|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
29-11-09, 10:03 AM | #1 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
تفريغ محاضرة ((واقع الطفل المسلم)) للدكتور/عبد العزيز النغيمشي
واقع الطفل المسلم عالم الطفل وأسلوب التربية محاضرة للدكتور / عبد العزيز النغيمشي و قد حصرت المحاضرة إجابة ثلاثة أسئلة : السؤال الأول : ما هو واقع الطفل؟ المسألة الاولى : ((غياب النية الصالحة فى التربية)) و (( غياب الهدف ،عدم وضوح الهدف)) المسألة الثانية : وهي متعلِّقةٌ أيضاً بالنقطة الأولى وهي ((انشغال الآباء و انشغال الأمهات أو عدم مُبالاتِهِنَّ بتربية الأولاد)) المسألة الثالثة : وهي أيضاً نِتَاج للنقطة الثانية ، (( غياب البرنامج اليومي)) المسألة الرابعة : طبعاً لاشك عندما ينشغِل الآباء و الأمهات ،و أيضاً ما في أهداف واضحة ، ثم أيضاً ليس هناك برنامج يومي ، على أي شيء سيتربَّى ؟ على ((وسائل الإعلام)) المسألة الخامسة : أيضاً مرتبطة بنفس القضايا السابقة ، (( أنه يلجأ إلى صُحبةٍ سيئة)) السؤال الثاني : من هو الطفل؟ ركِّز فيه على أربع خصائص أو أربع موضوعات : الخاصية الأولى بالنسبة للطفل :ما نسميه بـــ((القابلية والصفاء)) الخاصية الثانية : وهي (( المادية في التفكير )) و ((عدم القدرة علىالتجريد)) الخاصية الثالثة: ((الفَـردِيَّة)) الخاصية الرابعة: ((أن الطفل له حاجات)) ومن هذه الحاجات أُشار إلى ثلاث حاجات مهمة: 1.حاجة الطفل إلى الحُبِ و الأمن 2.وحاجتَهُ إلى التقدير و الثقة 3.و حاجته إلى الرُفقة السؤال الثالث : كيف نُرِبَّي الطفل؟ بأربعةِ أساليب ، أربع طُرُق للتربية ، بدأ بأقلهاأهمية ثم انتهي في الآخر إلى أهم الأساليب : الأسلوب الأول:((التربيةبالتلقيـن)) والأسلوب الثاني))-: التربية بالتوجيه العاطفي و المعرفي)) و الأسلوب الثالث :))التربية بالتعزيز و التدعيم )) أو (( التربية بالثواب والعقاب)) و الأسلوب الرابع :((التربية بالملاحظة و التقليد)) و هذا الأخير هو أخطر أسلوب و أهم أسلوب و اقتصر الحديث على الطفل ما بين سن الثانية إلي سن العاشرة أو الحادية عشر
|
29-11-09, 10:06 AM | #2 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
يتبع
بداية المحاضرة الحمد لله نستعينهو نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات اعمالنا ، من يهدهِ اللهُ فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، و أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهدُ أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد .. أيها الأخوة و الأخوات في الله : فإن الموضوع الذي نحن بصدده يُعد من أخطر الموضوعات و أهمها في حالنا اليوم ، و في حال الأمة في كل حين ، و لكنه يزداد أهميةً فيما نعيشه اليوم من واقع مؤسف ومن حالٍ مُزرية ، هذا الموضوع هو موضوع (( الطفل المسلم )) ، ما هو واقع الطفل المسلم ؟ ، ما هي حال تربيتهِ ، في البيت؟ في المدرسة ؟ في الشارع؟ ، وفي كل مجال ، وهو موضوع واسع قد لا يُغطيه محاضرة أو محاضرتان أو أكثر من ذلك ، ولكنِّي سأحصُر حديثي في هذه المحاضرة في إجابتي على ثلاثة أسئلة : السؤال الأول : ما هُــوَ واقِــع الطفـل؟ والسؤال الثاني : مَنْ هُــوَ الطفـل؟ والسؤال الثالث : كيــف نُرِبَّي الطفـل؟ و سأحصُر أيضاً حديثي - في الغالب – على الطفل ما بين سن الثانية إلي سن العاشرة أو الحادية عشر ، وهذه الفترة من أخطر الفترات التي يمُر بها الفرد وهو يترعرع و ينمُو ليُصبح شخصية مستقلة ورجلٌ له اعتباره في المجتمع ، وهذه الفترة تُعنى بها الأم و يُعنى بها الأب و لكنَّ الأم تُعنى بها أكثر من الأب ، فالأبن عندما يصل إلى سن الحادية عشر أو الثانية عشر أو الثالثة عشر أو ما بعد ذلك تكون التَبِعةُ على الأبِ أكثر ، و يستلِمَهُ ليُحمِّلَهُ المسئولية و ليجعل منه رجلاً يواجه الحياة . وفي هذه أيضاً –المحاضرة- لن أتحدث في الحقيقة عن كل شيء ،وخصوصاً موضوع ((حماية الطفل)) ، هذا من الموضوعات الرئيسة والتي تحتاجُ إلي درسٍ أو مُحاضرةٍ مستقلة ولذلك أيضاً قد لا أتعرض لها في هذه المحاضرة و هو (( حماية الطفل من المُؤثرات الخارجية التي يُمكن أن تُعرقل و تعوق مسيرة التربية التي يُخطط لها الأبوان )). وليعذُرني الأخوة و الأخوات إذا لم أتعرَّض لــ التفصيل في هذا الجانب أو لجوانب أخرى ، فالوقت قد لا يُسعفنا للتحدث عن كل شيء. #### @الســؤال الأول : ما هُــوَ واقِــع الطفــل المســلم؟ المسألة الاولى : وهذه في غالب البيوت ، غالب الأمهات ، غالب الآباء يقعون فيها ، وهو ((غياب النية الصالحة فى التربية)) و (( غياب الهدف ، عدم وضوح الهدف )): ]الأب [واضح له كيف يكسب العيش ، الأم واضح لها كيف تصنع الفساتين و الملابس ، واضح لها كيف تزور الآخرين و تتحدث إليهم ، تستطيع أن تُحدد لك كثير من المسائل ولكن عندما تسألها و تقول : ما الهدف من تربية الطفل ؟ ما الهدف من وجود الطفل الذي تسعين لكي تحصُلين عليه؟، لو كنتِ عقيماً لذهبتِ لكي تُعالَجِين في أي مكان من أجل الحصول على هؤلاء الاطفال ، على هؤلاء الذين هم في ذمتنا وهم مُعلَّقون أمانة في أعناقنا لكننا لا نُخطط لهم إطلاقاً ، لا نُخطط لتربيتهم أبداً . غياب النية الصالحة و غياب الهدف الواضح هذا من أهم الأشياء . نُخطط لكسب الأموال ، ونُخطط للدراسة ، ونُخطط لاشياء كثيرة في حياتنا ، ولكننا لا نُخطط لتربية أبنائنا بنيةٍ صالحة و بهدفٍ واضح. طبعاً و لا يفوتني في النقطة الأولى أن أشير إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه :<< إنما الأعمال بالنيات و إنما لكلِ إمريءٍ ما نوى >> [1] . فإذا كانت الأم تُربي إبنها و تسعى وراءه لكي يذهب إلى المدرسة من أجل أن يتخرَّج من المدرسة ثم يكسب المال أو يكسب الرزق أو يكسب الجاه المُعين أو يبني لها البيت أو غير ذلك ، فكل هذا في الحقيقة لا شيء بجانب الأهداف الأساسية التي هي عبارة : "" تربية الإبن تربيةً إسلاميةً صحيحة "" تجعله يدعوا لهذا الأب و لهذه الأم و تجعله يصُونها ويحفظها ويبُر بها ويعمل كل شيء في سبيل طاعتها وطاعة والده . إذا ربتهُ الأم بنيةٍ صالحة على أساس أن يستقيم على أمر الله ،وعلى أن يلتزم بمنهج الله سبحانه وتعالى فستحصُل على كل هدفٍ تُريده هي ، لكن عندما يتخلَّف هذا الهدف وهو أن "" تُخرِّجه داعيةً إلى الله سبحانه وتعالى ،ملتزماً بأمر الله "" فإنه تتخلَّف كثير من الأهداف الأخرى الجانبية التي تسعى إليها الأم أو يسعى إليها الأب . النقطة الثانية : وهي متعلِّقةٌ أيضاً بالنقطة الأولى وهي (( انشغال الآباء و انشغال الأمهات أو عدم مُبالاتِهِنَّ بتربية الأولاد )): تنشغل الأم و ينشغل الأب في أشياء لا تُعتبر أساسية في كثير من الأحيان ، ويحدُث اللهو و اللعب بالأوقات و عدم مراعاة هؤلاء العُهدة ، الأبناء الذين هم فلذات الأكباد ، الذين هم جيل المستقبل ، الذين هم أمل الأُمة ، ينشغل عنهم الأمهات و الآباء. وهذا الإنشغال ، إنشغال في الحقيقة فعلي ، أنا لا أتحدَّث في الحقيقة عن خيال ، أنا أتحدَّث عن واقع ، لو سألت الأب ما هو هَمَّهُ الأساسي ؟ تجده يسعى ،يلهث وراء المال ، يلهث وراء الجاه ، يلهث وراء المؤسسات ،يلهث وراء المتاع ،متاع زائل ، وكذلك الأم تلهث وراء أشياء كثيرة و أنتم تعرفون كيف أشغل العدو المرأة المسلمة في العالم الإسلامي إشغالاً بأشياء كثيرة جداً ،صارت لا تجد الوقت للمهمة الأساسية التي هي (( تربيــــة أبنائهـــا ))، تربية أبنائها ليتخرَّجوا من البيت قبل أن يتخرَّجوا من المدرسة أو يتخرَّجوا من أي جههٍ أخرى ، من البيت يتخرَّجوا ليكونوا "" مُجاهدينَ في سبيلِ الله ،دعاة إلى الله ،ملتزمين بأمر الله سبحانه و تعالى"" . لَهَتْ الآباء ،و لهََتَْْ الأمهات أيضاً بأشياء أتفه مما لَهَى به الآباء ،وصار الأبناء يلهون و يلعبون و يترحون ويمرحون و يُحدِّدُون لأنفسهم كيف يسيرون ،دون وعىٍ من الآباء ،دون انتباه من الأمهات. وماذا نرجوا؟ ، في الحقيقة ماذا نرجوا أن يتخرَّج الأبناء و البنات إذا انشغل عنهم الآباء و الأمهات؟ لا شك ولا ريب أننا سنخسر خسارة كبيرة ، وسنندم على ذلك ، ويصدُق في ذلك قول الشاعر عندما قال : ليسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ مِنْ هَمِّ الحياةِ و خلَّفاهُ ذليلاً إنَّ اليتيمَ هوَ الذي تَلْقَى لهُ أُمَّاً تَخَلَّتْ أو أباً مشغولاً إنَّ اليتيمَ هوَ الذي تَلْقَى لهُ أُمَّاً تَخَلَّتْ أو أباً مشغولاً : واستعرِض ،في الحقيقة نستعرِض أنفسنا و نستعرِض واقع المسلمين و ستجد هذا مِصداقه قي الواقع. ولا شك أنَّ الأمَ المُعتنِية التي ترعى هذه البذرة و تحوطُها و تشملها بالرعاية و العناية ، ليست مثل التي تُهمِل و تُلقِى التَّبَعَة على غيرها، إما على خادمة، إن كان عاد لديها خادمة ، وهذا ايضاً من البلايا التي بُلِيىَ بها المسلمون ، أو تَكِلُهُ إلى الشارع أو تَكِلُهُ إلى أي جههٍ أخرى ، فرقٌ كبير ، وكما يقول أيضاً الشاعر الآخَر : وَليسَ النَّبْتُ يَنبُتُ فِي جِنَانٍ كَمِثْلِ النَّبْتِ يَنبُتُ فِي الفَلَاةِ وَهَلْ يُرْجَى لِأَطْفَالٍ كَمَالٌ إِذَا ارْتَضَعُوا فِدِىَّ النّاَقِصَاتِ و يرتبط أيضاً بهذه النقطة ، النقطة الثالثة. النقطة الثالثة : وهي أيضاً نِتَاج للنقطة الثانية ، (( غياب البرنامج اليومي)) : ما هناك برنامج منظم يومي يُتعهَّد فيه الطفل ،يُربَّى من خلاله الطفل ، لِتقل لي الأمهات أو الآباء : من منهم له برنامج يومي يخضع له الطفل؟ يستيقظ مبكراً مثلاً إذا كان خصوصاً مثلاً في سن ما يقرُب من التاسعة أو العاشرة و يؤدي صلاة الفجر ، وبعد صلاة الفجر مثلاً في توجيهات مُعينة ، في أوراد ، تلاوة قرآن ، ثم بعد ذلك مثلاً يقوم بالإفطار ثم يذهب إلى المدرسة ،يرجع من المدرسة ،يرتب مثلاً ملابسه و يرتب مثلاً الأشياء الموجودة عندما يعود ، ليست فوضى المسألة ، ثم الغداء وراحة مثلاً قليلة ، وبعد العصر هناك مثلاً منا جلسة مُنظمة يتم فيها التوجيه و الإرشاد أو للواجبات ن وبعد المغرب في جلسة مُعينة ، وبعدين أيضاً تنظيم الزيارات ، تنظيم البرامج التي يعني حول الطفل ، هل هناك برنامج يومي تُعنَى به المراة المسلمة و الأم المسلمة ،تُعنَى به أو بواسطته بأطفالها؟.((غياب البرنامج اليومي)) ، البرنامج اليومي ما في ،كل شيء فوضى. [1]قال الشيخ الألباني : (صحيح) ، انظر نظر حديث رقم: 2319 / 1 في صحيح الجامع. |
29-11-09, 10:09 AM | #3 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
يتبع
ثم النقطة الرابعة : طبعاً لاشك عندما ينشغِل الآباء و الأمهات ،و أيضاً ما في أهداف واضحة ، ثم أيضاً ليس هناك برنامج يومي ، على أي شيء سيتربَّى ؟ على ((وسائل الإعلام)) ، وأصبحت وسائل الإعلام ،وسائل الإعلام سحبت البساط من تحت المؤسسات التقليدية للتربية ،المؤسسات الأساسية للتربية اللى هي : الأسرة : الأب و الأم ، المدرسة ،المسجد ،وسائل الإعلام سحبت البساط ،و صار نظراً لغفلة الآباء و لغياب الأهداف و لغياب البرنامج اليومي ، صار الطفلُ يتربَّى على وسيلة الإعلام ،إما تلفزيون، و الإحصائيات ، معظم الإحصائيات ، يا إخوان نقول لكم واقع وإذا حبيتم إن في مرة أخرى أنا أُلقِي لكم محاضرة في موضوع الإحصائيات عن برامج التلفزيون ، معظم الأطفال لا يُشاهدون من برامج التلفزيون إلا المسلسلات و التمثيليات و البرامج الترفيهية فقط، إذا جاء برنامج ديني طفاه ، إن كان في برنامج ديني بعد موجّه توجيه صحيح! . أو الفيديو وهو أطم ، و تعرفون مشكلة الفيديو الآن وكيف الآن يقول عنها الآن التربويون ، وهذه مشكله تُشكِّل إشكالية كبيرة في واقع الشباب الآن ،في سعة العنف و الجريمة و الجنس وغير ذلك . أو يتربَّى أيضاً على الإذاعة ، والإذاعة أيضاً ، وهذا قليل أن يستمع إليها الأطفال، ولكن أيضاً الإذاعة تعرفون أيضاً برامجها، لا يتابع الأطفال فيها إلا برامج- إذا تابعوا- إلا برامج تحمِل نفس الصفة التي ذكرتها. أو الصُحُف و المجلات . القضية الخامسة أو النقطة الخامسة في إجابتنا على سؤال ما هو واقع الطفل : أيضاً مرتبطة بنفس القضايا السابقة ، (( أنه يلجأ إلى صُحبةٍ سيئة )): أصدقائه في الشارع ، أصدقائه في المدرسة ، أقرانه ، يختارُهم و يُحدِّدُهم و يعيش معهم دون أن يعِي الآباء و الأمهات هذا الشيء . والقرين حقيقةً القرين يعني مُؤثِّر أثر إلى العظم في نفسية الطفل وفي بناء شخصيته وفي إعطاؤه للنماذج الخُلُقية ،إذا لم يُراقِب الآباء الصُحبة ، -وسآتي إلى موضوع الصُحبة في الموضوع الثاني ،في إجابة السؤال الثاني- ، إذا لم يُراقِب الآباء الصُحبة فهي أيضاً تزيد الطين بَلَّه و ينتهي الطفل ، بمجرد وصولِهِ إلى سن الحادية عشر يرفع الأب اليد و الأم استسلاماً ، خلاص ماذا نفعل بهِ؟تربَّى هكذا!!،هكذا تربَّى ماذا نفعل به ؟ !!. تمضي سنوات الثالثة والرابعة و الخامسة و السادسة والسابعة والثامنة وهم في غفلة ، ثم إذا وصل سن الثالثة عشر أو اثنى عشرة رفعنا أيدينا و قلنا خلاص!! طيب لماذا لم نهتم من قبل؟!! هذه تتعلق بالإجابة على السؤال الأول: ما هو واقع الطفل؟ #### @ مَنْ هُــــوَ الطفــل؟ الطفل عالم ،له خصائصه ، وله طابعه ، وله صفاته ، هل أحد من الآباء و الأمهات جلس وفكر؟ أو مثلاً أيضاً مثلاً تتبع حتى لو يعني تتبع لو بعض مثلاً أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم و شاف كيف الرسول صلى الله عليه وسلم يُوجه هذا النشأ و كيف يتعامل معهم ؟ ما ألِفت الطفل لمن يريد ان يُربِّي الطفل أمر ضروري؟ كيف أتعامل مع الطفل ينبني على معرفتي بمن هو الطفل ؟ و سأُلخِّص الإجابة على هذا السؤال في أربع نقاط ، الحقيقة الموضوع واسع ، و الخصائص كثيرة ، ولَكِنِّي سأُركِّز على أربع خصائص أو أربع موضوعات : الخاصية الأولى بالنسبة للطفل : وربما تكون أحياناً تكون بديهية و لكن لا ننتبه لها ،ما نسميه بـــ((القابلية و الصفاء)): الطفل صفحة بيضاء ، تنقُش فيها ما أردت ، ما تعمَّق في الأفكار ، ما تعمَّق في العادات ، ما تعمَّق في السلوكيات ، بحيث لا يستطيع ،لايُمكن التغيير فيه ،بالعكس هو في مرحلة البناء ، هو في وقت البناء ، صفحة بيضاء. القابلية : هذه أول خاصية يجب أن تتذكرها الأم ، ويتذكرها الأب ،أنه قابِل للتشكِيل ، قابِل للتوجيه ، قابِل للتعديل ، قابِل للتعليم ، لا تقُل الأم " أنا ما استطعت أفعل "، ليش التلفزيون يستطيع و أنتِ لا تستطيعين مثلاً؟ لماذا كثير من الشباب المسلمين اليوم لو بعضهم ، كثير منهم في المجتمع الإسلامي تسأله: ما هو الـــ.. ،عِد لي من المُغنين ولا من المُمَثِّلين ؟ يَعِد لك ، ويذكُر لك أوصافهم ، وربما يعرف تاريخ حياتهم أحياناً ، لكن تعال اسأله : من هو الزبير بن العوام ؟ من هو أبو بكر الصديق؟ من هو شيخ الإسلام بن تيميه؟ يمكن ما يعرف شيء. إذاً (( القابلية )) أول خاصية من خصائص الطفل، (( الصفاء )) ، وكما ورد في الأثر ( العلمُ في الصِغَرِ كالنقشِ في الحجرِ) [1] ، يُؤثِّر ، العلمُ في الصِغَرِ كالنقشِ في الحجرِ ، يمكن كثير منا مَرَّ معه هذا الأثر ، لكن مَن منا جلس يُفكر فعلاً و بناءاً على هذا التكتيك يتم العمل و التربية؟ ولذلك أيضاً يقول المُجرِّبون : قَدْ يَنفَعُ الأَدَبُ الأَولَادَ فِي صِغَرٍ وَليسَ يَنفَعَهُمْ مِن بَعدِهِ أَدَبُ إنَّ الغُصُونَ إِذَا عَدَّلْتَهَا اعْتَدَلَتْ وَ لا يَلِينُ وَلَوْ لَيَّنتَهَا الخَشَبُ وَ لا يَلِينُ وَلَوْ لَيَّنتَهَا الخَشَبُ : لما كان أغصان ، لماكان سهل و ممكن إنك تُلَيِّنُه و تُعدِّل و تُشذِّب و تبني ،كان هناك إهمال و إنشغال ، ولا شك أننا سنُسأل عن هذه الرعيَّة ، كما قال صلى الله عليه وسلم :<< كلكم راعٍ و كلكم مسئولٌ عن رعيَّتِهِ >> [2] ، و كلكم مسئولٌ عن رعيَّتِهِ. الخاصية الثانية : وهي (( المادية في التفكير )) و ((عدم القدرة على التجريد)) : هذه طبعاً نقطة قد تكون غامضة ، لَكِنِّي أُوضحُها أكثر ، في كثيرٍ من الأحيان قد تُصاب الأم أو الأب بشيء من اليأس أو بشيء من الإستصعاب و الكُلْفَة في تربية الطفل ، وتأتي هذه الصُّعوبة من ضعف قدرات الطفل العقلية ، تُريد أن تُفَهِّمه قضية فلا يفهم هذه القضية ، تُريده أن يستجيب لها في أمر مُعين فلا يستجيب لها بسببٍ من محدودية قُدُراته العقلية ، ودائماً الطفل في المرحلة ما بين الثانية إلى ما يقرُب من التاسعة و العاشرة هو يعيش في جوٍ مادي أكثر مما يعيش في جو تجريدي معنوي ، حتى المفاهيم العامة مثل الصدق أو العدل أو الطاعة كمعنى مُجرد ، هو لا يفهمها في الحقيقة على أساس أنها معاني ، لكن يفهمها كتطبيقات عملية ، ويربُطها بالناحية المادية ، فلا ينبغي أن يُدركنا اليأس في تربية الطفل بسببٍ من هذه الخاصية ، هذه الخاصية من طبيعة نشأة الطفل ،هكذا الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان و جعلهُ ينشأ ، ولذلك أيضاً الإنسان نظراً لهذه المحدودية عندهُ في التفكير لا يُكَلَّفْ إلا في سن الرابعة عشر أو الخامسة عشر، لأن محدودية العمليات العقلية عندهُ وقدرته على الشمولية في التفكير غير موجودة . فلابد إنطلاقاً من هذه الخاصية أن نتعامل مع الطفل تعاملاً يُناسب قُدُراته ، و يُناسب إمكانيَّاته ، و يُناسب هذه الخاصية اللي هي خاصية (( المادية في التفكير))، فلذلك لابد أن نربُطُه بالجو المادي عندما نُعطيه التوجيهات و التعليمات ،كما سآتي إلى ذلك عند حديثي عن التربية. لا أُغْرِق دائماً في الوصف ، في الشرح ، في مُجرد الشرح دون أن أربُطُه بالجانب المادي ، بالجانب التطبيقي ، حتى الطفل وان تُعلِّمُه مسائل حساب هناك فرق بين أن تُدرِّس الطفل الذي سنه مثلاً السابعة أو الثامنة و بتقول له: مثلاً خمسة زائد ثلاثة كم يساوي؟ يمكن اللى بيدرس يحتار حتى يجد لكَ الجواب ، لكن تقول له : خمس تفاحات زائد ثلاث تفاحات يجيب لكَ الجواب بسرعة، ربطَّه بشيء مادي ، و إذا جبت له أيضاً الشيء أمامُه يكون هذا أوضح له أكثر ،لأن مثل ما أشرت التجريد عندَهُ ، مُجرد التفكير أو الناحية العقلية عندَهُ غير مُكتملة ، ليست ناضجة . لذلك عندما أيضاً أنا أُربِّيه ، أُربِّيه على الصدق ، أُربِّيه على الطاعة ، أُربِّيه على الصفات الحميدة و الأخلاق النبيلة ، أُحاول أن أربط هذه الأشياء أيضاً بآثارها العملية ، بتطبيقاتها ، و أربُطها أيضاً بأشياء مادية لكي يتضح لهُ الأمر. النقطة الثالثة من الخصائص : (( الفَـردِيَّة )) : الفردية نعني بها أن الطفل يعني إلى سن ما يقرُب من السابعة أو الثامنة ، إلى سن السابعة تقريباً ، تُسيطِر عليه الناحية الفردية ، لا يُدرِك وجهات نظر الآخرين ، يُريد كل شيء لهُ ، عندَهُ شيء مما يسمى أحياناً بالأنانية ، ودائماً لفظة (أنا) كثيراً ما تدور على لسانه . وهذه الفردية مُرتبطَة أيضاً بالناحية العقلية الموجودة عندَهُ ، ولذلك يجب وجوباً على الأم و على الأب ، على المُرَبِّي عموماً أن يُساعد الطفل في إخراجِهِ من الفردية إلى الجماعية ، في إخراجِهِ من الدوران حول نفسِهِ إلى التعاون ، في إخراجِهِ من الخصوصية إلى أن يُقدِّر و يحترم الآخرين . [1]عن ابن عباس رضي الله عنه ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:<< حفظ الغلام الصغير كالنقش في الحجر وحفظ الرجل بعدما يكبر كالكتاب على الماء>> تحقيق الألباني : (ضعيف) انظر حديث رقم: 2727 في ضعيف الجامع ورواية أخرى عن عن أبي الدرداء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم << مثل الذي يتعلم العلم في صغره كالنقش على الحجر ومثل الذي يتعلم العلم في كبره كالذي يكتب على الماء>>تحقيق الألباني : (موضوع) انظر حديث رقم: 5237 في ضعيف الجامع [2]قال الألباني : (صـحـيـح) ، انظر الأدب المفرد / الجزء الأول- ص 81 ،حديث رقم 206. |
29-11-09, 10:11 AM | #4 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
يتبع
وعندما نُهمِل هذا الجانب تنشأ عندَهُ فعلاً الناحية الفردية و قد تستمر معهُ و نجني يعني الثمار الغير طيبة عندما لا نجدَهُ مُتعاوِناً ، لا نجدَهُ مُطيعاً ، لا نجدَهُ مُتفاهِماً ، لا نجدَهُ مُحترِماً و مُقدِّراً للآخرين ، ينشأ فرد كل شيء لهُ ، رأيُهُ هو الصواب ، لا يأخذ الحق من الآخرين. فالفردية من خصائص الطفل في أول المرحلة ، فإذا وُفِّقَ لبيئةٍ تُربِّيه و تُعَوِّدُه و تُحاول أن تُخرجَهُ من فرديتهِ إلى مجال التعاون و التعامل مع الآخرين و تقدير وجهات نظرهم فإنه يمكن أن ينشأ فرداً واعياً وفاهِماً و مُدرِكاً و يعرف أنه واحد في الأسرة ، واحد في المُجتمع ، واحد من بين هؤلاء الناس، لابد أن يكون لهُ موقف مُتوازِن و مُتناسِب مع هذا الفهم . ثم النقطة الأخيرة في إجابتنا على سؤال من هو الطفل : (( أن الطفل له حاجات )): هذه الحاجات لابد من تلبِيَتِها ،إذا لم تُلبَّى له هذه الحاجات فإنَّ نُموَّهُ يتعرقل من ناحية ، ومن ناحيةٍ أخرى قد ينشأ بسلوكيات و طبائع سيئة ، ومن هذه الحاجات أُشير إلى ثلاث حاجات مهمة: 1. حاجة الطفل إلى الحُبِ و الأمن 2. و حاجتَهُ إلى التقدير و الثقة 3. و حاجته إلى الرُفقة هذه ثلاث حاجات أُشير إليها ، الحاجات كثيرة لكن هذه الثلاث حاجات مُهمة جداً في تنشأة الطفل و توجيهه وجهةً صحيحة . الحاجة الأولى : هي حاجته إلى الحُبِ و الأمن : أن يكون محبوباً من أبويه ، يشعُر بحمايتهم لهُ ، يشعُر بعطفهم عليه ، يشعُر برحمتهم به . وهذا الأمر من الأهمية بمكان ، لأنَّ الطفل إذا نَشَأَ بين أبوينِ لا يرحمانه ، لا يعطِفانِ عليه ، ليس هناك حُب ، لا يشعُر بالأمن بينهم ، فإنهُ حقيقٌ ألا يسمَع منهم ، و ألا يثق بكلامهما ، وكما ورد في حديث رواهُ البُخاري عن أنسِ بن مالكٍ رضى الله عنهُ قال : جاءت إمرأةٌ إلى عائشة رضى الله عنها فأعطتها عائشة ثلاث تمرات فأعطت كل صبيٍ لها تمرة و أمسكت لنفسِها تمرة فأكل الصبيان التمرتين و نظرا إلى أُمِهما فعَمَدَت إلى التمرة فشقتها فأعطت كل صبيٍ نصف تمرة ، فجاءَ النبيُ صلى الله عليه وسلم فأخبرته عائشة فقال :<<وما يُعجِبُكِ من ذلك؟ لقد رحمها الله برحمتها صبِييها>> [1]. تصور يعني كم سيكون هذا مؤثر في نفسية الطفل عندما يحصُل على الرحمة و العطف ، و لا ينشأ في قسوة ، في صلابة ، في غِلظَة ، حتى لا يتصوَّر الطفل أن أبوه أو أمه عدوانِ له ، فلا يسمع منهما و لا يستجيب لهما. و الآثار و الأحاديث في هذا كثيرة ، أنا لا أُريد هنا أن أُحيط بكل شيء ، من ذلك ما رواهُ أنس أن رجلاً كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء ابن له فقبله و أجلسَهُ على فخذه و جاءت ابنة له فأجلسها بين يديه فقال صلى الله عليه وسلم : << ألا سَوَّيْتَ بينهما>> [2] ، وهذا أيضاً يُشير إلى جانب آخر غير الحُب و هو أيضاً العدل ، وهو أيش؟ العدل أيضاً. كما أشارت إليه أحاديث أُخرى ، وقُدوتنا في ذلك أيضاً رسول الله صلى الله عليه وسلم في عطفِهِ ورحمتِهِ حتى صار يُؤثِّر في أهلهِ وفي ولدهِ من بناتهِ ،وفي صحابتهِ رضوان الله عليهم أثراً عظيماً جداً من أهم أسبابه المحبَّة و الشفقة و الرحمة بهذه الأُمة ، من قَرُبَ منه ومن بَعُدَ منهُ صلى الله عليه وسلم . روى الترمذي وغيره عن عبد الله بن بُرَيْده عن أبيه رضى الله عنهما أنه قال : رأيتُ النبيَ صلى الله عليه وسلم يخطُب فجاءَ الحسنُ و الحسين رضي الله عنهما وعليهما قميصانِ أحمرانِ يمشيان ويَعثُران فنزلَ النبي صلى الله عليه وسلم فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال : صدق اللهُ -عز وجل-{ إنما أموالكم وأولادكم فتنة }نظرتُ إلى هذين الصبيين يمشيان ويَعثُران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتُهُما [3]. فيا إخوان و يا أيها الأخوات يجب أن يكون هناك عطف ورحمة بالأطفال ، و إعطائهم للمحبة ليشعُر الطفل بأن أبواهُ يُحبَّانِه ، و أنَّ أمَّهُ تُحبه و تعطف عليه و تعطيه الحماية ، و تُعطيه الأمن مادام في هذا السن . و لا أُريد أن استطرِد فهناك عدد من الآثار في هذا الموضوع. و الحاجةُ الثانية : حاجة التقدير : بمستوى الطفل نحن لا نُريد أن نقول طبعاً أنه ربما يتصور بعضُ الناس لما نقول أنه لابد من التقدير و الإحترام أنه أنا اعمل على التقدير و الإحترام بمِثلِ ما أُقدر و أحترم الكبار أبداً ، يعني ما ينبغي حقران الطفل ، أن تحقُرَهُ لا ينبغي ، لأن الحقران يُسبب عندَهُ نوع من عدم الثقة بالنفس ، نوع من اهتزاز النفس ، ولا ينشأ رجلاً شهماً. و أيضاً أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا كثيرة ، يعني منها مثلاً ما رواهُ مُسلم عن سهل بن سعيد الساعِدي رضى الله عنه " أنّ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بشرابٍ فشَرِبَ منه و عن يمينِهِ غُلام وعن يسارِهِ أشياخ فقال للغلام :<<أتأذنَ لي أن أعطي هؤلاء؟>> فقال الغلام: لا والله لا أُثِرُ بنصيبي منكَ أحداً [4]. فانظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و اعتباره لهؤلاء ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخاطِب الصغار يعني على قدر مستواهم لكن في نوع من إشعارهم بالمسئولية ، إشعارهم أنهم لهم قيمة ، إشعارهم بأن لهم قيمة ، حتى إنه ورد في الصحيحينِ عن أنسٍ رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مَرَّ على صبيانٍ فسلم عليهم و قال أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعَلُه [5]. طيب كثير من الآن المُربِّين ، كثير أيضاً من الأُمة الآن يحتقِرْنَ الأطفال ، لا يهتمونَ بهم . الحاجة الأخيرة من الحاجات المهمة أيضاً : وهيَ الحاجة إلى الرُفقة : أتصور أنَّ هذه القضية من أوضح القضايا ، إن الطفل ما يُمكن يعيش معزول ، و دائماً العُزلة تُعتبر عِقاب ، كونك تعزل إنسان معنوياً أو مادياً أنتَ تُعاقب ، يعني إذا جاء مثلاً الأب زعلان مثلاً على الإبن أو الأم إذا زعلت على الإبن و قالت : جزاءاً لك تدخُل إلى هذه الغُرفة يوم أو يومين كاملين ما.. ، تأخذ فقط طعام وتشرب شراب و تُعزَل عنا ما تختلط بأحد ، بهذا أنت يعني إلى جانب يعني إفرازات كثيرة للعقاب بهذا النوع أيضاً عَزْلُكَ لهُ عن الرفقة و الصُحبة أو من يختلط بهم في البيت هو نوع من العقاب لأنك حَرَمْتَه من حاجة يحس بها في نفسه ، ولذلك أيضاً من أسباب كون السجن عقاباً بأنه أيضاً يعزِل الفرد عن المُجتمع ، يعزِلُه عن حاجة أساسية تُعتبر من الحاجات النفسية الضرورية ،و أيضاً الرسول صلى الله عليه وسلم لما فرض الحصار المعنوي على الثلاثة الذين خُلِّفُوا ، ووضعهم في حصار أشد من السجن ، لأنهم في نفس المُجتمع وما أحد يتحدَّث إليهم ، و لا يُحَدِّثهم و لا يختلِط بهم و لا يجلِس إليهم ، فيعيش الواحد يذهب في الشارع ذهاباً و إياباً لا أحد ، عَزَلَ الثلاثة الذين خُلًِفُوا عزلاً معنوياً ، وفي الأيام الأخيرة في العشرة أيام الأخيرة عَزَلَهُم عن نسائِهم ، حتى يقول الله سبحانه و تعالى كما يُبين عن حالهم (حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [التوبة : 118]التوبة: ١١٨. [1]قال الألباني : (صـحـيـح) ، انظر الأدب المفرد / الجزء الأول - ص 45 ،حديث رقم 89. [2]لفظ الرواية الصحيح :أخرجه البزار في " مسنده " ( 2 / 378 / 1893 ) عن عبد الله بن موسى ، و ابن الأعرابي في " معجمه " ( ق 182 / 1 ) و أبو القاسم الهمداني في " الفوائد " ( 1/ 3 / 2 ) كلاهما من طريق عبد الله بن معاذ الصنعاني عن معمر عن الزهري عن أنس قال : كان رجل جالس مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاءه ابن له فأخذه فقبله ثم أجلسه في حجره ، و جاءت ابنة له ، فأخذها إلى جنبه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : << ألا عدلت بينهما>> يعني ابنه وبنته في تقبيلهما . قال الشيخ الألباني : (صحيح) ، انظر السلسلة الصحيحة / الجزء السادس – ص897 ،حديث رقم 2883. [3]حدثنا الحسين بن حريث حدثنا علي بن حسين بن واقد حدثني أبي حدثني عبد الله بن بريدة قال سمعت أبي بريدة يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما السلام عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال: <<صدق الله { إنما أموالكم وأولادكم فتنة } فنظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما >> قال الشيخ الألباني : (صحيح) ،انظر جامع الترمذي /الجزء5 –ص 658 ،حديث رقم 3774. [4]لفظ الرواية الصحيح: " أُتِيَ النبي صلى الله عليه وسلم بقدح فشَرِبَ منه و عن يمينِهِ غُلام أصغر القوم والأشياخ عن يسارِهِ فقال << يا غلام أتأذن أن أعطيه الأشياخ ؟ >> فقال ما كنت لأوثر بفضل منك أحداً يا رسول الله فأعطاه إياه". قال الشيخ الألباني : (متفق عليه) ، انظر مشكاة المصابيح / الجزء الثاني ، حديث رقم 4274. [5]عن أنسٍ رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان يمر بالصبيان فيسلم عليهم " . تحقيق الشيخ الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 5014 في صحيح الجامع. و أيضاً :قال أنس رضي الله عنه : " مر النبي صلى الله عليه وسلم على صبيان يلعبون فسلم عليهم " قال الشيخ الألباني : (صحيح) ، انظر الكلم الطيب – ص 157 ،حديث رقم 201. |
29-11-09, 10:14 AM | #5 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
يتبع
نحن لا نتوقع الحقيقة إن عزل الطفل عن الرُفقة هو علاج ، تحرِمَهُ أنت من حاجة ضرورية ، الإنسان بطبعه يُحب الإجتماع بالأهل ، هذا هو الغالب ، و فيما نَدَر يكون إنحراف ، العُزلة فيما نَدَر إلا لأسبابٍ مُهمة و رئيسية يكون سلوك أو إنحراف أو تصرُّف غير سَوَي ، لكن ما هي الرُفقة التي يُوجِهَهُ إليها ؟ هنا السؤال ، هنا السؤال المهم جداً . إذاً أُلخص كلامي عن قضية الطفل : من هو الطفل ؟ بأن أقول : من خصائص الطفل : أولاً : الخاصية الأولى : القابِـلـِيَّة. الخاصية الثانية : الماديَّة ، تفكيره مادي فيجب تقريب الأشياء إليه و عدم الشعور باليأس و الإحباط من استمرارية تربيته. و الخاصية الثالثة : الفَرْدِيَّـة ، و إخراجه من الفردية إلى الجماعية. و الخاصية الرابعة : أو الجانب الرابع :أن له حاجات لابد من إشباعهاو الإهتمام بها لِتنجح التربية، هذه الحاجات أشرت إلى ثلاث منها : 1. الحاجة الطفل إلى الحُبِ و الأمن. 2. و الحاجة إلى التقدير و الثقة. 3. و الحاجة إلى الرٌفقة. #### ننتقل إلى الإجابة على السؤال الثالث : @ كيــف نُرِبَّي الطفـل؟ إذاً عرفنا واقع الطفل كما أشرت في البداية ، وعرفنا من هو الطفل أو إلى حدٍ ما عرفنا. كيف نربِّي الطفل ؟ بأربعةِ أساليب ، أربع طُرُق للتربية ، أبدأ بأقلها أهمية ثم انتهي في الآخر إلى أهم الأساليب : الأسلوب الأول : (( التربية بالتلقيـن )) و الأسلوب الثاني : (( التربية بالتوجيه العاطفي و المعرفي )) و الأسلوب الثالث : (( التربية بالتعزيز و التدعيم )) أو (( التربية بالثواب والعقاب )) و الأسلوب الرابع : (( التربية بالملاحظة و التقليد )) و هذا الأخير هو أخطر أسلوب و أهم أسلوب. و سأرجع لأشرح هذه الأساليب. الأسلوب الأول : (( التربية بالتلقيـن )) : هو أنك تقول للطفل أفعل أو لا تفعل ، و هو أضعفها و أقلَّها تأثيراً في الطفل ، تقول له أفعل أو لا تفعل ، يعني تقتصِر على هذا الأسلوب ، أنك تأمره و تنهاهُ فقط ، وهو أسلوب مستعمل ، ويمكن كثير من الآباء والأمهات يستعملون هذا الأسلوب ، لكن عاد ]ما مزجت وايض[ * ،كل أب طبعاً و كل أم تعرف المشكلة مع هذا الأسلوب ، في كثير من الأحيان لما مثلاً يأتيَ الأب و يقول : لماذا الولد يفعل كذا؟ لماذا وقع الولد؟ أنا قُلت له ، أَمَرْتَهُ بألا يفعل ، تعبت من الكلام ، من الأمر و النهى !! ، أو مثلاً حتى نحن الآباء للأسف الشديد نقول هذا الكلام عندما نلوم الآخرون على تربية أطفالهم . التربية بالتلقين لا تكفي و لا تُجدِي لوحدها ، إلا عاد إذا كان في ولد الذي يعني يطلع يعني نادِرَة مُجرد ما تصدر له الأمر زي (مثل) الجندي في الميدان هذا عاد ما يتخَرَّج الأطفال هكذا ، لابد من أجل أن يكون للتلقين دور – الأمر و النهي دور – لابد من مُساعدة الأساليب الأُخرى ، لكي نُهَيِّئه ليتلقَّى الأوامر ، من أجل أن يتلقَّى الأوامر و يسمع و يُطيع لازم نُهَيِّئه ، فإذا تَهَيَّأ بذلك ممكن أن نستخدم أسلوب التلقين. الأسلوب الثاني : (( التربية بالتوجيه العاطفي و المعرفي )): في الأسلوب الأول و في الأسلوب الثاني لازلنا نحن في مُجرد إعطاء كلام ، توجيهات ، إما عاد أوامر أو توجيهات ،طبعاً التلقين نقصد به الأمر و النهي ،مُجرد إعطاء الأمر و النهي . الأسلوب الثاني : لا ، نحن يعني خطونا خطوة أخرى ، الأم هنا ما تستخدِم التلقين فقط ، ما تقول له مثلاً : لا تكذِب يا بُني أو تقول له : اسكت ، أو تقول له : لابد أن تُطِيعَني ، الأسلوب الثاني ماتقول لهُ هذا الكلام فقط ، لا أيضاً تُوَجِّه : إما عاطفياً أو معرفياً. 1- عاطفياً : أي أنها تعِظُه و تنصَحُه بالترغيب و الترهيب ، بذكر طبعاً المُرغِبَات و المُرهِّبات كثيرة ، وهذا الأسلوب لا شك أنه يُؤثِّر على الطفل و له دور كبير جداً ، وهو أنجع و يُعتبر أسلوب مُساعد و ضروري لأسلوب التلقين . لكن الأمر دائماً أو حتى بدون الأمر نَقرِنهُ بالتوجيه. الطفل عصى ، طيب تعال يابني ، هذه معصية ،أتدري ماذا قال الله سبحانه وتعالى عنها؟ أتدري بماذا يُعذَّب الإنسان عندما يعصي الله سبحانه وتعالى؟ثم تُوعِّظهُ بالنار. وأيضاً إذا عَمِلَ العملَ الطيب تطرح أمامهُ صُور النعيم ،صور الترغيب ، وهي صور متعددة وكثيرة جداً . تقرن الأمر أو النهي بالتوجيه، التوجيه العاطفي ، مُخاطبة إحساساته الداخلية ،مشاعره الداخلية، هذا التوجيه لهُ أثر كبير على نفسية الطفل لأني كما قلت أن الطفل صفحة بيضاء ، والطفل أميل إلى العاطفية منهُ إلى أن يكون منطقي عقلاني ، فهذا التوجيه العاطفي بالقصة ،بالحادثة يُمكِن أن نُوجه الطفل ، يُمكِن أن نُنَشيء الطفل على أشياء كثيرة ممتازة جداً ،لو استخدمنا أسلوب القص ، أسلوب الحادثة ،ولذلك يقول سعدُ بن أبي وقاص رضي الله عنه :"كُنا نُعلم أولادنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نُعلمهم السورة من القرآن" [1]. طيب من منا يفعل هذا أيضاً؟مَن مِن الأمهات تجلس فتشرح لأبنائها وبناتها غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم؟أقول :مَن مِن الأمهات ومِن الآباء من يجلس إلى أبنائه وبناته فيشرح لهم مثلاً غزوة من غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وكم لها أثر وخصوصاً لمَّا تكون شيء مُرتب ، كل أسبوع ، كل مثلاً يوم ، كل يومين ،مؤثِر ،التوجيه مُؤثِـر. 2- التوجيه أيضاً المعرفي: ونقصد به التوجيه بالإقناع: وهذا قد يكون أيضاً مُفيد أحياناً ولكنَّهُ خصوصاً في الفترات الأخيرة من هذا السن أن يكون هناك حوار، حوار بين الأم وبين الأبن ، بين الأم وبين البنت ،حوار بين الأب وبين الأبناء ،ما تكون المسائل مُجرد أوامر مُطلسِمة ،يكون في حوار ، في نقاش ،في نوع من الأقناع ، محاولة للإقناع. هذا أيضاً من الأساليب التي يُمكِن أن تُستخدَم في التوجيه. وهذه قضية طبعاً أيضاً كثيراً ما يهملها الآباء وتهملها الأمهات ، في جلسة تجلس تحاور الطفل ، تعمل معه حوار ونقاش ،هذا الطفل ولا يفهم شيء ويجب أن يمشي بالعصى وبس هذا غير صحيح ،الرسول صلى الله عليه وسلم ابن عباس وهو غلام صغير يُعطيه توجيهات ، خليه يسمع من التوجيهات ،وأحياناً يناقش بعض الأطفال . فالأسلوب اللى قلته أسلوب التوجيه العاطفي والمعرفي ،هذا من الأساليب. الأسلوب الثالث : وهو مانقول عنه أو ما نسميه (( التربية بالتعزيز و التدعيم )) أو (( التربية بالثواب والعقاب )): كثير الحقيقة نحن في واقع الحياة ، في الحياة اليومية ، في تقلباتنا ، في يعني في حياة الأسرة ، في واقع الأسرة هناك قضايا كثيرة يمكن ان يستغلها الأب لكي يُربِّي قضايا مُعينة . إستغلال المُكافآت والحوافز والأُعطيات والأشياء المرغوبة لدي الطفل إستغلالها لبناء أشياء أُخرى هذا ممكن ،يعني أنا ما أعطيه مثلاً والله مكافأة ما أعطيه حلوى إلا بعد ما أشوفه مثلاً عَمِل يعني سلك سلوك طيب ، فأربط السلوك الطيب الموجود عندَهُ بشيء مرغوب لديه في السابق ،وفي مرة ثانية ايضاً أربطه بشيء مرغوب حتى يَتَعَوَّد على أشياء معينة ، فربط بعض الأخلاق المعينة التي تُريد أن تُربِّي الطفل عليها، بعض الممارسات أو السلوكيات المعينة التي تُريد أن تُربِّي عليها الطفل ربطها بأشياء مرغوب عنده مُسبقاً بحيث لا تحدُث لهُ الأشياء المرغوبة هذه إلا بعد أن يعني يمارس ممارسات جيدة معينة ، هذا نُسميه بأسلوب التعزيز . وهذا أيضاً ليس غريباً فدائماً الحقيقة تسلك الأم هذا السلوك لكن بغير تفكير منها ، ولو نظمتهُ تنظيماً جيداً لاستطاعت خلال فترة زمنية بإذن الله-سبحانه وتعالى- أن تُربِّي في ابنها شمائل طيبة جداً. [1]روى الخطيب البغدادي في الجامع وابن عساكر في تاريخه عن زين العابدين علي بن الحسين بن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، قال:" كنا نعلم مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نعلم السورة من القرآن" اهـ. ورويا عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني قال:" كان أبي يعلمنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعدها علينا وسراياه، ويقول: يا بني هذه شرف آبائكم فلاتضيعوا ذكرها". من كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد / الصالحي الشامي - الجزء4 ، ص 10. |
29-11-09, 10:16 AM | #6 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
يتبع
أحياناً الأم مثلاً علشان يُطيعها ابنها في مرة من المرات تُعطيه حلوى ويُطيعها ،ومرة ثانية أيضاً تُعطية مثلاً حلوى ويُطيعها ، ويبدأ لا يُطيعها إلا عندما تُعطيه ذلك الحلوى ، هي تعرف أن الحلوى أرتبط عنده بالطاعة نتج سلوك الطاعة لكن لفترة معينة ، ولو نظمت هذه العملية بإسلوبٍ معين لاستمر سلوك الطاعة خصوصاً عندما تُدعِّم السلوك بالأساليب الأُخرى التي أشرنا إليها. فإذن استغلال الأشياء الموجودة بين يدينا من المكافآت ومن الممارسات المرغوبة لدى الطفل ومن الأُعطيات وغير ذلك من أجل أن نبني أخلاق معينة للطفل ،أن نبني اتجاهات معينة عند الطفل ، أن نُكوِّن شخصية الطفل ،هذا أمر ممكن ومفيد ،وفائدتُهُ عندما تُنظَّم وتُرتب بحسب يعني برنامج معين تكون في كثير من الأحيان أجدى حتى من الأسلوب الثاني الذي أشرت إليه. الإسلوب الرابع والأخير : و الذي أريد أن أكد عليه وأشير إليه هو أسلوب (( التربية بالملاحظة و التقليد )): هذا الأسلوب يتم أثرهُ بشكل تلقائي وبشكل عفوي في كثير من الأحيان ، الابن يرى سلوك أبوه يُقلِّدُه ، الابن يرى سلوك الأم يُقلِّد الأم ،البنت نفس الطريقة ،وهذا الأسلوب يعني له أثر تراكمي يعني بمعني انه مادام هذا السلوك سلوك سلوك ثابت في الأب فمن المعلوم مادام ما في مؤثرات خارجية فسوف ينشأ عليه الابن ، إذا كانت الأم تكذب وهو سلوك ثابت عندها يعني ليس هو يَمُر مرة واحدة فقط فإن الابن يمكن أن يتخرج كذاب ، إذا كانت الأم تغش وتخادع ،إذا كانت الأم أيضاً أو الزوجة مثلاً وخصوصاً أيضاً هذه أيضاً قضية مهمة لا تُطيع الزوج أمام الأبناء مثلاً هذه تُؤثِّر على سلوكيات الابن والبنت ، وهذا الأسلوب قلت أن لهُ أثرُه التراكمي التلقائي ،لا يُمكن أي واحد من الجالسين هنا أن يقول أن هذا ماله أثر على أبنائه أو على إخوانه أبداً ، لأنه هذا هو الأسلوب الذي يعيش معه الطفل طوال 24 ساعة ،مادام الأم لها سمات معينة وطريقة معينة وأخلاقيات معينة فإنّ الأبناء سيتأثرون بذلك ،ولذلك قلت انه أخطر أسلوب ومن أشد الأساليب تاثيراً على الأطفال ، ولابد من ضبط السلوكيات الموجودة في البيت بحيث تتلائم وتتناسب مع توجيهات الإسلام فإذا حدث هذا الشيء كان هناك أثرٌ تلقائي تراكمي بطريقة غير متعبة للأبوين، والله يا إخوان إذا كان مثلاً إذا كانت الأم من يوم يأذن بالصلاة إلا هي فارشة السجادة وجالسة تصلي بخشوع وهذا شيء ثابت في سلوكها من يوم يأذن إلا هي فارشة السجادة وبنتها تشوف عمرها مثلاً سبع أو ثماني سنوات يعني بدون شك أعظم مؤثر على البنت - إذا ما كان هناك أيضاً مؤثرات أُخرى- هي أمها ،إذا الأم كانت ذات وِرد] من القرآن[ معين يومي تقرأه بنفسها أو تقرأه هي وأولادها في بعض الأيام هذا مؤثِّر ، سلوك يومي تشوفه البنت، إذا كانت الأم لا تكذب وعندما ترى الذين يكذبون تُأنبهم وتشوفها البنت تتأثَّر البنت بهذا السلوك ،إذا كانت تنضبط الأم بهندامها ولباسها وحجابها لِمَ لا يُؤثِّر على البنت؟سيُأثِّر ، قل نفس الشيء عن الأب . إذن مُشكلاتنا في سلوكياتنا ، ونحن نعيش ازمة في التناقض بين أقوالنا وبين أفعالنا ،وما ذنب هؤلاء الأطفال؟ ماذنبهم إذا كانوا ينشأون في بيئةٍ لا تلتزم بالإسلام ثم نقول هؤلاء الأطفال لم يلتزموا بالإسلام ! والتأثير بالتقليد والملاحظة لا يقتصر على الأبوين ،إذا كنا واقعيين فلا نقصِر التأثير بالتقليد والملاحظة على الأبوين ،لأن التقليد هو تقليد، يتم أيضاً للأبوبين باعتبار يقضي الطفل معهم وقت أكبر ،ويتم أيضاً التقليد للمُدرِّس بالمدرسة ، ويتم التقليد للزميل في الصف ، إذن نحن محشورون صراحةً بالنسبة لأسلوب التقليد من جميع الجهات ،فإذا جاءت الجهة الرابعة والتي سحبت البساط كما أشرنا فيما سبق وهي وسائل الإعلام حدثت الطآمة الكبرى ،الأبوان يسلكان غير سوي أو جيد ، الصُحبة سيئة ،أجهزة الإعلام ، المدرسة لاتقوم بدورها ،ماذا نتصور؟! إذن أسلوب الملاحظة والتقليد له أثر بعيد جداً في إفساد السلوك .. في تربية الطفل ، في تربية الطفل له أثر فعال جداً التربية بالملاحظة والتقليد ،وعلى الآباء وعلى الأمهات ان يرعَوا أولادهم الرعاية الحقيقية ، عليهم أن يتذكروا أنهم موقوفون بين يدي الله –سبحانه وتعالى- وانهم مُحاسبون على هذه الرعية، مُحاسبون! ، سيقفون بين يدي الله –سبحانه وتعالى- وسيُسألون عما أؤتُمِنوا عليه !فلابد أن ينتبهوا لهذا الأمر الجَلل وهذا الأمر العظيم! الذي نجد تنبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم له في حديث قصير يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم فيمارواه الإمام أحمد قال: <<من قال لصبيٍ هاك ثم لم يُعطِه فهي كذبة>> [1] فهي كذبة ،سيتعود على الكذب بهذا الشيء، انت تُعوده على الكذب بهذا الشيء. ونفس ايضاً القضية فيمارواه أبو داود والبيهقي عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال :" دعتني أمي يوماً ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت: هاك تعال أُعطك ، قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :ماأردتِ أن تُعطيه ؟،قالت:أردتُ أن اعطيه تمرا ،قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم<< أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة >> [2]. تتصور!،تصور كيف أنت مسئول عن سلوكياتك الدقيقة ، والله عندما تكذِب أمام الأطفال ، وعندما تعصي الله سبحانه وتعالى أمام الأطفال ، وعندما لا تتخلَّق بأخلاق الإسلام أمام الأطفال، فأنت مسئول سؤالين : مسئول أولاً لأنك خالفت بنفسك ، ومسئول ثانياً لأنهم أقتدَوا بك. مسئولية!، ومن ضمن هذه المسئولية ، المسئولية التي تتعلق بأثر وسائل الإعلام ، أبناؤنا اليوم وبناتُنا صراحةً يتتلمَذُون عن طريق المُلاحظة والتقليد على الأفلام والمسلسلات والتمثيليات والبرامج الترفيهية وبرامج الغناء والرقص!، يتخَّج عندنا الأبناء والبنات في المجتمع الإسلامي للأسف الشديد يعرِف من هم من يُسَمَّونَ رجالات ، رجالات الفن! ونساء الفن! والرياضيين!نجوم الرياضة وأبطال الرياضة!،هؤلاء هم الذين إذا نظرتَ إلى سُلوكهم وجدته في الحضيض! في أشكالهم وهيئاتهم وفي سلوكياتهم وتصرفاتهم وفي تعاملهم مع الناس ومع المجتمع، هؤلاء هُمُ الأبطال الذين يتمثلُ بهم الأبناء عن طريق مشاهدة الأفلام في التلفزيون أو الفيديو أو غيرها. فأرجو أن أكون بهذا قد وضحت ما استطعت هذا الموضوع الخطير والمهم ، وأن يجعلَ الله –سبحانه وتعالى- فيه خيراً للجميع وأن يجعلنا ممن يستمعونَ القول فيتبعونَ أحسنه ، إنه وليُ ذلكَ والقادرُ عليه . وصلى اللهُ وسلمَ على نبينا مُحَمَّد وعلى آله وصحبهِ وسلم. #### منقول *** [1]لفظ الرواية الصحيح :عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال <<من قال لصبي تعال هاك ثم لم يعطه شيئا فهي كذبة>> رواه أحمد وابن أبي الدنيا كلاهما عن الزهري عن أبي هريرة ولم يسمع منه. قال الشيخ الألباني: (حسن لغيره) انظر صحيح الترغيب والترهيب/الجزء3 ،حديث رقم 2942. [2]لفظ الرواية الصحيح :عن عبد الله بن عامر أنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا وأنا صبي قال فذهبت أخرج لألعب فقالت أمي يا عبد الله تعال أعطيك، فقال رسول الله :وما أردت أن تعطيه ، قالت: أعطيه تمرا، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم<< أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة >> تخريج الشيخ الألباني :( صحيح )،انظر السلسلة الصحيحة /الجزء2 – ص373 ،حديث رقم748. |
30-11-09, 09:40 PM | #7 |
~نشيطة~
|
بارك الله فيك حبيبتي
ثبت الله أجرك وجعله في موازن حسناتك |
06-12-09, 03:32 PM | #8 | ||
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل:
09-05-2009
المشاركات: 663
|
السلام عليكم
محاضرة في الإجمال رائعة لكن لي بعض التعليقات الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية طبعا 1- لي تعيقب على قول الشيخ حفظه الله : اقتباس:
فتعقيبي ليس اختلاف مع الشيخ بل تكملة لكي نربط بين حقيقة كون الطفل لا يستطيع فهم المعاني المجردة وكون الطفل واسع الخيال أيضا 2- قول الشيخ : الأم هنا ما تستخدِم التلقين فقط ، ما تقول له مثلاً : لا تكذِب يا بُني أو تقول له : اسكت ، أو تقول له : لابد أن تُطِيعَني ، الأسلوب الثاني ماتقول لهُ هذا الكلام فقط ، لا أيضاً تُوَجِّه : إما عاطفياً أو معرفياً. ملحوظة استخدام اسلوب التلقين يفضل ان نكون ايجابيين يعني لا نقول لا تكذب بل نقول قل الصدق وكما قال الشيخ اسلوب التلقين أفشل اسلوب بالنسبة للاساليب الاخرى خاصة مع الطفل العنيد 3- اقتباس:
هنا موضع أخالف فيه الشيخ حفظه الله ، فإن أسلوب اعطاء الطفل الحلوى مقابل السلوك الصحيح أسلوب يعود الطفل على ألا يفعل الصواب إلا بمقابل وبالتالي ينشأ لدينا جيل مرتشي لا يتحرك إلا بالرشوة لكن إذا فعل الطفل سلوكا صحيحا فكافأناه دون وعد مسبق فهذا حسن وربما لنا استفاضة في وقت لاحق عن توابع ونتائح هذا الأسلوب وهو يسمى أحيانا في الكتب التربوية الخريطة السلوكية وهي أن يتم وعد الطفل بمكافأة نظير قيامه بعمل مراد منه ونتائجة سلبية جدا لأن الطفل لا يتحرك إلا بالمكافأة ويكون المكافأة نصب عينه بحيث أن السلوك الصحيح لا يركز في النفس أصلا ولا يلق له الطفل بالا بل لو وعدنا بمكافأة مقابل السلوك السيء لانطلق والمطلوب هو أن يوطن الطفل على حسن السلوك بنفسه ويعود عليه فيكون نابعا من داخله والله المستعان بارك الله فيكم تفريغ قيم ونقل موفق |
||
07-12-09, 10:04 PM | #9 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
جزاك الله خيراَ بوركت على المشاركة وعلى التعليقات المفيدة نفعنا الله وإياك وأنصح بقراءة محاضرة الشيخ الفوزان التي أشار فيها الى بعض النقاط المهمة من محاضرة الدكتور عبد العزيز النغيمشي بعنوان (واقع الطفل المسلم). و يذكر إشارات بسيطة وهي باسم ( دور المرأة في تربية الأسرة للشيخ صالح الفوزان) وفقنا الله وإياكم
التعديل الأخير تم بواسطة أثر الخير ; 07-12-09 الساعة 10:32 PM |
10-12-09, 09:43 PM | #10 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
12-06-2009
الدولة:
على ظهر حمامة الجنه
المشاركات: 132
|
بارك الله فيك
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
جوانب البناء العقدي عند الطفل المسلم | حبيبة | روضة الأسـرة الصالحة | 5 | 20-06-09 11:58 AM |
كيف نغرس العقيدة الصحيحة في نفوس الأطفال بين عمر (3 سنوات – 8 سنوات) | سليمة | روضة الأسـرة الصالحة | 11 | 21-01-08 04:37 PM |