العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . معهد العلوم الشرعية . ~ . > ๑¤๑ أقسام معهد العلوم الشرعية الدراسية ๑¤๑ > || المستوى الأول || > حلية طالب العلم > أرشيف الفصول السابقة

الملاحظات


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-11-09, 12:02 PM   #1
شموخ الهمه
جُهدٌ لا يُنسى
Icon62 مقررات دورة حلية طالب العلم //للـــفائــدة//

حلية طالب العلم

السبت : الشريط الأول

الوجه الأول
محتوى الشريط :
- التعليق على مقدمة الحلية ... الى الفصل الاول" آداب الطالب في نفسه"

- العلم : منزلته ، وبما يكون الاخلاص في طلبه.
- محبة النبي (صلى الله عليه وسلم) وبيان اثرها في تطبيق هديه .

تحميل المادة


الوجه الثاني:
محتوى الشريط
- آداب الطالب في نفسه


تحميل المادة الصوتية

الأحــد : الشريط الثاني







الوجه الأول :

محتوى الشريط
-تابع اداب الطالب في نفسه

- ادب التحلي بالمروءة
- الزهد والورع : اثرهم وبيان الفرق بينهما.
- كيف يتحلى طالب العلم برونقه.


تحميل المادة الصوتية






الوجه الثاني :

محتوى الشريط
- تابع اداب الطالب في نفسه

- ادب الاعراض عن مجالس اللغو
- المروءة: مقتضياتها وبيان الضابط فيها.
- كيف يتعفف طالب العلم عن الترفه ومسالكها


تحميل المادة الصوتية



الاثنين: جزء من الشريط الثالث (إلى الدقيقة 28)


الوجه الأول:

محتوى الشريط
- تابع اداب الطالب في نفسه

- الهيشات : تعريفها وكيف يعرض طالب العلم عنها .
- كيف يتحلى الطالب بالرفق والتأمل والثبات والتثبت؟


تحميل المادة الصوتية



الخميس: الاختبار الأول


التفريـــــــغ:


بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد

.. [ فقد قرر شيخنا محمد بن صالح العثيمين قراءة كتاب حلية طالب العلم لفضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد وذلك أواخر شهر رجب لعام 1415هـ ] ..

بسم الله الرحمن الرحيم تعليقا على هذه المقدمة ، نحن قررنا هذا بعد مشاورتكم واقتراحاتكم وذلك لأن:
طالب العلم إذا لم يتحل بالأخلاق الفاضلة فإن طلبه للعلم لا فائدة فيه، لابد أن الانسان كلما علم شيئا من الفضائل أو من العبادات أن يقوم به فإن لم يفعل فهو والجاهل سواء بل الجاهل أحسن حالا منه؛ لأن هذا ترك الفضل عن عمد بخلاف الجاهل، ولأن الجاهل ربما ينتفع إذا علم بخلاف من علم ولم ينتفع، فلهذا أحثُّ نفسي وإياكم على التحلي بالأخلاق الفاضلة والصبر والمصابرة والعفو والإحسان بقدر المستطاع. هذا بقطع النظر عن الوصية الكبرى وهي الوصية بتقوى الله عزوجل التي قال الله تعالى فيها ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله).

أما مؤلفُ هذه الحلية فهو أخونا الشيخ : بكر أبو زيد وهو من أكابر العلماء ومن المعروفين بالحزم والضبط والنزاهة لأنه تولى مناصب كثيرة وكلُّ عملهِ فيها يدل على أنه أهلٌ لما تولاه وهو الآن مع لجنة الفتوى التي يرأسها سماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز بالرياض ومع هيئة كبار العلماء فنسأل الله لنا وله التوفيق، ثم إن كلامه في غالب كتبه كلام يدل على تضلعه في اللغة العربية ولهذا يأتي احيانا بألفاظ تحتاج إلى مراجعة مراجعة قواميس اللغة، والذي يظهر انه لا يتكلف ذلك لأن الكلام سلس ومستقيم وهذا يدل على ان الله تعالى اعطاه غريزةً في اللغة العربية لم ينلها كثير من العلماء في وقتنا حتى إنك تكاد تقول إن هذه الفصول كمقامات الحريري ومقامات الحريري معروفة لأكثركم مقامات جيدة وفيها مواعظ وفيها كثير من الكلمات اللغوية التي يستفيد الإنسان منها.





»◦ [ بسم الله الرحمن الرحيم ..
҉ المقدمة ҉

الحمدلله وبعد فأقيِّد معالم هذه الحلية المباركة عام 1408هـ والمسلمون ولله الحمد يعايشون يقظةً علمية تتهلل لها سبحات الوجوه ولا تزال تُنَشِّطُ متقدمةً إلى الترقي والنضوج في أفئدة شباب الامة مجدها ودمها المجددَ لحياتها إذ نرى الكتائب الشبابية تترى يتقلبون في اعطاف العلم مثقلين بحمله يعُلُّون منه وينهلون فلديهم من الطموح والجامعية والاطلاع المدهش والغوص على مكنوناتِ المسائل ما يفرح به المسلمون نصرا فسبحان من يحيي ويميتُ قلوبا، لكن.. لابد لهذه النواة المباركة من الصقل والتعهد في مساراتها كافة نشرا للضمانات التي تكف عنها العثار والتعثر في مثاني الطلب والعمل من تموجاتٍ فكرية وعقدية وسلوكيةٍ وطائفيةٍ وحزبية ..] »◦



||| الــشــــــــرح }~

هذا ماقاله صحيح فإنه في الآونة الأخيرة حصل ولله الحمد من الشباب المحافظ واسعة في شتى المجالات لكنها تحتاج إلى ضمانات وكوابح تضمن بقاء هذه النهضة وهذا الطموح لأن- كل شيء إذا زاد عن حده فإنه سوف يرجع إلى جذره – إذا لم يضبط ويكبح فإنه يكون دمارًا وربما يكون دمارا في المجتمع وربما يكون دمارًا حتى على صاحبه في قلبه، أرأيتم الخوارج عندهم من الإيمان بمحبة كون المسلمين على الحق مالا يوجد في غيرهم لكن هذا قد زاد حتى كفروا المسلمين وأئمة المسلمين وخرجوا عليهم فصاروا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ( يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميَّة ) فأنت اضبط قلبك إذا رأيت أنه سوف ينفر بعيدًا وسوف يسلك مسلكًا صعبًا فعليكَ ان تردَّه وأن تعرف ان المقصود إقامة دين الله لا الانتصار للغيرة وثورة النفس، ومعلومٌ انه إذا كان هذا هو المقصود(أعني الانتصار لدين الله) فإن الإنسان سوف يسلك أقرب الطرق إلى حصول هذا المقصود ولو بالمهادنة إذا دعت الحاجة إلى ذلك




»◦[ وقد جعلتُ طوع أيديهم رسالة في التعالم تكشف المندسين بينهم خشية أن يُرْدُوهُم ويضيعوا عليهم امرهم ويبعثروا مسيرتهم في الطلبُ فيَستلوهم وهم لا يشعرون واليوم أخوك يشُّد عضدك ويأخذ بيدك ..] »◦



-فإن الآن هذا الكتاب بعد كتاب التعلم –



»◦[ واليوم أخوك يشُّد عضدك وياخذ بيدك فأجعل طوع بنانك رسالةً تحمل الصفة الكاشفة لحليتك فها أنذا أجعل سن القلم على القرطاس فاتلو ما أرقُمُ لك أنعم الله بكَ عينا..... التحلي بمحاسن الآداب ومكارم الأخلاق والهدي الحسن والسمت الصالح سمة أهل الإسلام وان العلم وهو أثمن درة في تاج الشرع..] »◦



||| الـشــــــرح } ~

الآن الشيخ بكر يقول – اليوم اخوك يشد عضدك وياخذ بيدك فأجعل طوعَ – فيها التفات من اين؟ من الغيبة إلى الحضور هذا ليس معتادًا عند العلماء في مؤلفاتهم العلمية لكن كما قلنا أولا أن الشيخ يعتمد على البلاغات اللغوية ومعلومٌ أن الانتقال في الأسلوب من غيبة إلى خطاب او من خطاب إلى غيبة أو من مفرد إلى جمع حيث صحَّ الجمع من المعلوم ان هذا سوف يوجب الانتباه لأن الانسان إذا كان يسوغ أسلوب معين مستمرًا عليه انساغت نفسه لكن إذا جاء شيءٌ يغير الأسلوب سوف يتوقف وينتبه ( ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا ) فقال أخذ الله هذا *غيب* وبعثنا *حضور* .

»◦[ وان العلم وهو أثمن درةٍ في تاجِ الشرع المطهر لا يصل إليه إلا المتحلي بآدابه المتخلي بآفاته ولهذا عنون العلماء عنه بالبحث والتنبيه..] »◦



-المتحلي المتخلي فيها جناس ناقص لاختلاف بعض الحروف لكن مع ذلك الشيخ رأى هذا –



»◦[ ولهذا عنون العلماء بالبحث والتنبيه وأفردوها بالتأليف إما على وجه العموم لكافة العلوم أو على وجه الخصوص كآداب حملة القرءان الكريم وآداب المحدِّث وآداب المفتي وآداب القاضي وآداب المحتسب وهكذا . والشأن هنا في الآداب العامة لمن يسلك طريق التعلم الشرعي وقد كان العلماء السابقون يلقنون الطلاب في حلق ... ] »◦


||| الــشـــــــرح }~

إن من يسلك طريق التعلم الشرعي ويشمل أيضا لمن يسلك طريق التعليم الآداب هنا للمتعلم وللمعلم حتى المتعلم له آداب يجب أن يعتني بها

»◦[ وقد كان العلماء السابقون يلقنون الطلاب في حلق العلم آداب الطلب وأدركت خبر آخر العقد في ذلك في بعض حلقات العلم في المسجد النبوي الشريف إذ كان بعض المدرسين فيه يدرس طلابه كتاب *الزرنوجي* المتوفى سنة 593هـ رحمه الله تعالى المسمى * تعليم المتعلم طريق التعلُّم * فعسى أن يصل أهل العلم هذا الحبل الوثيق الهادي لأقوم طريق فيدرج تدريس هذه المادةِ في فواتح دروس المساجد وفي مواد الدراسة النظامية وأرجو أن يكون هذا التقييد فاتحة خيرٍ في التنبيه على إحياء هذه المادة التي تهذب الطالب وتسلك به الجادة في آداب الطلب وحمل العلم وأدبه مع نفسه، ومع مدرسه، ودرسه، وزميله، وكتابه، وثمرةِ علمه، وهكذا في مراحل حياته . فإليك حلية تحوي مجموعة آداب نواقضها مجموعة آفات فإذا فات أدبٌ منها اقترف المفرط آفةً من آفاته فمُقلٌّ ومستكثر وكما ان هذه الآداب درجات صاعدةٌ إلى السنة فالوجوب فنواقضها دركات هابطة إلى الكراهة فالتحريم..] »◦


||| الــشــــــرح } ~

وذكرالآداب وضدها إن كانت مسنونة يكون ضدها مكروهه وإن كانت واجبة فضدها محرم، ولكن هذا ليس على الإطلاق يعني ليس من ترك كل مسنون فهو مكروه وإلا لقلنا أن كل من ترك سنة في الصلاة يكون قد فعل مكروهًا لكن إذا ترك أدبًا من الآداب الواجبة فإنه يكون فاعلا محرمًا في نفس ذلك الأدب فقط لأنه يكون قد ترك فيه واجبًا وكذلك إذا كان مسنونًا وتركه فينظر إذ تضمن تركه إساءة أدب مع المعلم او مع زملائه فهذا يكون مكروها لا لأنه تركه ولكن لزم منه إساءةُ الأدب والحاصل أنه لا يستقيم ان نقول كل من ترك مسنونا فقد وقع في مكروه أو كل من ترك واجبا فقد وقع في محرم يعني على سبيل الاطلاق بل يقيدها.



»◦[ ومنها مايشمل عموم الخلق من كلِّ مكلَّف ومنها مايختصُّ به طالب العلم ومنها مايدركُ بضرورة الشرع ومنها مايعرف بالطبع ويدل عليه عموم الشرع من الحمل على محاسن الآداب ومكارم الأخلاق ولمئام الاستيفاء لكنَّ سياقتها تجري على ضرب سبيل المثال قاصدًا الدلالة على المهمات فإذا وافَقَت نفسًا صالحةً لها تناولت هذا القليل فكثرته وهذا المجمل ففصلته ومن اخذ بها انتفع ونفع وهي بدورها ماخوذةٌ من أدب من بارك الله في علمهم وصاروا أئمةً يهتدى بهم جمعنا الله بهم في جنته آمين] »◦






بكرُ بن عبد الله أبو زيد
في اليوم 5 من الشهر 8عام 1408هـ


التعديل الأخير تم بواسطة أم أسماء ; 04-10-10 الساعة 01:14 PM
شموخ الهمه غير متواجد حالياً  
قديم 10-11-09, 01:23 PM   #2
شموخ الهمه
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي الشريط الأول من حلية طالب العلم ..


الفصل الأول


Ξ҉Ξ آداب الطالب في نفسه Ξ҉Ξ
أولا: العلمُ عبادة : أصل الأصولِ في هذه الحلية بل ولكل أمر مطلوبٍ علمكَ بأن العلم عبادة، قال بعض العلماء: العلمُ صلاةُ السر وعبادة القلب وعليه فإن شرط العبادة ...


,, ҉ [ الشــــــرح ] ҉ ,,
نعم العلم عبادة لاشك بل هو من أجل العبادات وأفضل العبادات حتى إن الله تعالى جعله في كتابه قسيمًا للجهاد في سبيل الله الجهاد المسلَّح فقال جل وعلا ( وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقةٍ منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) ليتفقهوا يعني بذلك الطائفة القاعدة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم ينذرون، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( من يرد الله به خيرًا يفقههُ في الدين ) فإذا رزقك الله الفقه في دينك والفقه هنا يعنى به العلم بالشرع فيدخل في علم العقائد والتوحيد وغير ذلك فإذا رأيت أن الله من عليك بهذا فاستبشر خيرًا لأن الله تعالى أراد بك خيرًا، وقال الإمام أحمد ( العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته ) قالوا وكيف تصلح النية يا أبا عبد الله؟ قال: ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره.



,, [[ ... وعليه فإن شرط العبادة أولا: إخلاص النية لله سبحانه وتعالى لقوله ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) الآية . وفي حديث الفرد المشهور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إنما الأعمال بالنيات.. ) الحديث ، فإن فقد العلم إخلاص النية انتقل من أفضل الطاعات إلى أحط المخالفات ولا شيء يحطمُ العلم مثل الرياء ، رياء الشرك أو رياء إخلاص ومثل التسميع بأن يقول مسمعًا علمتُ وحفظت وعليه فالتزم التخلص من كل ما يشوب نيتك في صدق الطلب..]] ,,



,, ҉[ الشــــــرح ] ҉ ,,
كذلك إذا قال قائل : بم يكون الإخلاص في طلب العلم ؟
قلنا الإخلاص في طلب العلم يكون في أمور :
الأمر الأول : أن تنوي بذلك امتثال أمر الله لأن الله تعالى أمر بذلك قال: ( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ) وحث سبحانه وتعالى على العلم والحث على الشيء يسلتزم محبته والرضا به والأمر به .
ثانيًا : أن تنوي بذلك حفظ شريعة الله لأن حفظ شريعة الله يكون بالتعلم والحفظ بالصدور ويكون كذلك بالكتابة كتابة الكتب .
والثالث: أن تنوي بذلك حماية الشريعة والدفاع عنها لأنه لولا العلماء ما حميت الشريعة ولا دافع عنها أحد ولهذا نجد مثلا شيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم من أهل العلم الذين تصدَّوا لأهل البدع وبيَّنوا بطلان بدعهم نرى أنهم حصلوا على خير كثير .
والرابع: أن تنوي بذلك اتباع شريعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنك لا يمكن أن تتبع شريعته حتى تعلم هذه الشريعة .
هذه أمور أربعة كلها يتضمنها قولنا أنه يجب الإخلاص لله في طلب العلم .



,,[[ وعليه فالتزم التخلص من كل ما يشوب نيتك في صدق الطلب كحب الظهور والتفوق على الأقران وجعله سلمًا لأغراضٍ وأعراض من جاهٍ أو مالٍ أو تعظيم أو سمعة أو طلب محمدة أو صرف وجوه الناس إليك فإن هذه وأمثالها إذا شابت النية أفسدتها وذهبت بركة العلم ولهذا يتعين عليك أن تحمي نيتك من شوب الإرادة لغير الله تعالى بل وتحمي الحمى وللعلماء في هذا أقوال ..]] ,,



,, ҉[ الشــــــرح ] ҉ ,,
هذا صحيح ، ما قاله من وجوب حماية النية من هذه المقاصد السيئة فهو صحيح ، ومن طلب علمًا وهو مما يبتغى به وجه الله لا يريد إلا أن ينال عرضا من الدنيا لم يجد رائحة الجنة نسأل الله العافية، ثم إن هذه المحمدة والجاه والتعظيم وانصراف وجوه الناس إليك ستجده إذا حصلت العلم حتى وإن كانت نيتك سليمة بل إذا كانت نيتك سليمة فهو أقرب إلى حصول هذا لك.
تحمي الحمى : تحمي النية وتحمي ما حولها .. حمى الشيء : ما حوله ، كما في الحديث : " ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه " .




,,[[ وللعلماءِ في هذا أقوالٌ ومواقفٌ بينتُ طرفًا منها في المبحث الأول من كتاب التعالم ويزادُ عليه نهي العلماء عن الطبوليات وهي المسائل التي يرادُ بها الشهرة ..]] ,,



,, ҉[ الشــــــرح ] ҉ ,,
الطُّبوليات: المسائل التي يراد بها الشهرة ، لماذا سميت الطبوليات؟ لأنها مثل الطبل لها صوت ورنين فهذا إذا جاء في مسألة غريبة على الناس واشتهرت عنه كأنها صوت طبل فهذه يسمونها الطبوليات .
ولم أسمع بهذا لكن وجهها واضح.




,,[[ وقد قيل زلةُ العالمِ مضروبٌ لها الطبل، وعن سفيان رحمه الله تعالى أنه قال: كنتُ أوتيتُ فهم القرآن فلمَّا قبِلتُ الصُّرَّةَ سُلبتُه، فاستمسك رحمك الله تعالى بالعروة الوثقى العاصمة من هذه الشوائب ..]] ,,

,, ҉[ الشــــــرح ] ҉ ,,

هذا سفيان يقول كنت أوتيت فهم القرآن فلما قبلت الصرة سلبته، الصرة يعني من السلطان لما أعطاه سلب فهم القرآن وهؤلاء هم الذين يدركون الأمور ولهذا يتحرز السلف من عطايا السلطان ويقولون إنهم لا يعطوننا إلا ليشتروا ديننا بدنياهم فتجدهم لا يقبلونه ثم إن السلاطين فيما سبق قد تكون أموالهم مأخوذة من غير حلها فيتبرعون عنها أيضا من هذه الناحية ومن المعلوم أنه لا يجوز للعالم أن يقبل هدية السلطان إذا كان السلطان يريد أن تكون هذه العطية مطيةً له يركبها متى شاء بالنسبة لهذا العالم أما إذا كانت أموال السلطان نزيهة ولم يكن يقبل الهدية منه ليبيع دينه بها فقد قال النبي صلى اله عليه وعلى آله وسلم لعمر: " ماجاءك من هذا المال وأنت غير مشهد ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك "، وغرض سفيان رحمه الله تعالى من ذلك *التحذير* من هذا وتبكيت نفسه على ما صنع .




,,[[ فاستمسك رحمك الله تعالى بالعروة الوثقى العاصمة من هذه الشوائب بأن تكون مع بذل الجهد في الإخلاص شديد الخوف من نواقضه عظيم الافتقار والالتجاء إليه سبحانه ويؤثر عن سفيان بن سعيد الثوري رحمه الله تعالى قوله ( ما عالجت شيئا أشد عليَّ من نيتي ) وعن عمر بن ذرٍّ أنه قال لوالده ..]] ,,

,, ҉[ الشــــــرح ] ҉ ,,
وفي معنى ذلك ما أدري هل هو قول آخر أو نقل بالمعنى ، يقول: ( ما عالجت نفسي على شيءٍ أشد من معالجتها على الإخلاص ) وهذا بمعنى كلام سفيان لأن الإخلاص شديد ولهذا من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه فإنه يدخل الجنة وهو أسعد الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .




,,[[ وعن عمر بن ذر أنه قال لوالده: يا أبي مالك إذا وعظت الناس أخذهم البكاء وإذا وعظهم غيرك لا يبكون ؟ فقال: يا بني ليست النائحة الثكلى مثل النائحة المستأجرة ..]] ,,

,, ҉[ الشــــــرح ] ҉ ,,
الله أكبر هذا مثلٌ عظيم ، النائحة الثكلى يعني التي فقدت ولدها هذه تبكي بكاءً من القلب ، والنائحة المستأجرة ما يؤثر نوحها ولا بكاؤها لأنها تصطنع البكاء ، ولكن مثل هذا الكلام الذي يرد عن السلف يجب أن يحسن الظن بهم وأنهم لا يريدون بذلك مدح أنفسهم وإنما يريدون بذلك حث الناس على إخلاص النية والبعد عن الرياء وما أشبه ذلك وإلا لكان هذا تزكيةً للنفس واضحة والله عز وجل يقول ( لا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) لكن السلف رحمهم الله لعلمنا بمقامهم وإخلاصهم يجب أن نحمل ما ورد عنهم مما يحتمل هذا المعنى الفاسد أن نحمله على المعنى الصحيح .
( وفقك الله لرشدك آمين ,, )





,,[[ الشرط الثاني: الخصلة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة : محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتحقيقها بتمحض المتابعة وقفو الأثر للمعصوم.. قال الله تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) وبالجملة فهذا أصل ..]] ,,

,, ҉[ الشــــــرح ] ҉ ,,
لا شك أن المحبة لها أثر عظيم في الدفع والمنع إذ أن المحب يسعى غاية جهده في الوصول إلى المحبوب فيطلب ما يرضيه وما يقربه منه، ويسعى غاية جهده في اجتناب ما يكرهه محبوبه ويبتعد عنه ولهذا ذكر ابن القيم في *روضة المحبين* أن كل الحركات مبنية على المحبة كل حركات الإنسان وهذا صحيح


يتبع الوجه الثاني
شموخ الهمه غير متواجد حالياً  
قديم 10-11-09, 02:36 PM   #3
شموخ الهمه
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

نــكــمل

..҉[[ الْخُصْلَةُ الْجامِعَةُ لِخَيْرَيْ الدُّنْيا وَالآخِرَة؛ (مَحَبَّةُ الله تَعالى وَمَحَبَّةُ رَسولِهِ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَتَحْقيقِها بِتَمَحضِ الْمُتابَعَةِ وَقُفُوِ الأَثَرِ لِلمْعصومِ.
قالَ الله تَعالى: " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ" [ آل عمران: 31 ]] ҉..


الـــشـــرح


لا شك أن المحبة لها أثر عظيم في الدفع والمنع، إذ أن المُحب يسعى غاية جهده في الوصول إلى محبوبه، فيطلب ما يرضيه وما يقرِّبه منه، ويسعى غاية جهده لاجتناب م يبغضه محبوبه، ويبتعد عنه. ولهذا ذكر ابن القيم في (روضة المحبين): أن كل الحركات مبنية على المحبة، كل حركات الإنسان، وهذا صحيح لأن الإرادة لا تقع من شخص عاقل إلا لشيء يرجو نفعه أو يدفع ضرره، وكل إنسان يحب ما ينفعه، ويكره ما يضره، فالمحبة في الواقع هي القائد والسائق إلى الله عزوجل تقود الإنسان وتسوقه، وانظر إلى الذين كرهوا ما أنزل الله، كيفَ قال الله:
"ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّه فَأَحْبَطَ أَعْمَالهم"ْ[ محمد: 9]

صارت نتيجتهم الكفر، لأنهم كرهوا ما أنزل الله، فالمحبة كما قال الشيخ هي: الجامعة لخيري الدنيا والآخرة.
أما محبة الرسول عليه الصلاة والسلام فإنها تحملك على متابعته ظاهراً وباطناً لأن الحبيب يُقلِّد محبوبه حتى في أمور الدنيا، تجده مثلاً يقلده في اللباس.. في الكلام، حتى في الخط، نحن نذكر بعض الطلبة في زماننا كانوا يُقلِّدون الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في خطه، مع أن خطه- رحمه الله- ضعيف، ما تقدر تقرأه، لكن من شدة محبتهم له، فالإنسان كلما أحب شخصاً حاول أن يكون مثله في خصاله.
فإذا أحببت النبي صلى الله عليه وسلم فإن هذه المحبة سوف تقودك إلى اتباعه صلوات الله وسلامه عليه.
ثم ذكر الآية التي يسميها علماء السلف آية المحنة، يعني الإمتحان، لأن قوماً ادَّعوا أنهم يحبون الله فقال الله تعالى:
"قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي"[ آل عمران: 31]

أين الجواب؟ الجواب المتوقع: فاتبعوني تصْدُقوا في دعواكم، لأن الشرط والمشروط، إن كنتم تحبون الله فاتبعوني تصدقوا في دعواكم، لكن جاء الجواب: فاتبعوني يحببكم الله، إشارة إلى أن الشأن كل الشأن أن يحبك الله عزوجل، هذا هو الثمرة، وهو المقصود، لا أن تحب الله، لأن كل إنسان يدَّعي ذلك وربما يكون ظاهرك محبة الله، لكن في قلبك شيء، لا يقتضي أن الله يحبك، فتبقى غير حاصل على الثمرة.





..҉[[ وَبِالْجُمْلَةِ؛ فَهذا أَصْلٌ مِنْ هذِهِ (الْحِلْيَةِ) وَيَقَعان مِنْها مَوْقِعَ التّاجِ مِنَ الحُلَّةِ، فيا أَيُّها الطَّلاب! ها أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَرَبَّعْتُمِ للدَّرْسِ وَتَعَلَقْتُمْ بَأَنَفَسِ عِلْقٍ (طَلَبِ الْعِلْمِ)؛ فَأُوَصّيكُمْ وَنَفْسيَ بِتَقْوى الله تعَالى في السِّرِ وَالْعَلانِيَّةِ؛ فَهِيَ الْعُدَّة، وَهِيَ مَهْبِطَ الْفَضائلِ، وَمُتَنَزَّلِ الْمَحامِدَ، وَهيَ مَبْعَثُ القُوَّةِ، وَمِعْراجُ السُّمُو، والرّابِط الْوَثيق عَلى الْقُلوبِ عَنِ الْفِتَنِ، فَلا تُفَرِّطوا.]] ҉..


الـــشـــرح

صدق- رحمه الله وعفا عنه- ويدل على ذلك قوله تعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا"[ الأنفال: 29]

تفرِّقون به بين الحق والباطل، وبين الضار والنافع، وبين الطاعة والمعصية، وبين أولياء الله وأعداء الله.. إلى غير ذلك.
وتارة يحصل هذا الفرقان بوسيلة العلم، يفتح الله على الإنسان من العلوم، وييسر له تحصيلها أكثر ممن لا يتقي الله.
وتارة يحصل له هذا الفرقان بما يلقيه الله تعالى في قلبه من الفراسة.
قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إن يكن فيكم محدثون فعمر)
فالله تعالى يجعل لمن اتقاه فراسة يتفرس بها. فتكون موافقةً للصواب.
فقوله تعالى: "يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا" يشمل الفرقان بوسائل العلم والتعلم، والفرقان بوسائل الفراسة والإلهام أن الله تعالى يُلهم الإنسان التقي ما لا يُلهم غيره، وربما يظهر لك هذا في مجراك في طلب العلم، تمر بك أيام تجد قلبك خاشعاً منيباً إلى الله، مقبلاً عليه، متقياً له، فيفتح الله عليك مفاتح ومعالم كثيرة، ويمر بك غفلة ينغلقُ قلبك، وكل هذا تحقيق لقول الله تبارك وتعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ"[ الأنفال: 29]

إذا غفر الله للعبد أيضاً فتح عليه أبواب المعرفة قال الله تعالى:"إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) واسْتَغْفِرِ اللهَ"[ النساء: 105- 106]

ولهذا قال بعض العلماء: ينبغي للإنسان إذا اسْتُفتي أن يقدِّم استغفار الله حتى يبين له الحق، لأن الله قال: " لِتَحْكُمَ"، ثم قال: " واسْتَغْفِرِ اللهَ".





