09-02-07, 10:16 AM | #1 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
اسم الله العفو ماذا تعرف عنه؟
"العفوُّ"
جلَّ جلاله وتقدَّست أسماؤه وروده في القرآن الكريم: ورد الاسم خمس مرات، وهي: 1. قوله تعالى: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء: 43]. 2. وقوله تعالى: {فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء: 99]. 3. وقوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء: 149]. 4. وقوله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} [الحج: 60]. 5. وقوله تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} [المجادلة: 2]. معنى الاسم في حق الله تعالى: قال ابن جرير: { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء: 43] إن الله لم يزل عفوًّا عن ذنوب عباده، وتركه العقوبة على كثير منها ما لم يشركوا به. [جامع البيان (5/74)]. وقال الحليمي: "العفوّ" ومعناه: الواضع عن عباده تبعات خطاياهم وآثارهم ، فلايستوفيها منهم ، وذلك إذا تابوا واستغفروا، أو تركوا لوجهه أعظم مما فعلوا، فيكفر عنهم ما فعلوا بما تركوا، وبشفاعة من يشفع لهم، أو يجعل ذلك كرامة لذي حرمة لهم به، وجزاء له بعمله. [المنهاج (1/201)]. وقال السعدي: "العفوّ الغفور الغفار": الذي لم يزل ولا يزال بالعفو معروفًا، وبالغفران والصفح عن عباده موصوفًا، كل أحد مضطر إلى عفوه ومغفرته، كما هو مضطر إلى رحمته وكرمه، وقد وعد بالمغفرة والعفو لمن أتى بأسبابها، قال تعالى: { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]. وقال أيضًا: {وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ} [الشورى: 25] ويمحوها، ويمحو أثرها من العيوب، وما اقتضته من العقوبات، ويعود التائب عنده كريما، كأنه ما عمل سوءا قط، ويحبه ويوفقه لما يقر به إليه. وقال: ثم ختم الآية بقوله: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء: 43]. أي: كثير العفو والمغفرة لعباده المؤمنين، بتيسير ما أمرهم به، وتسهيله غاية التسهيل، بحيث لا يشق على العبد امتثاله، فيحرج بذلك. ومن عفوه ومغفرته أن رحم هذه الأمة بشرع طهارة التراب بدل الماء، عند تعذر استعماله. ومن عفوه ومغفرته أن فتح للمذنبين باب التوبة والإنابة ودعاهم إليه ووعدهم بمغفرة ذنوبهم. ومن عفوه ومغفرته أن المؤمن لو أتاه بقراب الأرض خطايا ثم لقيه لا يشرك به شيئا، لأتاه بقرابها مغفرة. وقال ابن القيم في النونية: من آثار الإيمان بهذا الاسم: 1. أن الله سبحانه هو "العفوّ" الذي له العفو الشامل، الذي وسع ما يصد عن عباده من الذنوب، ولا سيما إذا أتوا بما يوجب العفو عنه من الاستغفار والتوبة والإيمان والأعمال الصالحة، وهو سبحانه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات. 2. أنه تعالى: "عفوٌّ غفور" مع قدرته على خلقه، وقهره لهم، وقد نبّه خلقه إلى ذلك بقوله: { إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء: 149]. أي إن تقولوا للناس حُسْنًا أو تُخْفوا ذلك، أو تصفحوا لمن أساء إليكم وتعفوا عنه، فإن الله تعالى لم يزل يعفوا عنكم ويصفح، مع قدرته على عقابكم والانتقام منكم. أي فاعفوا أنتم أيضًا عن الناس كما أن الله يعفوا عنكم ويغفر لكم. 3. تكرر سؤال النبي – صلى الله عليه وسلم – ربه تعالى العفو والعافية في أحاديث كثيرة، فمن ذلك: إن عبد الله بن عمر أمر رجلاً إذا أخذ مضجعه قال: ((اللهم خلقتَ نفسي وأنت توفَّاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمَتَّها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العافية)) فقال له رجل: أسمعتَ هذا من عمر؟ فقال: من خيرٍ من عمر، من رسول الله – صلى الله عليه وسلم –. [أخرجه مسلم في الذكر (4/231)]. 4. الفرق بين الفعو والمغفرة: قال في المقصد: "العفوّ" هو الذي يمحو السيئات، ويتجاوز عن المعاصي، وهو قريب من "الغفور" ولكنه أبلغ منه، فإن الغفران ينبئ عن السِّتر، والعفو يُنبئ عن المَحْو، والمَحْو أبلغ من السِّتر. [المقصد الأسنى ص89]. المرجع: النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى، تأليف محمود الحمود النجدي. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، تأليف عبد الرحمن السعدي |
09-02-07, 12:20 PM | #2 |
|نتعلم لنعمل|
|
نقل مبارك .. جزاك الله خيرا أختى الدانه
وجعل ماكتبتى حجة لنا لا علينا . اللهم أجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه . |
09-02-07, 12:21 PM | #3 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
ما شاء الله تبارك الله رب العالمين
جزاك الله خير الجزاء يا أختي ورفعك بها الدرجات ننتظر منك مشاركات رائعة كهذه لا حرمك الله أجرها |
09-02-07, 08:03 PM | #4 |
~ كن لله كما يُريد ~
|
موضوع رائع ....
بوركتِ أختي ..الدانـــــة .., جعله الله في ميزان حسناتك .., وفقكِ الله .. |
10-02-07, 03:20 PM | #5 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أشكرك أختي الكريمة *-* الدانة *-* جعله الله في ميزان حسناتك *-* اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا *-* = إضافة = يجب على كل مكلف أن يستعمل العفو ويتخلق به حتى يدخل في مدح الله للعافين وثنائه عليهم ، من ذلك: قوله : {{ فمن عفا وأصلح فأجره على الله }}الشورى 40 وقال : {{ والعافين عن الناس }} آل عمران 134 وقال لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : {{ خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين }} الأعراف 199 ولقد أحسن القائل : مكارم الأخلاق في ثـــــــــــــلاثة ***** من كملت فيه فذاك الفتـــــى إعطاء من يحرمه ، ووصل من ***** يقطعه ، والعفو عمن اعتدى فمن عرف أن الله سبحانه عفو ، طلب عفوه ، ومن طلب عفوه تجاوز عن خلقه . قال الله تعالى : {{ وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم }} النور 22 وقال بعضهم : لما كتبت الملائكة على العبد المعاصي ، قال الله سبحانه : {{ يمحو الله ما يشاء ويثبت }} الرعد 39 ، لئلا يقطع الملائكة بعصيانك ، ولتجويزهم أن يكون قد عفا عنك. (من كتاب : أسماء الله الحسنى لابن القيم ) الحمد لله رب العالمين |
10-02-07, 07:24 PM | #6 |
إدارة عامة
|
جزاك الله خيرا أختي "دانة"..
وجعله في ميزان حسناتك.. وبارك الله فيك أختي "أمة الخبير" على هذه الإضافة الطيبة.. اسأل الله العظيم أن يعاملنا بجميل عفوة ومغفرته يوم لاينفع مال ولابنون.. |
12-02-07, 05:43 PM | #7 |
~مستجدة~
|
رائع استفدنا منكم وفقكم الباري
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
شروط لا إله إلا الله | أم اليمان | روضة العقيدة | 3 | 03-08-07 11:25 AM |