العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . معهد العلوم الشرعية . ~ . > ๑¤๑ أرشيف الدروس العلمية في معهد العلوم الشرعية๑¤๑ > أرشيف المقررات الدراسية في الخطة السابقة > حلقة علوم القرآن > مادة أصول في التفسير

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-01-09, 01:06 PM   #1
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
c5 تفريغ شرح متن اصول في التفسير لابن عثيمين رحمه الله



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيتم هنا وضع تفريغ أشرطة شرح مادة
اصول في التفسير


حياكن الله



توقيع إيمان مصطفى عمر
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً  
قديم 11-01-09, 08:13 AM   #2
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon58 الشريط الأول

بسم الله الرحمن الرحيم


الشرح الصوتي



شرح كتاب اصول في التفسير


للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله


ضمن دروسه التي يعقدها في الجامع الكبير في مدينة عنيزة


المتن :


المقدمة


الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وأصحابه ، ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً ، أما بعد :


فإن من المهم في كل فن أن يتعلم المرء من أصوله ما يكون عونا له على فهمه وتخريجه على تلك الأصول ، ليكون علمه مبنياً على أسس قوية ودعائم راسخة ً، وقد قيل : من حٌرِم الأصول حرم الوصول .


ومن أجل فنون العلم ، بل هو أجلها وأشرفها ، علم التفسير الذي هو تبيين معاني كلام الله عز وجل وقد وضع أهل العلم له أصولاً ، كما وضعوا لعلم الحديث أصولاً ، ولعلم الفقه أصولاً .


وقد كنت كتبت من هذا العلم ما تيسر لطلاب المعاهد العلمية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، فطلب مني بعض الناس أن أفردها في رسالة ، ليكون ذلك أيسر وأجمع فأجبته إلى ذلك .


وأسأل الله تعالى أن ينفع بها .


شرح الشيخ :



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا


استمعتم الى هذه المقدمة وفيها :


ان علم التفسير هو أجل العلوم لان العلم يشرف بشرف الموضوع , وموضوع علم التفسير هو كلام الله عز وجل وكلام الله تعالى أشرف الكلام


وهو أحق الكلام ان يفهم واوجب الكلام ان يعمل به وعلى هذا فيكون علم اصول التفسير من أجل العلوم


والعلماء رحمهم الله وضعوا للعلوم كلها بأصنافها أصولا ترجع اليها , فأهل الفقه وضعوا أصول الفقه , واهل الحديث وضعوا مصطلح الحديث حتى يرجع الانسان الى أسس وأصول , لان الرجوع الى الاصول في نظري ونظر غيري هو العلم حقيقة , دون العلم بالجزئيات والمسائل المفردات , العلم هو العلم بالاصول حقيقة , ولذلك اذا من َّ الله عز وجل على الانسان بمعرفة الاصول انفتح له من ابوب العلم الشئ الكثير .,


لذلك وضعنا هذه الاصول على حسب منهج ثانوية معهد العلم لكن هي وان كانت لهذا المستوى من الطلاب لكنها مفيدة ان شاء الله .


فنقول :


القرآن الكريم



المتن :



القرآن في اللغة : مصدر قرأ بمعني تلا ، أو بمعني جمع ،لان قرأ تكون بعنى تلا


كقوله تعالى :


فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله


يعني إذا تلوت القرآن . وتكون بمعنى جمع , ومنه القرية لانها تجمع السكان وعليه يكون القرآن له معنيان :


- معنى المتلو تقول قرأ قرءاً وقرآناً، كما تقول : غفر غَفْراً وغٌفرانا ً ، فصارت كلمة القرآن مصدر , بمعنى اسم المفعول وبمعنى اسم الفاعل ان كان من التلاوة فهي بمعنى اسم المفعول , وان كان من الجمع فهي بمعنى اسم الفاعل ,


-فعلى المعني الأول ( تلا ) يكون مصدراً بمعني اسم المفعول ؛ أي بمعني متلوّ،


-وعلى المعني الثاني: ( جَمَعَ) يكون مصدراً بمعني اسم الفاعل ؛ أي بمعني جامع لجمعه الأخبار والأحكام (1) .


قال عندي في الحاشية:


ويمكن ان يكون اسم المفعول ايضا اي بمعنى مجموع لانه جمع بالمصاحف والصدور


والقرآن في الشرع وهذا الذي يهمنا


: كلام الله تعالى المنزل على رسوله وخاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم ، المبدوء بسورة الفاتحة ، المختوم بسورة الناس


--اذن القرآن كلام الله : لفظه ومعناه , نحن نؤمن بان الله تكلم بهذا القرآن الذي نقرأه , تكلم بقوله :


*الحمد لله رب العالمين * * الله لا اله الا هو الحي القيوم *


-- كلاما مسموعا منقولا الينا عن طريق رسولين كريمين :


رسول ملكي ورسول بشري


الرسول الملكي : جبريل عليه السلام


الرسول البشري : محمد صلى الله عليه وسلم


وقد نسب الله القرآن اليهما في الكتاب فقال الله عز وجل


* انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين * هذا جبريل عليه السلام


* انه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون * هذا محمد صلى الله عليه وسلم


لانهما بلغا , لكن هل الكلام ينسب الى المبلغ ام المبلغ عنه ؟ نعم ينسب الى المبلغ عنه ابتداء والى المبلغ تبليغا . ولهذا نسبه الله تعالى الى جبريل والى محمد عليهما الصلاة والسلام , لكن الكلام بنسب حقيقة الى من قاله مبتدء لا الى من قاله مبلغا مؤديا .


-- فهو كلام الله المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم وخاتم أنبياءه : قال وخاتم أنبياءه ولم يقل وخاتم رسله ,؟


لانه اذا نفيت النبي نفيت الرسول من باب أولى , لكن اذا نفيت الرسول لا تنفي النبي , ولكن رسول الله وخاتم النبيين , هكذا نقول لانه لا يمكن أن ينبئ أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا برسالة ولا بغيرها .


-- المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس :


اذن اول القرآن هو الفاتحة , كتابة وتلاوة , وليس نزولا , نزولا اوله *لإقرأباسم ربك الذي خلق *


والمختوم بسورة الناس وليس بعدها شئ من القرآن , وهذا القرآن لله الحمد والمنة محفوظ في الصدرو مكتوب في السطور منقول بالتواتر القطعي اليقيني , ومن أنكر فيه حرفا مجمعا عليه بين القرّاء فإنه كافر , اما المخلف فيه فعلى الاختلاف .


. قال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً) (الانسان:23)


وقال : (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف:2) .


فهو نازل من عند الله سبحانه وتعالى وقد حمى الله تعالى هذا القرآن العظيم من التغيير والزيادة والنقص والتبديل ،


- التغيير بالنسبة للحركات والنقط .


-الزيادة هي زيادة كلمة او حرف .


-النقص : نقص كلمة او حرف .


-التبديل : ان تبدل كلمة بكلمة , وهذا غير التغيير .


حيث تكفل عز وجل بحفظه فقال : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)


وعليه فمن ادعى ان هناك شيئا من القرآن مكتوم , فهو كافر .مكذب لله عز وجل , لانه من اللازم ان يكون كذلك , ان الله اما عاجز عن حفظه او كاذب في قوله * انا له لحافظون *


ومن وصف الله بالعجز او الكذب فهو كافر , حلال الدم والمال


ولذلك مضت القرون الكثيرة ولم يحاول أحد من أعدائه أن يغير فيه ، أو يزيد ، أو ينقص ، أو يبدل ، إلا هتك الله ستره ، وفضح أمره . حتى التغيير المعنوي ييسر الله تعالى من عباده من يبين بطلانه , التغيير اللفظي ما حاول أحد ان يغير اللفظ , وهذا تعرفونه من كتب التاريخ ومن العلماء رحمهم الله .



وقد وصفه الله تعالى بأوصاف كثيرة ، تدل على عظمته وبركته وتأثيره وشموله ، وأنه حاكم على ما قبله من الكتب .


قال الله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (الحجر:87). ( وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ)(ق: الآية 1) .


السبع المثاني : هي الفاتحة ونص عليها بانها ام القرآن وانها أعظم سورة في القرآن وهي رقية من كل داء بشرط ان يكون الراقي مؤمنا موقنا , والمرقي عليه كذلك مؤمنا موقنا .


القرآن المجيد , وردت في سورة ق وسورة النور , في كلتا السورتين فيها بيان قهر الله تعالى لأعدائه وبيان قوته ووصف القرآن بانه مجيد مناسب تماما لهذا , لان المجد والعظمة والسلطان لله تعالى وبيان هلاك من يعاند القرآن لان القرآن مجيد .



وقال تعالى : (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (ص:29)


(وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الأنعام:155)


والله جعل القرآن مبارك في كل وجه , مبارك في تأثيره على القلب ولا شئ يؤثر مثل القرآن .


قال تعالى :


-( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد )- [ق/37]


-( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون )- [الحشر/21]


وما نتأثر به أحيانا اذا سمعنا قصيدة واعظة او كلام واعظا , نتأثر ونبكي وربما نقرأ شئ من القرآن ولا يحصل لنا هذا , والسبب كثرة ترداد القرآن .


لو صادفت انسانا لأول مرة احتشمت به وأكرمته واذا لقيته الثانية كالاولى او اقل واذا جاءك الثالثة أقل وهكذا ..


تقول له يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين لانه قد أتعبك .


لكن القرآن سبحان الله لا يقلق على كثرة الترداد لو تكرر الآية او السورة مئة مرة ما تمل , لكن لو تكرر غيره مهما كان من الفصاحة لمللته .


اذن فالقرآن مبارك في أثره , كم فتح به المسلمون من مدينة وبلد ؟


من المشرق الى المغرب , فتحوها بالقرآن الكريم وبآدابه وبأخلاقه وعقائده وشمائله وبكل ما يتضمنه , فهو مبارك في تأثيره وفي أثره .


قوله تعالى


* فاتبعوه لعلكم ترحمون *


اي ان اتباعه واتقاء مخالفته سبب للرحمة


**وقال تعالى


(إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) (الواقعة:77)


وكرم كل شئ بحسبه فالقرآن كريم يفتح المدارك ويوسع العلوم , كما ان الكريم يعطي المال , والبحر كريم لان فيه من السمك والحيتان ما لا يحصى , القرآن ايضا كريم فيه من المعاني والعلوم العظيمة ما لا يوجد في غيره


يقول تعالى :


-( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون )- [النحل/8]


كم تضمنت هذه الكلمة , من كل ما تعلمون من جميع انواع المركوبات , فالسيارات والطائرات والبواخر وغيرها كلها داخلة في قوله : * ويخلق ما لا تعلمون *


وقوله تعالى : * وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة *


القوة هي الرمي , كل ما يمكن ان يرمى به الى يوم القيامة من أسلحة عظيمة فتاكة ,


القرآن اذن كريم .اللهم اجعلنا ممن يتلو القرآن حق تلاوته .


من أوصافه ايضا


قوله تعالى :


(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) (الإسراء : الآية 9) .


سبحان الله , ما قال يهدي الى الملة القيمة , قال : للتي هي أقوم , وأقوم اسم تفضيل , كل خلق فاضل فالقرآن يهدي الى أقومه , كل عبادة فالقرآن يهدي الى أقومها , وهكذا .


وقال تعالى : (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الحشر:21)


اللهم ارزقنا التفكر , لو نزل هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا مساو للارض متصدعا من خشية الله


والقلوب ؟ نسأل الله السلامة أقسى من الجبال , الا ما شاء الله ,


وقال تعالى :


(وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُون(125) (التوبة: 124-125)


فمنهم : اي من المنافقين , يسأل بعضهم بعضا ايكم زادته هذه ايمانا ؟ فلا احد , ما في فائدة


والاستفهام هنا في الآية للتحدي , ولهذا ارجو ان ننظر الى قلوبنا , هل نحن اذا قرأنا القرآن نزداد ايمانا ؟


ان كنا كذلك فنحن مؤمنين , لان الله تعالى يقول


*فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ*


وهم يستبشرون بما وعد به القرآن من النصر في الدنيا والفلاح في الآخرة , ويسبشرون لانهم موقنون به ,


واما الذين في قلوبهم مرض , نسأل الله اعافية , اي شك ونفاق , فزادتهم رجسا الى رجسهم , الله اكبر , كيف ذلك ؟


وهي نفسها الآية تبين نور وضياء , ولكنها تزيدهم رجسا الى رجسهم , لانهم يكذبون بها واذا كذبوا بها زادتهم رجسا الى رجسهم , وماتوا وهم كافرون والعياذ بالله , نسأل الله العافية ,


وقال تعالى :


( وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ)(الأنعام: الآية 19)


من أوحى به ؟ الله عز وجل , لأحذركم به من المخالفة , ومن بلغ , اي من بلغه القرآن , وهذا اشارة الى ان من لم يبلغه القرآن لم تقم عليه الحجة , وكذلك من بلغه القرآن على وجه مشوش , فالحجة لا تقوم عليه , لكنه ليس كعذر الاول , لانه يجب عليه ان يبحث , لكن قد يكون في قلبه من الثقة من بلغه ما لا يحتاج معه في نظره الى البحث ,


الآن الكفار هل بلغ عامتهم على وجه غير مشوش , لا ابدا , ولما ظهرت قضية الاخوان الذين يتصرفون بغير حكمة , ازداد تشويه الاسلام في نظر الغربيين وغير الغربيين وأعني بهم أولئك الذين يلقون المتفجرات في صفوف الناس زعما منهم ان هذا من الجهاد في سبيل الله والحقيقة انهم أساؤوا الى الاسلام وأهل الاسلام أكثر بكثير مما أنجزوا , ماذا أنجزوا ؟


هل أقبل الكفار على الاسلام أم ازدادوا نفرة منه ؟ , واهل الاسلام , يكاد الاسلام يغطي وجهه لئلا ينسب الى هذه الطائفة , المرجفة المروعة والاسلام برئ منهم , حتى بعد ان فرض الجهاد , ما كان الصحابة رضي الله عنهم يذهبون الى مجتمع الكفار ليقتلونهم , ابدا , الابجهاد له راية من ولي قادر على الجهاد , اما هذا الارهاب فهو والله نقص على المسلمين , لاننا نلاحظ نتائجه , ما في نتيجة ابدا , بالعكس في تشويه للسمعة , ولواننا سلكنا الحكمة واقينا الله في أنفسنا وأصلحنا أنفسنا اولا ثم حاولنا اصلاح غيرنا بالطرق الشرعية لكان نتيجته طيبة ,


وقال تعالى :


(فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً) (الفرقان:52)


معنى جاهدهم به أي التمسك به , وبشرائعه , وعرض ما جاء فيه من الاداب والاخلاق , فان ذلك من أكبر الجهاد فيه , ومن المعلوم ان احد يفهم من قوله جاهدهم به : اي ارمهم بالقرآن , هذا مفهوم خاطئ ,


كيف اجاهدهم به ؟ بنشر تعاليمه وبيان آدابه وأخلاقه وعباداته , وأنه يحرر القلوب . هكذا يكون الجهاد .


. وقال تعالى : (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)(النحل: الآية 89) (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ )(المائدة: الآية 48) .


والقرآن الكريم مصدر الشريعة الإسلامية التي بعث بها محمد صلى الله عليه وسلم إلى كافة الناس ، قال الله تعالى : (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً) (الفرقان:1) (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ(1)اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيد(2ٍ) (ابراهيم: 1-2) .


وسنة النبيصلى الله عليه وسلم مصدر تشريع أيضاً كما قرره القرآن ، قال الله تعالى:(مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (النساء:80) (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً)(الأحزاب:الآية 36)(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(الحشر:الآية 7) (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌرَحِيمٌ) (آل عمران:31)



-يتبع <<<<
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً  
قديم 11-01-09, 08:25 AM   #3
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon144 تابع الشريط الاول ..........

نزول القرآن



نزل القرآن أول ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر في رمضان، قال الله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر:1) (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ(3)فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ(4) (الدخان:3-4) . (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)(البقرة: الآية 185) .


وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم أول ما نزل عليه أربعين سنة على المشهور عند أهل العلم ، وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما وعطاء وسعيد بن المسيِّبوغيرهم . وهذه السِّن هي التي يكون بها بلوغ الرشد وكمال العقل وتمام الإدراك .


