أم عبيدة
12-01-08, 02:22 AM
بعض الفوائد من سيرة الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله تعالى:
-قال الذهبي : هو الإمام حقا وشيخ الإسلام صدقا , أبو عبدالله , أحمد بن محمد بن حنبل .
- ولد في ربيع الأول سنة 164 هـ . ومات أبوه شابا .. فربته أمه .
- بدأ بطلب العلم وعمره 15 , في العام الذي مات في الإمام مالك, وحماد بن زيد.
_ روى عنه : البخاري و مسلم وأبي داود و الترمذي والنسائي وأما ابن ماجه فروى عن رجل عنه.
• تزوج وعمره ( 40 ) سنة.
• حفظه : كان يقول لولده عبدالله : خذ أي كتاب من كتب وكيع .. فإن شئت تسألني عن الإسناد حتى أخبرك بالكلام .... والعكس.
- ويحفظ ألف ألف حديث .. وهذا ثابت عنه قاله الذهبي, ويدخل في ذلك العدد المكرر من الأحاديث والآثار وفتاوى التابعين .
عفته : عرض عليه شيخه عبد الرزاق مالا فلم يقبله مع حاجته.
قال أحد العلماء : إذا رأيت الرجل يحب أحمد .. فاعلم أنه صاحب سنة..
قال أحدهم : لولا الثوري لمات الورع ولولا أحمد لأحدثوا في الدين...
• قال أحدهم: ما رأيت مثل أحمد , ولا أشد منه قلبا ...
• قال أحدهم في الثناء عليه: عن الدنيا ما كان أصبره .. وبالماضين ما كان أشبهه .. عرضت عليه الدنيا فأباها ، والبدع فنفاها.
• وقال ابن واره: كان أحمد صاحب فقه , صاحب حفظ , صاحب معرفة.
• وقال النسائي: جمع أحمد المعرفة بالحديث والفقه والورع والزهد والصبر.
• وقال الحُميدي : ما دمت بالحجاز , وأحمد بالعراق, وابن راهويه بخراسان لا يغلبنا أحد ...
• ودخل عليه عمه وكان أحمد مغموما : فقال له : يا ابن أخي ..أيش هذا الغم. فقال أحمد : يا عم طوبى لمن أخمل الله ذكره....
• قيل له في زمن الفتنة : ما أكثر الداعي لك , فقال: أخشى أن يكون هذا استدراج .. في دعاء أهل طرطوس.
• قيل له : إن بقاؤك صلاح للإسلام . وليس من أصحابنا إلا وقد رضي عليك ,
فقال أحمد : إذا عرف الرجل نفسه فما ينفعه كلام الناس.
• قال أحمد : ما كتبت حديثا إلا وقد عملت به حتى حديث ( احتجم وأعطى الحجام أجره ) فأعطيت الحجام دينارا.
• قال الشافعي لأحمد: يا أبا عبدالله إذا صح عندكم الحديث فأخبرونا حتى نرجع إليه أنتم أعلم بالأخبار الصحاح منا.
• قال ابن معين : ما رأيت مثل أحمد . صحبناه خمسين سنة ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه من الخير.
• قال ابنه عبدالله : كان أبي يقرأ كل يوم سبعا . وكان ينام نومة خفيفة بعد العشاء ثم يقوم إلى الصباح يصلي ويدعو.
• لما رجع من رحلته لعبدالرزاق , ظهر عليه النصب والتعب فقيل له في ذلك فقال أحمد : يهون هذا فيما استفدنا من عبدالرزاق.
• قال المروذي : كان أبو عبدالله إذا ذكر الموت خنقته العبرة ويقول : إذا ذكرت الموت هان علي كل أمر الدنيا ولو وجدت السبيل لخرجت حتى لا يكون لي ذكر.
• قال المروذي : لم أر الفقير في مجلس أعز منه في مجلس أحمد بن حنبل كان مائلا إليهم مقصرا عن أهل الدنيا وكان فيه حلم ولم يكن بالعجول وكان كثير التواضع تعلوه السكينة والوقار.
• خموله وازدراءه لنفسه : رآه رجل فقال له : الحمد لله الذي رأيتك. فقال أحمد : اقعد . أي شيء ذا ومن أنا ؟...ومدحه شخص وقال : جزاك الله عن الإسلام خيرا .. فاغتم وقال : بل جزى الله الإسلام عني خيرا من أنا وما أنا ؟ .. وجاء شخص ومسح بيده على أحمد فغضب الإمام وجعل ينفض يده وقال : عمن أخذتم هذا .. وسئل عن شيء من الورع.. فتبين الاغتمام عليه ازدراءً لنفسه ... ومرة ذكر أخلاق الورعين فقال: اسأل الله أن لا يمقتنا أين نحن من هؤلاء؟ .. وقال: أشتهي مكان لا يكون فيه أحدا من الناس .. وكان يكره أن يمشي خلفه أحد .. قال الذهبي: إيثار الخمول والتواضع وكثرة الوجل من علامات التقوى والفلاح .
• قال أحدهم : كنت أعرف أحمد .. وهو غلام وهو يحيي الليل.
• قال أحمد: أخذنا هذا العلم بالذل فلا ندفعه إلا بالذل.
• والمعنى : أن طالب العلم لابد أن يذل نفسه في طلب العلم ويتعبها وقد يتعرض إلى مواقف محرجة و...
• (كتب عمر لمعاوية : أما بعد فالزم الحق , ينزلك الحق منازل أهل الحق يوم لا يقضى إلا بالحق .)
• قال الذهبي: الصدع بالحق عظيم يحتاج إلى قوة وإخلاص , فالمخلص بلا قوة يعجز عن القيام به والقوي بلا إخلاص يخذل فمن قام بهما كاملا فهو صديق.
• تمهيد عن الفتنة التي حصلت للإمام أحمد :
• خمود الفتنة في العصر النبوي.
• وفي خلافة أبي بكر الصديق ظهر المرتدون.
• وفي عصر عمر قام العدل .
• وبمظهر عثمان ظهرت البدع : الخوارج .. ومعركة الجمل ... صفين ... وقُتل علي وظهرت القدرية في آخر عهد الصحابة , وظهرت المعتزلة بالبصرة والجهمية بخراسان ... وظهر المأمون وكان ذكيا متكلما وعرّب كتب اليونان وآل به الحال لدعوة الناس للقول بخلق القرآن , وامتحن العلماء ولكنه هلك في ذلك العام , وقد خالطه قوم من المعتزلة فحسّنوا له تلك البدعة.
• ومن الذين ثبتوا: أحمد بن حنبل .. محمد بن نوح ... القواريري.
• لما دخل أحمد عليهم وهم يجيبون عند السلطان , احمرت عيناه وغضب لله .
•( عن أبي سلمة قال : كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من إذا أريد على شيء من أمر دينه رأيت حماليق عينيه في رأسه تدور كأنه مجنون.)
• جاء رجل للإمام أحمد فقال: يا هذا أنت اليوم رأس .. والناس يقتدون بك .. فلئن أجبت ليجيبن خلق كثير وإن لم تجب ليمتنعن خلق كثير ومع هذا فإن الرجل إن لم يقتلك فإنك تموت فلا بد من الموت . فاتق الله ولا تجب فجعل أحمد يبكي ويقول: أعد علي .
• وقال أحمد : لست أبالي بالحبس وما هو ومنزلي إلا واحد ولا قتلا بالسيف إنما أخاف فتنة السوط . فسمعه بعض أهل الحبس فقال : لا عليك يا أبا عبدالله فما هو إلا سوطان ثم لاتدري أين يقع الباقي .. فكأنه سري عنه.
• وقالوا له في التقية من الإجابة فقال : فماذا تصنعون بحديث خباب ( إنه كان فيمن كان قبلكم يؤتى بالرجل فينشر بالمنشار ..) فأيسنا منه.
• قال أحد الشرطة : ما رأيت مثل أحمد كان أثبت الناس قلبا وما نحن في عينه إلا كأمثال الذباب.
• وقال له آخر : يا أحمد إن يقتلك الحق من شهيدا ... قال أحمد : فقوى قلبي.
• دعا الله أن لا يرى المأمون فمات المأمون . فجاء المعتصم بعده وتولى الفتنة.
• حُمِل الإمام أحمد مقيدا من بيته.. وكان يصلي في الحبس وهو مقيد واستخدموا معه أسلوب المناظرة فكان يرد عليهم بقوة الحجة .. وقال لهم : أعطوني شيء من الكتاب والسنة أقل به .. فقالوا له : ما عندك إلا كتاب .. سنة.
• وكان الخليفة يقول لأحمد : والله إني عليك لشفيق. فيقول أحمد : أعطوني شيئا من الكتاب والسنة ... وكان وقت رمضان ولم يفطر مع شدة ما ناله من الأذى .. وجاؤوا بالجلادين كل واحد يجلده سوطين . والخليفة يقول : شُدّ قطع الله يدك, وذهب عقل الإمام من شدة الضرب . فما أفاق إلا في السجن .. فجاؤوا بماء ليفطر فأبى ومكث ( 28) شهر في السجن .. وضرب الإمام 34 سوطا.
• ثم أمر المعتصم بإطلاق أحمد من الحبس ولما دخل بيته لم يقدر على الحركة من قوة الضرب وقد عفا عن كل من تكلم فيه أو آذاه إلا مبتدعا .. ثم جاء الخليفة ( الواثق ) ورجّع الفتنة . ولكن بقي أحمد في منزله يشهد الجمعة والجماعة ، وكتب رسالة للإمام أحمد يأمره بالابتعاد عن بلده فاختفى الإمام أحمد بقية حياة الواثق ... ثم جاء الخليفة المتوكل فأظهر السنة وأصبح الإمام أحمد يحدث في حياته .
• بعث له المتوكل بمال .. فأبى أن يأخذه . فقالوا : لو رددته ليظن بك السوء فقبله . فلما جاء الليل . قال لعمه : ما أخذني النوم لهذا المال , فوزعه في الصباح.
• وحدث له تفتيش في بيته .. وكان شديد العبادة من الصيام والصلاة حتى تعب فبعثوا له بطبيب .. فقال الطبيب: ليس به علة , إنما من قلة الطعام والصيام والعبادة.
• الابتلاء طريق سلكه قبلك العلماء . ومن النماذج :
1. قد ضرب جعفر بن سليمان مالكا90 سوطا عام 147هـ .
2. وكذلك قال مالك : ضرب سعيد بن المسيب وحلق رأسه ولحيته .
3. وضرب أبو الزناد وابن المنكدر وقال أحد الجلاد بعد ما تاب: لقد ضربت أحمد بن حنبل 80 سوطا لو ضربته على فيل لهده.
• قالوا لبشر الحافي في موقف أحمد . فقال: أتريدون مني أقوم مقام الأنبياء.
• بقي أثر الضرب على جسده حتى توفي .
• قال أحد الجلادين : دعينا في تلك الليلة ونحن 150 جلاد فلما أن أمرنا بضربه كنا نعدو حتى نضربه ونمر ثم يجيء الآخر.
• لما مد أحمد للضرب قال له أحد المسجونين : اثبت على ما أنت عليه وإياك أن تجزع من الضرب فإني ضربت ألف حد في الشيطان وأنت تضرب في الله .
..................................................
• من أقوال أحمد : إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام .
وقال : من رد حديث رسول الله فهو على شفا هلكة...
------------------------------
قصص تربوية
• نام عند الإمام أحمد أحد طلاب العلم فوضع أحمد له ماء ... فلما قام الصباح وجد الماء كما هو .. فقال الإمام : سبحان الله . رجل يطلب العلم لا يكون له ورد بالليل.
• كان جالسا عند جماعة فذكروا له أن رجلا قال في أصحاب الحديث أنهم قوم سوء فقام الإمام ينفض ثوبه.. ويقول : زنديق زنديق.
• قال أحمد : ما شبهت الشباب إلا بشيء كان في كمي فسقط.
• كان في بداية طلب العلم يبكر قبل الفجر فتأخذ أمه ثيابه وتقول .. حتى يؤذن.
• كان يحضر مجلسه 5000 منهم 500 يكتبون والبقية يتأدبون بأدب الإمام.
• قال له أحدهم : لم لا تصحب الناس ؟ قال : لوحشة الفراق.
• كان يكره أن يكتب أحد مسائله.
• قلت : هذا من تواضعه وإلا فكلامه علم ونور , ولقد كتب الله لمسائله القبول جزاء إخلاصه وصدقه.
• مكث20 سنة لم يختلف مع زوجته.
• قلت : وأين نحن من هذا الأدب العظيم , و( خيركم خيركم لأهله).
• مرض وعمره 72 وأذن للناس بزيارته وكره أحمد أن يزوره الأمير ودعا الصبيان أن يزوروه ودخل عليه طبيب فقال: هذا رجل قد فتت الحزن والغم جوفه . ومات يوم الجمعة وحضر جنازته خلق كثير وقد قال أحمد: قولوا لأهل البدع ... بيننا وبينكم يوم الجنائز..
• قال ابن معين : أراد الناس منا أن نكون مثل أحمد .. لا والله لا نقوى على ما يقوى عليه أحمد ولا على طريقة أحمد.
• وصفه بعضهم : ثقة ثبت في الحديث نزه النفس فقيه في الحديث متبع يتبع الآثار صاحب سنة وخير.
• قالوا لبشر الحافي : ألا صنعت كما صنع أحمد . فقال: تريدون مني مرتبة النبيين ؟ لا يقوى بدني على هذا . حفظ الله أحمد من بين يديه ومن خلفه .
• توفي 12 /3/241هـ يوم الجمعة.
رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه...
..............
-قال الذهبي : هو الإمام حقا وشيخ الإسلام صدقا , أبو عبدالله , أحمد بن محمد بن حنبل .
- ولد في ربيع الأول سنة 164 هـ . ومات أبوه شابا .. فربته أمه .
- بدأ بطلب العلم وعمره 15 , في العام الذي مات في الإمام مالك, وحماد بن زيد.
_ روى عنه : البخاري و مسلم وأبي داود و الترمذي والنسائي وأما ابن ماجه فروى عن رجل عنه.
• تزوج وعمره ( 40 ) سنة.
• حفظه : كان يقول لولده عبدالله : خذ أي كتاب من كتب وكيع .. فإن شئت تسألني عن الإسناد حتى أخبرك بالكلام .... والعكس.
- ويحفظ ألف ألف حديث .. وهذا ثابت عنه قاله الذهبي, ويدخل في ذلك العدد المكرر من الأحاديث والآثار وفتاوى التابعين .
عفته : عرض عليه شيخه عبد الرزاق مالا فلم يقبله مع حاجته.
قال أحد العلماء : إذا رأيت الرجل يحب أحمد .. فاعلم أنه صاحب سنة..
قال أحدهم : لولا الثوري لمات الورع ولولا أحمد لأحدثوا في الدين...
• قال أحدهم: ما رأيت مثل أحمد , ولا أشد منه قلبا ...
• قال أحدهم في الثناء عليه: عن الدنيا ما كان أصبره .. وبالماضين ما كان أشبهه .. عرضت عليه الدنيا فأباها ، والبدع فنفاها.
• وقال ابن واره: كان أحمد صاحب فقه , صاحب حفظ , صاحب معرفة.
• وقال النسائي: جمع أحمد المعرفة بالحديث والفقه والورع والزهد والصبر.
• وقال الحُميدي : ما دمت بالحجاز , وأحمد بالعراق, وابن راهويه بخراسان لا يغلبنا أحد ...
• ودخل عليه عمه وكان أحمد مغموما : فقال له : يا ابن أخي ..أيش هذا الغم. فقال أحمد : يا عم طوبى لمن أخمل الله ذكره....
• قيل له في زمن الفتنة : ما أكثر الداعي لك , فقال: أخشى أن يكون هذا استدراج .. في دعاء أهل طرطوس.
• قيل له : إن بقاؤك صلاح للإسلام . وليس من أصحابنا إلا وقد رضي عليك ,
فقال أحمد : إذا عرف الرجل نفسه فما ينفعه كلام الناس.
• قال أحمد : ما كتبت حديثا إلا وقد عملت به حتى حديث ( احتجم وأعطى الحجام أجره ) فأعطيت الحجام دينارا.
• قال الشافعي لأحمد: يا أبا عبدالله إذا صح عندكم الحديث فأخبرونا حتى نرجع إليه أنتم أعلم بالأخبار الصحاح منا.
• قال ابن معين : ما رأيت مثل أحمد . صحبناه خمسين سنة ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه من الخير.
• قال ابنه عبدالله : كان أبي يقرأ كل يوم سبعا . وكان ينام نومة خفيفة بعد العشاء ثم يقوم إلى الصباح يصلي ويدعو.
• لما رجع من رحلته لعبدالرزاق , ظهر عليه النصب والتعب فقيل له في ذلك فقال أحمد : يهون هذا فيما استفدنا من عبدالرزاق.
• قال المروذي : كان أبو عبدالله إذا ذكر الموت خنقته العبرة ويقول : إذا ذكرت الموت هان علي كل أمر الدنيا ولو وجدت السبيل لخرجت حتى لا يكون لي ذكر.
• قال المروذي : لم أر الفقير في مجلس أعز منه في مجلس أحمد بن حنبل كان مائلا إليهم مقصرا عن أهل الدنيا وكان فيه حلم ولم يكن بالعجول وكان كثير التواضع تعلوه السكينة والوقار.
• خموله وازدراءه لنفسه : رآه رجل فقال له : الحمد لله الذي رأيتك. فقال أحمد : اقعد . أي شيء ذا ومن أنا ؟...ومدحه شخص وقال : جزاك الله عن الإسلام خيرا .. فاغتم وقال : بل جزى الله الإسلام عني خيرا من أنا وما أنا ؟ .. وجاء شخص ومسح بيده على أحمد فغضب الإمام وجعل ينفض يده وقال : عمن أخذتم هذا .. وسئل عن شيء من الورع.. فتبين الاغتمام عليه ازدراءً لنفسه ... ومرة ذكر أخلاق الورعين فقال: اسأل الله أن لا يمقتنا أين نحن من هؤلاء؟ .. وقال: أشتهي مكان لا يكون فيه أحدا من الناس .. وكان يكره أن يمشي خلفه أحد .. قال الذهبي: إيثار الخمول والتواضع وكثرة الوجل من علامات التقوى والفلاح .
• قال أحدهم : كنت أعرف أحمد .. وهو غلام وهو يحيي الليل.
• قال أحمد: أخذنا هذا العلم بالذل فلا ندفعه إلا بالذل.
• والمعنى : أن طالب العلم لابد أن يذل نفسه في طلب العلم ويتعبها وقد يتعرض إلى مواقف محرجة و...
• (كتب عمر لمعاوية : أما بعد فالزم الحق , ينزلك الحق منازل أهل الحق يوم لا يقضى إلا بالحق .)
• قال الذهبي: الصدع بالحق عظيم يحتاج إلى قوة وإخلاص , فالمخلص بلا قوة يعجز عن القيام به والقوي بلا إخلاص يخذل فمن قام بهما كاملا فهو صديق.
• تمهيد عن الفتنة التي حصلت للإمام أحمد :
• خمود الفتنة في العصر النبوي.
• وفي خلافة أبي بكر الصديق ظهر المرتدون.
• وفي عصر عمر قام العدل .
• وبمظهر عثمان ظهرت البدع : الخوارج .. ومعركة الجمل ... صفين ... وقُتل علي وظهرت القدرية في آخر عهد الصحابة , وظهرت المعتزلة بالبصرة والجهمية بخراسان ... وظهر المأمون وكان ذكيا متكلما وعرّب كتب اليونان وآل به الحال لدعوة الناس للقول بخلق القرآن , وامتحن العلماء ولكنه هلك في ذلك العام , وقد خالطه قوم من المعتزلة فحسّنوا له تلك البدعة.
• ومن الذين ثبتوا: أحمد بن حنبل .. محمد بن نوح ... القواريري.
• لما دخل أحمد عليهم وهم يجيبون عند السلطان , احمرت عيناه وغضب لله .
•( عن أبي سلمة قال : كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من إذا أريد على شيء من أمر دينه رأيت حماليق عينيه في رأسه تدور كأنه مجنون.)
• جاء رجل للإمام أحمد فقال: يا هذا أنت اليوم رأس .. والناس يقتدون بك .. فلئن أجبت ليجيبن خلق كثير وإن لم تجب ليمتنعن خلق كثير ومع هذا فإن الرجل إن لم يقتلك فإنك تموت فلا بد من الموت . فاتق الله ولا تجب فجعل أحمد يبكي ويقول: أعد علي .
• وقال أحمد : لست أبالي بالحبس وما هو ومنزلي إلا واحد ولا قتلا بالسيف إنما أخاف فتنة السوط . فسمعه بعض أهل الحبس فقال : لا عليك يا أبا عبدالله فما هو إلا سوطان ثم لاتدري أين يقع الباقي .. فكأنه سري عنه.
• وقالوا له في التقية من الإجابة فقال : فماذا تصنعون بحديث خباب ( إنه كان فيمن كان قبلكم يؤتى بالرجل فينشر بالمنشار ..) فأيسنا منه.
• قال أحد الشرطة : ما رأيت مثل أحمد كان أثبت الناس قلبا وما نحن في عينه إلا كأمثال الذباب.
• وقال له آخر : يا أحمد إن يقتلك الحق من شهيدا ... قال أحمد : فقوى قلبي.
• دعا الله أن لا يرى المأمون فمات المأمون . فجاء المعتصم بعده وتولى الفتنة.
• حُمِل الإمام أحمد مقيدا من بيته.. وكان يصلي في الحبس وهو مقيد واستخدموا معه أسلوب المناظرة فكان يرد عليهم بقوة الحجة .. وقال لهم : أعطوني شيء من الكتاب والسنة أقل به .. فقالوا له : ما عندك إلا كتاب .. سنة.
• وكان الخليفة يقول لأحمد : والله إني عليك لشفيق. فيقول أحمد : أعطوني شيئا من الكتاب والسنة ... وكان وقت رمضان ولم يفطر مع شدة ما ناله من الأذى .. وجاؤوا بالجلادين كل واحد يجلده سوطين . والخليفة يقول : شُدّ قطع الله يدك, وذهب عقل الإمام من شدة الضرب . فما أفاق إلا في السجن .. فجاؤوا بماء ليفطر فأبى ومكث ( 28) شهر في السجن .. وضرب الإمام 34 سوطا.
• ثم أمر المعتصم بإطلاق أحمد من الحبس ولما دخل بيته لم يقدر على الحركة من قوة الضرب وقد عفا عن كل من تكلم فيه أو آذاه إلا مبتدعا .. ثم جاء الخليفة ( الواثق ) ورجّع الفتنة . ولكن بقي أحمد في منزله يشهد الجمعة والجماعة ، وكتب رسالة للإمام أحمد يأمره بالابتعاد عن بلده فاختفى الإمام أحمد بقية حياة الواثق ... ثم جاء الخليفة المتوكل فأظهر السنة وأصبح الإمام أحمد يحدث في حياته .
• بعث له المتوكل بمال .. فأبى أن يأخذه . فقالوا : لو رددته ليظن بك السوء فقبله . فلما جاء الليل . قال لعمه : ما أخذني النوم لهذا المال , فوزعه في الصباح.
• وحدث له تفتيش في بيته .. وكان شديد العبادة من الصيام والصلاة حتى تعب فبعثوا له بطبيب .. فقال الطبيب: ليس به علة , إنما من قلة الطعام والصيام والعبادة.
• الابتلاء طريق سلكه قبلك العلماء . ومن النماذج :
1. قد ضرب جعفر بن سليمان مالكا90 سوطا عام 147هـ .
2. وكذلك قال مالك : ضرب سعيد بن المسيب وحلق رأسه ولحيته .
3. وضرب أبو الزناد وابن المنكدر وقال أحد الجلاد بعد ما تاب: لقد ضربت أحمد بن حنبل 80 سوطا لو ضربته على فيل لهده.
• قالوا لبشر الحافي في موقف أحمد . فقال: أتريدون مني أقوم مقام الأنبياء.
• بقي أثر الضرب على جسده حتى توفي .
• قال أحد الجلادين : دعينا في تلك الليلة ونحن 150 جلاد فلما أن أمرنا بضربه كنا نعدو حتى نضربه ونمر ثم يجيء الآخر.
• لما مد أحمد للضرب قال له أحد المسجونين : اثبت على ما أنت عليه وإياك أن تجزع من الضرب فإني ضربت ألف حد في الشيطان وأنت تضرب في الله .
..................................................
• من أقوال أحمد : إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام .
وقال : من رد حديث رسول الله فهو على شفا هلكة...
------------------------------
قصص تربوية
• نام عند الإمام أحمد أحد طلاب العلم فوضع أحمد له ماء ... فلما قام الصباح وجد الماء كما هو .. فقال الإمام : سبحان الله . رجل يطلب العلم لا يكون له ورد بالليل.
• كان جالسا عند جماعة فذكروا له أن رجلا قال في أصحاب الحديث أنهم قوم سوء فقام الإمام ينفض ثوبه.. ويقول : زنديق زنديق.
• قال أحمد : ما شبهت الشباب إلا بشيء كان في كمي فسقط.
• كان في بداية طلب العلم يبكر قبل الفجر فتأخذ أمه ثيابه وتقول .. حتى يؤذن.
• كان يحضر مجلسه 5000 منهم 500 يكتبون والبقية يتأدبون بأدب الإمام.
• قال له أحدهم : لم لا تصحب الناس ؟ قال : لوحشة الفراق.
• كان يكره أن يكتب أحد مسائله.
• قلت : هذا من تواضعه وإلا فكلامه علم ونور , ولقد كتب الله لمسائله القبول جزاء إخلاصه وصدقه.
• مكث20 سنة لم يختلف مع زوجته.
• قلت : وأين نحن من هذا الأدب العظيم , و( خيركم خيركم لأهله).
• مرض وعمره 72 وأذن للناس بزيارته وكره أحمد أن يزوره الأمير ودعا الصبيان أن يزوروه ودخل عليه طبيب فقال: هذا رجل قد فتت الحزن والغم جوفه . ومات يوم الجمعة وحضر جنازته خلق كثير وقد قال أحمد: قولوا لأهل البدع ... بيننا وبينكم يوم الجنائز..
• قال ابن معين : أراد الناس منا أن نكون مثل أحمد .. لا والله لا نقوى على ما يقوى عليه أحمد ولا على طريقة أحمد.
• وصفه بعضهم : ثقة ثبت في الحديث نزه النفس فقيه في الحديث متبع يتبع الآثار صاحب سنة وخير.
• قالوا لبشر الحافي : ألا صنعت كما صنع أحمد . فقال: تريدون مني مرتبة النبيين ؟ لا يقوى بدني على هذا . حفظ الله أحمد من بين يديه ومن خلفه .
• توفي 12 /3/241هـ يوم الجمعة.
رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه...
..............