08-11-08, 09:14 PM | #1 |
حفظه الله تعالى
تاريخ التسجيل:
02-04-2008
المشاركات: 275
|
ما الفرق بين السور المكية والسور المدنية؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: اسأل الله أن ينفع بهذا القسم وأن يجزيكم خيرا والسؤال:
ما الفرق بين السور المكية والسور المدنية؟. التعديل الأخير تم بواسطة أم جهاد وأحمد ; 19-01-09 الساعة 06:08 PM |
08-11-08, 09:59 PM | #2 |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
22-01-2008
المشاركات: 5,333
|
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذكر الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن اختلاف العلماء في ذلك فقال: اعلم أن للناس في ذلك ثلاثة اصطلاحات: أحدها: أن المكي ما نزل بمكة، والمدني ما نزل بالمدينة. والثاني وهو المشهور: أن المكي ما نزل قبل الهجرة وإن كان بالمدينة، والمدني ما نزل بعد الهجرة وإن كان بمكة . والثالث: أن المكي ما وقع خطابًا لأهل مكة، والمدني ما وقع خطابًا لأهل المدينة، وعليه يحمل قول ابن مسعود الآتي؛ لأن الغالب على أهل مكة الكفر فخوطبوا: يَا أَيُّهَا النَّاسُ وإن كان غيرهم داخلاً فيها، وكان الغالب على أهل المدينة الإيمان فخوطبوا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا وإن كان غيرهم داخلاً فيهم. ونص كلام ابن مسعود هو كما رواه الحاكم والبيهقي وغيرهما: كل شيءٍ نزل فيه يا أيها الناس فهو بمكة، وكل شيء نزل فيه يا أيها الذين آمنوا فهو بالمدينة. قال الزركشي : وقد نص على هذا القول جماعة من الأئمة، منهم أحمد بن حنبل وغيره، وبه قال كثير من المفسرين ونقله عن ابن عباس، وهذا القول - أي قول ابن مسعود - إن أخذ على إطلاقه ففيه نظر، فإن سورة البقرة مدنية وفيها: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ [البقرة:21]، وفيها: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً [البقرة:168]. وسورة النساء مدنية وفيها: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ [النساء:1] إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ [النساء:133]. وسورة الحج مكية وفيها: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا [الحج:77]. فإن أراد المفسرون أن الغالب ذلك فهو صحيح، ولذا قال مكي: هذا إنما هو الأكثر وليس بعام، وفي كثير من السور المكية: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا . والأقرب تنزيل قول من قال مكي ومدني على أنه خطاب المقصود به أو جل المقصود به أهل مكة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كذلك بالنسبة لأهل المدينة. ا.هـ ولكل منهما علامات يعرف بها، ذكرها الزركشي بقوله: ومن جملة علاماته أن كل سورة فيها: يا أيها الناس وليس فيها يا أيها الذين آمنوا فهي مكية، وفي الحج اختلاف، وكل سورة فيها: كلا، فهي مكية، وكل سورة أولها حروف المعجم فهي مكية إلا البقرة وآل عمران وفي الرعد خلاف . وكل سورة فيها قصة آدم وإبليس فهي مكية سوى البقرة. وكل سورة فيها ذكر المنافقين فمدنية سوى العنكبوت. وقال هشام - بن محمد بن السائب الكلبي- عن أبيه: كل سورة ذكرت فيها الحدود والفرائض فهي مدنية، وكل ما كان فيه ذكر القرون الماضية فهي مكية. ا.هـ . والله أعلم. المصدر اسلام ويب http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/S...Option=FatwaId |
08-11-08, 10:28 PM | #3 |
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ونفعنا بعلمكم إن شاء الله تعالى نبحث في السؤال في انتظار ان نرتوي من جوابكم الكافي الشافي هيا اخواتي في الله في انتظار اجوبتكن على السؤال |
09-11-08, 12:26 AM | #4 |
~متألقة~
|
علم المكي والمدني من سور القرآن الكريم
علم المكي والمدني من سور القرآن الكريم
ما الفرق بين السور المكية والسور المدنية ؟ الحمد لله عناية المسلمين بالقرآن الكريم عناية فائقة ، ولا يعرف كتاب على وجه الأرض نال من الدراسة والشرح والبيان ما ناله القرآن ، حتى أنشأ العلماء مئات العلوم المستقلة المتعلقة به ، كان من أهمها علم : " المكي والمدني ". ويمكن أن نوجز ببيان هذا العلم من علوم القرآن الكريم في المسائل الآتية : أولا : بيان معنى مصطلح : " المكي والمدني ". هو اصطلاح أطلقه العلماء ليميزوا بين الآيات والسور التي نزلت في المرحلة المكية للدعوة الإسلامية ، وبين ما نزل في المرحلة المدنية ، فاشتهر بين أكثر أهل العلم هذا التقسيم ، وجعلوا مناطه ومداره على الزمان ، وليس على المكان : فالمكي من الآيات والسور : ما نزل قبل الهجرة النبوية ، سواء كان في مكة أو ضواحيها. والمدني من الآيات والسور : ما نزل بعد الهجرة النبوية ، سواء كان مكان نزوله المدينة ، أو مكة بعد فتحها ، أو أي مكان في الجزيرة ذهب إليه النبي صلى الله عليه وسلم . ثانيا : أهمية هذا العلم وفوائده . 1- معرفة الناسخ من المنسوخ : وهذه فائدة عظيمة مفيدة في فهم القرآن وبيانه ، فالنسخ – وهو إزالة حكم الآية بحكم جديد – واقع في القرآن ، ولتحديد الآية الناسخة لا بد من معرفة زمان نزولها ، هل هو قديم في بداية الإسلام ، أو متأخر ، فتكون الآية المدنية ناسخة للمكية ، إذا ثبت وقوع النسخ في حكمها . 2- معرفة تاريخ التشريع ومراحله ، وتلمس الحكمة في تدرج أحكامه وآياته ، حتى بلغت الكمال في آخر العهد النبوي ، ولا شك أن معرفة مراحل التشريع مفيدة جدا في فهم الشريعة ومقاصد القرآن وحكمته . 3- الوصول إلى الفهم الصحيح لآيات القرآن وسوره ، لأن معرفة تاريخ النزول وظرف الآيات يساعد كثيرا على فهمها واستجلاء مقاصدها ، فمن قطع النصوص عن سياقها الزماني أو المكاني فقد قطع على نفسه سبيل الحقيقة والفهم السليم . 4- ومن فوائده بيان عظيم عناية المسلمين بالقرآن الكريم ، حيث لم يحفظوا نصوصه فقط ، بل حفظوا ونقلوا الزمن الذي نزلت فيه ، ليكون ذلك شاهدا على الثقة المطلقة التي يمنحها المؤمنون لهذا الكتاب العظيم . 5- التذوق اللغوي لأساليب البيان العالية في القرآن الكريم ، فقد تميزت سور كل مرحلة مكية أو مدنية بأساليب بيانية تناسب ما تضمنته من معاني ومقاصد ، وكل هذه الأساليب لها من الرونق والبريق ما يأخذ الألباب ويدهش الأسماع ، ومعرفة المكي والمدني يساعد على هذا التذوق ويقربه للأذهان . 6- معرفة السيرة النبوية ، فقد استغرق تنزل القرآن الكريم ثلاثة وعشرين عاما ، رافق فيها جميع الأحداث التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان فهم " المكي والمدني " رافدا من روافد علم السيرة النبوية ، ومكملا لدراساته . ثالثا : الفرق بين المكي والمدني . تبين للعلماء – بعد تأمل السور المكية والسور المدنية – أن ثمة فرقا في الغالب بينهما من جهتين اثنتين : المضمون ، والأسلوب . يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " يتميز القسم المكي عن المدني من حيث الأسلوب والموضوع : أ- أما من حيث الأسلوب فهو : 1- الغالب في المكي قوة الأسلوب ، وشدة الخطاب ؛ لأن غالب المخاطبين معرضون مستكبرون ، ولا يليق بهم إلا ذلك ، أقرأ سورتي المدثر ، والقمر . أما المدني : فالغالب في أسلوبه اللين ، وسهولة الخطاب ؛ لأن غالب المخاطبين مقبلون منقادون ، أقرا سورة المائدة . 2- الغالب في المكي قصر الآيات ، وقوة المحاجة ؛ لأن غالب المخاطبين معاندون مشاقون ، فخوطبوا بما تقتضيه حالهم ، أقرا سورة الطور . أما المدني : فالغالب فيه طول الآيات ، وذكر الأحكام مرسلة بدون محاجة ؛ لأن حالهم تقتضي ذلك ، أقرأ آية الدين في سورة البقرة . ب- وأما من حيث الموضوع فهو : 1- الغالب في المكي تقرير التوحيد والعقيدة السليمة ، خصوصا ما يتعلق بتوحيد الألوهية والإيمان بالبعث ؛ لأن غالب المخاطبين ينكرون ذلك . أما المدني : فالغالب فيه تفصيل العبادات والمعاملات ؛ لأن المخاطبين قد تقرر في نفوسهم التوحيد والعقيدة السليمة ، فهم في حاجة لتفصيل العبادات والمعاملات. 2- الإفاضة في ذكر الجهاد وأحكامه والمنافقين وأحوالهم في القسم المدني لاقتضاء الحال ، ذلك حيث شرع الجهاد وظهر النفاق ، بخلاف القسم المكي " انتهى. "أصول التفسير" (ص/13) ويقول الدكتور مناع القطان رحمه الله : " استقرأ العلماء السور المكية والسور المدنية ، واستنبطوا ضوابط قياسية لكل من المكي والمدني ، تبين خصائص الأسلوب والموضوعات التي يتناولها ، وخرجوا من ذلك بقواعد ومميزات : ضوابط المكي ومميزاته الموضوعية : 1- كل سورة فيها سجدة فهي مكية . 2- كل سورة فيها لفظ " كلا " فهي مكية ، ولم ترد إلا في النصف الأخير من القرآن . وذُكرت ثلاثًا وثلاثين مرة في خمس عشرة سورة . 3- كل سورة فيها : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ) ، وليس فيها : ( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواُ ) فهي مكية ، إلا سورة الحج ، ففي أواخرها : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا ) ، ومع هذا فإن كثيرًا من العلماء يرى أن هذه الآية مكية كذلك . 4- كل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الغابرة فهي مكية ، سوى البقرة . 5- كل سورة فيها آدم وإبليس فهي مكية ، سوى البقرة كذلك . ضوابط المدني ومميزاته الموضوعية : 1- كل سورة فيها فريضة أو حد فهي مدنية . 2- كل سورة فيها ذكر المنافقين فهي مدنية ، سوى العنكبوت ، فإنها مكية . 3- كل سورة فيها مجادلة أهل الكتاب فهي مدنية . هذا من ناحية الضوابط ، أما من ناحية المميزات الموضوعية ، وخصائص الأسلوب ، فيمكن إجمالها فيما يأتي : 1- بيان العبادات ، والمعاملات ، والحدود ، ونظام الأسرة ، والمواريث ، وفضيلة الجهاد ، والصلات الاجتماعية ، والعلاقات الدولية في السلم والحرب ، وقواعد الحكم ، ومسائل التشريع . 2- مخاطبة أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، ودعوتهم إلى الإسلام ، وبيان تحريفهم لكتب الله ، وتجنيهم على الحق ، واختلافهم من بعد ما جاءهم العلم بغيًا بينهم . 3- الكشف عن سلوك المنافقين ، وتحليل نفسيتهم ، وإزاحة الستار عن خباياهم ، وبيان خطرهم على الدين . 4- طول المقاطع والآيات في أسلوب يقرر الشريعة ويوضح أهدافها ومراميها " انتهى. "مباحث في علوم القرآن" (62-64) وأخيرا : من أراد التفصيل في هذا العلم ، والاطلاع على كلام العلماء وتعدادهم للسور المكية والمدنية، واختلافهم في بعضها ، وكذلك الجواب على الشبه الساقطة التي أوردها المستشرقون حول هذا الموضوع ، فنحيله إلى المراجع الآتية : "البرهان في علوم القرآن" للزركشي (1/187-206) ، "الإتقان في علوم القرآن" (1/34-59) ، "مناهل العرفان في علوم القرآن" لمحمد عبد العظيم الزرقاني (1/135-167) والله أعلم . موقع(الإسلام سؤال وجواب) التعديل الأخير تم بواسطة أم سكينة ; 09-11-08 الساعة 12:47 AM |
09-11-08, 11:34 AM | #5 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
27-11-2007
المشاركات: 242
|
من علوم القرآن : المكي و المدني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الفرق بين السور المكية والسور المدنية ؟ من علوم القرآن : المكي و المدني أ - عناية الصحابة فيه : نجد أعلام الهدي من الصحابة والتابعين يضبطون منازل القرآن آية آية ضبطاً يحدد الزمان والمكان وهذا الضبط عماد قوي في تاريخ التشريع، فنرى ابن مسعود (1) يقول : والله الذي لا إله غيره ما نزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت ، ولا نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت ، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله ، تبلغه الإبل لركبت إليه . ب - عناية التابعين : نجد أيضاً الأعلام من التابعين (2) الذين أخذوا عِلمهم من الصحابة يعتنون بهذا العلم عناية تامة، كيف لا وهم تلاميذ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهذا رجل يسأل عكرمة (3) عن آية من القرآن ، فيجيبه أنها نزلت في سفح ذلك الجبل وأشار إلى سَلْع (4) . جـ - عناية العلماء : اعتنى العلماء بتحقيق المكي والمدني عناية فائقة فتتبعوا القرآن آية آية وسورة سورة ترتيباً وفق نزولها حيث بذلوا جهداً كبيراً ، وراعوا في ذلك الزمان والمكان والخطاب وهو تحديد دقيق يعطي صورة علمية في التحقيق لهذا العلم . د - منزلة المكي والمدني : من أشرف علوم القرآن علم نزوله وجهاته ، وترتيب ما نزل بمكة والمدينة ، وما نزل بمكة وحكمه مدني ، وما نزل بالمدينة وحكمه مكي ، وما نزل بمكة في أهل المدينة ، وما نزل بالمدينة في أهل مكة ، وما يشبه نزول المكي في المدني ، وما يشبه نزول المدني في المكي ، والآيات المدنيات في السور المكية ، و الآيات المكية في السور المدنية . هـ - عدد السور المكية والمدنية : 1- السور المكية : اثنان وثمانون (82) . وهي : الأنعام ، الأعراف ، يونس ، هود ، يوسف ، إبراهيم ، الحجر ، النحل ، الإسراء ، الكهف ، مريم ، طه ، الأنبياء ، الحج ، المؤمنون ، الفرقان ، الشعراء ، النمل ، القصص ، العنكبوت ، الروم ، لقمان ، السجدة ، سبأ ، فاطر، يس ، الصافات ، ص ، الزمر ، غافر ، فصلت ، الشورى ، الزخرف ، الدخان ، الجاثية ، الأحقاف ، ق ، الذاريات ، الطور ، النجم ، القمر ، الواقعة ، الملك ، القلم ، الحاقة ، المعارج ، نوح ، الجن ، المزمل ، المدثر ، القيامة ، الإنسان ، المرسلات ، النبأ ، النازعات ، عبس ، التكوير ، الانفطار ، الانشقاق ، البروج ، الطارق ، الأعلى ، الغاشية ، الفجر ، البلد ، الشمس ، الليل ، الضحى ، الانشراح ، التين ، العلق ، العاديات ، القارعة ، التكاثر ، العصر ، الهمزة ، الفيل ، قريش ، الماعون ، الكوثر ، الكافرون ، والمسد . 2 - السور المدنية : عشرون (20) . وهي : البقرة ، آل عمران ، النساء ، المائدة ، الأنفال ، التوبة ، النور ، الأحزاب ، محمد ، الفتح ، الحجرات ، الحديد ، المجادلة ، الحشر ، الممتحنة ، الجمعة ، المنافقون ، الطلاق ، التحريم ، والنصر . 3 - السور المختلف فيها : اثنا عشر (12) . وهي : الفاتحة ، الرعد ، الرحمن ، الصف ، التغابن ، المطففين ، القدر ، البينة ، الزلزلة ، الإخلاص ، الفلق ، والناس . و- معرفة المكي والمدني : 1 - منهج سماعي : يستند إلى الرواية الصحيحة عن الصحابة والتابعين الذين عاصروا الوحي وشاهدوا نزوله ، أو عن التابعين الذين تلقوا عن الصحابة وسمعوا منهم كيفية النزول ومواقفه وأحداثه . 2 - منهج قياسي اجتهادي: يستند إلى خصائص المكي وخصائص المدني ، فإذا ورد في السورة المكية آية تحمل طابع التنزيل المدني أو تتضمن شيئاً من حوادثه قالوا : إنها مدنية ، وإذا ورد في السورة المدنية آية تحمل طابع التنزيل المكي ، أو تتضمن شيئاً من حوادثه قالوا : إنها مكية ، وهذا قياسي اجتهادي ، ولهذا نجدهم يقولون : كل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الخالية فهي مكية ، وكل سورة فيها فريضة أو حدّ فهي مدنية . ز - تعريف المكي والمدني . فيه ثلاث آراء : 1 - اعتبار زمن النزول : وهو القول المشهور (1) . ويمتاز هذا القول بشمول تقسيمه جميع القرآن ، ولا يخرج عنه شيء حتى كان عموم قولهم في المدني : (( ما نزل بعد الهجرة )) ، يشمل ما نزل بعد الهجرة في مكة نفسها في عام الفتح ، أو عام حجة الوداع ، مثل آية : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } . كما يشمل ما نزل بعد الهجرة خارج المدينة في سفر من الأسفار أو غزوة من الغزوات . فالمكي ما نزل قبل الهجرة وإن كان بالمدينة ، والمدني ما نزل بعد الهجرة وإن كان بمكة ، فما نزل بعد الهجرة وإن كان بمكة أو عرفة فهو مدني ، كالذي نزل عام الفتح ، كقوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا } [النساء: 58] أو نزل في حجة الوداع كقوله تعالى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا } [المائدة: 3] . 2 - اعتبار المخاطب : أن المكي ما وقع خطاباً لأهل مكة و المدني ما وقع خطاباً لأهل المدينة ، لأن الغالب على أهل مكة الكفر ، فخوطبوا بـ : { يا أَيُّها النَّاسُ } ، وإن كان غيرهم داخلاً فيه ، وكان الغالب على أهل المدينة الإيمان ، فخوطبوا بـ : { يا أيها الذين آمنوا } وإن كان غيرهم داخلاً فيه . وهذا الضابط لا يطّرد - ينطبق - دائماً ، لأن في سورة البقرة و النساء - وهما مدنيتان - خطاًباً مكياً وهو : { يا أَيُّها النَّاسُ } . 3 - اعتبار مكان النزول : أن المكي ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ، والمدني ما نزل عليه بالمدينة ، ويترتب على هذا الرأي عدم ثنائية القسمة ، فما نزل عليه بالأسفار - مثل سورة الأنفال ، وسورة الفتح ، وسورة الحج - لا يطلق عليه مكي ولا مدني وذلك مثل ما نزل عليه بِتَبُوك وبيت المقدس . ويدخل في مكة ضواحيها ، مِنى وعرفات ، والحُدَيْبِيَة ، ويدخل في المدينة أيضاً ضواحيها : بَدْر ، وأُحُد ، وسَلْع . وكذلك يترتب على هذا الرأي أن ما نزل بمكة بعد الهجرة يكون مكياً . حـ - مميزات وضوابط المكي : ضوابطه : 1 - كل سورة فيها سجدة . 2 - كل سورة فيها لفظ كلا . 3 - كل سورة فيها يا أيها الناس . 4 - كل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الغابرة . 5 - كل سورة فيها قصة آدم وإبليس ما عدا البقرة . 6 - كل سورة تفتح بحروف التهجي مثل : آلم ، آلر ، حم ، ما عدا البقرة وآل عمران . مميزاته : 1 -الدعوة إلى التوحيد وعبادة الله ، وذكر القيامة والجنة والنار ، ومجادلة المشركين . 2 - يفضح أعمال المشركين من سَفْك دماء ، وأكل أموال اليتامى ، ووأد البنات . 3 - قوة الألفاظ مع قصر الفواصل وإيجاز العبارة . 4 - الإكثار من عرض قصص الأنبياء وتكذيب أقوامهم لهم للعبرة ، والزجر ، وتسلية للرسول صلى الله عليه وسلم . ط - مميزات وضوابط المدني : ضوابطه: 1 - كل سورة فيها فريضة أو حدّ . 2 - كل سورة فيها ذكر المنافقين . 3 - كل سورة فيها مجادلة أهل الكتاب . 4 - كل سورة تبدأ بـ { يا أيها الذين آمنوا } . مميزاته : 1 - بيان العبادات والمعاملات ، والحدود ، والجهاد ، والسِّلْم ، والحرب ، ونظام الأسرة ، وقواعد الحكم ، ووسائل التشريع . 2 - مخاطبة أهل الكتاب ودعوتهم إلى الإسلام . 3 - الكشف عن سلوك المنافقين وبيان خطرهم على الدين . 4 - طول المقاطع والآيات في أسلوب يقرر قواعد التشريع وأهدافه ومراميه . المكي والمدني من السور على ترتيب النزول . العلق، ن، المزمل، المدثر، الفاتحة، المسد، التكوير، الأعلى، الليل، الفجر، الضحى، الشرح، العصر، العاديات، الكوثر، التكاثر، الماعون، الكافرون، الفيل، الفلق، الناس، الإخلاص، النجم، عبس، القدر، الشمس، البروج، التين، قريش، القارعة، القيامة، الهمزة، المرسلات، ق، البلد، الطارق، القمر، ص، الأعراف، الجن، يس، الفرقان ، فاطر، مريم، طه، الواقعة، الشعراء، طس النمل، القصص، الإسراء ، يونس، هود، يوسف، الحجر، الأنعام، الصافات، لقمان، سبأ، الزمر، حم غافر، حم السجدة فصلت ، حم عسق الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف، الذاريات، الغاشية، الكهف، النحل، نوح، إبراهيم، الأنبياء، المعارج، المؤمنين، السجدة، الطور، الملك، الحاقة، سأل المعارج، النبأ، النازعات، الانفطار، الانشقاق، الروم، العنكبوت، المطففين، البقرة، الأنفال، آل عمران، الأحزاب، الممتحنة، النساء، الزلزلة، الحديد، القتال محمد، الرعد، الرحمن، الإنسان، الطلاق، البينة، الحشر، النور، الحج، المنافقون، المجادلة، الحجرات، التحريم، التغابن، الصف، الجمعة، الفتح، المائدة، براءة، النصر . ي - أهمية علم المكي والمدني : 1 - يعرف بالمكي والمدني الناسخ والمنسوخ الذي كان من حكمة تربية القرآن في التشريع . 2 - علم المكي والمدني يعين الدارس على معرفة تاريخ التشريع والوقوف على سُنة الله الحكيمة في تشريعه ، بتقديم الأصول على الفروع ، وترسيخ الأسس الفكرية والنفسية ، ثم بناء الأحكام والأوامر والنواهي عليها ، مما كان له الأثر الكبير في تلقي الدعوة الإسلامية بالقبول ، ومن ثم الإذعان لأحكامها . 3 - الاستعانة بهذا العلم في تفسير القرآن وفهم معانيه . 4 - تذوق أساليب القرآن والاستفادة منها في أسلوب الدعوة . 5 - الوقوف على السيرة النبوية من خلال الآيات القرآنية . ك - أمثلة للآيات المكية في سور مدنية وبالعكس : 1 - آيات مكية في سور مدنية : أ - سورة الأنفال كلها مدنية ما عدا قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ...} [الأنفال: 64] . ب - سورة المجادلة كلها مدنية ما عدا قوله تعالى : { مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ… } [ المجادلة: 7] . 2 - آيات مدنية في سور مكية : أ - سورة يونس كلها مكية ما عدا قوله تعالى : { وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ..} [يونس: 40] . وقوله : { فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلْ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ المُمْتَرِينَ * وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنْ الْخَاسِرِينَ } الآيتين [94-95] . ب - سورة الكهف مكية واستثنى من أولها إلى { جُرُزاً } [ الكهف: 1-8] . وقوله : { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ } [ الكهف: 28] و {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا...} إلى آخر السورة [ الكهف: 107] . ل - ما حمل من مكة إلى المدينة وبالعكس : 1 - ما حمل من مكة إلى المدينة : أ - سورة " الأعلى " حملها مصعب بن عمير (1) وابن أم مكتوم (2) رضي الله عنهما . ب - سورة "يوسف" حملها عوف بن عفراء (3) في الثمانية الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة . جـ - ثم حمل بعدها سورة " الإخلاص " . د - ثم حمل بعدها من سورة الأعراف قوله تعالى : { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا } إلى آخر الآية [الأعراف: 158] . 2 - ما حمل من المدينة إلى مكة : أ - حملت آية الربا من المدينة إلى مكة ، فقرأها عتاب بن أُسيد عليهم : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا } [ البقرة: 278] . ب - سورة براءة حملها أبو بكر الصديق رضي الله عنه في العام التاسع عندما كان أميراً على الحج ، فقرأها علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم النحر على الناس . ج - قوله تعالى : { إِلا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ } [النساء: 98] . إلى قوله { عَفُوًّا غَفُورًا } [ النساء: 99] . 3 - ما حمل من المدينة إلى الحبشة : أ - حمل من المدينة إلى الحبشة سورة مريم ، فقد ثبت أن جعفر بن أبي طالب قرأها على النَّجَاشي . ب - بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جعفر بن أبي طالب بهذه الآيات إلى الحبشة { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ } [آل عمران: 64] إلى قوله : { إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ...} [آل عمران: 68]. و - معرفة أول ما نزل وآخر ما نزل : 1 - أول ما نزل قوله تعالى: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } [ العلق:1] . وهذا هو الصحيح . 2 - آخر ما نزل : قوله تعالى : { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ } [ البقرة:281] وهذا أقوى الآراء وأرجحها في آخر ما نزل من القرآن مطلقاً . و الله تعالى أعلى و أعلم المصدر http://www.islampedia.com/MIE2/MainInter/default.htm |
09-11-08, 12:22 PM | #6 |
~مشارِكة~
|
هناك ثلاثة اصطلاحات للتفرقه بين اسور المكيه والمدنيه
الاصطلاح الأول أدقها واشهرها ان الفرق بينهما بالزمن فالمكي ما نزل قبل الهجره والمدني ما نزلبعد الهجره وتحد الهجره بوصول النبي صلى الله عليه وسلم للمدينه الاصطلاح الثاني أن الفرق بينهما بالمكان فالمكي ما نزل بمكه ولو بعد الهجره والمدني ما نزل بالمدينه ويدخل في مكه وضواحيها كمنى وعرفات والحديبيه ويدخل في المدينه ضواحيها كبدر وأحد يوضعف هذا الاصطلاح لزوم الواسطه إذ يلزم عليه ان مانزل بسفر من الأسفاربعيدا عن مكه وضواحيها وبعيدا عن المدينه وضواحيها لا يطلق عليه مكي ولا مدني الاصطلاح الثالث أن الفرق بينهما بأسلوب القرآن فالمكي ما وقع خطابا لأهل مكه والمدني ما وقع خطابا لأهل المدينه وهذاالاصطلاح تلزمه الواسطه ايضا بصوره اكثر فالآيات العامه التي ليست خطابا لأهل مكه وحدهم ولا لأهل المدينه وحدهم لا تحصى وقد حاول العلماء أن يميزوا المكي والمدني بمميزات ويضعوا ضوابط للتفريق بين السور المكيه والمدنيه : المميزات يمتاز المكي : 1-بالعنايه باثبات الوحدانيه والرساله والبعث والجزاء 2-قص انباء الرسل ومالحقهم من الأذى وانباء أممهم وما نزل بهم من العقاب لمواساة النبي صلى الله عليه وسلم ووعيدا للمكذبين 3-معالجة عادات المشكرين القبيحه كالقتل ووأد البنات واستباحة الأعراض وأكل مال اليتيم 4- وبالايجاز في الخطاب وقصر الآيات وقصر السور ويمتاز المدني : 1-تفصيل أحكام الشريعه العمليه بالعبادات والمعاملات والحدود 2-بكشف حال المنافقين وهتك أستارهم وانذارهم بالعذاب الشديد 3-بمجادلة اهل الكتاب في عقائدهم الفاسده وارشادهم الى سماحة الاسلام 4- الدعوه الى الجهاد وبيان احكامه 5- الاطناب وطول الآيات والسور أما الضوابط فهي : 1-كل سوره فيها سجده فهي مكيه 2-كل سوره فيها كلا فهي مكيه وقد ذكرهذا اللفظ في القرآن 33 مره في 25 سوره كلها في النصف الأخير من القرآن 3-كل سوره في أولها حروف الهجاء فهي مكيه سوى (البقره وآل عمران ) فهما مدنيتان بالاجماع وفي سورة الرعد خلاف 4-كل سوره فيها قصص الانبياء والامم السابقه فهي مكيه سوى البقره 5-كل سوره فيها حدود وفرائض فهي مدنيه 6-كل سوره فيها اذن بالجهاد وبيان احكامه فهي مدنيه 7-كل سوره فيها قصة سيدنا آدم وابليس فهي مكيه سوى البقره 8-كل سوره فيها ذكر المنافقين فهي مدنيه سوى العنكبوت تلك ضوابط التفرقه بين المكي والمدني بالوصف (المرجع كتاب اللآلى الحسان) التعديل الأخير تم بواسطة ام صفا ; 09-11-08 الساعة 12:40 PM |
09-11-08, 03:25 PM | #7 |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
29-03-2007
المشاركات: 227
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين السور المكية والمدنية : ما نزل قبل الهجرة يسمي مكيا وما نزل بعد الهجرة يسمى مدنيا ولو كان في مكة او عرفة او في مغازي الرسول صلى الله عليه وسلم ، اذن التفريق من حيث كونه مكيا ومدنيا في الزمان لا المكان . |
10-11-08, 03:37 PM | #8 |
~نشيطة~
تاريخ التسجيل:
04-10-2007
المشاركات: 436
|
الجواب:
للعلماء في معرفة المكي والمدني اصطلاحات ثلاثة وهي : 1- من لاحظ المكان قال :ان المكي هو ما نزل بمكة و المدني ما نزل بالمدينة 2- من لا حظ المخاطبين قال : ان ما نزل خطابا لاهل مكة فمكي وما نزل خطابا لاهل المدينة فهو مدني . ولما كان الغالب في اهل مكة الكفر فخاطبهم ب (يا ايها الناس) وان كان غيرهم داخلا فيهم . ولما كان الغالب على اهل المدينة الاسلام والايمان كان خطاب اهل المدينة ب ( يا ايها المؤمنون). 3- ومن اعتبر الهجرة قال : ان ما نزل قبل الهجرة فمكي ولو نزل بغيرها وما نزل بعدها فمدني ولو نزل بمكة . فمثلا قوله تعالى :( واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله )البقرة 281نزلت بعد الهجرة . وهو الاصطلاح المشهوروبالله التوفيق. |
10-11-08, 03:39 PM | #9 |
~نشيطة~
تاريخ التسجيل:
04-10-2007
المشاركات: 436
|
اظن اني اجبت على السؤال وهو الفرق بين المكي والمدني
|
10-11-08, 08:28 PM | #10 |
حفيدة خديجة رضي الله عنها
تاريخ التسجيل:
09-12-2007
المشاركات: 372
|
تعريف كل من المكي والمدني : أختلف العلماء في هذا على ثلاثة أقوال. سوف نكتفي بإيراد القول الراجح في هذه المسألة وهو القول المشهور بين جماهير أهل العلم.
المكي : هو مانزل من القرآن قبل هجرة النبى صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة. وإن كان نزوله بغير مكة - كما نزل عليه في الطائف مثلا - ويدخل فيه [المكي] ما نزل على النبى صلى الله عليه وسلم فى سفر الهجرة. المدني : هو ما نزل من القرآن بعد الهجرة وإن كان نزوله بغير المدينة – ويدخل فيه ما نزل عليه صلى الله عليه وسلم فى أسفاره بعد الهجرة كما حدث بنزول القرآن على النبى صلى الله عليه وسلم وهو فى مكة عام الفتح حيث إنه من القرآن المدني- كسورة الفتح التى نزلت على النبى صلى الله عليه وسلم وهو منصرف من صلح الحديبية . قال تعالى : ﴿ إنا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما * وينصرك الله نصرا عزيزا ﴾ لم تنزل عليه في المدينة إلا أنها من القرآن المدني . فهذا التعريف يعتبر عامل الزمن، أي زمن النزول وهذا هو المعتبر فى الواقع. لأن فائدة المكي والمدني هو معرفة الناسخ والمنسوخ وتاريخ التشريع. إذن فهي قضايا مبنية على معرفة المتقدم والمتأخر من الناحية الزمنية. فعامل الزمن هو العامل الرئيس فى التفريق بين المكي والمدني . سور القرآن منها ما هو : 1 - مكي خالص : حيث أن القرآن 114 سورة، من هذه السور ما هو مكي خالص أى ما نزل بمكة قبل هجرته عليه الصلاة والسلام كسورة العلق وهي أول ما نزل على النبى صلى الله عليه وسلم على القول الراجح. وكسورة المدثر وسورة القيامة . 2 - مدني خالص : قد نزل على النبى صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة كسورة البقرة وآل عمران والنساء. 3 - مكي وبعضه مدني : يعنى سورة واحدة أغلبها مكي وفيها آيات مدنية مثل سورة الأنعام، فهذه السورة مكية إلا قوله تعالى : ﴿ وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون ﴾ هذه الآية مدنية بالرغم أن سورة الأنعام مكية إلا أن هذه الآية مدنية كما جاء فى سبب نزولها . 4 - مدني وبعضه مكي : مثل سورة الأنفال فهي مدنية إلا قوله تعالى ﴿ وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ﴾ فهذه الآية وآية أخرى ايضا مكية بالرغم من أن السورة كلها مدني . وعندما نقول هذه السورة مكية أو هذه مدنية يكون ذلك راجعا إلى الغلبة، يعنى الغالب على هذه السورة أنها مكية مثلا أو الغالب على هذه السورة أنها مدنية وبناء عليه نقول هذه السورة مكية و هذه السورة مدنية .هذا بخلاف السور المكية الخالصة و السور المدنية الخالصة. وحقيقة العلماء مختلفون في كثير من السور من حيث نوعها. هل هي مكية أم مدنية؟ ولكن على الجملة نقول : أن السور المدنية في القرآن باتفاق أهل العلم 20 سورة [ البقرة - آل عمران – النساء – المائدة – الأنفال – التوبة – النور – الأحزاب – محمد – الفتح – الحجرات – الحديد – المجادلة – الحشر – الممتحنة – الجمعة – المنافقون – الطلاق – التحريم – النصر] الضوابط التى نميز بها بين القرآن المكي والمدني : مبنى هذه الضوابط على الصفة الغالبة، يعنى مثلا أن نقول أن غالب آيات القرآن المكي أن آياته قصيرة وغالب القرآن المدني أن آياته طويلة. فهذا ضابط أغلبى لا يلزم أن يكون كل القرآن المكي كذلك و كل القرآن المدني كذلك ، بل فيه من القرأن المكي ما هو آياته طويلة ولكن ليست بطول آيات القرآن المدني، ومن القرآن المدني ما هو طول آياته قصيرة و لكن الغالب فى القرآن المدني أن آياته طويلة . 1 - كل سورة فيها لفظ ﴿كلا﴾ فهي مكية مثل سورة النبأ ﴿ كلا سيعلمون * ثم كلا سيعلمون ﴾ فكلمة كلا هذه تفيد التهديد والوعيد الشديد والاعتراض الأكيد على جبابرة قريش و على كفار قريش. وقد ذكرت هذه الكلمة في القرآن 33 مرة في 15 سورة كلها في النصف الأخير من القرآن . 2 - كل سورة في أولها حرف من حروف المعجم هي مكية مثل ﴿ الم ﴾ ﴿ المص ﴾ ﴿ ق ﴾ فتكون هذه السورة مكية إلا سورتى البقرة و ال عمران . 3 - كل سورة بها سجدة تكون سورة مكية. وعندنا في القرآن 15 سجدة عدا سورة الحج عند من قال انها مدنية . 4 - كل سورة تناولت قصص الأنبياء والأمم الماضية ممن كذب و لم يؤمن فكان مصيره النار و كان مصيره الهلاك و مصير المؤمنين الصالحين و كيف نجاهم الله عز و جل من الكافرين و كان جزاؤهم جنات تجرى من تحتها الأنهار، فهي سورة مكية عدا سورة البقرة و آل عمران فهما مدنيتان. 5 - كل سورة تناولت قصة آدم وإبليس فهي سورة مكية عدا سورة البقرة . 6 - كل سورة ذكر فيها الجهاد وأحكامه والإذن فيه والمعاهدات فهي سورة مدنية . 7 - كل سورة ذكر فيها المنافقون فهي سورة مدنية، ما عدا سورة العنكبوت فهي سورة مكية باستثناء الآيات الأولى منها فإنها مدنية . 8 - كل سورة ذكرت فيها الحدود والفرائض [المواريث] فإنها سورة مدنية. و حينما نقول الفرائض فإننا نعنى بها ليس مطلق كل ما هو فريضة و لكن نعنى بالفرائض المواريث .كما روى الإمام أحمد عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال ﴿ أفرَضَكُم زيد﴾ يعنى أعلمكم بالفرائض زيد و المراد بالفرائض هنا المواريث. مميزات القرآن المكي : • تراه يُرسخ الأصول الاعتقادية، ويدور فى مجمله حول أركان الإيمان الستة، ويؤكد على الإيمان بالله والملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر، ويؤكد على إفراد الله عز وجل بالعبادة وتنزيه الله تعالى عن كل ما لا يليق بذاته، ويؤكد على تصديق الرسل والإيمان بالكتب والإيمان بالقدر. • اعتنى القرآن بمخاطبة الكفار والمشركين، وأمرهم بنبذ التقليد وأمرهم باستعمال عقولهم، حيث يخاطب الكفار والمشركين لينعى عليهم هذه الموروثات الكفرية عن آبائهم، وكيف أنهم يتمسكون بباطل وكيف أنهم يبتدعون من عند أنفسهم عادات سيئة ومعتقدات فاسدة. فدعاهم إلى استعمال عقولهم ونبذ التقليد بغير حجة. • دعوة هؤلاء المشركين من خلال القرآن المكي إلى أصول التشريعات العامة. وإلى الآداب السامية بوصفها برهانا عمليا على سلامة الفطرة وصحة الإعتقاد، حيث إن الله تعالى دعاهم إلى صلة الرحم، إلى الصلاة والصدقة والصدق، وإلى العفو والعدل، وإلى الإحسان وإلى التواصي بالحق والصبر، وإلى ترك القتل بغير حق، وترك وأد البنات، وترك الظلم، ونهاهم عن الزنا وعن أكل أموال الناس بالباطل . • حتى يؤكد القرآن هذه الأصول، قص عليهم هذه القصص من أخبار الأمم السابقة، ومن أخبار الأنبياء قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى يبين لهم العظة والعبرة. كانت هذه القصص من القرآن المكي من أبلغ الأدلة على أنه كان وحيا من عند الله. فمن أين يأتى محمد صلى الله عليه وسلم بهذه الأخبار وهو الرجل الأمى الذى لا يقرأ ولا يكتب ولم يجلس إلى أحد من أهل الكتاب. ولو تأخر نزول هذه الآيات التى تتناول قصص الأمم السالفة حتى العهدالمدني لقالوا ربما تعلمها من اليهود الذين كانوا بالمدينة، لكن لما لم يكن في مكة من أهل الكتاب أحد، كان ذلك أبلغ في إثبات أن هذا القرآن من عند الله تعالى. • قصر معظم آيات سور القرآن المكي ولاسيما أوائل ما نزل . والحكمة في ذلك حتى يتمكن المؤمنون من حفظ هذه الآيات بسهولة ويسر. فكان القرآن في أول نزوله غريبا على أسماعهم لم يعهدوا هذا النظم من قبل، فلما كانت السور قصيرة سهل حفظها عليهم، فتتعود ألسنتهم على النطق به مرتلا كما أمر الله تعالى أن يتلى، بخلاف ما لو نزلت عليهم آيات طويلة كآية الدين من سورة البقرة مثلا ربما لم يستطيعوا أن يحفظوها. فنزل القرآن في أول الأمر بآيات قصيرة، إلا أنها آيات مؤثرة ومعجزة قوية في البيان و الإيقاع. مقاصد القرآن المدني : • بيان الأحكام العقدية والشرعية بالتفصيل. هذه القضايا التى أجملها الله تعالى من وجوب الإيمان به والإيمان بالكتب والرسل وأحداث اليوم الآخر والإيمان بالقدر. فجاء القرآن المدني ليزيدها تفصيلا وليزيدها إيضاحا وليوضح شروط صحتها والحكمة من تشريعها. • بيان الشرائع المختلفة . ومنها بيان تشريعات الصلاة، ومشروعية الصوم والقتال. ولم يكن ثمة قتال في مكة، ولم يشرع القتال إلا في المدينة . وبيان فريضة الحج، وتحريم الخمر، وتحريم الربا وغير ذلك من أحكام النكاح و الطلاق والبيوع والقصاص والزكاة، وما يتعلق بالحدود، كحد الزنا و السرقة والكفارات التى تتعلق بتنظيم حياة المسلمين. حيث إن حياة المسلمين في المدينة قد بدأت في الإستقرار و أصبح لهم كيان ودولة وسلطان، بخلاف ما كانوا عليه من التشرد والضعف والعجز عندما كانوا في مكة . فنزل القرآن المدني ليوضح هذه الأمور، ولينظم حياة المسلمين، وليضع القواعد التى يتعاملون بها. • الكشف عن حقيقة المنافقين، لم يكن هناك منافقين في مكة حيث يبطن بعضهم الكفر ويظهر الإيمان والكفر هو المستعلى، فلا داعى لوجود المنافقين. أما في المدينة فكان الداعى لوجود المنافقين كبير،فقد كان منهم من يبطن الكفر ويظهر الإيمان خوفا على نفسه . فكان الكشف عن أحوال المنافقين وأخلاقهم وأخبارهم وأفعالهم كان ذلك من أهم ما تناوله القرآن المدني، فكشف عن ما انطوت عليه نفوسهم من خبث و مكر و خداع ،و كشف ألاعيب هؤلاء المنافقين، وحذر من كيدهم وأمر بمراقبتهم في جميع تصرفاتهم، وأمر بالإغلاظ عليهم في القول والمعاملة، مع بذل النصح لهم بالرجوع الى الله تعالى والتمسك بدينه الحنيف . • دعوة أهل الكتاب إلى الإسلام وجدال أهل الكتاب وبيان ماهم فيه من الضلال والكفر ومجادلتهم بالحجة والبرهان في معتقداتهم الباطلة وشبههم المزيفة، وبيان كيف جنوا وكيف أفسدوا وأساءوا إلى الكتب التى نزلت عليهم بالتحريف والتبديل. ولا شك أن الداعى إلى ذلك وجود الإسلام وانتشاره واحتكاكه بدين النصارى ودين اليهود . طول الآيات وطول السور. ذلك أن أكثر سور وآيات القرآن المدني اشتملت على معانى القرآن المكي ومزيد من المعانى التى ذكرناها من مقاصد القرآن المدني مما منه البسط والإيضاح . |
10-11-08, 09:01 PM |
تغريد بلبل |
هذه الرسالة حذفت بواسطة أم اليمان.
سبب آخر: مكرر
|
10-11-08, 09:03 PM |
تغريد بلبل |
هذه الرسالة حذفت بواسطة أم اليمان.
سبب آخر: مكرر
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الفرق بين "بن" و "ابن" | رقية مبارك بوداني | روضة اللغة العربية وعلومها | 2 | 19-08-15 01:51 PM |
|° الفرق بين المكْر والكَيْد وبعض الصِّفات °| | بُشريات | روضة اللغة العربية وعلومها | 0 | 13-09-13 07:17 AM |
الفرق بين هام ومهم......مهم جدًا | المزدانة بدينها | روضة اللغة العربية وعلومها | 8 | 11-12-10 04:28 PM |
الفرق بين المدارة والمداهنة | شمس الإيمان | روضة التزكية والرقائق | 5 | 16-10-07 06:33 AM |
فروقات لغوية | أم هشام | روضة اللغة العربية وعلومها | 3 | 20-07-07 06:23 PM |