العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة التزكية وآداب الطلب > روضة آداب طلب العلم

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-12-16, 05:28 PM   #1
إيمان أم سيرين
~مشارِكة~
Pencel ::: أنمـــاط مرفـــوضـــة مِــن طُــلاب العِـلم :::

بسم الله الرحمن الرحيم

أنمـــاط مرفـــوضـــة مِــن طُــلاب العِـلم



لا يستغني الإنسانُ في حياته عن العلم، ولا يستغني المسلمُ خاصَّة عن العلم الشرعي، وكثيرٌ مِن طلبة العلم يَسيرون على منهجيةٍ صحيحةٍ في الطلب في الجملة، وإن كان قد يَعتريها بعضُ جوانب القُصُور التي لا يكاد يخلو منها أحدٌ.

وإليك بعضُ الأنماط والطرُق التي يَسْلُكُها بعضُ طلبة العلم، وهي غير صحيحة:


الطالب المتردِّد:

وهو الذي يخشى دائمًا أن يكونَ الطريقُ الذي يُريد سلوكَه خطأً أو مفضولًا؛ لذلك يريد أنْ يَضَعَ لنفسِه المنهج في طلب العلم كاملًا مِن أول الطريق إلى آخره، وإذا شعر بنقصٍ أو قصورٍ في هذا المنهج أو حتى شك في ذلك، تراه يُعيد وضعَ المنهج مرة أخرى، ويظل يسأل فلانًا وفلانًا وهذا وذاك عن المنهج الصحيح في طلب العلم، وتضيع منه الأيامُ والشهورُ والسنواتُ، وهو ما زال في وضع المنهج ولم يبدأْ في طلب العلم بعدُ!

الطالب المتقلِّب:

وهو الذي يشرع في منهجٍ مِن مناهج طلب العلم ويسير فيه قليلًا، ثم يبدو له أن الصواب غير ذلك، فتراه يسلك منهجًا آخر، ويظل فيه قليلًا أيضًا، ثم يمل ويرجع ويختار طريقًا ثالثًا... وهكذا، لا يستطيع الصبرَ على أيِّ طريق مِن طرُق الطلب، ويظل يتقلَّب بين الطرق، وينتقل مِن هذا إلى ذاك، ولا ينتهي من أي طريق على الإطلاق، ولذلك تراه عارفًا بأوائل كلِّ علمٍ مِن العلوم، وفاهمًا للمسائل الأولى مِن كل فنٍّ، وحافظًا للمداخل الأوليَّة في الكُتُب والعلوم المختلفة، لكنه بخلاف ذلك لا يكاد يعرف شيئًا!

الطالب المُتوجِّس:

وهو الذي يطلُب العلم بقلبٍ وَجِل، يخشى أن يكونَ المنهجُ الذي يتبعه ناقصًا أو قاصرًا؛ لذلك تراه يُكثر عليك من الأسئلة: هل الصواب أن أفعل كذا أو كذا؟ هل أقرأ هذا أو هذا؟ كم صفحة أقرأ؟ كم مرة أُكرِّر؟ كيف أراجع؟ كيف أطبِّق؟ بل أحيانًا يسألك: كم ساعة أنام؟! والإشكال الأكبر أنَّ هذا القلق والتردُّد والتوجس يجعل الذهنَ مشغولًا بمِثْل هذه الأمور عن التفهُّم والتدبُّر لمسائل العلم، ولذلك تجده لا يكاد يستحضر مما درس شيئًا؛ لأنَّ ذهنه مشغولٌ بمثل هذه الأفكار.

الطالب الأحادي:

وهو الذي يقتنع بمنهجيَّةٍ علميةٍ مُعينةٍ ذات اتجاه واحدٍ لا يريد بها بدلًا، ولا يبغي عنها حِوَلًا، فإذا كان يُؤيِّد الحفظَ مثلا تراه يُركِّز على الحفظ فقط، كلُّ شيء حفظ حفظ، ولا يريد أن يفهمَ، ولا يريد أن يُطبِّقَ، ولا يريد أن ينميَ ملكاته العلمية، فالمهمُّ أن يراكم الحفظ، ويُكثر المحفوظات، ويفتخر بها ويُكرر، وهو في كلِّ ذلك إنما يضيع وقته فقط؛ لأن الحفظَ لا يُراد لذاته، إنما يُراد لثمرته، ثم إذا اهتدى هذا الطالبُ واقتنع بأنه يسير على طريقة خاطئةٍ تراه ينقلب انقلابًا تامًّا، فتراه يترك الحفظ مطلقًا ويذمُّه ولا يرى له قيمةً، ويسخر مِن الحفاظ، ولا يراجع ما حفظ، ولا يحفظ شيئًا جديدًا، وهكذا لا يستطيع الجمع بين الأمرين؛ لأنَّ تفكيره أحادي.

ومِن هذا النوع أيضًا الذي يدرس مثلًا علم الحديث فقط، والرجال والتصحيح والتضعيف، ونحو ذلك مِن علوم السنة، ويرى كل ما سوى ذلك باطلًا وهُراء وتضييعًا للوقت، فالفقهُ عنده أقوالُ رجال لا قيمة لها، وأصولُ الفقه عنده هي وسيلةٌ للتحايل على نصوص السنة والخروج عنها، وعلومُ اللغة عنده لا قيمة لها؛ لأنَّ المطلوب هو لغة النبي وأصحابه، وأما العلوم التي وضعها المتأخرون فمليئةٌ بالتلبيس والخلط الذي وضعه المبتدعة، وتلقَّفه غيرُهم تقليدًا لهم وثقةً فيهم.

وهذا النوعُ مِن طلبة العلم قد يَتْرُك هذا الرأي ويعرف بُطلانه، ولكنه ينتقل إلى وجهةٍ مضادة، فتراه مثلًا يدرس أصولَ الفقه فقط، ويرى علماء الحديث تيوسًا لا يفقهون شيئًا!! وأن العبرة بفهم النصوص لا بنقلها؛ لأنَّ كثيرًا مِن الاختلافات تتعلق بنصوصٍ صحيحةٍ، ولذلك تراه يُكبر علم أصول الفقه ويراه هو العلم الأوحد والفن المفرد، وكل ما سواه هراء وضياع، ومعلوم أن التوسط هو الصواب.

الطالب المُقلِّد:

وهو الذي يتأثَّر ببعض العلماء أو المشايخ، فتراه يُقلِّده في كل شيءٍ، ويُواظب على حضور دروسه، وسماع محاضراته، وتفريغ أشرطته، ودراسة أقواله، وتتبُّع كلامه، ويظل كذلك ما شاء الله، ثم يقابل شيخًا آخر أو عالمًا آخر فيتأثر به ويترك الأول، وينتقل في تقليده وحركاته وسكناته إلى هذا الشيخ الجديد، وينسى ما سبق له مِن قبلُ، ويراه كلامًا فارغًا، أو مرحلةً خاطئة في حياته، ويهتم أشد الاهتمام بأقوال شيخه الجديد التي تُخالف أقوال شيخه القديم، ويقيم الدنيا ولا يقعدها على مِثْل هذه الخلافات، وهكذا ينتقل مِن شيخٍ إلى شيخٍ، ولا يَثْبُت على شيءٍ، وهو في كل ذلك لا يسير على طريقةٍ مناسبةٍ في طلب العلم وتحصيله، بل مجرد نُتَف مِن هنا وهناك.

الطالب المُخْتَرِع:

وهو الذي يَطَّلِع اطِّلاعًا سريعًا على المناهج العلمية التي يراها مما كتبه العلماءُ والباحثون وطلبة العلم، فيرفضها كلها، ويراها غير ذات نفعٍ، ولا تُوصِّل إلى المطلوب، ويبدأ في رسم الخطة الصحيحة لنفسه ولغيره في طلب العلم، هكذا مِن غير سابق علمٍ ولا معرفة ولا دراسة، إلا مجرد ذكاء فطري لديه منذ الصِّغَر جعله يظن أنه فوق أقرانه! وأنه مُرْسَل لهداية الناس ورسم الخطط والمناهج لهم؛ ولذلك يتنوق جيدًا في وضع الخطط وتهذيبها بحسب نظره، ثم ينشرها قائلًا: إنها الطريقة الصحيحة لطلب العلم، مع أنه لم يَسِرْ عليها أصلًا، وإنما وضعها فقط! وغايتُه أن يكونَ قد سار على جزءٍ يسير منها، وبعد مدةٍ قريبة تراه يختَرِعُ منهجًا جديدًا، أو يُعدِّل تعديلات كثيرة في المنهج السابق وينشره أيضًا، ويقول: إن اجتهاده قد تغير في المنهج! وإنه يَرْجِعُ عن أقواله السابقة! وإنَّ هذا المنهج الجديد هو المنهج المعتَمَد الذي عرفه بعد أن اشتدَّ عُودُه، وزادت خبرته! مع أنه أيضًا لم يَسِرْ على هذا المنهج الجديد، وإنما غايته أن يكونَ قد شرع فيه أو حصل أوائله، وهكذا يظل يَختَرِع ويُعدِّل لا يرجع إلا إلى رأسه، ولا يهتدي إلا بهواه، ولا يَقْبَل نصيحةً مِن ناصحٍ، ولا قولًا مِن قائلٍ، ويرى كل مَن سواه جاهلًا غبيًّا، وأنه لا صوابَ إلا قوله، حتى يصلَ به الأمرَ إلى ادعاء الإمامة واتخاذ الأتباع، ولذلك يكثر في كلامه: (شرحتُ، ودرَّستُ، وهؤلاء طلبتي، ونحو ذلك).

الطالب المساند:

وهو الطالبُ الذي يَحرِصُ على إفادة غيره، ولا يكاد يُفيد نفسه؛ فتراه مثلًا يَنْشُر الدروس والمحاضرات، ويضَع الروابط ويرفع الكتب، ويدل الناسَ على المفيد من المسائل والكتب والمشايخ والعلوم، لكنه في كل ذلك لا يُحاول السير على الطريق، ولا يُحاول بذل وقته في طلب العلم لنفسه أولًا، وإنما يجعل اهتمامه فقط لغيره، بل قد تراه يُنفق الأموال مثلًا في تسجيل كتاب أو متن ليستفيدَ منه طلبة العلم، طيب لماذا لا تستفيد أنت منه؟ أو ينفق الأموال في وضع بعض الكتب وتأليفها لتقريب العلم إلى الناس، وإذا وجد محاضرات مهمة أو دورات تدريبية أو نحو ذلك، تراه يُكثر مِن دلالة الناس عليها، ولكنه هو لا يحاول الاستفادة من ذلك، ولا يفوتني هنا أن أقول: إنَّ هذا المنحى الذي ينحوه بعض الناس ليس خطأً في نفسه، لكن المقصود أنه ليس طريقًا صحيحًا لطلب العلم، بخلافِ ما يظن هذا الشخص؛ لأنه يظن أنه على الجادة الصحيحة في الطلب.

ختامًا:
هذه ليستْ كل الأنماط السيئة كما لا يخفى، لكنها بعض الأنماط التي وجدتُها في الواقع، فأردتُ التنبيه عليها حتى يحذرَ منها.
والله الموفق، وهو الهادي إلى سواء السبيل

رابط الموضوع: http://www.alukah.net/fatawa_counsel...#ixzz4U8rKHivH



توقيع إيمان أم سيرين
أستــــــغـــفــر الله و أتـــوب إلـــيه
إيمان أم سيرين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:09 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .