مسلمة لله
08-10-06, 07:25 AM
الحث على العفو عن الجاني
عن أبي هريرة قال :أتى رجل فقال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، ويسيئون إلي، وأحسن إليهم، ويجهلون علي، واحلم عنهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لئن كان كما تقول: فكأنما تسفهم المل. ولا يزال من الله معك ظهير ما زلت على ذلك".
قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل توطين النفس على لزوم العفو عن الناس كافة، وترك الخروج لمجازاة الإساءة؛ إذ لا سبب لتسكين الإساءة أحسنُ من الإحسان، ولا سبب لنماء الإساءة وتهييجها أشدُّ من الاستعمال بمثلها.
ولقد أنشدني منصور بن محمد الكريزي:
سألزمُ نفسي الصفح عن كل مذنب = وإن كثرت منه إليَّ الجرائم
فما الناس إلا واحد من ثلاثةٍ=شريف، ومشروف، ومثلٌ مقاوم
فأما الذي فوقي: فأعرف فضله= وأتبع فيه الحقَّ، والحقُّ لازم
وأما الذي دوني: فإن قال صنت عن= إجابته عِرضي، وإن لام لائم
وأما الذي مثلي: فإن زلَّ أو هفا= تفضَّلتُ، إن الحلم للفضل حاكم
عن يونس بن ميسرة جليس قال: ثلاثة يحبهم الله: من كره سوءاً يأتيه إلى أخيه وصاحبه، فذلك قَمِنٌ أن يستحي من الله، ومن كان ذا رفعة من الناس فتواضع الله، فذلك الذي عرف عظمة الله، فيخاف مقته، ومن كان عفوه قريبا من إساءته، فذلك تقوم به الدنيا.
قال أبو حاتم رضي الله عنه: من أراد الثواب الجزيل، واسْتِرهانَ الوُدِّ الأصيل، وتوقعَ لذكر الجميل؛ فليتحمل من ورود ثِقَلِ الردى، ويتجرع مرارة مخالفة الهوى، باستعمال السُّنة التي ذكرناها في الصلة عند القطع، والإعطاء عند المنع، والحلم عند الجهل، والعفو عند الظلم؛ لأنه من أفضل أخلاق أهل الدين والدنيا.
ولقد أنبأنا محمد بن المهاجر حدثنا ابن أبي شيبة حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون عن داود بن الزبرقان قال: أيوب "لا يَنْبُلُ الرجل حتى يكون فيه خصلتان: العفة عما في أيدي الناس، والتجاوز عنهم".
وأنشدني محمد بن عبد الله بن زنجي البغدادي:
وإذا مذنب أتاه به الحق = فغطاه عفوه في ستوره
راجياً للثواب في كل زُرْءِ = من خَفِيِّ الأمور، أو مشهوره
فهو في عاجل الحياة كريم= ومن الفائزين يوم نشوره
خَصْلَة جَزْلة بها خَصّه الل = ه لزين الدنيا ويوم كروره
أنبأنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا عمر بن حفص الشيباني حدثنا سفيان عن رجل، قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول "أحب الأمور إلى الله ثلاثة: العفو في القدرة، والقصد في الجِدَةِ، والرفق في العبادة، وما رَفَق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة".
أنبأنا عمرو بن محمد الأنصاري حدثنا الغلابي حدثنا ابن عائشة قال: كتب الحجاج إلى عبد الملك "إنك أعزَّ ما تكون أحوجُ ما تكون إلى الله، فإذا تعززت بالله فاعفُ، فأنك به تعز، وإليه ترجع".
قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل لزوم الصفح عند ورود الإساءة عليه من العالَم بأسرهم، رجاء عفو الله جل وعلا عن جناياته التي ارتكبها في سالف أيامه؛ لأن صاحب الصفح إنما يتكلف الصفح بإيثاره الجزاء، وصاحب العقاب وإن انتقم إلى الندم أقرب، فأما من له أخ يَوَدُّه فإنه يحتمل عنه الدهر كلهُ زلاتِهِ.
