04-03-08, 01:28 PM | #1 |
~مستجدة~
تاريخ التسجيل:
04-03-2008
المشاركات: 7
|
أعترف لكم أنني خائنة ...
إلى من تذللت الأبجدية لتجتمع باسمه ...
إلى من سجدت المعاني لمعنى يليق بكرمه ... إلى من خضعت الصفات لنعت يرتقي لمقامه ... الخلق تشرف حين أنزل الله " وإنك لعلى خلق عظيم " ... الآيات لمعت لما قالت عائشة " قرآن يمشي على الأرض " ... الرحمة خجلت حين قال الله " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " ... البشرى ارتقت لما أوحى الله " إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً" ... الرسالة برقت حين بعث الله" محمد رسول الله "... الوحي تكرم لما قال الله :" وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى " ... كيف أبدأ الحديث ومن أين ؟؟؟ أأبدأ الحديث عن الأقلام التي انبرت من المدح والإطراء ؟ أم المقل التي جفت من الدموع والبكاء ؟ أم الألسن التي أطبقت من التمجيد والثناء ؟ أم القلوب التي تفطرت من الجرح والمأساة ؟؟؟ لا ... لن أتكلم عن هذا ، فقد مللت كتابته كما مللتم قراءته ... بل سأتكلم عن أقلام لا زالت تخط عبارات الفخر والإباء ... وألسن لا زالت تصدع بقول الحق والوفاء ... وقلوب أيقنت أن النصر آت ولا بد من البذل والعطاء ... نعم ... سأتكلم عن رجال لا كالرجال .. أأصفهم بالأبطال ؟ لا .. فالبطولة هم من لقبوها .. أأصفهم بالأسود لا فأسد الغابة كثر زئيرها في هذه الأيام ... كفى ... لن أجول في القواميس بحثاً عن نعوت تليق بهم .. فلقد أدركت الآن أن لا حروف أبجدية بإمكانها أن ترتقي لمقامهم .. ولا صفحات كتاب تتسع لوصف يعانق همتهم .. فالبيان بيّن احترامه وحيّاهم .. والبديع أبدع إطراءه وانصاع لهم .. عجباً .. من هؤلاء إذا ؟؟ إنهم والله رجال الله .. إنهم "رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ " وهم "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا ". هؤلاء هم اتباع رسول الله حقاً ... علموا معنى شهادة التوحيد ... أدركوا أنها العروة الوثقى ... أيقنوا أنها خلاص الأمة ... فاتبعوا وعبدوا ولم يبتدعوا ... دافعوا عن رسولهم ، ذبوا عن عرضه ، فدوه بأرواحهم بالفعل لا بالقول... أما أنا ... فتبلكم لساني لم أعد أقوى على الكلام ، جف يراعي لم أعد أستطيع الكتابة .. ذرفت دموعي لم أعد أعي ما أسطر .. احمرت وجنتاي وأصم أذناي صوت صرخ في أعماقي .. أيتها الخائنة .. راودتني أفكار شتى .. فقدت التركيز لم أقدر على ترتيبها .. هي أشبه بخواطر مضطرب ، وأحلام قلق ، وآلام مراهق ، وآمال فتاة .. أنا خائنة .. لا بل أستحق أن يُمرغ أنفي بالتراب .. وهذا باليسير ، بل أستحق أن أنال غضب الله والعياذ بالله .. فأنا ما زلت أتنفس ورسول الله يًشتم .. الله أكبر .. أنا ما زلت أتكلم وحبيب الله يًطعن .. الله أكبر .. أنا ما زلت أضحك وإمام المرسلين يُستهزأ به .. الله أكبر .. كم تستحق يا قلبي أن تُمزق فما أقساك ! كم تُستحقين يا عيوني أن تُقتلعي فما أجفاك ! كم تستحق يا لساني أن تُقطع فما أبخلك ! يا رسول الله عذراً .. لكن عزاءنا الوحيد وسلوانا الفريد " إن الله يدافع عن الذين آمنوا " ... ولقد أدركت الآن أننا لا نستحق الرفعة والعلو ، لأننا لو كنا كذلك لكتب الله لنا أن نتبوأ منصباً نذب فيه عن عرضك ... لكنني يا رسول الله أقولها بأعلى صوت لأزلزل بها صروحاً أشيدت لإعلان الردة وتصريح النفاق .. ولأشعل بها نار اليائسين .. سأقولها ولو قطعوا جسدي بالمناشير إربا .. سأعلنها ولو رموا أهلي بالنار أماً وأبا .. الله مولانا ولا مولى لكم ... الله مولانا ولا مولى لكم ... الله مولانا ولا مولى لكم ... لسنا عمراً حتى نقولها ، ولستم أبا سفيان حتى تُقال لكم .. لكن عمراً حيٌّ فينا وشيطان أبي جهل ربكم .. أما أنت يا فنان .. فلتعلم أن السنة التي استهزأت بها على حبيبي فهي آخر سني حياتك .. والشهر الذي نلت به من قدوتي فهو آخر شهور سعادتك .. واليوم الذي انتهكت فيه حرمتي فهو آخر أيام بهجتك .. واللحظة التي جنيت فيها على رسولي هي لحظة نلت فيها غضب الله ... وستعلم معناها بإذن الله ... لما تعيشها خسراناً نادماً في جهنم .. فكن على علم يا فنان .. أننا أمة تشعلها نيران الاستهزاء .. وتقويها صور السخرية .. إننا أمة تحيا بحب رسولها .. وبنيلك من عرضه زدتنا محبة وتعلقاً .. فالويل لك .. إنني أرى ببصرك يا أعمى البصيرة فرحة الانتصار ، عندما طلبوا الاعتذار ، وقابلوك بهكذا استنكار .. أما أنا فلن أطلب الاعتذار لأنني أؤمن بقول الله " أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ " ... لا .. لا أريد اعتذار .. فألفه افتراء ، وعينه عبادة ، وتاؤه تنكر ، وذاله ذلة ، وألفه احتقار ، وراؤه رباط .. لن تفتروا علي فالله أكرمني برسول الله أصدقه .. لن أكون عبداً لكم فالله خير من أعبده.. ولن أُخدع بتنكركم فالله أراني حقيقة الحق وبطلان الباطل .. ولن أتذلل لكم فالله أعزني بالإسلام .. لن تحتقرونني فالله رفعني بأن جعلني من أتباع محمد .. لن تربطوني فرباطي العقيدة الصافية .. أنا خائنة ... نعم فلقد بلغني عنك يا رسول الله القصة التالية ... خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقعد فقال: يا عمر إنيّ أشتاق إلى إخواني [ قال عمر: يا رسول الله أفلسنا إخوانك؟ قال: لا أنتم أصحابي، ولكن إخواني قوم آمنوا بي ولم يروني، قال: فدخل أبو بكر على بقية ذلك، فقال عمر: يا أبابكر إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني أشتاق إلى إخواني، فقلت: يا رسول الله ألسنا إخوانك؟ قال: لا ولكن أنتم أصحابي، ولكن إخواني قوم آمنوا بي ولم يروني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر ألا تحبّ قوماً بلغهم أنّك تحبني فأحبوك بحبّك إيّاي فأحبّهم أحبهم الله ... يا رسول الله ... بلغني عنك هذا ثم تركتهم يستهزئون بعرضك الشريف ... وأي خيانة أعظم منها ... جعلتني من إخوانك ... فقطعت رباط الأخوة بصمت جبان ... جعلتني من إخوانك ... فتبرأت من صلة الإخوة بسكوت خائن ... جعلتني من إخوانك ... فتخليت عن حب الله لي بنفاق ذليل ... جعلتني من إخوانك ... فأبيت إلا القعود مع الخائنين ... جعلتني من إخوانك ... فانتفضت إلا بالذب عن عرضك ... زعمت اتباعك ... فناقضتني أفعالي قبل أقوالي ... زعمت الدعوة لسنتك ... فرفضتني " لم تقولون ما لا تفعلون " ... ادعيت التمسك بنهجك ... فعاد ذاك الصوت الذي أصم أذناي ... وصرخ : أصمتي .... كفاك خيانة ... ألا تخافين أن تُُسألي يوم القيامة عما تكتبين ؟؟ هِبّي وذُبِّي عن عرض رسولك صلى الله عليه وسلم عملاً لا قولا ... ودماً لا أحرفاً ... وروحاً لا أسطرا ... هيا انهضي وافديه حياتك ... هيا اعلنيها توبة صافية نقية ... هلمّي بيعي نفسك لله ... واسأليه الثبات ... قومي فموتي على ما مات عليه محمد صلى الله عليه وسلم... حقاً والله ... أعترف لكم أنني خائنة ... لكن ... لا يسعني إلا أن أسأل الله جل في علاه أن يجعلني جندية من جنوده ، وأمَةً من أمّةِ رسولِه ... وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين ... |
04-03-08, 03:35 PM | #2 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
جميل موضوعك وأسلوبك أجمل ما شاء الله تبارك الله
جزاك الله خيرا وأعاننا على نصرته صلى الله عليه وسلم |
04-03-08, 03:50 PM | #3 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
تملكين مدادٌ مبارك
ما شاء الله حفظك الله وأثابك ولمدادك أختي الحبيبة لواعج نفس حالها كحال من يحترقون ألماً لما أصاب رسولهم عليه صلوات ربي وسلامه نسأل الله أن يفك الكربة وننال النصرة في ديننا ونبينا |
04-03-08, 05:34 PM | #4 |
~ طوبى للغرباء ~
|
رائع ما سطرتِ والرائع قليل..
سدد الله قلمك أيتها الرائعة.. أسلتِ المدامع وأحرقتِ قلوبنا.. فتباً لنا ثم تب إن لم ندافع عن حبيبنا بكل ما نملك.. ويل لنا ثم ويل إن مرت هذه القضية بسلام.. فوالله لبطن خير من ظاهرها وقتها.. وقوم لمي نتصروا لرسوله الذي بذل كل ما بوسعه لأجله قوم لا يتسحقوا أن ينصروا وقوم تستحق كل الذل والمهانة ان لم تتحرك.. سلمت يمينك وجعل قلمك سيفا يذب عن الدين وأهله بوركتِ |
04-03-08, 06:10 PM | #5 |
~مستجدة~
تاريخ التسجيل:
04-03-2008
المشاركات: 7
|
بارك الله بكن جميعاً ...
أسأل الله أن يجعلنا جنوداً من جنوده ... أن يعيننا على نصرة الحق والدين ... بكل الوسائل ... لكن ورد خطأ في المقال تدراكته ... أود تصحيحه ... عبارة " الله مولانا ولا مولى لكم " قالها عمر لأبي سفيان وليس أبي جهل كما ورد في المقال ... وأود ملاحظاتكن على المقال ... لو سمحتن ... فكلنا ذوو حطأ ... والإنسلن يقوى بإخوانه ... وجزيتن خبراً ... وأدام الله لنا هذا الملتقى وأعضاءه ... وجمعنا في الفردوس الأعلى ... |
05-03-08, 01:26 AM | #6 | |
~نشيطة~
|
اقتباس:
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|