..҉[[2- كُنْ عَلى جادَّة السَّلَفِ الصّالِحِ: كُنْ سَلَفِياً عَلى الجادَّة؛ طَريق السَّلَفِ الصّالِحِ مِنَ الصَّحابَةِ رَضِيَ الله عَنْهُمْ، فَمَنْ بَعْدِهِمْ مِمَّنْ قَفا أَثَرَهُمْ في جَميعِ أَبْوابِ الدّينِ؛ مِنَ التَّوْحيدِ، وَالْعِباداتِ، وَنَحْوِها، مُتَمَيِّزاً بِالتْزامِ آثارِ رَسولِ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَوْظيفِ السُّنَنِ عَلى نَفْسِكَ، وَتَرْكِ الْجِدالَ، وَالْمِراءَ، وَالْخَوْضِ في عِلْمِ الْكَلامِ، وَما يَجْلبُ الآثامَ، وَيَصُدُّ عَنِ الشَّرْعِ..]] ҉..




الـــشـــرح
هذا من أهم ما يكون، أن الانسان يكون على طريقة السلف الصالح في جميع أبواب الدين، من التوحيد والعبادات والمعاملات وغيرها.
كذلك أيضا يترك الجدال والمراء، لأن الجدال والمراء هو الباب الذي يقفل طريق الصواب، فإن الجدال والمراء يحمل المرء على أن يتكلم وينتصر لنفسه فقط، حتى لو بان له الحق تجده: إما أن ينكره، وإما أن يؤولِّه على وجه مستكره انتصاراً لنفسه وإرغاماً لخصمه على الأخذ بقوله.
فإذا رأيت من أخيك جدالاً ومراءً، بحيث يكون الحق واضحاً ولكنه لم يتبعه ففر منه فرارك من الأسد، وقل: ليس عندي إلا هذا، اتركه.
وكذلك الخوض في علم الكلام مضيعة للوقت، لأنه يخوض في أشياء من أوضح الأشياء. مرَّ عليَّ اليوم في دراسة بعض الطلبة، يقول: ما هو العقل؟


عرِّفه لي لغةً واصطلاحاً وعرفاً وشرعاً؟!!


هذا ماله تعريف، لكن علم الكلام أدخل علينا الأشياء هذه، يجد الواحد مرة: إيش العقل هذا؟ سبحان الله!!
الظاهر أن الذي يقعد يفكر في تعريف العقل صار مجنوناً لأن هذا أمر واضح ما يحتاج إلى تعريف، لكن هؤلاء – أهل الكلام- صَدّوا الناس عن الحق وعن المنهج السلفي البسيط بما يوردونه من الشبهات والتعريفات والحدود وغيرها.
وانظر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- في الرد على المنطقيين، يتبين لك الأمر، أو في (نقض المنطق) وهو مختصر وأوضح لطالب العلم، يتبين لك ما هم عليه من الضلال، ما الذي حمل علماء جهابذة على أن يسلكوا باب التأويل في باب الصفات؟! إلا علم الكلام.
لو كان كذا لكان كذا، لو كان مستوٍ على العرش حقيقة لزم أن يكون محدوداً لماذا؟ لأن العرش محدود!! لو كان يُرى لزم أن يكون في جهة، ولو كان في جهة لكان جسماً، وهلم جرَّى.. يعطونك من هذا الكلام الذي يضيعك، وهم يظنون أنهم يهدونك سواء السبيل.

فإذاً من المهم لطالب العلم أن يترك الجدال والمراء، وأن يترك ما يَرِدُ على ذهنه من الإيرادات، اترك هذه الأشياء، لا تتنطع، اجعل علمك سهلاً ميسِّراً.
يعني الأعرابي يأتي ببعيره يسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن مسائل الدين، ثم ينصرف بدون مشقة، لأنه ليس عنده إلا التسليم، أما المناقشات والمراء والجدال، فهذا يضر الإنسان، فالشيخ أبو بكر جزاه الله خيراً ألمح إلى هذا الأمر، وما يجلب الآثام ويصد عن الشرع.




..҉[[ قالَ الذَّهبِيِّ- رَحِمَهُ الله تَعالى- : ( وَصَحَّ عَنِ الداّرقُطْنِيّ أَنَّهُ قال ما شَيْءٌ أَبْغَضُ إلِيَّ مِنْ عِلْمِ الْكَلامِ. قْتُ: لَمْ يَدْخُلِ الرَّجُلَ أَبَداً في عِلْمِ الْكَلامِ وَلا الْجِدالِ، وَلا خاضَ في ذلك، بَلْ كانَ سَلَفِياً..]] ҉..

الـــشـــرح

يبغضه مع أنه لم يدخل فيه، لكن لما له من نتائج سيئة، وتطويل بلا فائدة وتشكيك لما هو متيقن، وإرباك للأفكار، وهجر للآثار، ولهذا ليس شيءٌ فيما أرى أضر على المسلمين في عقائدهم من علم الكلام والمنطق، وكثير من علماء الكلام الكبار أقَّروا في آخر حياتهم أنهم على دين العجائز، ورجعوا إلى الفطرة الأولى، لِما علموا من علم الكلام.

قال شيخ الإسلام رحمه الله في (الفتوى الحموية): [ وأكثر من يُخاف عليه الضلال، هم المتوسطون من علماء الكلام، لأن من لم يدخل فيه فهو في عافية منه، ومن دخل فيه وبلغ غايته فقد عرف بطلانه وفساده ورجع].
وصدق رحمه الله، وهذا هو الذي يُخاف في كل علم، يُخاف من الأنصاف الذين ما عرفوا الطريق لأنهم لم يروا أنفسهم أنهم لم يدخلوا في العلم فيتركوه لغيرهم، ولم يبلغوا غاية العلم والرسوخ فيه فيَضلون ويُضلون.
لكن علم الكلام خطير لأنه يتعلق بذات الرب وصفاته ولأنه يبطل النصوص تماماً ويحكِّم العقل، ولهذا كان من قواعدهم: أن ما جاء في النصوص من صفات الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

الأول: قسم أقره العقل، فهذا نقره بدلالة العقل لا بدلالة السمع.
الثاني: قسم نفاه العقل، فيجب علينا نفيه دون تردد لأن العقل نفاه، ولكن عقل من ؟! قال الإمام مالك رحمه الله: ليت شعري بأي عقل تنكر الكتاب والسنة أو كلما جاءنا رجل أجدل من رجل أخذنا بقوله وتركنا من أجله الكتاب والسنة هذا لا يمكن.
الثالث: قسم لم يرد العقل بنفيه ولا بإثباته، فمن قال: إن شرط الإثبات دلالة العقل، قال: يُرد، لأن العقل لم يثبته، ومن قال: إن من شرط قبوله أن لا يرده العقل، قال: إنه يُقبل، وأكثرهم يقول: إنه يُرد ولا يُقبل، لأن من شرط إثباته أن يدل عليه العقل.

وبعضهم يتوقف، قالوا: إذا لم يثبته العقل ولم ينفه، فالواجب علينا أن نتوقف وكل هذه قواعد ما أنزل الله بها من سلطان، ضلوا بها وأضلوا والعياذ بالله، وارتبكوا وشكُّوا وتحيَّروا، ولهذا أكثر الناس شكًّا عند الموت هم أهل الكلام، يترددون: هل الله جوهر أم عَرَض؟ هل هو قائم بنفسه أو بغيره؟ هل يفعل أم لا يفعل؟ هكذا.. عند الموت فيموت وهو شاكٌّ، نسأل الله السلامة والعافية.
لكن إذا كانت طريقته طريقة السلف الصالح، سهل عليه الأمر ولم يرد على قلبه شك ولا تشكيك ولا تردد.


التعديل الأخير تم بواسطة شموخ الهمه ; 10-11-09 الساعة 02:50 PM
شموخ الهمه غير متواجد حالياً  
قديم 10-11-09, 03:12 PM   #4
شموخ الهمه
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي تآآآبع الوجه الثاني من الشريط الأول ..

*҉[[ وَهؤلاءِ هُمْ (أَهْلُ السُّنَةِ وَالْجَماعَةِ)، الْمُتَّبِعونَ آثارَ رَسولِ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ كَما قالَ شَيْخُ الإِسْلامِ ابن تَيْمِيَّةِ – رَحِمَهُ الله تَعالى- : [ وَأَهْلُ السُّنَةِ: نَقاوَةُ الْمُسْلِمينَ، وَهُمْ خَيْرُ النّاسِ للنّاسِ]. فَالزَمِ السَّبيلَ." وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ "[ سورة الأنعام:153]] ҉*

||| الــشــــــــرح }~


اعلم أن من المتأخرين من قال: إن أهل السنة ينقسمون إلى قسمين: مفوِّضة ومؤوِّلة، وجعلوا الأشاعرة، والماتريدية، وأشباهمم من أهل السنة، وجعلوا المفوِّضة هم السلف، فأخطؤوا في فهم السلف وفي منهجهم، لأن السلف لا يفوضون المعنى إطلاقاً، بل قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن القول بالتفويض من شر أقوال أهل البدع، والإلحاد)، واستدل بذلك بأننا إذا كنا لا ندري معاني ما أخبر الله به عن نفسه من أسماء وصفات، جاءنا الفلاسفة وقالوا: أنتم جهال، ونحن الذين عندنا العلم، ثم يتكلموا بما يريدون، وقالوا: إن المراد بالنص كذا وكذا، ومعلوم أن معنىً للنص خيرٌ من توقفٍ فيه وأنه ليس له معنىً.
فانتبهوا لهذا، لأن بعض الناس يرى أن أهل السنة والجماعة يدخل فيهم المتكلمون من الأشاعرة والماتريدية وغيرهم.


ثم يقول – من العجب العجاب- طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم.
سبحان الله !! وكيف تكون طريقة السلف أسلم وطريقة الهلف أعلم وأحكم؟ وهل يمكن أن تكون طريق أعلم وأحكم وليست أسلم؟ بل يلزم من كون طريقة السلف أعلم وأحكم أن تكون أسلم بلا شك، لأن شخصاً يقول: هذا النص له معنىً وأنا أؤمن به، أعلم بلا شك وأحكم من شخص يقول: لا أدري، فلا سلامة إلا بالعلم والحكمة، فهذا تناقض عظيم، ولهذا كان القول الصحيح في هذه العبارة: أن طريقة السلف أعلم وأسلم وأحكم.

ويلزم من كوننا نحث الطلبة على منهج السلف، يلزم من ذلك تحريضهم على معرفة منهج السلف، فنطالع الكتب المؤلفة في ذلك، كـ (سير أعلام النبلاء)، وغيرها حتى نعرف طريقهم، ونسلك هذا المنهج القويم.


*҉[[ 3- مُلازَمَةُ خَشْيَةِ الله تَعالى:
التَّحَلّي بِعِمارَةِ الظّاهِرِ وَالْباطِنِ بِخَشْيَةِ الله تَعالى؛ مُحافِظاً عَلى شَعائِر الإسْلامِ، وَإِظْهارِ السُّنَةِ وَنَشْرِها بِالْعَمَلِ بِها وَالدَّعْوَةِ إِلَيْها؛ دالاًّ عَلى الله بِعِلْمِكَ وَسَمْتِكَ وَعَمَلِكَ، مُتَحَلِياًّ بِالرُّجولَةِ، وَالْمُساهَلَةِ، وَالسَّمَتِ الصَالِحِ. وَمَلاكُ ذلكَ خَشْيَةُ الله تَعالى، وَلِهذا قالَ الإمامُ أَحْمَد – رَحِمَهُ الله تَعالى- : (أَصْلُ الْعِلْمِ خَشَيْةُ الله تَعالى) ]] ҉*



||| الــشــــــــرح }~



وهذا الذي قاله الإمام أحمد صحيح: أصل العلم خشية الله، وخشية الله هي الخوف المبني على العلم والتعظيم، ولهذا قال الله تعالى : "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ"
[فاطر: 28]

فالإنسان إذا علم الله عزوجل حق العلم، وعرفه حق المعرفة، فلا بد أن يكون في قلبه خشية الله؛ لأنه إذا علم ذلك علم عن رب عظيم عن رب قوي عن رب قاهر عن رب عالم بما يسر ويخفي الإنسان، فتجده يقوم بطاعة الله عزَّ وجلَّ أتم قيام : "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ".
قال العلماء: والفرق بين الخشية والخوف: أن الخشية تكون من عظم المخشي، والخوف من ضعف الخائف، وإن لم يكن المخوف عظيماً، ولهذا يخاف الصبي من فتى أكبر منه قليلاً.
والحاصل: أن الخشية تكون من عظم المخشي، والخوف يكون من نقص الخائف،ولهذا بعض الناس يخاف من لاشيء لأنه رعديد يعني جبان ولهذا يضرب المثل بالرجل يخاف من ظلاله، ولكن قد يقال: خِفِ الله.
"فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"
[ آل عمران: 175]
وهنا في مقابلة فعل هؤلاء الذين يخافون من الناس.


*҉[[ فَالزَمْ خَشْيَةَ الله في السِّرِ والْعَلَنِ؛ فَإِنَّ خَيْرَ الْبَرِيَّةِ مَنْ يَخْشى الله تَعالى وَما يَخْشاهُ إِلاّ عالِمٍ، إِذَنْ فَخَيْرُ الْبَرِيَّةِ هُوَ الْعالِم، وَلا يَغِبْ عَنْ بالِكَ أَنَّ الْعاِلمَ لا يُعَدُّ عالِماً إِلاّ إِذا كانَ عامِلاً، وَلا يَعْمَلُ الْعالِمُ بِعِلْمِهِ إلا إِذا لَزِمَتْهُ خَشْيَةُ الله.
وَأَسْنَدَ الْخَطيبُ الْبَغْدادَيّ – رَحِمَهُ الله تَعالى- بِسَنَدٍ فيه لَطيفَةٍ إِسْنادِيَّةٍ بِرِوايَةِ آباءٍ تِسْعَة، فَقال: أَخْبَرَنا أَبو الْفَرَجْ عَبْدِ الوَّهاب بن عَبْدِ الْعَزيز بن الْحارِثِ بن أسَد بن اللَّيْثِ بنْ سُلَيْمان بن الأّسْوَدِ بن سُفْيانٍ بن زَيْدٍ ابْنِ أُكَيْنَةَ بن عَبْدِ الله التَّميمي من حفظه؛ قال: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أبِي يَقُول: سَمِعْتُ عَلِيّ بنْ أَبي طالِبٍ يَقول: (هَتَفَ الْعِلْمُ بِالْعَمَلِ فَإِنْ أَجابَهُ، وَإِلا ارْتَحَلْ)وَهذا اللَّفْظُ بِنَحْوِهِ مَرْوِيٌّ عَنْ سُفْيانِ الثَّوْرِيِّ رَحِمُه الله تَعالى- ]] ҉*



||| الــشــــــــرح }~


قوله: (لا يعد عالماً) يعني عالماً ربانياً، وأما كونه عالماً ضد الجاهل، فهذا يُقال، إن الذي ألف (المنجد) رجل نصراني وفيه من معرفة اللغة العربية الشيء الكثير، وإن كان فيه غلطات كثيرة وأشياء تؤخذ عليه من الناحية الدينية، لكن العالم الذي يعمل بعلمه هو الذي يصدق عليه أنه عالم رباني، لأنه يربي نفسه أولاً، ثم يربي غيره ثانياً.
(هتف العلم...) إذاً لابد من العمل بما علم، لأنه إذا لم يعمل بعلمه صار من أول ما تسعر بهم النار يوم القيامة.

وعالم بعلمه لم يعملاً معذبٌ من قبل عباد الوثن


هذه واحدة، إذا لم يعمل بعلمه، أورث الفشل في العلم وعدم البركة ونسيان العلم لقول الله تعالى:
"فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ"

[ المائدة: 13]

وهذا النسيان يشمل النسيان الذهني والعملي، قد يكون بمعنى ينسونه ذهنيًّاً، أو بمعنى ينسونه: يتركونه، لأن النسيان في اللغة العربية يُطلق بمعنى الترك.أما إذا عمل الإنسان بعلمه فإن الله تعالى يزيده هدىً .قال تعالى: "وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى" [ محمد: 17]

ويزيده تقوى، ولهذا قال: "وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ" إذا عمل بعلمه ورثه الله تعالى علم مالم يعلم، ولهذا روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل.
وتُروى هذه اللفظة: العلم يهتف بالعمل – يعني يدعوه- فإن أجابه وإلا ارتحل –أي العلم -، وهذا واضح لأنك إذا عملت بالعلم تذكرته كلما عملت.
وأضرب لكم مثلا برجل عرف صفة الصلاة من السنة وصار يعمل بها كلما صلى
هل ينسى ما علم؟ لا ينسى، لأنه تكرر، لكن لو ترك العمل به نسي، وهذا دليل محسوس على أن العمل بالعلم يوجب ثبات العلمولا ينساه.



*҉[[ 4- دَوامَ الْمُراقَبَةِ:
التَّحَلي بِدَوامِ الْمَراقَبَةِ لله تَعالى في السِّرِ وَالْعَلَنِ؛ سائِراً إِلى رَبِّكَ بَيْنَ الْخَوْفِ وَالرَّجاءِ، فَإِنَّهُما لِلْمُسْلِمِ كَالجناحَيْنِ لِلطَّائِرِ، فَأَقْبِلْ عَلى الله بِكُلِّيََتِكَ، وَليَمْتَلِئ قَلْبَكَ بِمَحَبَّتِهِ، وَلِسانَكَ بِذِكْرِهِ، وَالاسْتِبْشارِ وَالْفَرَحِ وَالسُّرورِ بِأَحْكامِهِ وَحِكَمهِ سُبْحانَهُ.]] ҉*



||| الــشــــــــرح }~


هذا من المهم؛ دوام المراقبة لله، وهذا من ثمرات الخشية أن الإنسان يكون مع الله دائماً يعبد الله كأنه يراه.
يقوم للصلاة فيتوضأ وكأنه ينفذ قوله تعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ"[ المائدة: 6]

يقوم يتوضأ وكأنه ينظر إلى رسول الله صلى اله عليه وسلم وهو يتوضأ، ويقول: (من توضأ نحو وضوئي هذا)، كمال المراقبة.. وهذا أمر مهم.

وقوله: (يكون سائراً بين الخوف والرجاء فإنهما للمسلم كالجناحين للطائر) هذا أحد الأقوال في هذه المسألة، وهي: هل الأولى للإنسان أن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء؟ أو يغلِّب جانب الخوف؟ أو يغلِّب جانب الرجاء؟

الإمام أحمد رحمه الله يقول: ينبغي أن يكون خوفه ورجاه واحداً فأيهما غلب هلك صاحبه.
ومن العلماء من يفصٍّل ويقول: إذا هممت بطاعة فغلب جانب الرجاء، فإنك إذا فعلتها قبلها الله منك ورفعك بها درجات-من أجل أن تقوى -، وإذا هممت بمعصية فغلب جانب الخوف حتى لا تقع فيها، فعلى ذلك يكون التغليب لأحدهما بحسب حال الإنسان.


ومنهم من قال: بحسب الحال على وجه آخر، فقال: أما في المرض فيغلب جانب الرجاء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه).

ولأنه إذا غلب في حالة المرض جانب الخوف فربما يدفعه ذلك إلى القنوط من رحمة الله، في حال الصحة يغلب جانب الخوف لأن الصحة مدعاة للفساد كما قال الشاعر الحكيم:

إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة

والذي أرى: أن الإنسان يجب أن يعامل حاله بما تقتضيه الحال، وأن أقرب الأقوال في ذلك: أنه إذا عمل خيراً فيغلب جانب الرجاء، وإذا همَّ بسيئة فليغلب جانب الخوف، هذا أحسن ما أراه في هذه المسألة الخطيرة العظيمة.
إذا قال قائل: تغليب جانب الرجاء هل يجب أن يكون مبنياً على سبب صالح للرجاء، أو يكون رجاء المفلسين، الإجابة: الأولى.
إنسان مثلاً يعصي الله دائماً وأبداً ويقول: رحمة الله واسعة، هذا غلط، لأن إحسان الظن بالله ورجاء الله لا بد أن يكون هناك سبباً ينبني عليه الرجاء وإحسان الظن، وإلا كان مجرد أمنية، والتمني كما يقول عامة أهل نجد: التمني رأس مال المفاليس- الي ماعندهم شيء-.



*҉[[ 5- خَفْضُ الْجَناحِ وَنَبْذُ الخُيَلاءِ وَالْكِبْرِياء:
تَحَلَّ بِآدابِ النَّفْسِ؛ مِنَ الْعَفافِ، وَالْحِلْمِ، وَالصَّبْرِ، وَالتَّواضُعِ لِلْحَقِّ، وَسُكونِ الْطائِرِ؛ مِنَ الْوَقارِ، وَالرَّزانَةِ، وَخَفْضِ الْجَناحِ، مُتَحَمِّلاً ذُلَّ التَّعَلُّمِ لِعَزَّةِ الْعِلْمِ، ذَليلاً لِلْحَقِّ. ]] ҉*




||| الــشــــــــرح }~

قوله: (تحلَّ بآداب النفس..) لأن المقام يقتضي هكذا أن يكون عند طالب العلم عفة عما في أيدي الناس، وعفة عما يتعلق بالنظر المحرم، وحلم لا يُعاجل بالعقوبة إذا أساء إليه أحد، وصبر على ما يحصل من الأذى مما يسمعه إما من عامة الناس وإما من أقرانه وإما من معلمه فليصبر وليحتسب، والتواضع للحق وكذلك للخلق، يتواضع للحق بمعنى: أنه متى بان له الحق خضع له ولم يبغ سواه بديلاً، وكذلك للخلق فكم من طالب فتح على معلمه أبواباً ليست على بالٍ منه، ولا تحقرنَّ شيئاً.
وقوله: (سكون الطائر، من الوقار..) هذه أيضاً ينبغي لطالب العلم أن يبتعد عن الخفة سواء في مشيته أو في معاملته للناس وألا يكثر من القهقهة التي تُميت القلب وتذهب الوقار، بل يكون خافضاً للجناح متحلياً بالآداب التي تليق بطالب العلم,

وقوله: (متحملاً ذل التعلم لعزة العلم) هذا جيد، يعني أنك لو أذللت نفسك للتعلم، فإنما تطلب عزَّ هذا العلم، فيكون تذليلها بالتعلم؛ لأنه ينتج ثمرة طيبة.



*҉[[ وَعَلَيْهِ؛ فَاحْذَرْ نَواقِضَ هذِهِ الآداب، فَإِنَّها مَعَ الإِثْمِ تُقيمُ عَلى نَفْسِكَ شاهِداً عَلى أَنَّ في الْعَقْلِ عِلَّةً، وَعَلى حِرْمانٍ مِنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ بِهِ، فَإِيّاكَ وَالْخُيَلاءِ؛ فَإِنَّهُ نِفاقٌ وَكِبْرِياءٌ، وَقَدْ بَلَغَ مِنْ شِدَّةِ التَّوَقّي مِنْهُ عِنْدَ السَّلَفِ مَبْلَغاً ]] ҉*



||| الــشــــــــرح }~

الخيلاء هذه تحدث للإنسان طالب العلم، وللإنسان كثير المال، وللإنسان سديد الرأي، وكذلك في كل نعمة أنعم الله بها على العبد، ربما يحدث له فيها خيلاء.
والخيلاء هي: إعجاب بالنفس مع ظهور ذلك على هيئة البدن، كما جاء في الحديث: (من جرَّ ثوبه خيلاء...)
فالإعجاب يكون بالقلب فقط. فإن ظهرت آثاره فهو خيلاء.

وقوله: (فإنه نفاق وكبرياء) أما كونه (كبرياء) فواضح، وأما كونه: (نفاق) فلأن الإنسان يُظهربمظهر أكبر من حجمه الحقيقي، وهكذا المنافق يظهر بمظهر المخلص المناصح وهو ليس كذلك.



*҉[[ وَمِنْ دَقيقِهِ ما أَسْنَدَهُ الذَّهْبِيِّ في تَرْجَمْةِ عَمْرو بن الأَسْوَدِ الْعَنْسِّي الْمُتَوَفّى في خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بنِ مَرْوان- رَحِمَهُ الله تَعالى- أَنَّهُ كانَ إِذا خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ قَبَضَ بِيَمينِهِ عَلى شِمالِهِ، فَسَئُلِ عَنْ ذلكَ؟ فَقالَ: مَخافَةَ أَنْ تُنافِقَ يَدي.
قُلْتُ: يُمْسِكُها خَوْفاً مِنْ أَنْ يَخْطُرَ بِيَدِهِ في مَشْيِتهِ؛ فَإِنَّ ذلِكَ مِنَ الْخُيَلاءِ، وَهذا الْعارِضُ عَرض لِلْعَنْسِيِّ- َرحِمَهُ الله تَعالى-.
وَاحْذَرْ داءَ الْجَبابِرَةَ: (الْكِبر)؛ فَإِنَّ الْكِبْرَ وَالْحِرْصَ وَالْحَسَدَ أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ الله بِهِ، فَتَطاوُلُكَ عَلى مُعَلِّمِكَ كِبْرِياء، وَاسْتِنْكافُكَ عَمَّنْ يُفيدُكَ مِمَّنْ هُوَ دونَكَ كِبْرِياء، وَتَقْصيرُكَ عَنِ الْعَمَلِ بِالْعِلْمِ حَمْأَةَ كِبرٍ، وَعُنْوانُ حِرْمانٍ.

الْعِلْمُ حَرْبٌ لِلْفَتِيِّ الْمُتَعالي كَالسَّيْلِ حَرْبٌ لِلْمَكانِ الْعالي ]] ҉*







التعديل الأخير تم بواسطة شموخ الهمه ; 11-11-09 الساعة 07:30 PM
شموخ الهمه غير متواجد حالياً  
قديم 11-11-09, 08:23 PM   #5
شموخ الهمه
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »


داء الجبابرة وهو (الكبر) وقد فسَّره النبي صلى الله عليه وسلم بأجمع تفسير وأبينه وأوضحه فقال: (الكبر بطر الحق، وغمط الناس). وبطر الحق: هو ردُّ الحق، وغمط الناس: يعني احتقارهم وازدرائهم.


وقوله: (إن الكبر والحرص والحسد أول ذنب عُصى الله به) يريد فيما نعلم لأننا نعلم أن أول من عصى الله عزوجل هو الشيطان حين أمره الله تبارك وتعالى أن يسجد لآدم لكن منعه الكبرياء، أبى واستكبر وقال: "أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا"[ الإسراء: 611]

وقال: "هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ"[ الإسراء: 62]


وقال: "أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ"[ الأعراف: 12]


فقوله: (أول ذنب عُصى الله به) يعني باعتبار ما نعلم، وإلا فإن الله تعالى قال للملائكة:" إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ"[ البقرة: 30]


قال أهل العلم: إنما قال الملائكة ذلك لأنه كان على الأرض أمة من قبل آدم وبنيه، وكانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء.


ثم ذكر أمثلة، قال: (تطاولك على معلمك كبرياء) التطاول يكون باللسان ويكون أيضاً بالانفعال، قد يمشي مع معلمه وهو يتبختر، ويقول فعلت وفعلت، وكذلك أيضاً استكبارك عما يفيدك من علوم كبرياء، وهذا يقع أيضاً لبعض الطلبة إذا أخبره أحد بشيء وهو دونه في العلم يستكبر ولا يقبل.


وقوله: (تقصيرك عن العمل بالعلم حمأة كبر، وعنوان حرمان) نسأل الله العافية، هذا نوع من الكبر، ألاّ تعمل بالعلم.


وقوله: ( العلم حرب للفتى المتعالي) يعني أن الفتى المتعالي لا يمكن أن يُدرك العلم، لأن العلم حرب له، (كالسيل حرب للمكان العالي)، صحيح؟ نعم، المكان العالي ينفض عنه السيل يميناً وشمالاً ولا يستقر عليه.





..҉ المتن҉ ..


.¨ ̅ *[ فَالزَمْ – رَحِمَكَ الله- اللُّصوقَ إِلى الأَرْضِ، وَالإِزْراءَ عَلى نَفْسِكَ، وَهَضْمِها، وَمُراغَمَتِها عِنْدَ الاسْتِشْرافِ لِكِبْرياءٍ أَوْ غَطْرَسَةٍ، أَوْ حُبِّ ظُهورٍ، أَوْ عُجُبٍ.. وَنَحْوِ ذلكَ مِنْ آفاتِ الْعِلْمِ الْقاتِلَةِ لَهُ، الْمُذْهِبَةِ لِهَيْبَتِهِ، الْمُطْفِئَةِ لنِورِهِ، وَكُلَّما ازْدَدَتْ عِلْماً أَوْ رِفْعَةً في وِلايَةٍ، فَالزَمْ ذلكِ؛ تَحْرُزْ سَعادَةً عُظْمى، وَمَقاماً يُغْبِطُكَ عَلَيْهِ النّاسُ، وَعَنْ عَبْدِ الله بن الإِمام الْحُجَّة الرّاوِيَةِ في الْكُتُبِ السِّتَةِ بَكْرٍ بن عَبْدِ الله الْمُزْنّي- رَحِمَهُما الله تَعالى- قال:
سَمِعْتُ إنْساناً يُحدِّث عَنْ أَبي، أَنَّهُ كانَ واقِفاً بِعَرَفَةَ، فَرَقَّ، فَقال: (لَوْلا أَنّي فيهمْ؛ لَقُلْتُ: قَدْ غُفِرَ لَهُمْ)، خَرَّجَهُ الذَّهْبِيِّ، ثُمَّ قال: (قُلْتُ: كَذلِكَ يَنْبَغي لِلْعَبْدِ أَنْ يُزْري عَلى نَفْسِهِ وَيَهْضُمُها). ] *-৲.˛




« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »




وهذه العبارات التي تطلق عن السلف، مثل هذا يريدون به التواضع، وليسوا يريدون أنهم يُغَلِّبون جانب سوء الظن بالله عزوجل أبداً، لكنهم إذا رأوا ما هم عليه خافوا وحذروا وجرت منهم هذه الكلمات، وإلا فإن الأولى للإنسان أن يُحسن الظن بالله ولا سيما في هذا المقام، في مقام عرفة الذي هو مقام تضرع إلى الله عزوجل ومقام استغفار، ويقول مثلاً: إن الله لم ييسر لي الوصول إلى هذا المكان إلا من أجل أن يغفر لي لأني أسأله المغفرة، والله تعالى يقول:


" وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"[غافر: 60]


لكن تظهر هذه العبارات من السلف من باب التواضع وسوء الظن بالنفس لا بالله عزَّ وجل.






..҉ المتن҉ ..


.¨ ̅ *[ - الْقَناعَةُ وَالزَّهادَة:
التَّحَلي بِالقَّناعَةِ وَالزَّهادَة، وَحَقيقَةُ الزّهُدْ: (الزُّهْد بِالحَرامِ، وَالابْتِعادِ عَنِ حِماه؛ بِالكَفِّ عَنِ الْمُشْتَبَهاتِ وَعَنِ التَّطَلُّعِ إِلى مافي أَيْدي النّاس"] *-৲.˛


« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »




التحلي بالقناعة من أهم خصال طالب العلم، يعني أن يقتنع بما اتاه الله عز وجل ولا يطلب أن يكون من الأغنياء والمترفين، لأن بعض طلبة العلم وغيرهم تجد يريد أن يكون في مصاف الأغنياء والمترفين، فيتكلف النفقات في المأكل والمشرب والملبس والمفرش ثم يثقل كاهله من الديون، وهذا خطا؛ لكن عليك بالقناعة فهي خير زاد للمسلم.


قال: (وحقيقة الزهد...) كأنه أراد بالزهد هنا الورع، لأن هناك ورعاً وزهداً.
والزهد أعلى مقاماً من الورع، لأن الورع ترك ما يضر في الآخرة والزهد ترك مالا ينفع في الآخرة، بينهما فرق.
الفرق الذي بينهما: المرتبة التي ليس فيها ضرر وليس فيها نفع، فالوَرِع لا يتحاشاها، والزاهِد يتحاشاها ويتركها، لأنه لا يريد إلا ما ينفعه في الآخرة.





..҉ المتن҉ ..


.¨ ̅ *[ وَيُؤْثرُ عَنِ الإِمامِ الشّافِعّي- رَحِمَهُ الله تَعالى- :
لَوْ أَوْصى إِنْسانٌ لأَعْقَلِ النّاسِ؛ صُرِفَ إِلى الزُّهادِ.] *-৲.˛





« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »




الله أكبر !! يعني في الوصية لو قال: أوصيت لأعقل الناس،يُصرف لمن؟ إلى الزهاد، لأن الزهاد هم أعقل الناس، حيث تجنبوا مالا ينفعهم في الآخرة، وهذا الذي قاله رحمه الله ليس على إطلاقه، لأن الوصايا والأوقاف والهبات والرهون وغيرها ترجع إلى معناها في العُرف، فإذا كان أعقل الناس في عرفنا الزهاد صُرف لهم ما أوصى به الزهاد، وإذا كان أعقل الناس هم ذوو المروءة والوقار والكرم بالمال والنفس صُرف إليهم.






..҉ المتن҉ ..


.¨ ̅ *[ وعن محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله تعالى لما قيل له: ألا تصنف كتابا في الزهد؟ قال:
“قد صنفت كتاباً في البيوع”(4).
يعنى:”الزاهد من يتحرز عن الشبهات، والمكروهات، في التجارات، وكذلك في سائر المعاملات والحرف” ا هـ.] *-৲.˛


« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »



لما طلب منه ان يصنف في الزهد قال قد صنفت كتابا في البيوع لان من عرف البيوع وأحكامها وتحرز من الحرام واستحل الحلال , فإن هذا هو الزاهد






..҉ المتن҉ ..


.¨ ̅ *[ وعليه، فليكن معتدلاً في معاشه بما لا يشينه، بحيث يصون نفسه ومن يعول، ولا يرد مواطن الذلة والهون.
وقد كان شيخنا محمد الأمين الشنقيطى المتوفى في 17/12/1393هـ رحمه الله تعالى متقللاً من الدنيا، وقد شاهدته لا يعرف فئات العملة الورقية، وقد شافهني بقوله:“لقد جئت من البلاد شنقيط ومعي كنز قل أن يوجد عند أحد، وهو (القناعة)، ولو أردت المناصب، لعرفت الطريق إليها، ولكني لا أوثر الدنيا على الآخرة، ولا أبذل العلم لنيل المآرب الدنيوية”.
فرحمه الله تعالى رحمه واسعة آمين.] *-৲.˛


« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »


هذا كلام من الشيخ الشنقيطي , وأشباهه من أهل العلم , لا يريدون بذلك تزكية النفس , إنما يريدون نفع الخلق , وأن يقتدي الناس بهم , وأن يكونوا على هذا الطريق . لأننا نعلم هذا من أحوالهم أي من أحوال العلماء , فهم أبعد الناس عن ذلك .
وهو رحمه الله كما ذكره الشيخ أبو بكر من الزهاد . اذا رأيته لا تقول الا انه رجل من أهل البعث , حتى العباءة تجد انها عباءة عادية , ولا يهتم بهندام نفسه ,رحمه الله تعالى





..҉ المتن҉ ..



.¨ ̅ *[- التحلي برونق العلم:
التحلي بـ (رونق العلم) حسن السمت، والهدى الصالح، من دوام السكينة، والوقار، والخشوع، والتواضع، ولزوم المحجة، بعمارة الظاهر والباطن، والتخلي عن نواقضها.] *-৲.˛





« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »




إن حسن السمت، والهدى الصالح، من دوام السكينة، والوقار، والخشوع، والتواضع، قد سبق الاشارة اليها وأنه ينبغي لطالب العلم أن يكون أسوة صالحة في هذه الأمور ,




..҉ المتن҉ ..
.¨ ̅ *[ وعن ابن سيرين رحمه الله تعالى قال:“كانوا يتعلمون الهدى كما يتعلمون العلم”.
وعن رجاء بن حيوة رحمه الله تعالى أنه قال لرجل:“حدثنا، ولا تحدثنا عن متماوت ولا طعان”.


متماوت : أي ليس نشيطا في فعل الخير .
طعان :أي ساب , يطعن الناس ويسب فيهم .
رواهما الخطيب في ”الجامع”، وقال [1]:“يجب على طالب الحديث أن يتجنب: اللعب، والعبث، والتبذل في المجالس، بالسخف، والضحك، والقهقهة، وكثرة التنادر، وإدمان المزاح والإكثار منه، فإنما يستجاز من المزاح بيسيره ونادره وطريفة، والذي لا يخرج عن حد الأدب وطريقة العلم، فأما متصلة وفاحشة وسخيفه وما أوغر منه الصدور وجلب الشر، فإنه مذموم، وكثرة المزاح والضحك يضع من القدر، ويزيل المروءة” اهـ.] *-৲.˛



« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »





إن هذا من أحسن ما قيل في الآداب , آداب طالب العلم , أن يتجنب اللعب والعبث , الا ما جاء بالشريعة , كاللعب برمحه وسيفه وفرسه , لأن ذلك يعينه على الجهاد في سبيل الله ,وفي وقتنا الحاضر اللعب بالبنادق الصغيرة ,فهذا لا باس به

والعبث هو ان يفعل فعلا لا داعي له , أو يقول قولا لا داعي له . كذلك التبذل في المجالس , بالسخف، والضحك، والقهقهة، وكثرة التنادر، وإدمان المزاح والإكثار منه، لا سيما عند عامة الناس , اما عند أصحابك وأقرانك فالأمر أهون , اما امام العامة فإياك ان تفتح باب الامتهان على نفسك فإن ذلك يذهب الهيبة من قلوب الناس , فلا يهابونك ولا يهابون العلم الذي تأتي به .





شموخ الهمه غير متواجد حالياً  
قديم 11-11-09, 08:24 PM   #6
شموخ الهمه
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي تآآآآبع ..

..҉ المتن҉ ..


.¨ ̅ *[ وقد قيل:”من أكثر من شيء، عرف به”.
فتجنب هاتيك السقطات في مجالستك ومحادثتك.
وبعض من يجهل يظن أن التبسط في هذا أريحية.
وعن الأحنف بن قيس قال:“جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام، إني أبغض الرجل يكون وصافاً لفرجه وبطنه”.[2] ] *-৲.˛




« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »




الله المستعان , صحيح , هذا يشغل عن طلب العلم , مثل ان يقول أكلت البارحة أكلا حتى ملئت البطن , وما أشبه ذلك , لا داعي له ,او يتكلم بما يتعلق بالنساء .
اما اذا كان يتكلم بما يكون بينه وبين أهله , فذلك من أشر الناس منزلة عند الله يوم القيامة ....
الرجل يكون مع أهله ثم يصبح يحدث الناس بما فعل , فإن هذا من أشر الناس منزلة عند الله عز وجل ,.




سؤال : ما حكم كرة القدم ؟
كرة القدم لا بأس فيه , بشرط ان يكون اللباس ساترا لما يحرم النظر اليه , والا تلهي عن واجب , والا تشتمل على سب وشتم , والا تكون طول النهار , يلعب طول النهار ؟ فقط للترفيه عن نفسه , وكرة القدم لا شك أنها تنشط البدن وتقويه , وهذا مفيد لطالب العلم .




سؤال : اذا قام طالب العلم يسأل شيخه وأومأ بيديه أو تحرك أكثر من اللازم, ما الحكم؟
اذا كان من عادته تحريك اليدين أثناء الحديث , يعني بعض الناس يتكلم بيديه أكثر مما يتكلم بلسانه , فلا بأس ان شاء الله .وإلا لا يجادل استاذه ويقول : لوكان كذا أو كذا , ويحرك يديه .




..҉ المتن҉ ..
.¨ ̅ *[ وفي كتاب المحدث الملهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه في القضاء:“ومن تزين بما ليس فيه، شانه الله”.
وانظر شرحه لابن القيم رحمه الله تعالى[3].] *-৲.˛



« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »


يقول رحمه الله :المحدَّث : يريد عمر بن الخطاب رضي الله عنه , لان النبي صلى الله عليه وسلم قال :ان يك فيكم محدثون فعمر
والمراد الملهم :الذي يلهمه الله عز وجل . وكأنه يُحدَّث بالوحي .

وقد أشكل هذا على بعض العلماء , حيث قالوا ان هذا يقتضي أنه أثروا الصحابة, لانه قال : ان يك فيكم محدثون فعمر .
لكن أجاب عن هذا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : بأن عمر إنما يتلقى الاصابة بواسطة ,
اما ابو بكر قيتلقاها بلا واسطة.
وعلى هذا يكون أفضل من عمر , ومن رأى تصرف ابو بكر رضي الله عنه في مواطن الشدة ,علم أنه أقرب الى الصواب من عمر .


ففي كتاب الصلح , الذي وقع بين النبي عليه الصلاة والسلام وبين قريش , وراجع عمر فيه رسول عليه الصلاة والسلام , وأجابه ,ثم راجع أبا بكر , فأجابه بما أجابه به رسول الله صلى الله عليه وسلم حرفا بحرف .


وفي قتال أهل الردة , وكذلك في تنفير جيش أسامة بن زيد , وكذلك في تثبيت الناس يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم , كل هذا يدل على ان ابا بكر أصوب رأيا من عمر .


لكن الذي أظهر عمر رضي الله عنه , هو طول خلافته , وتفرغه لأمور المسلمين العامة والخاصة , فكان مشتهرا بذلك رضي الله عنه .


ولهذا نحن نقول , أيهما أكثر رواية للحديث أبو هريرة أم أبو بكر ؟
طبعا أبو هريرة , هل يعني ذلك أن أبو هريرة أكثر تلقيا للحديث من ابو بكر ؟
لا , ابو بكر لم يحدث بما روي عن الرسول عليه الصلاة والسلام , والا فإن ابو بكر هو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم .,صيفا وشتاء , ليلا ونهارا , سفرا وإقامة .


فهو أكثر الناس تلقيا عنه , وأعلم الناس بأحواله , لكن لم يتفرغ ليجلس الى الناس ليحدثهم بما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم .



الحاصل : بهذا يتبين لنا الجواب عن الحديث ) ان يك فيكم محدثون فعمر .)


يقول في الكتاب الذي كتبه الى ابي موسى في القضاء : من تزين بما ليس فيه شانه الله .



الله أكبر .. هذا حقيقة , اذا تزين الانسان بأنه طالب علم , وقام ي رب الجبلين نعضهما ببعض , وكلما أتته مسألة من مسائل العلم شمر عن أكمامه , وقال أنا صاحبها , هذا حلال وهذا وحرام وهذا فرض عين وهذا فرض كفاية ......وقام يفصل ويجمل , ولكن يأتيه طالب علم صغير , ويقول أخبرني عن كذا , فإذا بالله يفضحه ويبين انه ليس (.....)


وكذلك من أظهر للناس انه عابد , فلا بد أن يكشفه الله عز وجل , أعاذنا الله وإياكم من الرياء .


ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خانها تخفى على الناس تعلن .
ومهما يكتم الناس فالله يعلمه , وسيفضح من لا يعمل من أجله .
فهذه العبارة من عمر زن بها جميع أعمالك , " من تزين بما ليس فيه شانه الله "

قال الشيخ بكر أبو زيد : وانظر شرحه لابن القيم رحمه الله .
شرحه ابن القيم في كتاب : اعلام الموطئين .شرحا طويل طويلا .., حتى تقول ان جميع الكتاب الذي هو ثلاث مجلدات كبار كان شرحا لهذا الحديث .


وان لم يكن شرحا لالفاظه , لكنه شرح لألفاظه بوجه , وشرح لكلماته ومعانيه وحكمه .
لذا اشار بكر ابو زيد الى ان ننظر الى هذا الشرح .


************************************************


يتبع
شموخ الهمه غير متواجد حالياً  
قديم 11-11-09, 08:41 PM   #7
شموخ الهمه
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي تآآآآبع ..

||| المتن }~
۩۩{{ 8" - تحل بالمروءة[4]:
التحلي بـ (المروءة)، وما يحمل إليها، من مكارم الأخلاق، وطلاقة الوجه، وإفشاء السلام، وتحمل الناس، والأنفة من غير كبرياء، والعزة في غير جبروت، والشهامة في غير عصبية، والحمية في غير جاهلية. }}۩۩


,, ҉[ الشــــــرح ] ҉ ,,
نعم . يقول التحلي بالمروءة , فما هي المروءة ؟
حتى الفقهاء رحمهم الله , في كتاب الشهادات , قالوا :هي فعل ما يجمله ويزينه , واجتناب ما يجلسه ويشينه .


كل شي يجملك عند الناس ويزينك ويكون سببا للثناء عليك , فهو مروءة , وان لم يكن من العبادات , وكل شئ بالعكس فهو خلاف المروءة .

ثم ضرب لهذا مثلا ,فقال من مكارم الأخلاق , فما هو كرم الخلق ؟
ان يكون الانسان دائما متسامحا , او ان يتسامح في موضع التسامح , ويأخذ بالعزم في موضع العزيمة .

ولهذا جاء دين الاسلام وسطا بين التسامح الذي تضيع فيه الحقوق , وبين العزيمة التي ربما تحمل على الجور .

فنضرب مثلا بالقصاص : وهو قتل النفس بالنفس , يذكر ان بني اسرائيل انقسمت شرائعهم بالقصاص الى قسمين :

** قسم أوجب القتل ,ولا خيار لأولياء المقتول فيه , وهي شريعة التوراة .لان شريعة التوراة تميل الى الغلظة والشدة .
** وقسم آخر أوجب العفو ,وقالوا انه اذا قتل الانسان عمدا فالواجب على أولياؤه التسامح .
هكذا نقرأ بالكتب المنقولة , والا فالأصل ان الشريعة هي شريعة التوراة ,

وقد قال الله تعالى : { وقد كتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس }
لكن هذا فيما ينقل عن بني اسرائيل نسمع هذا .
فجاء دين الاسلام وسطا وجعل الخيار لأولياء المقتول , ان شاؤوا اقتصوا ولهم الحق , وان شاؤوا عفوا مجانا , وان شاؤوا أخذوا الدية .

ومعلوم ان كل عاقل يخير في مثل هذه الأمور , سيختار ما فيه المصلحة العامة , يقدمها على كل شئ .
مثلا اذا كان هذا الرجل شريرا وأولياء المقتول يحبون المال وطلبوا الدية , نقول ان هذا ليس من الحكمة , انظر الى المصلحة العامة , وانتم اذا تركتم شيئا لله عوضكم الله خير منه .
اقتلوا هذا القاتل . ولهذا اوجب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تبعا للامام مالك , اوجب قتل القاتل غيلة , حتى لو عفا اولياء المقتول , حتى لو كان له صغار , فانه يجب أن يقتل ,لان قتل غيلة لا يمكن التخلص منه . الانسان في قتل الغيلة لا يمكن ان يدافع عن نفسه , والمغتال مفسد في الارض ,( وانما جزاء من يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ....)

إذن , مكارم الاخلاق ما هي ؟؟؟
هي ان يتخلق الانسان بالاخلاق الفاضلة الجامعة بين العدل والاحسان , فيأخذ بالحزم في موضع الحزم , وباللين واليسر في موضع اللين .

** أيضا طلاقة الوجه : من مكارم الاخلاق , ولكن هل أطلق وجهي لأي انسان حتى لو كان من أجرم المجرمين ؟؟
طبعا على حسب الحال , اطلق الوجه في ستة من تسعة : أي ثلثين الى ثلث .

لتكن سيمتك طلاقة الوجه , هذه أحسن شئ , تجذب الناس الى نفسك , ويحبوك , ويفضوا اليك ما يستطيعون من أسرارهم .
لكن اذا كنت عبوسا , تعض على شفتك السفلى , فإن الناس يهابونك , ولا يستطيعون التكلم معك .
لكن اذا اقتضت الحال الى ان لا تطلق الوجه , فافعل . ولهذا لا يلام الانسان على العبوسة ذم مطلقا , ولا على اطلاق الوجه مدحا مطلقا .

** افشاء السلام : أي نشره وإدخاله على كل من يستحق ان يسلم عليه , على كل مسلم وان كان عاصيا , او زانيا او شاربا للخمر او مرابيا ....., فإنه مسلم .

لقول النبي عليه الصلاة والسلام :لا يحل لمؤمن ان يهجر أخاه المؤمن فوق ثلاث ........وخيرهما الذي يبدأ بالسلام .

فإن فعل المسلم منكرا ,ولاسيما ان يكون منكرا عظيما يخشى منه ان يتفكك المجتمع الاسلامي , فهذا واجب هجره ان نفع, وانما أقول لقصة كعب بن مالك رضي الله عنه حين تخلف في غزوة تبوك , فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بهجره , فهجره الناس وصاروا لا يتكلمون معه , حتى انه ذات يوم تسور حديقة ابي قتادة رضي الله عنه , وهو ابن عمه وأحب الناس اليه , فسلم على ابي قتادة فلم يرد عليه السلام , سلم ثانية فلم يرد عليه , سلم ثالثة فلم يرد عليه , فقال : أنشدك الله , هل تعلم اني احب ظهر رسولك ,


( يعني كيف تهجرني وان احب الله ورسوله ) ألم تعلم ؟؟؟... فلم يرد عليه .
قال : الله ورسوله أعلم . لان النبي عليه الصلاة والسلام أمره بذلك , ولو أمرهم أن يفعلوا اكبر من ذلك لفعلوا .

تصوروا يا إخوان انه يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم ويلقي عليه السلام فيقول : لا أدري أحرك شفتيه برد السلام أو لا .

الا أن الرسول الكريم يحب كعبا , لانه اذا قام يصلي فان الرسول ينظر اليه .

فهل هذا الهجر الذي وقع من الصحابة لكعب بن مالك أثر أم لا ؟
نعم أثر ... رجوعا عظيما الى الله عز وجل , حتى اذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم , وظنوا ان لا ملجأ من الله الا اليه , وظنوا أي أيقنوا ,لجؤوا الى الله , ففرج عنهم .
فهذا الهجر اثر تأثيرا عظيما , حصل فيه مصلحة عظيمة , تتلى قصتهم في كتاب الله عز وجل , يقرؤها المسلمون كلهم في صلواتهم وخلواتهم .


وفيها ايضا محنة عظيمة لكعب , جاءهم كتاب من الملك غسان , قال له :
انه بلغنا أن صاحبك قد قلاك , فالحق بنا نواسك , ( يعني تعال الينا نجعلك مثلنا ) (وكأنه يشير الى ان يجعله ملك )

فماذا فعل الصحابي كعب ؟؟؟
انظر الى هذه الفتنة العظيمة , ذهب بالورقة فسجَّر بها التنور , يعني أحرقها , كراهة لها ولما تضمنته , ولئلا تغلبه نفسه بالمستقبل حتى يجيب لهذا الطلب .



يتبع الوجه الثاني



[1] -”الجامع”(1/156).

[2] -”سير أعلام النبلاء”(4/94).

[3] -”إعلام الموقعين". (2/161-162).

[4] - فيها مؤلفات مفردة، انظر:”معجم الموضوعات المطروقة”(ص392).
شموخ الهمه غير متواجد حالياً  
قديم 11-11-09, 09:15 PM   #8
شموخ الهمه
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي الشريط الثاني .. الوجه الثآني ..


.:.:. [ [ الشــرح] ].:.:.
وهذه لا شك انها محنة عظيمة , حصلت من أجل هذه القصة .
الحاصل ان إفشاء السلام الاصل فيه انه عام , ولكل أحد من المسلمين , الا من جاهر بمعصية , وكان من المصلحة ان يُهجر فيُهجر .
أما غير المسلمين فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام .
فيحرم علينا ان نبدأ اليهود والنصارى ومن سواهم أخبث منهم أن نبدؤهم بالسلام .
أما إن سلموا نرد عليهم , لقول الله تعالى :
وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها .
فإذا قالوا : السلام عليكم , فنقول :وعليكم
لان النبي وضح لنا بأنهم يقولون : السام عليكم , لذلك نحن نرد عليهم بقولنا وعليكم .
كما جاء مصرحا به في حديث عبد الله بن عمر : قال إن أهل الكتاب يقولون السام عليكم
فإذا سلموا فقولوا : وعليكم .
طيب ما يستثنى من ذلك شئ آخر ؟؟
أقصد الطلبة بعضهم مع بعض .
يعني الطالب لا يفشي السلام مع إخوانه وزملائه , لأن القلوب سليمة , والسلام تحية وبشاشة ,
وتقبل وقبول , يعني يغني ما في القلوب عن التعبير , فلا حاجة لذلك .
ما تقولون في هذا الاستثناء ؟
نعم هذا استثناء باطل ,
الطلبة فيما بينهم أحق الناس بإفشاء السلام .
أيضا عند بعض الناس : يستثنى من إفشاء السلام
من خالفك في المنهج ووافقك في الهدف
الآن يوجد زمر من الناس ينتمي الى جماعة دون أخرى , لكن لا يتأنى بعضهم ان يسلم على بعض , بل بالعكس , هم متناحرون , والعياذ بالله , بالألسن بل وربما بالسوف , والله أعلم
يسبوا بعضهم بعضا وينكروا بعضهم بعض , وبعضهم يمضي أوقاتا طويلة في مجالس عديدة للقدح بالطائفة الأخرى , مع أن الهدف واحد , كل منهم يريد الوصول الى تحقيق العبادة والى الإقبال على الله , وبما يكون هناك من اهل البدع المنصرفين بمخالفة السنة , من لا يتكلمون عليهم , وهذه محنة لمسناها في بعض الزمر , التي كل منها تنحاز الى منهج معين ,فتجد بعضهم يغلِّب بعضا , وهذه محنة .
فمثل هذه الزمر يجب ان يسلموا على بعضهم البعض , وان ينصحوا بعضهم بعضا , وان يبين كل واحد لأخيه فيما هو مخطئ فيه , لتأتلف القلوب .
اما ان تضرب القلوب بعضها ببعض من أجل اختلاف في المنهج , مع اتحاد في الهدف , فهذا أمر عظيم .



.:.:. [ [ المتن ] ].:.:.

وعليه فتنكب (خوارم المروءة)، في طبع، أو قول، أو عمل، من حرفة مهينة، أو خلة رديئة، كالعجب، والرياء، والبطر، والخيلاء، واحتقار الآخرين، وغشيان مواطن الريب.
شرح الشيخ : لما ذكر انه على طالب العلم ان يتحلى بالمروءة ,قال تنكَّب خوارم المروءة :أي أبعد عن خورام المروءة , في طبع او قول او عمل : أي حاول أن تكون طباعك ملائمة للموضوع , ومن المعلوم أنه ليس التكحل في العينين كالكحل ,وليس التطبع كالطبع , لكن الانسان مع ممارسة الشئ ربما يكون الكسب غريزة , والتطبع طبيعة , والا لو حاول الانسان ان يظهر من الاخلاق ما ليس فيه وهو ليس كذلك فإنه سيجد صعوبة , لكن مع التمرن تحسن الحال . وهذا مُجرب , فقد سمعنا عن بعض الناس الذي كان بعيدا عن العلم وله أخلاق سيئة , ولما منَّ الله عليه بالهداية وطلب العلم صات أخلاقه طيبة , لأنه مرن نفسه على هذه الأخلاق حتى صارت كأنها من طباعه وغرائزه .

.:.:. [ [ الشــرح] ].:.:.

قوله من حرفة مهينة , او خلة رديئة : الخلة هي الخصلة , والحرفة هي كل ما يحترف به الانسان من عمل .
ثم ضرب لذلك أمثلة بقوله كالعجب , أن يعجب الانسان بنفسه , فإذا استنبط فائدة قال : ماشاء الله أنا استنبطت هذه وما احد استنبطها غيري , ثم أٌعجب بنفسه , ورأى نفسه كبيرا وانتفخ .
أما الرياء أن يرائي الناس ويتكلم بالعلوم أمامهم حتى يروا انه عالم فيقال : هذا عالم .
البطر هو رد الحق , وهذه تحصل في المجادلات والتعصب لرأي من الآراء , او لمذهب من المذاهب , تجده يجادل ما يسمع ويرد الحق لأنه خلاف ما يقول .
الخيلاء هي نتيجة العجب , يظهر نفسه بمظهر العالم الواسع العلم , ومن ذلك أن يكون للعلماء في بلد ما زيُّ خاص بهم ؟ فيأتي المبتدئ ويلبس لباسهم ليقال أنه من كبار العلماء , هذا من الخيلاء
ايضا احتقار الآخرين , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الكبر بطر الحق وغمط الناس .
وأيضا غشيان مواطن الكبر .
رحم الله امرء كف الغيبة عن نفسه , والرسول صلى الله عليه وسلم أطهر الخلق , قال للرجلين الأنصاريين وهو مع زوجه صفية رضي الله عنها , قال لهما : انها صفية .
هذا رسول الله فكيف بغيره .
الحاصل لا تثق بنفسك وتقول ان الناس لن يظنوا بي شيئا , فأنت وإن كنت عند الناس بهذه المثابة , لكن الشيطان يلقي في القلوب الشر والظن , فيتهموك مما أنت منه برئ , فتجنب مواطن الريب حتى تسلم من النميمة .
والأنفة غير الكبرياء ,يعني ان يأنف الانسان من الأشياء المهينة التي توجب طاعته عند الناس لكن بدون كبرياء
العزة غير الجبروت : أن يكون عزيز النفس , قويا لكن من غير جبروت , بمعنى أن لا يذل أمام خصمه , عند مناظرة أو غيرها , بل يتصور أنه غالب , لكن من غير أن يؤدي ذلك الى الجبروت , ويصير خلقا ذميما . عكس ذلك من كان ذليلا حتى لو كان عنده علم لا يستطيع ان يناظر او يجادل , فتجده يُهزم حتى في مواطن الحق التي أصاب فيها .
الشهامة غير العصبية : يكون الانسان شهما لكن من غير عصبية , لا يقول انا من القبيلة الفلانية ولي شهامة ,, انا من تميم او انا من قريش او كذا او كذا ....
الحمية غير الجاهلية : ان يكون انسان عنده حمية وغيرة , لكن في الحق لا في الجاهلية .




.:.:. [ [ المتن ] ].:.:.
9" - التمتع بخصال الرجولة:
تمتع بخصال الرجولة، من الشجاعة، وشدة البأس في الحق، ومكارم الأخلاق، والبذل في سبيل المعروف، حتى تنقطع دونك آمال الرجال.
وعليه، فاحذر نواقضها، من ضعف الجأش، وقلة الصبر، وضعف المكارم، فإنها تهضم العلم، وتقطع اللسان عن قوله الحق، وتأخذ بناصيته إلى خصومة في حالة تلفح بسمومها في وجوه الصالحين من عباده.

.:.:. [ [ الشــرح] ].:.:.
هذا تكميل للأول لأن التمتع بخصال الرجولة من المروءة بلا شك , اذا أنزل نفسه منزلة الرجال الذين هم رجال بمعنى الكلمة , فإنه سوف يتمتع بما ذكره الشيخ , الشجاعة وشدة البأس في الحق , ، ومكارم الأخلاق، والبذل في سبيل المعروف، حتى تنقطع دونك آمال الرجال.اي حتى لا يسبقك أحد على هذه الخصال .
فالشجاعة والإقدام في محل الإقدام , ولزم أن يسبق ذلك الحنكة والتفكير
ولهذا قال التنبي :
الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا بنفس الكرة بلغت من الياء كل أماني
فلابد من رأي , لأن الاقدام من غير رأي تهور , وتكون نتيجته عكس ما يريده .
كذلك شدة البأس في الحق ,بحاجة ان يكون فيه صادق وصابر على ما يحصل من أذى .
مكارم الأخلاق سبق الكلام عليها وانها تشمل كل خلق كريم يحمد الانسان عليه , البذل في سبيل المعروف يشمل بذل المال والجاه والعلم , وكل مايبذل للخير في سبيل المعروف . وكل مايبذل في سبيل المنكر فهو منكر , والبذل فيما هو ليس معروف ولا منكر فهو إضاعة الوقت أو من إضاعة المال .




يتبع
شموخ الهمه غير متواجد حالياً  
قديم 11-11-09, 10:07 PM   #9
شموخ الهمه
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

..҉المتن ҉..

10" - هجر الترفه:
..҉[[ لا تسترسل في (التنعم والرفاهية)، فإن ”البذاذة من الإيمان”[1]، وخذ بوصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه في كتابه المشهور، وفيه:
“وإياكم والتنعم وزي العجم، وتمعددوا، واخشوشنوا 000”[2]. ]] ҉..



..҉الشــــرح ҉..
يقول لا تسترسل في التنعم والرفاهية ... وهذه نصيحة تقال لطالب العلم ولغيره , لان الاسترسال في ذلك مخالف لإرشاد النبي صلى الله عليه وسلم , فقد كان ينهى عن كثرة الإبذاء
ويأمر بالاحتفاء أحيانا, والانسان الذي يعتاد الرفاهية يصعب عليه معالجة الأمور ,لأنه قد تأتيه الأمور على وجه لا يتمكن معه من الرفاهية ومثال ذلك :
ان النبي صلى الله عليه وسلك كان يأمر بالاحتفاء أحيانا , بعض الناس لا يحتفون , دائما عليه جورب وخف أو نعل , هذا الرجل لو عرض له عرض ٌ ما , وقيل له تمشي 500 متر بدون تنعل , لوجدت ذلك يشق عليه مشقة عظيمة , وربما تدمى قدمه من مماس الأرض , لكن لو عوَّد نفسه على الخشونة وترك الترفه دائما , لحصل له خير كثير .
ثم إن البدن إذا لم يعتاد على مثل هذه الأمور لم يكن عنده مناعة , فتجده يتألم من أي شئ من ذلك , فمثلا تجد الآن أيدي العمال أقوى بكثير من أيدي طلبة العلم , لأنها اعتادت على ذلك
وكان العمال فيما سبق يتعاملون مع الطين واللبن إذا مسست أيديهم كأنما مسست حجرا من خشونتها ,وربما لو أنه ضم أصابعه على يدك لآلمك كثيرا .
فترفيه الإنسان نفسه كثيرا لا شك ضرر عليه كبير .
قوله : " البذاذة من الإيمان " ما هي البذاذة ؟؟؟
البذاذة : عدم التنعم والترفه , وهي ليست البذاءة , هناك فرق بينهما .
البذاءة صفة غير محمودة , أما البذاذة فهي صفة محمودة .
يقول :
المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه في كتابه المشهور، وفيه:
“وإياكم والتنعم وزي العجم، وتمعددوا، واخشوشنوا 000”[3].
هذه الجمله تحذيرية , العرب عندهم جمل تحذيرية وعندهم جمل إغرائية .فإن وردت في مغرور فهي إغراء , وإن وردت في محذور فهي تحذير .
فلو قلت لشخص : الأسد الأسد , هذا تحذير .
وإن قلت : الغزال الغزا ل, هذا إغراء .
أما ( إيَّا ) فهي للتحذير .
قال أبو مالك : إياك والشر ونحوه , نصب بما استجار وجر
ومعنى إياكم : أحذركم ,
والتنعم : الواو للعطف , وقيل للمعية , والمعنى :
أحذركم أن تكونوا مع التنعم ,باللباس أو البدن , والمراد بذلك كثرته .
لأن التنعم بما أحل الله على وجه لا إسراف فيه , من الأمور المحمودة بلا شك .
ومن ترك التنعم بما أحل الله من غير سبب شرعي , هو مذموم .,
أما قوله زي العجم ... ما هو زي العجم ؟؟؟
هو الشكل . سواء كان باللحية أو شعر الرأس أو اللباس ...فإننا منهون عن زي العجم , والمراد بالعجم كل ما سوى العرب , لكن المسلم من العجم التحق بالأعرابي حكما , لأنه اقتدى بمن بعث في الأميين رسولا , صلى الله عليه وسلم .
تمعددوا أي كأنه يقول اتركوا زي العجم وعليكم زي العرب .
اخشوشنوا : هو من الخشونة التي هي ضد الليونة والتنعم .
وكل هذا وصايا نافعة من عمر رضي الله عنه , لو أن الناس عملوا بها , سواء طلبة العلم أو غيرهم , لكان في هذا خير كثير .
لكن الآن في البلاد التي منَّ الله عليها بالأمن وطيب العيش زكثرة المال , صار الأمر بالعكس , التنعم موجود ولا يعجب الإنسان إلا أن يركب مركبا مريحا ويبني قصرا مشيدا ...
ولهذا كثرت الأمراض التي تترتب على عدم الحركة , كالسمنة والضغط وضيق التنفس , غيرها
تجد الشاب اذا صعد جبلا لا ينتصف الجبل إلا وقد انقطع نفسه , وانت تكون مستريح لأنك متعود على ذلك وهو لا مع أنه شاب , كذلك الأمر :
زي العجم موجود يترقبون كل موضة تخرج حتى يقلدوها , وقد أتعبت النساء رجالها تجدها تأتي الصباح بلباس نظيف ساتر , ثم تنزل آخر النهار الى السوق فإذا بموضة جديدة , تجدها تريد ان تشتريه مع أنه أبلى وأسوأ من الأول , لكن هذا جديد تريد شراؤه , خصوصا من منَّ الله عليه بالمال , فلا يهمها تشتر ما تريد , وهذا غلط .
كذلك المجلات التي كثرت بين أيدي النساء تسمى البردة , تأخذها وتنظر ما فيها حتى ولو كان لا يتناسب مع اللباس الشرعي , لكنه جديد ؟ نسأل الله السلامة والهداية .




..҉المتن ҉..
..҉[[ وعليه، فازور عن زيف الحضارة، فإنه يؤنث الطباع، ويرخى الأعصاب، ويقيدك بخيط الأوهام، ويصل المجدون لغاياتهم وأنت لم تبرح مكانك، مشغول بالتأنق في ملبسك، وإن كان منها شيات ليست محرمة ولا مكروهة، لكن ليست سمتاً صالحاً، والحلية في الظاهر كاللباس عنوان على انتماء الشخص، بل تحديد له، وهل اللباس إلا وسيلة التعبير عن الذات؟!
فكن حذراً في لباسك، لأنه يعبر لغيرك عن تقويمك، في الانتماء، والتكوين، والذوق، ولهذا قيل: الحلية في الظاهر تدل على ميل في الباطن، والناس يصنفونك من لباسك، بل إن كيفية اللبس تعطي للناظر تصنيف اللابس من:
الرصانة والتعقل.
أو التمشيخ والرهبنة.أو التصابي وحب الظهور.
فخذ مم اللباس ما يزينك ولا يشينك، ولا يجعل فيك مقالا لقائل، ولا لمزا للامز، وإذا تلاقى ملبسك وكيفية لبسك بما يلتقي مع شرف ما تحمله من العلم الشرعي، كان أدعى لتعظيمك والانتفاع بعلمك، بل بحسن نيتك يكون قربة، إنه وسيلة إلى هداية الخلق للحق.
وفي المأثور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه[4]:
“أحب إلي أن أنظر القارئ أبيض الثياب”.
أي: ليعظم في نفوس الناس، فيعظم في نفوسهم ما لديه من الحق.
والناس - كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كأسراب القطا، مجبولون على تشبه بعضهم ببعض[5].
فإياك ثم إياك من لباس التصابي، أما اللباس الإفرنجي، فغير خاف عليك حكمه، وليس معنى هذا أن تأتى بلباس مشوه، لكنه الاقتصاد في اللباس برسم الشرع، تحفه بالسمت الصالح والهدي الحسن.
وتطلب دلائل ذلك في كتب السنة الرقاق، لا سيما في ”الجامع” للخطيب[6].
ولا تستنكر هذه الإشارة، فما زال أهل العلم ينبهون على هذا في كتب الرقاق والآداب واللباس[7]، والله أعلم. ]] ҉..



..҉الشـــرح ҉..
هو لما ذكر , وفقه الله , هجر الترفه , أطنب في ذكر اللباس , لأن اللباس الظاهر عنوان على اللباس الباطن .
ولهذا يمر بك رجلان كلاهما عليه ثوب مثل الآخر , فتزدري أحدهما ولا تهتم بالآخر,
تزدري باللباس ان يكون على غير هذا المنظر . إما بالكيفية أو باللون أو بالخياطة أو غير ذلك , والثاني لا ترفه به رأسا ولا ترى بلباسه بأسا , لأن لكل قالب ما يناسبه .
مثلا لبس العقال : في الأصل لا بأس فيه , وبعضهم يقول أنه العمامة العصرية , وعمامة الرسول عليه الصلاة والسلام لفافة تطوى على الرأس , لكن هذا مطوي جاهز ليس عليك إلا أن تضعه على رأسك , عمامة ميسرة , ولهذا كان بعض الناس فيما سبق يجعلون ( العقل ) بيضاء لتكون كالعمامة تماما , وهذه العقل لا يلبسها كل الناس على حد سواء , مثلا يمر بك رجلان كلاهما يلبسان العقال أحدهما تزدريه والثاني لا تهتم به , لأن الأول لبس ما لا يلبسه مثله والثاني لبس ما لا يلبسه مثله ولا تهتم به .
وايضا مثلا مر بك رجلان أحدهما ميكانيكي عليه بنطلون والآخر عالم أيضا عليه بنطلون في بلد لا يلبس العلماء فيه البنطال ,تجد نفسك تزدري الثاني ولا تزدري الأول .
المهم أن الشيخ وفقه الله , يقول أن بعض الناس يكون مشغولا بالتأنق في ملابسه , حتى وإن كانت مباحة , فلا ينبغي أن يكون أكبر همك الهندمة والتأنق في اللباس , كالتأنق في لبس الغترة وأجعلها مرزاب لما مرزابين أو ثلاثة .. لا تهتم لذلك , ولكن أيضا لا تكون بالعكس , لا تهتم بنفسك ولا بلباسك , وقد سبق أن التجمل باللباس مما يحبه الله عز وجل , وهذا عمر رضي الله عنه يقول : أحب إلي أن أنظر القارئ أبيض الثياب .
لأنه جما ل, وقول الشيخ بكر أبو زيد , وفقه الله , :
، لأنه يعبر لغيرك عن تقويمك، في الانتماء، والتكوين، والذوق
لأن كل انسان قد يزن من لاقاه بحسب ما عليه من اللباس , كما يزنه بالنسبة لحكاته وكلامه وأقواله , وخفته ورزانته .
والناس مجبولون على التشبه بعضهم ببعض ,ولذلك إذا ظهر نوع جديد من اللباس تجد الناس يتطايرون عليه .
ثم حذر من لباس التصابي , وهو أن يلبس الشيخ الكبير سنا ما يلبسه الصبيان , من رقيق الثياب وما أشبه ذلك .
أما اللباس الإفرنجي فغير خاف عليك حكمه , ما هو حكمه ؟
التحريم
لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من تشبه بقوم فهو منهم .
لكن ما هو اللباس الافرنجي ؟؟
هو اللباس المختص بهم بحيث لا يلبسه غيرهم , وإذا رآه الرائي قال إن لابسه من الإفرنج , وأما ما كان شائعا بين الناس , من الإفرنج وغيرهم , فهذا لا يكون من التشبه , لكن من جهة أخرى قد يحرم كأن يكون حريرا بالنسبة للرجال , أو قصيرا بالنسبة للنساء وما أشبه ذلك ,
ولما خاف الشيخ بكر ان يذهب الذهن بعيدا قال :
وليس معنى هذا أن تأتي بلباس مشوه
كما بفعله بعض الناس , إظهارا للزهد .تجد ثوبه مشق ومتسخ لا يهتم به , يقول أنا مآلي للتراب والأرض تأكل البدن وتوسخ البدن , ... لا .. الانسان يجب ان يعتني بنفسه ولا يأتي بهزءا في حقه , رحم الله امرئ كف الغيبة عن نفسه ,





انتهى الشريط الثاني






[1] - كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، راجع له:”السلسة الصحيحة”(رقم 341) و”تعظيم قدر الصلاة”(رقم 484) لابن نصر المروزي.
[2] - “مسند على بن الجعد”(1 / 517) (رقم 1030)، وعنه”الفروسية” لابن القيم (ص9)، و”أدب الإملاء والاستملاء”(ص118). وأصله في الصحيحين وغيرهما.
[3] - “مسند على بن الجعد”(1 / 517) (رقم 1030)، وعنه”الفروسية” لابن القيم (ص9)، و”أدب الإملاء والاستملاء”(ص118). وأصله في الصحيحين وغيرهما.
[4] -”الإحكام” للقرافي (ص 271).
[5] -”مجموع الفتاوى”(28 / 150).
[6] - “الجامع”(1 / 153 155).
[7] - “أدب الإملاء والاستملاء”(ص116 119)،”اقتضاء الصراط المستقيم”،”مجموع الفتاوى”(21 /539)، وانظر ”الروح” لابن القيم (ص40).
شموخ الهمه غير متواجد حالياً  
قديم 13-11-09, 12:02 AM   #10
شموخ الهمه
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي الشريط الثالث .. الوجه الأول ..

نكــــمـــــل




المـتـــن
*·.· ¤ [ [ 11" - الإعراض عن مجالس اللغو:
لا تطأ بساط من يغشون في ناديهم المنكر، ويهتكون أستار الأدب، متغابياً عن ذلك، فإن فعلت ذلك، فإن جنايتك على العلم وأهله عظيمة. ] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
اللغو نوعان : لغو ليس فيه فائدة ولا مضرة , ولغو فيه مضرة .
أما الأول فلا ينبغي للعاقل أن يذهب وقته فيه , لأنه خسارة .
وأما الثاني فإنه يحرم عليه أن يمضي وقته فيه لأنه منكر , والمؤلف حمل اللغو على المعنى الثاني
لا شك أن المجالس التي تجتمع على المحرم لا ينبغي للانسان أن يجلس فيها
لأن الله تعالى يقول :
وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم
فمن جلس مجلس منكر وجب عليه أن ينهى عن هذا المنكر , فإن استقامت الحال فهذا المطلوب , وإن لم تستقم وأصروا على المنكر فالواجب أن سنصرف . خلافا لما يتوهمه البعض بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :
فإن لم يستطع فبقلبه
وأنا كاره لهذا المنكر بقلبي , وهو جالس معهم , فيقال له :
لو كنت كاره لهذا حقا ما جلست معهم لأن الانسان لا يمكن أن يجلس على مكروه إلا إذا كان مكرها , أما ان تجلس باختيارك في شئ تكرهه , فان كراهتك له ليس بصدق .
أما قوله : ، فإن جنايتك على العلم وأهله عظيمة.
أما كونه جناية على نفسه فالأمر ظاهر , يعني أن طالب العلم يجلس مجالس اللهو والمنكر , فإن جنايته على نفسه واضحة . لكن كيف تكون جناية على العلم وأهله ؟
لأن الناس يقولون هؤلاء طلبة العلم , هؤلاء العلماء , هذا نتيجة العلم , وما أشبه ذلك , فيكون قد جنى على نفسه وعلى غيره .


المـتـــن
*·.· ¤ [ [ 12" - الإعراض عن الهيشات:
التصون من اللغط والهيشات، فإن الغلط تحت اللغط ، وهذا ينافي أدب الطلب.] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
الهيشات : أي هيشات الأسواق , لأنها تشتمل على اللغط والسب والشتم .
وبعض طلبة العلم يقول أنا أدخل الأسواق من أجل أن أرى ما يفعل الناس وما يكون بينهم , فنقول هناك فرق بين الاختبار والممارسة , يعني لو ذكر أن في السوق الفلاني كذا وكذا , فهنا لا حرج عليك أن تذهب وتختبر بنفسك . لكن لو كان جلوسك في هذا السوق مستمرا , كل عصر تروح للسوق , لكان هذا خطأ بالنسبة لك لأنه إهانة لك ولطلبة العلم عموما وللعلم الشرعي أيضا


المـتـــن
*·.· ¤ [ [ ومن لطيف ما يستحضر هنا ما ذكره صاحب ”الوسيط في أدباء شنقيط” وعنه في ”معجم المعاجم”:
“أنه وقع نزاع بين قبيلتين، فسعت بينهما قبيلة أخرى في الصلح، فتراضوا بحكم الشرع، وحكموا عالماً، فاستظهر قتل أربعة من قبيلة بأربعة قتلوا من القبيلة الأخرى، فقال الشيخ باب بن أحمد: مثل هذا لا قصاص فيه. فقال القاضي: إن هذا لا يوجد في كتاب. فقال: بل لم يخل منه كتاب. فقال القاضي: هذا ”القاموس” يعنى أنه يدخل في عموم كتاب – فتناول صاحب الترجمة ”القاموس” وأول ما وقع نظره عليه: ”والهيشة: الفتنة، وأم حبين[1]، وليس في الهيشات قود”، أي: في القتيل في الفتنة لا يدرى قاتله، فتعجب الناس من مثل هذا الاستحضار في ذلك الموقف الحرج”أ هـ ملخصاً.] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
هؤلاء النقباء جرى بينهم فتنة فقتل من إحدى القبيلتين أربعة رجال فحضروا الى القاضي ,
والشيخ اسمه باب بن أحمد فقال : مثل هذا لا قصاص فيه , قال القاضي : إن هذا لا يوجد في كتاب . فأين الدليل على أنه لا قصاص فيه ؟ لا يوجد في أي كتاب أن لا قصاص في ذلك ,
فقال الشيخ : بل لم يخل منه كتاب , فقال القاضي : هذا القاموس ,
لأن الشيخ قال :منه كتاب . وكلمة كتاب عامة تشمل كل الكتب , لذلك قال القاضي : هذا القاموس . والقاضي الآن واثق من نفسه بأن الحكم غير موجود هنا لأنه ليس كتاب فقه وإنما كتاب لغة , فتناول صاحب الترجمة ”القاموس” وأول ما وقع نظره عليه: ”والهيشة: الفتنة، وأم حبين[2]، وليس في الهيشات قود”،
وقصتهم فتنة وليس في الفتنة قود : أي قصاص , فأخذ الحكم من هنا , وكان حكم القاضي بأن يقتل من القبيلة الأخرى أربعة خطأ , فتعجب الناس
طبعا الهيشة : الفتنة , وأم حبين : نوع من الحشرات تشبه الخنفسة ,


المـتـــن
*·.· ¤ [ [ 13" - التحلي بالرفق:
التزم الرفق في القول، مجتنباً الكلمة الجافية، فإن الخطاب اللين يتألف النفوس الناشزة.
وأدلة الكتاب والسنة في هذا متكاثرة.] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
هذا من أهم أخلاق طلبة العلم , سواء طالبا أو معلما , كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ان الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله .
وما كان الرفق في شئ إلا زانه , وما نزع من شئ إلا شانه .
لكن لا بد أن يكون الانسان رفيقا من غير ضعف , أما أن يكون رفيقا ممتهن ولا يؤخذ بقوله ولا يهتم به , فهذا خلاف الحزم , فكن رفيقا في مواطن الرفق وعنيفا في مواطن الحزم . ولا أحد ارحم بالخلق من الله عز وجل , ومع هذا يقول :
"" الزاني و الزانية اجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله .""
لكل مقام مقال ,لو أن الانسان عامل ابنه بالرفق في كل شي حتى في مواضع الحزم , ما استطاع أن يربيه , مثلا الابن لو كسر الزجاج وشق الثياب و... ثم جاء الأب ووجده على هذه الحال فقال له : يا ولدي لا يصلح هذا وتكلم معه ... هل هذا يكفي ؟
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر .
لكن إذا دار الأمر بين الرفق والعنف , فما الأفضل ؟ طبعا الرفق , فإن تعين العنف صار هو الحكمة .
قوله : فإن الخطاب اللين يتألف النفوس الناشزة
أقول :الكلام اللين يغلب الحق البين , يعني تليين الكلام للخصم ولو كان الحق معه ,فإنه يتنازل عن حقه . وليس معناه أن الكلام اللين يبطل الحق , يغلب الحق البين يعني فيما جاء به الخصم , لأنك إذا ألنت له الكلام لانَ لك , وهذا مُشاهد , إذا نازعت أحدا فإنه سيشتد عليك ويزيد وإذا ألنت له الكلام فإنه يقرب منك , ولهذا :
قال الله تعالى لموسى وهارون :
{ فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى }


المـتـــن
*·.· ¤ [ [ 14" - التأمل:
التحلي بالتأمل، فإن من تأمل أدرك، وقيل:”تأمل تدرك”.
وعليه، فتأمل عند التكلم: بماذا تتكلم؟ وما هي عائدته؟ وتحرَّز في العبارة والأداء دون تعنت أو تحذلق، وتأمل عند المذاكرة كيف تختار القالب المناسب للمعنى المراد، وتأمل عند سؤال السائل كيف تتفهم السؤال على وجهه حتى لا يحتمل وجهين؟ وهكذا.] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
وأيضا تأمل عند الجواب , كيف يكون جوابك : هل هو واضح ؟ ليس فيه لبس أو مبهم .
وهل هو مفصل أو مجمل .. حسب ما تقضيه الحال .
وقوله التأمل : يريد بذلك : التأني , وأن لا تتكلم حتى تعرف ما ذا تتكلم وماذا تكون النتيجة , ولهذا لا تضع قدمك إلا حيث تعرف السلامة , يعني عندما تخطو لا تكمل حتى تعرف أين تضع قدمك .
فالتأمل هذا مهم , لا تتعجل , إلا إذا دعت الحاجة الى ذلك ,
يقول الشاعر الناظم :
قد يدرك المتأني بعض حاجته ** وقد يكون مع المستعجل الزلل .

فإذا دار الأمر بين أن أتأنى وأصبر وبين أن أتعجل وأقدم , فالأول أقدم أولا , لأن القولة أو الفعلة إذا خرجت منك لا يمكن ردها لكن إذا لم تقل أو تفعل فأنت حر . فتأمل بماذا تتكلم به , وما هي فائدته
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت .
تحرز في العبارة والأداء وهذا أيضا من أهم ما يكون , يعني لا تطلق العبارة على وجه تؤخذ عليه , بل تحرز ,إما بقيود تضيفها الى الإطلاق وإما بتخصيص تضيفه الى العموم , وإما بشرط وما أشبه ذلك
ولكن نقول دون تعنت أو تحذلق أي دون أن تشق على نفسك , او تدعي انك حاذق ,
يقول وتأمل عند المذاكرة كيف تختار القالب المناسب للمعنى المراد لعله أراد إذا كنت تذاكر غيرك وتناظره في شئ , فخذ القالب المناسب للمعنى المراد , وتأمل عند سؤال السائل كيف تتفهم السؤال على وجهه حتى لا يحتمل وجهين؟ وهكذا. وكذلك أيضا في الجواب وهو اهم لأن السؤال يسهل على المسؤول أن يستفهم من السائل , لكن الجواب إذا وقع مجملا فإنه يبقى عند الناس على تفاسير متعددة , كل انسان يفسر هذا الكلام بما يريد ويناسبه .


المـتـــن
*·.· ¤ [ [ 15" - الثبات والتثبت:
تحل بالثبات والتثبت، لا سيما في الملمات والمهمات، ومنه: الصبر والثبات في التلقي، وطي الساعات في الطلب على الأشياخ، فإن ”من ثبت نبت”.] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
اهم ما يكون من الآداب هو التثبت , التثبت فيما ينقل من أخبار , والتثبت فيما يصدر منك من الأحكام , والأخبار إذا نقلت لا بد أن تثبت أولا , ثم إذا صحت فلا تحكم وتثبت الحكم لانه ربما يكون الخبر الذي سمعته مبني على أصل تجهله , فتحكم بأنه خطأ , والواقع غير ذلك . فكيف العلاج في هذه الحال ؟ العلاج هو الاتصال بمن نسب إليه الخبر . وتقول له نقل عنك كذا وكذا , ثم تناقشه . فقد يكون استنكارك ونفور نفسك منه لأول وهلة سمعته فيها لأنك لا تدري ما سبب هذا الموضوع , ويقال إذا عرف السبب بطل العجب .
فلا بد أولا من التثبت ,
الثبات معناه الصبر والمصابرة وألا يمل ويضجر وأن لا يأخذ من كل كتاب نتفة ومن كل فن قطعة ,لان هذا هو الذي يضر الطالب , يقطع عليه الأيام من غير فائدة , فلا يثبت على شئ , تجده مرة في الآجرومية , ومرة في متن القطر , ومرة في الألفية , ومرة في ألفية العراقي , ويتخبط في الفقه .....وهكذا ...
هذا في الغالب أنه لا يحصل العلم , ولو حصل علما فإنما يحصل مسائل لاأصول لها ,
وتفصيل المسائل كالذي يلتقط الجراد واحدة تلو الاخرى , لكن التأصيل والرسوخ والثبات هذا هو المهم . أثبت بالنسبة للكتب التي تقرأ أو تراجع , واثبت أيضا بالنسبة للشيوخ الذين تتلقى عنهم , لا تكن ذواقا كل أسبوع عند شيخ , قرر أولا من الذي ستتلقى عنده العلم , ولا بأس أن تجعل لك شيخا في الفقه وتستمر معه في الفقه , وشيخا آخر في العقيدة وتستمر معه في العقيدة ... وهكذا .. المهم أن تستمر لا ان تتذوق وتكون كالرجل المطلاق كلما تزوج امرأة أيام تركها وذهب الى اخرى هذا يبقى طول عمره لم يتمتع بزوجة ولم يحصل على اولاد في الغالب ,
والتثبت من اهم الامور , التثبت فيما ينقل عن الغيب , لان أحيانا ينقلون ما يشوه سمعة المنقول عنه , قصدا وعمدا , وتارة لا تكون لهم مراد سيئ , لكنهم يفهمون الشئ على خلاف معناه الذي أريد به , ولهذا يجب التثبت , فإذا ثبت بالسند ما نقل فحينئذ يأتي دور المناقشة مع الذي نُقل عنه , قبل ان تحكم على هذا القول , بانه خطأ أو غير خطأ , وذلك لأنه ربما يظهر لك بالمناقشة ان الصواب مع هذا الذي نقل عنه الكلام وإلا من المعلوم أن الانسان لو حكم على شئ بمجرد السماع من اول وهلة لكان منقضي عنه أشياء تنفر منها النفوس , عن بعض العلماء الذين يعتبرون منارات للعلم . لكن عندما يتثبت ويتامل ويتصل بهذا الشيخ مثلا يتبين له الامر
يقول وطي الساعات في الطلب على الأشياخ، فإن ”من ثبت نبت”، ومن لم يثبث لن ينبت ولن يحصل على شيء.
(الدقيقة 29 من الشريط الثالث الوجه1)



انتهى الفصل الاول

التعديل الأخير تم بواسطة أم أسماء ; 12-03-10 الساعة 12:08 AM
شموخ الهمه غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .