من يحتاج للآخر أكثر؟

[مفكرة إسلامية]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
يا شيخ أريد أخذ رأيكم في موضوع ألا وهو "من يحتاج للآخر أكثر؟ الرجل أم المرأة"
في الواقع لقد طرح علينا هذا السؤال دكتور في الكلية وبلا شك أجبناه بصوت واحد: الرجل يحتاج أكثر...
حينها قهقه الدكتور ثم قال : لا بل كلاهما...كل واحد يحتاج للآخر بقدر ما يحتاج إليه الآخر... وأورد على ذلك دليلاً قول المولى تبارك وتعالى : ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن...) و آيات من هذا القبيل...
وبالطبع كنت ممن قال: بأن الرجل يحتاج للمرأة أكثر... لكنني لم أقل ذلك إثر تعصب كما فعلت أغلبية الطالبات بل فكرت بعقلي واستنتجت هذا الرأي...
وبما أن أستاذنا – هداه الله- لم يكن على قدر كبير من الدين والخلق فلم أستطع مناقشته في الأمر...
ولذلك آثرت عرض رأيي عليك لتنظر أصوابًا هو أم يحتاج لتصويب؟...
أرى أن الرجل يحتاج ويتشوق للمرأة أكثر والسبب:
1-قابلت في هذه الحياة الكثير من النساء الغير المتزوجات "العوانس" وكن يمارسن حياتهن بشكل طبيعي جدًا بل كن ناجحات في حياتهن العملية والعلمية والاجتماعية وكذلك داعيات صالحات ولا نزكيهن على الله حتى أنني في بعض الأحايين أقول في نفسي : سبحان ربي كل شيء منه بحكمة وكأنه أبعدهن عن الزواج ليتفرغوا للعبادة والدعوة والعلم. بل إن أغلب حلقات العلم ومراكز تحفيظ القرآن يقوم عليه النساء الغير متزوجات...
إذا المرأة قد تصبر أن تمكث بغير زوج حتى توضع في اللحد أما الرجل فلا نتخيل –ناهيك عن أننا لا نجد- كيف يكون حال الرجل لو بلغ الأربعين وليس عنده زوجة...
2-وحتى لو تزوجوا... لا توجد أي امرأة (سوية) في الدنيا تتزوج وتحتاج لزوج آخر أي لا يكفيها زوجها فالمرأة يكفيها الزوج الواحد ويشبع رغباتها بعكس الرجل الذي قد لا تكفيه الواحدة بل قد لا يكتفي إلا بأربع... وهذا ليس عيبًا في الرجل... فهذه خلقته التي خلقه الله عليها...
3-أن الرجل في الأصل طالب والمرأة مطلوبة فإن دل ذلك على شيء لدل على أنه الرجل يحتاج للمرأة أكثر ولو كانا متساويين لكان كل واحد منهما طالبًا للآخر...ومطلوبًا من الآخر.
4-إن شوق المرأة للرجال ليس كشوق الرجال للمرأة ولهذا فإن الله شوّق الرجال بذكر نساء الجنة مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام: { ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء } [أخرجه البخاري] أما المرأة فشوقها إلى الزينة من اللباس والحلي يفوق شوقها إلى الرجال لأنه مما جبلت عليه كما قال تعالى-أومن ينشأ في الحلية - سورة الزخرف:18 -
قال الشيخ ابن عثيمين: إنما ذكر – أي الله عز وجل – الزوجات للأزواج لأن الزوج هو الطالب وهو الراغب في المرأة فلذلك ذكرت الزوجات للرجال في الجنة وسكت عن الأزواج للنساء ولكن ليس مقتضى ذلك أنه ليس لهن أزواج ..
طبعًا ما ذكرتُه على سبيل العموم والأصل...
فانظر يا – رعاك الله - في هذا الأمر ووجهني للصواب...
نفع الله بك وبعلمك...

[عبد السلام بن إبراهيم الحصين]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
هذا الموضوع لا أظن أنه تتعلق به فتوى شرعية؛ لأن الشارع ذكر أن كل واحد من الرجل والمرأة لا يستغني عن صاحبه، وأنهما جميعا على حد سواء في أصل التكليف، وأن الأصل هو الاشتراك في جميع التكاليف، وإنما يختص كل واحد منهما بما يناسب طبيعته.
لكن لا أعلم نصًا صريحا يدل على أن حاجة الرجل إلى المرأة أكثر، أو أن حاجة المرأة إلى الرجل أكثر.
الرجل والمرأة كالليل والنهار، والشمس والقمر، كلاهما يحتاج إليهما الوجود، ولكن لكل واحد منهما من الخصائض ما ليس للآخر.
وجميع ما ذكرتيه من الأسباب لكون الرجل يحتاج إلى المرأة أكثر مقنع في الظاهر.
لكن قد نجد من الرجال من لا ينطبق عليه بعض ما ذكرت أو كله.
ونجد من النساء من لا ينطبق عليها بعض ما ذكرت أو كله.
ولي وجهة نظر في الموضوع قد تخالف وجهة نظرك، ووجهة نظر الأستاذ الذي طرح الموضوع من أصله.
ولكني لن أعرضه؛ لأنه لا يتجاوز أن يكون وجهة نظر شخصية خاصة، لا علاقة لها بالأدلة الشرعية.
كما أن المسألة في اعتقادي تتفاوت من شخص لآخر.
والله أعلم.