والذي نزل بالقرآن من عند الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، جبريل أحد الملائكة المقربين الكرام ، قال الله تعالى عن القرآن: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ(193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ(194)بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ(195) (الشعراء:192- 195) .


وقد كان لجبريل عليه السلام من الصفات الحميدة العظيمة ، من الكرم والقوة والقرب من الله تعالى والمكانة والاحترام بين الملائكة والأمانة والحسن والطهارة ؛ ما جعله أهلاً لأن يكون رسول الله تعالى بوحيه إلى رسله قال الله تعالى : (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ "(19)ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِين(21ٍ) (التكوير:19- 21) . وقال : (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى(5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى(6)وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى(7) (لنجم:5-7) .


وقال : (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل:102) وقد بين الله تعالى لنا أوصاف جبريل الذي نزل بالقرآن من عنده وتدل على عظم القرآن وعنايته تعالى فإنه لا يرسل من كان عظيما إلا بالأمور العظيمة.



2- أول ما نزل من القرآن



أول ما نزل من القرآن على وجه الإطلاق قطعا ً الآيات الخمس الأولي من سورة العلق، وهي قوله تعالى : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1) خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ(3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ(4) عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5) (العلق:1- 5) . ثم فتر الوحي مدة ، ثم نزلت الآيات الخمس الأولى من سورة المدثر ، وهي قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّر (1) قُمْ فَأَنْذِرْ(2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ(3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ(4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ(5) (المدثر:1-5) . ففي ((الصحيحين)) : صحيح البخاري ومسلم (2) . عن عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي قالت : حتى جاءه الحق ٌّ ، وهو في غار حراء ، فجاءه الملك فقال اقرأ ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما أنا بقارئ ( يعني لست أعرف القراءة ) فذكر الحديث ، وفيه ثم قال:(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق(1)َ) إلى قوله:(عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5)) (العلق:1- 5). وفيهما(3) عن جابر رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث عن فترة الوحي : ( بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتاً من السماء .... ) فذكر الحديث ، وفيه ، فأنزل الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّر (1) قُمْ فَأَنْذِرْ(2) إلى ( وَالرُّجْزَ فَاهْجُر(5ْ) (المدثر:1-5) .


وثمت آيات يقال فيها : أول ما نزل، والمراد أول ما نزل باعتبار شيء معين ، فتكون أولية مقيدة مثل : حديث جابر رضي الله عنه في ((الصحيحين ))(4) . إن أبا سلمة بن عبد الرحمن سأله: أي القرآن أنزل أول؟ قال جابر:(يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) (المدثر:1) قال أبو سلمة : أنبئت أنه


(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق:1) فقال جابر : لا أخبرك إلا بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( جاورت في حراء فلما قضيت جواري هبطت ...) فذكر الحديث وفيه : ( فأتيت خديجة فقلت : دثروني ، وصبوا علي ماء بارداً ، وأنزل علي : (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) (المدثر:1) إلى قوله :(وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) (المدثر:1-5) ).


فهذه الأولية التي ذكرها جابر رضي الله عنه باعتبار أول ما نزل بعد فترة الوحي ، أو أول ما نزل في شأن الرسالة ؛ لأن ما نزل من سورة اقرأ ثبتت به نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ، وما نزل من سورة المدثر ثبتت به الرسالة في قوله ( قُمْ فَأَنْذِرْ) (المدثر:2)


ولهذا قال أهل العلم : إن النبي صلى الله عليه وسلم نبئ ب(اقْرَأْ) (العلق:1) وأرسل ب الْمُدَّثِّرُ) (المدثر:1)



شرح الشيخ :


هناك بعض الاحاديث يقول اول ما نزل غير ما ذكرناه , فما الجواب ؟


ان نقول هذه اولية نسبية باعتبار شي معين , فمثلا اول ما نزل :


ياأيها المدثر ... كيف يمكن هذا ونحن نقول ان اول ما نزل : إقرأ ؟ لا بد من الجواب ,


قالوا ثمة آيات يقال فيها : أول ما نزل، والمراد أول ما نزل باعتبار شيء معين.


قد يكون أول مانزل : -( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين )- [البقرة/278]


يريد اول ما نزل من آيات الربا ....


اول ما نزل في المحرمات في النكاح : * حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم ...*


فتكون أولية مقيدة مثل : حديث جابر رضي الله عنه في ((الصحيحين ))(4) . إن أبا سلمة بن عبد الرحمن سأله: أي القرآن أنزل أول؟ قال جابر:(يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) (المدثر:1) قال أبو سلمة : أنبئت أنه


(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق:1) فقال جابر : لا أخبرك إلا بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( جاورت في حراء فلما قضيت جواري هبطت ...) فذكر الحديث وفيه : ( فأتيت خديجة فقلت : دثروني ، وصبوا علي ماء بارداً ، وأنزل علي : (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) (المدثر:1) إلى قوله :(وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) (المدثر:1-5) ).


وجه الاستدلال :أنه قال جاورت في الحراء , فلما قضيت جواري هبطت فأتيت خديجة ....


وهذا ظاهره ان المدثر هي اول ما نزل , لكن يقول الأولية التي ذكرها جابر رضي الله عنه باعتبار أول ما نزل بعد فترة الوحي ، أو أول ما نزل في شأن الرسالة, لان الوحي لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم انقطع فترة , يقول بعضهم انه انقطع ثلاث سنوات , وقال بعضهم دون ذلك , والحكمة من هذا ليشتد شوق النبي صلى الله عليه وسلم الى تطلع الوحي ونزوله , وكان أمره كذلك , حتى كان يخرج الى غار حراء ويمتد بصره الى السماء يترقب ان ينزل عليه الوحي .


فنقول : اول ما نزل عليه بعد فترة الوحي هو المدثر , او اول ما نزل في شأن الرسالة , لان فيه تصريح *قم فأنذر * وهذه الرسالة .لأن ما نزل من سورة اقرأ ثبتت به نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ، وما نزل من سورة المدثر ثبتت به الرسالة في قوله ( قُمْ فَأَنْذِرْ) (المدثر:2)


ولهذا قال أهل العلم : إن النبي صلى الله عليه وسلم نبئ بإقرأ وأرسل بالمدثر



ثم نقول :


3- نزول القرآن ابتدائي وسببي


ينقسم نزول القران إلى قسمين :


الأول : ابتدائي : وهو ما لم يتقدم نزوله سبب يقتضيه ، وهو غالب آيات القران،يعني الذي ليس له سبب


ومنه قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ) (التوبة:75)


الآيات , فإنها نزلت ابتداء في بيان حال بعض المنافقين ، وأما ما اشتهر من أنها نزلت في ثعلبة ابن حاطب في قصة طويلة ، ذكرها كثير من المفسرين ، وروجها كثير من الوعاظ ، فضعيف لا صحة له .


يعني اشارة الى ان هذه لبقصة غير صحيحة , لانه من ذكر انه جاء الى رسول الله ورده ثم جاء الى ابي بكر ورده ثم جاء عمرا ورده ... هذا غير صحيح , لانه من تاب , تاب الله عليه ,حتى المنافقون ,


قال الله تعالى :


* ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا * الا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله واخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين *


فالتوبة مقبولة من كل انسان , ومن اي ذنب



القسم الثاني : سببي : وهو ما تقدم نزوله سبب يقتضيه . والسبب :


أ‌ إما سؤال يجيب الله عنه : مثل (يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ) (البقرة: الآية 189) .


هذا واضح انه سبب يقتضيه , الصحابة يسألون الرسول عليه الصلاة والسلام , عن الأهلة , لماذا خلقها الله عز وجل , فقال الله له : قل هي مواقيت للناس في معاملاتهم : يقول مثلا هذا عليه دين الى كذا , وما أشبه وذلك ...


وكذلك مواقيت الحج : يعني الحج أشهر معلومات .


وما اشتهر من ان الصحابة رضي الله عنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الاهلة لماذا تبدو صغيرة ثم تكبر فأجاب الله بفائدتها , دون سبب نقصان الهلال وزيادته , فهذا لا صحة له , وأهل البلاغة يدّعون هذا , ويقولون ان اجابتهم بغير ما سألوا من أسلوب الحكيم , وليس كذلك , الصحيح ان الصحابة سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الاهلة ما سببها , فأجابهم الله عز وجل


والله الموفق .


ومثله قوله تعالى : -( في الدنيا والآخرة ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم )- [البقرة/220]


وايضا : -( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )- [البقرة/222]


وأيضا :


-( يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم )- [البقرة/215]




ب‌- أو حادثة وقعت تحتاج إلى بيان وتحذير مثل : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ






وَنَلْعَبُ)(التوبة: الآية 65) الآيتين نزلتا في رجل من المنافقين قال في غزوة تبوك في مجلس






: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ، ولا أكذب ألسنا ، ولا أجبن عند اللقاء ، يعني






رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل






القرآن فجاء الرجل يعتذر النبي صلى الله عليه وسلم فيجيبه ( أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ






تَسْتَهْزِئُونَ)(التوبة: الآية 65) (6).





ج- أو فعل واقع يحتاج إلى معرفة حكمه مثل :(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا






وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (المجادلة:1)






شرح الشيخ :






ب‌ أو حادثة وقعت تحتاج إلى بيان وتحذيرفيتحدث الله عنهم مثل





: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ)(التوبة: الآية 65) الآيتين





الخطاب هنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم والغيبة تعود على المنافقين , هؤلاء






المنافقون اجتمعوا في مجلس , ومجالس المنافقون تكون فيها استهزاء برسول الله صلى الله






عليه وسلم او بالصحابة او ما اشبه ذلك ... فكان رجل من المنافقين قال في غزوة تبوك في






مجلس : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء(( يريد الرسول عليه الصلاة والسلام )) أرغب بطونا((






يعني أوسع وهو كناية عن كثرة الاكل وكذب المنافقون وصدق رسول الله صلى الله عليه






وسلم لان النبي صلى الله عليه وسلم كان أحيانا يعصب الحجر على بطنه من الجوع وينفق






المال , وحث على قلة الطعام والشراب , فقال حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه , فان كان لا






محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه , نسال الله ان يعيننا على هذا , اكثر الناس الآن






اذا جلس للاكل يحتاج الى احد يعمده حتى يقوم من كثرة الاكل , الا من شاء الله ,





ولذلك كثرت الامراض :الضغط والسكري والكسل , لو اننا مشينا على الحديث , لبقينا






أصحاء. والعجب ان غيرنا يطبق هذا , حدثني اناس كثيرون الغرب لا يشبعون عندما






يأكلون , ياكل الواحد قليلا ثم يقوم للعمل واذا جاع رجع واكل , وهكذا , اما نحن ما شاء الله ,






صحيح ينطبق علينا رغبة البطون , نسال الله ان يعيننا على قلة الاكل , وان نقتصر على






الاكل النافع , ))





، ولا أكذب ألسنا ،(( قاتلهم الله ,والله ما في الدنيا أكذب من المنافقين , )) ولا أجبن عند






اللقاء (( الله اكبر , من أحق الناس بهذه الاوصاف ؟ هم المنافقون هم الذين لا يريدون الا






الدنيا وشبع البطون وشهوة الفروج والرئاسة المذمومة , لكن محمدا صلى الله عليه وسلم






وأصحابه لا يريدون هذاوان ارادوه فتكون الارادة الثانوية لان الامر عندهم اعظم من هذا ,






يريدون الحياة الآخرة )) , ، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فبلغ ذلك






رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من أخبره ؟ الله سبحانه وتعالى , ونزل القرآن فجاء الرجل






يعتذر النبي صلى الله عليه وسلم فيجيبه





-( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون )- [






التوبة/65]





فمن استهزأ بالله أو بآياته او رسوله فهو كافر , لقوله :





-( لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين






)- [التوبة/66]






فمن استهزأ بالله فهو كافر حلال الدم والمال ولا ينبغي ان نقتصر على حبسه ثم نحابي الأمة






في إطلاقه . أبدا .





يجب ان نقتله . وهل تقبل توبته ؟ اختلف العلماء في ذلك , منهم من قال : لا تقبل لعظم ردته






والعياذ بالله .





ومنهم من قال : تقبل , وهو الصحيح , لقوله تعالى





-( لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين






)- [التوبة/66]





ولعموم قوله تعالى :





-( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا






إنه هو الغفور الرحيم )- [الزمر/53]





ولكن التوبة هنا توبة مغلظة , لا بد ان يظهر من هذا الرجل الثناء على الله وآياته ورسوله ,






والا فهو كافر ما تاب








ج- أو فعل واقع يحتاج إلى معرفة حكمه مثل





:(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ






سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (المجادلة:1)





ما سببه ؟





هو ظهار اوس بن الصامت لزوجته ,





الظهار في الجاهلية طلاق بائن , فإذا قال الرجل منهم لزوجته : انت علي كظهر أمي , طلقت






منه طلاقا بائنا , بلا رجوع .





لما ظاهر أوس زوجته , جاءت تشتكي رسول الله صلى الله عليه وسلم , تقول :





لقد ظاهر مني بعد ان تقاسمني ورق عظمي وكبر ولدي ...





والنبي صلى الله عليه وسلم لم يجبها , بل في بعض الروايات انه قال : ما أرى الا زوجك قد






طلقك ,





فأنزل الله الآية في بيان حكم هذه الواقعة , التي أشكلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم .






حتى انزلها الله في آياته .

التعديل الأخير تم بواسطة إيمان مصطفى عمر ; 01-02-09 الساعة 05:18 PM
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً  
قديم 11-01-09, 08:35 AM   #4
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon144 تابع الشريط الاول ............

المتن :




فوائد معرفة أسباب النزول :


معرفة أسباب النزول مهمة جدا ، لأنها تؤدي إلى فوائد كثيرة منها :




1- بيان أن القران نزل من الله تعالى ، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الشي



، فيتوقف عن الجواب أحيانا ، حتى ينزل عليه الوحي ، أو يخفى الأمر الواقع، فينزل الوحي




مبينا له . مثال الأول : قوله تعالى : (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ




مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلاً) (الإسراء :85) . ففي صحيح البخاري "(7) عن عبد الله ابن مسعود رضي




الله عنه : أن رجلا من اليهود قال : يا أبا القاسم ما الروح ؟ فسكت ، وفي لفظ : فأمسك النبي




صلى الله عليه وسلم ، فلم يرد عليهم شيئا ، فعلمت أنه يوحى إليه، فقمت مقامي ، فلما نزل




الوحي قال (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) (الإسراء :85) الآية مثال الثاني


قوله تعالى (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلّ)(المنافقون: الآية 8) وفي


صحيح البخاري (8) أن زيد ابن أرقم رضي الله عنه سمع عبد الله ابن أبى رأس المنافقين



يقول ذلك ، يريد أنه الأعز ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأذل ، فأخبر زيد عمه



بذلك ، فأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم زيدا فأخبره بما



سمع ثم أرسل إلى عبد الله ابن أبي وأصحابه ، فحلفوا ما قالوا ، فصدقهم رسول الله صلى الله



عليه وسلم ، فأنزل الله تصديق زيد في هذه الآية ؛ فاستبان الأمر لرسول الله صلى الله عليه



وسلم .



2- بيان عناية الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم في الدفاع عنه مثال ذلك قوله تعالى : (



وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً) (


الفرقان:32) وكذلك آيات الإفك ؛ فإنها دفاع عن فراش النبي صلى الله عليه وسلم وتطهير له



عمّا دنسه به الأفاكون .



3- بيان عناية الله تعالى بعباده في تفريج كرباتهم وإزالة غمومهم . مثال ذلك آية التيمم ، ففي



" صحيح البخاري " (9) أنه ضاع عقد لعائشة رضي الله عنها ، وهي مع النبي صلى الله



عليه وسلم في بعض أسفاره فأقام النبي صلى الله عليه وسلم لطلبه ، وأقام الناس على غير


ماء ، فشكوا ذلك إلى أبي بكر ، فذكر الحديث وفيه : فأنزل الله أية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن



حضير : ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر . والحديث في البخاري مطولاً


4- فهم الآية على الوجه الصحيح . مثال ذلك قوله تعالى : (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ


اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا)(البقرة: الآية 158) أي يسعى



بينهما ، فإن ظاهر قوله : (فَلا جُنَاحَ عَلَيْه)ِ (البقرة: الآية 158 ) أن غاية أمر السعي بينهما ،


أن يكون من قسم المباح ، وفي صحيح البخاري " (10) عن عاصم بن سليمان قال : سألت



أنس بن مالك رضي الله عنه عن الصفا والمروة ، قال : كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية ، فلما


كان الإسلام أمسكنا عنهما ، فأنزل الله تعالى : ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ (البقرة:



الآية 158) إلى قوله : (أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا) (البقرة: الآية 158) وبهذا عرف أن نفي الجناح


ليس المراد به بيان أصل حكم السعي ، وإنما المراد نفي تحرجهم بإمساكهم عنه ، حيث كانوا



يرون أنهما من أمر الجاهلية ، أما أصل حكم السعي فقد تبين بقوله:(مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ )(البقرة:



الآية 158)




شرح الشيخ


طيب الآن :



هل العبرة بعموم اللفظ ام بخصوص السبب ؟



العبرة بعموم اللفظ , ثم قال المؤلف


فوائد معرفة اسباب النزول :



معرفة اسباب النزول مهمة جدا لانها تؤدي الى فوائد كثيرة , منها :



1" بيان ان القرآن نزل من الله تعالى , وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم , يسأل عن الشئ



فيتوقف عن الجواب أحيانا , حتى ينزل عليه الوحي . او يخفى عليه الامر الواقع فينزل




الوحي مبينا له . وهذا يدل على ان القرآن نزل من عند الله , لانه لو كان رسول الله صلى الله


عليه وسلم كاذبا وحاشاه من ذلك , ما انتظر نزول الوحي , لبت في الامر , ولهذا لما سألوه




عن اصحاب الكهف , قال اخبركم غد , لانه ما عنده علم , جاء الغد لم ينزل شيئا من القرآن




.... الى خمسة عشرة يوما لم ينزل شيئا , لانه صادق لا يمكن ان يتقول على الله . حتى نزلت




قصة فقصها على الناس


اذن معرفة اسباب النزول تبين ان القرآن من عند الله تبارك وتعالى ينزله على رسوله محمد


صلى الله عليه وسلم .


مثال الاول : قوله تعالى


-( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )- [



الإسراء/85]



ما المراد بالروح ؟ يعني روح الانسان , التي اذا كانت في البدن فان الانسان يتحرك واعي




... واذا غابت عن البدن صارت جثة , في صحيح البخاري , عن عبد الله بن مسعود رضي




الله عنه ان رجلا من اليهود قال : يا ابا القاسم , ما الروح ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه


وسلم , ولو كان كاذبا يريد ان يمشي نفسه , لقال الروح كذا وكذا .. لان السائل يهودي ,


واليهودي يسأل للاستفسار ام للتحدي ؟ للتحدي لا شك ,



وفي لفظ : فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليهم شيئا , فعلمت انه يوحى اليه


فقمت مقامي , فلما نزل الوحي قال :



-( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )- [


الإسراء/85


فقطع الله العلم بها , الروح من أمرالله لا يعلمها الا هو , وما أوتيتم من العلم الا قليلا , هذا


توبيخ للسائل عن الروح , كأنه يقول : ما بقي عليك من العلم الا الروح ؟ , حتى تسأل عنها


وقد فاتك من العلم الشئ الكثير , وبهذه الآية يمكن ان نجيب هؤلاء الذين يسألون عن كيفية



اثبات الله او اي من امور الغيب , نقول : -( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )- [الإسراء/85]



اذا قال كيف كان الحر في الدنيا من فيح جهنم ؟ نقول : ما بقي عليك من العلم الا هذا , تعال




أيها الحريص على العلم أخبرني عن روحك , هل يستطيع ان يجيب ؟ ما يستطيع ابدا ,


فنقول اذا عجزت عن فهم ما بين جنبيك وهذه حالتك فكيف تسأل عن ما فوق ذلك ؟



المهم : قاعدة تنير القلب , وتشرح الصدر : ان الشئ الذي لا يمكن ادراكه لا تسأل عنه ونقول



لمن يسأل :



ما بقي عليك من العلم الا هذا تسأل عنه


اسأل عن الوضوء وعن الصيام والزكاة ....



المثال الثاني : قوله تعالى :



-( يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين



ولكن المنافقين لا يعلمون )- [المنافقون/8]



من هم ؟ المنافقون


المنافقون أغنياء , وهم أعزاء بأنفسهم وهم أذلة , ماذا قالوا ؟




قالوا لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا


-( هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات


والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون )- [المنافقون/7]


يعني واذا انفضوا أنفقوا عليهم ؟ (حتى) هنا للتعليل وليست للغاية , لخلاف قوله تعالى :



-( قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى )- [طه/91]


فهنا (حتى ) للغاية .


اذن , فأجابهم الله تعالى :


-( ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون )- [المنافقون/7]



والرزق ليس بأيديهم , وانما بيد الله , وما رزقهم الله المال الا فتنة لهم .



في صحيح البخاري ان زيد بن علقمة رضي الله عنه , سمع عبد الله ابن أبي ّ ( رأس




المنافقين , وله ولد هو عبد الله من صالح المؤمنين )يقول : سمعه يقول ذلك , لئن رجعنا الى


المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل , يعني بالاعز نفسه وأصحابه , ويعني بالاذل رسول الله



صلى الله عليه وسلم واصحابه . فأخبر زيد عنه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك , فجاء النبي




بزيد يسأله ثم ارسل الى عبد الله بن أبيّ وأصحابه , فحلفوا ما قالوا , ويحلفون على الله الكذب




وهو يعلمون , وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحكم الا بما يسمع , مع ان زيد بن




علقمة أخبره . لكن رسول الله لا يقبل الدعوى الا بالبينة , فصدقهم عليه الصلاة والسلام وهذا




من الحكمة , فأنزل الله تصديق زيد في هذه الآية , فاستبان الامر لرسول الله صلى الله عليه




وسلم , المنافقون انزل الله فيهم سورة كاملة سورة المنافقون . كما انزل فيهم عدة آيات في



سورة التوبة , ولهذا كانت هذه السورة من أشد السور على المنافقين , لانها فضحتهم , وانزل




الله تعالى في واحد من الكافرين سورة كاملة , من هو ؟



ابو لهب , لانه عم الرسول كان يجب عليه ان يكون اول الناس المؤمنين به ويدافع عنه , لا



ان يكون من اشد الناس عداء له واشد كفرا به والعياذ بالله , فاستحق بفعله القبيح الشنيع ان



تنزل فيه سورة كاملة ,نسأل الله ان يعيذنا واياكم من النفاق .





_ من فوائد معرفة اسباب النزول ايضا :



بيان عناية الله سبحانه وتعالى برسوله صلى الله عليه وسلم في الدفاع عنه , مثاله ,


قوله تعالى :



-( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا

)- [الفرقان/32]



الكتب التي تنزل على الرسل السابقين تنزل جملة واحدة , ومحمد صلى الله عليه وسلم ينزل


عليه القرآن جملة واحدة , فيقول الكافرون هلا ّ نزّل عليه القرآن جملة واحدة , وقصدهم في



ذلك التشكيك في ان هذا الوحي من عند الله , فأجاب الله تعالى عنه قال : انزلناه كذلك لنثبت




به فؤادك ونقويك . أرئيتم لو نزل عليه القرآن جملة واحدة لكان فيه مفاسد لكانت تنزل الاحكام




كلها من اولها الى آخرها جملة واحدة في أناس وثنيين لا يعرفون الحق , هل يكون هذا مقبولا


؟ او يتردد فيه الكثير ؟


طبعا يتردد فيه الكثير , يقولون هذه أوامر كثيرة , وحبس حريات كما يقولون , لكن اذا نزل


كاللبن للرضيع , يمتصه شيئا فشيئا , نفع أكثر . ولهذا قال تعالى :



-( كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا )- [الفرقان/32]


اي نقويك كلما فتر الوحي ازداد الرسول صلى الله عليه وسلم شوقا الى الوحي , فنزلت



الآيات تثبيتا لرسول الله عليه الصلاة والسلام . وقوله : -( ورتلناه ترتيلا )- اي أنزلناه عل


مهل وعلى مكث كما قال تعالى في آية أخرى :



-( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا )- [الإسراء/106]



وكونه يأتي شيئا فشيئا , مرتلا , لا شك انه اسهل على الناس في حفظه , وتعلمون ان


الصحابة لم يكن عندهم كتابة , فأكثر ما يكون عندهم الحفظ .


وفي قوله تعالى


-( أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا )- [المزمل/4]




اي اقرأه على مهل , واما زعم أهل التجويد ان يقرؤه مجودا فليس كذلك , فقد يقرأه مرتلا مع




الاسراع فيه , ولكن القصد هو قراءته على مهل


وكذلك آية الافك فانها دفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم , وتطهيرا له ,لا يخفى علينا جميعا



ان رجلا يقال له في امراته , وهي أحب النساء اليه , انها بغاء , ماذا يكون الموقف ؟ سيكون




صعبا حرجا , ولهذا فتر الوحي واصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والغم ما لا يشعر



به أحد , زوجته وبنت صديقه وأحب النساء اليه , ترمى بهذا الفعل الشنيع والعياذ بالله , فكان




يدخل عليها وهي مريضة بالحمى فيسأل ويقول : كيف تيك ؟


وهو اسم اشارة للبعيد , ولا يتحدث اليها ولا يستانس بها . لان الامر عظيم , لو ان الانسان




ركن الى زوجته الباغية , لقيل هذا ديوس , ولهذا قال تعالى :


-( إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم




)- [النور/15]


-( ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم )- [النور/16]



اي ان زوجة نبي الله منزهة عن ذلك




-( لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين )- [


النور/12]


اي يظنون بأم المؤمنين ما يظنون بأنفسهم , البراءة من كل هذا ,


فالمسألة عظيمة , فلما نزل الوحي والرسول في بيت عائشة رضي الله عنها , نزل بعشر



آيات محكمات عظيمات يتقرب المسلمون بهن الى الله عز وجل , ولهم بكل حرف منها حسنة



والحسنة بعشر أمثالها ,شوف الفرج من الله عز وجل , نزلت الآيات العظيمة , ولهذا أجمع



المسلمون على ان من قذف عائشة بما برأها الله منه فانه كافر مرتد يقتل على كل حال ,بل



قالوا لو قذفها بغير ذلك او قذف واحدة من أمهات المؤمنين فهو كافر مرتد لا تقبل منه توبة



يقتل على كل حال , وهو أذل عندنا من الجعلان, آيات الافك , نعرف سبب النزول , سبب



النزول هو خوض هؤلاء المنافقين ومن اغتر بهم في هذا الامر العظيم , اذن فيه بيان عناية



الله عز وجل برسوله صلى الله عليه وسلم ونعم المرسل ونعم الرسول , وعناية الله سبحانه



وتعالى بفراش الرسول ان يدنس , والله لو دنس فراش واحد من الناس لكان الامر عظيما ,



فكيف بفراش النبي صلى الله عليه وسلم , ولهذا انزل الله الآيات في الدفاع عن فراش الرسول



صلى الله عليه وسلم , وتطهيرا له عما دنسه به هؤلاء الأفاكون . هو تطهير لعائشة ,



وتطهيرا للرسول عليه الصلاة والسلام , فحصل بذلك طمأنينة الرسول الكريم وبيان عناية الله



به وخذلان هؤلاء الخبثاء , الذين قال الله فيهم :


-( إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما



اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم )- [النور/11]


الذي تولى كبره هو عبد الله بن أبي ّ له عذاب عظيم في الآخرة , في الدنيا لم يحده الرسول



عليه الصلاة والسلام , ما أقام عليه الحد , مع انه أقام الحد على حسان بم ثابت وامراته , اقام



الحد على مصطة وامرأته , لكنه لم يقم الحد على عبد الله بن أبيّ مع انه تولى كبره , لماذا ؟


اكتفاء بقوله تعالى :


والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم )- [النور/11]


ثانيا : الحد تطهير , وعبد الله بن أبي ّ الخبيث ليس أهل للتطهير , بل هو رجس .


سبب ثالث : عبد الله بن أبي ّ زعيم قومه والنبي صلى الله عليه وسلم يحب التأليف وربما



يحصل من قومه ما لا تحمد عقباه لو أقيم عليه الحد , فتركه الرسول عليه الصلاة والسلام .


سبب رابع : ان الخبيث عبد الله بن أبي ّ مكار حاذق لا يصرح بالأمر بل يأتي المجالس



ويلمح للأمر , قيل ان عائشة كذا وكذا ... فهو يشي بالحديث لكن لا يصرح , وما كان كذلك



فإنه لا يحد .


فالمهم ان ترك حدّ النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الخبيث كانت تلك أسبابه .


المقصود مما سبق هو ان الامر عظيم يتفطر القلب منه وشاهده من درسنا هو بيان عناية الله



سبحانه وتعالى برسوله , والدفاع عنه .



نعود للمتن


ثالثا : بيان عناية الله تعالى بالدفاع عن عباده بتفريج كرباتهم وازالة غمومهم . مثال ذلك :


آية التيمم , ففي صحيح البخاري انه ضاع عقد لعائشة رضي الله عنها وهي مع النبي صلى



الله عليه وسلم في بعض أسفاره , فأقام النبي صلى الله عليه وسلم لطلبه , وأقام الناس على



غير ماء , فشكو ذلك الى أبي بكر , فذكر الحديث وفيه : أنزل الله آية التيمم فتيمموا , .


سبحان الله , فرج , الناس صعب عليهم الامر , ما عندهم ماء , ولا يمكن ان يعصوا الرسول



صلى الله عليه وسلم فيدفعوا عن هذا المكان , والنبي صلى الله عليه وسلم حبسهم على هذا



المكان , اولا لانه مال , والمال قليل , ثانيا ان عائشة تتحلى به لمن ؟ للنبي عليه الصلاة



والسلام أشرف الخلق , فهو عقد ذو قيمة , ثالثا : ان الرسول صلى الله عليه وسلم مربي لأمته



بمقاله وفعاله , حتى يعلموا ما للزوجات من حقوق , وانه تجب مراعاتهن , وحتى يعرفوا قدر



المال فلا يضيعوه بلا فائدة .


فالمهم ان الرسول قد حبسهم على هذا وليس معهم ماء والصلاة قد قامت , أنزل الله آية التيمم



فكان فيها فرج عظيم وهي مصداق قوله تبارك وتعالى :


-( فإن مع العسر يسرا )- [الشرح/5] -( إن مع العسر يسرا )- [الشرح/6]


ما اكثر الشواهد لهذه القاعدة العامة , في ارضاع المرأة المطلقة ولدها , يقول تعالى :


-( فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له



أخرى )- [الطلاق/6]


فإذا تعاسر الأبوان في ارضاع الولد , فالحل قريب جدا , فسترضع له أخرى , من أين ؟ من



فاطر السموات والارض , ييسر له ذلك , لان وعد الله حق .


قال أسيد بن الحضير , ما هي بأول بركتكم يا آل ابي بكر.


صدق رضي الله عنه , آل ابي بكر لهم بركات , لا على النبي صلى الله عليه وسلم فحسب ,



ولا على الامة فحسب , ولو لم يكن لهم بركات على الامة الا خلافة ابي بكر لكفى بها بركة.


حصل بها خير كثير , قتال اهل الردة , وعزة المسلمين , وتولية الفاروق , هذه من حسنات



ابي بكر , انه حسم النزاع بولاية العهد لعمر , وانه وضع الحق في نصابه تماما , ولهذا تعد



خلافة عمر من مناقب ابي بكر رضي الله عنه , وفي هذا الحديث دليل على انه لا بأس ان



تكون للانسان بركة علم , لكن ليست بركة الصوفية الذين يتبركون حتى بالنعال , لا,,



البركة بركة علم , بركة تيسير الامور , كثيرا ما تتيسر الامور بقدوم شخص ما , من باب



التفاؤل , وكثيرا ما يكون الانسان سببا لخير كثير , في اعانته لمظلوم او محتاج , او تعليمه



لجاهل ... كلها بركات ,


فقول الناس لشخص : هذه من بركاتك , هذا اذا صدق فهو حقيقة , هذا الشخص اذا حضر في



مجلس وعلم الناس وارشدهم , فهذه من البركة .


رابعا : فهم الآية على الوجه الصحيح : ان تفهم الآية على الوجه الصحيح لها , مثال ذلك ,



قوله تعالى :


-( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما



ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم )- [البقرة/158]


اي ان يسعى بينهما , الصفا يقع شرقا عن الكعبة , واعلاه جبل ابي قبيس , المروة يقع عنها



شرق الشمال واعلاه جبل يسمى قعيقعان.


ظاهر قوله تعالى ان غاية امر السعي بينهما ان يكون من القسم المباح وليس واجبا , لكن اذا



عرفت السبب يزول هذا الخلاف, ففي صحيح البخاري عن عاص بن سليمان قال سألت انس



بن مالك رضي الله عنه , عن الصفا والمروة , فقال : كنا نرى انهما من امر الجاهلية , فلما



كان الاسلام امسكنا عنهما , (فصاروا يطوفون بالبيت , ولا يسعون ) فأنزل الله تعالى الآية



فجعلهما من الشعائر ,


ويكون فلاجناح عليهما نفيا لما يتوهم من الاثم بالطواف بهما وليس نفيا لأصل الحكم , بل هو



نفي لما يتوهم من الاثم بالطواف بهما , والآية تدل على هذا لانه قال : من شعائر الله , وما



كان من شعائر الله فهل يقتصر بحكمه على ان يقال : لا جناح عليك ان تفعل , لا , بل هو



مطلوب .


اذن فوائد معرفة اسباب النزول اربعة

التعديل الأخير تم بواسطة إيمان مصطفى عمر ; 01-02-09 الساعة 05:19 PM
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً  
قديم 11-01-09, 08:41 AM   #5
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon144 تابع الشريط الاول ................

المتن :


عموم اللفظ وخصوص السبب :

إذا نزلت الآية لسبب خاص ، ولفظها عام كان حكمها شاملا لسببها ، ولكل ما يتناوله لفظها ،


لأن القران نزل تشريعا عاما لجميع الأمة فكانت العبرة بعموم لفظه لا بخصوص سببه .

مثال ذلك : آيات اللعان ، وهي قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا


أَنْفُسُهُمْ) إلى قوله ( إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ)(النور: 6- الآية 9) ففي صحيح البخاري " (11)من


حديث ابن عباس رضي الله عنهما : أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه


وسلم بشريك بن سحماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم : البينة أو حد في ظهرك ، فقال


هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق فلينزلن الله ما يبرء ظهري من الحد ، فنزل جبريل ،

وأنزل عليه : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ)(النور: الآية6) فقرأ حتى بلغ (إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ)

(النور: الآية9)

فهذه الآيات نزلت بسبب قذف هلال بن أمية لامرأته ، لكن حكمها شامل له ولغيره ، بدليل ما

رواه البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه ، أن عويمر العجلاني جاء إلى النبي

صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، رجل وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف


يصنع ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبتك . فأمرهما

رسول الله صلى الله عليه وسلم بالملاعنه بما سمى الله في كتابه ، فلاعنها . الحديث (12) .

فجعل البني صلى الله عليه وسلم حكم هذه الآيات شاملا لهلال بن أمية وغيره .




شرح الشيخ :


ثم قال : عموم اللفظ وخصوص السبب

اذا نزلت الآية لسبب خاص ولفظها عام كان حكمها شاملا لسببها ولكل ما يتناوله لفظها لان

القرآن نزل تشريعا عاما لجميع الامة فكانت العبرة بعموم لفظه لا بخصوص سببه

مثال ذلك : آيات اللعان ، وهي قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّاأَنْفُسُهُمْ) إلى قوله ( إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ)(النور: 6- الآية 9)
ففي صحيح البخاري " (11)من

حديث ابن عباس رضي الله عنهما : أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه

وسلم بشريك بن سحماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم : البينة أو حد في ظهرك ، فقال

هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق فلينزلن الله ما يبرء ظهري من الحد ، فنزل جبريل ،

وأنزل عليه : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ)(النور: الآية6) فقرأ حتى بلغ (إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ)

(النور: الآية9)


فهذه الآيات نزلت بسبب قذف هلال بن أمية لامرأته ، لكن حكمها شامل له ولغيره ، بدليل م

رواه البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه ، أن عويمر العجلاني جاء إلى النبي

صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، رجل وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف

يصنع ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبتك . فأمرهما

رسول الله صلى الله عليه وسلم بالملاعنه بما سمى الله في كتابه ، فلاعنها . الحديث (12) .

فجعل البني صلى الله عليه وسلم حكم هذه الآيات شاملا لهلال بن أمية وغيره .

وهذه قاعدة معروفة والحمد لله , واكثركم يجيدها ويجيد تطبيقها ,

واللعان يكون بين الزوجين , وسببه قذف الزوج زوجته بالزنى , وسمي لعانا لان الزوج

يقول فيه : وان لعنة الله علي .

ولم يسمى غضبا او ايات الغضب لان اللعان يبتدأ به أولا ولانه في حق الرجل والرجل

أشرف من المرأة

**ففي صحيح البخاري : من حديث ابن عباس رضي الله عنه , ان هلال بن أمية قذف امرأته

عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشريك بن سهماء , كلاهما صحابي , لكن الصحابة ليسوا

معصومين من كبائر الاثم والفواحش , قد يوجد فيهم من يزني ويقتل النفس , وشرب الخمر .

لكن هذه الاشياء التي تقع منهم لا بد ان يكون لها ما يكفرها , وقد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية

رحمه الله في كتابه العقيدة الواسطية , اسبابا متعددة لتكفير ما وقع منهم , منها :

ان الله قال لأهل بدر , اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم .وتعلمون ما جرى في قصة حاطب ,

وجاسوسيته على رسول الله صلى الله عليه وسلم , عند اهل مكة لما قال عمر دعني أضرب


عنقه , قال له : لا (لان الجاسوس يقتل وجوبا حتى لو تاب , لان مضرته لا تفسد , بل يقتل

حتى لا يعود غيره الى ذلك , لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم منع عمر وقال له , ) : وما


يدريك ان الله تعالى اطلع الى اهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم

فوقع هذا الذنب مغفورا من قبل**

بالعودة للقصة

فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهلال : البينة او حد في ظهرك .

البينة يعني : أقم البينة على ان امرأتك زنت , والبينة هي أربعة شهود رجال عدول , يشهدون
انهم رأوا ذكر الزاني في فرج الزانية , من يشهد ؟ صعب .

ولهذا لما وقعت هذه القضية في زمن عمر , قوم شهدوا على أحد الصحابة بأنه زنى , ثلاثة

ثبتوا على هذه الشهادة , الرابع لما جاء يشهد قال له المشهود عليه : اتق الله , والله لو كنت

بين أفخاذنا ما شهدت هذه الشاهدة .

فقال الشاهد : والله يا امير المؤمنين انا رأيت أستا تنبو وذكرا ينزو

يعني الى حد ان ذكره في فرجها ما يستطيع ان يشهد , فكبر عمر تكبيرا عظيما ان نجا الله

أحد الصحابة من هذه الفرية , ثم جلد الثلاثة على ثمانين جلدة , وبرأ الرابع , وبرأ المكذوب


عليه , لقوله تعالى :

-( لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون )- [

النور/13]


هلال ابن امية رضي الله عنه , وتعرفون انه احد الثلاثة الذين نزلت توبتهم من عند الله , قال

له الرسول الكريم : البينة او حد في ظهرك , فقال هلال

والذي بعثك بالحق , اني لصادق , فلينزلن الله ما يبرأ ظهري من الحد


الله أكبر , ثقة بالله عز وجل وحسن ظن , أكد ان الله سينزل ذلك , بماذا أكد ؟

بالقسم واللام ونون التوكيد .

فنزل جبريل بقوله تعالى : والذين يرمون أزوجهم .... فقرأ عليه حتى بلغ
" ان كان من الصادقين "

قال فهذه الآيات نزلت بسبب قذف هلال ابن امية لامراته لكن حكمها شامل له ولغيره , بدليل

ما رواه البخاري من حديث سالم بن سعد رضي الله عنه ان عويمر العجلاني جاء الى النبي


صلى الله عليه وسلم , فقال : يا رسول الله , جر لوجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه , ام


كيف يصنع ؟


نتابع في الشريط الثاني


يتبع >>>>
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc الشريط 1.doc‏ (145.5 كيلوبايت, المشاهدات 912)

التعديل الأخير تم بواسطة إيمان مصطفى عمر ; 01-02-09 الساعة 05:26 PM
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً  
قديم 13-01-09, 08:01 AM   #6
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
افتراضي تفريغ الشريط الثاني



