العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الداعيات إلى الله > النشرات الدعوية

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-04-14, 11:57 PM   #1
سهام محمد
طالبة دورة أزاهير رَسم الحرف
 
تاريخ التسجيل: 19-05-2012
المشاركات: 62
سهام محمد is on a distinguished road
افتراضي دورة تجديد وتجويد الصلاة للأستاذة بدور السعيد



دورة : ~ تجديد وتجويد الصلاة ~
لعام 1434 هجرية
قال - صلى الله علية و سلم-:"صلوا كما رأيتموني أصلي".
للشيخة بدور السعيد حفظها الله.


~ الدرس الأول ~

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلاة على أشرف خلق الله محمد وعلى آله وصحبه آجمعين

الأيام أسرع ما تكون وتقذف بنا إلى هذه المواسم ولربما فاتتنا وأنت في الخطوة الأولى للاستعداد لها.
أسأل الله أن تكون هذه الخطوة خطوة قوية للاستعداد لرمضان, وأن تكون عدة مناسبة لهذه المواسم التجارية الربحية التي تكون فيها الأجور مضاعفة, لذلك هذه المواسم وكسائر العبوديات سماها الله بالتجارية وسماها بالبيع والشراء وهذا إنما يبين ضرورة الإستفداة من هذه الممواسم .
كلنا ما عندنا وعد أن نكون موجودين في الموسم المقبل وربما تكون المنية قبل الموسم بأسبوع واحد أو يوم واحد وكثيرا ما يحدث هذا .
هنا فائدة : نستفيد أنا وأنت بــأن نبادر بالاستعداد, انظري لمن يستعد لمواسم الحج , يستعد بكل الأمور وسبحان الله يقدر له ألا يكون من حجاج ذلك الموسم فقد ينتفع بذلك الإستعداد.
كذلك من يهمون بدخول الحرم ثم يتعرضون لحادث أو مرض. فهذه النية والاستعداد القبلي يُضم إلى رصيدهم.
وهذه الدورات العلمية لا تأتي في باب دغدغة المشاعر فقط والهمم , إنما هي في حد ذاتها إذا جددت النية وأخلصتها تعتبر لك عملا صالحا, وأعظم الاستعدادات هي العدة العلمية للآيات والأحاديث وغيرها
هذا الاستعددا احتسبيه عملا صالحا تتقربين به إلى الله عزوجل ,لماذا تحضرين الدروس ولماذا تقرأين ولماذا تكتبين؟
ليس فقط تضييعًا للوقت, أو فقط نتلهف لسماع كلمة رمضان بل هذه المجالس لنتعلم منها وأن نستفيد من العلم ونتدرب على العمل, بل وإننا نأخذ استعدادات عملية قبل الموسم وقبل العمل الصالح حتى إذا ما جاء الموعد ورزقنا الله عزوجل وإياكم الدخول فى الموسم وجدنا لذة العبادة.
لذة العبادة ولذة الإيمان ولذة التقرب إلى الله عزوجل ولذة حفظ الوقت, الشعور بأن الوقت محفوظ, متى أتوقف ومتى أبدأ ومتى أنام ومتى أستقيظ إلى آخره من الفوائد.

والفائدة المهمة : الحرص على الفريضة وأن يُعتنى بأمرها أكثر من النافلة, ومنها الحرص على النوافل فى رمضان.
حفظ اللسان, والوقت, والعمل, والمبادرة فى عبودية الليل والنهار والتفريط فى الفضائل والأولويات, والتقرب إلى الله عزوجل ما استطعت, وهذا هو التفسير الصحيح لقول الله تعالى : ( اتقوا الله ما استطعتم )
هذه الإستطاعة تفسر عند البعض بتفسير خاطئ وتحتمل معنيين :
1- أي ما يتيسر إليك فقط, وهذا تفسير خاطئ وهو منتشر بين الناس .
2- أما التفسير الصحيح هو : جميع ما يتيسر لكِ بكل ما تستطيعين, أي أن تستنفذي القدرة والقوة قدر ما تستطيعين.
أجر كبير فى وقت قصير , أيام معدودات تعُدينها على الأصابع وتخرجين منها إما بالربح وإما بالخسارة.
لذلك يقول بعض العلماء : " من لم تُظهر لله عزوجل في هذه المواسم قمة استطاعتها وقمة التقرب والترتيب والتلذذ بكلام الله عزوجل والعطاء والإحسان والجود , من لم تستطع فى هذا الموسم أن تستخرج هذا من نفسها فعليها أن تعلم أن الأمر غير متاح لها وأنها محرومة."
لأن الحرمان الحقيقى أن يرتفع مستوى الأجور ويقل العمل.

الدورة الأولى التي عقدناها في السنة الماضية وقبلها كان يوجد فيها لقائات اعتنت بمقدمات مهمة جدا - لمن أرادت أن تستفيد من الدورات سواء هذه أو المقبلة بإذن الله عزوجل-, ارتكزت الدورة على قواعد ولا تستطيع طالبة العلم أن تتفاعل مع المعلومات والأطروحات التي أذكرها لكم إلا إذا ارتكزت على القاعدة , لذلك سنراجع الآن بعض العناوين المهمة.
بإذن الله عزوجل الدرس القادم سيكون من عند الاستعداد قبل الأذان , وهو من ضمن مجموعة الاستعدادات , والاستعدادات كانت قوية جدا.
ندخل في الصلاة بثلاثة أمور, وأيضا ندخل في الموسم بثلاثة أمور:
1- الإعتقاد.
2- [color="darkslategray"]القول
3- العمل.
بمعني أن لا تدخلي الصلاة باللسان فقط , تقرأين الفاتحة والتكبير والتسبيح وتسلمين ثم تقومين هذا خطأ , أيضا لا تدخلي الصلاة وأنت مخلة بركن العمل.
كيف تقفين بين يدي الله والمدة المتاحة للقيام والركوع والسجود, وصفة الصلاة التي ذكرها وبينها أنس رضي الله عنه , وسبب اختيارنا أنس حيث أنه خادم النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعد وفاة النبي كان من المعمرين أيضا؛ فلذلك أنس رضي الله عنه من ضمن الصحابة الذين عاصروا النبي وشهدوا الصلاة التي كان يصليها, ثم بعد ذلك عاصروا القرن الذي بعده وشهدوا التغيير الذي طرأ في الصلاة.

مقدمة مهمة في ضرورة هذا الموسم المبارك :
سأختصر لكم نقاط, وبمجرد كتابتك لهذه النقاط ستعرفين لماذا اخترنا موضوع الصلاة كعبودية. خصوصا أننا نستعد بها لرمضان مع أن هناك عبوديات كثيرة نتعبد بها إلى الله عزوجل في رمضان.

1- لأن الصلاة شعيرة من شعائر الله .
قال الله عزوجل : (ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الحج32] , فإن الصلاة شعيرة من شعائر الله لمن كان في قلبها تقوى بدليل أنها خرجت على هيئة تعظيم؛ فعلامة التقوى في القلب (التعظيــــــــــــــم لشعائر الله عزوجل).
كيف سنستخرج الربط بين هذا والموسم؟؟
قال تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".[ البقرة 183].
بكل بساطة الموضوع كأن الصيام كتب فقط لتحقيق تقواه.

2- أن الصلاة ركن من أركان الإسلام.
لأن من اشتغلت فيها علما وعملا فإنها تعزز ركن من أركان الإسلام. لما أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الإسلام؛ إنما هذا السؤال كان تعليل من الموقف الموجود للصحابة الجالسين حول النبي صلى الله عليه وسلم.
ما الإسلام وما الإيمان وما الإحسان؟
ثلاث أسئلة تبين لنا مراتب الدين بالتالي تعلمين أن أول سؤال كان ما الإسلام, ومن أركان الإسلام الصلاة بعد الشهادتين وبالتالي تعلمين خطورة هذا الحكم وأهميته وأنه بعث فيه ملك حتى يبين النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة أن الإسلام والإيمان والإحسان مراتب الدين , بالتالي فمهما انشغلت في تحقيقه فلن توفينه حقه.

3- هذا الركن وهذه العبودية وردت في الكتاب والسنة.
فى الكتاب لا تجدين آية واحدة تقول صلي أو قدمي الصلاة ؛ إنما الآيات متصدرة بالإقامة " أقيـــموا".
والإقامة لها معنى خاص يختلف عن أي صلاة وأي أداء وأي فعل تقومين به.
إقامة : كإقامة الرأس على الجسد.
قال تعالى : " قم الليل" , قال تعالى :" وقرءان الفجر" , وقال تعالى :" واركعو مع الراكعين " وقال تعالى : "الساجدين" , وقال تعالى :" لا تلهيهم تجارة ولا لهو عن ذكر الله".
كل هذه مسميات للصلاة سماها الله عزوجل قياما, وهو ركن من أركانها وسماها الله عزوجل القراءة وهو ركن من أركانها وخصوصا قرءاة الفاتحة.
لماذا عددالله عزوجل أسماء الصلاة؟
لدينا قاعدة عن علماء الأصول : " الأمر كلما عظم تعددت أسمائه" ومنها أسماء الله الحسنى , ولله المثل الأعلى تأملي أسماء الله, أسماء الجنة والنار تعددت , وأسماء يوم القيامة.
كلما عظم الأمر تعددت أسمائه , لذلك من عظمة الفاتحة أنها أيضا تعددت أسمائها ( أم القرءان- الشافية – الرقية – الفاتحة...).
ومنها أيضا الصلاة ففي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول :" الصلاة نور وبرهان ونجاة من يوم القيامة".
كلمات مختصرة مجودة :" نور , وبرهان, ونجاة ".
الصلاة : هي نور لنا في الطريق إلى الله عز وجل وفي الدنيا لتخرجي من الفتن وترين الحق حقا , وفي الآخرة يهديك بها الله عز وجل الصراط على أرض المحشر.
الصلاة : هي برهان ودلالة واضحة على الإيمان في القلب.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "هي ممحاة للخطايا ورفعة للدرجات ".
هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم , فإذا أردنا أن تُمحى الخطايا التي صدرت منا علمنا بها أو لم نعلم , تعمدناها أو كانت على جهالة , فعلينا بتصحيح العمل في هذا الموسم.

4- أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن أنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة.
أول موضوع تقفين عليه فى أرض المحشر , والناس فيها خائفون الصلاة فإذا صلحت صلح كل شيء ,لكن إذا نقصت نقصت الحسنات.
وهناك من يزيد الاجتهاد في العبادات الأخرى وينسى الحرص على الصلاة وإقامتها, وهو أول ذنب ستحاسبين عليه يوم القيامة.

5- هي صلة بين العبد وربه.
بينت الأحاديث النبوية في تفسير الفاتحة أن العبد يقول والله عزوجل يرد عليه في المقابل.
هل جاءت هذه الأحاديث فقط لكي نفرح أم جاءت لكي تعزز فينا قضية أننا نقف أمام الله عزوجل وأن الله عزوجل يكتب الحركات والإعتقاداتنا , وأنه ينظر إلينا ويسمع كلامنا وخبير بما في صدرونا؟ موقف الصلاة هو أحد الموقفين اللذان يقفهما العبد بين يدي ربه فإذا صلح الأول صلح الثاني.
الموقف الأول : موقفك في الصلاة أمام الله عزوجل.
الموقف الثاني : موقفك في أرض المحشر أمام الله عزوجل.
فى كل وقفة نطلب من الله عزوجل المغفرة حتى يرضى الله عزوجل عنا, وحتى يكتبنا في الدرجات العالية عنده.

6- الصلاة من أعمال اليوم والليلة.
أنت وقت الفجر لك صلاة , وقت الظهر, والعصر, والمغرب, والعشاء.
إذن فهي العبودية التي لا تنفكين عنها إلا بعذر شرعي, ولا تسقط الصلاة إذا سقطت الطهارة.
المبتلون بالأمراض - شفانا الله وإياكم -, كالإستحاضة وهو ليس دمًا فاسد تصلي المرأة به, ولا تتوقف الصلاة لأنك مسافرة, أو نائمة, أو مشغولة, أو مريضة, بل تصلين حتى بالحركات أو جالسة أو على الفراش, فلا تتوقف هذه العبادة إلا عند عذر شرعي, وهذا أيضا يعد لنا أهمية الموضوع.

7- الصلاة وصيّة النبي صلى الله عليه وسلم قبل الممات.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:" الصلاة الصلاة قبل أن تغرغر", لأنها عبودية لها من المقدار ما يتبين لك كلما قرأت فى النصوص.
أيضا أثنى الله عزوجل على إبراهيم عليه السلام ثناء مبينًا فى آيات القرءان, الدعوة التي دعى بها إبراهيم الله عزوجل قال :" رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ " ذكر هذا الدعاء في القرءان دلالة على أنه دعاء فاضل.
هل تظنيـــن أن إبراهيم عليه السلام لا يصلي أو يخالف الصلاة أو يؤخرها وهو الملة؟ بل من حرصهم على الصلاة وصلتهم بالله عزوجل, ولما لها من أهمية عظيمة كانوا يدعون الله عزوجل.
هل فكرت يا طالبة العلم أن تشغلي الوقت بهذا الدعاء ( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ) ؟! نعترف بتقصيرنا وفتورنا لذلك نحرص على هذا الدعاء.


~ العقبات المانعة من تجويدها ~

العقبة الأولى : أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام قال :" بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء".
كيف بدأ الإسلام؟ بدأ الإسلام غريبا.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم وسيعود غريبا.
بدأ الناس ما يعرفون الصلاة, ولا الصيام, ولا الزكاة , يعرفون الصلاة ولكن صلاة مخالفة, ويعرفون الصيام ولكن صيام مخالف.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم فطوبى لمن؟؟ للغرباء.
في هذا الزمان الناس يصلون صلاة مخالفة, في زمن الفتن والانشغال ويقبل الموسم وشغل الناس في الطعام والشراب واللباس والفرح, فليكن شغلك أنت الصلاة , " بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء".

غريبة التي تحافظ على الصلاة وتنتظر الصلاة الأخرى بعد الصلاة الحالية, وغريبة التي تلبس الحجاب الشرعي وغريب من تمسك في دين الله...!

التعديل الأخير تم بواسطة أروى آل قشلان ; 20-04-14 الساعة 07:31 PM سبب آخر: دمج الموضوعات وتعديل العنوان
سهام محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-14, 11:59 PM   #2
سهام محمد
طالبة دورة أزاهير رَسم الحرف
 
تاريخ التسجيل: 19-05-2012
المشاركات: 62
سهام محمد is on a distinguished road
افتراضي الدرس الثاني || تجديد وتجويد الصلاة

~ الدرس الثاني ~

بسم الله الرحمن الرحيم


ست خطوات مهمة نجعلها بمثابة التعريف للصلاة :
1- الصلاة عبادة تقربنا إلى الله.
2 - الصلاة وردت في الكتاب و السنة.
3- استعملتها الشريعة على وجه الخصوص يعني حددت الوقت و عدد الركعات, فهي ليست كالدعاء نجتهد فيه بل محددة.
4 - أمر الله بها في القرآن.
5- بينها النبي صلى الله عليه وسلم.
6 - أمرنا بالإفتاء عندما قال :" صلوا كما رأيتموني أصلي".

تجديد : تعني كل ما نجهل, ومنها معاودة النظر في الآيات والأحاديث الواردة, وهي تقع علي كل أداء متكرر.
[ التجديد لن يكون على صفة الصلاة فصفة الصلاة ثابتة لا محل للاجتهاد فيها فهي توقفية. فنحن لن نغير الصلاة, أو هيأتها, أو مواعيدها إنما المقصود بالتجديد : هو معاودة النظر في الآيات و الأحاديث الواردة فيها, وفي أركانها, وفي معانيها, وفي أسرارها, وهي تعد من أهم التغذية العلمية, وهذه التغذية العلمية تنعكس على الصلاة فيحدث عندنا ارتقاء في أداءها ]


تناولنا بالأمس أهمية الصلاة, وقد عززنا قضية علاقة موضوع الصلاة بموضوع المواسم, وبينا أنها صلة بين العبد وربه وأنها من أعمال اليوم والليلة, وهي من صور الإستعانة قال تعالى :" واستعينوا بالصبر والصلاة ".
والصلاة أول مايحاسب عليه العبد يوم القيامة.

اليوم سنتحدث عن هذه النقاط, وهي سبب في اختيار موضوع الصلاة, والإستعداد من أجل موسم رمضان
قول النبي صلى الله عليه وسلم :" بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء "
تجدينها تجاهد لتحقيق الصلاة كما كان يصليها الرسول صلى الله عليه وسلم: "صلوا كما رأيتموني أصلي"

يقول الإمام أحمد : وقد بلغت الصلاة مابلغت من كثرة المستخفين بها, الذين جعلوا أمرها من أخف مايكون واستخفوا بأدائها."
المقولة الشهيرة موجودة في كتاب الصلاة :" احكموا الصلاة واتقوا الله فيها, وتعانوا عليها, وتناصحوا فيها بتعليم بعضكم بعضا, والتذكير لبعضكم من الغفلة والنسيان ,فإن الله عزوجل قد أمركم أن تعاونوا على البر والتقوى والصلاة أفضل البر ".
وجاء في الحديث الذي حسنه الألباني رحمه الله :" أول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما تفقدون منه الصلاة."
إذا فقدت الصلاة هذا آخر ما فقد من دينكم: معنى هذا الكلام أي بعد فقْدِ الصلاة ليس هناك أمر تفقدينه ! وكأنك فقدت الدين كله لأنها آخر ورقة.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الصنف :" وليُصلين أقوام لا أخلاق لهم وفي لفظ " لادين لهم".
إذا كان هذا الموضوع بهذه الخطورة في جميع الأيام خصوصا ففي الموسم الذي نقبل عليه تكون له خطورة أكبر.
إن دخلت على هذا الموسم بنفس الأداء, ونفس الصلاة, ونفس القلب لاشك أن هذا تفريط وتضييع.!!!!
كلام الإمام أحمد ليس أقل من كلام الصحابي الجليل أنس رضي الله عنه الذي صاحب النبي عليه الصلاة والسلام وعاش أزمنة بعده.
تحدثنا عنها في الفصل الأول من دورة الصلاة.
النقطة التي بعدها من خطورة موضوع الصلاة عدم التغذية العلمية لموضوعها , فكل عبادة لا تعتني بسقيها تذبل إلى أن تموت.
حتى الحجاب الذي تضعينه على رأسك إذا لم تعتني بتغذيته! حتى لو كنت من البلوغ ملتزمة ولم تستمعي للغناء يجب أن تعتني بالتغذية العلمية لمعرفة دلائل تحريم الغناء في الكتاب والسنة, بل هناك من الجهال من يدعي أن تحريم الغناء لم يرد إلا في السنة ولم يرد في القرآن! يا أخوات الآيات القرآنية ليست محصورة على فهم معين, فهناك من الآيات ما دل من تفسيرها على حرمانية الغناء, بل إن أدلة تحريمه في الكتاب والسنة وفي هدي سلف الأمة.
لا تأتمنين على القلب أن يتقلب إذا لم تعتني بالتغذية لكل عبادة , والشاهد هنا الصلاة نفس المشكلة تتعرضين لها ياطالبة العلم على رغم أنك قد تكونين معلمة وربما معلمة شرعية, أو طالبة شرعية على رغم هذا تحتاجين لهذه التغذية العلمية.
العوارض والنقص والزلل لايتعرض له فقط العوام, وستعلمين كيف أن الصلاة تتعرض معك لهجمات داخلية وخارجية, نعم تعذرين لأنك بشر غير معصومة, لكن لن تعذري لاهمالك التغذية والتصحيح.
أتمنى أن تراجعي رسالة الصلاة للإمام أحمد حيث قال :" احكموا الصلاة واتقوا الله فيها وتعانوا عليها وتناصحوا فيها بتعليم بعضكم بعضا والتذكير لبعضكم من الغفلة والنسيان ,فإن الله عزوجل قد أمركم أن تعاونوا على البر والتقوى والصلاة أفضل البر ".
نقول صلينا! أيُّ صلاة صليناها؟
العبرة أن نفتح الموضوع ونتكلم بكل وضوح عن هذا الركن وعن هذا الدعاء , حتى تنشرح صدورنا نسأل الله أن يبلغنا لصلاة تبلغنا رضاه.
أريد أن تفهموا هذه النقطة بقلوبكم لا تكتبوها فقط فانعدام التغذية كأنك قطعت الماء عن الصلاة, فالصلاة لن تموت إذا لم تقطيعه عنها الماء تماما, فأنت عندك بعض قطرات الماء , منها ما درسته في الصغر كأنك تسقين نخلة بقطرة ماء يعني قد تذكرين آية أو حديث واحد.
والله لو نجلس لدراسة أحاديث فضل الصلاة, القلب ينقبض خوفا من التقصير في هذه الشعيرة , لا تقدمي لصلاتك قطرات من الماء وتصلين على هذه التغذية الضعيفة بل افتحي الماء وتعلمي , تنوّري .
الشريعة قدمت لمنا الأحاديث, حتى الحديث الواحد تعلمه ومعاودة قرائته يحرك القلب , الآية الواحدة معاودة النظر فيها تفتح أبوابا جديدة ودليل ذلك قال تعالى :" ويزيد الله الذين اهتدوا هدى". وبعد هذا هم مهتدين ويزيدهم هدى.
الآية أعطتنا سلسلة بدون نهاية إذا اهتديت فإذا انتقلت للحلقة الثانية في الهداية تهتدين كلَّما اهتديت فهنالك هداية أخرى, يزيدك الله إلى أن تبلغي المنزلة التي كتبها الله لكِ.
عدم التغذية العلمية أو الإكتفاء بالمعلومات الهشة من قراءة المطويات وأركان الصلاة وفقط - هذا يسبب المخالفة والتخلف وعدم الارتقاء في أداء الصلاة.
الشاهد أن عدم التغذية يؤدي بك إلى تخلف فوري من السهل أن تركعي, وتسجدي, وتسبحي كل هذا باللسان سهل! أي بالجسد فقط لكن تعجزين على أن تحضري القلب, إنها المعاناة الخفية التي يعاني منها الكثير.
الصلاة موضوع مهم نحتاج أن نستكثر منه, أنت في حالة صراع يشرد قلبك وتجلبينه ويشرد, وتجلبينه لماذا هذا الصراع, يصعب حضور القلب عليك في الصلاة لأبواب أهمها افتقادك للتغذية العلمية.
الصلاة لا ترتقي مائة بالمائة فجأة ولكن تبدأ تتحسن مرة بعد الأخرى إلى أن تحصلي على اللذة وحضور القلب.
- أختصر لكم الكثير حتى نتدارك الوقت المخصص للدورة قبل رمضان بإذن الله-.
النقطة التي تليها :
ضعف الأداء ينشأ بسبب تكرار الصلاة, والتكرار واجب لست مخيرة ,و يجب أن تصلي الفجر, والظهر, العصر, المغرب, العشاء سواء أعجبني أو لم يعجبني مشغولة أو فارغة , مسافرة أو مقيمة على كل الأحوال إلا في حدود الأعذار – الحيض والنفاس - التي حددها الشرع تسقط الصلاة عن المرأة فيها خاصة دون الرجل.
هذا الأداء الضعيف بسبب الكثرة والتكرار- ركزوا النظر بين كلمة تكرار وبين كلمة معاودة -.
لفت نظري في رسالة الماجستير في الفقه هذه الزاوية الرائعة أنه يوجد فرق بين " لفظة تكرار ولفظة معاودة ".
التكرار : لما تقولين كرري بعد الأذان " الله أكبر" تقولين " الله أكبر" , وهكذا " أشهد أن لا إله إلا الله...".
الصلوات من باب التكرار أم من باب المعاودة؟
لدينا إشكال في المصطلحات, هناك اختلاف بين علماء المصطلح, لكن إذا سلمنا أن لفظة التكرار معناها أنك تكررين نفس الشيء مرة ثانية بدون تجديد, بدون حركة قلبية جديدة, وبدون أن تحدثي تذبل إلى أن تموت.
نفس الطريقة نكررها وعند البعض نفس الآيات يكررونها وفي نفس الوقت, وبالتالي يحدث لديها نفس التكرار لاتوجد ثمرة.
بخلاف المعاودة, عاودي أمر لا يشترط أن يكون نفسه تماما, وبالتالي حين أتصل بالله عزوجل بوقوف ودعاء وتلاوة جديدة, ثم يحين موعد الظهيرة بيني وبين الله تعالى يكون الإتصال أقوى من الإتصال الأول في التلاوة والدعاء , وكذلك تجدين هذه النقطة موجودة في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له قراءة مختلفة في كل فرض لاشك حتى يتبين لك أن كل صلاة مختلفة ليست مكررة أو مجرد صلاة وفقط أي سورة أي صلاة أي وقوف أي لباس...
هناك فرق بين إبراء الذمة أي أن تؤديها أداء وفقط وستحشرين وتحاسبين عليها, لأن أول شيء يكون في يوم حساب الأعمال " الصلاة " كل صلاة تصلينها تذهب في كتاب الأعمال في الرقم الـأول, الله عزوجل سيرى الدعوة سيرى الصدقة, وكل الأعمال الصالحة بعد أن يطلع على الصلاة أولا والدليل حديث النبي صلى الله عليه وسلم :" أول مايحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة ".
وليس عندك دليل على أنها قبلت, وأنت تؤدينها بهذه الصورة كيف سيكون الحال؟ أنا لا أتحدث عن حكم هذه الصلاة من الناحية الشرعية, بل أتحدث عن هذه المشكلة ماسببها في هذه الزاوية "ضعف الأداء نتيجة التكرار؛ لأنك فقط تكررين ولست تعاودينها بشكل بنيان يكمل بعضه, أي أن تكون كل صلاة أقوى من الأخرى ,وكل صلاة أقرب فيها من الله أكثر , وكل صلاة أجود من الأخرى.

~ مسألة التكرار والمعاودة مهمة جدا ~


هذه المسألة كلنا نعاني منها حتى الصحابة, لو كنت صحابية في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ما تجاوزتها, فكيف الحال بنا ونحن في ضعف في هذا الزمان؟!
الشيطان يتربص بنا المواقف, وأحرص ما يكون على الإنسان في موقف الصلاة, وخصوصا عند قراءة القرآن لهذا نبّه الله عزوجل فــ قال :" فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم".
إذا أردنا أن نأكل ماذا نقول؟ بسم الله, لكن إذا أردنا أن نقرأ القرآن لا نقول بسم الله كبداية بل نتعوذ بالله من الشيطان الرجيم أولا لماذا؟
لأن الشيطان حريص عليك عند تلاوة القرآن.
لماذا حرص الشيطان على هذا الموقف؟
لأن أقوى ما تتقربين به إلى الله كلامه عزوجل, فأنت تتقربين إلى الله بالصلاة , والصلاة نسميها جامعة العبوديات؛ فلا يوجد عبودية لا تمارسينها في الصلاة , كل شي موجود فيها السجود, الركوع, الخضوع لله تعالى, التكبير, الذكر, والدعاء, والتلاوة...؛ ولأن فيها منوعات من العبوديات فالشيطان يستفزه إذا استعذت بالله.
لهذا قال الله عزوجل عند تلاوة القرآن :" فاستعذ" أي أن الشيطان سيحضر وسيحرص عليك ويبدأ بالمناوشات والخيوط التي ذكرناها في- دورة الشيطان - الصلاة فيها تلاوة وكل شي , ولأن الشيطان عدوك فإذا كنت قبل قليل تقرئين كلام الله وأنت جالسة وهو حريص عليكِ, فالآن تقرئين كلام الله وأنت واقفة تصلين فالأمر يكون مزدوجا.
فلا تتعجبي في حرصه على إضعاف خشوع المصلين وحرصه على الوسوسة, - كثير من الناس يوسوس لهم في الصلاة والوضوء-.
انظري في موسم رمضان يجعل الناس يتهافتون على النوافل ويضيعون الفرائض, انظري إلى الخلل الذي يحدث !!
يقلب الموازين لأنه لا يستطيع أن ينهانا عن الصلاة فيأتي من ناحية النوافل حتى يضرب الفرائض عند الفرية.
وعند أذان المغرب للصائم دعاء مستجاب فكثيرا ما يضيع هذا الوقت البارك من حرص الشيطان.

~ النقطة الأخيرة مزاحمة الهموم والهوى ~


الهموم تجر وهذه من أنفس الفوائد التي سنتناولها في هذه الدورة , وهي كيف تحضرين قلبك في الصلاة؟ حينما تغلقين الهموم والدفاتر المفتوحة.
أريد أن أفعل كذا, أريد أن أذهب إلى جارتي, أريد أن أنظم كذا ...! إذا لم تغلقي هذه المسائل ولم تحرصي على إنهائها قبل موعد الصلاة لن تنتهي وسيكون القلب مهموم وخارج الصلاة. لماذا؟
بسبب الملفات المفتوحة التي لم تغلقيها أو حتى لم تعطيها علامة انتظار أنها تحت الانتظار.

أيضا الهوى يصرف القلب " التعلقات " قلبي معلق بعد قليل سأخرج بعد قليل ستأتي فلانة...!

مزاحمة الهموم الهوى!
تحبين هذا وتريدين هذا , هذه الأمور تزاحم القلب, وإذا ازدحم القلب لا يدري بماذا يبدأ , ولا يستشعر ألفاظ الفاتحة, ولن يستشعر الركوع, ولا لفظة الركوع , القلب لن يتذكر الدعاء, حتى الدعاء تكون بخيلة على نفسها تقول :" اللهم اهدني اللهم اغفر لي " وفقط لا تنظم الأدعية والحاجات الدنيوية والأخروية, قال تعالى :" ومن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " لا نستغني عن فضل الله في الدنيا والآخرة.
كل هذا بسبب ماذا؟ بسبب مزاحمة الهموم والهوى.
هذه هي الخطورات التي جعلت من - دورة الصلاة - في نظري من أنفع الدورات التي نشحذ بها إيمامننا للاستعداد لرمضان.
ولا يمنع هذا بالإهتمام بالبنود الأخرى؛ لأن الاستعداد للموسم يكون شاملا للخير, ولكن اجعلي لموضوع الصلاة اهتمامًا خاصًا , بندًا خاصًا وجلسةً خاصةً, ويكون تحت النظر ويأخذ من الأهمية الأولية.
إذا جمعت الموضوعات التي طرحناها في أهمية موضوع الصلاة, بالإضافة إلى الموضوعات التي طرحت في خطورة موضوع الصلاة تتحصل لديك فائدة , وهي سر اختيار هذه العبودية للاستعداد بها لهذا الموسم المبارك.
ماذا نقصد بتجديد وتجويد الصلاة؟ هل تظنين أننا سنغير صفة الصلاة مثلا أو هيأتها أو مواعيدها؟
التجديد لن يكون على صفة الصلاة ,فصفة الصلاة ثابتة لا محل للإجتهاد فيها , فالعبادة توقيفية وليس من التجديد الذي يطرأ على مواعيدها قال تعالى[color="rgb(153, 50, 204)"] :" إن الصلاه كانت على المؤمنين كتابا موقوتا"[/color] .
إنما المقصود بتجديد الصلاة هي معاودة النظر في الآيات والأحاديث الواردة في أركانها, في معانيها, في أسرارها, وهي تعتبر من أهم مواد التغذية العلمية, ففي حال وجود هذه التغذية العلمية سيسبب لك ارتقاء في أدائها, فسبب الارتقاء في الأداء هو وجود التغذية العلمية, فأنت تقرئين عن فضل الصلاة في وقتها, وتقرئين عن أهميتها, وأثرها, وضرورة الصلاة, وتقرئين عن صلاة المقربين, وعن صلاة المتخلفين عمن قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :" ارجع صلي فإنك لم تصلي" هذه التغذية العلمية تنعكس على الصلاة فتسبب لك ارتقاءً في الأداء.

~ ضعف التغذية يسبب التخلف ~

ياطالبة العلم ثقي أنك إذا أقبلتِ على الموضوع بجدية , وباهتمام وحرص واستعنت بالله عزوجل, ومسكت الأدوات المقدمة في هذه الدورة ثقي أن صلاتك ستكون كأنك أول مرة تصلينها.
قال تعالى :" ويزيد الذين اهتدوا هدى " يقول العلماء : " بعد كل هداية هداية وبعد كل توفيق توفيق. اليوم الذي تقولين فيه أنك وصلت هو أول يوم الخذلان لكِ, الإنسان مأمور بالتعلم إلى أن يلقى الله تعالى يوم القيامة, لا يوجد شيء اسمه لقد اهتديت, ولقد قرأت وتعلمت , بل إن اليوم الذي تظنين فيه أنك تعلمت وقرأت واهتدت اعلمي أنه يكون بداية الإنتكاس.
إذن محل التجديد في المادة العلمية, والمقصود ليس فقط أننا نكتب معلومات على الدفاتر وشروحات لأحاديث جديدة, إنما المقصود نتغذى, وننهل, ونشرب من الوحيين بما يؤثر على أدائنا فيكون سبب في صلاح عبوديتنا.
والمقصود بكلمة تجويد : الأفعال الموجودة في الصلاة ليس فيها تغيير كصفة الركوع , وصفة السجود قراءة الفاتحة ...الخ , هذا ليس فيه تغيير, وبالتغذية العلمية سنصل إلى مرحلة التجويد؛ أي تأتين بهذا الركن أو هذا العمل على صورة أجود مما كنت عليه.
إذن التجديد : سيكون في كل ما تجهلين.

~ عنوان هذه الدورة تجديد وتجويد الصلاة ~

معنى لفظة التجديد هي : الواقعة على كل أداءٍ أثّر فيه التكرار مما أدى إلى جموده حتى صار بلا فاعلية.
والتجويد على الأداء السابق مثلا حتى في لفظة " الله أكبر " ربما اجتهدَت وقالتها بشكل ممدود وهذا خطأ " آآآالله أكبر" ! , لأن في اللغة العربية يعتبر كأنك تسألين هل الله أكبر !!؟ وهذا اجتهاد خاطئ, ومعنى وجود همزتين بعضهم يقولها ليس من باب الضعف ولكن من باب أنهم يزيدون في الإجتهاد وتسرع في الأداء هي من المخالفات ومنشأها التغذية الخاطئة التي سميناها في الجزء الأول من المحاضرة " التنقيط " تنقطين بالماء ولكنه لايروي الظمأ!
وإنما المقصد أن نشرب ونستقي من النصوص الواردة في الكتاب السنة بفهم سلف الأمة؛ حتى وإن لم تكن معلومات جديدة ولكنها تؤثر في الشعور بالصلاة.
- النقطة الأخيرة : وهي مهمة جدًا أننا وضعنا قواعد ومباديء ارتكزت عليها الدورة كلها , طالما أنت تحضرين الدورة سوف أحيلك عليها, بمعنى أسألك دوما هل تذكرت القاعدة ياطالبة العلم؟
ليس في هذه الدورة فقط بل في كل الدورات التي تحضرينا وما تدرسين خذيها قاعدة جانبية.
<< قــــاعدة هامة >> " ضبط الأصول والقواعد أهم من الدخول في العلم ".
مثال من قرأت سورة الليل :" والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى.."
إذا لم يكن عندها قاعدة ومبدأ في التعامل مع القرآن والتفسير, أو ليست متابعة لتفسير محدد لن تعرف أن الآيات فيها متضادات وتضرب لها الأضداد.
الليل ضد النهار.
الذكر ضد الأنثي.
هذه متضادات.
إن سعيكم لشتى : أي أن أعمالكم وقروباتكم التي تقدمونها لله تعالى أيضا متضادة؛ فمنهم شقي وسعيد.
إذا تأملت الفرق بين الليل والنهار ستفهمين الفرق بين المساعي.
من أين تحصلين على هذه الفائدة؟ من خلال معرفة وتأمل الأصول والقواعد, والأسس, ومباديء بني عليها الفهم.
هذه نقطة مفصلية, هذه نقطة عقائدية, هنا تطبيق نحتاج فيه إلى الفقه, وهكذا نفس الآية تستفيدين منها والكثير في العالم لا يستفيد منها.
خذيها قاعدة إذا دخلت بدون أدوات لن تستفيدي ,هي مباديء بني عليها الفهم إذا لم يكن عندك قلم, وورقة, ودفتر لن تستفيدي ,نفس المثال هنا جعلنا للدورة قواعد فقد تم تدريس الدورة من قبل السنة الماضية.
القاعدة الأولى وقد تناولنا الحديث عنها كثيرًا بل لا تكادين تدخلين موضوعًا إلا وهذه القاعدة تلزمك وهي " قاعدة التلازم".
يقول الشيخ ابن تيمية :" فالشيء يلزمه لوازم جمة عند الخبير به وذي العرفان , فبقدر ذاك الخبر يحصى من لوازمه وهذا واضح التبيان, وكذاك يعرف جملة الشرع الذي يحتاجه الإنسان كل زمان علما بتفصيل وعلما مجملا تفصيله أيضا بوحي ثان , وكلاهما وحيان قد ضمنا لنا أعلى العلوم بغاية التبيان."
نضرب مثال على كلمة " فالشيء" وهي : الصلاة, فالصلاة ليست وقوف واحد, وتلاوة واحدة, وليست الصلاة معاني محصورة في الذهن من أقوال وأفعال وهذه الأمور الجامدة , بل هذه الصلاة تتعدى على الحياة هي موقف نقف فيها بين يدي الله عز وجل نقول :" إياك نعبد وإياك نستعين " أي وحدك لا شريك لك ثم بعد الصلاة أنت ملزمة بهذا التعهد, أنت ملزمة في بقية حياتك بعبادة الله وحمده على الخير والشر, أيضا تقولين " اهدنا الصراط المستقيم," لا تدعين الله بالهداية وأنت مجانبة لأسباب الهداية كيف تقولين :" اهدينا الصراط المستقيم" وأنت تنامين ولا تطلبين العلم ولا تقرئين في المصحف , ثم بعد هذا تقولين " [color="rgb(153, 50, 204)"]اهدنا الصراط المستقيم " !!![/color]! نعم الله قادر ومقتدر لكن الله جعل لكل شيء سببا.
مثلا مريم عليها السلام ولدت عسيى عليه السلام دون رجل, ولكن في ولادتها قيل لها " [color="rgb(153, 50, 204)"]وهزي إليك بجذع النخلة [/color]" هذه فيها فائدة تحثنا على أن نأخذ بالأسباب.
يارب أنت قدير جعلتني أحمل بدون رجل أعطيني الرطب دون حركة وبدون تصرف " لا"! لهذا العلماء يعلقون على الآية " وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا" أن من فوائد دراسة هذه الآية أنها تحثنا على الأخذ بالأسباب, وشيخ الإسلام بن تيمية يقول :" من ترك الأسباب خالف الشريعة" إذن أنت مطالبة بالأخذ بالأسباب مع التعلق بالمسبب الذي هو " الله " عزوجل.
فالتوكل شقين :
1- صدق الاعتماد على الله.
2- بذل الأسباب الحقيقية.
التوكل هو : بذل الأسباب مع التعلق بالله, تدخل في الصلاة نحن وقفت أمام الله وكبرت, وتقولين بكل سهولة " اهدنا الصراط المستقيم " والله عز وجل يرى أنك تطلبين الهداية, وماذا بعد السلام خرجت من الصلاة؟! لا يوجد علامات طلب للهداية.!!
أسباب الهداية تأخذينها من مجالس العلم, عقد التسبيح على الأصابع, أو بر الوالدين , والإحسان للزوج, ومن تربية الأبناء, أي عمل صالح, إن لم يكن هناك بذل للأسباب فهذا مخالف للوازم الصلاة, أما اكتفائك بأداء الصلاة فقط لا, فالصلاة تجدد معك المعاني, تربيك, تغذيك, تعطيك.
يقول الشيخ بن تيميه :" فالشيء يلزمه لوازم جمّة عند الخبير به وذي العرفان" لكن من يفهم هذه الأمور فقط " عند الخبير به " فقط إذا تأملت, إذا حمدت الله في الصلاة لاينفع بعد الصلاة أن أخل بركنية الحمد وأكون جازعة, ساخطة, قانطة, متشائمة.!!!
فالشيء يلزمه لوازم جمّة عند الخبير به وذي العرفان : أي ذوي العرفان.
يقول : " فبقدر ذاك الخبر يحصي" أي: بقدر ما عندك من الأخبار والعلوم - التي سميناه التغذيية العلمية - ما الذي يحصل من لوازمه؟ كلما زاد عندك العلم يحدث لديك من زيادة في نسبة العلم.
لا أن تصلي وبعد الصلاة منشغلين في دنيا وهمومها, لاينفع أن أقول " اهدنا الصراط المستقيم" وأنا تاركة للأسباب.
ثم قال:" من عرف الكتاب حقيقة عرف الوجود جميعه ببيان", فتح عليك بمعرفة كتاب الله عز وجل ليس من قرأ بل من عرف.
يقول علما بتفصيل : هناك علوم تحتاجين فيها إلى تفصيل , وما أُجمل في القرآن تجدين السنة فسرته.
ثم قال :" كلاهما وحيان " نعم ثبت بالدليل القطعي المسلّم له من جميع الأمة أن السنة وحي ثاني, أن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى.
وقد ضمن لنا أعلى العلوم هذا ردًّا على من يفرحون بعلوم الغرب, فالعلم الحقيقي قال الله, قال محمد رسول صلى الله عليه وسلم.
مثال على قاعدة التلازم :
لا إله : إذا أقررت أنه لا إله فيجب أن تكمليها , أي يجب أن تثبتي إلا الله.
لاحول ولا قوة لفظ مخالف يجب أن تثبتي بإلا بالله.
إذا أقررت أنه لا إله إلا الله : يلزمك أن تقرين أن محمدا رسول الله وإلا مانفعتك؛ لأن الله هو الذي أرسل محمدًا صلى الله عليه وسلم.
وإذا أقررت الإيمان فهو متلازم مع الإسلام وليس على العكس.
مثال آخر:" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " فإذا وجدت الفحشاء والمنكر في بلاد المسلمين فيجب أن نتهم الصلاة ونتهم أداءها.
تقرير الربوبية يلزم تقرير الألوهية, وتقرير الأسماء والصفات.
قاعدة الولاء والبراء , والأمثلة كثيرة.


~ معرفة مراد الشرع ~

القاعدة الثانية : اعتبار حال المتكلم وقد نسميها اسم ثاني "معرفة مراد الشارع " هذا أفضل.
إذا قال الله تعالى :" وأقيموا الصلاة "
الألف واللام هنا يسميها العلماء النحويين" الــ" العهدية.
والمقصد من العهدية أي الصلاة المعهودة " وأقيموا الصلاة " أي صلاة؟ أي الصلاة المعهودة , ليست أي صلاة بل هي صلاة واحدة معروفة ومعهودة ذكرها وبينها النبي عليه الصلاة والسلام, لما ذكر الصلاة وعلمها للصحابة ونبّه على المخالفات؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" صلوا كما رأيتموني أصلي".
فصارت هي الصلاة النموذجية فحين يقول الله تعالى :" وأقيموا الصلاة " المقصود صلاة النبي صلى الله عليه وسلم التي تعلمتموها منه ليست أي صلاة , هذه الفائدة من " الألف واللام " فقط , هذا دلالة على عظم هذا القرآن وأنه وحي من عند الله للنبي صلى الله عليه وسلم.
الآن معنا ست خطوات مهمة متسلسلة كأنها بمثابة التعريف للصلاة :
1- عبادة تقربنا إلى الله.
2- وردت في الكتاب والسنة.
3- استعملتها الشريعة على وجه مخصوص-حددت الوقت, الركعات, القراءات, وليست كحال بقية العبادات.
4- أمرنا الله بها في القرآن.
5- بينها النبي صلى الله عليه وسلم.
6- أمرنا بالإقتداء به عندما قال عليه الصلاة والسلام :" صلوا كما رأيتمونى أصلي".
لم ترد فقط من باب الترغيب إنما هي أمر أمرنا به الله , وبينها الرسول قولا وعملا وحالا.

القاعدة الثانية اسميناها قاعدة " معرفة مراد الشرع " لما قال الله عز وجل :" وأقيموا الصلاة", وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صلوا كما رأيتموني أصلي ", لابد أن تعتبري حال المتكلم أي صلاة يقصدها هل صلاة البلد الفلاني ,هل هي صلاة المذهب الفلاني..؟
أي صلاة أمرنا بها في القرآن؟
هي صلاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى نسلم من كل هذا, بل حتى نخرج من الضلالات, والبدع, والمخالفات التي توجد في الصلاة.
الآن في زماننا لاحول ولاقوة إلا بالله لما تقول سمع الله لمن حمده, تقول أن النبي يرفع يديه في كل أحواله.
الآن أنت في الصلاة وهي عبادة توقيفية حركة اليد وموضع النظر حدده الشرع , أول ماتقرئين في صلاتك الفاتحة لست مخيرة.
قالت أنا أسال العالم الفلاني قال لابأس أن أرفع يدي لأنك في موضع دعاء هذا العالم الذي زعمت أنه أفتاها , ماهو دليلك؟ هل كان النبي يرفع يديه بالدعاء في هذا الموضع؟ ماثبت لديك دليل.!
هذا بسبب ضعف التغذية والتقليد يحملون الأمر على أقوال مشايخ, حتى أن الصلاة صارت مختلفة كل واحد يصلي على ذوقه, على عاداته, على تقاليده فتن عظيمة !!
لن نصل إلى الله كلما أردنا أن نصل إليه بصلاة مختلفة في صفاتها عن التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم, لماذا العلماء للآن يشرحون صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم؟ لأن يوم القيامة تعرض الصلاة المطابقة لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم.
بقدر ماطبقت قول النبي صلى الله عليه وسلم كنت أقرب من الصواب, وبقدر ما خالفت كان الخطء أقرب إليك وأبعد عن الهدف.
الشاهد من هذه القاعدة في حالة أننا نريد أن نجود الصلاة أن نسعى إلى تجويدها كصلاة النبي صلى الله عليه وسلم.

~ مبادئ مهمة ~

** مبدأ الإستعداد.
قضية الإستعداد وارد في الكتاب السنة, وإن الله اتهم نوايا من لم يستعد وقال تعالى :" ولو أرادوا الخرج لأعدوا له عدة".
اتهم نواياهم ونحن الآن لو أردنا أن نستغل الصلاة لأعددنا لها عدة طبقي الآية من سورة التوبة لو أردنا الإستعداد للموسم لأعددنا له عدة.!
قاعدة من كلام الله عزوجل مبدأ الإستعداد ثابت في الكتاب السنة, منه الإستعداد للموت قبل أوانه أو قبل نزوله, كما أن الإستعداد لفظ موجودة في السنة.
الصحابة كانوا يسابقون على المواسم :
شعبان سمي شهر القراء, هذا من هدي سلف الأمة , إذن الإستعداد ليست قضية بدعية.
- أيضا الإستعداد الجسدي للصلاة من الطهارة وستر العورة.
- أيضا استعداد اللسان من طيب الكلم, والتلاوة, والإستغفار.
وردت آثار يقول - سلف الأمة - أننا كنا نحفظ الدعاء كما نحفظ الآية من القرآن.
حفظوا الدعاء لم يدخلوا في الصلاة ويبحثوا في المسألة بل حفظوا الدعاء كما حفظوا الآية, تختارين من أدعية الكتاب والسنة ,ثم أدعيتك الخاصة بينك وبين الله مع مراعاة الأدب في الدعاء.
هذا فرق بين التي تستعد وبين التي لا تدري أي سورة تقرأ وماذا قرأت!
التجديد : لفظ ورد في الكتاب السنة.
مهم جدا أن تكون كل نقطة أو كل معنى وارد في الكتاب والسنة ,أو عن سلف الأمة , إذا لم توجد نبحث عنها تضمنا.
لفظة تجديد موجودة في مضامين القرآن في السنة قول الرسول عليه الصلاة والسلام:"جددوا الإيمان إن الإيمان ليخلوا في قلوبكم".
إذا كنا نجدد الإيمان فما رأيك بتجديد الصلاة؟ مارأيك بتجديد معاني الفاتحة في القلب؟ مارأيك بتجديد حركات الصلاة؟ والتسابيح, أسرار الصلاة السكتة, الوقوف...؟؟
هنا نكون قد راجعنا خمسة عشر محاضرة باستثناء سورة الفاتحة - لها 8 محاضرات-.
أختم بقول النبي صلى الله عليه وسلم:" ماهي أحب الأعمال إلى الله , فأجاب عليه الصلاة والسلام :" الصلاة على وقتها. "
نستفيد أن إقامة الصلاة والوقوف بين يدي الله في أول وقت الصلاة أنها من الأمور التي يحبها الله عزوجل, لابد أن نطلب رضاه في قرباتنا وعباداتنا, وأن نطلب أن يغفر لنا ويتجاوز عنا ويدخلنا في مستقر رحمته.
وورد أحاديث عن الصلاة أنها " أحب الأعمال إلى الله ".
وأيضا الصلاة " نور وبرهان " و" نجاة يوم القيامة ".
ليست بالأمر السهل الذي نهمله أو نركنها كونها العبودية التي نمارسلها في اليوم والليل!!.
سهام محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-14, 12:01 AM   #3
سهام محمد
طالبة دورة أزاهير رَسم الحرف
 
تاريخ التسجيل: 19-05-2012
المشاركات: 62
سهام محمد is on a distinguished road
افتراضي الدرس الثالث || انتظار الصلاة بعد الصلاة


~ الدرس الثالث ~
انتظار الصلاة بعــد الصلاة ||
الصلاة ! تلك العبودية المذكورة في الوحي يجب الإعتناء بها, فكل العبوديات يغذيها العلم خصوصا العلم بالآيات والأحاديث الواردة فيها.
سنبدأ من عند انتظار الصلاة هذه الفترة قبل الإقامة وقبل الأذان, هذا الموضوع سوف نطرحه على هيئة أحاديث فيها من العبوديات الكفيلة لاستقبال الموسم الفاضل.
سأقتصر على الأحاديث التي فيها الصحة والحسن منها التي رتبت أجور وفضائل على انتظار الصلاة بعد الصلاة.
لا أكون مبالغة إن قلت أني سأتحدث عن الفترة التي قبل الإقامة وقبل الأذان.
سوف نتحدث عن قضية سلوكية, كيفية حرص الإنسان عن الفضائل, لن نتحدث على هيئة نقاط, بل سأترك الحديث يحدد لكم أهمية العبودية وضرورتها.
العبادة تختلف من كونها عبادة واجبة أو مستحبة, أو مسنونة, أو من المندوبات , فلا يشترط حين أتحدث عن هذه العبادة أنها على سبيل الوجوب فقط لا من باب التنوع في العبادة ومن ضمنها الصلاة في رمضان, انتبهي للأحاديث الواردة التي فيها برامج لرمضان وغير رمضان.
ما بين الصلاة والصلاة يوجد أوقات.
- سوف نطرح الموضوع على هيئة أحاديث فيها من العبوديات الكفيلة أن نملأ بها أوقاتنا في شهر رمضان الفضيل, سوف ترين الآن فضيلة هذه العبودية تتنوع بين كونها واجبة ومسنونة, و سوف أقتصر على ذكر الأحاديث التي فيها قدر من الصحة والحسن وانظري لفضل هذه الأحاديث إنها رتبت أجور وفضائل على انتظار الصلاة تلو الصلاة.
الحديث الأول ||
قال صلى الله عليه وسلم : (( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ، ويرفع به الدرجات )) ؟ قالوا :( بلى يا رسول الله) قال : (( إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط)) رواه مسلم.
لهذا الحديث رواية أخرى {ألاأدلكمعلىما يمحواللهبهالخطايا ويكفربهالذنوبقالوا: بلى يا رسولاللهقال إسباغ الوضوء في الكريهات - أو المكروهات - وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة وهي الرباط [ وفي ] رواية بنحو هذاإلاأنه قال بدل فذلكم الرباط فتلك رباط الجنة.

إذا جمعت هذا وهذا صار عندك ثلاث فضائل :
1- يكفر الذنوب.
2- يمحو الخطايا.
3- يرفع الدرجات.
إذن انتظار الصلاة بعد الصلاة يسبب محو الخطايا, وكلنا أمل أن يكون في هذا الموسم مضاعفة الدرجات, أيضا نكون على أمل ورجاء أن هذا الموسم يكفر الخطايا, وأيضا أنت على رجاء معقود أن لايغادر الموسم إلا وقد رفعت عند الله الدرجات. أليس كذلك..!!إذن أين سنبحث عن برامج رمضانية؟؟ لن نبحث بعيدا بل في الوحيين نفتش سنجد العبادات الثابتة بدلالة الوحي.
قال القاضي:" محو الخطايا كناية عن الغفران, واحتمال محوها من كتاب الحفظة."
- الملائكة الكتبة.
- رفعة الدرجات.
- إعلاء المنزلة في الجنة.
لاحظي قوله صلى الله عليه وسلم :" فذلكم الرباط " أي : هذا من باب الترغيب, أي هذا الرباط المرغب فيه, كرر النبي :" فذلكم الرباط" ثلاث مرات ذكره الإمام في الموطأ, أما في رواية مسلم "فذلكم الرباط " ذكرت مرتين.
أصل الرباط الحبس كأنك حبست نفسك عن أمور الدنيا وانشغلت بانتظار الصلاة.
هناك عدة أحاديث كررت الجملة, أو الكلمة مرة ومرتين وثلاث مرات, وذكر الحديث من عدة جهات وذلك دليل على ثبوته.
الإمام النووي في شرحه للحديث قال :" تكراره يحتمل أنه من باب أنه أفضل الرباط " ليس فقط من باب الترغيبإن أردت أن تتقربي إلى الله عزوجل بالعبودية فهي من أنواع الرباط.
- يقول الإمام النووي :" ويحتمل أنه الرباط المتيسر الـمُمَكّن ".
كما قيل :" الجهاد جهاد النفس " وهنا ربطنا النفس وحبسناها, لاتفكري, ولا تنشغلي يانفسي إلا بهذه الصلاة التي ستقبلين عليها.
هذه العبودية إن كنا لا نستطيع أن نحرص عليها طوال السنة فبإذن الله سنحرص على أن نأتيها في رمضان , ونحرص على أن نأتيها في مكة, لماذا؟ لنستغل المكان الفاضل, والوقت الفاضل, والعبودية الفاضلة.
انتبهي!
حتى تحصلين على رفعة الدرجات لن تخترعي عبودية جديدة, بل ستسعين لعبودية لها فضل في مكان فاضل ووقت فاضل , وإذا تعددت بك هذه الفضائل صار لك رفعة في الدرجات, وانظري إلى الوقوف في عرفة كيف أنه في مكان فاضل, ووقت فاضل, فجمع كل الفضائل.

الحديث الثاني ||
يقول الألباني رحمه الله عن أبي هريرة :" لايزال أحدكم في صلاة مادامت الصلاة تحبسه لايمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة " الحديث صحيح رواه البخاري.
فمالذي تستفدين من هذا الحديث؟
الحديث يبين لنا أن انتظار الصلاة يجعلنا مداومين في الصلاة يعني تداومين في الصلاة, أي لاتتوقف الصلاة وهذا من التبتل والقنوت.
الآن صار عندنا فضل جديد وهو الفضل الرابع :" فذلكم الرباط "

الحديث الثالث ||
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث ، اللهم اغفر له اللهم ارحمه."
هذا الحديث الذي في البخاري : بين أن الملائكة تدعو له بالمغفرة. - نسأل الله أن لا يحرمنا من فضله وأن يجعل نصيبنا منها وافرا من دعاء الملائكة - , يكفيك أنك في انتظار الصلاة على وعد أنه ستصيبك دعوة ملك هناك فرق كبير بين دعاء الملائكة ودعاء البشر.
ما هو دعاء الملائكة لنا؟ يقول أنها تدعوا لنا بالمغفرة .
الآيام تحملنا بالذنوب والمعاصي, والأخطاء, والتجاوزات, والغفلات كلنا يصيبنا ذلك, وذلك لأننا بشر ضعفاء مهما تحرزنا وتحصنا فإننا نصاب بالغفلة وبالذات حين يخص الحديث النساء :"يامعشر النساء تصدقن وأكثرن الإستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار..." الحديث صحيح.
الملك لايدعو لك بدعاء واحد بل هناك دعاء ثاني " اللهم ارحمها" ومن منا لا يحتاج الرحمة , إذا رحمنا الله عزجل ماضرنا ما بين السماء والأرض, إذا كُتبت مرحومة ما الذي يشقيها ويكدر عليها وقد أصابتها رحمة من عند الله عزوجل!!؟
الدعاء بالرحمة لك ليست من عند بشر – انتبهي لألفاظ الحديث نحتاج أن نتدبرها ونحرك القلب معها ونعطيها حقها في التدبر كما نتدبر القرآن, يجب أن نتدبر قول النبي ماينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
أنت دوما تنشدين الدعاء, وتطلبين الدعاء هنا تحصلين على الدعاء من ملك :" اللهم اغفر لها وارحمها" إلى متى يظل دعاء الملائكة بالرحمة؟ تأملي معي يقول النبي :" ما لم يقم." !
كلنا نقرأ الحديث لكن باستعدادنا لرمضان نجعل الحديث أمام أعيننا بارزا, نعطيه إضاءة قوية ليبرز في حياتنا نحاول أن نتدرب وهكذا, وسنتناول الحديث عن كيفية تحقيق هذه العبودية بإذن الله.

** الحديث الرابع ||
وفي رواية مسلم ولأبي داوود:" لايزال العبد في الصلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة والملائكة تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه حتى ينصرف أو يحدث."
ورواه مالك موقوفا عن نعيم بن عبدالله أنه سمع أبا هريرة يقول :" إذا صلى أحدكم ثم جلس - لاحظي انتهت الصلاة وجلس- قال لم يزل في مصلاه والملائكة تصلي عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه , فقام من مصلاه فجلس في المسجد ينتظر الصلاة ".
هذا الحديث الذي قبله, ذكر دعاء الملائكة بالمغفرة والرحمة.

** الحديث الخامس :
-> وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر ليلة صلى العشاء إلى شطر الليل ثم أقبل علينا بوجهه بعدما صلى فقال‏:‏" ‏صلى الناس ورقدوا ولم تزالوا في صلاة ما انتظرتموها ‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏.
يعني صلى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ونظر إليهم إلى شطر الليل أقبل بوجهه عليهم وقال صلى الناس وذهبوا يرقدون أي : جلسوا يرتاحون في مصلاهم لم يذهبوا إلى البيوت, أي أنكم لم تذهبوا للرقود بل ظللتم في المصلى- يعني صلاتكم أنتم أي يامن جلستم تنتظرونها-, والفائدة أن الإنسان لايزال في الصلاة.
وانظري تستطيعين باستخدام هذه العبودية أن تربطي بين الصلاة والصلاة, وتكتب لك عبودية طويلة مشغولة بانتظار الصلاة التي تليها, لمـــّا يتفاخر الناس بطول الجلوس في أماكن اللــهو ويتنافسون في إعداد الطعام تكونين أنت منشغلة في إطالة الصلاة!

** الحديث السادس ||
عن عبد الله ابن عمر قال :" صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم المغرب فرجعمنرجع وعقبمنعقب، فجاءرسولالله صلى الله عليه وسلم مسرعًاقدحَفَزهالنفس من شدة ..قدحسرعنركبته، فقال: أبشروا! هذا ربكمقدفتح بابًامنأبواب السماء يباهي بكم الملائكة ، يقول: انظروا إلى عباديقد قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى."
الراوي:عبدالله بن عمرالمحدث:الرباعي - المصدر:فتح الغفار - الصفحة أو الرقم( 237/1)
خلاصة حكم المحدث: [رجاله برجال الصحيح.
الفائدة السادسة والثمرة التي ستجنيها من المرابطة : أن الله يباهي بكِ الملائكة!
ألا تريدين هذا الفضل ياطالبة العلم في رمضان؟
نعم ننشغل عندنا أطفال وعندنا مشاغل... لكن السؤال : ألا نستطيع فعلها ولو مرة مرتين في حياتنا على الأقل في رمضان؟!
العلم نور يبصر الله به عباده فأحيانا يكون معك وقت فراغ, ولاتدرين كيف تصرفينه وحين تتبصرين تعلمين أفضال الحديث, وتحفظيها في صدرك عن غيب وتنشرينها فهنا تقتنصين الفرص , ابحثي وابحثي حتى تجدي وقتًا يكون فيه الأبناء منشغلين وقضيت واجباتك.
والله أحيانا نراها في المستشفى ماعندها شيء تتقلب هنا وهناك تبحث عمن تتسامر معها وتضحك معها..!
هذه عبودية اقضي الوقت فيها إن لم تجدي الوقت في البيت لتقومي بها بسبب المسؤوليات والأطفال فستجدينه خارج البيت.

=> نعود للحديث ||
انظروا إلى عبادي يحبون الفريضة وينتظرون أخرى, هؤلاء يحبون الفريضة وليس كحال من يصلي ويهرب بعد الصلاة.
هذه أحاديث صحيحة رواه ابن ماجدة فلنمتع أنفسنا بها نسأل الله أن يرزقنا تحقيقها ولو مرة.

** الحديث السابع ||
وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله قال:" و صلاةٌفيإثرِصلاةٍ لالغوَبينهما كتابٌ فيعِلِّيِّينَ."
هنا فسر إبطال المرابطة بــ : " اللغو " لذا صار عند المحدثين اختلاف هل المقصود بـــ:" حدث " أي يحدث فيبطل الوضوء أو " حدّث" أي تكلم!
في الحديث : "وصلاة في إثر صلاة لا لغو بينهما" ماذا يعتبر؟ كتاب في عليين ( وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون) ماذا تريدين أكثر.!!
نتعجب لطالبة العلم لما تبحث عن برنامج لرمضان يكفينا بحثًا في البرامج الرمضانية لجمع الأجور.! ابحثي في نور الوحيين.
أحيانا تكون هذه البرامج الرمضانية الموضوعة تشتت القلب, وتشغلك, وتبعدك عن الله أكثر مما تقربك وتعبّدك إلى الله عزوجل.
تقول إحداهن كان عندنا برنامج فيه طلبة علم, وجلسة علم, ودورة تفسير, وحلقة تحفيظ. تقول والله أشعر أن الموسم قد فاتني ولم أنجز شيئا!
حلقة التحفيظ صار لدي مشكلة في الحفظ تعارضت مع شيء آخر.!
حلقة الدرس أرجع منها مرهقة لا أستطيع المواظبة عليها!
تقول هي فعلا عبوديات, لكن هذه الطريقة سببت لي شتاتًا, جعلتني لا أتلذذ فيها ولا أستشعر التعبد فيها كأني أؤدي واجبًا فقط! أرأيت كيف صارت المشكلة؟ صارت بالضد!
يصير اليوم كأنه مدرسة, برنامج متبع وبالتالي لا راحة نفسية ولا قلبية ,عكس طالبة العلم التي تتبع الأحاديث لأن فيها تفسيرا القرآن, وتبحث عن العبوديات التي تجلب الأجر الكثير أمثال المرابطة, نحرص عليها في مناسبة المواسم أو المكان الفاضل في- الحرم-.

** الحديث الثـــامن ||
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ألا أدلُكم على ما يمحو اللهُ بهِ الخطايا ويرفعُ بهِ الدرجاتِ ؟ قالوا : بلى . يا رسولَ اللهِ ! قال إسباغُ الوضوءِ على المكارهِ . وكثرةُ الخطا إلى المساجِدِ . وانتظارُ الصلاةِ بعدَ الصلاةِ . فذلكمْ الرباطُ . "
وليس في حديثِ شعبةَ ذكر الرباطِ . وفي حديث مالكٍ ثنتَينِ فذلكمُ الرِّباطِ . فذلكمُ الرِّباطِ.(صحيح مسلم).

** الحديث التــاسع ||
عن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من انتظر الصلاة بعد الصلاة كفارس اشتد به عل وهو في الرباط الأكبر". ال رواه أحمد , رواه الطبراني.
في هذا الحديث تشبيه للرسول صلى الله عليه وسلم بالمجاهد كالذي اشتد فرسه في سبيل الله, وضرب المثال من الأساليب الناجحة في التربية وتهذيب النفوس, وهذا وحي إذا شبه المنتظر بالمجاهد.

** الحديث العـــاشر ||
يقول عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسو الله صلى الله عليه وسلم :" ألا أدلكم على ما يغفر الله به لخطايا ويزيد به في الحسنات , قالوا: بلى يارسول الله, قال إسباغ الضوء على المكاره, وكثرة الخطى إلي المسجد , والصلاة بعد الصلاة , وما من أحد يخرج من بيته متطهرا حتى يأتي المسجد فيصلي فيه مع الإمام وينتظر الصلاة التي بعدها إلا قالت الملائكة اللهم اغفر له اللهم ارحمه." ال صحيح رواه ابن ماجدة وابن حبان...
الحديث أعطانا فضلا جديدا : زيادة الحسنات, وأثبت فيه أن الملك يدعو, أحيانا يأتي الشيطان يوسوس من قال لك أن الملك يدعو لك وأنت جالسة؟ يسوس ليضعف لديك حرصك على الإنتظار.
نعم لأننا نصدق نبينا صلى الله عليه وسلم, فإيماننا بأن هذا الذي نقرأه الآن وحي يجعلنا نوقن بذلك, إضافة إلى ذلك هذه العبودية والانقياد لهذا الحديث يعتبر من الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم وطاعته.
أبيات الإمام القحطاني :" ويجيء فيه المجرمون إلى لظى يتلمظون تلمظ العطشان ".
يوم القيامة, الصعقة, الصيحة ,الأهوال, والملائكة, والوحوش حشرت, والأجساد كلها عارية. والهول يشتد لا يوجد شراب إلا حوض محمد صلى الله عليه وسلم من شرب من حوض محمد في الدنيا " حوض السنة " سيشرب يوم القيامة يوم العطش من حوض النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام ابن الجوزية :" وأُكحل جفون العين بالوحيين واحذر كحلهم ياكثرة العميان."
عندك عينان اثنين وهما :"الكتاب والسنة" والكحل الذي ستكحيلنه هو :" الآية والحديث".
"واحذر كحلهم" : يتحدث عن الفرق المخالفة, "ياكثرة العميان" أي كحلهم يسبب عمى؛ لأنهم لايرون الحق؛ لأنهم ما تكحلوا بالكتاب والسنة.

** الحديث الحــــادي عشر ||
عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ثَلاثٌ مُهْلِكَاتٌ ، وَثَلاثٌ مُنَجِّيَاتٍ ، وَثَلاثٌ كَفَّارَاتٌ ، وَثَلاثٌ دَرَجَاتٌ . فَأَمَّا الْمُهْلِكَاتُ : فَشُحٌّ مُطَاعٌ ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بنفْسِهِ . وَأَمَّا الْمُنَجِّيَاتُ : فَالْعَدْلُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَى ، وَالْقَصْدُ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى ، وَخَشْيَةُ اللَّهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ . وَأَمَّا الْكَفَّارَاتُ : فَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي السَّبَرَاتِ ، وَنَقْلُ الأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ . وَأَمَّا الدَّرَجَاتُ : فَإِطْعَامُ الطَّعَامِ ،وَإِفْشَاءُ السَّلامِ ، وَصَلاةٌ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ.
أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط وصححه الألباني في صحيح الجامع , ورد عن جماعة من الصحابة فجعله في مرتبة الحسن.

** الحديث الثاني عشــر ||
عن عقبة بن عامر قال رسول الله صلى الله عليه سلم:
{القاعِدُ على الصلاةِ كالقانِتِ ، ويُكتَبُ من المصلِّينَ ، من حينِ يَخرجُ من بيتِه حتى يرجِعَ إلى بيتِهِ }
بمعنى أنه لازال في صلاة لا يحتسب فقط في الأداء بل من حين يخرج من بيته حتى يرجع إليه, الحديث صحيح رواه بن حبان في صحيحه وهو وأحمد.
إلا أنه قال : والقاعد يقوى على الصلاة كالقانت, أي أجره كأجر المصلي القانت.
يقول الإمام النووي : المراد بالقنوت هنا القيام؛ لأن القنوت له أكثر من معنى, أرايت القاعد على الصلاة ينتظر الصلاة - سواء قبل الصلاة أو بعد الصلاة - يأخذ أجرًا كالقائم في الصلاة , فضل واسع من الله سبحانه تعالى, يعني فلانة لا تستطيع طول القيام تأخذ الأجر من هذا الحديث الصحيح.
اكتفيت بقراءة الأحاديث الصحيحة, أو أحاديث اجتمعت وارتفعت للحسن لايوجد حديث ضعيف, إذا جمعنا هذه الأحاديث يتحصل لدينا فضائل.

** فضائل انتظار الصلاة **
1- رفع الدرجات.
2- لايزال في صلاة, أي طول الصلاة "صلاته مستمرة".
3- يباهي الله عزوجل به الملائكة .
4- كتابه في عليين.
5- زيادة الأجر .
6- محو الخطايا .
7- دعاء الملائكة .
8- تكفير الذنوب .
9- أجر المجاهد المرابط.
10- كالقائم القانت.
11 -> وأضفنا إلى هذه العشرة أن تطبيق هذه العبودية يعتبر طاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم " الاتباع".
تحدثنا عن فضيلة انتظار الصلاة هذا من باب التغذية العلمية, أخذت وجبة علمت فيها فوائد انتظار الصلاة في السنة هذا من باب العلم.
ننتقل الآن إلى زاوية أخرى



~ لوازم هذه العبودية أو آثارها أو ثمراتها على العبادة ~

تتذكرون حين تحدثنا عن القلب وقلنا قاعدة أن القلب يحتاج إلى وقت؟
الكثيرات يشتكين ويعانين من القلب أنه لا يصلي معها, وبالتالي لا تشعر بحركات الصلاة ويعسر عليها الخشوع ولا تصل إلى اللذة فيها.
من باب العلاج - نعتبرها حالة مرضية- نحتاج أن نعطيه وقت لنعالجه.
الشعور بحركات الصلاة, وعبودية الصلاة يعسر جمع القلب فيها فلا نتلذذ بهذه العبودية, الآن نعتبر هذه حالة مرضية, فبدل أن تكوني مشغولة قبل الصلاة فرغي وقتًا لانتظارها.
الذي يحقق هذا الوقت الذي يحتاجه القلب هو انتظار الصلاة, هذا سيعود عليك بالفائدة تكونين سبق أن حضرت القلب.
ماذا يسمى هذا في القلب؟
يسمى اعتقاد القلب هو عمل القلب, وقول القلب هنا استحضار النية أنك تنتظري الصلاة يعتبر من عمل القلب.
النية التي عليها مناط العمل وهي شرط قبول العمل " إنما الأعمال بالنيات" لاتكون النية باللسان؛ فهذا من البدعة المحدثة, الجلوس انتظار الصلاة يحرر فيك النية تلقائيا, النية تتحرر هذا من ثمرات انتظار الصلاة.
يقول العلماء في قضية النية :
1- فإذا نويت الصلاة فاعزمي على امتثال أمر الله في الصلاة.
تشدين من الأمر والهمة , الآن سأكبر, الآن سأقف, سأرتل, سأتلو... "عزم" على أنك تمتثلين أمر الله عز وجل.
2- اجعلي في القلب عزم على الكف من انتقاصها سواء النقر أو عدم الطمأنينة, والسرعة, وعدم الإتمام, والحذر من مفاسدها وتجنبها.
3- استشعار المنة بأَن أذِن الله لك أن تناجيه.
4 -> أيضا يقول العلماء: استشعار المنّة أن أذن الله لك أن تناجيه مع كثرة من يناجون الله عزوجل فالله غني عنك , ومع هذا الأذان أذِن لك أن تدخلي في مناجاته تعالى, فتشدين العزم والهمة, انظرين من أنت حتى تناجي الله, ومن هذا الذي تناجينه سبحانه وتعلى وبماذا ستناجين الله؟!
1- من أنت؟ أنت المقصرة المذنبة المفرطة المنشغلة عن مصالحك الضعيفة هذه أنت, حياتك حياة محدودة, القوة فيك مؤقتة.
2- من الذي نناجينه؟ سبحانه الحي القيوم, يقف الضعيف أمام القوي هذا هو الموقف, حركي هذه العبودية في القلب.
بماذا تناجين الله عزوجل؟ نقرأ أي شيء؟! خطء نقرأ قراءة مخططة منظمة معدة مبرمجة, احذري أن يدخل لك الشيطان يقول هذا صعب, لن تستطيعي, أنت مشغولة, الْجمي الشيطان بكلام الله قال تعالى :" والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا " إذا جاهدت وصبرت يفتح الله عليك وتصير هذه الصلاة هي ديدنك.
نظرة فاحصة تأملي كبيرات السن, عندكم, أو حولكم, أو حتى انظري في الشارع, هي امرأة كبيرة طاعنة في السن حتى وإن كانت من العلماء, وعندها علوم وإجازات, والله إذا تقدم العمر وأطال الله في عمرها لا تستطيع مسك القلم, احمدي الله تعالى أن أعطاك القوة, لكن هذه القوة تسلب إما بتقدم العمر أو بالمرض.
كل قوة من بعدها ضعف استعدي للضعف هذا مصداق قول " لاحول لاقوة الا بالله".
استغلي القوة الآن , انظري كبيرة السن ما عندها قوة لطلب العلم ولتكتب, حتى السعة الذهنية يصعب عليها أن تركز , وإذا ركزت تتعب بسرعة, العمر له أحكام , نفترض أنها دون مرض ستتعب ذهنيا تتعب إذا أكثرت الجلوس, لا تستطيع أن تمسك القلم تبدأ تنسى بعض الأمور الهامة, وتريد أن تتقرب بالعلم يصعب عليها لهذا :" الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر".
لكن إذا أرادت أن تتقرب إلى الله كبيرة السن أين تنكبّ؟ في الصلاة ما عندها إلا الصلاة وإذا فتح الله عليها باللذة تتمنى أنها تجدد الصلاة, وتفعل عمل جديد في الصلاة تتذكر فقط آيات معدودة, ثم إذا سمعت غيرها في صلاة التراويح تفرح.
سبحان الله هذه العبادة التي تبقى معك إذا طال بك العمر.
اليوم تكتبين العلم تؤلفين, تنظمين, تخططين, تنشرين, وتستخدمين كل شيء.. فيما بعد لن تستطيعي, لا تقوين؛ لأنكِ ستكونين قد ضعفتِ, فترتِ, ماعندك همة, تريدين فقط مباشرة القربة والمناجاة.
التأمل في الصلاة, وفوائد الصلاة, وأسرار الصلاة... من الوحي, وليس من التجارب الشخصية, والأفكار هذا أبعد ما نكون عن المنهج السلفي, المنهج الذي يقتفي هدي سلف الأمة.
أيضا أحيانا تسافرين تنتقلين من بلد إلى بلد, ومن بيت إلى بيت ما عندك الدفتر أو الحاسوب أو الآيفون, وأغلقت عليك الأسباب, وتمارسين الدعوة ماذا تفعلين وقد عزلت عن الناس؟ إذن انكبي في الصلاة " أينما كنتم فثم وجه الله " في السيارة, أو الطائرة, أو في الصحراء, في حال الصحة, أو حال المرض, مع الناس أو بدون الناس, في حال الشباب أو حال الكبر, فلذلك من فوائد ثمرات الانتظار أنها عبودية تصلح لجميع الأعمار والأوقات.
حري بنا إذا انكببنا على الصلاة أن يكون لدينا زوايا نفيسة نجلس في انتظارها نجلس بعد انقضائها وهكذا.
إننا كنساء نختلف عن الرجال قال تعالى :" وليس الذكر كالانثى ".
يقول ابن عثيميين :" ليس الذكر كالأنثى حتى في طلب العلم, وحتى في الدعوة."
إذا كان الرجل يريد تطبيق انتظار الصلاة يسهل عليه أكثر , أما المرأة نجدها علي ثلاث أصناف :

1- إما أنها من صنف المشغولات.
* الصنف المشغول الأول : مشغولة تماما لا تستطيع أن تحضر للصلاة إلا في موعدها, تصلي, وتذهب كالموظفة يدخل عليها موعد الصلاة وهي في الوظيفة؛ فتستأذن لتصلي ثم تعود للعمل.
* الصنف المشغول الثاني : مريضة كبيرة في السن هي تؤدي الصلاة, ثم تعود إلى فراشها أو إلى علاجها.
* الصنف المشغول الثالثة : امرأة عندها والديْن بلغ بهم الكبر عتيا, هل يمكن أن نقول لها اتركيهما؟ لا يمكن لأنها تؤنسينهما وتساعدينهما, تطعمهما , خصوصا الكبار في السن يشعرون بوحدة وضيق مهم جدا القرب منهم وإيناسهم, فلا يمكن أن نقول لهذه اتركي هذا واذهبي لانتظار الصلاة, وهذه حقيقة ترتب عليها واجب فلا يمكن ترك الواجب ولإتيان بالفضائل, ونحن في التقرب إلى الله أول ما نتعبد إلى الله به هو الواجبات من بعد الواجبات يأتي التطوع, أداء الواجبات تبرأه للذمة يوم القيامة لأنك ستسألين عنه.
الصنف الثاني : نصف مشغولة يعني أوقاتها غير محدده فجأة تنشغل, فجأة تتفرغ المشاغل والمواعيد غير منضبطة ليس منها بل هو أمر اضطراري هذا الصنف يبتلى في حالة ابتلاء تجديها حزينة – النصف الأول أصلا هي مشغولة بعبادة أجرها أعظم فلا تفكر في الفضائل - فالواجب أجره أعظم, أما الثانية هي المبتلاه, تتحسر أريد أن أنتظر الصلاة طرأ عليها موعد!
هذا الصنف من النساء أطلب منها أولا أن تدعو الله أن يدبر أمرها وينظم لها وقتها, أن يهديك الله للوقت وأن تستثمريه بالمنافع , استعينى بالله.
الخطوة الثانية :" احرصي على ما ينفعك " لاتفرطي بحجة أنه تطرأ عليك مشاغل فجأة, مادمت تجدين أنواع من الفراغ استغليه, لا تعجزي احرص على ماينفعك واستعن بالله ولاتعجز.
إذا ورد عليك موعد واجب اذهبي إليه هذا من " فقه الأولويات, الفاضل والمفضول" أما إذا انقضت الواجبات قال تعالى :" فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب".
هذه قاعدة لا يكون إذا فرغنا نفرغ أكثر نتوزع في المباحات نبحث عن الحفلات!!
نحن أصلا مقبلين على موسم نحتاج أن نتدرب, تعجبني طالبة العلم التي تستأذن زوجها أو والدتها هل تريدين مني شيئا, ثم تنشغل بانتظار الصلاة, انتظار العشاء ما بين المغرب والعشاء له فضائل, بين العشائين أقصر وقت فيمكن انتظار الصلاة فيها.
من الفجر إلى الظهيرة لكنه وقت طويل. ابحثي عن الأنسب والأقصر وتدربي على الاستئذان, وعلى الدعوة.
لاتهتمي بانتظار الصلاة بشكل يومي بحيث تقصرين في الواجبات, فهي ليست فريضة حتى أصحاب الحقوق يقومون عليكِ, تترك الزوج والأهل وتنتظر الصلاة كل يوم هذا خطأ, هذا من فضائل الأعمال ومما رغب فيها الشارع وليست فريضة, إذا استطعت فنعمة من الله عز وجل, إن لم تستطيعي فمعذورة.
الصنف الثالث : من النساء ممن عندها فراغ ويكثر الفراغ عند المرأة التي كبر أبنائها وتزوجوا, وأخرى لم تنجب أطفال وتشتكي : زوجي يذهب عني ساعات طويلة وأعاني من الوحدة, ماذا أفعل, أريد شيئا يكون معي يؤنسي, فانتظار الصلاة بعد الصلاة يجزيها عن كل هذا.
إذن : هذه العبودية ليست واجبة وإنما هي من فضائل الأعمال, وبالتغذية العلمية لا يجب أن نترك هذه العبودية حتى تذوب وتموت, بل يجب أن نسقي بها إيماننا حتى يتجدد الإيمان في قلوبنا.

سهام محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-04-14, 07:20 PM   #4
أروى آل قشلان
|تواصي بالحق والصبر|
افتراضي

نفع الله بكِ أختي أم فردوس
تم دمج الموضوعات في موضوع واحد ليسهل الوصول إليها
بوركتِ



توقيع أروى آل قشلان
إن نفترق فقلوبنـا سيضمها *** بيت على سحب الإخاء كبير
وإذا المشاغل كممت أفواهنا *** فسكوتنا بين القلوب سفير
بالود نختصر المسـافة بيننا *** فالدرب بين الخافقين قصير
والبعـد حين نحب لامعنى له *** والكون حين نحب جد صغير

التعديل الأخير تم بواسطة أروى آل قشلان ; 20-04-14 الساعة 07:34 PM
أروى آل قشلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-14, 11:58 PM   #5
سهام محمد
طالبة دورة أزاهير رَسم الحرف
 
تاريخ التسجيل: 19-05-2012
المشاركات: 62
سهام محمد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أَوْبــَــــة مشاهدة المشاركة
نفع الله بكِ أختي أم فردوس
تم دمج الموضوعات في موضوع واحد ليسهل الوصول إليها
بوركتِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفعنا وإياكم ونفع بنا آمين

غاليتي تمنيت لو بقي الموضوع كما وضعته :"(
وكان لي عودة لأعدل عليه
لكن للأسف... :
أولا تمنيت لو أنكن تتواصلن أولا مع العضوة بشأ موضوع يخصها قبل التعديل عليه كما فعلتن.
ثانية لمَ المنتدى لا يعطي خاصية التعديل في أي وقت أرادت العضوة تعديل موضوعها .؟
كتب الله أجركم مشرفتنا.
سهام محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-04-14, 01:17 AM   #6
أروى آل قشلان
|تواصي بالحق والصبر|
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم فـــردوس مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفعنا وإياكم ونفع بنا آمين
وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته
حياكِ الله يا حبيبة

غاليتي تمنيت لو بقي الموضوع كما وضعته :"(
وكان لي عودة لأعدل عليه
الأمر يسير إن شاء الله .. تحت أمركِ في أي تعديل تريدينه

لكن للأسف... :
أولا تمنيت لو أنكن تتواصلن أولا مع العضوة بشأ موضوع يخصها قبل التعديل عليه كما فعلتن.
اقتباس:
من حق المشرفات معالجة الموضوعات بالحذف أو الإغلاق أو الدمج أو النقل أو التعديل دون التزام منهن بإخبار صاحبة الموضوع بالتغيير وقد يتم حذف الموضوع دون إنذار صاحبته ما لم تعد للمخالفة مرة أخرى

هذا من ضوابط الملتقى يا طيبة
فألتمس منكِ العذر .. هو اجتهادنا فيما نراه أصلح
..وهو المتعارف عليه في صلاحيات الإشراف بوجه عام

ثانية لمَ المنتدى لا يعطي خاصية التعديل في أي وقت أرادت العضوة تعديل موضوعها .؟

هذه مسألة تقنية .. يمكنكِ التواصل مع إدارة الملتقى في قسم التواصل وإن شاء الله تجدين ما يسركِ
كتب الله أجركم مشرفتنا.
وكتب الله أجركِ أختي الكريمة
سأفتح موضوعًا باسمكِ في قسم الموضوعات المكررة .. إن أحببتِ ضعي فيه ما تودين تعديله وسأقوم بتعديله إن شاء الله
نفع الله بكِ

الرد في الاقتباس
أروى آل قشلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
33 سبباً للخشوع في الصلاة ورده الياسيمن روضة الفقه وأصوله 4 20-11-07 12:16 PM


الساعة الآن 11:44 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .