العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة التزكية وآداب الطلب > روضة التزكية والرقائق

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-05-09, 02:31 PM   #1
الشهيدة بإذن الله
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي .•° كيف ترق القلوب °•.

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الصلاة والسلام على من لا نبي بعده
الشيخ محمد الشنقيطي
تاريخ الاضافة: 06/02/2008

كيف ترقَّ القلوب ؟
إن رقة القلوب وخشوعها وانكسارها لخالقها وبارئها منحة من الرحمن وعطية من الديان تستوجب العفو والغفران ، وتكون حرزا مكينا وحصنا حصيناً مكيناً من الغي والعصيان .
ما رقَّ قلبٌ لله عز وجل إلا كان صاحبه سابقا إلى الخيرات مشمرا في الطاعات والمرضاة .
ما رق قلب لله عز وجل وانكسر إلا وجدته أحرص ما يكون على طاعة الله ومحبة الله، فما ذُكّر إلا تذكر، ولا بُصّر إلا تبصر .
ما دخلت الرقة إلى القلب إلا وجدته مطمئنا بذكر الله يلهج لسانه بشكره والثناء عليه سبحانه وتعالى .
وما رق قلب لله عز وجل إلا وجدت صاحبه أبعد ما يكون عن معاصي الله عز وجل .
فالقلب الرقيق قلبٌ ذليل أمام عظمة الله وبطش الله تبارك وتعالى .
ما انتزعه داعي الشيطان إلا وأنكسر خوفا وخشية للرحمن سبحانه وتعالى .
ولا جاءه داعي الغي والهوى إلا رعدت فرائص ذلك القلب من خشية المليك سبحانه وتعالى .
ولكن من الذي يهب رقة القلوب وانكسارها ؟ ومن الذي يتفضل بخشوعها وإنابتها إلى ربها ؟ من الذي إذا شاء قلَبَ هذا القلب فأصبح أرق ما يكون لذكر الله عز وجل، وأخشع ما يكون لآياته وعظاته ؟
من هو ؟ سبحانه لا إله إلا هو ، القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء ، فتجد العبد أقسى ما يكون قلب ، ولكن يأبى الله إلا رحمته ، ويأبى الله إلا حلمه وجوده وكرمه .
حتى تأتي تلك اللحظة العجيبة التي يتغلغل فيها الإيمان إلى سويداء ذلك القلب بعد أن أذن الله تعالى أن يصطفى ويجتبى صاحب ذلك القلب .
فلا إله إلا الله ، من ديوان الشقاء إلى ديوان السعادة ، ومن أهل القسوة إلى أهل الرقة بعد أن كان فظا جافيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه ، إذا به يتوجه إلى الله بقلبه وقالبه .
إذا بذلك القلب الذي كان جريئا على حدود الله عز وجل وكانت جوارحه تتبعه في تلك الجرأة إذا به في لحظة واحدة يتغير حاله ، وتحسن عاقبته ومآله ، يتغير لكي يصبح متبصرا يعرف أين يضع الخطوة في مسيره .
أحبتي في الله : إنها النعمة التي ما وجدت على وجه الأرض نعمة أجل ولا أعظم منها ، نعمة رقة القلب وإنابته إلى الله تبارك وتعالى . وقد أخبر الله عز وجل أنه ما من قلب يُحرم هذه النعمة إلا كان صاحبه موعودا بعذاب الله ..
قال سبحانه : ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) . ويل ، عذاب ونكال لقلوب قست عن ذكر الله ، ونعيم ورحمة وسعادة وفوز لقلوب انكسرت وخشعت لله تبارك وتعالى .
لذلك – إخواني في الله – ما من مؤمن صادق في إيمانه إلا وهو يتفكر كيف السبيل لكي يكون قلبي رقيقا ؟ كيف السبيل لكي أنال هذه النعمة ؟
فأكون حبيبا لله عز وجل ، ولياً من أوليائه ، لا يعرف الراحة والدعة والسرور إلا في محبته وطاعته سبحانه وتعالى ، لأنه يعلم أنه لن يُحرم هذه النعمة إلا حُرم من الخير شيئا كثيرا .
ولذلك كم من أخيار تنتابهم بعض المواقف واللحظات يحتاجون فيها إلى من يرقق قلوبهم فالقلوب شأنها عجيب وحاله غريب .. تارة تقبل على الخير ، وإذا بها أرق ما تكون لله عز وجل وداعي الله .
لو سُألت أن تنفق أموالها جميعا لمحبة الله لبذلت ، ولو سألت أن تبذل النفس في سبيل الله لضّحت .. إنها لحظات ينفح فيها الله عز وجل تلك القلوب برحمته .
وهناك لحظات يتمعر فيها المؤمن لله تبارك وتعالى ، لحظات القسوة ، وما من إنسان إلا تمر عليه فترة يقسو فيها قلبه ويتألم فيها فؤاده حتى يكون أقسى من الحجر والعياذ بالله .
وللرقة أسباب:
الله تبارك وتعالى تكرم وتفضل بالإشارة إلى بيانها في الكتاب.. فما رق القلب بسبب أعظم من سبب الإيمان بالله تبارك وتعالى .. ولا عرف عبد ربه بأسمائه وصفاته إلا كان قلبه رقيقا لله عز وجل ، وكان وقّافا عند حدود الله .
لا تأتيه الآية من كتاب الله ، ويأتيه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال بلسان الحال والمقال : ( سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) .
فما من عبد عرف الله بأسمائه الحسنى وتعرف على هذا الرب الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إلا وجدته إلى الخير سباق، وعن الشر محجام .
فأعظم سبب تلين به القلوب لله عز وجل وتنكسر من هيبته المعرفة بالله تبارك وتعالى ، أن يعرف العبد ربه .. أن يعرفه ، وما من شيء في هذا الكون إلا ويذكره بذلك الرب .
يذكِّره الصباح والمساء بذلك الرب العظيم .. وتذكِّره النعمة والنقمة بذلك الحليم الكريم .. ويذكِّره الخير والشر بمن له أمر الخير والشر سبحانه وتعالى .
فمن عرف الله رق قلبه من خشية الله تبارك وتعالى .. والعكس بالعكس فما وجدت قلباً قاسيا إلا وجدت صاحبه أجهل العباد بالله عز وجل ، وأبعدهم عن المعرفة ببطش الله، وعذاب الله وأجهلهم بنعيم الله عز وجل ورحمة الله .
حتى إنك تجد بعض العصاة أقنط ما يكون من رحمة الله ، وأيئس ما يكون من روح الله والعياذ بالله لمكان الجهل بالله .. فلما جهِل الله جرأ على حدوده ، وجرأ على محارمه ، ولم يعرف إلا ليلا ونهارا وفسوقا وفجورا ، هذا الذي يعرفه من حياته ، وهذا الذي يعده هدفا في وجوده ومستقبله .
لذلك – أحبتي في الله – المعرفة بالله عز وجل طريق لرقة القلوب ، ولذلك كل ما وجدت الإنسان يديم العبرة ، يديم التفكر في ملكوت الله ، كلما وجدت قلبه فيه رقة ، وكلما وجدت قلبه في خشوع وانكسار إلى الله تبارك وتعالى .
السبب الثاني :
الذي يكسر القلوب ويرققها ، ويعين العبد على رقة قلبه من خشية الله عز وجل النظر في آيات هذا الكتاب ، النظر في هذا السبيل المفضي إلى السداد والصواب .. النظر في كتاب وصفه الله بقوله : ( كتابٌ أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ) .
ما قرأ العبد تلك الآيات وكان عند قرأته حاضر القلب متفكرا متأملا إلا وجدت العين تدمع ، والقلب يخشع والنفس تتوهج إيمانا من أعماقها تريد المسير إلى الله تبارك وتعالى ، وإذا بأرض ذلك القلب تنقلب بعد آيات القرآن خصبة طرية للخير ومحبة الله عز وجل وطاعته



توقيع الشهيدة بإذن الله
{لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى ...} النساء
الشهيدة بإذن الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-09, 06:38 PM   #2
فتاة لديها هدف
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

أسأل الله ان يرزقنا قلوباً تخشاهـ

جزاكِ الله خيراً



توقيع فتاة لديها هدف

عُدنا بهمه
أشتقت اليكن ياغاليات
فتاة لديها هدف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-09, 08:15 AM   #3
مارية أم محمد
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

جزاك المولى كل خير
مارية أم محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-09, 01:13 PM   #4
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

الحمد لله

اللهم لين قلونا ، واذهب قسوتها ، واجعلها اللهم خاشعة يا رب العالمين

بورك فيك اختي الشهيدة باذن الله ، ونفع بك



توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شرح حديث: (تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير) بشـرى روضة السنة وعلومها 11 05-12-08 01:56 PM
كيف ترقَّ القلوب ؟ اختكم فى الله روضة التزكية والرقائق 7 13-07-07 03:17 PM
كيف ترق قلوبنا؟ حبيبة روضة التزكية والرقائق 2 23-01-07 11:20 AM
كيف يكون الرضا بالقضاء؟ حسناء محمد روضة العقيدة 0 20-04-06 02:54 PM


الساعة الآن 11:48 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .