ملخص تلخيص دورة فن التواصل الفعال من القرآن

[ام خليل وسميه]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم لكن أخواتي تلخيص للدورة التطويرية الثانية
فن التواصل الفعال في القرآن
لكن هناك نقص في آخر التلخيص لم يتسنى لي تدوينه
فحبذا لو أن أخت تكمله بما دونته كي تعم الفائدة
لكل من لاحظت خطأ أن تصححه وجزى الله خيرا عنا الشيخ وكل من ساعد في استفادتنا من هذه الدورات

التلخيص:

الفن : من الفنون , يقال في اللغة : تفنن في الأمر : أي مهر فيه , فالفنية المهارة
ويقال في اللغة أفانين الكلام: أي أساليبه وطرقه
ويقال كذلك : الفنيّ : صاحب الحذق في حِرفته
نخلص من هذا أن لفظة الفن : تحمل في طياتها هذه المعاني , معنى المهارة ومعنى الحذق وحسن الأسلوب وحسن الطريقة
لفظة التواصل : من الصلة والوصل , يقال: بيني وبينك صلة , أو بيني وبينك وصل, بأي صورة من الصور وبأي طريقة من الطرق ,فنقول بناء على ذلك قد تحقق التواصل بيننا.
التواصل : قد يكون بين الأفراد , وقد يكون بين الجماعات
فن التواصل يرجع إلى أمرين
1- تواصل لفظي
2- تواصل غير لفظي
التواصل اللفظي : ما يكون بالكلام وباللفظ وبالكلمة
التواصل غير اللفظي : ما يكون باستخدام الحركة أو التعبير
دلالة الحال= حالك يدل على شيء > نوع من التواصل
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغضب إذا انتهكت محارم الله وإذا غضب تحمر عيناه ويتصبب عرقا و لو لم يتكلم صلى الله عليه وسلم يعلم الصحابة غضبه لأن حالته دلت على ذلك
في أصوال الفقه هناك ما يسمى بالسنة القولية والفعلية وهناك ما يسمى بالسنة التقريرية > وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم يرى أحد الصحابة يعمل عملا فيضحك عليه , أو يسكت وأحيانا يسكت مع ضحكه وكان ضحكه تبسما . فابتسامته مع أنه لم يتكلم تدلنا على جواز ذلك الشيء وهي ما تُعرف عند علماء الأصول بـدلالة الحال .
أما التواصل اللفظي يعرف عند أهل الأصول بـدلالة القول
المراد من لفظة التواصل : هو التواصل اللفظي على الإطلاق
لأن التواصل اللفظي أعم من أي تواصل , فهو يتضمن التواصل غير اللفظي
حيث تقترن مع التواصل اللفظي حركة أو صورة أو تعابير الوجه مثلا
يمكن أن يُعرف التواصل بقولنا : هو مراجعة الكلام وتداوله بين طرفين أو مجموعتين أو أكثر لتحقق الصلة والتعارف
فن التواصل : مهارةٌ وحذق- الحذق : ملكة في التعامل وحسن في التصرف- في أساليب وطرق تحقيق الصلة والتعارف بين الناس
هناك آية من القرآن يمكن أن نعدّها أصل للحديث عن هذا الفن
, قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )
الشاهد من الآية , ( لتعارفوا)
هذه الآية هي أصل التواصل في القرآن الكريم ولا بأس أن نقف عند معناها
قال السعدي رحمه الله تعالى:يخبر تعالى أنه خلق بني آدم من أصل واحد ومن جنس واحد – وهذا مهم في التواصل للتوافق في الجنس-وكلهم من ذكر وأنثى ويرجعون جميعهم إلى آدم وحواء ولكن الله بث منهم رجالا ونساء وجعل منهم قبائل صغيرة وكبيرة وذلك من أجل التواصل فإنه إن استقل كل واحد منهم بنفسه لم يحصل بذلك التعارف الذي يترتب عليه : التناصر والتعارف والتوارث والقيام بحقوق الأقارب
ولكن الله جعلهم شعوبا وقبائل لتحصل هذه الأمور

ما غايات التواصل؟
غايات التواصل : التناصر , التعاون , التوارث ماديًا( توارث المال) أو معنويًا( توارث العلم من ضمن قوله العلماء ورثة الأنبياء) , القيام بحقوق الأقارب ,و يمكن إضافة : المؤانسة- (سمي الإنسان إنسانا من النوس =الحركة وسمي كذلك من النسيان لأنه يذكر بعضه بعضا من الأنس يأنس بعضنا ببعض)، المذاكرة،ويمكن إضافة المناصحة ويمكن إدخالها ضمن التعاون
فن التواصل في القرآن عموما قائم على أمرين أو دعامتين لا بد منهما ولا يمكن أن يتحقق التواصل دونهما وهما واضحان في كتاب الله تعالى 1-الإقناع
2-الإستمالة
هذه هي دعائم التواصل في القرآن
الدعامة الأولى :الإقناع:
من الآيات التي تدل على أهمية الإقناع من القرآن الكريم قال تعالى:
(قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا )
هذا نوع من الإقناع وقال تعالى :( قلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾
يوجهنا القرآن الكريم عند التواصل إلى أهمية الحجة و البرهان

ينبغي أن نفرق عموما بين أمرين عند التواصل هما الدليل والتزيين
مقتضى الصدق في التواصل أن آتي بالدليل لا بالتزيين

الدعامة الثانية: الاستمالة :
دليلها قوله تعالى :(رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا )
أستميلك إلى قولي أحيانا بالتبشير وأحيانا بالترهيب أو بالترغيب أو الخوف أو الرجاء أو المحبة
التبشير والإنذار تدل على أهمية الإستمالة أثناء التواصل
ما هي أسس التواصل الفعال في القرآن ؟
وهي الأسس التي تساعدنا على تحقيق الإقناع والاستمالة
الآية التي تدل علي ذلك قال تعالى :(ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
1-الحكمة
2-الموعظة الحسنة
3-الجدال بالتي هي أحسن

تفسير الآية : ليكن دعاؤك للخلق مسلمهم وكافرهم إلى سبيل ربك المستقيم المشتمل على العلم النافع والعمل الصالح (بِالْحِكْمَةِ) أي : كل أحد على حسب حاله وفهمه وقوله وانقياده .
ومن الحكمة الدعوة بالعلم لا بالجهل والبداءة بالأهم فالأهم ، وبالأقرب إلى الأذهان والفهم ، وبما يكون قبوله أتم ، وبالرفق واللين ، فإن انقاد بالحكمة ، وإلا فينتقل معه بالدعوة بالموعظة الحسنة ، وهو الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب .
ابن القيم في مدارج السالكين :+تعريف الحكمة قال
(الحكمة: فعل الشيء الذي ينبغي على الوجه الذي ينبغي في الوقت الذي ينبغي)
فالحكمة الأصل فيها الحسن أي أن حسنها
+تعريف الموعظة الحسنة: إما بما تشتمل عليه الأوامر من المصالح وتعدادها ، والنواهي من المضار وتعدادها ، وإما بذكر إكرام من قام بدين الله و إهانة من لم يقم به
وإما بذكر ما أعد الله للطائعين من الثواب العاجل والآجل وما أعد للعاصين من العقاب العاجل والآجل ، فإن كان المدعو يرى أن ما هو عليه حق أو كان داعيةً إلى الباطل ، فيجادل بالتي هي أحسن ، وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلا ونقلا
+قُيد أيضا الجدال بالتي هي أحسن لأن هناك جدال ممدوح وجدال باطل وهو الجدال المذموم
أسس التواصل الفعال .. جمعها الله في قوله
(ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾

تأكيد على أهمية التواصل اللفظي في القرآن الكريم
لغة التواصل في الدعوة
( وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ )
( قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي)
يقول العلامة بن سعدي رحمه الله : " كان في لسانه ثقل لا يكاد يفهم عنه الكلام فسأل الله أن يحل منه عقده يفقه ما يقول فيحصل المقصود التام من المخاطبة و المراجعة و البيان عن المعاني

فاستجاب الله له تعالى ( قال قد أوتيت سؤلك يا موسى
(وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم )
قال الشيخ محمد عطيه سالم: أي البيان الذي يصحبه الإقناع ويثمر الاستجابة
الأداب في فن التواصل حسن القول و البرهان والحجة
ما هي الآداب التواصل الفعال؟ :
1-حسن الخلق : قال تعالى :( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا ﴾
العلم : قال تعالى : { قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ) 2-
3-البرهان والحجة , قال تعالى (قلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ۚ وَاللَّـهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
4-العفو والأمر بالعرف والإعراض عن الجاهلين .. قال تعالى : {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾
قال ابن السعدي في تفسير الآية :
هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس، وما ينبغي في معاملتهم، فالذي ينبغي أن يعامل به الناس، أن يأخذ العفو، أي‏:‏ ما سمحت به أنفسهم، وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق، فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبائعهم، بل يشكر من كل أحد ما قابله به، من قول وفعل جميل أو ما هو دون ذلك، ويتجاوز عن تقصيرهم ويغض طرفه عن نقصهم، ولا يتكبر على الصغير لصغره، ولا ناقص العقل لنقصه، ولا الفقير لفقره، بل يعامل الجميع باللطف والمقابلة بما تقتضيه الحال وتنشرح له صدورهم‏.‏
‏{‏وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ‏}‏ أي‏:‏ بكل قول حسن وفعل جميل، وخلق كامل للقريب والبعيد، فاجعل ما يأتي إلى الناس منك، إما تعليم علم، أو حث على خير، من صلة رحم، أو بِرِّ والدين، أو إصلاح بين الناس، أو نصيحة نافعة، أو رأي مصيب، أو معاونة على بر وتقوى، أو زجر عن قبيح، أو إرشاد إلى تحصيل مصلحة دينية أو دنيوية، ولما كان لا بد من أذية الجاهل،
أمر اللّه تعالى أن يقابل الجاهل بالإعراض عنه وعدم مقابلته بجهله، فمن آذاك بقوله أو فعله لا تؤذه، ومن حرمك لا تحرمه، ومن قطعك فَصِلْهُ، ومن ظلمك فاعدل فيه‏.‏

[شذى الريحان]

اللهم بارك
سلمت أناملك يا حبيبة
فاتتني الدورة وكم أثلجت صدري بتلخيصك المميز
جزاك الله عني خيرا وجزا الله شيخنا خير الجزاء
لك ودي وتقديري ^_^
اللهم ارزقنا حسن التواصل والتعامل مع خلقك

[جهادالمصرية]

جزاك الله خير حبيبتى ونفع بك وجعل مثواك الجنة كم كنت الاشتراك معكم ولكن ................؟

[ام خليل وسميه]

جزانا و إياكما أختاي
نسأل الله القبول

[ام حسنى]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا