذه الصحف بأمر من الله ستتطاير يوم القيامة و تأتي كل صحيفة الى صاحبها و سيمد يده اليمنى او الشمال (حسب علمه) لأخذ كتابه.
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابه
﴿ وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ﴾
و هذا تسعير خاص ليوم القيامة لانه قد سعرت من قبل
عن عبد الله "وإذا الجحيم سعرت" قال: سعرت ألف سنة حتى ابيضت ثم ألف سنة حتى احمرت ثم ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة
الراوي: زر المحدث: ابن رجب – المصدر: التخويف من النار الصفحة أو الرقم:99
خلاصة الدرجة: (فيه) الحكم بن ظهير ضعيف والصحيح رواية عاصم عن أبي هريرة
إذا كان يوم القيامة ، جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ، فنزلت الملائكة ، فصاروا صفوفا ، فيقال : يا جبريل ائتني بجهنم : فيأتي بها جبريل ، تقاد بسبعين ألف زمام ، حتى إذا كانت من الخلائق على قدر مائة عام ، زفرت طارت لها أفئدة الخلائق ، ثم زفرت ثانيا ، فلا يبقى ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، إلا جثا على ركبتيه ، ثم زفرت الثالثة ، فبلغت القلوب الحناجر ، وذهلت العقول ، فيفزع كل أمرء إلى عمله ، حتى إبراهيم الخليل ، يقول : بخلتي لا أسألك إلا نفسي
الراوي: كعب الأحبار المحدث: ابن كثير - المصدر: نهاية البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 2/167
خلاصة الدرجة: لبعضه شواهد
﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ﴾
لدينا ستة آيات تصف ما يحصل قبل البعث ثم ستة آيات تصف ما يحدث بعد البعث ثم يأتي الجواب
عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ
فإذا علمنا انه سنجد عملنا امامنا فيما بعد ألا يجدر بنا أن نعمل صالحا و نجني الحسنات حيث نستطيع و بسهولة في هذه الحياة الدنيا قبل ان يأتي يوم لا ينفع فيه افتداء النفس حتى لو دفع الشخص ما في الارض جميعا و مثله معه
وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
شكرا لكشكرا لكشكرا لك
أم أسماء
08-01-09, 02:11 PM
فوائد طيبة أخواتي الحبيبات
أم الخطاب
حاجـــة
خادمة الذكر الحكيم
تستحققن ثلاثة لآلئ لاستماعكن الدروس :الثاني والعشرين والثالث والعشرين والرابع والعشرين http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
وثلاثة لآلئ لتدوين الفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
لي عودة بإذن الله لتصحيح الفوائد الأخرى.......
بارك الله فيكنَّ ...
إشراقة النور
09-01-09, 04:19 PM
الحمد لله تم الإستماع للشريط 27 -28
إشراقة النور
09-01-09, 05:51 PM
الفوائد المطلوبة من الدرس الثاني والعشرون:
***أين تكمن أهمية دلالة السياق في فهم الآيات ؟ ومن نص عليها من أهل العلم؟
إن دلالة السياق مهمة في فهم الآيات لأن النظر في معنى الآية بمفردها يعطي معنى جزئي أما المعنى الكاما للآية فلا يتضح إلا بفهم دلالة السياق فهذه الآية لم تأتي مبتورة منفردة وإنما هي حلقة في سلسلة فإذا انفردت الحلقة ينخرم المعنى .
وقد نص عليه كثير من أهل العلم منهم مسلم بن يسار وسليمان بن يسار وصالح بن كيسان وابن جرير والطبري وابن تيمية وابن القيم والزركشي.
***ما دلالة السياق في قوله تعالى :
-في سورة النازعات: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾ مع باقي آيات السورة؟
إن الآيات في سورة النازعات تتحدث عن النزع والموت وما بعد الموت من الرادفة ثم الحافرة ثم الساهرة ثم جاء ذكر قصة موسى عليه السلام في هذه الآيات وبالنظر في دلالة السياق فهناك ربط بين قصة موسى عليه السلام وبين ماقبلها وما بعدها من الآيات وهو أن الله تعالى لما ذكر تكذيب أهل مكة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإنكارهم للبعث واستبعادهم لقيام الأرواح بعد الموت جاء في الآيات تأكيد من الله تعالى بامر البعث في قوله تعالى ( فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة) ثم جاء من الله تعالى تذكير بشيء من حال الأمم السابقة وفي هذا تهديد لمشركي مكة إن استمروا على تكذيبهم وإنكارهم للبعث وردهم لخبر الرسول الله صلى الله عليه وسلم فسيصيبهم مثل ما أصاب هؤلاء المعاندين الكافرين الذين كذبوا موسى عليه السلام ولم يذكر الله تعالى من قصة موسى عليه السلام في هذا الموطن إلا مايناسبه وهو ذكر خبرهم ثم ذكر جزاؤهم فقال تعالى :( فأخذه الله نكال الآخرة والأولى * إن في ذلك لعبرة لمن يخشى)
ونكال في أصل اللغة هو الرجوع وهو العذاب الشديد الذي فيه تأديب ويكون عبرة لغيره فيرده عن سلوك طريقه أي أن الله تعالى أخذ فرعون وقومه أخذاً شديد فيه عذاب شديد فكان عبرة وعظة لغيره وسبب لرد غيره ورجوعه عن سلوك هذه الطريق .
-في سورة الصف ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ مع باقي آيات السورة؟
سورة الصف من أولها إلى آخرها تتكلم عن الجهاد والنكول عن الجهاد ثم ذكرت هذه الآية التي لو نظرنا إلى معناها منفردة لفهمنا أن موسى عليه السلام يشتكي إلى الله تعالى من قومه ويخاطب قومه فيقول لم تؤذنوني وأنتم تعلمون أني رسول من الله تعالى إليكم وهذا معنى جزئي أما المعنى الكامل فنفهمه من دلالة السياق فهذه الآية الكريمة هي إشارة لقصة موسى عليه السلام مع قومه في سورة المائدة في قوله تعالى ( ياقوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين) ففي هذه الآيات دعا موسى عليه السلام قومه إلى الجهاد وإلى دخول الأرض المقدسة وأخبرهم أن الله تعالى سيعطيها لهم ولكنهم خذلوه في أشد المواقف وقالوا ( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) فردوا عليه رد في غاية الخزي والخسة وقلة المروءة فجاءت هذه الآية الكريمة لتحذير أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتنبيههم حتى لا يقع منهم ما وقع من قوم موسى عليه السلام فلا بد أن يردوا على رسول الله صلى عليه وسلم رد يليق بمقامه إذا دعاهم إلى الجهاد في سبيل الله وقد فهم الصحابة رضوان الله عليهم هذا التنبيه واستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما دعاهم للجهاد وقالوا اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون.
***ماالمراد بالخنس في قول الله تعالى : ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾؟
ما هو القول المرجح مع توضيح سبب ترجيحه؟
هناك اختلاف في المراد بالخنس فجاء عن العباس وعلي رضي الله عنهما أن المراد بها النجوم والكواكب وجاء عن البعض أن المراد بها الظباء في البراري والصحاري لأنها تخنس إذا رأت الإنسان وتختبيء فالخنوس هو الإختباء والإختفاء بعد التأخر والكنس أي تكنس أي تعود للمكان التي تختبيء به.
والمعنى الأول هو الراجح لأن هو ما دل عليه دلالة السياق فالآيات من أولها تتكلم عن السماء والليل والنهار والنجوم فالأنسب للسياق أن يكون معنى الخنس النجوم والكواكب لأنها تخنس وتختبيء حينا وتظهر حيتا ثم تعودوتكنس وتبيت في مكان لا يعلمه إلا الله تعالى ثم تعود لخلوصها.
إشراقة النور
09-01-09, 06:08 PM
الفوائد المطلوبة من الدرس الثالث والعشرون:
*** وضحي المعنى الذي دل عليه السياق في الآيات التالية مع ذكر نوع دلالة السياق في كل منها:
-﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾
دلالة السياق هي دلالة اقتران
المعنى الذي دل عليه السياق أن الصفات المذكورة في الآية الكريمة ليست من صفات المؤمنين المصدقين باليوم الآخر إنما هي من صفات الكافرين المكذبين باليوم الآخر فهي سورة مكية نزلت في أول البعثة وهي سورة تدعو إلى الأخلاق وتدعو المؤمنين بالتحلي بالصفات الحسنة فجعل الله تعالى البراءة من الصفات المذكورة في الآيات هي صفات المؤمنين فلا تجد مؤمن يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين أو أنه يمنع الماعون لأن المؤمن ينتظر ويأمل ثواب الله في الآخرة أما المكذب فلا ينتظر ثواب الآخرة .
والفاء الموجودة في فذلك هي فا الفصيحة التي تفصح عن شيء محذوف وتقديره (ارأيت الذي يكذب بالدين فصفة من كان هذا حاله أنه يدع اليتيم.......)
-﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾
نوع دلالة السياق هي دلالة اقتران والتزام
المعنى الذي دل عليه السياق أن التقوى شرط لتعلم العلم النافع وذلك لأن آية الدين جاءت فيها كثير من المسائل التي تختص بالمعاملات وتوثيق العقود والمعاملات المالية التي كثيرا ما يكون فيها إشكال بين الناس ثم جاء في آخر الآية قوله تعالى (واتقوا الله ويعلمكم الله) أي أنك بحاجة إلى التقوى لتعلم هذه العلوم ولا يوجد في الآية ما يدل على الشرطية فالواو هي واو العاطفة وهي لا تكون شرطية أبدا في لغة العرب ولكن السياق هو الذي دل على الشرطية والوا لم تأتي عاطفة عطف مجرد بل هو عطف فيه اقتران بين التقوى والعلم.
*** ما الحكمة من التقديم والتأخير في السياق في الآيات التالية:
-﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ إلى قوله تعالى ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ﴾؟
الحكمة من ذلك لبيان الحكمة والمقصود الأعظم من ذكر القصة وحتى لا تشغلك أحداث القصة عن الهدف من سردها فلا تنتبه له .
والمقصود من ذكر هذه القصة هو بيان شدة اعتراض اليهود عن أوامر ربهم وقسوة قلوبهم وقبح تصرفاتهم وهذا من المقاصد العظيمة لسورة االبقرة وهو بيان أحوال اليهود وكيفية تعامل أهل الإسلام معهم.
-﴿ يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾
بدأت اهذه السورة الكريمة بذكر تقسيم الأنفال لأنه المقصود الأعظم من تنزل هذه السورة ولم تبدأ بذكر موقعة بدرولكن بدات بكيفية تقسيم الأنفال وبيان حق الري سبحانه وتعالى وحقوق المخلوقين ثم جاء ذكر موقعة بدرئز
-﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ﴾
الحكمة من ذلك لبيان الحكمة والمقصود الأعظم من ذكر القصة وحتى لا تشغلك أحداث القصة عن الهدف من سردها فلا تنتبه له .
فالفائدة العظمى من هذه القصة أنه إذا جاء الداعية من أراد أن يتعلم دين الله وشرعه سواء كان شريف او وضيع غني أو فقير رجل أو امرأة فعلى الداعية أن يُقبل عليه ويُعلمه وألا ينشغل عنه بمن هو مُعرض وإن فعل ذلك فقد خالف المنهج الذي أمر الله به نبيه صلى الله عليه وسلم وجاء العتاب من أجله فكان من المناسب أن تبدأ السورة بهذا الموطن الذي هو الحكمة من نزول السورة.
أم أسماء
09-01-09, 11:26 PM
بارك الله فيك إشراقة الحبيبة
تستحقين لؤلؤتين لاستماعكِ الدروس :الثاني والعشرين والثالث والعشرين http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
ولؤلؤتين لتدوين الفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
في انتظار باقي الفوائد
بارك الله فيك ...
أم أسماء
10-01-09, 10:48 PM
ما شاء الله...أخواتي الكريمات
أم الخطاب
حاجـــة
خادمة الذكر الحكيم
تستحققن خمسة لآلئ لاستماعكن الدروس : والخامس والعشرين والسادس والعشرين والسابع والعشرين والثامن والعشرين والتاسع والعشرين http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
وخمسة لآلئ لتدوين الفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
شكر الله سعيكنَّ وأنار بالعلم والإيمان دروبكنَّ، ونفعكنَّ بما علمتنَّ وتعلمتنَّ....
إشراقة النور
13-01-09, 06:34 AM
الفوائد المطلوبة من الدرس الرايع و:
*** وضحي بما فضُل أبو بكر على سائر الصحابة؟
فضل أبو بكر الصديق رضي الله عنه بشيء وقر في قلبه وهم العلم بالله وبرسول الله صلى الله عليه وسلم وبتوقير الله و تعظيمه وتوقير الرسول صلى الله عليه وسلم.
***اذكري شيئا من مناقب أويس القرني و سعيد بن المسيب؟
ولماذا فضل أويس القرني على سعيد بن المسيب؟
من مناقب أويس القرني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر أنه أفضل التابعين.
من مناقب سعيد بن المسيب أنه أخذ الفقه عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر لم تفته تكبيرة الإحرام مع الإمام مدة أربعين عاما وأنه لم يرى ظهر مصلي قط.
فضل أويس القرني عن سعيد بن المسيب بالعلم بالله وبتوقير وتعظيم الله تعالى وتوقير رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو فضل عليه بأعمال القلوب التي لها المناط الكامل في التفضيل .
***ما هي المرحلة الخامسة من مراحل فهم القرآن؟وما هو المقصود منها؟وما دليل ذلك؟
المرحلة الخامسة هي موضوع السورة والمقصود منها هو المعنى العام الذي تدور حوله السورة أو هو الموضوع الذي تتحدث عنه آيات السورة الواضحة.
***ماهي الأسباب في قلة الكلام حول موضوع السورة؟
- لما في ذلك من الجرأة في تفسير كتاب الله تعالى ولقد ذهب جماعة من المتأخرين إلى إنكار هذا العلم وكان هذا ردة فعل لما حدث من التكلف في ذكر موضوع السورة.
2- لأن أغلب كتب التفسير قد تناولت تفسير كتاب الله على طريقة مدرسة الآية والكلمات وهذه مدرسة أهل الأثر وأهل الرأي ولذلك لا نجد أحد من المتقدمين قد أفرد كتاب يختص بهذا العلم.
***وضحي آراء أهل العلم فيما يخص موضوع السورة؟
انقسم آراء أهل العلم إلى ثلاثة آراء:
1- منهم من أنكرها بشكل تام وأنه لا يوجد تناسب بين الآيات والسور .
2- ومنهم من قال أن كل سورة وأية لها موضوع وتنا سب بينها وبين ما قبلها وما بعدها من الآيات.
3- والرأي الوسط أنه في الأغلب يكون هناك موضوع للسورة والآية ويكون هناك تناسب بينها وبين ماقبلها وما بعدها.
إشراقة النور
13-01-09, 06:35 AM
الفوائد المطلوبة من الدرس الخامس والعشرون:
***اذكري المقصود العام للسور التالية:
-الفاتحة: جمعت مقاصد القرآن وعلومه وأغراضه وهي كالمقدمة لكتاب الله تعالى فهي التي افتته بها القرآن الكريم.
-البقرة بيان الضرورات الخمس..من النفس والمال والدم والدين والعرض .و..بيان كيفية تعامل أهل الإسلام مع اليهود وبيان حقدهم وبغضهم لأهل الإيمان
-ءال عمران تتمة الضرورات الخمس وفيها بيان التعامل مع العدو الثاني وهو النصارى وبيان حالهم وشأنهم وكيفية تعامل أهل الإسلام معهم.
-النساء الضرورات الخمسة وأضافت مقصدين وهما فضح المنافقين..و.....وبيان أحكم النساء
-المائدة تتحدث عن الأحكام والحلال والحرام وحتى القصص التي ذكرت فيها يستنبط منها أحكام في الحلال والحرام.
-الكهف تتحدث عن الإبتلاء بالنعم وبالنقم
-العنكبوت تتحدث عن الفتن بشتى أنواعها
-الصف تتحدث عن الجهاد
-الإخلاص العلم الخبري وهو الخبر عن الله تعالى وعن ألوهيته وأسمائه وصفاته
-الفلق للإستعاذة من الشرور الظاهرة
-الناس للإستعاذة من الشرور الباطنة
***وضحي الوسائل الثلاث التي يمكن أن نصل من خلالها إلى ما يتعلق بمقصود السورة مع ذكر أمثلة لذلك.
1- أن ينص أهل العلم من المحققين أن مقصود السورة كذا وكذا
مثال : مقصود سورة الإخلاص هو العلم الخبري أي الخبر عن الله تعلى
مقصود سورة الكافرون التوحيد العملي الطلبي وهو توحيد الألوهية
مقصود سورة النحل ذكر النعم وشكرها وامتنان الله تعالى بها على عباده
مقصود سورة المائدة ذكر مسائل الحلال والحرام والأحكام وقد قال بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية
2- أن يكون موضوع السورة ظاهر من اسمها ومن مطلعها كما هو الحال في سورة القيامة.
3- الإستقراء عند الأصوليين ولكن يجب أن يكون كلي أو أغلبي أما الإستقراء الجزئي فلا يعتد به مع اعتبار الأخذ بالشروط الثلاثة( عدم التكلف والأخذ بالظاهر، العلم بتفسير السلف ، العلم بالبلاغة بأنواعها الثلاثة البديع والبيان والمعاني)كما في سورة الصف التي تتحدث عن الجهاد
أم أسماء
14-01-09, 05:54 PM
سلمت يمينك أختي الحبيبة إشراقة النور على هذه الفوائد الطيبة
تستحقين لؤلؤتين لاستماعكِ الدروس :الرابع والعشرين والخامس والعشرين http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
ولؤلؤتين لتدوين الفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
تابعي تدوين باقي الفوائد
بارك الله فيك ...
دعاء عبد الله
07-02-09, 11:12 PM
:icony6: السلام عليكم جميعاً أخواتي أم اسماء وصهيب وأم الشهداء وخادمة الذكر الحكيم وحاجة واشراقة النور وأم الخطاب وعفاف أخيراً أصبح لدي نت من بداية شهر فبراير فقط ووجدت الدورة شارفت على الإنتهاء كيف حالكم جميعاً ويارب تكونوا بخير جميعاً :icony6:
خادمة الذكر الحكيم
08-02-09, 09:40 AM
أهلا وسهلا بك غاليتي دعاء عبدالله والحمد لله على سلامتك....
أنا بالنسبة لي بعد انتهاء الدورة صار دخولي لقسم الدورة قليلا جدا لإنشغالي بالمعهد العلمي
وها نحن ننتظر بنتيجة الدورة ولا اعلم عن أخواتي شئ....
اما انت فإن كنت لم تختبري فبادري بالإختبار غاليتي ووفقك الله لما يحب ويرضى....
أم أسماء
12-02-09, 12:37 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يا هلا بأختي الحبيبة دعاء
يمكنك أكمال ما ينقصك من فوائد والاختبار إن أحببت متابعة الدورة
أما عن النتائج يا خادمة الذكر الحكيم ، فترقبنها قريبا إن شاء الله تعالى
وستكون معها مفاجآت:)..
دعاء عبد الله
13-02-09, 04:09 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يا هلا بأختي الحبيبة دعاء
يمكنك أكمال ما ينقصك من فوائد والاختبار إن أحببت متابعة الدورة
أما عن النتائج يا خادمة الذكر الحكيم ، فترقبنها قريبا إن شاء الله تعالى
وستكون معها مفاجآت:)..
:icony6: طبعاً أختي أم أسماء وصهيب أحب أن أتابع الدورة وسأبدأ من الأن سماع دروس المرحلة الرابعة ووضع الفوائد المطلوبة وعند إنتهائي سأخبرك أختي حتى تضعي لى الإمتحان جزاكي الله عنا كل خير أخيتي :icony6:
:icony6: وجزاكي الله خيراً أختي خادمة الذكر الحكيم على ردك وإهتمامك :icony6:
دعاء عبد الله
14-02-09, 12:49 AM
تم سماع الدرس 22
فوائد الدرس 22
بداية المرحلة الرابعة ـ دلالة السياق
الفوائد المطلوبة:
***أين تكمن أهمية دلالة السياق في فهم الآيات ؟ ومن نص عليها من أهل العلم؟
دلالة السياق من الدلالات المهمة التي يكاد يطبق أهل التفسير على اعتبارها فإذا غاب عنك هذا المعنى فافهم أنك قد فقد شيئاً عظيماً في فهم دلالة السياق المؤثرة جداً على معنى هذه الآية التي تنظر فيها فإذا نظرت في آية من الآيات لابد وأن تنظر فيما قبلها وما بعدها حتى تتبين المعنى الكامل لهذه الآية في ضمن الآيات جميعاً فإن الآية هذه لم تأتي منفردة
وقد نص على أهمية دلالة السياق وعلى اعتباره من أهم الدلالات التي ينبغي للمفسر أن يعتبرها جماعة من أهل العلم منهم مسلم بن يسار فقال إذا حدثت عن الله فقف حتى تنظر ما قبله وما بعده ، وذكره ابن كثير ومن التابعين سليمان بن يسار ممن صرح بذلك السياق والأخذ بها وممن قال ذلك أيضاً صالح بن كيسان الإمام المشهور ومنهم ابن جرير والعز بن عبد السلام وابن عطية والقرطبي رحمه الله في تفسير وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمه الله خصوصاً في كتاب التبيان في أقسام القرآن وهو من أفضل كتبه رحمه الله وكذلك أبو السعود في تفسيره وابن كثير والزركشي وابن الجوزي والكلبي والآلوسي والشوكاني وصديق حسن خان وغيرهم من أهل العلم.
***ما دلالة السياق في قوله تعالى :
-في سورة النازعات: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾ مع باقي آيات السورة؟
حينما تقرأ هذه القصة في كتاب الله جل وعلا فإنك تعجب من موضعها فالسورة كلها من أولها لآخرها في النزع والموت ثم ما بعد الموت ثم الراجفة ثم الرادفة والحافرة ثم في قيام الطامة الكبرى والمعنى الذي دل عليه السياق هو أن الله عز وجل لما ذكر تكذيب كفار أهل مكة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عنهم أنهم قالوا: ﴿ يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ *أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً *قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ *فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ *فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ *هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ﴾ فلما ذكر تكذيبهم فعاد الرب سبحانه وتعالى لإثبات حقيقة البعث ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن قصة موسى فقال ﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ *فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ﴾ ما جزاء هؤلاء المكذبين قال: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى﴾
فالرابط بينهما هنا أن هؤلاء المكذبين إذا استمروا على تكذيبهم فاتركهم ودعهم وذكرهم إن أرادوا أن يتذكروا بشيء قد سبق من أحوال الأمم السابقة وهو ما جرى مع موسى وقومه ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى﴾ يا محمد صلى الله عليه وسلم إن أنكر هؤلاء وكفروا وردوا ما أخبرت به ولم يؤمنوا بهذه المعجزة العظيمة التي جاءت مع محمد صلى الله عليه وسلم لا تقترف لهم كثيراً فهو تذكير لما جرى مع موسى وقومه والذي جرى مع موسى وقومه قص الله عز وجل في هذه السورة وتأمل ما قص لأن قصة موسى واسعة طويلة مكررة في كتاب الله عز وجل لم يذكر منها الله سبحانه وتعالى في هذا الموطن إلا ما يناسب هذه السورة وفقط وهو ما جرى مع موسى وقومه ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾ . إلى آخر هذه الآيات وهو ذكر جزاء هؤلاء الكافرين المعاندين الذين أبوا دعوة موسى عليه السلام ذكر الله خبرهم بدءاً ثم ذكر جزاءهم ذكر خبرهم في تكذيبهم ثم ذكر جزاءهم وكأنه يشير إلى هؤلاء القوم إنكم إذا كذبتهم وأنكرتم الحافرة والساهرة فإن جزاءكم سيكون كجزاء قوم موسى حين كذبوا موسى عليه السلام . ويدل على ذلك قوله جل وعلا: ﴿ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى﴾ . وذلك لأن كلمة النكال إنما تطلق في اللغة على التعذيب والتأديب الذي يكون فيه عبرة للغير وعظة لمن جاء بعده تهديداً لهم بأنهم إن كذبوا محمداً كما كذب فرعون وقومه موسى عليه السلام فإن مصيرهم كمصير أولئك
هذا هو المعنى الذي دل عليه السياق وهو معنى زائد عن دلالة الآيات بمفردها ولكن السياق دل على هذا المعنى بوضوح وهذا النوع من الدلالة هو من الدلالة عن أمر زائد على دلالة اللفظ وهذا أحد أنواع دلالات السياق أن يدل السياق على شيء جديد لم يدل عليه اللفظ .
-في سورة الصف ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ مع باقي آيات السورة؟
من المعروف أن سورة الصف من أولها إلى آخرها في الجهاد فقص الله تعالى قصة موسى عليه السلام فعند تأمل قوله تعالى : ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي﴾ تجد في هذا إشارة إلى قصة موسى عليه السلام في سورة المائد قوله تعالى: ﴿ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ﴾. إلى قوله : ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَ﴾ . ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ﴾ . فأشارت الآيات إلى نوع من أذى قوم موسى له وهو التخلي عنه في موضع الجهاد حيث خذلوه في اشد المواقف الذي هو في أشد حاجة إليهم فلما ذكرت الآية هذه القصة من موسى وقومه أرادت أن تذكر امة محمد أن لا يقولوا له كما قال قوم موسى له ﴿ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ ﴾. وإنما يقولا له قولاً يليق بمقامه صلى الله عليه وسلم فكان هذا كان أن تنيه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا الأمر وإلى هذا التحذير والوعيد الشديد الذي حصل ووقع لبني إسرائيل بسبب معصيتهم لنبيهم موسى عليه السلام فاستجابوا لأمر محمد صلى الله عليه وسلم وقاموا إلى داعي الجهاد وقالوا كلمات عظيمة جليلة ما زال التاريخ يحفظها في مقابل مقولة أولئك القوم لنبيهم قبحهم الله.
والسبب في نزول سورة الصف أن عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان منهم عبد الله بن سلام رضي الله عنه جلسوا مجلساً في المدينة فقالوا لنسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل العمل فلما اجتمعوا على هذا فسألوه فأنزل الله عز وجل الأمر بالجهاد فلما علموا أن الذي فرض عليهم الجهاد كأنهم شعروا بأنهم قد استعجلوا أمراً كان لهم فيه أناه فهم الآن يشعرون بأنهم لم يستعدوا استعداداً كاملاً للجهاد فترددوا في الأمر وتلكئوا بعد أن كانوا هم السبب في طلب أفضل العمل وفي سبب فرضية الجهاد على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنزلت عليهم هذه الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ قبل السؤال وقبل الفرض كان الأمر فيه سعة لما سألتهم ونزل الفرض اختلف الأمر فليس لكم الآن أن تنكصوا وتتراجعوا قد فرض الجهاد ﴿ كَبُرَ مَقْتً﴾ المقت هو الغضب ﴿ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ . إذن هذا الكلام من مبدأه إلى نهايته في الجهاد وفي النكول عن الجهاد بعد فرضيته وهذا الذي حذر الله منه عز وجل قوم محمد صلى الله عليه وسلم ممن آمنوا به أن يقعوا في ما وقع فيه قوم موسى بعد أن آمنوا به عليه السلام واضح بين الآن كيف جاءت هذه القصة في هذا السياق في هذه السورة .
***ماالمراد بالخنس في قول الله تعالى : ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾؟
ما هو القول المرجح مع توضيح سبب ترجيحه؟
اختلف السلف رحمهم الله تعالى في المراد بقول الله تعالى : ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾في سورة التكوير فمنهم من قال هي الكواكب والنجوم جاء ذلك عن علي وابن عباس رضي الله عنهما واختاره جماعة من السلف ثانياً: قالوا المراد بالخنس والجواري الكنس البقر الوحشي والضباع التي تكون في الصحاري والبراري فإنها تخنس إذا رأت الانسان والخنوس هو الاختباء والاختفاء مع تأخر والكنس أي أنها تكنس وتعود أي أنها ترجع إلى أماكنها التي تسمى الكناسة والكناسة تطلق على المكان الذي يخفى فيه الشيء يختبيء فيه الانسان يختبيء فيه الحيوان يخفى فيه أي أمر كان لحاجة من الحاجات
وجاء ذلك عن جماعة من السلف مجاهد وإبراهيم النخعي ومن المرجحات التي ترجح القول الأول دلالة السياق فإن السورة من أولها جاءت بذكر الكواكب والنجوم والسماء فكان أولى بالذكر بعد هذه الكواكب هو ما يناسبها من أحوال بقية الكواكب الأخرى لذلك كان أظهر في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾ هي الكواكب التي تخنس وتختفي وتتأخر حيناً وتجري في حين آخر في وقت الليل ثم تكنس فتبيت قليلاً في مكان لا يعلمه إلا الله عز وجل ثم تعود.
:icony6::icony6::icony6:
دعاء عبد الله
14-02-09, 01:42 AM
تم سماع الدرس 23 بفضل الله عز وجل
دعاء عبد الله
14-02-09, 03:30 AM
فوائد الدرس 23
تابع الأمثلة على المرحلة الرابعة
الفوائد المطلوبة:
*** وضحي المعنى الذي دل عليه السياق في الآيات التالية مع ذكر نوع دلالة السياق في كل منها:
-﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾
جاءت الشريعة المطهرة لسد منافذ الشيطان وبإغلاقها بل وبإحكام الإغلاق من كل وجه فقد أمرتك هذه الشريعة بأن تتحلى بمكارم الأخلاق الكاملة في أوائل دعوتك للناس حتى تُقبل منك هذه الدعوة ومن ذلك ما جاء في هذه السورة وهذه السورة تنزل في أوائل ما نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم فتخاطبه أرايت الذي يكذب بالدين ومحمد صلى الله عليه وسلم إنما جاء لإخراج الناس من تكذيبهم بيوم الدين لأجل أن يصدقوا بيوم الدين هذا هو الأمر الأهم الذي بعث من أجله صلوات ربي وسلام عليه ثم بعد ذلك أرأيت الذي يكذب بيوم الدين في آخر الآيات ويمنعون الماعون، والرابط بين التكذيب بالدين وبين منع الماعون، أن تمنع شيئاً لا تحتاجه وليس لك فيه كبير حاجة الآن فتمنعها من ذلك بدون سبب فيأتي الله عزّ وجلّ ليصف أن الذي يكذب بيوم الدين أن من أوصافه أنه يمنع الماعون، هذا كله تحذير من هذه الأوصاف التي لا ينبغي أبداً أن يتحلى بها إنسان كائناً من كان فضلا عن مسلم فضلا عن داعية.
إذا فهذه السورة أيها المبارك عندما تتأمل فيها وتنظر تجد أن القضية ليست بالهينة أبداً أنها تأمرك أمراً واضحاً جلياً بما يتعلق بمكارم الأخلاق مع الناس جميعاً انظر إلى أمر عجيب جداً أن هذا كله مأخوذ من هذه السورة لن نفهمه من قوله سبحانه وتعالى ﴿ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ﴾ ولا من قوله سبحانه وتعالى ﴿ وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴾ ولا من قوله سبحانه وتعالى ﴿وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾ لا، إنما فهمناه من مجموع السورة من السياق الذي جاء فيه الأمر بهذه الأشياء في هذه السورة القصيرة لأن مبدأها كان بقوله سبحانه وتعالى ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ﴾
ودلالة السياق أن هذه الصفات ليست من صفات أهل الإيمان بل هي من صفات الكافرين المكذبين، فلا يمكن أن يكون مؤمناً كامل الإيمان وهو يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين، فدلالة السياق هي التي تظهر المعني الكلي فسورة الماعون تحث على الأخلاق والصفات التي يجب أن يتحلى بها المؤمنون؛ لأن الله جعل البراءة منها من صفات المؤمنين والذي يقع فيها فيه صفة من صفات الذي يكذب بيوم الدين وهذا المعني المترابط لا تفهمه إلا بالربط بين معاني الآيات من أولها إلى آخرها.
-﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾
قال تعالى في آخر آية الديّن ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾[البقرة:282].
الرابط بين هاتين الجملتين هي الواو والواو في لغة العرب ما يسمى بدلالة الاقتران والالتزام وهي من أنواع دلالة السياق فهذه الواو دلت على وجود اقتران والتزام بين التقوى والعلم هذه الواو هي وإن كانت عاطفة لكن هذا العطف ليس عطفاً مجرداً وإنما عطف قرن بين تقوى الله وبين العلم فدل هذا السياق بهذا الاقتران على أنه لمن أراد أن يطلب العلم لابد له من تقوى الله سبحانه وتعالى هذه الدلالة وكثير من النحاة بل كثير من البلاغيين ينكرون هذه الدلالة لا يقولون بها وإنما يقول بها جماعة من المحققين وممن يعني ذكر هذا المعنى في هذه الآية شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله وهو من أئمة هذا الفن، أكمل القراءة لآخر المثال ثم نوضح الأمر أكثر وأكثر بإذن الله تعالى. فآية الدين اشتملت على مسائل يجب على الإنسان تعلمها وخُتمت الآية بقوله تعالى ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾ فدلت الآية على أن هذا العلم يحتاج إلى تقوى فهذه الواو لا تدل على ذلك بل التي دلت على معنى الشرط هي دلالة السياق.
وآية الدين تتكلم عن المعاملات، عن كتابة الدين وعن المرأة إذا شهدت، وكذلك إذا احتيج إلى كتابة، الآية وهذه المسائل غالباً ما يكون فيها إشكال بين الناس، هذه المشاكل التي تتعلق بمعاملات الناس تحتاج حتى تدرك أحكامها بشكل واضح جلي لأن المشكلة فيها ليست في إدراك الأحكام الكلية ثم بعد ذلك تكون قادراً على الحكم بين الناس لكن إذا دخلت للفصل بين الناس عندئذ تحتاج إلى أشياء كثيرة جداً تحتاج إلى فهم واقعة المتخاصمين قبل أن تأخذ هذه الواقعة ثم تعرضها على الكتاب والسنة وعلى أقوال أهل العلم، تحتاج منك إلى ممارسة للعلم وممارسة لأحوال الناس علم بأحوال الناس أيضاً كذلك وعلم بالأحكام الشرعية وعلم بتنزيل هذه الأحكام على أحوال الناس على واقعهم ولابد وأن يكون معه علم يصحبه تقوى، فربط الله عزّ وجلّ بين التقوى هنا التي تكون سبباً في تحصيل العلم الذي تعرف به هذه المسائل العظيمة من أولها إلى آخرها وهذه الدلالة التي أخذها أهل العلم من أنه لابد من أجل العلم النافع أن يكون هناك تقوى أخذوها من دلالة السياق لأن هذه الواو لما قرنت بينهما جمعت بين التقوى والعلم في سياق واحد فعلم أنه لزوماً من أجل العلم أن يكون هناك تقوى والمقصود بالعلم هنا هو العلم النافع
*** ما الحكمة من التقديم والتأخير في السياق في الآيات التالية:
-﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ إلى قوله تعالى ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ﴾؟
التقديم والتأخير في السياق له حكمة مثال قصة موسى عندما أمر قومه أن يذبحوا بقرة فجاءت هذه في أول السورة ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً﴾ وكان المتبادر أن يأتي بأول القصة الواردة في قوله تعالى ﴿وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ﴾ والسر في ذلك والله أعلم أن المقصود من ذكر هذه القصة هو ذكر إعراض اليهود قبحهم الله عن تنفيذ أوامر الله عزّ وجلّ وليس المقصود من إيرادها ذكر حادثة القتل ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ﴾ وهذا تلحظه بيناً في قصة أصحاب الكهف وفى سورة الأنفال في موقعة بدر.
وهذه القصة سيقت من أجل بيان شدة إعراض اليهود عن أمر الله عزّ وجلّ فكان المناسب إذا كان هذا هو المقصود وليس المقصود هو ذكر القصة وذكر الحكايات وإنما المقصود أخذ العبرة منها ولذا ما كان موطناً لأخذ العبرة يذكر في أوائل الكلام في أوائل القصة حتى ما تشغلك القصة عن المقصود لو ذُكرت القصة هكذا بترتيبها الزمني قد تنشغل بالمقصود عن الحادثة وما جرت عليه وكيف فعل موسى معهم وكيف فعلوا هم، وهل هذا الرجل الذي ضرب بجزء من البقرة التي ذبحوها بالفعل رجعت له الحياة ثم ماذا قال ومن اتهم قد تنشغل بهذا وهذا ليس هو المقصود بل المقصود هنا أن تنتبه للحكمة والغاية والهدف الذي من أجله سيقت هذه القصة وهو بيان شدة إعراض هؤلاء اليهود عن أمر الله سبحانه وتعالى ولذا جاء الكلام في أولها في مبدأها في قول موسى عليه السلام ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ﴾ قالوا ﴿ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً ﴾ قبحهم الله وهذا هو المقصود هنا ولذا سورة البقرة لو تأملت سورة البقرة جاءت لتبين لأهل الإسلام كيف يتعاملون مع هؤلاء اليهود.
-﴿ يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾
وفيو فيما يتعلق بسورة الأنفال في قصة موقعة بدر وما جرى فيها تجد هذا بينا ﴿ يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ﴾ فبدءاً كان الكلام هل هو عن قصة بدر وما جرى وكيف خرجوا وكيف وقع القتال لا وإنما جاء الكلام في سورة الأنفال عن موقعة بدر كل ذلك جاء تبعاً للكلام عن الأنفال لأن هذا هو المقصود من تنزل السورة بدءاً الكلام عن الأنفال وما حكم الله عزّ وجلّ فيه وكيف يكون حال الناس فيه ولأن بعض الصحابة تكلموا في هذه المسألة يريدون الغنائم كما كانت توزع عليهم الغنائم وكما كانوا يريدون أن توزع الغنائم فطلبوا أمراً ليس لهم فأنزل الله عزّ وجلّ ﴿ يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾ فجاء الكلام في يسألونك عن الأنفال لأنها هي المقصود الأعظم من تنزل هذه السورة العظيمة في الكلام عن ما يتعلق بحقوق الخلق وبحق الرب سبحانه وتعالى وفى تقسيم الرب سبحانه وتعالى للحقوق بين الخلائق ثم جاء بعد ذلك ما يتعلق بموقعة بدر وهذا الذي ينبغي أن تنتبه له فيما يتعلق بالنظر في قصص القرآن.
-﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ﴾
فتجد أن الله سبحانه وتعالى ذكر القصة على وجه لم تترتب معه ترتيباً زمنياً واضحاً محدداً في جزء عمّ عندما تتأمل في سورة عبس كيف ذكرها الله عزّ وجلّ في مبدأها ماذا ؟ ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ﴾ وأول حدث وقع في هذه القصة هو أنه جاء الأعمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دخل عليه وقال: علمني مما علمك الله، فأعرض عنه صلوات ربي وسلامه عليه وكان منشغلاً بصناديد قريش يعلمهم، ثم جاء مرة ثانية فألح على النبي صلى الله عليه وسلم علمني مما علمك الله فأعرض عنه ثم جاء ثالثة علمني مما علمك الله فزجره النبي صلى الله عليه وسلم قليلاً، نهره قليلاً صلوات ربي وسلامه عليه وهذه السورة لم تنزل على هذا النحو فلم يبدأ من أولها وإنما بدأ من منتصفها هذا العبوس الذي وقع منه صلوات ربي وسلامه عليه وقع في منتصف القصة فأخذ الله عزّ وجلّ هذه الحادثة وذكرها في أول السورة وهذا من دلالة السياق و عبس وتولى في مبدأ القصة لأن هذه السورة حين تنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم لم تتنزل من أجل أن تحكي لنا حكاية وتروي لنا قصة وإنما تنزلت لتبين أمراً عظيماً جليلاً مأخوذًا ومستفادًا من هذه القصة أن الداعية إذا أقبل إليه من أراد أن يتعلم دين الله عزّ وجلّ شريفاً كان أو وضيعاً أيا كان حالة فإنه الأولى بأن يعلم كائناً من كان غيره لأنه إذا أقبل فحقه عليك أيها الداعية أن تقبل عليه ولا أن تنشغل بغيره فإذا انشغلت بغيره مهما كان هذا الغير فإنك قد خالفت المنهج الذي ارتضاه الله عزّ وجلّ وأمر به محمد صلى الله عليه وسلم بل وعُاتِبَ محمد صلى الله عليه وسلم على حادثة وقعت في هذا الأمر وفى هذا الشأن هو التنبيه والتربية فالذي حدث هو العبوس وهو موطن القصة وهو المراد فذكر في أولها :icony6::icony6::icony6:
أم أسماء
14-02-09, 01:35 PM
بارك الله فيك دعاء عبد الله
تستحقين لؤلؤتين لاستماعكِ الدرسين :الثاني والعشرين والثالث والعشرينhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
ولؤلؤتين لتدوين الفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
واصلي...
بارك الله فيك ...
دعاء عبد الله
14-02-09, 06:32 PM
:icony6: وفيكِ بارك الله يا أم أسماء وصهيب وجزاكي خيراً :icony6:
:icony6: تم بفضل الله سماع الدرس 24 :icony6:
دعاء عبد الله
17-02-09, 01:40 PM
:icony6: الدرس الرابع والعشرون :icony6:
بداية المرحلة الخامسة (موضوع السورة)
الفوائد المطلوبة:
*** وضحي بما فضُل أبو بكر على سائر الصحابة؟
فضل أبو بكر رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين بشيء وقر في قلبه
***اذكري شيئا من مناقب أويس القرني و سعيد بن المسيب؟
ولماذا فضل أويس القرني على سعيد بن المسيب؟
مناقب أويس القرني، هو أفضل التابعين بالنص من رسول الله صلى الله عليه وسلم الرسول صلى الله عليه وسلم أما مناقب سعيد بن المسيب فهو عالم وفقيه وقد أخذ الفقه عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أجلة التابعين وكان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر وكانت الصلاة لا تفوته أبداً بل تكبيرة الإحرام لم تفوته أربعين عاماً مع الإمام وكان يقول لم أرى ظهر مصلي قط إنما كان يصلى في الصف الأول
لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلم من الله سبحانه وتعالى أخبرنا بأن أفضل التابعين أويس القرني. ، ومع أن أويس لم يكن فقيهاً أبداً ولم يكن يفتي الناس ولم يكن يعلم الناس في مجالس الذكر ولم يكن أيضاً كذلك ممن اختص في هذا الباب أو طلب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن أيضاً ممن أخذ عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في فتاويهم في مسائلهم في أقضيتهم كما فعل سعيد بن المسيب إنما كان رحمه الله ورضى عنه وألحقنا به كان تميز بأمر واحد وهو فيما يتعلق بأعمال القلوب يعني اهتمامه بعمل القلب هذا الذي فيه توقير عظيم لله سبحانه وتعالى وفيه تعزير لله وفيه أيضا كذلك تعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه تعزير لرسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر الذي قر في قلب أويس القرني هو الذي جعل أويس أفضل التابعين
***ما هي المرحلة الخامسة من مراحل فهم القرآن؟وما هو المقصود منها؟وما دليل ذلك؟
المرحلة الخامسة من مراحل فهم القرآن هي فهم موضوع السورة وهو الذي أنزلت السورة من أجله أو هو الموضوع الذي تدور عليه آيات سورة ما، هذا هو المقصود بموضوع السورة أو مقصود السورة
والدليل على ذلك هو الاستقراء والتتبع لطريقة الأئمة في تفسير كتاب الله
***ماهي الأسباب في قلة الكلام حول موضوع السورة؟
وهذا العلم أي علم موضوع السورة لم يطرأ كثيراً في كتب التفسير لا المتقدمين ولا المتأخرين ولهذا أسباب
أولاً أن فيه نوع من الجرأة على تفسير كتاب الله جلّ وعلا ولهذا أنكره جماعة من أهل العلم من المتأخرين وكان هذا الإنكار ردة فعل لتكلف الناس ذكر مقصد السورة فيها تكلف وبعد.
ثانياً أن كثيراً من كتب التفسير إنما تناولت تفسير كتاب الله جلّ وعلا من خلال مدرسة تفسير الآية والكلمات كما هو حال مدرسة أهل الأثر وأهل الرأي أما الربط بين الآيات فلم يفيد له أحد من الأئمة كتاباًَ في التفسير ممن تقدم وهذه هي الأسباب في قلة الكلام حول موضوع السورة
***وضحي آراء أهل العلم فيما يخص موضوع السورة؟
اختلف العلماء في هذا العلم على ثلاثة أقوال :
القول الأول: لا تناسب بين السورة والآيات مطلقاً أو غالباً وهو قول جماعة من المتأخرين منهم الشوكاني في فتح القدير.
القول الثاني: أنه ما من آية أو سورة إلا ولها موضوع خاص بها وما من آية إلا ولها مناسبة بينها وبين الآية التي قبلها وهذا هو القول الذي نصره برهان الدين إبراهيم بن عمر البقاعي المتوفي سنة خمس وثمانين وثمانمائة في كتابه - نظم الدرر في تناسب الآيات والسور- واختاره السيوطي وغيره.
القول الثالث: أن ما من سورة في الأغلب إلا ولها موضوع تدور عليها وكذلك الآيات فالآية في الأعم الأغلب تكون متصلة بما قبلها وما بعدها، لكن لابد لمن أراد أن يخوض في هذه المسالك من أمرين الأمر
الأول أن يكتفي بما ظهر له من الموضوع وتناسب الآيات من دون تكلف ولا تنطع على خلاف ما جري من البقاعي رحمه الله.
الأمر الثاني أن يكون الخائض في هذه المسالك عالماً لأقوال السلف في تفسير الآيات والسور التي يريد أن يستنبط لها مناسبة أو موضوعاً معيناً وأن يكون مطلعاًَ عارفاً بعلوم البلاغة بفروعها الثلاثة البيان، البديع ، المعاني.
إذاًَ لا مانع من الخوض في هذا المسلك على هذا القول الثالث، ولكن
أولاً هذا الاستنباط وهذا يعني الاستنتاج من هذا الترابط لا يكون في كل كتاب الله سبحانه وتعالى قد لا يظهر لك في كثير من المواطن إنما قد يكون أغلب أو قد يظهر لك في كثير من المواطن أيضاً ولكنه لا يكون عاماً في كل السور هذا الأمر الأول.
الأمر الثاني: هناك أمور لابد أن تنتبه لها أنه ما كان ظاهراً بيناً حتى مقبولاً عند السامع مقبولاً عندك أنت، مقبولاً عند أهل العلم، عند طلبة العلم عند السامعين لمثل هذا الكلام بدون تكلف فهذا هو الحق وهذا هو الصواب أما ما كان فيه تكلف وتلحظ أنك تحتاج إلى كثير من المقدمات والتوطئة حتى يقبل منك هذا الكلام فهذا لا داعي له، في الكلام عن مقاصد السور وعن موضوع السور، وإنما خذ الكلام السهل اليسير الواضح الجلي
وهذا القول الثالث هو القول الأقرب وهي طريقة العربي في تفسيره فقد ذكر أنه ألف كتاباً كبيراً في ذلك ومنهم الرازي في تفسيره والطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير وقرره أيضاً الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن ويستخدمها شيخ الإسلام بن تيميه وتلميذه ابن القيم وجماعة من المحققين من أهل العلم.
:icony6::icony6:
دعاء عبد الله
17-02-09, 09:00 PM
:icony6: تم بفضل الله سماع الدرس 25 :icony6:
دعاء عبد الله
17-02-09, 09:06 PM
الدرس الخامس والعشرون
تابع المرحلة الخامسة
الفوائد المطلوبة:
***اذكري المقصود العام للسور التالية:
-الفاتحة
سورة الفاتحة فإن مقصودها أن تجمع علوم القرآن بحيث تكون كالمقدمة لكتاب الله جلّ وعلا والفاتحة لجميع مقاصده وأغراضه ولذا أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحمد لله رب العالمين أم القرآن وأم الكتاب، والسبع المثاني) .
وأم القرآن معناها التي تجمع معاني القرآن، الأم في أصلها إنما سميت هذه التسمية في لغة العرب أم بمعني أنها تجمع جامع، تجمع ما يتعلق بشيء من الأشياء فهذه السورة سميت أم القرآن لأنها جامعة لجميع معاني القرآن فهي أفضل السور فسورة الفاتحة هي أعظم سور القرآن وإنما كانت كذلك لأنها جمعت مقاصد القرآن كله من أوله إلى آخره وسميت فاتحة لإفتتاح القرآن العظيم بها
وأن من مقاصدها ومن موضوعها أنها جمعت علوم القرآن من أولها إلى آخرها فمن أراد علم القرآن فلينظر في سورة الفاتحة يجد أن أصول علوم كتاب الله عزّ وجلّ قد جمعت فيها، مثال آخر.
-البقرة
مقصد سورة البقرة والغرض منها يدور حول موضوعين الموضوع الأول فيما يتعلق بالضرورات الخمس وهي حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ المال، وحفظ العرض وهذا هو المقصد الأكبر ، والموضوع الثاني فيما يتعلق بمعاملة اليهود الذين هم من أهل الكتاب وعن ما في قلوبهم من الحقد والبغضاء لأهل الإيمان وما يجب على المسلمين تجاه هؤلاء اليهود
-ءال عمران
سورة آل عمران هي تتمة للضرورات الخمس ففضح للعدو الثاني وهم النصارى، فضلاً من أن اسم السورة هو سورة آل عمران، فهي تتحدث عن آل عمران وهم من أصل هذه الطائفة وهم النصارى فآل عمران ومريم عليها السلام والكلام عن هذه العائلة المباركة ثم ما حصل بعد ذلك من مولد عيسى عليه السلام ثم نزول الإنجيل وهكذا هذا كله عائد إلى ما يتعلق بدين النصارى.
-النساء
سورة النساء هي تتمة للضرورات الخمس وأضافت مقصودين أضافت فضح المنافقين والكلام عن أحكام النساء .
-المائدة
سورة المائدة ذكر شيخ الإسلام أنها تدور حول الحلال والحرام وبيان الأحكام وحتى القصص التي وردت في هذه السورة لم تأتي للعظة والعبرة وإنما جاءت لاستنباط الأحكام ولم يمكن لهم فهم ذلك أو استنباطه إلا بعد فهم موضوع السورة وأنها نزلت للأحكام. ولذا قالت عائشة إن ما نزل في سورة المائدة محكم وليس بمنسوخ، وهذا مما أخبرت عنه عائشة رضي الله عنها وعن أبيها
-الكهف
سورة الكهف فهي نزلت لتدور حول الابتلاء وبيان أنواعه تارة يكون بالنعم كذي القرنين وأيضاً قصة صاحب الجنتين ، وتارة يكون بالنقم كفتية الكهف وبيان ثمرته. كذلك حتى في آخرها في قصة يأجوج ومأجوج وما يتعلق بأخبارهم هذا كله من الابتلاء الذي يبتلي الله به عزّ وجلّ في هذه الحياة الدنيا فإذا من أولها إلى آخرها
-العنكبوت
سورة العنكبوت تدور حول الفتنة بشتى أنواعها وصنوفها وسورة العنكبوت من أولها إلى آخرها مع تنوع المواضيع التي تكلمت عنها ومع تنوع الآيات والأخبار التي جاءت في هذه السورة إلا أن موضوع الابتلاء من أول السورة إلى آخرها تجد أنه ظاهر بين واضح -
الصف
وسورة الصف نزلت لتدور حول الجهاد.
-الإخلاص
وسورة الإخلاص نزلت لتحقيق التوحيد .
-الفلق
وسورة الفلق نزلت حول إزالة الشرور الظاهرة وكيفية التعوذ منها فكما أن الله جعل النهار يسبق الليل قادر أن يفلق هذه الشرور الظاهرة ويخرج منها الخيرة
-الناس
سورة الناس تدور حول إزالة الشرور الباطنة وكيفية التعوذ منها وهذه الشرور الباطنة النافذة الاستعاذة برب الناس ملك الناس كلهم
***وضحي الوسائل الثلاث التي يمكن أن نصل من خلالها إلى ما يتعلق بمقصود السورة مع ذكر أمثلة لذلك.
الوسائل الثلاث التي يمكن أن نصل من خلالها إلى ما يتعلق بمقصود السورة أولاُ : أن ينص العلماء من أهل التحقيق على أن مقصود السورة كذا كما نصوا على أن مقصود سورة الإخلاص هو العلم الخبري بوحيد الأسماء والصفات وتوحيد الربوبية وأن سورة الكافرون مقصودها هو بيان التوحيد العملي الطلبي وهو المسمى بتوحيد الألوهية. كذلك نصوا أن سورة النحل نزلت في النعم وشكرها، وامتنان الله بها على عبادة.
ثانيا :ً أن يكون موضوع السورة ظاهراً من اسمها أو من أولها أو بهما معاً مثل سورة القيامة من اسمها ومن مطلعها فمقصود السورة هو الكلام عن يوم القيامة لكن عندما تصل إلى قوله تعالى ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾. فتقول ما علاقة هذه الآيات بموضع السورة ومقصدها، فنقول هذه الآيات لابد لها من رابط بما قبلها وفى هذا إشارة إلى أن مثل هذه السورة لا ينبغي لأي عبد أن يمر عليها مروراً من دون أن يتذكر في هذا اليوم وهو يوم القيامة الذي ورد ذكره في هذه السورة .
ثالثاً الاستقراء، والاستقراء يكون نافعاً عند الأصوليين إن كان كاملاً أو أغلبياً أما الاستقراء الجزئي فلا عبرة به وهذا مثله كما في سورة الصف وهذه السورة نزلت في الجهاد بالسيف والسنان كذلك سورة الماعون بالاستقراء أنها جاءت لمكارم الأخلاق الواجب على المؤمن التحلي بها ومن انتقص شيئاً منها فقد ترك شيئاً من واجبات الدين ومن اتصف بالصفات التي نهت عنها فقد اتصف بصفات الذين يكذبون بيوم الدين.
:icony6::icony6::icony6:
دعاء عبد الله
17-02-09, 09:57 PM
:icony6: تم بفضل الله عز وجل سماع الدرس 26 :icony6:
أم أسماء
17-02-09, 11:07 PM
ما شاء الله ..فوائد طيبة وهمة عالية
تستحقين أربعة لآلئ لاستماعك الدروس :الثاني والعشرين والثالث والعشرين و الرابع والعشرين والخامس والعشرين http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
وأربعة لآلئ لتدوين الفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
بقي لك أربعة دروس وتكملين الدورة بإذن الله تعالى
تابعي ...بارك الله فيك.
دعاء عبد الله
18-02-09, 12:38 AM
الدرس السادس والعشرون
المرحلة السادسة : التفسير الموضوعي
الفوائد المطلوبة:
*** ما هي المرحلة السادسة من مراحل فهم القرآن؟ وما المقصود منها؟
المرحلة السادسة جمع الآيات التي تتكلم عن موضوع واحد في موضع واحد ويسمى في المصطلح المعاصر بالتفسير الموضوعي وهو الذي ألف فيه الإمام الشنقيطي كتابه أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن
والمقصود من هذه المرحلة أن نأخذ من كل سورة المقطع والغرض من إنزالها ليتضح لك المقصود عند جمعها مع الآيات الأخرى وعلى سبيل المثال ما قصه الله سبحانه وتعالى من أحوال السماء يوم القيام أنها تمور موراً وأنها تتفطر وأنها تنشق بالغمام وأنها تطوى كطي السجل للكتب إلى آخره فهذه الآيات جميعاً تتكلم عن موضوع واحد وهو السماء.
*** وضحي كيف يمكن تفسير القرآن بالقرآن في الآيات التالية:
﴿يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا﴾
المور هو في اللغة هو الاضطراب والحركة الشديدة أي أن السماء تضطرب وتتحرك وتتغير عن حالها الذي كانت عليه في الدنيا وهي في هذه الدنيا ثابتة مستقرة وعندما ننظر أيضاً في الآيات الأخرى التي وصفت حال السماء في قوله عز وجل : ﴿وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادً﴾. أي في هذه الحياة الدنيا ومعنى الشداد أي قوية متينة ولذا قال الله عز وجل في سورة تبارك : ﴿فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ﴾. اي أن السماء ليس فيها أي انشقاق محكمة متينبة وكما في الآيات الأخرى: ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ﴾. وبأيد هنا معناها بقوة وبإحكام فهي متينة محكمة ليس بها شقوق أما حال السماء في الآخرة فقد اختلف الأمر قال الله عز وجل بدءاً في سورة الطور : ﴿يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرً﴾. أي تبدأ في الحركة و الاضطراب ثم بعد ذلك يكون بعدها انفطار وهو بداية الانشقاق ثم بعد ذلك عندنا بعد الانفطار عندنا التشقق الكامل الواضح : ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾[الانشقاق: 1]. ﴿وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ﴾[الحاقة:16]. المقصود أن الاخبار عن الانشقاق والتشقق جاء بعد ما يتعلق بالانفطار وهذه حال ثالثة للسماء ثم بعد ذلك أخبر الله عز وجل عن هذه السماء فقال سبحانه وتعالى : ﴿وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابً﴾[النبأ: 19]. وهو أنها فتحت فأصبحت أبواب ظاهرة بينة للعيان لتنزل الملائكة كما قال الله عز وجل: ﴿وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلً﴾[الفرقان:25].
بعد ذلك قوله سبحانه وتعالى: ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ﴾[الأنبياء:104]. وكما قال سبحانه وتعالى في سورة أخرى في سورة التكوير : ﴿وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ﴾[التكوير:11]. كذلك أخبر الله عز وجل من أحوالها أنها تكون وردة كالدهان الآية في سورة الرحمن: ﴿فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ﴾[الرحمن : 37].
الانشقاق يحصل ثم بعد ذلك تكون السماء وردة كالدهان وردة معناها أنها يتغير لونها بعد هذه الزرقة تصبح تميل إلى لون الورد والمعنى أن هذه السماء يكون فيها مع هذا اللون صبغة الزيت يعني فيها كالمهل والمهل هو الزيت المغلي الذي يتقطع في حركته فانظر إلى هذه الحال للسماء تصور الآن السماء التي تراها عندما تكون في يوم القيامة فأنت ترى هذه الحال العظيمة للسماء تجد السماء تضطرب تتحرك تجد أنها بدأت تنفطر ثم تنشق ثم تتفتح تفتحاً عظيماً ثم الغمام الأبيض ينزل من خلل السماء وأنت تنظر إليها ثم يحصل بعد ذلك أن الله سبحانه وتعالى يطوي هذه السماء يقشعها قشعاً جل وعلا ثم أن هذا اللون للسماء يتغير ويضطرب تصبح كالمهل فيها شيء من صبغة الزيت ونحو ذلك هذه الحال للسماء عندما تنظر إليها الآن عندئذٍ توقن ما الذي سيحدث في هذا الموقف العظيم لكن دون جمع هذه الآيات لا يتحقق لك هذا لكن إذا جمعت هذه الآيات في موطن واحد تبين لك ما سيحدث للسماء في اليوم الآخر كذلك وهذا من أعظم ما يجعل الإيمان بالله عز وجل على أعلى ما يكون وعلى أتم ما يكون
﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ﴾
فيما يتعلق بقوله عز وجل : ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ﴾[المائدة: 90]. جاء النهي بقوله سبحانه وتعالى : ﴿فَاجْتَنِبُوهُ﴾. وقد حصل كلام في مسألة الخمر وما يتعلق بها وإذا تم جمع الآيات التي تتكلم عن الخمر في القرآن سواء كان الخمر من خمر الدنيا أو من خمر الآخرة يتبين قطعاً ويقيناً أن الله عز وجل حرم الخمر بل يتبين ما الحكمة من تحريم الخمر بجلاء وقوله سبحانه وتعالى ﴿فَاجْتَنِبُوهُ﴾. أن الخمر حرام بكتاب الله عز وجل وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بإجماع أهل العلم وبالقياس الصحيح وبغير ذلك لكن بسبب ما أورده أهل الاستشراق وما أورده أهل الباطل عليهم في هذا الباب ويظنون أن الأمر فيها ليس بالشديد ولا بالعظيم يعني تأمل قول الله عز وجل : ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ﴾. لن أتكلم عن الآية هذه بعينها لكن ﴿فَاجْتَنِبُوهُ﴾. تأملها في كتاب الله عز وجل المنهيات التي نهى الله عز وجل عنها بقوله ﴿فَاجْتَنِبُوهُ﴾. ما هي تذكرون شيئاً منها مثل ماذا ﴿اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ﴾[الحجرات: 12]. ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً﴾[الاسراء: 32]. أيضاً كذلك ﴿وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾[الاسراء: 34]. أيضاً كذلك: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾[الحج: 30]. الآن تأمل في أحد يقول أن الرجس من الأوثان منهي عنه نهي بسيط يعني تقاربه مرة الرجس من الأوثان هي الأصنام يعني لو قيل فاجتنبوا في الخمر إنها طيبه ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾. قول الزور حرام بإجماع المسلمين أيضاً كذلك النهي عن قربان مال اليتيم ﴿وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾[الأنعام: 152]. هل أحد يقول ان الاقتراب من مال اليتيم بغير التي هي أحسن حلال من المسلمين هل يقول أحد بهذا أنه حلال أبداً مع أنه لم يأتي في كتاب الله عز وجل النهي عنها بلفظ حرمت انظر أيضاً الزنا أعاذنا الله وإياكم من كل ذلك ﴿وَلَا تَقْرَبُو﴾. هل هناك من يقول أن الزنا حلال لأن الله عز وجل لم ينه بلفظ حرمت لا ولا ينبغي أن يكون هذا أبداً فعندما تتأمل هذه الآيات التي نهي عنه بلفظ اجتنبوه بلفظ لا تقربوا تجد أنها منهيات قد أجمع أهل الإسلام على أنها محرمة فمن أراد أن يقول أن الخمرة ليست محرمة تحريماً شديداً لأن الله عز وجل لم يحرمها بلفظ التحريم وإنما حرمها ونهى عنها بلفظ ﴿فَاجْتَنِبُوهُ﴾فيلزمه أن يقول أن كل هذه المنهيات أيضاً ليست منهيات شديدة وإنما منهيات يسيرة بأن الزنا كذلك النهي عنه ليس نهياً شديداً كذلك الأوثان والأصنام ،
وقد جاء النهي عن الخمر عن الزنا عن أكل مال اليتيم عن سوء الظن عن قول الزور جاء عنها بهذه الألفاظ وجاء النهي عن الميتة وعن الدم ولحم الخنزير بحرمت سيتبين لك أمر عجيب وأمر غاية في بيان عظمة هذا القرآن أنت الآن عندما تتأمل هذا الذي ذكرت لك ونهى الله عنه بلفظ ﴿فَاجْتَنِبُوهُ﴾تجد أنه هذه الأمور جميعاً مما ترغبه النفس وتتطلبه وترغب في الحصول عليه الله عز وجل نهاك بهذا اللفظ عن الخمر عن الأنصاب عن الأزلام نهاك عن الزنا نهاك عن أكل مال اليتيم جمع المال هذا والناس يحرصون حرصاً شديداً على هذا المال نهاك عن هذه الأمور بهذا اللفظ لما هذه الأمور بطبيعة الإنسان البشري يريدها يرغب فيها له تتطلب يقصدها حريص على أن يحصل بفطرته فجاء النهي عنهابلفظ ﴿فَاجْتَنِبُوهُ﴾لأن التحريم هنا لا يكفي وإنما يجب عليك أمران الأمر الأول أن لا تقترفها لأنها حرمت عليك ويجب عليك كذلك أمر آخر وهو أن تباعد عنها عن فاجتنبها لا تقربها أصلاً فإذاً في لفظ ﴿فَاجْتَنِبُوهُ﴾﴿وَلَا تَقْرَبُو﴾.في حقيقة الأمر هنا أمران أمر بعدم الوقوع وأمر بالمباعدة ولذا جاء النهي ﴿فَاجْتَنِبُوهُ﴾في هذا لكن أنظر في الأشياء التي حرمت بهذا اللفظ بلفظ التحريم ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ﴾[المائدة:3]. النفس السليمة بفطرتها لا تقبل عليه فيكفي فيها لفظ ﴿حُرِّمَتْ﴾. عندما تجمع هذا مع ذلك يتبين لك أن النهي ﴿فَاجْتَنِبُو﴾أبلغ من النهي ب﴿حُرِّمَتْ﴾.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾
حدث تدرج للشريعة في أحكامها بالجهاد فقد مر بمراحل كان في أول الأمر محرماً أي :﴿كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ﴾[النساء: 77]. هذه الآية فيها أمر ظاهر بين فيما يتعلق بالأمر في كف اليد يعني كف يدك وإياك وإياك والقتال وقد ذكر أبو السعود في تفسيره أنه نزل أكثر من بضع وسبعون آية تنهى عن القتال فتصور أكثر من سبعين آية هذه الآيات جميعها تنهى عن القتال هذا في أول البعثة ثم جاء الإذن به ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ﴾[الحج: 39]. والإذن هنا يدل على أن هناك منعاً صادقاً ثم قتال من يلينا فقط قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾[التوبة: 123]. ثم جاء الأمر بالجهاد وقتال الكفار قال تعالى : ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ﴾[البقرة: 191]. ولا يعني ذلك أن هذه الآيات السابقة قد ذهبت من أصل الاستدلال بل هي باقية قد يحتاج إليها في بعض العصور والأزمان.
:icony6::icony6::icony6:
دعاء عبد الله
19-02-09, 01:07 AM
تم بحمد الله وفضله ومنته سماع الدرس 27
دعاء عبد الله
19-02-09, 02:10 AM
الدرس السابع والعشرون
المرحلة السابعة و الأخيرة من مراحل فهمالقرآن
الفوائدالمطلوبة:
*** كيف اعتبر الشيخ هذه المراحل السابقة بالنسبة لعلم القرآن؟
اعتبر الشيخ هذه المراحل السابقة بالنسبة لعلم القرآن هي من قبيل التمهيد والتوطئة لما يتعلق بالكتب المصنفة في علوم القرآن، فهذه الكتب لا غني عنها أبداً فيما يتعلق بتفسير كتاب الله عزّ وجلّ وهذا الذي ندرسه لكي نستفيد من هذه الكتب بأكبر قدر ممكن، لتلك الكتب ، ففيها إشارات وفيه أبواب وفيها مفاتيح تهيئ لكل شيء مما يتعلق بهذه الكتب المهمة الجليلة التي صنفها أئمة أهل العلم ممن كتب في تفسير كتاب الله عزّ وجلّ.
***مانوع الاختلاف عند المفسرين من السلف؟
الاختلاف عند المفسرين رحمهم الله ليس بالكثير أبداً الاختلاف عند المفسرين قليل جداً إذا ما قورن بالاختلاف عند أهل الفقه مثلاً أو عند أهل الأصول أو عند أيضاً كذلك أهل الحديث فالاختلاف عند المفسرين قليل إذا ما قورن بغيره خصوصاً فيما يتعلق بتفسير السلف يعني تفسير الأئمة الأوائل رحمهم الله الخلاف بينهم قليل وإن ما جرى الخلاف عند المتأخرين وتوسع لأمور فقد أمر الله عزّ وجلّ نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبين للناس ما نُزِّل إليهم لأن الله عزّ وجلّ قال عن نبيه ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾ فهذا أمر من الله عزّ وجلّ بأن يبين للناس ما نُزِّل إليهم، النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا عنه من تفسيره لكتاب الله عزّ وجلّ لم يأتِ عنه إلا أحاديث قليلة في تفسير هذا الكتاب العظيم يعني تفسيره للفظ القرآن وإن كان فعله صلى الله عليه وسلم من أوله إلى آخره حياته صلوات ربي وسلامه عليه والقرآن في أصله واضح وظاهر بيّن فعندئذ لم يكن الكلام منه صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن كثيراً كذلك بالنسبة للصحابة وإن كان الأمر أكثر لكن أيضاً لم يكن بالكثير كما هو الحال عند المتأخرين إذاًَ القرآن في أصله واضح ولذا قل الخلاف جداً عند السلف رحمهم الله في تفسيرهم لكلام الله عزّ وجلّ فما جاء من الآيات إنما هي محل إجماع في تفسيرها وتأويلها.
***وضحي أسباب كثرة الخلاف عند المتأخرين؟
كثرة الخلاف عند المتأخرين تعود إلى أسباب :
أولاً ضعف الآلات التي تعين على فهم القرآن في اللغة والنحو والبلاغة وسائر علوم اللسان وكذلك ضعف ما يتعلق بالأصول التي يستعين بها المرء على فهم آيات الكتاب كأصول الفقه وأصول الحديث ونحو ذلك.
ثانياً أن كثيراً من كتب المفسرين عند المتأخرين لم يكن على جادة السلف في علوم الكتاب والسنة بل كانوا في علوم الاعتقاد على طريقة أهل البدع سواء كان ذلك من الابتداع فيما يتعلق بتوحيد الربوبية أو الألوهية أو الأسماء والصفات أو كان ذلك في غير مسائل الاعتقاد كبدعة التقليد والتمذهب من غير نظر في الدليل أو الحجة التي أخذ منها هذا القول ولذا نشأت أقوال في التفسير لم تأتي عن السلف رحمهم الله بسبب تعصب المفسر لعقيدته أو مذهبه أو لشيخه أو لفنه الذي يتقنه ونحو ذلك.
ثالثاً قلة الاطلاع على تفاسير السلف ومعرفة ما يثبت منها وما لا يثبت وهذا الباب الناس فيه على طرفي نقيض منهم يهمل الأسانيد إهمالاً كلياً فلا يعتد بها في الآثار المروية عن السلف ومنهم من يبالغ في ذلك حتى أنه يعامل ما جاء من الآثار في أبواب السلف كمعاملة ما أسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث الحلال والحرام وهذا وذاك كلاهما خطأ في فهم منهج السلف.
*** اذكري بعض المصنفات التي تتكلم عن قواعد الترجيح عند المفسرين .
القواعد الترجيح كثيرة تصل إلى مائة قاعدة وقد صنفت في ذلك رسائل جامعية منها:
قواعد الترجيح عند المفسرين للدكتور/ حسين بن على بن الحسين الحربي وهناك كتاب آخر اسمه قواعد التفسير جمعاً ودراسة للدكتور/ خالد السبت، وهناك قواعد منثورة في كتب المتأخرين منها ما ذكره الطاهر بن عاشور في أول كتابه ومنها ما ذكره ابن السعدي في أول كتابه في التفسير وهناك قواعد مبثوثة في كتاب مقدمة التفسير لشيخ الإسلام وهناك أيضاً قواعد مهمة للغاية في الفوائد وفى فوائد الفوائد وفى بدائع الفوائد لابن القيم وللسيوطي رحمه الله كذلك فوائد جيدة ذكرها في عدد من كتبه وفى كتاب البرهان للزركشي والإتقان وعموم كتب علوم التفسير لا تخلو من فائدة في هذا الباب.
:icony6::icony6::icony6:
إشراقة النور
19-02-09, 08:45 AM
السلام عليكم
ما شاء الله عليك أختي دعاء أسأل الله أن يثبتك ويمن عليك بإكمال الدورة وينفعنا بها اللهم آمين.
دعاء عبد الله
19-02-09, 01:49 PM
السلام عليكم
ما شاء الله عليك أختي دعاء أسأل الله أن يثبتك ويمن عليك بإكمال الدورة وينفعنا بها اللهم آمين.
:icony6:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ثبتنا الله وإياكي ونفعنا بها جميعاً اللهم آمين وبوركتي إختي إشراقة النور:icony6:
دعاء عبد الله
24-02-09, 12:28 AM
تم بحمد الله وفضله من سماع الدرس 28 ، والدرس 29 وبقي وضع فوائدهم
دعاء عبد الله
24-02-09, 01:52 AM
الدرس الثامن والعشرون
القواعد المرجحة لمختلف التفاسير
الفوائد المطلوبة:
*** وضحي كيف يمكن الترجيح منخلال لغة القرآن؟
الترجيح بلغة القرآن، هي من دلائل الترجيح القوية في كتاب الله عز وجل ، فلغة القرآن من المرجحات بمعنى على معنى لفظة ( فلفظة البأس) الواردة في سورة الكهف, قال الله تعالى: ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاقيما لينذر به بأسا شديدا ولم يجعل له ولداً )عندما ننظرفي هذه الكلمة ، فتأملوا ( البأس) في كتاب الله عز وجل ، تكررت أكثرمن
25 مرة فعندما تتأمل فيها لن تجد إلا إنهاتتعرض بما يتعلقبالبأس الدنيويلا البأس الأخروي .إذا ً هذهالكلمة عندما تكررت في كتاب الله سبحانه وتعالى وفي كل المواطنالأخرىيكون الكلام فيها عنبأس دنيوي
وهو المرجحلهذه اللفظة وكيف دارت في كتاب الله عز وجل .
***وضحي الفرق بينالتفسير الموضوعي ولغة القرآن.
التفسير الموضوعي هو جمع الآيات التي وردت في موضوع واحد محدد لاستنباط المعنى ،أما التفسير بلغة القرآن فتتضمن جمع الكلمة التي وردت في كتاب الله عز وجل وتكررت لتفسيرها حيث يكون المعنى الغالب التي جاءت في كتاب الله عزوجل .
*** اذكري أقوالالمفسرين في الآيات التالية مع ذكر المرجحات لذلك :
)لِيُنْذِرَبَأْساًشَدِيداً مِنْلَدُنْه)
تم ذكر أقوالالمفسرين في هذه الآية مع ذكر المرجحات في السؤال الأول
(حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قدكذبوا)
ذهب الحسنوقتادة إلى أن المعنى حتى إذا استيأس الرسل من قومهم أن يؤمنوا بهم وأيقنت الرسل أنقومهم قد كذبوهم، فيكون الضميران في ظنواوكُذبوا يعودان على الرسل وظن بمعنى اليقين، وضعف هذا القول الطبري لأجل مخالفته لجميع أقوالالصحابة في الآية واستعمال العرب الظن بمعنى اليقين .
أما علىقراءة تخفيف الذالفذهب ابنعباس رضي الله عنه وابن مسعود وسعيد بن جبير ومُجاهد والضحاك وغيرهم من المعنى حتىإذا استيأس الرسل من أن يستجيب لهم قومهم وظن الرسل أن القوم كذبوهم .فيعودالضميران فيظنواوكُذّبُواإلى الرسل إليهم وهم القوم .
وروي عنأبي عباس رضي الله عنه وابن مسعود وسعيد بن جبير أن معنى الآية، حتى إذا استيأس الرسل من إيمان قومهم وظنت الرسل أنهمقد كُذِبوا فيما وُعدوا من النصر , فيكون الضمير في ( ظنوا ) وفي ( كذبوا ) عائدعلى الرسل، وهذه القاعدة تُضعف هذاالقول، وذلك لما فيه وصف الرسل من بسوءالظن بربهم وهذا يقدح بصالح المؤمنين فضلا ً عن من فُضل بالنبوةوالرسالة،
كذلكالتفسير الثاني إذا استيأس الرسل وظن أتباع الرسل أنهم كذبوا الرسل وهناك قولثالث وهو ضعيف ولا ينبغي أن يُقال به لما فيه من قدح لمقام النبوة
و الذي يُرجح التفسير الأول وجودقراءة أخرى التي ترد في الآية الواحدة وعندنا :( حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْقَدْكُذِّبُوا ) هذه للقراءةمُحتملة ،
وأما القراءة الأخرى ( حَتَّى إِذَااسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْكُذِبُوا) , من الذي كذب هنا ؟ هم أتباع الرسل وظنوا أنهمكذبوهم هؤلاء وغلب على ظنهم أن أقوامهم لن تؤمن لهم، ولن تتبعهم فيما دعوهم إليهم فحصلهذا الأمر ، استيأس الرسل من أقوامهم وظنوا أنهم لن يؤمنوا بهم، وظن القوم أن الرسل كُذبوا من ربهم سبحانه وتعالى .وهذاالظن الذي يليق بهذا القوم وما عليه من الكفر والإعراض عن دعوة أنبيائهم .
(فإذا انشقت السماء فكانت وردةكالدهان)
هناك من يضع صور فلكية للسماء مثل هذه الوردة بمثل لون الورد موجودة فيالمساجد أو على الأنترنت وقرن واضعها بالآية ، ففسر انشقاق السماء في أنها الآن وأنهاصورت بهذه المراصد الفلكية المعاصرة وهذا في حقيقته ليس بصحيح أبدا ً، الآية هذهتتكلم عن الإنشقاق في يوم القيامة (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُفَكَانَتْوَرْدَةً كَالدِّهَانِ) الإنشقاق هناالمراد به في يوم القيامة وليس الإنشقاق في الدنيا وإلا لكان الكلام كله مُتعلقبالقيامة (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْوَرْدَةً كَالدِّهَانِ) فالكلام هنا عن السماء وعنانشقاقها وليس عن مرصد يُصور في مرصد من المراصد الكلام عن السماء من أولها إلىآخرها ، تتشقق ، تتحور ، تمور ، وتضطرب فليس الكلام عن موضع دون موضع .
نعم لو قيل هذه الصورة مُشابهه للمعنى الذيجاء في قوله تعالى (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْوَرْدَةً كَالدِّهَانِ) ، فيقال إنه من الممكن تقرب الآية ويوضح المقصود من الآية بمثل هذهالصورة بأن هذا الإنشقاق للسماء قريب في الدنيا وأصبحت السماء فيه كالوردة الدهانأو نحو ذلك ، فلما يراها الإنسان يُقرب له الآية ، لا على أن هذه الآية جاءت في هذاالموطن أبدا . ثم إن لا أحد من المُفسرين قال (فَكَانَتْوَرْدَةً كَالدِّهَانِ)، أي كانت كالوردة يعني من جهة الشكل ، إنما وردة ذكرها المُفسرونمن جهة اللون أما من جهة الشكل إنها تُشبه الوردة ، فهذا نوع من الخطأ في الإستدلال
*** ما السر فيتكرار العدد سبعة في العديد من الآيات الكريمة والأحاديثالنبوية؟
العدد سبعةفي الكتاب والسنة لا يُراد به التحديد وإنما يُراد به التكثير.
:icony6::icony6::icony6:
دعاء عبد الله
24-02-09, 02:32 AM
الدرس التاسع والعشرون
تابع الكلام عن سورةالتكوير
الفوائد المطلوبة:
*** وضحي كيف فسرالمفسرون الآيات التالية :
( وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا﴾
أن من كان من أهل الشر والضلال والشرك سيكون من حاله في ذلك الموقف أنهعندما يُرمى في نار جهنم سيُبحث عن أقرانه، سيُبحث عن أصحابه وعن زملائه وعن منشاكلوه في هديه وعن من أعانوه على معصية ربه ثم يُرمون جميعًا في نار جهنم فيُقرنونجميعًا ﴿مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ﴾ أي يُجمعون في مكانٍ ضيِّقٍ في نار جهنم قد قُرنبعضهم مع بعض، سُلسلوا جميعًا بسلسلة واحدة.
وقالوا فيقوله سبحانه وتعالى ﴿ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ (، قالوا هو أن يُضرب بهذا المجرم في نار جهنم كما يُضرببالمسمار في الجدار، فيؤخذ هؤلاء المجرمين فيُضربوا ضربة في نار جهنم كما يُضرببالمسمار في الجدار، ثم ينظر بعضهم إلى بعض،
﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾
في يوم القيامة هناك فصل بين الخلائق وهناك حساب، يُخبر الله سبحانه وتعالى عنالموءودة، والموءودة هي الطفلة التي تُذبح وهي صغيرة، يذبحها أبوها أو أخوها أو منكان وليًا لأمرها بدون ذنبٍ جنته، وبدون شيءٍ اقترفته، أي يكون السؤال أمام الخلائق جميعًا في هذا الجرمالفظيع ، فتسأل الموءودة ربها سبحانه وتعالى: يا رب سل هذا بأي ذنبٍقتلني؟ ، فالموقف عظيمٌ وشديدٌ، وهذا ليس خاصًا بالموءودة الطفلة، وإنما أيضًا للطفل،بل يكون لكل من اعتدى على ضعيفٍ مسكينٍ فقيرٍ لا دافع له ولا عنده من يدرأ عنهفيعتدي عليه.
وهذا يبين لك عظيم حرمة الدماء فيدين الله عزّ وجلّ، فإنه من أهوال يوم القيامة –ولك أن تتأمل هذا جيدًا- أن تُسألالموءودة بأي ذنبٍ قُتلت، عجبًا لهذا الأمر!
نعم هو هولٌ من أهواليوم القيامة، لأن السؤال سيكون شديدًا، والأمر سيكون عظيمًا حينا تسأل الموءودة عمناعتدى عليها.
﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ* وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ﴾
هذه الصحف يوم القيامة لها شأنٌ ولها حالٌ، وذلك أن الخلائقحينما يُحشرون يوم القيامة فإنه في حال حشرهم ينتظرون ماذا يُفعل بهم، وأن هناك أمور قد أُعدت لهم فيما تقدم من حياتهم الدنيا، ومن هذه الأمور أن هناكصحفًا كانت تُكتب عليهم في هذه الحياة، وهذه الصحف لا تُغادر صغيرة ولا كبيرة إلاأحصتها أبدًا، ﴿وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَاالْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا﴾ [الكهف: 49]، كل ما فعلت في هذه الحياة الدنيا من خيرٍ أو شرفإذا جاء يوم القيامة فهذه الكتبطُويت وأُعدت لك، ثم بُني عليها النتيجة، هذاالذي يحدث في يوم القيامة قريب من هذا المنظر تمامًا، أن الناس كلهم قدجُمعوا في مكانٍ واحد وفي صعيدٍ واحد، ثم أمر الله عزّ وجلّ بهذه الصحف أن تتطايربين الناس، ﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾، نُشرت أي بمعنى أنها تطايرت، نُشرت علىالخلائق وفُتحت، لما تطايرت على الناس فكل إنسانٍ عندما وقع هذا الكتاب بإحدى يديهإذا هو يفتح هذا الكتاب وينشره ليقرأ، يقرأ هذا الكتاب وماذا كُتب فيه، لذلك هذه الصحف إذا ملئت والله لن يستطيع إنسانٌ كائنًا من كانأن يمحو منها شيئًا، قد أُثبتت عليك، فلن يستطيع أن يمحو منها شيئًا.
وبعد ذلك قال الله عزّ وجلّ وهو يُبين هولًا أخرة من أهوال يوم القيامة ﴿وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ﴾
﴿وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَاالْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ﴾
بعد ذلك قال الله تعالى ﴿وَإِذَا الْجَحِيمُسُعِّرَتْ﴾وهذه الجحيم لها أمرٌ عجيبٌجدًا في يوم القيامة، وقد أخبر الله عزّ وجلّ هنا أن الجحيم سُعرت، وهذا التسعير هوتسعيرٌ خاصٌّ يكون في يوم القيامة استعدادًا لأهل النار الذين سيُلقون فيها، وإلافإن نار جهنم –أعاذنا الله وإياكم من ذلك- كأنها قد سُعرت قديمًا، وقد ثبت عندالترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه موقوفًا عليه وهو في حكم المرفوع أنه قال "أوقد على النار ألف عامٍ حتى احمرت" معنى احمرت أنها بدأت تشتعل، بدأ لهبها يظهر، "ثم أوقد عليها ألف عامٍ حتى ابيضت"، معنى ابيضت أن لهبها بدأ يظهر دخانًا فغطى هذاالدخان الأبيض هذه النار، "ثم أوقد عليها ألف عامٍ حتى استودت، فهي سوداء مظلمة".
وهذه النار إذا أقبلتفي يوم القيامة وسُعرت فإن لها هولٌ عظيمٌ على الناس، ولها وقعٌ شديدٌ، يحدث للناس قنوط، يأس، خوفٌ رهيب، رهبة.
بعد ذلكتقدم الجنة، ﴿وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ﴾تقدم جنة الله عزّ وجلّ، تقدم رحمة الله سبحانهوتعالى، تقدم هذه الجنان، هي من وراء النار ولكن يراها أهل الإيمان قد أزلفت قربت،فيرتاحون لذلك ويطمئنون، ويأتيهم من روحها ويأتيهم من ريحها فتطمئن الأنفس وتهدأالنفوس قليلا لأن جنة الله قد أقبلت، ولأن رحمة الله قد شُرعت، ﴿وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ﴾قُربت لأهل الإيمان، وقد تزينت لقاطنيها وسكانها
﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَاأَحْضَرَتْ﴾
ستعلم أنت ماذا أحضرت في يوم القيامة ستعلم هذه الأنفس ما الذيجاءت به إلى يوم القيامة وإذا كنا سنعلم ما الذي سنأتي به في يومالقيامة ألا نأتي بحسنات نتقرب بها إلى الله عندنا من أبواب الحسنات أشياء عظيمةعندك الصلاة عندك الصيام عند كذلك غير هذه العبادات عندك الإحسان إلى اليتيموالمسكين والصغير والضعيف، عند التسبيح والتهليل والذكر وما أسهلها وما أهونها علىالإنسان
:icony6::icony6::icony6:
أم أسماء
25-02-09, 12:31 AM
بارك الله فيك أختي الحبيبة دعاء وفي همتك الطيبة
لك أربعة لآلئ لاستماعك الدرس : السادس والعشرين والسابع والعشرين والثامن والعشرين و التاسع والعشرين http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
وأربعة لآلئ أخرى لتدوين الفوائد المطلوبة http://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gifhttp://www.up-00.com/azfiles/YV002910.gif
وبهذا تكونين قد أنهيت الدورة كلها
بارك الله فيك ونفعك بما تعلمتِ ونفع بكِ...
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025, Developed By uaedeserts.com