وأنشدني بعض أهل العلم:
ولربما ابتسم الوقورُ من الأذى = وضميرُه من حَرِّه يتأوه
ولربما خَزَن الحليم لسانه = حَذَر الجواب وإنه لمفَوه
وأنبأنا أبو عوانة يعقوب بن إبراهيم، أنبأنا عبد الله بن الحسين المصيصي، أنبأنا يعقوب بن أبي عباد، قال: قال الفضيل بن عياض: مَنْ طلب أخاً بلا عيب بقي بلا أخ.
أنبأنا ابن قتيبة، حدثنا ابن أبي السري، قال: سمعت أبا عمر الصنعاني يقول: حدثنا زيد بن أسلم قال: قال لقمان لابنه :كذب من قال: إن الشر يطفئ الشر، فإن كان صادقا فليوقد ناراً إلى جنب نار، فلينظر هل تطفئ إحداهما الأخرى؟ وإلا فإن الخير يطفئ الشر، كما يطفئ الماء النار.
أنبأنا عمر بن حفص البزاز بجند يسابور، حدثنا جعفر بن محمد حبيب الذارع حدثنا عبد الله بن رشيد، حدثنا مجاعة بن الزبير، قال: قال لقمان لابنه:أي بني، أي شيء أقل؟ وأي شيء أكثر؟ وأي شيء أحلى؟ وأي شيء أبرد؟ وأي شيء آنس؟ وأي شيء أوحش؟ وأي شيء أقرب؟ وأي شيء أبعد؟
قال: أما أقل شيء فاليقين، وأما أي شيء أكثر فالشك، وأما أي شيء أحلى فروح الله بين العباد يتحابون بها، وأما أي شيء أبرد فعفو الله عن عباده، وعفو الناس بعضهم عن بعض، وأي شيء آنس حبيبك إذا أغلق عليك وعليه باب واحد، وأي شيء أوحش جسد إذا مات، فليس شيء أوحش منه، وأي شيء أقرب فالآخرة من الدنيا، وأي شيء أبعد فالدنيا من الآخرة.
أنبأنا محمد بن صالح الطبري بالصيمرة، حدثنا أحمد بن مقدام العجلي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي عمرو في هذه الآية"خذ العفو وأمر بالعرف"
قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعفو عن أخلاق الناس.
(من كتاب روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)
عن أبي هريرة قال :أتى رجل فقال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، ويسيئون إلي، وأحسن إليهم، ويجهلون علي، واحلم عنهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لئن كان كما تقول: فكأنما تسفهم المل. ولا يزال من الله معك ظهير ما زلت على ذلك".
قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل توطين النفس على لزوم العفو عن الناس كافة، وترك الخروج لمجازاة الإساءة؛ إذ لا سبب لتسكين الإساءة أحسنُ من الإحسان، ولا سبب لنماء الإساءة وتهييجها أشدُّ من الاستعمال بمثلها.
ولقد أنشدني منصور بن محمد الكريزي:
سألزمُ نفسي الصفح عن كل مذنب = وإن كثرت منه إليَّ الجرائم
فما الناس إلا واحد من ثلاثةٍ=شريف، ومشروف، ومثلٌ مقاوم
فأما الذي فوقي: فأعرف فضله= وأتبع فيه الحقَّ، والحقُّ لازم
وأما الذي دوني: فإن قال صنت عن= إجابته عِرضي، وإن لام لائم
وأما الذي مثلي: فإن زلَّ أو هفا= تفضَّلتُ، إن الحلم للفضل حاكم
عن يونس بن ميسرة جليس قال: ثلاثة يحبهم الله: من كره سوءاً يأتيه إلى أخيه وصاحبه، فذلك قَمِنٌ أن يستحي من الله، ومن كان ذا رفعة من الناس فتواضع الله، فذلك الذي عرف عظمة الله، فيخاف مقته، ومن كان عفوه قريبا من إساءته، فذلك تقوم به الدنيا.
قال أبو حاتم رضي الله عنه: من أراد الثواب الجزيل، واسْتِرهانَ الوُدِّ الأصيل، وتوقعَ لذكر الجميل؛ فليتحمل من ورود ثِقَلِ الردى، ويتجرع مرارة مخالفة الهوى، باستعمال السُّنة التي ذكرناها في الصلة عند القطع، والإعطاء عند المنع، والحلم عند الجهل، والعفو عند الظلم؛ لأنه من أفضل أخلاق أهل الدين والدنيا.