عناصر الشريط :
تابع شرح العبرة بعموم اللفظ
المكي والمدني
ما يميز القسم المكي عن المدني
فوائد معرفة المكي والمدني
شرح عقوبة شارب الخمر
بيان نجاسة الخمر المعنوية وليس الحسية .
تابع شرح العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
فنزل جبريل بقوله تعالى : والذين يرمون أزوجهم .... فقرأ عليه حتى بلغ " ان كانوا من
الصادقين "
قال فهذه الآيات نزلت بسبب قذف هلال ابن امية لامراته
لكن حكمها شامل له ولغيره بدليل ما رواه البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه : ان عويمر العجلاني جاء للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله رجل وجد مع امرأته رجلا , أيقتله فتقتلونه , ام ماذا يصنع ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبتك , فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بالملاعنة , بما سمى الله في كتابه
: ( فلاعنها ) .
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حكم هذه الآية شامل لهلال بن أمية ولغيره .
طيب , كلام عويمر , أيقتله فتقتلونه , لو ان رجلا وجد رجلا على زوجته , أعوذ بالله , نسال الله لنا ولكم السلامة , فهل له أن يقتله ؟
هل هو قتل صائل ام قتل حد ؟ طبعا هو قتل حد
له ان يقتله حدا وانتقاما .
رجل قتل رجل فتخاصموا عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فقال الرجل : يا أمير المؤمنين , والله ما ضربت الا بين فخذي زوجتي , فان كان بين فخذيها رجل فأنا قتلته , فقال عمر لأولياء المقتول : ما تقولون؟ قالوا : نعم فأخذ السيف من الرجل وهزه وقال : ان عادوا فعد .
فلهذا كان القول الراجح ان قتله من باب الحد وحماية العرض . فله قتله
لكن المشكلة ان ادعى أهل المقتول انه ما فعل , فينظر الى القضية والقرائن تؤيد .
ومثل ذلك لو ان رجلا قتل رجلا , وادعى انه صائل عليه , من المعلوم اننا لا نقبل دعواه , لو اننا قبلنا دعواه لكان كل شخص قتل آخر قال انه صال عليه , فيجب ان نقتله حماية للأنفس , لكن لو ثبت ان هناك قرائن قوية تدل على ان مدعي الصول صادق . هل نقبل قوله ؟ نعم نقبل , لان الحكم بالقرائن ثابت .لما تنازعت امرأتان عند داوود بالطفل , وكانتا خرجتا الى البر وأكل الذئب ولد احداهما , فتنازعتا عند داوود عليه السلام , فحكم به للكبرى , ثم حكم بينهما سليمان بحكم آخر , دعى بالسكين وجاء بالولد وقال نقسم الولد بينكما , فالكبيرة ليست أمه باركت هذا الحكم وووافقت عليه , لانه اذا راح فهو ليس ولدها , اما الصغيرة فقالت : يا نبي الله , الولد لها .
فحكم سليمان الولد للصغرى .
اذن القرائن بمنزلة البينات , فاذا ادعى رجل معروف بالصلاح ان المقتول الذي قتله معروف بالفساد وسبق ان توعده بالقتل , فلا شك اننا نصدق قوله بأنه قتله دفاعا عن النفس .
والواجب قول الحق ولو على أنفسنا.
المتن
المكي والمدني
نزل القران على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقا في خلال ثلاث وعشرين سنة ، قضي رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثرها بمكة ، قال الله تعالى (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً) (الإسراء :106) ولذلك قسم العلماء رحمهم الله تعالى القرآن إلى قسمين : مكي ومدني :
فالمكي : ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قبل هجرته إلى المدينة .
والمدني : ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة .
وعلى هذا فقوله تعالى : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً )(المائدة: الآية 3) من القسم المدني وإن كانت قد نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بعرفة ، ففي صحيح البخاري (13)عن عمر رضي الله عنه أنه قال : قد عرفنا ذلك اليوم ، والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم ، نزلت وهو قائم بعرفة يوم جمعة .
شرح الشيخ :
سبق لنا معرفة انه اذا وردت آيات على سبب خاص فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
فما هو الدليل الذي يؤيد هذه القاعدة ؟
قصة هلال بن أمية مع امرأته
وهناك دليل معنوي , ان هذه القرآن نزل للأمة , فالحكم لأي شخص فيه يكون ثابت له وللأمة جميعا .
طيب يقول الشارح
المكي والمدني
المكي نسبة الى مكة والمدني نسبة الى المدينة
ومقتضى النسبة ان يكون المكي ما نزل بمكة , سواء ان يكون قبل الهجرة ام بعدها
والمدني ما نزل بالمدينة
لكن العلماء اختلفوا في هذه المسألة وراجعوا , والذي عليه الجمهور ام المكي والمدني مقيد بالزمن لا بالمكان .
فما كان قبل الهجرة فهو مكي وما كان بعدها فهو مدني .
نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقا خلال ثلاث وعشرون سنة , ابتدأ نزوله وهو اربعون سنة وتوفي وله ثلاث وستون سنة
فيكون زمن انزال القرآن ثلاث وهشرين سنة
قضى النبي صلى الله عليه وسلم أكثرها بمكة . ثلاث عشرة سنة في مكة وعشر سنوات في المدينة ,
قال الله تعالى (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً) (الإسراء :106)
أي جعلناه مفرقا لتقرأه على الناس على مهل , يقرأوه شيئا فشيئا , فيرسخ في قلوبهم ويكون عملهم به أيضا ليس جملة واحدة , بل على التدريج , ونزلناه تنزيلا : قال العلماء التنزيل هو نزول الشئ بالتدريج , ولذلك قسم القرىن الى مكي ومدني
فالمكي ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل هجرته الى المدينة , والمدني ما نزل عليه بعد الهجرة
هذا هو الضابط , وهو ضابط جامع مانع , ولكن , هل السورة يمكن ان يكون فيها مكي ومدني ؟
نعم يمكن ذلك , وأكثر العلماء من ذلك .
وعلى هذا فقوله تعالى : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً )(المائدة: الآية 3)
من القسم المدني وإن كانت قد نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بعرفة
قوله اليوم : ( ال) هنا للعهد الحضوري , اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي , اي جعلته كاملا ونعمتي عليكم تامة بإكمال الدين , رضيت لكم الاسلام دينا يعني لم أرض غيره , ويدل على هذا قوله تعالى :
-( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )- [آل عمران/85]
ففي صحيح البخاري (13)عن عمر رضي الله عنه أنه قال : قد عرفنا ذلك اليوم ، والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم ، نزلت وهو قائم بعرفة يوم جمعة .
قال ذلك رضي الله عنه ردا على قول يهودي قال له : لقد نزلت عليكم آية لو نزلت على اليهود لاتخذوا ذلك اليوم عيدا , فبين عمر رضي الله عنه انها نزلت في عيد . يوم الجمعة هو يوم عيد . ويوم عرفة هو يوم عيد للحجاج .
المتن :
ويتميز القسم المكي عن المدني من حيث الأسلوب والموضوع :
أ- أما من حيث الأسلوب فهو :
1- الغالب في المكي قوة الأسلوب ، وشدة الخطاب، لأن غالب المخاطبين معرضون مستكبرون ، ولا يليق بهم إلا ذلك ، أقرأ سورتي المدثر ، والقمر .
أما المدني : فالغالب في أسلوبه البين ، وسهولة الخطاب ، لأن غالب المخاطبين مقبلون منقادون ، أقرا سورة المائدة .
2- الغالب في المكي قصر الآيات، وقوة المحاجة ، لأن غالب المخاطبين معاندون مشاقون ، فخوطبوا بما تقتضيه حالهم ، أقرا سورة الطور .
أما المدني : فالغالب فيه طول الآيات ، وذكر الأحكام ، مرسلة بدون محاجة ، لأن حالهم تقتضي ذلك ، أقرأ آية الدين في سورة البقرة .
ب- وأما من حيث الموضوع فهو :
1- الغالب في المكي تقرير التوحيد والعقيدة السليمة ، خصوصا ما يتعلق بتوحيد الألوهية والإيمان بالبعث ، لأن غالب المخاطبين ينكرون ذلك .
أما المدني : فالغالب فيه تفصيل العبادات والمعاملات ، لأن المخاطبين قد تقرر في نفوسهم التوحيد والعقيدة السليمة ، فهم في حاجة لتفصيل العبادات والمعاملات.
2- الإفاضة في ذكر الجهاد وأحكامه والمنافقين وأحوالهم في القسم المدني لاقتضاء الحال ، ذلك حيث شرع الجهاد ، وظهر النفاق بخلاف القسم المكي .
شرح الشيخ :
يعني ان لكل واحد منهما مميزات . حتى يكاد الانسان الذي يقرأ القرآن ويكرره دائما يعرف ان هذه السورة مكية او مدنية , وان لم يرجع الى التاريخ ,
ولهذا نجد العلماء الحفاظ ربما يحكمون على الحديث بأنه موضوع وان لم يراجعوا سنده , لماذا ؟ بسبب اسلوبه وموضوعه وما أسبه ذلك , لكن هذا يحتاج الى ان يكون الانسان دائما يكرر .
نجد ان بعض الناس يكثر من مطالعة كتب بعض المؤلفين كشيخ الاسلام ابن تيمية , فاذا مرّ عليه كلامه عرفه , واذت نسب اليه كلام ليس على اسلوبه , عرف انه ليس من كلامه , لكن لا بد من الممارسة الكثيرة في القرآن الكريم حتى تعرف المكي من المدني .
- الغالب في المكي قوة الأسلوب ، وشدة الخطاب، لأن غالب المخاطبين معرضون مستكبرون ، ولا يليق بهم إلا ذلك ، أقرأ سورتي المدثر ، والقمر .
تجد فيهما قوة الاسلوب وشدة الخطاب :
-( فإذا نقر في الناقور )- [المدثر/8]
-( فذلك يومئذ يوم عسير )- [المدثر/9]
-( على الكافرين غير يسير )- [المدثر/10]
كلها كلمات كانها شظايا نار من شدتها , كذلك سورة القمر , تجد ان قصص الانبياء التي تكون مطولة في بعض السور تجدها هنا مختصرة :
-( كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر )- [القمر/18]
-( إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر )- [القمر/19]
-( تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر )- [القمر/20]
كلمات عظيمة
-( إنا كل شيء خلقناه بقدر )- [القمر/49]
-( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر )- [القمر/50]
-( يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر )- [القمر/48]
هذا الاسلوب الشديد العظيم يناسب حال المشركين , لانهم اشداء على المؤمنين مستكبرون عن طاعة رب العالمي , ولكل مقام مقال , ولهذا انت بمخاطبتك للناس , تخاطب هذا باللين وهذا بالقسوة , حسبما يقتضيح الحال .
أما المدني : فالغالب في أسلوبه البين ، وسهولة الخطاب ، لأن غالب المخاطبين مقبلون منقادون ، أقرا سورة المائدة .
المدني يخاطب المهاجرين , المهاجرون عندهم استكبار ؟ لا , عندهم القبول والاذعان فصار المناسب لمخاطبتهم اللين , ولهذا تجد الآيات المدنية التي يخاطب بها اليهود تجدها شديدة
-( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )- [المائدة/78]
وهذا من بلاغة القرآن
2- الغالب في المكي قصر الآيات، وقوة المحاجة ، لأن غالب المخاطبين معاندون مشاقون ، فخوطبوا بما تقتضيه حالهم ، أقرا سورة الطور .
اسمع قوله تعالى :
-( أفرأيتم ما تمنون )- [الواقعة/58]
-( أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون )- [الواقعة/59]
-( نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين )- [الواقعة/60]
ولهذا لما سمع جبير بن مطعم رضي الله عنه هذه الآية قال : كاد قلبي يطير , لانه شديد , محاجة قوية .
-( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون )- [الطور/35]
-( أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون )- [الطور/36]
-( أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون )- [الطور/37]
-( أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين )- [الطور/38]
الى آخره
-( أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون )- [الطور/42]
انظر جملة اسمية مؤكدة بضمير الفصل , فالذين كفروا هم المكيدون
-( إنهم يكيدون كيدا )- [الطارق/15]
-( وأكيد كيدا )- [الطارق/16]
كيد أعظم منه , سبحان الله
تجد القرآن مناسب تمام لمقتضى الحال , وهذا غاية ما يكون من البلاغة
أما المدني : فالغالب فيه طول الآيات ، وذكر الأحكام ، مرسلة بدون محاجة ، لأن حالهم تقتضي ذلك ، أقرأ آية الدين في سورة البقرة .
آية طويلة , سهلة , ليس فيها الا احكام توجيه , لان فيها قول منقادون مستسلمون , لا يجادلون .
اذن هذا من حيث الاسلوب
ب- وأما من حيث الموضوع فهو :
1- الغالب في المكي تقرير التوحيد والعقيدة السليمة ، خصوصا ما يتعلق بتوحيد الألوهية والإيمان بالبعث ، لأن غالب المخاطبين ينكرون ذلك . ولهذا يعيد الله عز وجل في إثبات البعث , لان القوم منكرونه , حتى يجئ أحدهم الى سول الله صلى الله عليه وسلم بعظام بالية , يفتتها بين يديه ويقول , من يحي العظام وهي رميم ؟ فقال تعالى
-( قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم )- [يس/79]
لأن القادر على ابتدائها قادر على إحيائها كما قال عز وجل :
-( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم )- [الروم/27]
-( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون )- [يس/80]
وجه الدلالة ان الشجر الاخضر فيه رطوبة وبرودة , تتولد من الرطوبة والبرودة حرارة ويبوسة , هذا من أعظم القدرات , ثم أكد بقوله أنتم منه توقدون , ولا يمكنكم انكار هذا , انتم تستعملونه ,
-( أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم )- [يس/81]
الجواب : بلا
-( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )- [يس/82]
وهذا دليل , لا يعجزه
وانظر الى القدرة الألهية : زجرة واحدة تقيم الناس من قبورهم
-( إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون )- [يس/53]
-( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر )- [القمر/50]
-( فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون )- [يس/83]
منزه عن العبد , سبحانه وتعالى وهذا دليل ,فلا بد من الرجوع الى الله عز وجل يحاسبنا على اعمالنا , فتجد انه في السور المكية يوجد محاجة , كذلك ايضا القدرة على البعث أدلة حسية :
-( ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير )-
[فصلت/39]
قيل ان علوها : اي قشرة الارض يدفعها النبات , وقيل ان علوها :علو النبات
-( فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير )- [الروم/50]
أما المدني : فالغالب فيه تفصيل العبادات والمعاملات ، لأن المخاطبين قد تقرر في نفوسهم التوحيد والعقيدة السليمة ، فهم في حاجة لتفصيل العبادات والمعاملات.
2- الإفاضة في ذكر الجهاد وأحكامه والمنافقين وأحوالهم في القسم المدني لاقتضاءحال ذلك, حيث شرع الجهاد ، وظهر النفاق بخلاف القسم المكي .
اذن احكام الجهاد والنفاق والمنافقين في السور المدنية لان المقام يقتضي هذا , قد يشير الله عز وجل في المكي الى النفاق لكن لا يسهب فيه , وانما يكون ذلك في المدني
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً  
قديم 13-01-09, 08:04 AM   #7
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon59 تابع الشريط الثاني

المتن :



فوائد معرفة المدني والمكي :


معرفة المكي والمدني نوع من أنواع علوم القرآن المهمة ، وذلك لأن فيها فوائد منها :


1- ظهور بلاغة القران في أعلى مراتبها ، حيث يخاطب كل قوم بما تقتضيه حالهم من قوة وشدة ، أو لين وسهولة .


2- ظهور حكمة التشريع في أسمى غاياته حيث يتدرج شيئا فشيئا بحسب الأهم على ما تقتضيه حال المخاطبين واستعدادهم للقبول والتنفيذ .


3- تربية الدعاة إلى الله تعالى ، وتوجيههم إلى أن يتبعوا ما سلكه القران في الأسلوب والموضوع ، من حيث المخاطبين ، بحيث يبدأ بالأهم فالأهم ، وتستعمل الشدة في موضعها والسهولة في موضعها .


4- تمييز الناسخ من المنسوخ فيما لو وردت آيتان مكية ومدنية ، يتحقق فيهما شروط النسخ ، فإن المدنية ناسخة للمكية ، لتأخر المدنية عنها .



شرح الشيخ :



1- ظهور بلاغة القران في أعلى مراتبها ، حيث يخاطب كل قوم بما تقتضيه حالهم من قوة وشدة ، أو لين وسهولة .


ولهذا فسر علماء البلاغة , ان البلاغة هي مطابقة الكلام بمقتضى الحال , هذه هي البلاغة , والفصاحة : موافقته لقواعد اللغة العربية




القرآن الكريم لا شك انه يأتي مطابقا لمقتضى الحال وذلك لمعرفة المكي والمدني ,



2- ظهور حكمة التشريع في أسمى غاياته حيث يتدرج شيئا فشيئا بحسب الأهم على ما تقتضيه حال المخاطبين واستعدادهم للقبول والتنفيذ .



وهذا من حكمة الله عز وجل لان الناس لو أتاهم الشرع جملة واحدة لشق عليهم ذلك فلا بد ان يأتيهم شيئا فشيئا , وهل الحكمة ان نبدأ بالأهم فالأهم او بالمهم دون الأهم ؟


الاول طبعا هو الحكمة , كذلك الاوامر نعطيها شيئا فشيئا وليس جملة , لو رجل ذهب الى قوم يدعوهم الى الله عز وجل ورأى ما هم عليه من البدع والخرافات , فأراد ان يتكلم بأشياء يطمئنون اليها اولا , مثل الصلاة والجنة .. حتى تلين قلوبهم . ام انه يبتدأ من الاول ويقول : ايها المبتدعون الضالون المخالفون ... ؟


طبعا الاول , انظر الى قوله تعالى :


-( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون )- [الأنعام/108]



ابدأ اذن بالشئ المتفق عليه اولا الذي ليس فيه معارضة , وافتح لهم ابواب العلم التي اعطاك الله , حتى يعرفوا انك رجل عالم , ويقبلوا منك .



3- تربية الدعاة إلى الله تعالى ، وتوجيههم إلى أن يتبعوا ما سلكه القران في الأسلوب والموضوع ، من حيث المخاطبين ، بحيث يبدأ بالأهم فالأهم ، وتستعمل الشدة في موضعها والسهولة في موضعها .


يقول تعالى :


-( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب )- [البقرة/269]


فالانسان الحكيم يعرف كيف يتصرف , انظر الى حال رسول الله صلى الله عليه وسلم , ينزل الجاهل منزلته , وما يظهر منه عناد منزلته , جاء رجل اعرابي احتاج الى قضاء الحاجة , فتنحى ناحية المسجد وجعل يبول , يظن ان المسجد كالخلاء او البر , فصاح به الناس وزجروه فنهاهم النبي عليه الصلاة والسلام , فلما قضى بوله , امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يراق على بوله ماء , فزالت المفسدة من هذا البول بتطهيره , ثم دعى الرجل وقال ان هذه المساجد لا يصلح فيها شئ من القذارة , انما هي للتسبيح والتكبير او قراءة القرآن,


الاعرابي انشرح صدره من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد ضاق صدره من زجر الصحابة له , فظهر ما بالباطن على اللسان وقال :


اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا احدا


ضيق الرحمة الواسعة التي وسعت كل شي لان هؤلاء ضيقوا صدره , لكن الصحابة معذورون لان هذا منكر , الا ان الحكمة فيما فعل النبي عليه الصلاة والسلام , يقول العلماء انه صار هناك مفسدة :


لانه اما ان يكون كاشفا عورته لئلا يصيبه البول , وهذه مفسدة , واما ان يغطي عورته فتصيب ثيابه البول , وهذه مفسدة , واذا قطع بوله فهذا ضرر عليه , لو قام فتتسع رقعة النجاسة .


فانظر الى الحكمة النبوية التي كانت مطابقة لحال هذا الاعرابي ,


ام الموضع الثاني موضع الشدة : فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجل يدعى عبد الله بن اللجبية على الصدقة , فلما رجع قال : هذا لكم وهذا لي .


غضب النبي صلى الله عليه وسلم وخطب بالناس قال :


ما بال احدكم نستعمله فيرجع ويقول هذا لي وهذا لكم , فهلا جلس في بيت ابيه فينظر ايجى له ام له .


كلمات قوية لان المقام يقتضي ذلك


ولما رأى رجل عليه خاتم ذهب والذهب محرم , فأخذ الخاتم ونزعه ورمى به .


وهذا اسلوب شديد وقال : ايعمد احدكم الى جمرة فيضعها بيده .


اذن ارجو من اخواني الدعاة ان نستعمل هذا الاسلوب وان نتأنى ونصبر , نصبر على ما ينالنا من أذى ونصبر على ما كان من إخواننا المدعوين من مخالفة , لا يمكن ان تأتي الامور بين عشية وضحاها .


4- تمييز الناسخ من المنسوخ فيما لو وردت آيتان مكية ومدنية ، يتحقق فيهما شروط النسخ ، فإن المدنية ناسخة للمكية ، لتأخر المدنية عنها .



النسخ ثابت في الشريعة الاسلامية وفيما قبلها ايضا , اقرأ قوله تعالى :


-( كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة )- [آل عمران/93]



-( فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم )- [النساء/160]




-( ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم )- [آل عمران/50]



فالنسخ اذن ثابت في الشريعة السماوية , لكن له شروط , من أهمها ان نعلم التاريخ , لان معنى النسخ ان الاول باطل وملغى , وتجد ان كثير من الماس اذا عجز احدهم عن الجمع بين آيتين يقول هذا منسوخ , وهذا خطأ خطير , لان قولك هذا منسوخ يتضمن الكذب على الله عز وجل انه نسخ هذا بهذا فأبطل الحكم الاول وأثبت الثاني .


يقول ابن القيم : ان النسخ لا يبلغ اكثر من عشر مواضع , مع انك لو اردت ان تنظر الى كلام كثير من العلماء لوجدت اشياء كثيرة , وذلك ان بعض الناس اذا عجز عن الجمع بين النصوص قال هذا منسوخ .

التعديل الأخير تم بواسطة إيمان مصطفى عمر ; 01-02-09 الساعة 05:15 PM
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً  
قديم 13-01-09, 08:07 AM   #8
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon59 تابع الشريط الثاني .........

المتن:



الحكمة من نزول القرآن الكريم


من تقسيم القرآن إلى مكي ومدني ، يتبين أنه نزل على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقا . ولنزوله على هذا الوجه حكم كثيرة منها :


1- تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، لقوله تعالى : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً (يعني كذلك نزلناه مفرقاً)كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً(32) وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ (ليصدوا الناس عن سبيل الله) إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً(33) (الفرقان:32-33)


2- أن يسهل على الناس حفظه وفهمه والعمل به ، حيث يقرأ عليهم شيئا فشيئا ، لقوله تعالى : ( وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً) (الإسراء :106 )


3- تنشيط الهمم لقبول ما نزل من القران وتنفيذه ، حيث يتشوق الناس بلهف وشوق إلى نزول الآية ، لا سيما عند اشتداد الحاجة إليها كما في آيات الإفك واللعان.


4- التدرج في التشريع حتى يصل إلى درجة الكمال ، كما في آيات الخمر الذي نشأ الناس عليه وألفوه ، وكان من الصعب عليهم أن يجابهوا بالمنع منه منعا باتا ، فنزل في شأنه أولا قوله تعالى : (يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا)(البقرة: الآية 219) فكان في هذه الآية تهيئة للنفوس لقبول تحريمه حيث إن العقل يقتضي أن لا يمارس شيئا إثمه أكبر من نفعه .




ثم نزل ثانيا قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)(النساء: الآية 43) فكان في هذه الآية تمرين على تركه في بعض الأوقات وهي أوقات الصلوات ، ثم نزل ثالثا قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة:90) ( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) (المائدة:91) (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (المائدة:92) فكان في هذه الآيات المنع من الخمر منها باتا في جميع الأوقات ، بعد أن هيئت النفوس ، ثم مرنت على المنع منه في بعض الأوقات .



شرح الشيخ :



تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم : لا شك ان الوحي اذا نزل عليه كل يوم مرة او باليومين مرة او بالثلاثة مرة , لا شك انه يزداد ثبوتا , انت اذا كلمك صاحبك كل مرة ازددت تمسكا به ومحبة له , واذا بقي شهر او شهرين لا يكلمك الا مرة ماتت المودة .؟



يقول تعالى :


(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً)


هذه شبهة منهم يقولون الرسل كلهم تنزل عليهم الكتب مرة واحدة , فلما هذا الرجل ينزل عليه مفرقا , وهذه عند الجاهل شبهة . قال تعالى :


كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً


كذلك: يعني نزلناه مفرقا , لذلك يحسن الوقوف على قوله ( جملة واحدة ) , وهذا من عناية الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم ان يثبت فؤاده بنزول القرآن مفرقا , ومن نعمة الله علينا نحن ان ترد على قلوبنا ما تكون سببا لتثبيت القلب وحياته بعد موته وذكره بعد غفلته , وذلك يحصل بالتأمل , احيانا انسان تأتيه ساعات يتأمل في مخلوقات الله , فيجد قلبه يزداد ايمانا, هذا التفكير بمنزلة سقي الشجرة اذا كانت عطشة , ولذلك يجب ان نلاحظ قلوبنا في هذه الناحية , حتى لا تستولي عليها الغفلة .


يقول تعالى :


وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً(33) (الفرقان:32-33)


اللهم لك الحمد , هذا من نصر الله لنبيه , يعني اي مثل يأتون به ليصدوا الناس عن سبيل الله فإن الله تعالى يأتي بالحق وأحسن تفسيرا اي بيانا ووضوحا .


ثانيا :



أن يسهل على الناس حفظه وفهمه والعمل به ، حيث يقرأ عليهم شيئا فشيئا وهذه فائدة عظيمة , ان اذا نزل شيئا فشيئا سهل على الناس فهمه , وكذلك حفظه والعمل به , ( الحفظ والفهم والعمل به )


ايضا من الفوائد التدرج في التشريع , وهذا من الحكمة العظيمة , ان لا يجابه الناس بالشرائع مرة واحدة فانهم ان حصل لهم ذلك صعب عليهم الامر , ولكن بالتدريج , والشريعة كلها مبنية على هذا


ارايت قول النبي صلى الله عليه وسلم قال : مروا أبنائكم بالصلاة , لسبع واضربوهم عليها لعشر .


هذا تدريج , اولا الامر ثم الضرب .


اذن التدرج بالتشريع من الحكمة .


كذلك التدرج في الامر والنهي , فيما كمل تشريعه , كحالنا اليوم , الشريعة اليوم تمت , فاذا وجدنا أحدنا مقصرا في شئ من الامور وايمانه ضعيف , لو اوردنا عليه الامور جميعا لانتكس , فهل لنا ان ندرجه ؟ نعم , لاننا لا نحاول انسلاخه من الدين او اقراره على معصية , نحاول انتشاله من المعصية , لكن بطريق يسهل عليه , لو رأينا مبتلى بشرب الدخان وقلنا له اترك الدخان فانه لا يسهل عليه ان يتركه مرة واحدة , فاذا قال : اشرب باليوم مرتين , نقول له نعم . ثم بالتدريج ربما ينته ,فالمهم متى كان التدريج في تغيير المنكر انفع فاننا نفعل .


اما الواجب فلا نتساهل فيه , لو قال اسمحولي اصلي الظهر والعصر والمغرب , والعشاء والفجر صعب علي , ماذا نقول ؟


يلزمنا ان نقول ان تصلي الجميع .


وان كان جاء في الصحيح ان قوما أتوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلموا , فاشترطوا عليه على الا يصلوا , قال لكم هذا , فقيل يا رسول الله :كيف ؟ قال : انهم اذا اسلموا صلوا .


هذا الذي يشترط على ان لا يصلي العشاء والفجر , نقول اذا صلى الثلاث وهو عن ايمان ويقين فلا بد له ان يصلي العشاء والفجر .


لكن مع ذلك لا تقتنع نفسي ان أقول لا بأس ان نوافقه على هذا الشرط بل نقول ان الصلوات خمس وهي سهلة .


لكن في مسألة المحرمات فلا بد من التدريج في هواه .


كما في آيات الخمر الذي نشأ الناس عليه وألفوه , وكان من الصعب عليهم ان يجابهوا عليه بالمنع منه منعا باتا , يقول النبي عليه الصلاة والسلام : كل مسكر حرام .


والخمر هو مسكر


فما معنى الاسكار ؟ الاسكار هو تغطية العقل على وجه الطرب واللذة , ولذلك لا نقول ان البنج خمر لانه يغطي العقل لكن ليس على سبيل الخمر واللذة , السكران والعياذ بالله , يجد نشوة عظيمة كأنه يطير بين السماء والارض , كانه ملك من الملوك ,ويقول الشاعر الجاهلي :


ونشربها فتتركنا ملوكا


وانظر الى قصة حمزة عم الرسول عليه الصلاة والسلام , جاء علي يشكو عمه حمزة للرسول صلى الله عليه وسلم لان عليا كان له بعيرا فمر بحمزة وهو سكران , وعنده جارية تغنيه , فتقول : الا يا حمز للشرف النواعي .


تحثه على النحر , فقام وجب أسنتهما وبقر بطونهما وأكل من أكبادهما , فجاء علي الى النبي يشكو اليه عمه , فذهب النبي صلى الله عليه وسلم اليه ومعه الناس ,لما أقبل عليه فاذا هو ثمل , سكران , فقال : يا عم ماهذا ؟ فقال : اذهب فهل انتم الا عبيد ابي .


من يعني ؟ الرسول وأصحابه وعلي بن ابي طالب , فتراجع النبي عليه الصلاة والسلام , لان هذا القول لو قاله عن صحوة لكان كفرا ,لانه في غاية ما يكون عداء للرسول عليه الصلاة والسلام , لكنه لا يؤخذ بقوله .


اذن الخمر يغطي العقل على وجه اللذة والارتفاع والسلطان والنشوة , كان حلالا في اول الاسلام , لان الله أقرهم عليه , وقيل انه كان حلالا في قوله تعالى :


-( ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون )- [النحل/67]


اي ان هذا اباحة صريحة لهم , انزل الله به قوله تعالى :


-( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما )- [البقرة/219]


ولم يقل حرام , بل قال إثم كبير ومنافع للناس , وهذا ليس تحريما , لم يقل فاجتنبوهما , وتامل قوله ( ومنافع ) منافع : صيغة جمع , منتهى الجموع , والاثم واحد لكنه بالكيفية أشد من قول المنافع , لان المنافع من حيث الكمية أكثر , والاثم الكبير من الحيث الكيفية أعظم , ولهذا قال إثمهما أكبر من نفعهما ولم يقل أكثر لان هذا بالكيفية لا بالكمية .


فما هو الميسر ؟ الميسر هو القمار , وهو كل معاملة يقوم بها الانسان بين غارم او غانم , فكان في هذه الآيو تهيئة للنفوس لقبول تحريمه حيث ان العقل يقتضي ان لا يمارس شيئا إثمه أكبر من نفعه , فالعاقل امتنع عنه .


ثم نزل ثانيا قوله تعالى :


-( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون )- [النساء/43]


فكان في هذه الآية تمرين على الترك في بعض الاوقات وهي أوقات الصلوات , وقوله حتى تعلموا ما تقولون , فيه دليل على ان السكران لا يعلم ما يقول , فستفاد منه فوائد كثيرة :


1" لو ان السكران اعتق جميع عبيده , هل يعتقون ؟ لا لانه لا يعلم ما يقول .


2" لو ان السكران لو طلق نساءه , هل يعق الطلاق ؟ لا لانه لا يعلم ما يقول


3" لو انه أوقف امواله , لا يقع ذلك ...


ويقاس عليه الغضبان اذا كان من شدة الغضب لا يعلم ما يقول , فإنه يلحق بذلك


ولهذا كان القول الراجح ان طلاق الغضبان الذي لا يعلم ما يقول لا يقع .


ويؤخذ من هذا , انه يجب ان يصلي وهو يعلم ما يقول ,فيكون في هذا دليل على وجوب الخشوع بالصلاة , وهو احضار القلب لانه لا يمكن ان يعلم ما يقول الا اذا كان قلبه حاضرا , فان لم يكن حاضرا صار ركوعه وسجوده وتسبيحه وقرآنه من غير قصد , بل آلة ميكانيكية , وقد ذهب الى هذا بعض العلماء وقال انه اذا غلب الوسواس ( الهواجيس ) على أكثر الصلاة فإنها تبطل .


هل نقول على هذا القول أنه يستلزم انه يجب ان تبطل صلوات الناس الآن ؟ ام لا ؟


لا , لا يلزم , بل يلزم على هذا القول ان الناس يستقيمون على احضار قلوبهم , لانه لو جاء يستفتيك وقال انه صلى لكن كل صلاته كان غائبا ما استحضر الا بالتشهد الاخير ,فنقول : أعد الصلاة , ولكن ما ظنكم بالصلاة المقبلة ؟


هل يوسوس ام لا ؟ لا طبعا , اذن هذا القول يحزم الناس على الخشوع , لكن القول الراجح انه لا تبطل الصلاة ,


لان النبي صلى الله عليه وسلم أخبر ان الشيطان اذا أذن المؤذن أدبر وله ضراط , فإذا فرغ من الأذان أقبل على الانسان فاذا أقيمت الصلاة ولى , فإذا انتهت الاقامة حضر وصار يقول للانسان في صلاته اذكر كذا وكذا ,,, يعني يذكره بالاشياء , ولم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ان صلاته تبطل .



ثم نزل قوله تعالى :


-( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )- [المائدة/90]


يقول ابن مسعود رضي الله عنه : اذا سمعت الله يقول يا أيها الذين آمنوا , فارعها سمعا , فإنها اما خيرا تؤمر به وإما شر تنهى عنه .


قال تعالى : فاجتبنوه : اذا هو شر تنهى عنه ,


الانصاب : ما يعبد من دون الله


الأزلام : ما يستقسم به , وكانوا في الجاهلية يستقسمون بالازلام , بدل ان يصلي الاستخارة يستقسمون بها .


هنا انزل الله تعالى هذه الاربعة لحكم واحد , فهل هي متساوية في هذه الحكم ؟


الجواب : لا , معلوم ان الانصاب أشد من الخمر والميسر , اذ ان الانصاب كفر ,والازلام دون الانصاب والميسر والخمر دونهما , وعلى هذا فيكون الاشتراك في أصل الحكم لا في نوعه , وانما قرن الله تعالى ذلك بالانصاب التي هي عبادة الاصنام لشدة التحذير منها , وانها تنافي كمال التوحيد .


وقوله رجس من عمل الشيطان , الرجس : هو النجس , سواء حسيا او معنويا ,


الحسي هو النجاسة الحسية , المعنوي : هي النجاسة المعنوية


قوله تعالى :


-( قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم )- [الأنعام/145]


هنا الرجس الحسي , ما قوله تعالى :


-( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )- [الأحزاب/33]


هنا الرجس المعنوي , وقوله تعالى :


-( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور )- [الحج/30]


هنا الرجس المعنوي .


بالعودة الى قوله تعالى :


-( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )- [المائدة/90]



هنا الرجس معنوي , ولهذا قرنت بانها من عمل الشيطان , بدليل هل في الميسر نجاسة حسية ؟


لا , فهي مغالبة بالاموال , والنصب هو اما حجرا او خشبة او غيرها


اذن نجاسة معنوية , والخمر هو نجاسة معنوية , ولو اصاب الثياب فانه لا ينجسها , فان قال قائل : أليس هو حرام ؟


نقول : بلا , لكن هل يلزم من التحريم النجاسة ؟ لا , لا يلزم .


فها هو السم حرام وليس بنجس كذلك الدخان , فإذا قال قائل ان الرسول الكريم سماه انه أم الخبائث .


نقول : أي الخبائث ؟ هي الخبائث المعنوية . اذن لا دليل على ان الخمر نجس نجاسة حسية , وقد جاءت السنة في بيان طهارته , حرمت الخمر وهي في أوان الصحابة فخرجوا بها الى السوق وأراقوها , ولم يغسلوها ولم يؤمروا بغسلها , ولو كانت نجسة لأؤمروا بغسلها .


ان قال قائل : حكم بنجاستها بعد ان تخمرت , فتكون في اول الامر طاهرة ولذلك لم يؤمروا بغسلها ,


نقول هذا ينتقض بلحوم الحمر , حرمت الحمر ولحمها يغلي في القدور , فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإراقتها وكسر القدور قالوا : يا رسول الله أو نغسلها ؟ قال : اغسلوها , فأمر بغسلها مع أنها لم تحرم الا بعد ان كانت في القدور ,


ثم نقول , الصحابة رضي الله عنهم , بعد ان حرمت أراقوها في الاسواق , وهل يمكن ان يراق الشئ النجس في اسواق المسلمين , لا يمكن فيلوث عليهم ثيابهم وابدانهم


ثم نقول , أتى رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم براوية من خمر , الراوية هي قربة كبيرة , يريد ان يتودد بها الى رسول الله , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها حرمت , والمحرم لا يجوز قبوله , فتكلم معه أحد الصحابة سرا , مع الرجل , فقال له بما ساررته , قال : قلت له بعه . قال : لا ان الله اذا حرم شيئا حرم ثمنه , ففتح الرجل فم الراوية وأراق الخمر بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل له اغسل الراوية , وهذا دليل واضح على عدم نجاستها , ولو كان الخمر نجس نجاسة حسية لوجب ان يعلمه الرسول عليه الصلاة والسلام لانه رجل جاهل .


وهذه أدلة واضحة على ان الخمر ليس نجس نجاسة حسية , والقول بانها نجاسة حسية لا يقتضي ان يلزم الناس بتجنبها , يكفي ان نقول انها نجاسة معنوية لمن كان مؤمنا , اما غير المؤمن لا يهمه , انك لترى أناسا يبولون ويقومون من البول دون استنجاء ولا استجمار لا يهمهم .


اذن الخمر طاهر طهارة حسية , ونجسة نجاسة معنوية لا شك في هذا , وكيف يطهر الناس منها ؟ يطهرون منها بالردع , يعني التأديب


كان الرجل يؤتى به على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شاربا , قيقوم النس اليه , هذا يضربه بيده وهذا بنعله ..... نحو اربعين جلدة


وفي عهد ابي بكر تقرر اربعين جلدة


وفي عهد عمر رضي الله عنه تقرر اربعين جلدة , ثم كثر شرب الناس للخمر لانهم حديثوا عهد بالاسلام , والفترحات بعهد عمر كثرت فدخل بالدين من ايمانه ضعيف فكثر شرب الخمر , وكان من عادة امي المؤنين عمر على كونه صائب الرأي , من عادته ان الامور العامة يجمع الناس لها , فجمعهم وقال : ان الخمر قد كثر كما ترون ,


فقال عبد الرحمن بن عوف : يا امير المؤمنين أخف الحدود ثمانين , ( يعني حد القذف ) فجعل عمر رضي الله عنه عقوبة الخمر ثمانون , وهذا مع ما سبق يدل على ان عقوبة شارب الخمر ليست حدا , وانما هي ردع وتعزير لان عبد الرحمن بن عوف طرح القضية وكل الصحابة وافقوا عليها , ولو كان عقوبة شارب الخمر حدا لكان أخف الحدود اربعين , فعلم بهذا على ان عقوبة شارب الخمر ليست حدا لكنها تعزير الا انه لا يقل عن الاربعين , هذا دليل واضح .


ويدل له ايضا , على ان شارب الخمر جلده عقوبة وليس حدا , انه لو كان حدا اربعين جلدة هل يمكن لعمر او غيره ان يرفعه اذا كثر الناس فيه ؟ لا طبعا , ولهذا لو كثر الزنى , هل نقول بدل المئة جلدة مئتين ؟ لا لان الحدود لا تتعدل .


آخر , ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال في شارب الخمر , اذا شرب فاجلدوه ثم اذا شرب فاجلدوه , ثم اذا شرب فاجلدوه ثم اذا شرب فاقتلوه .


هل حدد الجلد ؟ لا , اجلدوه , يعني الجلد الرادع , اطلق الجلد ولم يرد عنه حديث صحيح في التحديد فهو اذن عقوبة


وفي الرابعة يقتل , يعني اذا جلد ثلاث مرات ولم يرتدع , ما بقي لبقاءه فائدة وبقاؤه في الدنيا ضرر على نفسه , واعدامه خير من ابقاءه فلهذا كان في الرابعة يقتل ,


وهل يقتل وجوبا او بحسب ما يراه الامام من المصلحة ؟


الثاني , لكن ابن حزم علي بن محمد رحمه الله , منجنيق العرب وسليط اللسان , عفى الله عنه , أبى ذلك , وقال يقتل في الرابعة وجوبا حدا , وكيف نخالف امر رسول الله عليه الصلاة والسلام , والخير بما أمر به , فيقتل بكل حال , وكلامه جيد في الواقع , اذا صححنا الحديث فليس لنا بد من العمل به , والحديث صحيح , لكنه عند الجمهور منسوخ والنسخ في هذه المسألة أبعد من الثريا عن الثرى , لماذا ؟


يحتاج الى العلم بالتاريخ , ويحتاج الى تعذر الجمع , فأين هذا .


اما شيخ الاسلام رحمه الله , حبر زمانه , فصل في الامر , قال اذا لم ينته الناس الا بالقتل في الرابعة قتلوا , فجعله تعزيرا راجعا الى الامام , كلام الشيخ رحمه الله كلام جيد ولا مانع ان يحمل الحديث على هذا , لان هذا الذي تكرر منه شرب الخمر ثلاثا مرات ويجلد في كل مرة , معناه انه ليس منته عما يفعله ,


والثلاث غاية لاشياء كثيرة :


الاستئذان , والسلام واعادة الكلام لمن يفهمه


فالذي يترجح هو كلام شيخ الاسلام رحمه الله , انه اذا لم ينته الناس من دون القتل في الرابعة قتلوا , واذا قتلناه أحيينا امة كثيرة , وخلصناهم من شرب هذا الخبيث , ومع الاسف الشديد انه يوجد في البلاد الاسلامية اليوم من يحلون الخمر بقولهم حلال , قد لا يستطيع الحاكم ان يقول حلال , لكن تمكينه بعلان هذا الخمر ووضعه في البقاليات وفي البرادات , هذا بمنزلة استحلاله , لكنه استحلال عملي لا قولي ,


وهذا يؤسف له , ولذلك كتب الذل على من جوازاتهم مسلم , لانه ما بقي من الاسلام الا اسمه ولا من القرآن الا اسمه , ولهذا كتب الذل والعار والخزي على هذه الامة التي تتسمى بالاسلام , لو كانت مسلمة حقيقة يلعب عليها نذل من الانذال ؟ لكن ذلوا فأذلهم الله عزوجل ,ويذكر عن عمر رضي الله عنه , انه كان يقول : نحن قوم أذلاء اعزنا الله بالاسلام فمتى ابتغينا العزة بدونه أذلنا الله .


يقول تعالى :


-( فاجتنبوه لعلكم تفلحون )- [المائدة/90]


لعل هنا : للتعليل , يعني لتفلحوا , والفلاح هو حصول المطلوب والنجاة من المرهوب .


انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة , اذن كل عمل يوجب العداوة بيننا هو من وحي الشيطان , وهو من مرادات الشيطان , الشيطان مراده ان يوقع العداوة والبغضاء في الخمر والميسر


العداوة ضد الولاية , والبغضاء ضد المحبة , فلا محبة ولا ولاية وانما هي عداوة


ولذلك تجد ان الشطان يلعب بابن آدم , اذا سمع من اخيه كلمة تحتمل الخير والشر , يوسوس له الشيطان ويقول له احملها على الشر .


وقوله في الخمر والميسر : اي بسببهما , اذن الفاء للسببية , وهل تاتي في للسببة ؟ نعم كثيرا , ومنه قوله صلى الله عليه وسلم :


دخلت النار امرأة في هرة حبستها


يعني بسبب هرة .


وقوله :(ويصدكم عن ذكر الله ) الله اكبر , ولهذا يقول بعض الناس انه يلحقه الارق عند النوم , فاذا شرع يسبح نام على طول , أتى الشيطان له بالنوم ليصده عن ذكر الله , فالشيطان حريص منا ان يصدنا عن ذكر الله , وقد لا يصدنا عن الذكر باللسان ولكن يصدنا عن الذكر بالجنان , بالقلب ,


وقوله : ( وعن الصلاة ) الصلاة من الذكر , بل هي افضل انواع الذكر , لان فيها قرآن , تسبيح , دعاء , هيئات تدل على التعظيم والذل , ونص عليها لشرفها , لان ذكر الخاص بعد العام يدل على شرفه .


ومنه قوله تعالى :


-( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر )- [القدر/4]


المراد بالروح جبريل وهو منهم , ولكن التنصيص عليه يدل على شرفه .



طيب , هل الشيطان يصدنا عن الصلاة ؟ نعم كثيرا , اذا أذن والانسان يعمل شيئا يقول سانهي عملي بسرعة واذا به تفوته الصلاة , وهذا واقع كثيرا , ثم اذا قدر ان الانسان دحر الشيطان وذهب يصلي , صده من جهة اخرى وهي الوسوسة


ولهذا شكى رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الوسوسة , فقال له : ذلك شيطان يقال له خنزة .(علم هذا الاسم بالوحي ) فاذا احسست به فاتفل عن يسارك ثلاثا واستعذ بالله منه , ففعل الرجل , يقول : فذهب عني ما اجد ,.


لماذا ؟ لانه فعل ذلك عن ايمان , وتصديق فصار الدواء ناجعا , اما الواحد من الناس فقد يتفل عن يساره ثلاثا ويستعذ بالله من الشيطان الرجيم لكن لما يذهب الى الصلاة يأتيه , لان الايمان بهذا الدواء ضعيف .



يتبع الشريط الثالث
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc الشريط2.Doc‏ (144.3 كيلوبايت, المشاهدات 1009)

التعديل الأخير تم بواسطة إيمان مصطفى عمر ; 01-02-09 الساعة 05:17 PM
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً  
قديم 01-02-09, 05:31 PM   #9
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
c8 تفريغ الشريط الثالث ...............

بسم الله الرحمن الرحيم


محتوى الشريط :




تابع شرح الآية :


-( فاجتنبوه لعلكم تفلحون )- [المائدة/90]



ترتيب القرآن


مراحل جمع القرآن


الفرق بين جمع ابوبكر وعثمان رضي الله عنهما


- التفسير


- الواجب على المسلم في التفسير


- المرجع في التفسير : كلام الله تعالى




تابع شرح الآية :


-( فاجتنبوه لعلكم تفلحون )- [المائدة/90]






هل الشيطان يصدنا عن الصلاة ؟


نعم كثيرا , اذا أذن والانسان يعمل شيئا يقول سانهي عملي بسرعة واذا به تفوته الصلاة , وهذا واقع كثيرا , ثم اذا قدر ان الانسان دحر الشيطان وذهب يصلي , صده من جهة اخرى وهي الوسوسة


ولهذا شكى رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الوسوسة , فقال له : ذلك شيطان يقال له خنزة .(علم هذا الاسم بالوحي ) فاذا احسست به فاتفل عن يسارك ثلاثا واستعذ بالله منه , ففعل الرجل , يقول : فذهب عني ما اجد ,.


لماذا ؟ لانه فعل ذلك عن ايمان , وتصديق فصار الدواء ناجعا , اما الواحد من الناس فقد يتفل عن يساره ثلاثا ويستعذ بالله من الشيطان الرجيم لكن من حين ما يذهب الى الصلاة يأتيه , لان الايمان بهذا الدواء ضعيف .


ولهذا من أهم ما يكون ان يصدق الانسان بالدواء


ثم قال عز وجل :


-( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين )- [التغابن/12]


ويقول عز وجل :


-( وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون )- [آل عمران/132]


لكن في بعض الاماكن يحتاج الى ذكر الطاعة للرسول بخصوص , كلما كان الامر اهم ذكرت طاعة الله ورسوله ,


يقول عزوجل :


-( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين )- [المائدة/92]


احذروا : اي احذروا مخالفتها , فان توليتم : ولم تحذروا المخالفة , فاعلموا انما على رسولنا البلاغ المبين : هذه تنبيه عظيم اي اعلموا ان الرسول لا ينفع , وانه ليس مسؤول عنكم , وهذا فيه حصر , اداته (انما ) يعني ما عليه الا البلاغ , اذا بلغ برأت ذمته , وقوله المبين :يعني البيّن , او المبين اي : الموضح , وبلاغ الرسول عليه الصلاة والسلام جامع بين الامرين , فهو بيّن لنفسه ومبين لمن يسمعه . ومن ورث الرسول عليه الصلاة والسلام من العلماء ماذا عليه ؟ ما عليه الا البلاغ المبين , يقول تعالى :


-( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وأنتم لا تظلمون )- [البقرة/272]


ولهذا ينبغي لطلبة العلم اذا وعظوا ونصحوا والناس لم ينصاعوا , عليهم الا يثوروا على الناس وان يقولوا :انتم بهائم ما تعرفون , لانهم اذا قالوا هذا أوغروا القلوب عليهم ولم يقبل احد منهم شيئا , وعليه ان يصبر ويقتدي بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول :/ اذا كان رسولي ليس عليه الا البلاغ فانا من باب اولى .


فكان في هذه الآيات المنع من الخمر منعا باتا , في جميع الاوقات بعد ان هيأت النفوس ومرنت على المنع منه في بعض الاوقات , والله أعلم .


سؤال : حديث : ما أسكر كثيره فقليله حرام , لكن هل يقام عليه الحد ؟


جواب الشيخ : لا , اذا كان قليله حراما فلا يقام عليه الحد , ما يقام الحد الا على من سكر .



من سكر وقتل انسان , هل يقام عليه الحد ؟


جواب الشيخ : نحن نتكلم عن حد من حدود الله , قتل القاتل عمدا ليس حدا وانما هو قصاص , ولهذا لو ان السكران أحرق دكان انسان مثلا لضمنه لان هذا حق آدمي , ولاكلام على حق الله , على ان عثمان رضي الله عنه أحد الخلفاء الراشدين , قال : لا طلاق على سكران , مما استدل ؟ طبعا هناك أدلة , لكن بقي ان نسأل ما حجة القائلين بوجوب وقوع الطلاق ؟ قالوا : زيادة في الردع , فنجيبهم : بأمرين :


اولا انكم تقولون ان عقوبة الخمر هي حد , والحدلا يزاد عليه . ثانيا : ان ايقاع طلاقه ليس عقوبة عليه وحده , بل وعلى امرأته وأولاده , كيف نعاقبهم ؟ فالقول بان على السكران حد ضعيف جدا .


الصواب انه لا طلاق عليه , لكن ما يتعلق بحقوق الآدميين فانه يجب استيفاؤه , لكن هل يقتل فيما اذا قتل عمدا , او نقول ان هذه لا عقل له فلا حد له ؟ قول كثير من العلماء انه يقتل , وبعضهم قال لا يقتل الا اذا علمنا انه شرب الخمر ليقتل عمدا . لو كان فقيها وقال ما اريد ان اقتل عمدا ولكن يشرب خمرا لكي يسكر ويقتل , فهذا يقتل لان الحيل لا تبطل الاحكام الشرعية .



نتابع فوائد والحكمة من نزول القرآن مفرقا :


تنشيط الهمم , لقبول ما نزل من القرآن وتنفيذه , حيث يتشوق الناس اليها , فتنزل وهم أشد ما يكونون لها شوقا , ومعلوم اذا أتى الانسان على شئ بتلهف فانه يمكث في ذهنه ويرسخ ويجد له لذة وحلاوة ,


وقد تقدم الكلام عن الافك , وهمت في مسألة الذين خاضوا في الافك , وقلت انهما رجلان وامرأة , الرجلان هما مسطح وحسان بن ثابت مع انه كان يقول في وصف عائشة :


حصان رزان ما تشان بريبة,


والمرأة هي حمنة بنت جحش , أخت زينب بنت جحش زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم , ومع انها ضرة عائشة لكن حماها الله تعالى في الخوض في هذا.




المتن :


ترتيب القران :


ترتيب القرآن : تلاوته تاليا بعضه بعضا حسبما هو مكتوب في المصاحف ومحفوظ في الصدور .


وهو ثلاثة أنواع :


النوع الأول : ترتيب الكلمات بحيث تكون كل كلمة في موضعها من الآية ، وهذا ثابت بالنص والإجماع ، ولا نعلم مخالفا في وجوبه وتحريم مخالفته ، فلا يجوز أن يقرأ : لله الحمد رب العالمين بدلا من (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة:2)


النوع الثاني :ترتيب الآيات بحيث تكون كل آية في موضعها من السورة ، وهذا ثابت بالنص والإجماع ، وهو واجب على القول الراجح ، وتحرم مخالفته ولا يجوز أن يقرأ : مالك يوم الدين الرحمن الرحيم بدلا من : (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:3) (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (الفاتحة:4) ففي صحيح البخاري (14)أن عبد الله بن الزبير قال لعثمان بن عفان رضي الله عنهم في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ )(البقرة: الآية 240) قد نسختها الآية الأخرى يعني قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً )(البقرة: الآية 234) وهذه قبلها في التلاوة قال : فلم تكتبها ؟ فقال عثمان رضي الله عنه : يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه .


وروي الإمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي من حديث عثمان رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل عليه السور ذوات العدد ، فكان إذا نزل عليه الشيء ، دعا بعض من كان يكتب،فيقول ، ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا (15)


النوع الثالث : ترتيب السور بحيث تكون كل سورة في موضعها من المصحف ، وهذا ثابت بالاجتهاد فلا يكون واجبا وفي " صحيح مسلم " (16)عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : أنه صلّى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم البقرة ، ثم النساء ، ثم آل عمران ، وروى البخاري (17)تعليقا عن الأحنف : أنه قرأ في الأولى بالكهف ، وفي الثانية بيوسف أو يونس، وذكر أن صلى مع عمر بن الخطاب الصبح بهما .


قال شيخ الإسلام ابن تيميه : " تجور قراءة هذه قبل هذه ، وكذا في الكتابة . ولهذا تنوعت مصاحف الصحابة رضي الله عنهم في كتابتها ، لكن لما اتفقوا على المصحف في زمن عثمان رضي الله عنه ، صار هذا مما سنه الخلفاء الراشدون ، وقد دل الحديث على أن لهم سنة يجب أتباعها " أهـ .



شرح الشيخ :



القرآن لا شك انه مرتب في السور والآيات والكلمات والحروف , و ترتيب القرآن : تلاوته تاليا بعضه بعضا حسبما هو مكتوب في المصاحف ومحفوظ في الصدور .


والترتيب معناه جعل الشئ بعد الشئ , فترتيب القرآن بالنسبة للانسان هو ان يتلوه كما ورد , مرتبا في آياته وكلماته وسوره


يقول هو ثلاثة أنواع :


النوع الأول : ترتيب الكلمات بحيث تكون كل كلمة في موضعها من الآية ، وهذا ثابت بالنص والإجماع ، ولا نعلم مخالفا في وجوبه وتحريم مخالفته , ومثال ذلك :


-( الحمد لله رب العالمين )- [الفاتحة/2]


هل يجوز ان يقول : لله الحمد رب العالمين ؟ لا يجوز مع لله فيها حصر ومع ذلك نقول لا يجوز , لانه خلاف ترتيب القرآن . والله تبارك وتعالى تكلم به على هذا الترتيب , فلا يحل لاحد ان يقدم كلمة على كلمة وهذا محل اجماع لا خلاف فيه



الثاني :


ترتيب الآيات بحيث تكون كل آية في موضعها من السورة ، وهذا ثابت بالنص والإجماع ، وهو واجب على القول الراجح ، وتحرم مخالفته ولا يجوز أن يقرأ : مالك يوم الدين الرحمن الرحيم بدلا من : (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:3) (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (الفاتحة:4)


وهو أقل من المخالفة في ترتيب الكلمات , لان هذا غايته ان يقدم آية على آية لكن ترتيب الكلمات في الآية حسبما جاء في القرآن ومع ذلك هو حرام لا تجوز مخالفته , وترتيب الآيات هو ترتيب توقيفي ,ففي صحيح البخاري (14)أن عبد الله بن الزبير قال لعثمان بن عفان رضي الله عنهم في قوله تعالى :


(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ )(البقرة: الآية 240) يعني اذا توفى الانسان فانه يجب عليه ان ينصف لزوجته ان تبقى بالبيت , لمدة حول كامل , لا تخرج و لكن ان خرجت فلا بأس , انما على الورثة أن يبقوها بالبيت حولا كاملا , بوصية من زوجها المتوفى ,


يقول قد نسختها الآية الأخرى قوله تعالى :


( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً )(البقرة: الآية 234)



وأيهما الاولى بالترتيب ؟ الثانية , مع انها ناسخة , قال : فلم تكتبها ؟ فقال عثمان رضي الله عنه : يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه .


وهذا دليل على ان ترتيب الآيات توقيفي , ليس على حسب النزول ولا على حسب المعنى , انما هو توقيفي من عند الله عز وجل .


وروي الإمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي 0من حديث عثمان رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل عليه السور ذوات العدد ، فكان إذا نزل عليه الشيء ، دعا بعض من كان يكتب،فيقول ، ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا


فلا يجوز ان يبدأ بآية قبل أخرى اذا كانت بعدها في التلاوة .


النوع الثالث : ترتيب السور بحيث تكون كل سورة في موضعها من المصحف ، وهذا ثابت بالاجتهاد, ممن ؟ من الصحابة رضي الله عنهم .


وبعضه ثابت بالتوقيف كما سيذكر , فلا يكون واجبا.


وفي " صحيح مسلم " (16)عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : أنه صلّى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم البقرة ، ثم النساء ، ثم آل عمران ، وروى البخاري (17)تعليقا عن الأحنف : أنه قرأ في الأولى بالكهف ، وفي الثانية بيوسف أو يونس، وذكر أن صلى مع عمر بن الخطاب الصبح بهما .


وهذا مخالف في ترتيب المصحف , لكنه لا بأس به لانه من باب الاجتهاد


لكن بعضه توقيفي فانها توقيفية , فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ : قل أعوذ برب الفلق , قبل قل أعوذ برب الناس


كذلك : سبح والغاشية , فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في الجمعة ويبدأ بسبح .


كذلك الجمعة والمنافقون فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يقرأ بهما في الجمعة ويبدأ بالحمعة .


بمثل هذا نعرف انه توقيفي .


اذا قال قائل كيف خالف الصحابة رضي الله عنهم في تقديم آل عمران على النساء ؟


الجواب من وجهين :


الاول : ان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بينهما في الفرض , اي بين البقرة وآل عمران , كما في قوله : اقرؤوا الزهراوين فانهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان او فرقان من طير صافّ , يظللان صاحبهما يوم القيامة ., فجمع بينهما


الوجه الثاني : لعل العرضة الاخيرة التي عرض فيها الرسول صلى الله عليه وسلم على جبريل , لعل الترتيب تغير بعد ان سمعه حذيفة .


وحينئذ يزول الاشكال .


قال شيخ الإسلام ابن تيميه : " تجور قراءة هذه قبل هذه ، وكذا في الكتابة . ولهذا تنوعت مصاحف الصحابة رضي الله عنهم في كتابتها ، لكن لما اتفقوا على المصحف في زمن عثمان رضي الله عنه ، صار هذا مما سنه الخلفاء الراشدون ، وقد دل الحديث على أن لهم سنة يجب أتباعها "


لكن استثنى بعض اهل العلم ما اذا كان ذلك للتعليم .فانه لا بأس ان يقدم السورة المتأخرة لأن ذلك أيسر وأهون , وهذا هو المعمول به الآن , وأظنه من قديم الزمان , الصبيان في المدارس , يتعلمون من آخر القرآن فيقرأون الناس قبل سورة الفلق , وهكذا .


فيكون مخالفة الترتيب من أجل الحاجة الى تفهيم الصبيان .




يتبع .......

التعديل الأخير تم بواسطة أم أسماء ; 03-11-09 الساعة 01:33 PM
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً  
قديم 01-02-09, 05:40 PM   #10
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
c8 تابع الشريط الثالث ................

المتن :


كتابة القرآن وجمعه


لكتابة القرآن وجمعه ثلاث مراحل :


المرحلة الأولى : في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان الاعتماد في هذه المرحلة على الحفظ أكثر من الاعتماد على الكتابة ، لقوة الذاكرة وسرعة الحفظ وقلة الكاتبين ووسائل الكتابة ، ولذلك لم يجمع في مصحف بل كان من سمع آية حفظها ، أو كتبها فيما تيسر له من عسب النخل ، ورقاع الجلود ، ولخاف الحجارة ، وكسر الأكتاف وكان القراء عددا كبيرا.


ففي " صحيح البخاري "([1]) عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سبعين رجلا يقال لهم : القراء ، فعرض لهم حيان من بني سليم رعل وذكوان عند بئر معونة فقتلوهم ، وفي الصحابة غيرهم كثير كالخلفاء الأربعة ، وعبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة ، وأبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبي الدرداء رضي الله عنهم .



شرح الشيخ :


كان الناس في عهد رسول اله صلى الله عليه وسلم يعتمدون على الحفظ اكثر من الكتابة , لاربعة اسباب


1" قوة الذاكرة , فانه لا شك ان عند العرب قوة ذاكرة عظيمة , يأتي الشاعر منهم الى المجلس ويتنشد القصيدة تبلغ خمسين بيتا او مئة بيت , مرة واحدة ثم يحفظونها ويتناقلونها


2" سرعة الحفظ , وبينهما فرق , قوة الذاكرة :انه اذا اراد شيئا استحضره بسرعة , اما سرعة الحفظ : يعني يحفظ بسرعة , والناس في هذا اقسام :


1-- سريع الحفظ والنسيان ,


2--بطئ الحفظ والنسيان


3-- بطئ الحفظ سريع النسيان


4--سريعالحفظ بطئ النسيان .


وأحسنهم الرابع ,


3" قلة الكاتبين , الكتبة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قليلون , لان العرب امة أمية , قال تعالى :


-( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين )- [الجمعة/2]


وقال رسول الله صلى اله عليه وسلم :


" انّا أمة أمية لا نقرأ ولا نكتب ,"


لكن بعد ذلك , بعد الاسلام , صاروا علماء , بل علماء العالم كله ,



4" قلة وسائل الكتابة , الاوراق قليلة والمداد قليل , ولهذا يكتبون في العظام ويكتبون في اللخاف وفي عسف النخل , كما سيأتي


ولذلك لم يجمع في مصحف , بل كان من سمع آية حفظها , أ, كتبها فيما يتيسر له , من عسف النخل ورقاع الجلود ولخاف الحجارة , وغيرها


وكان القرّاء عددا كبيرا , والقرّاء هم الذيم يحفظون القرآن عن ظهر قلب , ففي صحيح البخاري ,


عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سبعين رجلا يقال لهم : القراء ، فعرض لهم حيان من بني سليم رعل وذكوان عند بئر معونة فقتلوهم ، وفي الصحابة غيرهم كثير كالخلفاء الأربعة ، وعبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة ، وأبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبي الدرداء رضي الله عنهم .


وهذا دليل على ان الصحابة يعتمدون على الحفظ أكثر ,



المتن :




المرحلة الثانية : في عهد أبي بكر رضي الله عنه في السنة الثانية عشرة من الهجرة . وسببه أنه قتل في وقعة اليمامة عدد كبير من القراء منهم ، سالم مولى أبي حذيفة ، أحد من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن منهم .


فأمر أبو بكر رضي الله عنه بجمعه لئلا يضيع ، ففي صحيح البخاري" (19)أن عمر بن الخطاب أشار على أبي بكر رضي الله عنهما بجمع القرآن بعد وقعة اليمامة ، فتوقف تورعا ، فلم يزل عمر يراجعه حتى شرح الله صدر أبي بكر لذلك ، فأرسل إلى زيد بن ثابت فأتاه ، وعنده عمر فقال له أبو بكر : إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك ، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه ، قال : فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال ، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ، ثم عند عمر حياته ، ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهما . رواه البخاري مطولا .


وقد وافق المسلمون أبا بكر على ذلك وعدوه من حسناته ، حتى قال على رضي الله عنه: أعظم الناس في المصاحف أجرا أبو بكر ، رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله .


شرح الشيخ :



الله أكبر . مولى من الموالي , امر الرسول صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن من أربعة منهم :


سالم مولى أبي حذيفة , وهو مولى , يؤخذ عنه كلام الله عز وجل , لكن الفضل يؤتيه الله من يشاء ,


وابو بكر الصديق امر بجمع القرآن , وهذا هو الجمع الاول في عهد ابو بكر رضي الله عنه , وقد وافق المسلمون ابا بكر علىذلك , وعدوه من حسناته , حتى قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه : اعظم الناس في المصاحف أجرا ابو بكر


رحمة الله على ابو بكر ,وفي هذا وخزة وطعنة , في صدور الرافضة الذين يبغضون ابو بكر وبعضهم يلعنه والعياذ بالله , فهذا علي الذي يروا فيه انه إمام الأئمة , يقول فيه ذلك , لأن علي بن ابي طالب رجل مؤمن تقي عاقل عادل , فقال الحق , لكن الرافضة على العكس من ذلك , ولذلك يخالفون علي في مسائل , خالفوه في المتعة , وهو رضي الله عنه ممن روى تحريم المتعة , وخالفوه في المسح على الخفين , وهذا يدل على انه انما أتوا به للترويج على العامة وانهم ينتصرون لآل البيت .



المتن :



المرحلة الثالثة : في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه في السنة الخامسة والعشرين ، وسببه اختلاف الناس في القراءة بحسب اختلاف الصحف التي في أيدي الصحابة رضي الله عنهم فخيفت الفتنة ، فأمر عثمان رضي الله عنه أن تجمع هذه الصحف في مصحف واحد ؛ لئلا يختلف الناس ، فيتنازعوا في كتاب الله تعالى ويتفرقوا.



شرح الشيخ :


جزاه الله خيرا , أحسن الى الأمة إحسانا لا مثيل له , لو بقيت الصحف وفيها بعض الاختلاف , لكان قتال بين الأمة , والقتال الآن واقع مع اتحاد الصحف لكن اختلفوا في الفهم , واختلفوا بالتأويل , لكن الحمد لله , ان الله حفظ هذا القرآن عزيز , كما قال تعالى :


-( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )- [الحجر/9]



المتن :


ففي " صحيح البخاري " (20)أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان من فتح أرمينية وأذربيجان ، وقد أفزعه اختلافهم في القراءة ، فقال : يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى ، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك ، ففعلت ، فأمر زيد بن ثابت ، وعبد الله بن الزبير ، وسعيد بن العاص ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف . وكان زيد بن ثابت أنصاريا والثلاثة قرشيين - وقال عثمان للرهط الثلاثة القرشيين : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش ؛ فإنما نزل بلسانهم ، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف ، رد عثمان الصحف إلى حفصة ، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا ، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق .


شرح الشيخ :


ما هي الصحف التي عند حفصة ؟ الصحف التي جمعها ابو بكر ثم أخذها من بعده عمر رضي الله عنه , ثم جعلها عمر عند حفصة , لان حفصة رضي الله عنها امرأة عاقلة , وهي إحدى أمهات المؤمنين , ولهذا لما وقّف عمر رضي الله أرضه في خيبر جعل الناظر عليه حفصة ومن بعدها أولوا الرأي من آل عمر ,


وقال عثمان للرهط الثلاثة القرشيين : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش .


لماذا ؟ لان القرآن نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسانه ورسول الله من قريش , فغلبت لغة قريش على غيرها .


النقطة الثانية :


يقول :وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا ، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق .


كيف يحرق القرآن ؟ نعم درء المفاسد أولى من جلب المصالح , لانه لو بقيت لكان الاختلاف وضلل قوم آخرين


وقد فعل عثمان رضي الله عنه هذا بعد أن استشار الصحابة رضي الله عنهم ، لما روي أبن أبي داود (21)عن على رضي الله عنه أنه قال : والله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملاء منا ، قال : أرى أن نجمع الناس على مصحف واحد ، فلا تكون فرقة ولا اختلاف، قلنا ، فنعم ما رأيت .


وهذا من عدل أمير المؤمنين رضي الله عنه ,لكي لا يظن الظان ان عثمان تصرف من نفسه , وقوله عن ملئ منا : يعني عن اتفاق منا معه .


وقال مصعب بن سعد(22): أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك ، أو قال : لم ينكر ذلك منهم أحد ،


طيب هل يمكن ان نأخذ من هذا دليلا على ان المصحف اذا لم يكن صالحا للتلاوة ان يحرق ؟


نعم . لكن ينبغي ان يحرق في مكان ويدفن , لان بعض المصاحف اذا احرقتها لا تذهب بعض الحروف , ولهذا ينبغي ان تدفن , وان لم يمكن دفنها فينبغي ان تدق حتى تكون رمادا .


يقول :


وهو من حسنان أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه التي وافقه المسلمون عليها ، وكانت مكملة لجمع خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر رضي الله عنه .



المتن :


والفرق بين جمعه وجمع أبي بكر رضي الله عنهما أن الغرض من جمعه في عهد أبي بكر الله عنه تقييد القرآن كله مجموعا في مصحف ، حتى لا يضيع منه شئ دون أن يحمل الناس على الاجتماع على مصحف واحد ؛ وذلك أنه لم يظهر أثر لاختلاف قراءاتهم يدعو إلى حملهم على الاجتماع على مصحف واحد .


وأما الغرض من جمعه في عهد عثمان رضي الله عنه فهو تقييد القرآن كله مجموعا في مصحف واحد ، يحمل الناس على الاجتماع عليه لظهور الأثر المخيف باختلاف القراءات.


وقد ظهرت نتائج هذا الجمع حيث حصلت به المصلحة العظمى للمسلمين من اجتماع الأمة ، واتفاق الكلمة ، وحلول الألفة ، واندفعت به مفسدة كبرى من تفرق الأمة ، واختلاف الكلمة ، وفشو البغضاء ، والعداوة .


وقد بقي على ما كان عليه حتى الآن متفقا عليه بين المسلمين متواترا بينهم ، يتلقاه الصغير عن الكبير ، لم تعبث به أيدي المفسدين ، ولم تطمسه أهواء الزائغين . فلله الحمد لله رب السماوات ورب الأرض رب العالمين .



شرح الشيخ :


اذن ابو بكر جمع المصحف لئلا يضيع , لا لاجل أن يتفقوا على مصحف واحد , ولهذا كان كل من الصحابة مصحفا يقرؤه كما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ,


ام في عهد عثمان فإن الغرض من جمعه , هو تقييد القرآن كله مجموعا في مصحف واحد يحمل الناس على الاجتماع عليه ,


أيهما أوجل ؟


الاول , لكي لا يضيع . والثاني ايضا فيه قوة , لانه لو بقيت هذه المصاحف واختلف الناس في القرآن , صار تفرقا عظيم , وصارت الأمم الأخرى تعيبنا , وتقول : انتم الذين تقولون ان اليهود حرفوا التوراة والنصارى حرفوا الانجيل, وانتم حرفتم القرآن بدليل اختلافكم فيه .









يتبع .....................
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من شرح الاربعين النوويه عائشه روضة السنة وعلومها 1 19-07-07 11:37 AM
هديتي لكم : الأربعين النووية مع شروحها والإستماع لها :) تواقة الى الجنة روضة السنة وعلومها 4 18-03-07 05:05 AM


الساعة الآن 08:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .