07-07-07, 03:29 PM | #1 |
معلمة بمعهد خديجة
|
مفاتيح تدبر القرآن والنجاح في الحياة
بسم الله الرحمن الرحيم
" إن التلذذ بالقرآن لمن فتحت له أبوابه لايعادله أي لذة أو متعة في هذه الحياة ... ولكن أكثر الناس لا يعلمــون " مفاتيح تدبر القرآن والنجاح في الحيــاة (1) إعداد : د. خالد عبد الكريم اللاحم / أستاذ القرآن وعلومه المساعد بجامعة الإمام / **** إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين وخاتمهم محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم أما بعد.. فإن الوسيلة الأولى لإصلاح النفس وتزكية القلب والوقاية من المشكلات وعلاجها هو العلم ووسيلته الأولى القراءة والكتاب .. وإن الإحالة على كتاب يقرأ ويفهم ويطبق هي الطريقة العملية للتغير والتطوير . فلو تأملنا حال السلف ابتداء من النبي صلوات ربي وسلامه عليه وانتهاء بالمعاصرين من الصالحين لوجدنا أن القاسم المشترك بينهم هو القيام بالقرآن وفي صلاة الليل خاصة . فإن قراءة القرآن في صلاة الليل هي أقوى وسيلة لبقاء التوحيد والإيمان غضاً طرياً ندياً في القلب . ولكن هناك من يشتكي من عدم فهم القرآن وصعوبته وهذا غير صحيح فالقرآن واضح جلي كتاب علمي تربوي يسره الله على العباد ووضحه .. ( لكن هذا من مداخل الشيطان على العبد حتى يحرمه من هذا النعيم و الهدايه لعلمه أن الهدى واقع عند التدبر ) , أو أنه كان يتأثر بآية ثم بعد فترة يعود إليها ولكن يفتقد ذلك التأثير !! وذلك لانصرافهم عن القرآن واشتغالهم بمؤلفات تبحث في طرق النجاح والسعادة في الحياة .. لذلك ولعلاج هذه المشكلة كان هذا البحث الذي يتحدث عن وسائل عملية تمكن بإذن الله من الانتفاع بالقرآن الكريم , وهي التي كان سلفنا الصالح يتبعها . ومن أخذ بهذه الوسائل فإنه سيجد بإذن الله تعالى أن معاني القرآن تتدفق عليه . قال سهل بن عبدالله التستري ( لو أعطي العبد بكل حرف من القرآن ألف فهم لم يبلغ نهاية ما أودع الله في آية من كتابه لأنه كلام الله وكلامه صفته وكما أنه ليس لله نهاية فكذلك لانهاية لفهم كلامه ... وإنما يفهم كل بمقدار مايفتح الله على قلبه .. ) فإن فهم القرآن وتدبره مواهب من الكريم الوهاب يعطيها لمن صدق في طلبها .. وليس ذلك المتكئ على أريكته المشتغل بشهوات الدنيا ويريد فهم القرآن .. هيهات هيهات ولو تمنى على الله الأماني . |
07-07-07, 03:32 PM | #2 |
معلمة بمعهد خديجة
|
المفتاح الأول / حب القرآن
إن القلب آلة الفهم والعقل , وهو بيد الله وحده سبحانه وتعالى قال تعالى { أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها .. الآية }(3) وقال { واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه } (4 ) فتذكر وأنت تحاول فهم القرآن أن القلوب بيد الله تعالى وأن الله يحول بين المرء وقلبه فليست العبرة بالطريقة والكيفية بل الفتح من الله وحده , وما يحصل لك من التدبر فهو نعمة من الله تستوجب الشكر علاقة حب القرآن بالتدبر : معلوم أن القلب إذا احب شيئاً تعلق به واشتاق اليه وشغف به وانقطع عمّا سواه , والقلب إذا أحب القرآن تلذذ بقراءته واجتمع على فهمه ووعيه فيحصل بذلك التدبر المكين والفهم العميق , وبالعكس . عليه فتحصيل حب القرآن من أنفع الأسباب لحصول أقوى وأعلى مستويات التدبر . علامات حب القلب للقرآن : 1)الفرح بلقائه 2)الجلوس معه أوقاتاً طويله دون ملل 3)الشوق إليه متى بعد عنه العهد 4)كثرة مشاورته والثقة بتوجيهاته والرجوع إليه فيما يشكل من أمور الحياة . 5)طاعته , أمراً ونهياً فمتى وجدت هذا العلامات فإن الحب موجود , ومتى فقدت فحبه مفقود . فإنه ينبغي لكل مسلم أن يسأل نفسه هذا السؤال : هل أنا أحب القرآن ؟ قال أبو عبيد " لا يسأل عبد عن نفسه إلا بالقرآن فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله " وسائل تحقيق هذه المحبة : 1)التوكل على اله والاستعانة به .. وسؤاله سبحانه أن يرزقك ( حب القرآن ) ويكرر ذلك ويتحرى مواطن الاجابة ويجتهد في السؤال بتضرع وإلحاح وحرص شديد أن يجاب وأن يعطى . 2)فعل الأسباب : وخير الاسباب في هذا المقام ( العلم ) ووسيلته : القراءة .. أي القراءة عن عظمة القرآن مما ورد في القرآن والسنة وأقول السلف في تعظيمهم وحبهم للقرآن |
07-07-07, 03:33 PM | #3 |
معلمة بمعهد خديجة
|
المفتاح الثالث / القيام بالقرآن :
إن هذا المفتاح من أهم المفاتيح لتدبر القرآن وأعظمها شأناً وقد ورد عدد من النصوص تؤكد أهميته , قال تعالى { ومن الليل فتهجد به نافلة ... الآية } ( 6) وقال { يا أيها المزمل * قم اليل إلا قليلاً .... الآيات } (7 ) وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره , وإن لم يقم به نسيه " (8) فهذا هو بيت القصيد في تدبر القرآن والانتفاع به , فمن كان يقوم به آناء الليل والنهار .. تجد ان اجابته حاضره وسريعه , وتجده وقـّافاً عند كتاِب الله , وبالعكس. يتبع إن شاء رب العالمين...... ِ |
07-07-07, 03:34 PM | #4 |
معلمة بمعهد خديجة
|
المفتاح الرابع / أن تكون القراءة في ليل :
ان الليل _ وخاصة وقت السَّحَر _من أفضل لأوقات للتذكر , فالذاكرة تكون في أعلى مستوى بسبب الهدوء والصفاء , وبسبب بركة الوقت حيث النزول الإلهي . ومما يدل على أن القراءة في ليل أحد مفاتيح التدبر قوله تعالى { ومن الليل فتهجد به نافلة لك .. الآية } (9) وقوله { إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلا }(10) قال الشيخ عطيه سالم يحكي عن شيخه الشنقيطي رحمه الله : " لايثبت القرآن في الصدر , ولايسهل حفظه , وييسر فهمه إلا القيام به في جوف الليل " , وقال السري : ( رأيت الفوائد ترد في ظلام الليل ) وقال النووي : ( ينبغي للمرء أن يكون اعتناؤه بقراءة القرآن في الليل أكثر , وفي صلاة الليل أكثر , والأحاديث والآثار في هذا كثيرة .... الى آخر كلامه رحمه الله ) |
07-07-07, 03:35 PM | #5 |
معلمة بمعهد خديجة
|
المفتاح الخامس / التكرار الأسبوعي للقرآن أو بعضه :
أهمية ذلك : كلما تقاربت أوقات القراءة وكلما كثر التكرار كان أقوى في رسوخ معاني القرآن الكريم , ومن أجل ذلك كان السلف يواظبون على قراءة القرآن ويحرصون أكثر على كثر تلاوته وتكرارها . وان عادات النجاح ليست كثيره بل هي واحد وهي : المحافظه على قراءة حزبك من القرآن , بل هي عبادة وليست عادة . كيفية تحزيب القرآن ومدة الختم : قراءة القرآن مثل العلاج لابد أن يكون بمقدار معين لايزيد ولا ينقص حتى يحدث أثره .مثل المضاد الحيوي .. ان طالت المده ضعف أثره وان تقارب اكثر من المناسب أضر بالبدن . فكذلك قراءة القرآن . كيفية تطبيق هذا المفتاح : بتطبيق قاعدة ( أدومه وإن قل ) .. وبالتدرج في القراءة والتحزيب يتبع إن شاء الله |
07-07-07, 03:36 PM | #6 |
معلمة بمعهد خديجة
|
المفتاح السادس / أن تكون القراءة حفظاً :
أهمية هذا : ان مثل الحافظ للقرآن وغير الحافظ , كاثنين مسافرين الأول زاده التمر , والآخر زاده الدقيق , فالأول متى ماجاع اخذ التمر وأكل , والثاني لابد له من النزول والعجن وايقاد النار والخبز والانتظار . والعلم مثل الدواء لا يؤثر حتى يدخل الجوف ويختلط بالدم , وان لم يكن كذلك فإن أثره مؤقت . عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب )(11) وقال ابن تيمية " انا جنتي وبستاني في صدري أنّى رحت فهي معي " وهو يريد بذلك القرآن والسنة . وقال سهل بن عبدالله لأحد طلابه : أتحفظ القرآن ؟ قال : لا . قال : واغوثاه لمؤمن لايحفظ القرآن ! فبم يترنم ! فبم يتنعم ! فبم يناجي ربه! ) وهذا المقصود من كون الحفظ احد مفاتيح التدبر لأنه متى كانت الآية محفوظة فتكون حاضرة يتبع إن شاء الله ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |
07-07-07, 03:38 PM | #7 |
معلمة بمعهد خديجة
|
المفتاح السابع / تكرار الآيـات : إن الهدف من التكرار هو التوقف لاستحضار المعاني , وكلما كثر التكرار كلما زادت المعاني التي تفهم من النص , والتكرار أيضاً قد يحصل لا إرادياً تعظيماً أو إعجاباً بما قرأ ,وهذا مشاهد في واقع الناس . فالتكرار نتيجة وثمرة الفهم والتدبر وهو أيضاً وسيلة اليه حينما لايوجد , قال ابن مسعود رضي الله عنه ( لاتهذوه هذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل , قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب , ولايكن هم حدكم آخر السورة ) وهكذا كان حال السلف رحمهم الله ورضي عنهم |
07-07-07, 03:40 PM | #8 |
~صديقة الملتقى~
|
جزاك الله خيرا اخيتى
موضوع قيم جعله الله فى ميزان حسناتك |
11-07-07, 10:16 PM | #9 |
|مديرة معهد أم المؤمنين خديجة|
|
ما شاء الله
بارك الله فيكِ يا رقية وسلمت على هذا الموضوع النافع جزيتِ خيرا |
12-07-07, 12:38 PM | #10 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
30-03-2007
الدولة:
مصر
المشاركات: 740
|
جزاكى الله كل خير حبيبتى (رقية)
جعله الله فى ميزان حسناتك |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أيهما أولى حفظ القرآن أو طلب العلم الشرعي | مسلمة لله | روضة آداب طلب العلم | 31 | 02-08-16 12:15 PM |
أفلا يتدبرون القرآن؟! /للشيخ عبدالسلام الحصين | أم خــالد | روضة القرآن وعلومه | 15 | 14-02-10 02:56 AM |
نزول القرآن الكريم وتاريخه وما يتعلق به | طـريق الشـروق | روضة القرآن وعلومه | 8 | 22-12-07 03:50 PM |