ولقد أنبأنا محمد بن المهاجر حدثنا ابن أبي شيبة حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون عن داود بن الزبرقان قال: أيوب "لا يَنْبُلُ الرجل حتى يكون فيه خصلتان: العفة عما في أيدي الناس، والتجاوز عنهم".
وأنشدني محمد بن عبد الله بن زنجي البغدادي:
وإذا مذنب أتاه به الحق = فغطاه عفوه في ستوره
راجياً للثواب في كل زُرْءِ = من خَفِيِّ الأمور، أو مشهوره
فهو في عاجل الحياة كريم= ومن الفائزين يوم نشوره
خَصْلَة جَزْلة بها خَصّه الل = ه لزين الدنيا ويوم كروره
أنبأنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا عمر بن حفص الشيباني حدثنا سفيان عن رجل، قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول "أحب الأمور إلى الله ثلاثة: العفو في القدرة، والقصد في الجِدَةِ، والرفق في العبادة، وما رَفَق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة".
أنبأنا عمرو بن محمد الأنصاري حدثنا الغلابي حدثنا ابن عائشة قال: كتب الحجاج إلى عبد الملك "إنك أعزَّ ما تكون أحوجُ ما تكون إلى الله، فإذا تعززت بالله فاعفُ، فأنك به تعز، وإليه ترجع".
قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل لزوم الصفح عند ورود الإساءة عليه من العالَم بأسرهم، رجاء عفو الله جل وعلا عن جناياته التي ارتكبها في سالف أيامه؛ لأن صاحب الصفح إنما يتكلف الصفح بإيثاره الجزاء، وصاحب العقاب وإن انتقم إلى الندم أقرب، فأما من له أخ يَوَدُّه فإنه يحتمل عنه الدهر كلهُ زلاتِهِ.
وأنشدني بعض أهل العلم:
ولربما ابتسم الوقورُ من الأذى = وضميرُه من حَرِّه يتأوه
ولربما خَزَن الحليم لسانه = حَذَر الجواب وإنه لمفَوه
وأنبأنا أبو عوانة يعقوب بن إبراهيم، أنبأنا عبد الله بن الحسين المصيصي، أنبأنا يعقوب بن أبي عباد، قال: قال الفضيل بن عياض: مَنْ طلب أخاً بلا عيب بقي بلا أخ.
أنبأنا ابن قتيبة، حدثنا ابن أبي السري، قال: سمعت أبا عمر الصنعاني يقول: حدثنا زيد بن أسلم قال: قال لقمان لابنه :كذب من قال: إن الشر يطفئ الشر، فإن كان صادقا فليوقد ناراً إلى جنب نار، فلينظر هل تطفئ إحداهما الأخرى؟ وإلا فإن الخير يطفئ الشر، كما يطفئ الماء النار.
أنبأنا عمر بن حفص البزاز بجند يسابور، حدثنا جعفر بن محمد حبيب الذارع حدثنا عبد الله بن رشيد، حدثنا مجاعة بن الزبير، قال: قال لقمان لابنه:أي بني، أي شيء أقل؟ وأي شيء أكثر؟ وأي شيء أحلى؟ وأي شيء أبرد؟ وأي شيء آنس؟ وأي شيء أوحش؟ وأي شيء أقرب؟ وأي شيء أبعد؟
قال: أما أقل شيء فاليقين، وأما أي شيء أكثر فالشك، وأما أي شيء أحلى فروح الله بين العباد يتحابون بها، وأما أي شيء أبرد فعفو الله عن عباده، وعفو الناس بعضهم عن بعض، وأي شيء آنس حبيبك إذا أغلق عليك وعليه باب واحد، وأي شيء أوحش جسد إذا مات، فليس شيء أوحش منه، وأي شيء أقرب فالآخرة من الدنيا، وأي شيء أبعد فالدنيا من الآخرة.
أنبأنا محمد بن صالح الطبري بالصيمرة، حدثنا أحمد بن مقدام العجلي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي عمرو في هذه الآية"خذ العفو وأمر بالعرف"
قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعفو عن أخلاق الناس.
(من كتاب روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)