العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ > دورات رياض الجنة (انتهت)

الملاحظات


دورات رياض الجنة (انتهت) إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، رياض الجنة مشروع علمي في استماع أشرطة مختارة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-03-08, 06:41 PM   #1
أم كلثوم
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 23-01-2008
المشاركات: 405
أم كلثوم is on a distinguished road
افتراضي تفريغ الشريط السابع

الشريط السابع
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
مرحبا بكم أيه الأحبة واسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل هذا المجلس خالصا لوجهه الكريم ومقربا إلى مرضاته وأن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته . . .
مازلنا أيها الأحبة نتكلم عن أهمية الإيمان بأسماء الله الحسنى وذكرنا في ذلك أمرين . . .
و أما الأمر الثالث مما يدل على أهميتها : فإن إحصائها والعلم بها أصل للعلم بكل معلوم . . .
فإن المعلومات سوى الله تبارك وتعالى إما أن تكون خلقا له وإما أن تكون أمراً ،،،
ومصدر الخلق والأمر جميعا ناشئ عن أسمائه الحسنى ومرتبط بها.
فالأمر كله مصدره أسماء الله جل جلاله والخلق كله كذلك فإذا أحصى الإنسان أسماء الله كما ينبغي للمخلوق أحصى جميع العلوم بهذا الاعتبار ، وذلك كما ذكرت أن إحصاء أسمائه وإحصاء لكل معلوم لأن المعلومات من مقتضاها ومرتبطة بها .
فما نشاهده في هذا الكون مما يتعلق بالخلق فإنه ناتج عن أسمائه تبارك وتعالى ...وإذا تأملت هذا ظهر لك كل الظهور وإذا نظرت إلى ما أمر به وشرعه ، فإنه ناتج أيضا عن أسمائه الحسنى ، انظر إلى اسم الله مثلا الخالق أو الرازق أو الكريم و انظر إلى ما تشاهده من هذه المخلوقات .
انظر إلى أسمائه العليم والخبير واللطيف ، انظر إلى أسمائه تبارك وتعالى التي تدل أيضا على علمه كالسميع والبصير ، فتجد ذلك الأمر الذي ذكرته ظاهرا في هذا كله ،فكل ما شرعه تبارك وتعالى يدل على أنه عليم ، وأنه حكيم يضع الأمور في مواضعها ويوقعها في مواقعها .
وإذا تأملت في أحوال هذا الخلق الدقيق والجليل سواء في العالم العلوي كسير الأفلاك والكواكب وما جرى مجرى ذلك أو نظرت إلى خلق الإنسان وما فيه من الدقة العجيبة ، أو نظرت إلى تصريف أمر الكائنات ، من الدواب بجميع أشكالها وأنواعها وصنوفها رأيت أن ذلك صادر من أسمائه تيارك وتعالى ، من الذي يرزقها ، من الذي يقيمها ، من الذي يدبر شئونها ،من الذي أوجدها ابتداء ، من الذي يعلم أحوالها وتقلبها ، ومن الذي أعطى هذا العطاء ومنح هذا المنح ، فصار الخلق يتقلبون بألوان الأفضال والنعم التي يغدقها الله عز وجل عليهم صباح مساء.
من الذي علمهم العلوم والمعارف ، حتى صار الإنسان يسخر كثيرا مما في هذا الكون ولا يزال يكتشف أشياء وأشياء فيكون ذلك سبيلا إلى مزيد من الانتفاع بما وهب الله عز وجل ومنح ، كل هذا صادر عن أسمائه الحسنى جل جلاله.
الأمر الرابع مما يدل على أهمية معرفتها:
أن معرفتها وفهمها وسيلة إلى معاملته ، بثمراتها من الخوف والرجاء والمحبة والمهابة إلى غير ذلك مما يمكن أن نعبر عنه بتحقيق العبودية كما سيأتي شرحه وإيضاحه في الكلام عن الثمرات بشيء من البسط لكن هنا نشير إلى جانب يتعلق بما يدل على أهمية معرفة الأسماء الحسنى ، فالله تبارك وتعالى خلق الخلق من أجل أن يعبدوه "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
ولا يمكن للخلق أن يعبدوه إلا بعد أن يعرفوه ، فلا بد من معرفته لتتحقق الغاية المطلوبة من الخلق والحكمة من إيجادهم وهي أن يعبدوا ربهم وفاطرهم جل جلاله فالاشتغال بمعرفته سبحانه وتعالى اشتغال العبد بما خلق له، وإذا ترك العبد هذا و ضيعه فإنه يكون قد أهمل ما خلق له، والوسائل لها أحكام المقاصد، وكثير من الناس يسألون عن سؤالات تتعلق بإصلاح أحوالهم وقلوبهم وأعمالهم، وتتعلق بسيرهم إلى الله عز وجل والجد و التشمير في طاعته، فنقول لهم : اعرف ربك معرفة صحيحة بأسمائه و صفاته.
أولئك الذين يتعلقون بالمخلوقين تعلقاً لا يصلح إلا أن يكون لله تبارك وتعالى، فيشغلهم ذلك التعلق عن ربهم و يصير ذلك المخلوق يهيمن على تفكيرهم ويجدون من انشغال القلب وألمه ما لا يقادر قدره ، مثل هؤلاء يقال لهم العلاج بمعرفة الله عز وجل معرفة صحيحة بأسمائه و صفاته.
الذين يخافون من المخلوقين خوفاً لا يصلح إلا لله عز وجل مهما كان هذا المخلوق .
لكن من الناس من يقول أخاف من الظلام، ما السبيل؟؟
أذهب إلى الأطباء النفسيين، أو أحضر في هذه الدورات التي تعالج جوانب الشخصية، أو أقرا في الكتب المنتشرة في المكتبات التي يقولون أنها تعالج هذه الجوانب السلبية في نفس الإنسان، يقول مع أن قرأت الكثير من هذه الكتب ولا أجد كتابا ًفي المكتبات إلا قرأته، ومع ذلك يقول لم أنتفع بشيء، فالسبيل هو أن يعرف الله جل جلاله، ولهذا وجد بعض السلف وهو نائم في مكان خالٍ موحش، في ظلام الليل في البرية، فقيل: أتنام هنا وحدك؟ فقال : من عرف الله لم يلتفت إلا ما سواه، ملأ الخوف من الله عز وجل قلبه فلم يعد فبه محل لهذه المخاوف والأوهام، التي يتوهمها كثير من الناس.
أولئك الذين يتحسسون أبدانهم فإنه مريض كأنه فيه علة فيه مرض فيه ورم و ليس به بأس.
من الناس لايكاد و يمر يوم إلا و هو يرسل رسالة يطلب الدعاء من أشياء موهومة ليست حقيقية، ليس به علة ولا بأس ولكنه يتوهم هذا ويبكي، هؤلاء يحتاجون إلى معرفة الله عز وجل ، وان الله إذا أراد أن يمس العبد بضر فلا كاشف له إلا هو، وإذا أراده بخيرٍ فلا راد لفضله،إلى غير ذلك ما يطول وصفه، ولعلي أتحدث عنه بشيء من البسط كما ذكرت إن شاء الله في الكلام على ثمرات الإيمان بأسماء الله الحسنى .

فالمقصود أيها الأحبة: أن معرفة هذه الأسماء الحسنى، والصفات العلى، تحدث خشية ورهبة في قلب العبد، من علم أن الله بكل شيئ عليم وأنه لاتخفى على الله خافيه من أعمال العباد وآمن بذلك ، فإنه يكون أكثر مراقبة لله عز وجل وخوفاً و رجاءً ممن لا يعلم هذا.......
أولئك الذين يعانون من ذنوب في الخلوات , كيف السبيل بالتخلص منها ؟
إنه بمعرفة الله معرفة صحيحة بأسمائه و صفاته، فمن عرفه اتقاه، ولهذا قال الله تعالى:
{ إنما يخشى الله من عباده العلماء}
وقد فسر ذلك كبير المفسرين " أبوجعفر الطبري" رحمه الله ، بأن هؤلاء العلماء هم علماء بقدرته على مايشاء من شيء، وأنه يفعل ما يريد ، لان من علم ذلك ، وأيقن بعقابه على معصيته، فخافه ورهبه خشية منه أن يعاقبه .
ولهذا قالوا: العلم الخشية، يعني الذي يورث العبد خشية المعبود تبارك وتعالى.
كما ذكر" العز بن عبد السلام " ، رحمه الله قريبا من هذا المعنى وهو أن فهم معاني أسماء الله تبارك وتعالى يكون وسيلة إلى معاملته بثمراتها من الخوف والرجاء والمهابة و المحبة والتوكل.

الامر الخامس ( مما يدل على اهميتها وينبئ عن شدة الحاجة إليها ) :
هو انه لا شيء اطيب للعبد ولا أهنا ولا انعم لقلبه وعيشه من محبتة فاطره وباريه ودوام ذكره والسعي في مرضاته ، وهذا كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله :
هو الكمال الذي لا كمال للعبد بدونه ، وله خلق الخلق ولأجله نزل الوحي وأرسلت الرسل وقامت السموات والارض ووجدت الجنة والنار ووضع البيت الحرام ووجب حجه على الناس إقامة لذكره الذي هو من توابع محبته والرضا به وعنه ، وعلى هذا الأمر العظيم أسست الملة ونصبت القبلة ، فكل من عرف الله احبه ، وكلما كان حبه اقوى كانت اللذة اعظم كما سياتي إيضاحه اكثر في الثمرات أكثر من هذا إن شاء الله ........
والحب نابع من العلم بالمحبوب ومعرفة جماله الظاهر والباطن ، فاعرف الخلق بالله أشدهم حبا له ، ولا سبيل للحصول على هذه المعرفة إلا من اب العلم بأسماء الله وصفاته ........
ومن كان في قلبه أدنى حياة ومحبة لربه ، وإرادة لوجهه فطلبه لهذا العلم بالاسماء والصفات وحرصه على معرفته وزيادة التبصر به فيه وسؤاله واستكشافه عنه يكون اكبر مقاصده واعظم مطالبه واجل غاياته ، فهو كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله : ليست القلوب الصحيحة والنفوس المطمئنة إلى شيء من الأشياء أشوق منها إلى معرفة هذا الأمر ولا فرحها بالظفر بمعرفة الحق فيه وكل ذلك يضفي على القلب النور والبصيرة التي تحصنه من الشبهات والشهوات .......

فأين أصحاب القلوب المشوشة والقلوب الفارغة والقلوب المشغولة عن الله تبارك وتعالى ..غما بحب المال أو بحب إمراة أو بغير ذلك مما تتعلق به القلوب فيصرفها ويشغلها عن المالك المعبود جل جلاله .

الامر السادس :
أن معرفة أسماء الله وصفاته هي الأساس الذي يبنى عليه عمل الإنسان ومن خلالها تتحدد العلاقة التي تربط بين العبد وربه وعلى ضوئها يعبد المسلم ربه ويتقرب إليه .......
ولهذا كان اصل علم السلف وعملهم يقوم على امرين :
- العلم بالله تعالى
- العمل له

الامر السابع :
إن هذا الطريق وهو طريق معرفة الله عز وجل معرفة صحيحة بأسمائه الحسنى وصفاته العلى هو طريق الكمّل من الناس ، ولهذا كان ذلك طريق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ....... وهم اكمل الخلق واعلمهم بالملة ثم على نهجهم سار الصديقون والسابقون والمقربون والعلماء وكل من سلك صراط الله المستقيم ......
فكل من سلك صراط الله المستقيم فإنه على هذه الجادة وهذا المهيع وهذا الطريق الموصل لله جل جلاله .

فهذه طريقة الكمّل من السائرين إلى الله كما يقول الحافظ ابن القيم ، وهي طريقة مشتقة من قلب القرآن ، فالله عز وجل يقول " ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها " والدعاء بها كما سبق يتناول دعاء المسالة ودعاء العبادة والثناء .
والله تبارك وتعالى يدعو عباده على ان يعرفوه بأسمائه وصفاته ويثنوا عليه بها و يأخذوا بحظهم من عبوديتها .
يقول ابن القيم رحمه الله :
أما الخواص فعمدة إيمانهم محبة تنشأمن معرفة الكمال ، ومطالعة الأسماء والصفات ...........
ويقول في موضع ىخر : باب الأسماء والصفات غنما يدخل منه إليه خواص عباده واوليائه وهوباب المحبين حقا الذي لا يدخل منه غيرهم ولا يشبع من معرفته أحد منهم ، بل كلما بدا لهم علم ازداد شوقا ومحبة وظمأً ... وهذا هو سلوك الأكياس الذين هم خلاصة العالم والسالكون على هذا الدرب أفراد من العالم .........

إنه طريق سهل قريب موصل آمن ، أكثر السالكين في غفلة عنه ولكنه يستدعي رسوخا في العلم ومعرفة تامة به ، وبالجملة أيها الأحبة : فاالإيمان بالصفات ومعرفة الاسماء وإثبات حقائق ذلك وتعلق القلب بها وشهوده لها هو مبدا الطريق ووسطه وغايته ، وهو روح السالكين وحاديهم إلى الوصول ومحرك عزماتهم غذا فتروا ، وهو منير الطريق ةمثير الهمم إذا قصروا فإن سيرهم إنما هو على الشواهد فكما أن من لا شاهد له فلا سير له ولا طلب ولا سلوك له .واعظم الشواهد صفات محبوبهم ونهاية مطلوبهم وذلك هو العلم الذي رفع لهم في السير فشمّروا كما يقول الحاظ ابن القيم رحمه الله .
وبهذا نكون قد انتهينا من القضايا الدالة على اهمية معرفة الاسماء الحسنى .
ننتقل إلى الأمر السابع عشر وهو الأمر الأخير من هذه المقدمات وهو ما يتصل بثمرات الإيمان بالأسماء الحسنى .
وهذا من اجل واهم ما يذكر في هذه المقدمة .

.............................
يتبع إن شاء الله



توقيع أم كلثوم


إذا سـرّ بالسراء عمّ سرورها *** وإن مسّ بالضـراء أعقبها الأجـــر

وما منهما إلا لـه فيه نــعمة *** تضيق بها الأوهام والبــر والبحــر



أم كلثوم غير متواجد حالياً  
قديم 21-03-08, 10:52 PM   #2
أم جهاد وأحمد
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

بارك الله فيك أختي الفاضلة أم كلثوم وثبت أجرك

جعل الله صالح أعمالك في ميزان حسناتك أختي في الله



توقيع أم جهاد وأحمد
اللهم ارزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل
أم جهاد وأحمد غير متواجد حالياً  
قديم 21-03-08, 11:52 PM   #3
أم كلثوم
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 23-01-2008
المشاركات: 405
أم كلثوم is on a distinguished road
افتراضي

أيها الأحبة :
للتعبد باسماء الله وصفاته آثار كثيرة على القلب ، قلب العبد وعمله ، فمعرفة الذات والصفات مثمرة لجميع الخيرات العاجلة و الىجلة ، ومعرفة كل صفة من الصفات تثمر حالا عليّة وأقوالا ثنيّة وأفعالا رضيّة ، ومراتب دنيوية ودرجات أخروية ...........

فمثل معرفة الذات والصفات كشجرة طيبة أصلها ثابت وهو معرفة الذاتثابت بالحجة والبرهان وفرعها وهو معرفة الصفات في السماء مجدا وشرفا تؤتي أكلها كل حين من الاحوال والأقوال والأعمال .
منبت هذا الشجرة بالقلب الذي إن صلح بالمعرفة والاحوال صلح الجسد كله كما يقول العز بن السلام رحمه الله ......

أشرع بعد ذلك في ذكر هذه الثمرات :
فأولها تحقيق التوحيد :
وقد ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه التوحيد بابا قال فيه :
باب من حقق التوحيددخل الجنة من غير حساب :
وذلك ايه الأحبة من اعطى هذه الأسماء حقها على التوحيد فإنها تقوده إلى التوحيد ولا بد .
ثم هو أيضا سيأتي بلوازمها ومقتضياتها فالألوهية والربوبة من مقتضيات تلك الاسماء الحسنى ، وتحقيق التوحيد هو معرفته والاطلاع على حقيقته والقيام بها علما وعملا ، وحقيقة ذلك هو انجذاب الروح إلى الله محبة وخوفا وإنابة وتوكلا ودعاء وإخلاصا وإجلالا وهيبة وتعظيما وعبادة .......... وبالجملة فلا يكون في قلبه شيئا لغير الله ، ولا إرادة لما حرم الله ، ولا كراهة لما امر الله به وذلك حقيقة لا إله إلا الله ............ فإن الإله هو المألوه المعبود ..

الامر الثاني من ثمراتها :
هو زيادة الإيمان :
ومن عقيدة اهل السنة والجماعة ان الإيمان يزيد وينقص ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، يزيد بالعلم والعمل ، فكلما علم العبد عن الله وآياته ازداد إيمانا ..
وكذلك ايضا إذا استجاب العبد لما امره الله به ازداد إيمانا ، وينقص الإيمان بنقص العلم والعمل كما قال الله تبارك وتعالى :" وإذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فاما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون " .
ولا شك ان من اعظم ما جاءت به النصوص وبينته كما ذكرنا سابقا هو اسماء الله وصفاته فمن آمن بها وفهم معناها وعمل بمقتضاها ازداد إيمانه زيادة عظيمة ولا بد .

وذلك أن معرفة الأسماء والصفات من أعظم روافد الإيمان وأجل الموصلات لحلاوته وإذا كان من تحقق بمعانيها ووعاها بقلبه ووجدانه فإنه يجد لها من التأثيرات المختلفة على قلبه ما يهذب روحه ويسمو بنفسه حتى يصير كأنه في رياض من الجنة.
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم فيما يوجِد حلاوة الإيمان :"أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما".
وقد ذكر الشيخ عبد الرحمن بن السعدي-رحمه الله-: من أعظم روافد الإيمان كما يعبر يقول : معرفة أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة والحرص على فهم معانيها والتعبد لله فيها ثم ذكر حديث إن لله تسعا وتسعين اسما، ثم قال : الجنه لا يدخلها إلا المؤمنون فَعُلِم أن ذلك أعظم ينبوع و مادة لحصول الإيمان وقوته وثباته .

"من أحصاها دخل الجنة"
الكافر لو عرف عدها وحفظ هذه الأسماء فإنه لا يدخل الجنة ، فدل ذلك على أن المؤمن يرتقي بمعرفة هذه الأسماء ، سواء قيل أن المراد هو حفظها ، أو قيل فهم المعاني أو قيل العمل حسب مقتضاها ، فهذا كله يدل على أن أعظم روافد الإيمان ، ويكون ذلك أيضا سببا لقوته وثباته ، فمعرفة الأسماء أيها الأحبة هو أصل الإيمان و الإيمان يرجع إليها.
ومن انفتح له هذا الباب انفتح له باب التوحيد الخالص والإيمان الكامل الذي لا يحصل إلا للموحدين ، فالعلم بهذه الأسماء والاشتغال بفهمها والبحث عنها هو اشتغال بأعلى المطالب وحصول للعبد من أشرف المواهب.
وكلما ازداد العبد كما سبق معرفةً بربه ازداد إيمانه وكلما نقص نقص ، فعلى المسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها فيعظموا الله حق تعظيمه.
ومن أيقن بهذا الباب ولم يتأثر إيمانه بالشبه الباطلة ، والإيرادات المبتدعة ، فقد وصل إلى درجات البصيرة بالأسماء والصفات ، والبصيرة نور يقذفه الله على بقلب العبد، يرى به حقيقة ما أخبرت به الرسل عليه الصلاة والسلام، كأنه يشاهده رأي عين ،وبذلك ينتفع بما دعا إليه الشرع من الاعتناء بهذا الباب العظيم ، ومن أعرض عن الإيمان بهذا الباب وعطل أسماء الله عز وجل وصفاته كان من أعظم الصادين عن معرفة الله وعبادته والقاطعين طريق الوصول إليه .
كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله :" الجهال بالله بأسماء الله وصفاته المعطلون لحقائقها يبغضون الله إلى خلقه ويقطعون عليهم طريق محبته ، التودد إليه بطاعته من حيث لا يعلمون".
يعني ، كأنه يقول ربكم لا يوصف بالرحمة ، ولا يحب ، ولا يرضى ، إلى غير ذلك من أوصاف الكمال التي يعطلونها ، ولا يتكلم ولا ينزل إلى السماء الدنيا ، فيقول :من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، فهؤلاء لا شك أنهم قطاع طريق ، يصدون عن الله عز وجل وعن صراطه المستقيم .

-الثالث من هذه الثمرات:
أن العبد يبلغ بذلك ويصل إلى مرتبة الإحسان :
وهي أعلى المراتب وقد فسرها النبي عليه الصلاة والسلام بقوله :"أن تعبد الله كأنك تراه فأن لم تكن تراه فإنه يراك " وقد ذكرنا في بعض المناسبات في غير هذا المجلس ، أن العلماء اختلفوا في ذلك على قولين:
(الكلام عن الأعمال القلبية)
فمنهم من يرى أنهما مرتبتان : " أن تعبد الله كأنك تراه " هذه هي المرتبة الأعلى ، ثم انحط به ونزل إلى المرتبة التي دونها ؛ يعني لم تصل إلى هذا المستوى أن تعبد الله كأنك تراه ، كأنك تشاهده ، فاعلم أنه يراك ، واستشعر رقابته عليك .
ومن أهل اعلم من فهم أنها مرتبة واحدة لكنه ذكره بهذا المعنى الثاني ، أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تراه فاستشعر نظره إليك ورؤيته لك .
والحافظ ابن القيم رحمه الله مشى على أنهما مرتبتان وعّد المرتبة الأولى وهي مرتبة الاستحضار؛ استحضار مرتبة مشاهدة الله ، واطلاعه عليه وقربه منه وإحاطته بأمره ، وهو مرتبه الإخلاص ، لأن استحضار ذلك في عمله يمنعنه إلي الالتفات إلى غير الله وإرادته بالعمل .
يلتفت إلى من وهو يستشعر هذا المعنى؟
يرائي من؟
وإذا كان من أعظم ما يخلص العبد من دنس الرياء ملاحظة أسماء الله وصفاته ، فمن لاحظ اسم الله الغني دفعه ذلك إلى الإخلاص ، لماذا ؟ وكيف ؟
لأن الله غني عن عملك وأنت فقير إلى الله عز وجل ، والله جلّ جلاله أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا آشرك فيه معه سواه تركه الله عز وجل وشركه ، فإذا عرف العبد هذا المعنى وتأمله أخلص لله جلّ جلاله .
إذا تذكر أن الله هو الغني وأن العباد فقراء " يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد".
فكيف يتوجه إليهم ويلتفت إليهم ويطلب المحمدة منهم كيف يتصور يقوم يعبد ربه تبارك وتعالى بذكره أو الصلاة أو قراءة القرآن أو نحو ذلك ، ثم هو يطلب من مخلوق ضعيف لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً، يطلب منه أن يرفعه أو أن ينفعه ، أو أن يعظمه أو يجلّه أو ما أشبه ذلك ، تطلب من الفقير العاجز وتنصرف عن الغني الكامل جلّ جلاله.
وهكذا من تأمل اسم الله العليم فإنه يعلم أن ما أخفاه هو عن الله تبارك وتعالى عن أعين الناس ونظرهم ومشاهدتهم فإن الله تبارك وتعالى يراه ويشاهده .
فإذا استحضر العبد أن الله يراه وأنه يعلم السر وأخفى وأنه سميع بصير فإنه يستحي أن يقارف مالا يليق والله جلّ جلاله يرى ذلك منه ، والملك يشاهده ويكتب عمله ذاك .
وهكذا من تأمل اسم الله الحفيظ حمله ذلك على ترك الرياء ،لأن من معاني الحفيظ أنه يحفظ على العباد أعمالهم ، يحصيها ويكتبها ثم يوافيهم بعد ذلك بها ، وإذا صنع ذلك في سائر الأعمال كلها كان العمل كله أيها الأحبة كله لله تبارك وتعالى.
فحُبُه لله وبغضه لله وقوله لله ولحظه لله وعطاؤه لله ومنعه لله فلا يريد من الناس جزاءً ولا شكوراً .
وماذا عن المخلوقين ؟ هذا دواء أيها الأحبة في كثير من القضايا التي يسأل عنها الناس وإنما يجابون عنها بمثل هذا : اعرف ربك معرفة صحيحة بأسماء الله وصفاته .
بعض الناس يقول : أقوم بأعمال دعوية وأشياء ولكن أجد قلبي يتفلّت على ونيتي في شرود، فنقول له: اعرف ربك معرفة صحيحة فإذا عرفته بأسمائه وصفاته لم تلتفت إلى الآخرين .
ماذا ترجو وماذا تنتظر عند هؤلاء الناس العجزة المساكين الفقراء إن أحبوك مدحوك بما ليس فيك وإن أبغضوك رموك بما ليس فيك ، وما قيمة ثناء الناس وما قيمة محبة الناس وما قيمة تقدير الناس إذا كان العبد يتقلب بسخط الله جلّ جلاله ؟!
لهذا يحتاج العبد أن يراعي هذه المعاني ، لو قلت أن جميع المشكلات التي نقع فيها فيما يتعلق بالسلوك ، وما يتعلق بالإخلاص............

ما يتعلق بعلاقاتنا يرتبط بهذا المعنى لم يكن ذلك مبالغة ، كيف لا وقد ذكرنا أن العلم بالأسماء والصفات أصل للعلم بكل العلوم ، فإذا علم الإنسان قدر النفس وأنه عبد لا يصلح له إلا ما يصلح للعبد ، وعرف الرب جل جلالة وعرف الخلق فإنه لا بأس عليه ، يجتهد في طاعة الله ولا يلتفت إلى المخلوقين أن يعطوه أو يمنعوه أو يكرموه أو يمنحوه أو يرضوا عنه أو يسخطوا عليه ، لكن من لم يعرف ربه معرفة صحيحة ، تضخمت عليه نفسه وتعاظم وصار يطلب من الناس أن يبرزوه أو يقدموه ، أن يكرموه ، أن يعطوه الدروع ، أن يجعلوه في صدر المجالس ، أن ينوهوا بذكره في كل مناسبة بل وبدون مناسبة ، وإلا فإنه يغضب عليهم ويسخط أو يلومهم وربما حقد عليهم ، لماذا تتعاظم النفس؟ إذا تلاشت معرفة الرب تبارك وتعالى في القلب.
لماذا يتعاظم الناس في عين الإنسان؟
تجده دائما ملهوف يريد أن يعرف ماذا قال الناس عن عمله ومشروعه الفلاني ، ماذا قال الآخرون حينما ألقى كلمة في هذا الحفل أو حينما تصدق بصدقة أو حينما قام بعمل معين ، فهذا يجعله يقبل أو يحجم ، باعتبار نظر الناس فهذا انحراف وخلل كبير بسبب ان هذا الإنسان ما عرف الله ، فتعاظم المخلوق في عينه فاشتغل به وصوب نظره إليه فصار عطاؤه ومنعه من أجل رضا المخلوق أو اتقاءً لسخطه ولا يبالي بعد ذلك أسخط الله عليه أو رضي عليه ، وتأملوا هذا في أنفسكم ويمكن أن تعالج جميع أدواء القلوب بمثل هذا النظر والمعرفة والعلم الصحيح الذي هو من أجل العلوم.
فالعبد إذا قصد في معرفة الله عز وجل وقع في الرياء وضعف عنده الإخلاص فيقصد غير الله عز وجل و لربما عبد غير الله أصلا فيعبد حجرا أو شجرا أو بشرا ، فمن امتلأ قلبه أيه الأحبة بعظمة الله فإنه يستصغر كلمن سواه ، فلا يرجو منه قربى بعلمه أو رزقا بقوله ولم يتعلق بغير المالك المعبود جل جلاله ، والله له الأمر كله ، فلا يكون شيء في الكون إلا بأمره وعلمه ، فلماذا نلتفت إلى المخلوق ؟ ولماذا نشتغل في المخلوق؟ والأمر الثاني فيما ذكره الحافظ ابن القيم رحمه الله فيما يتعلق بمرتبة الإحسان :
الأولى الاستحضار ، والثانية المشاهدة .
وفسرها بأن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه ، فيستنير قلبه بالإيمان وتنفض البصيرة بالعرفان حتى يصير الغيب كالعيان . . . هذه عبارة الحافظ ابن القيم رحمه الله فمن عرف الله بأسمائه وصفاته تحصلت له مرتبة الاستحضار فإن ترقى إلى المعرفة بالحق تحصلت له مرتبة المشاهدة باعتبار الانقسام الذي ذكرته آنفا وأن ذلك مرتبتين وهذه المرتبة مرتبة المشاهدة هي التي يوصف الإنسان فيها بالتعبد المطلق بجميع الأسماء والصفات كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله بأن مشهد الإحسان هو مشهد المراقبة وهي أن يعبد الله كأنه يراه وهذا المشهد إنما ينشأ من كمال الإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته حتى كأنه يرى الله سبحانه فوق سماواته مستويا على عرشه يتكلم عن أمره ونهيه ويدبر أمر الخليقة فينزل الأمر من عنده ويصعد إليه وتعرض أعمال العباد وأرواحهم عند الموافاة عليه ،ويشهد ذلك كله بقلبه ويشهد أسمائه وصفاته ويشهد قيوما حيا سميعا بصيرا عزيزا حكيما ، آمرا ناهيا ، يحب ويبغض ويرضى ويغضب ويفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وهو فوق عرشه لا يخفى شيء عليه من أعمال العباد ولا أقوالهم ولا بواطنهم بل يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ومشهد الإحسان : أصل أعمال القلوب كلها فإنه يوجب الحياء والإجلال والتعظيم والخشية والمحبة والإنابة والتوكل والخضوع لله تبارك وتعالى .

والذل له ويقطع الوسواس وحديث النفس ويجمع القلب والهمم على الله ، وحظ العبد من القرب من الله على قدر حظه من مشهد الإحسان وبحسبه تتفاوت الأعمال حتى يكون بين صلاة الرجلين من الفضل كما بين السماء والارض وركوهما وسجودهما واحد كما يعبر الحافظ ابن القيم رحمه الله .
هذا معنى شريف أيه الاحبة ويحتاج إلى عناية أن نعالج هذه النفوس ونسعى أيضا إلى رفع الآخرين إلى هذه المرتبة مرتبة الإحسان .
ولا يمكن أن يصل إليها إنسان لا يعرف الله عز وجل معرفة صحيحة بأسمائه وصفاته .

ارفع نفسك تتخلص من كثير من ( ؟) إذا أردت ان تعالج الآخرين فارفعهم ، علق قلوبهم بالله عز وجل عرفهم به فتنتهي كثير من الأمور التي تقلق النفوس ويضطرب على الإنسان فيها قصده ونيته ، وعند ذلك تفسد أعماله ولربما يقع الصراع والنزاع بين كثير من الناس وهم في خير ودعوة ويتفرق الجمع الواحد ولا يلتئم اثنان على شيء ، كل ذلك بسبب الفساد الذي يعشعش في القلوب ويريد أن يكون له حضرة ، يريد أن يكون له وجود يريد ان يكون في الامام ، لماذا أهمش ؟! لماذا أحيد ؟! لماذا أبعد ؟! لماذا لا يبقى على البال ؟ لماذا الذكر والتنويه لغيري ؟ وانا الذي أقمت هذا وفعلت هذا وانا صاحب الفكرة والاقتراح .
كل هذا امراض تععش فتجد بعد ان كان راسا في هذا الباب من الخير ويدعوا الناس أليه ويحثهم عليه أصبح معوقا ومثبطا ومنتقدا ، يذكر عيوبهم وييتتبع أخطاءهم ويلمزهم ويعوق الناس عن الانتفاع بهذا المشروع ،،، وهذا العمل الذي كان هو اول الداعين إليه ........
ما الذي تغير ، لماذا تحولت اعمالهم الجيدة إلى أخطاء ، ولماذا ضخمت هذه الاخطاء ؟
الاخطاء موجودة في كل مكان لكن لماذا تتبع ؟
ولماذا النجوى ؟ يبحث عن اناس يوافقونه ويرخون له آذانهم ويسمعوا ما يلقيه في قلوبهم ، فإذا وافقه الواحد بعد الواحد ، ما يلبث إلا أصبحت حوله مجموعة إما من السذج او من الذين في قلوبهم شيء على إخوانهم ويظنون انهم إنما يقومون لله وبالله غيرة على دينه وهم إنما يقومون انتصارا لأنفسهم وحظوظهم وذواتهم .
وما اكثر هذا !
هذا الذي فرق الناس وهذا الذي شتتهم ، ويتحول بسبب هذا البر التقي الصالح الذي هو من افضل العباد إلى شيطان رجيم في نظر هؤلاء .
ولربما يتحول الطالح البطال الذي لا ينهض بعمل من اعمال الخير ، يتحول إلى رمز وإلى منظر وإلى كبير وإلى قدوة يتكلم ويهرف بما لا يعرف .......
من اين هذا أيها الأحبة ، من هذه الامور والبلايا والآفات والشوائب التي تعشعش في القلوب .........
فتجد الإنسان في نفسه أشياء كثيرة على إخوانه وإذا سنحت له الفرصة قام وتحركت عزيمته وهمته ووثب وثوب الاسد على الفريسة وصار – نسأل الله العافية – فتنة لغيره وصادا عن سبيل الله جل جلاله ..
وهذه البلية لا يسلم منها إلا من خلص قلبه من هذه الشوائب وعرف ربه معرفة صحيحة وعند ذلك لا يبالي بأحد .
فيكون المهم ان ينتشر الخير ، وان يكثر البر والمعروف على يدي او على يدي غيري ، كل من سار في هذا الطريق فانا عون له ، وإذا أساء الناس تكف عن إساءتهم ، ولا اريد لاحد ان يعرف اني قدمت في هذا قليلا او كثيرا ولا يعرف احد اني تصدقت او اقترضت أو أنني صاحب الفكرة الاساسية كما يقول في المشروع بعض الناس من غذا جلست معه تستحي : تريد ان تصلح بينه وبين إخوانه فتستحي من كلامه ( كلام أطفال ) يحتاج ترضية ...... ترضيه الكلمة وتسخطه الكلمة فإذا أعطيته بعض الاعتبار مثل (فانتم ، ومثلكم ، ما شاء الله ، وجرى على يديكم كثير من الخير والنفع ) انشرح صدره واستراح ووجد من مثل هذا أعظم ما يقويه ويدفعه إلى مزيد من العمل ،،، نعم يمكن ان يستمر في هذه الطريقة وإذا وجد فتورا أو انقباضا أو لم يذكر أو مثل ذلك او شعر ان احدا ينافسه سخط وغضب واشغل الناس بمشكلاته وإزعاجد وقلقه ، وما يريده عليهم ويشوش أعمالهم به .

هذا كثير ....... تجلس مع ناس احيانا مثل الاطفال تماما كمن عمره خمس او ست سنوات تحاول ترضيه تطيب خاطره ( لا لم ينسك احد ، كيف تُنسى ، مثلك لا ينسى ، ما شاء الله تبارك الله ، أنت أصل في هذا العمل ) يفرح ينبسط ويسر ، ترضيه الكلمة وتسخطه الكلمة لكن لو كان الأمر لله عز وجل لم يحتج لمثل هذا ، كان يقول أنا المكدى وابن المكدى كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ، ما انتظر منكم شيء " لا نريد منكم جزاء ولا شكورا "
إذا جئت اجلس في آخر المجلس وإذا اقمت تعريفا بهذا العمل أو بغيره لا أُذكر فيه ، هذا هو الصحيح ، لكن يحتاج إلى مجاهدات وصبر ، يحتاج غلى معرفة بالنفس وبالناس ومعرفة بالخالق جل شأنه .

المقصود ايها الاحبة أنه الأمر الرابع من الثمرات :
هو ان العلم بالله تبارك وتعالى على هذا المنهج يرسخ العقيدة الصحيحة والمعرفة الصادقة بقلب الإنسان ويسلك به صراط الله المستقيم وهذا يقرب العباد من ربهم وباريهم الله جل جلاله فينزل عليهم من رضوانه وتتنزل عليهم بركاته ، ويكون سببا لرفعتهم ونصرهم وتأييدهم وتمكينهم في الارض " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذي من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا " وشيئا نكرة في سياق النفي فتنفي كل إشراك بجميع صوره واشكاله وانواعه ، أما الذين لا زالت حظوظ النفوس قائمة فقد يجاهدون لحظوظ هذه النفوس ، فلا يكون جهاده او امره بالمعروف أو نهيه عن المنكر لا يكون لله وإنما يكون لهذه النفس وهؤلاء قد يحصل لهم خلاف مقصودهم كما ذكر أهل العلم كابن القيم والذهبي بان هؤلاء يسلط عدوه عليه إذا امر بالمعروف او نهى عن المنكر ونفسه حاضرة إما ام ينتصر لنفسه أو يعرف بهذا أو يعرف بانه جريء وشجاع فقد يسلط هؤلاء عليه فيحصل له من الاذى والإذلال والضرر ما لم يحسب له حسابا........ والله المستعان
وإذا حاد العباد عن الدين الذي ارتضاه الله عز وجل لهم فإن ذلك سببا لانقراض ملكهم وسلطانهم وإدالة عدوهم عليهم ........

الخامس من الثمرات :


...................................

أخواتي وصلت للدقيقة 49 إذا استطاعت إحدى الأخوات ان تكمل فجزاها الله خيرا وإلا فسأكمله بعون الله لكن بعد يومين إن أحيانا الله لان عندي شغل آخر أريد ان اتفرغ له ............ وجزاكم الله خيرا

.....................

جوزيت الجنة أختي الساعية للفردوس الاعلى انالك الله ما تطلبين
أم كلثوم غير متواجد حالياً  
قديم 22-03-08, 06:18 AM   #4
سلوى حسين
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

اقتباس:
أخواتي وصلت للدقيقة 49 إذا استطاعت إحدى الأخوات ان تكمل فجزاها الله خيرا
اختي الغالية ام كلثوم بارك الله في جهدك وجعله في ميزان حسناتك
لا عليك اختي الغالية نحن من يكمل عنك
لقد تم تفريغ الدرس والان الاخت بدر الدجى تقوم بتنسيقة وسنرفعه بدلا عنك
حيث كان المتفق عليه هو تقسيم تفريغ الدرس بين
بدر الدجى ، نور الصباح ، زمن الغربة
ولو انك زرت صفحة تفريغ الدرس الرابع لوجدت الخطة
الان الدرس عند الاخت بدر الدجى ستقوم بتنسيقة ورفعه باذن الله



توقيع سلوى حسين
الحياة اقصر مما تتصور فلا تغرقها بهموم زائلة
فلا تبكي ولا تشكي لعبد مهما بلغت منزلته
وانما حلق بذكر الله وتلذذ في سجدة طويلة تبث فيها شكواك لتغسل مافي قلبك من هموم وتغمرك فرحا ورضا وسعادة وسرور بما اعد الله لك في الجنان
اللهم اعطنا ولا تحرمنا

سلوى حسين غير متواجد حالياً  
قديم 22-03-08, 06:45 AM   #5
سمية ممتاز
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

نعم أختي الغالية أم كلثوم
كما قالت لك الأخت زمن الغربة
سنكمل عنك نحن بإذن الله
وسأنزل الدرس اليوم مساء بإذن الله تعالى ..

بارك الله فيك وفي جهدك ونفع بك وجزاك خيرا




توقيع سمية ممتاز
,,



التعديل الأخير تم بواسطة سمية ممتاز ; 22-03-08 الساعة 06:48 AM
سمية ممتاز غير متواجد حالياً  
قديم 22-03-08, 10:49 AM   #6
أم كلثوم
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 23-01-2008
المشاركات: 405
أم كلثوم is on a distinguished road
افتراضي

جزاكما الله خير الجزاء زمن الغربة وبدر الدجى

الله يتقبل من الجميع ويبارك فيهم وبأعمالهم
أم كلثوم غير متواجد حالياً  
قديم 22-03-08, 09:50 PM   #7
أم أسماء
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 22-05-2007
المشاركات: 7,201
أم أسماء is on a distinguished road
افتراضي

ما شاء الله.... وفي هذا فليتسابق المتسابقون .
بارك الله فيكن أخواتي ورزقكن الفردوس الأعلى....



توقيع أم أسماء
قال ابن القيم رحمه الله:
(القلب يمرض كما يمرض البدن، وشفاؤه في التوبة والحمية
ويصدأ كما تصدأ المرآة وجلاؤه بالذكر
ويعرى كما يعرى الجسم وزينته التقوى
ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة والخدمة)
أم أسماء غير متواجد حالياً  
قديم 23-03-08, 12:20 AM   #8
إشراقة النور
|نتعلم لنعمل|
 
تاريخ التسجيل: 18-01-2007
المشاركات: 2,977
إشراقة النور is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

بارك الله فيكم أخواتي

أريد أن أحجز مكان في تفريغ الدرس الثامن

وجزاكم الله خيرا في انتظار الرد
إشراقة النور غير متواجد حالياً  
قديم 23-03-08, 12:56 AM   #9
سمية ممتاز
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إشراقة النور مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله

بارك الله فيكم أخواتي

أريد أن أحجز مكان في تفريغ الدرس الثامن

وجزاكم الله خيرا في انتظار الرد
نعم يالغالية
لك ما أردت
بوركت الهمم يالغاليات
نخبرك بما عليك بإذن الله قريبا
وبارك الله فيك
سمية ممتاز غير متواجد حالياً  
قديم 23-03-08, 02:34 AM   #10
سمية ممتاز
جُهدٌ لا يُنسى
c8 تفريغ الدرس السابع ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أعدت كتابة التفريغ من البداية لأنني قد دققته ونسقته

الأخوات المشاركات في تفريغ هذا الدرس:
أم كلثوم - زمن الغربة - نور الصباح ..
فجزاهن الله خيرا وبارك في جهودهن
ونسأل الله الإخلاص والقبول . .

وهذا هو الدرس بين أيديكن ..


تفريغ الدرس السابع :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. امـا بعد :
فمرحبا بكم معاشر الاخوان واسال الله تبارك وتعالى ان يجعل هذا المجلس خالصا لوجهه الكريم و مقربا الى مرضاته وان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته .
ايها الاحبه لا زال الحديث عن اهميه الايمان بأسماء الله الحسنى وذكرنا في ذلك أمرين .
وأما الأمر الثالث ما يدل على اهميتها فإن إحصائها والعلم بها اصل للعلم بكل معلوم فإن المعلومات سوى الله تبارك وتعالى إما أن تكون خلقاً له وإما أن تكون أمراً, ومصدر الخلق والامر جميعاً ناشئ عن اسمائه الحسنى ومرتبط بها فالأمر كله مصدره اسماء الله جل جلاله والخلق كله كذلك .
فإذا أحصى الإنسان أسماء الله كما ينبغي للمخلوق , أحصى جميع العلوم بهذا الإعتبار وذلك كما ذكرت أن إحصاء أسمائه إحصاءٌ لكل معلوم لأن المعلومات هي من مقتضاها ومرتبطة بها, فما نشاهده في هذا الكون مما يتعلق بالخلق فإنه ناتج عن اسمائه تبارك وتعالى وإذا تأملت هذا ظهر لك كل الظهور وإذا نظرت إلى ما أمر به وشرّعه فإنه ناتج أيضا عن أسمائه الحسنى انظر الى اسم الله مثلاً : الخالق أو الرازق أو الكريم وانظر إلى ما تشاهده من هذه المخلوقات وانظر الى أسمائه : العليم والخبير واللطيف وانظر الى أسمائه تبارك وتعالى التي تدل أيضا على علمه كالسميع و البصير فتجد ذلك الأمر الذي ذكرته ظاهر في هذا كله, فكل ما شرّعه تبارك وتعالى يدل على أنه عليم وأنه حكيم يضع الأمور في مواضعها ويوقعها في مواقعها وإذا تأملت في أحوال هذا الخلق الدقيق و الجليل سواء في العالم العلوي كسير الأفلاك والكواكب وما جرى مجرى ذلك أو نظرت إلى خلق الانسان وما فيه من الدقه العجيبه أو نظرت إلى تصريف أمر الكائنات من الدواب بجميع أشكالها وأنواعها وصنوفها رأيت أن ذلك صادر عن أسمائه تبارك وتعالى, من الذي يرزقها ؟ من الذي يقيمها ؟ من الذي يدبر شؤونها ؟ من الذي أوجدها ابتداءا ؟ من الذي يعلم أحوالها وتقلبها ؟ ومن الذي أعطى هذا العطاء ومنح هذه المنح فصار الخلق يتقلبون بألوان الإفضال والنعم التي يغدقها الله عز وجل عليهم صباح مساء , من الذي علمهم العلوم و المعارف؟ حتى صار الانسان يسخر كثير مما في هذا الكون ولا يزال يكتشف أشياء وأشياء فيكون ذلك سبيلا إلى مزيد من الإنتفاع بما وهب الله عز وجل ومنح كل هذا صادرا عن أسمائه الحسنى جل جلاله .
الامـر الرابــع :
الأمر الرابع مما يدل على أهمية معرفتها إن معرفتها وفهمها وسيلة الى معاملته بثمراتها من الخوف والرجاء والمحبه والمهابه الى غير ذلك مما يمكن أن نعبر عنه بتحقيق العبوديه .
كما سيأتي شرحه وإيضاحه بالكلام على الثمرات بشيء من البسط .
لكن هنا نشير إلى جانب يتعلق بهذا يدل على أهميه معرفة الأسماء الحسنى فالله تبارك وتعالى خلق الخلق من أجل أن يعبدوه (( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون )) ولا يمكن للخلق أن يعبدوه إلا بعد أن يعرفوه فلا بد من معرفته لتتحقق الغايه المطلوبه من الخلق؛ والحكمة من ايجادهم وهي أن يعبدوا ربهم وفاطرهم جل جلاله فالإشتغال بمعرفته سبحانه وتعالى إشتغال العبد بما خلق له وإذا ترك العبد هذا وضيعه فانه يكون قد أهمل ما خلق له .
والوسائل لها أحكام المقاصد وكثيرٌ من الناس يسألون عن سؤالات تتعلق باصلاح أحوالهم وقلوبهم وأعمالهم وتتعلق بسيرهم الى الله عز وجل والجد والتشمير بطاعته فيقال لهم اعرف ربك معرفة صحيحة بأسمائه وصفاته , أولئك الذين يتعلقون بالمخلوقين تعلق لايصلح إلا أن يكون بالله تبارك وتعالى فيشغلهم ذلك التعلق عن ربهم ويصير ذلك المخلوق يهيمن على تفكيرهم ويجدون من انشغال القلب وألمه ما لا يقدر قدره مثل هؤلاء نقول لهم العلاج بمعرفة الله عز وجل معرفة صحيحه باسمائه وصفاته .
الذين يخافون من المخلوقين خوفاً لا يصلح الا لله عز وجل أياً كان ذلك المخلوق, من الناس من يقول انا اخاف كما يقول بعض الإخوان قبل يومين أنا أخاف من الظلام ما السبيل ؟ أذهب إلى الأطباء النفسيين ؟ أو أحضر في هذه الدورات التي تعالج الجوانب الشخصيه ؟ أو أقرأ الكتب المنتشرة في المكتبات التي يقولون أنها تعالج هذه الجوانب السلبيه في نفس الانسان ؟ يقول مع أني قرأت الكثير من هذه الكتب ولا أجد كتاب في المكتبات إلا قرئته ومع ذلك يقول لم أنتفع بشي .
فالسبيل هو أن يعرف الله جل جلاله.. ولهذا وُجد بعض السلف وهو نائم في مكان خالٍ موحش في ظلام الليل في البريه فقيل : أتنام هنا وحدك ؟! فقال : من عرف الله لم يلتفت إلى ما سواه ملأ الخوف من الله عز جل قلبه فلم يعد فيه محل لهذه المخاوف والأوهام التي يتوهمها كثير من الناس أولئك الذين يتحسسون أبدانهم كأنه مريض كأنه هنا فيه علة فيه مرض فيه ورم وليس به بأس, من الناس من لايكاد يوم يمر إلا وهو يرسل رسالة يطلب الدعاء من أشياء موهومة ليست حقيقية, ليس به علة ولا بأس لكنه يتوهم هذا ويبكي, هؤلاء يحتاجون إلى معرفة الله عز وجل وأن الله إذا أراد أن يمس العبد بضر فلا كاشف له إلا هو وإذا أراده بخير فلا راد لفضله إلى غير ذلك مما يطول وصفه ولعلي أتحدث عنه بشي من البسط كما ذكرت إن شاء الله من الكلام على ثمرات الإيمان بأسماء الله الحسنى فالمقصود أيها الأحبة أن معرفة هذه الاسماء الحسنى والصفات العلى يُحدث خشيةً ورهبةً في قلب العبد, من علم أن الله بكل شيء عليم وأنه لا تخفى عليه خافيه من اعمال العباد وآمن بذلك فإنه يكون أكثر مراقبة لله عزوجل وخوفاً ورجاءً ممن لا يعلم هذا .
أولئك الذين يعانون من ذنوب في الخلوات كيف السبيل إلى التخلص منها ؟ إنما هو بمعرفة الله معرفة صحيحة بأسماءه وصفاته, فمن عرفه اتقاه ولهذا قال الله عزوجل (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )) وقد فسر ذلك كبير المفسرين أبو جعفر ابن جرير الطبري رحمة الله بأن هؤلاء العلماء هم العلماء بقدرته على ما يشاء من شيء وأنه يفعل ما يريد ، لأن من علم ذلك وأيقن بعقابه على معصيته فخافه ورهبه , خشية منه أن يعاقبه ولهذا قالوا العلم الخشية يعني الذي يورث العبد خشة المعبود تبارك وتعالى .
كما ذكر العز ابن عبدالسلام رحمه الله قريبا من هذا المعنى وهو ان فهم معاني اسماء لله تبارك وتعالى يكون وسيلة الى معاملته بثمراتها من الخوف والرجاء والمهابة والمحبة والتوكل.
خـامســــــــــــــــــــــا:
الأمر الخامس مما يدل على أهميتها ويُنبأ عن شده الحاجة إليها هو أنه لا شيء أطيب للعبد ولا ألذ ولا أهنأ ولا أنعم لقلبه وعيشه من محبة فاطره وباريه ودوام ذكره والسعي في مرضاته وهذا كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله: هو الكمال الذي لا كمال للعبد بدونه وله خُلق الخلق ولأجله نزل الوحي وأُرسلت الرسل وقامت السموات والارض ووجدت الجنه والنار ووضع البيت الحرام و وجب حجه على الناس اقامة لذكره الذي هو من توابع محبته والرضا به وعنه وعلى هذا الامر العظيم أُسّست الملة ونُصبت القبلة فكل من عرف الله أحبه وكلما كان حبه أقوى كانت اللذه أعظم, سيأتي ايضاحه في الثمرات ببسط أكثر من هذا ان شاء لله .
والحب نابع من العلم بالمحبوب ومعرفة جماله الظاهر والباطن فأعرف الخلق بالله اشدهم حباً له ولا سبيل للحصول على هذه المعرفة إلا من باب العلم بأسماء الله وصفاته .
ومن كان في قلبه أدنى حياة أو محبة لربه و إرادة لوجهه فطلبه لهذا العلم بالاسماء والصفات وحرصة على معرفة وزيادة التبصر فيه وسؤاله واستكشافة عنه يكون أكبر مقاصده وأعظم مطالبه وأجلّ غاياته فهو كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله: ليست القلوب الصحيحة والنفوس المطمئنه إلى شيء من الأشياء أشوق منها إلى معرفة هذا الأمر ولا فرحها بشيء أعظم من فرحها بالظفر بمعرفة الحق فيه وكل ذلك يُضفي على القلب النور و البصيرة التي تحصنه من الشبهات و الشهوات فأين أصحاب القلوب المُشَوَشَة و القلوب الفارغة والقلوب المشغوله عن الله تبارك وتعالى ؟ إما بحب المال او بحب إمرأةٍ أو بغير ذلك مما تتعلق به القلوب ويصرفها ويشغلها عن المالك المعبود جل جلاله .
الســــــــــــــــــــــــــــادس :
ان معرفة اسماء الله وصفاته هي الاساس الذي يُبني عليه عمل الانسان ومن خلالها تحدد العلاقة التي تربط بين العبد وربه وعلى ضوءها يعبد المسلم ربه ويتقرب إليه ولهذا كان أصل علم السلف وعملهم يقوم على أمرين :
[FONT='Microsoft Sans Serif','sans-serif']1- [/FONT]العلم بالله عز وجل ..
[FONT='Microsoft Sans Serif','sans-serif']2- [/FONT]العمل لله ..
الســـــــــــــــــــــــــــــــابع :
أن هذا الطريق وهو طريق معرفة الله عز وجل معرفة صحيحة باسمائه الحسنى وصفاته العلى هو طريق الكُمَّل من الناس ولذا كان ذلك طريق الانبياء عليهم الصلاة والسلام وهم اكمل الخلق وأعلمهم بالله ثم على نهجهم سار الصديقون والسابقون والمقربون والعلماء وكل من سلك صراط الله المستقيم فإنه على هذه الجادّة وهذا المهيع وهذا الطريق الموصل الى الله جل جلاله, فهذه هي طريقة الكمل من السائرين الى الله كما يقول الحافظ ابن القيم وهي طريقة مشتقة من قلب القران فالله تبارك وتعالى يقول (( والله الاسماء الحسنى فادعوه بها )) والدعاء بها كما سبق يتناول دعاء المساله ودعاء العبادة والثناء, والله تبارك وتعالى يدعو عبادة إلى أن يعرفوه بأسمائه وصفاته ويثنوا عليه بها وياخذوا بحظهم من عبوديتها يقول ابن القيم رحمه الله: {اما الخواص فعمدة ايمانهم محبة تنشأ من معرفة الكمال ومطالعة الاسماء والصفات} .
ويقول في موضع اخر {باب الأسماء و الصفات الذي إنما يَدخل منه إليه خواص عباده وأولياءه وهو باب المحبين حقاً الذي لا يدخل منه غيرهم ولا يشبع من معرفته أحدٌ منهم بل كلما بدى له منه علم ازداد شوقاً ومحبةً وظمئاً, وهذا هو سلوك الأكياس الذين هم خلاصة العالم و السالكون على هذا الدرب أفراد من العالم إنه طريق سهل قريب موصل آمن, أكثر السالكين في غفلة عنه ولكن يستدعي رسوخاً في العلم ومعرفة تامةً به} .
وفي الجملة أيها الأحبة فالإيمان بالصفات ومعرفة الاسماء وإثبات حقائق ذلك وتعلق القلب بها وشهوده لها هو مبدأ الطريق ووسطة وغايته وهو روح السالكين وحاديهم إلى الوصول ومحرك عزماتهم إذا فتروا ومنير الطريق ومثير الهمم إذا قصّروا فإن سيرهم إنما هو على الشواهد فمن كان لا شاهد له فلا سير له ولا طلب ولا سلوك له وأعظم الشواهد صفات محبوبهم ونهاية مطلوبهم وذلك هو العلم الذي رُفع لهم في السير فشمروا إليه كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله, وبهذا نكون قد انتهينا من القضايا الداله على أهمية معرفة الأسماء الحسنى ..
الامــــــــــــــــــــــــــــــر الســـــابع عشـــــر :
وهو الامر الاخير من هذه القدمات وهو ما يتصل بثمرات الايمان بالاسماء الحسنى .
وهذا من أجل وأهم وأفضل ما يذكر في هذه المقدمه
أيها الأحبه للتعبد بأسماء الله وصفاته آثار كثيرة على القلب , على قلب العبد وعمله فمعرفة الذات والصفات مثمرة لجميع الخيرات العاجلة و الآجله ومعرفة كل صفة من الصفات تثمر حالاً عليه وأقوالاً ثنيه وأفعالاً رضيه ومراتب دنيويه ودرجات أخروية .
فمَثَل معرفة الذات والصفات كشجرة طيبة أصلها وهو معرفة الذات ثابت بالحجة و البرهان وفرعها وهو معرفة الصفات في السماء مجدا وشرفا تؤتي اكلها كل حين من الاحوال والاقوال والاعمال منبت هذه الشجرة القلب الذي إن صلح بالمعرفة والأحوال صلح الجسد كله كما يقول العز ابن عبد السلام رحمه الله .
..............................................
اشرع بعد ذلك بذكر هذه الثمرات
فأولها :
تحـــقيق التــــوحيـد :
وقد ذكرالشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه التوحيد باباً قال فيه (( باب من حقق التوحيد دخل الجنه بغير حساب )) وذلك أيها الأحبة أن من أعطى هذه الأسماء حقها فأنها تقوده إلى التوحيد ولا بد ثم هو أيضا سيأتي بلوازمها و مقتضياتها فالألوهية و الربوبية من مقتضيات تلك الاسماء الحسنى و تحقيق التوحيد هو معرفته و الإطلاع على حقيقته و القيام بها علماً وعملا وحقيقة ذلك هو انجذاب الروح إلى الله محبة وخوفاً وإنابةً وتوكلاً ودعاء وإخلاصاً وإجلالاً وهيبةً وتعظيماً وعبادة,, و بالجملة فلا يكون في قلبه شيء لغير الله ولا إراده لما حرم الله ولا كراهة لما أمر الله به وذلك هو حقيقة لا اله الا الله,,, فإن الإله هو المالوه المعبود ..
ثـــــانيـــــا:
الأمر الثاني في ثمراتها هو زيادة الايمان .
ومن عقيدة اهل السنه أن الإيمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية يزيد بالعلم والعمل فكلما علم العبد عن الله وآياته شي إزداد إيمانا وكذلك أيضا إذا استجاب العبد لما أمره الله به ازداد ايمانا وينقص الايمان بنقص العلم والعمل .
كما قال الله تبارك وتعالى (( واذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجزاً إلى رجزهم وماتوا وهم كافرون )) ولا شك أن من أعظم ما جاءت به النصوص وبينته كما ذكرنا سابقاً هو أسماء الله وصفاته فمن آمن بها وفهم معناها وعمِل بمقتضاها ازداد ايمانه زيادة عظيمةً و لابد .
وذلك أن معرفة الاسماء والصفات أعظم روافد الإيمان وأجلّ الموصلات لحلاوته, ولذا كان من تحقق بمعانيها ووعاها بقلبه ووجدانه فانه يجد لها من التاثيرات المختلفة على قلبه ما يهذب روحه ويسمو بنفسه حتى يصير كأنه في رياض من الجنه .
ولهذا قال صلى اله عليه وسلم فيما يوجد حلاوة الايمان ((أن يكون الله ورسوله أحب اليه مما سواهما )) وقد ذكر الشيخ عبد الرحمن ابن السعدي رحمه الله من أعظم روافد الإيمان كما يعبر يقول: معرفة أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنه والحرص على فهم معانيها والتعبد لله فيها ثم ذكر حديث ((أن لله تسعة وتسعين اسما )) ثم قال الجنه لا يدخلها الا المؤمنون فعُلم أن ذلك أعظم ينبوع ومادة لحصول الايمان وقوته وثباته, من أحصاها دخل الجنة, الكافر لو عرف عدها وحفظ هذه الاسماء فإنه لا يدخل الجنة, فدل ذلك على أن المؤمن يرتقي بمعرفة هذه الأسماء سواء قيل إن المراد هو حفظها مجرد الحفظ أو قيل فهم المعاني أو قيل العمل أيضا بمقتضاها فهذا كله يدل على أن ذلك من اعظم روافد الايمان ويكون ذلك ايضا سببا لقوته و ثباته ..
فمعرفة الأسماء أيها الأحبة هو أصل الإيمان والإيمان يرجع إليها ومن انفتح له هذا الباب انفتح له باب التوحيد الخالص و الإيمان الكامل الذي لا يحصل إلا للموحدين فالعلم بهذه الأسماء والإشتغال بفهمها والبحث عنها هو اشتغال بأعلى المطالب وحصوله للعبد من أشرف المواهب وكلما ازداد العبد كما سبق معرفة بربه ازداد ايمانه وكلما نقص نقص .
فعلى المسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها فيعظموا الله حق تعظيمه ، ومن أيقن بهذا الباب ولم يتأثر ايمانه بالشبه الباطلة والإرادات المبتدعة فقد وصل الى درجات البصيرة في الاسماء والصفات ،
والبصيرة : نور يقذفه الله بقلب العبد يرى به حقيقة ما اخبرت به الرسل عليهم الصلاة والسلام كأنه يشاهده رأي عين.
وبذلك ينتفع بما دعى اليه الشرع من الإعتناء بهذا الباب العظيم ومن اعرض عن الايمان بهذا الباب وعطّل أسماء الله عز وجل وصفاته كان من أعظم الصادين عن معرفة الله وعبادته والقاطعين طريق الوصول اليه كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله: الجُهَّال بالله وأسمائه وصفاته المعطلون لحقائقها يُبَغِّضون الله إلى خلقه ويقطعون عليهم طريق محبته والتودد إليه بطاعته من حيث لا يعلمون,, يعني يقولون ربكم لا يوصف بالرحمة, ولا يُحِبْ ولا يُحَبْ ولا يرضى, وإلى غير ذلك من أوصاف الكمال التي يعطلونها, يقولون لا يتكلم, ولا ينزل إلى السماء الدنيا ويقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه, فهؤلاء ولا شك انهم قطاع طريق يصدون عن الله عز وجل وعن صراطه المستقيم .
سمية ممتاز غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[السلسلة الصوتية] كيف تتعلم قراءة القرآن ؟ - للأستاذ الشيخ _ أحمد عامر الكلمة الطيبة مكتبة طالبة العلم الصوتية 11 24-03-07 12:55 AM


الساعة الآن 07:31 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .