العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة اللغة العربية وعلومها

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-08-06, 05:34 PM   #1
أم هشام
نفع الله بك الأمة
افتراضي دروس نحوية ( من كتاب الإيضاح على الآجرومية ) للشيخ : الأسمري

اللقاء الأول :

من كتاب الإيضاح على الآجرومية ( للشيخ : صالح الأسمري)
مُقَدِّمَة
وفيها فصلان :
الأول :
في تعريف موجز بابن آجروم - رحمه الله - ، وذلك في مقاصد عدة :
الأول : في اسمه ونسبه :هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن داود الصِّنهاجي ، المعروف بـ (ابن آجروم) ، وهنا فائدتان :
الأولى :
أنه يُقَال لابن آجروم : (الصِّنْهاجي) نسبة إلى قبيلة صِنْهاجة بالمغرب . قاله الحامدي - رحمه الله - في حاشية له على : [شرح الكفراوي للآجرومية].
الثانية :
أن كلمة : (آجروم) لها معنى ، وضبط .
فأما المعنى :
فهو : الفقير الصوفي ، وذلك بلغة البَرْبَر . قال ابن عنقاء ‘‘هي كلمة أعجمية ، بلغة البربر ، معناها : الفقير الصوفي ، على ما قيل . لكني لم أجد البرابرة يعرفون ذلك’’ انتهى . غير أن السيوطي وابن الحاج جزما بالمعنى السابق.
وأما الضبط :
فعلى أوجه :
• الأول : بفتح الهمزة مع مدّ ، وجيم مضمومة مُخَفَّفة ، وراء مهملة مضمومة مع تشديد وتثقيل ، هكذا : (آجُرُّوم) قاله ابن عنقاء ، وبه قطع السيوطي في : [بغية الوعاة].
• الثاني : كالأول ، غير أن الجيم تكون مفتوحة ، هكذا : (آجَرُّوم) وهذا هو المنقول عن الجمال المطيب .
• الثالث : بفتح الهمزة دون مَدٍّ ، وجيم ساكنة ، وراء مهملة مضمومة دون تشديد ، هكذا (أَجْرُوم) وهو منقول عن ابن أجروم نفسه ، قاله ابن الحاج في : [العقد الجوهري] .
• الرابع : ما حكاه السيوطي في [البغية] بقوله : ‘‘رأيت بخط ابن مكتوم في [تذكرته] ، قال : (محمد بن الصنهاجي أبو عبد الله ، من أهل فاس ، يعرف بـ أكروم …’’.
• الخامس : ما حكاه ابن عنقاء بقوله : ‘‘وقد كثر حذف همزته - يعني آجروم - فلا أدري أهي لغة أم هي من تلعب الناس’’ .
لطيفة :
قال ابن عنقاء : ‘‘في قبيلة البربر قبيلة تُسَمَّى بني آجروم ’’.
الثاني : في مولده ووفاته .فأما مولده :
فيقول ابن الحاج : ‘‘ولد سنة اثنتين وسبعين وستمائة بمدينة فاس في السنة التي توفي فيها ابن مالك’’ . وبذلك جزم ابن العماد في [شذرات الذهب].
وأما وفاته :
فيقول ابن الحاج : ‘‘توفي يوم الاثنين بعد الزوال لعشرة بقيت من صفر ، سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة’’ . وبه قال الحلاوي وابن العماد وغيرها .
لطيفة :
قال ابن الحاج : ‘‘توفي ابن آجروم وله إحدى وخمسون سنة ، ودفن بباب الجيزيين ، ويعرف الآن بباب الحمراء بفاس ’’.
الثالث : في مكانته العلمية .
قال السيوطي - رحمه الله - : ‘‘وصفه شرَّاح مقدمته كالمكودي والراعي وغيرهما ، بالإمامة في النحو والبركة والصلاح ، ويشهد بصلاحه عموم نفع المبتدئين بمقدمته’’ .
وقال ابن مكتوم عنه : ‘‘نحوي مقرئ ، وله معلومات من فرائض وحساب وأدب بارع ’’.
الرابع : في مصنفاته :كان له - رحمه الله - مصنفات أشار إليها ابن مكتوم في : [تذكرته] بقوله : ‘‘وله مصنفات وأُجيز في القراءات وغيرها ’’، والمعروف من كتبه كتابان : الأول : هو مقدمته النحوية . الثاني : هو فرائد المعاني في شرح حرز الأماني .
الثاني :
في تعريف موجز بـ (المقدمة) ، وذلك حسب المقاصد التالية :الأول : في اسمها
لم يسمِّ الْمُصَنِّف - رحمه الله - كتابه هذا باسمٍ ، إنما سُمِّيَ به فقيل : (الآجرومية) ، أو : (الجرّومية) وهذا من باب النسبة ؛ لأن المركب الإضافي كالمبدوء بـ (ابن) ، وهو هنا كذلك ، عند النسبة يُحذف صدره (ابن) وينسب إِلى عجزه (آجروم) وفيه يقول ابن مالك :
وانسُبْ لصدْرِ جُمْلةٍ وصدْرِ ما
إضافةً مبْدوءةً بِابْنٍ أَوْ أبْ
. رُكِّبَ مَزْجاً ولثانٍ تَمَّمَا
أوْ ما لَهُ التَّعْريفُ بِالثَّاني وَجَبْ
.
وربما قيل في التسمية : (مقدمة ابن آجروم) أو : (المقدمة الآجرومية). ودال (المقدمة) فيهما تفتح وتكسر ، والكسر أولى لما فيه من إشعار بتقدمها استحقاقاً أَوْ حقيقة ؛ ولأن الفتح لغة قليلة .
قال بعض الشراح : ‘‘إنما سُمِّيَت الآجرومية بـ (المقدمة) ؛ لأنها توصل المشتغل بها إِلى المطولات من كتب النحو والإعراب ، كمقدمة الجيش التي تتقدم أَمَامَه ، لتهيئ له في المحل الذي ينْزله ما يحتاج إليه’’. وهو معنى لطيف متَّجه .
الثاني : في وقت تصنيفها
لم يذكر ابن آجروم ولا غيره من المترجمين والشراح زمن تصنيف الآجرومية ، غير أن ابن مكتوم في : [تذكرته] - وهو عصري ابن آجروم - قال : ‘‘وهو إِلى الآن حي ، وذلك في سنة تسع عشرة وسبعمائة’’ ، وذلك بعد أن أشار إِلى مصنفاته وكونه نحوياً مقرئاً .
الثالث : في مكان كتابتها
ذكر الراعي وابن الحاج في [شرح الآجرومية] أن ابن آجروم ألَّف هذا المتن تجاه الكعبة الشريفة ، وقال الحامدي في [حاشيته على شرح الكفراوي للآجرومية] : ‘‘حكي أنه ألَّفَ هذا المتن تجاه البيت الشريف’’ .
الرابع : في منهج صاحبها فيها
كان له في ذلك طريقة حَيْثُ :
• اقتصر فيها على كبرى أبواب النحو وأصوله ، وقد أشار إِلى ذلك غير واحد ومنهم الأزهري في أول شرحه على الآجرومية .
• واتبع الكوفيين في عباراتهم ، يقول السيوطي في [بغية الوعاة] : ‘‘وهنا شيء آخر ، وهو أنَّا استفدنا من مقدمته أنه كان على مذهب الكوفيين في النحو ؛ لأنه عَبَّرَ بالخفض ، وهو عبارتهم ، وقال : الأمر مجزوم ، وهو ظاهر في أنه معرب وهو رأيهم . وذكر في الجوازم : كيفما ، والجزم بها رأيهم ، وأنكره البصريون ، فتفطّن’’ .
• وأورد فيها الأبواب بإيجاز وترتيب بديع ؛ حَيْثُ قدَّم الكلام وحقيقته على أقسامه ، والأقسام على علامات كل قسم ، وهَلُمَّ جراً ، مما يأتي في الشرح التنويه إِلَيْهِ - إن شاء الله - .
الخامس : في عناية الناس بها
لقد اشتهرت الآجرومية بين الطلاب قديماً وحديثاً ، وانتفع بها الدارسون . يقول السيوطي : ‘‘يشهد بصلاحه - أَيْ : ابن آجروم - عموم نفع المبتدئين بمقدمته’’ ، ويقول ابن الحاج : ‘‘ويدُلُّكَ على صلاحه أن الله جعل الإقبال على كتابه ؛ فصار غالب الناس أول ما يقرأ بعد القرآن العظيم هذه المقدمة ؛ فيحصل له النفع في اقرب مُدَّة’’ .
وقد تنوعت العناية بالآجرومية ، فمنهم من نظمها كعبد السلام النبراوي ، وإبراهيم الرياحي وعلاء الدين الآلوسي والعمريطي وغيرهم . ومنهم من تَمَّمها كالحطاب ، ومنهم من شرحها - وهم كثير ، عَدَّ صاحب [كشف الظنون] منهم أكثر من عشرة - كالمكودي والراعي والأزهري والرَّمْلي.
لطيفة :
قال الحامدي في حاشية له : ‘‘حُكي أَيْضاً أنه لما ألفه - يعني : ابن آجروم ومقدمته - ألقاه في البحر ، وقال : إن كان خالصاً لله تعالى فلا يبل ، فكان الأمر كذلك’’.

قال الْمُصَنِّف - رحمه الله - : (ببسم )بدأ الْمُصَنِّف - رحمه الله - هذا المتن النحوي بـ (البسملة) ؛ وذلك منه اقتداء بكتاب الله ؛ إِذْ هي أول آية على الصحيح ، حَيْثُ افتتح الصحابة المصحف العثماني بها وتلوها وتَبِعَهم جميعُ من كتب المصحف بعدهم في جميع الأمصار ، قاله الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في [فتح الباري] .
وكذلك اتباعاً لهدي النبي في مكاتباته ومراسلاته ، ككتابته إِلى هرقل عظيم الروم كما جاء ذلك في حديث أبي سفيان في أول صحيح البخاري .
ولما استقرَّ عليه عمل الأئمة الْمُصَنِّفين ، فقد قال الحافظ في [الفتح] : ‘‘وقد استقر عمل الأئمة الْمُصَنِّفين على افتتاح كتب العلم بالبسملة ، وكذا معظم كتب الرسائل’’ .
ولعل الْمُصَنِّف - يرحمه الله - حَمِدَ وتَشهَّد نطقاً عند وضع الكتاب ، ولم يكتب ذلك اقتصاراً على البسملة ؛ لأن القدر الذي يَجْمع الأمور الثلاثة : ذِكْر الله ، وقد حَصَل بها .
قوله : (بسم )جار ومجرور ، وهما متعلقان بمحذوف تقديره (أؤلف) أَوْ نحوه من المعاني الصحيحة السائغة . والاسم من السُّمُو لغة على الصحيح ، وهو ما كان لْمُسَمَّى ، وسيأتي - بإذن الله - الكلام عنه في موضعه .
قوله : (الله)
مخفوض على الإضافة ، وهو مشتق من (أَلَهَ) ومنه قول رؤبة :
لِلَّهِ دَرُّ الغانِيَــات الْمُدَّهِ سبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ مِنْ تَأَلُّهِي
والتَّأَلُّه هو : التعبُّد .
قوله : (الرحمن الرحيم)
نعت بعد نعت ، هذا هو المشهور ؛ لكن قال في [المغني] : ‘‘الرحمن : بدل لا نعت ، والرحيم بعده : نعت له’’ . وهما اسمان لله يتضمنان صفة الرحمة ، واخْتُلِفَ في التفريق بينهما ، وأحسن ما قيل : إن الرحمن دالٌّ على الصفة القائمة بالذات ، والرحيم دال على تعلُّقها بالمرحوم .
لطيفة :
كثيراً ما يعزو الشراح بدء الْمُصَنِّف بالبسملة إِلى حديث : (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بـ(بسم الله الرحمن الرحيم) فهو أقطع) ، والحديث أخرجه عبد القادر الرُّهَاوِي في كتابه [الأربعين] ؛ لكنه ضعيف لا يصح ، وبذلك قطع أئمة، ومنهم : الحافظ ابن حجر ، والسخاوي وآخرون ، رحمة الله على الجميع .



توقيع أم هشام
من العجائب ، أن البركات التي تنزل على العلم ، تنزل على المجتهد حتى الذي اجتهد في تقليب صفحات الكتاب !!

******************************************
إذا حدّثت ففتش ، وإذا كتبت فقمِّش
******************************************

التعديل الأخير تم بواسطة أم هشام ; 26-08-06 الساعة 11:31 PM
أم هشام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-06, 06:19 PM   #2
طالبة التوحيد
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 03-07-2006
المشاركات: 230
طالبة التوحيد is on a distinguished road
Post

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيت خيرا مشرفتي (أم هشام)ونفعنا الله بهذه الدروس،ونسأل الله أن لاتنقطع.
[grade="FF7F50 B22222 F4A460 A0522D"][glint]وياحبذا لو يكون هناك امتحان دوري لما نتدارسه بيننا.[/glint][/grade]
كما أنه عندي عدة استفسارات:
هل هذه الدروس للشيخ الأسمري مكتوبة أم مسموعة؟
وهل هي هنا مكتوبة بالنص أم أنك اقتبست من الشرح لهذا الشيخ الجليل؟
زادك الله من فضله،ونسأل الله لنا ولكم الإخلاص،والمثوبة.
طالبة التوحيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-06, 09:53 PM   #3
أم هشام
نفع الله بك الأمة
افتراضي

حياك الله أم يوسف

هذه دروس للشيخ مكتوبة ونقلتها بالحرف وأنا في محاولة لجلب المسموع منها
وسوف نتدارس سويا بإذنه تعالى.
أم هشام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-06, 11:35 PM   #4
أم أســامة
~ كن لله كما يُريد ~
افتراضي

وفقكِ الله يا أم هشام وزادكِ الله من فضله ..



توقيع أم أســامة
:

قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِى صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا »
سنن ابن ماجه .


قـال ابـن رجب ـ رحمـه الله ـ: «من مشى في طاعة الله على التسديد والمقاربة فـليبشر، فإنه يصل ويسبق الدائب المجتهد في الأعمال، فليست الفضائل بكثـرة الأعمـال البدنية، لكن بكونها خالصة لله ـ عز وجل ـ صواباً على متابعة السنة، وبكثرة معارف القلوب وأعمالها. فمن كان بالله أعلم، وبدينه وأحكامه وشرائعه، وله أخوف وأحب وأرجى؛ فهو أفضل ممن ليس كذلك وإن كان أكثر منه عملاً بالجوارح».


" لا يعرف حقيقة الصبر إلا من ذاق مرارة التطبيق في العمل , ولا يشعر بأهمية الصبر إلا أهل التطبيق والامتثال والجهاد والتضحية "

:
أم أســامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-06, 03:42 PM   #5
سمية بنت إبراهيم
|مديرة معهد أم المؤمنين خديجة|
افتراضي

أم هشام

وفقكِ الله تعالى وزادكِ علما وعملا



توقيع سمية بنت إبراهيم
.................

(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) (الإسراء-82)

قال أويس القرني رضي الله عنه :
لم يجالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان.


أم عمـــر .. أسعدكِ ربي يا حبيبة .. وجمعني بكِ في أعالي الجنان
سمية بنت إبراهيم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-06, 02:38 PM   #6
مها
~مستجدة~
افتراضي

جزاك الله خيرا على ماقدمتي ونفعنا الله به..



توقيع مها
[COLOR="Indigo"][CENTER][B]قال يحي ابن معاذ:[/B]كم من مستغفر ممقوت،وسكت مرحوم..
هذا استغفر وقلبه فاجر؛وهذا سكت وقلبه ذاكر..
نسأل الله السلامة والعافية..[/CENTER][/COLOR]

التعديل الأخير تم بواسطة مها ; 25-08-06 الساعة 02:40 PM
مها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-06, 10:12 PM   #7
هدهد
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
المشاركات: 85
هدهد is on a distinguished road
افتراضي

الأخت الحبيبة أم هشام

بارك الله فيك وجزاك خيرا على ما أدرجته يمناك..... ويا حبذا إن توفر لك ذلك من إدراج المتن كاملا

وبالنسبة إلى الشرح المسموع فستجدونه على الرابط التالي

http://www.islamacademy.net/library/...d=1139&lang=Ar
نفعنا الله وإياكم بها
هدهد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-06, 10:24 PM   #8
أم هشام
نفع الله بك الأمة
افتراضي

لاحرمك الله أجر مشاركتك.

ولكن أريد أن أدرج شرح الشيخ الأسمري المسموع ، وهذا مانحن بصدد البحث عنه .

وجزيتِ خيرا.
أم هشام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-06, 11:40 PM   #9
أم هشام
نفع الله بك الأمة
افتراضي الدرس الثاني : دروس نحوية ( من كتاب الإيضاح على الآجرومية ) للشيخ : الأسمري

قال الْمُصَنِّف - رحمه الله - (الكلام هو : اللفظ المركب المفيد بالوضع)فيه مباحث على ما يلي :الأول :
بدأ الْمُصَنِّف - يرحمه الله -بتعريف الكلام ؛ لأنه موضوع النحو ومادته والتي يعمل فيها ، وبه يقع التفاهم والتخاطب .
ومِنْ ثَمَّ يَبِينْ عناية الْمُصَنِّف - يرحمه الله - بتقديم ما حقه التقديم على غيره ، وهذا هو حقيقة التدرّج المحمود في التعليم .
الثاني :قوله : (الكلام) أَيْ في اصطلاح النحويين ؛ لأن (ال) في (الكلام) إما أن تكون عوضاً عن مضاف إِلَيْهِ ، أَوْ للعهد الذهني .فعلى الأول إما أن يكون المضاف إِلَيْهِ المحذوف ضميراً أَوْ لا ، فإن كان ضميراً يكون التقدير : كلامنا ؛ أَيْ معشر النحاة . وإن كان اسماً مظهراً فيكون التقدير : كلام النحويين ، والْمُصَنِّف - يرحمه الله - منهم .
وعلى الثاني يكون المقصود : الكلام المعهود في الأذهان ، وهو كلام النحويين ؛ لأن المتن المبدوء به ذلك في النحو ، ومصنفه من النحويين ، بل من أئمتهم المشهورين .
الثالث :
قوله (اللفظ) يتعلق به أشياء ثلاثة :
الأول : معناه في اللُّغَةحَيْثُ إِنه : يدل على طرح الشيء ، تقول : لفظتُ الشيء من فمي ، إِذا طرحتَه .
الثاني : معناه في الاصطلاححَيْثُ إِنه : الصوت المنقطع من الفم ، المشتمل على بعض الحروف الهجائية تحقيقاً كـ(زيد) أَوْ تقديراً كالضمير المستتر .
الثالث : الاحتراز بهحَيْثُ احترز بقَيْد (اللفظ) - في تعريف الكلام اصطلاحاً - : عن كل ما حصل به التفاهم وليس بلفظ ، كالكتابة والإشارة ونحوهما . وهي تُسَمَّى عند اللُّغَويين بـ (الدَّوالّ) لأنها تدل على معنى يَفْهَمه المخاطَب بها .
الرابع :
قوله (المركّب) يتعلق به أشياء ثلاثة :
الأول : معناه في اللُّغَة
حَيْثُ إِنه : علوُّ شيءٍ شيئاً ، تقول : ركبتُ الدَّابة إِذَا عَلَوْتها . وكلمة (المركب) اسم مفعول من : ركب .الثاني : معناه في الاصطلاححَيْثُ إِنه : ضمُّ كلمةٍ إِلى أخرى فأكثر . سواء أكان الضم ظاهراً كـ (قام زيد) ، أم كان مُقَدَّراً كـ (قم) ، إِذْ التقدير : قُمْ أنت .
وليُعْلم أن التركيب يأتي على أنواع :
• ومنه : المركب الإسنادي ؛ وهو المكوّن من مسنَدٍ ومسند إِلَيْهِ ، كـ (زَيْدٌ قَائِمٌ ، وقام زَيْدٌ) حَيْثُ إِن زيداً مسند إِلَيْهِ ، والقيام مسند .
• ومنه : التركيب المزجي كـ (بَعْلَبَك) .
• والتركيب الإضافي ، كـ (غلام زيد) .
• والتركيب العددي ، كـ (أربعة عشر) .
الثالث : الاحتراز به
قَيْد (التركيب) احترز به : عن المفرد ، كـ (زيد) فقط ، أَوْ (عمرو) فقط - أعني : لم يُضَمّ إليها شيء آخر - .
أم هشام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-06, 11:43 PM   #10
أم هشام
نفع الله بك الأمة
افتراضي

الخامس :قوله (المفيد) يتعلق به أشياء ثلاثة :
الأول : معناه في اللُّغَة
حَيْثُ إِنه : ما ترتب عليه فائدة ، ولها معانٍ منها : ما استفيد من علم أَوْ مال . وكلمة (المفيد) اسم فاعل من : فَيَدَ .
الثاني :
معناه في الاصطلاح ؛ حَيْثُ إِنه : كل ما أفهم معنى يَحْسُنُ السكوت عليه كـ (قام زَيْدٌ) خلافاً لـ (إن قام زَيْدٌ) فلا يًحْسُنُ السكوت عليها .
ثم هل المراد سكوت الْمُتَكَلِّم عن التكَلُّم ، أَوْ السامع عن طلب الازدياد ، أَوْ هما ؟ أقوال ؛ أرجحها : الأول ؛ لأن السكوت خلاف التكَلُّم ، والثاني صفة الْمُتَكَلِّم اتفاقاً ، فكذلك السكوت .
صفته :وهل يشترط إفادة المخاطب شيئاً يجهله ؟ قولان :
• أحدهما : اشتراط ذلك ، وبه جزم ابن مالك وآخرون .
• والثاني : عدم اشتراطه ، وصححه أبو حيان والصبان وآخرون .
وليُعْلم أن محل الخلاف السابق : إِذَا ابتدئ به ؛ لا إِذَا كان في درج الكلام وثناياه .
ومثال البدء :
قولك لعاقل : النار حارة تحرق . خلافاً ما إِذَا كانت الجملة نفسها في درج حديث مفيد أوله .
الثالث : الاحتراز به
• قَيْد (المفيد) احترز به : عن كل لفظ مركب لا يفيد الفائدة الموصوفة آنفاً .
السادس :
قوله : (بالوضع) يتعلق به أشياء ثلاثة :
الأول : معناه في اللُّغَة
حَيْثُ إِنه : يدل على خفض الشيء وحطه ، تقول : وضعت الكتاب على الأرض ؛ إِذَا حططته . وكلمة : (بالوضع) جار ومجرور متعلق بـ(المفيد) ، والباء في كلمة : (بالوضع) تحتمل معان ، ومنها : المصاحبة ، أي : الكلام هو اللفظ المركب المفيد إفادة مصحوبة بالوضع .
الثاني : معناه في الاصطلاح
هو : جعل اللفظ دليلاً على معنى ، وفق الاستعمال العربي . وهذا الوضع العربي يشمل اللفظ على جهة الانفراد والنظم . فأما الانفراد فتكون الكلمة المراد بها معنى ما قد استعملها العرب للمعنى نفسه . كـ(زيد) ؛ فإنه لفظ عربي جعلته العرب دالاً على معنى ، وهو ذات وضع عليها لفظ : (زيد) .
وكذلك يُقَال في نظم الكلام وضم بعضه إِلى بعض ؛ إِذْ لابد من صحة تركيبه وعَوْد ضمائره وما إِلى ذلك .
ثم هل الوضع يُرَاد به - أَيْضاً - القصد ؛ أَيْ : أن يكون الكلام مقصوداً ؟ قولان .
• أحدهما : إثبات ذلك ، وبه قطع ابن مالك وخلائق ، وعليه جمهور شرَّاح المتن .
• الثاني : نَفْيُ ذلك ، ورجَّحه أبو حَيَّان .
ومِنْ ثَمَّ يكون لكلمة : (بالوضع) معنى يتضمّن شيئين :
• الأول : الوضع العربي .
• والثاني : القصد ، على الصحيح .
الثالث : الاحتراز به
قَيْد (الوضع) - بمعنييه السابقين - احترز بالأول منهما : عن الكلام الموضوع وضعاً غير عربي ، كالكلام الأعجمي . واحترز بالثاني : عن كلام غير القاصد - ولو كان موضوعاً وضعاً عربياً - ، كالمجنون .
السابع :في كون حَدّ الكلام اصطلاحاً يشتمل على قيود أربعة وهي : اللفظ ، والتركيب ، والإفادة ، والوضع .
وهذا الْحَدّ بقيوده الأربعة ذكره جماعة قَبْل ابن آجروم - يرحمه الله - ، ومنهم : الإمام الْجُزُولي - نسبة إِلى جُزُولة ، بطن من بطون البربر بالمغرب - ، قاله الأزهري .
الثامن :اعترض على حدّ الْمُصَنِّف للكلام باعتراضين :
أحدهما :
أن قَيْد : (التركيب) و(الوضع) : يغني عنهما قَيْد : الإفادة ؛ لأن المفيد الفائدة التي يحسن السكوت عليها ؛ يستلزم أن يكون مركباً وموضوعاً .
ولكن أجيب عن ذلك بجوابين :
الأول : أن دلالة اللزوم مهجورة في التعاريف عند أولى النظر ؛ ولذا أَثْبت الْمُصَنِّف - يرحمه الله - قَيْد : التركيب والإفادة . ثم إن المقصود من التعريف شرح الْمُعَرَّفِ بيان أجزائه وقيوده ، فلا يكفي دلالة اللزوم .
• الثاني : أن تعريف الشيء بذكر قيوده وأجزائه بعيداً عن دلالة اللزوم ؛ هو المناسب للمبتدئين ؛ إِذْ إِنَّهم غالباً لا يَعْقلون دلائل اللزوم ، والمقدمة الآجرومية إنما كان للمبتدئين ؛ فحصل التناسب .
الثاني :
أن هناك قَيْداً لابد منه في التعريف ، وهو : اتحاد الناطق ، فلو اصطلح رجلان على أن يَذْكر أحدهما فعلاً ، والآخر فاعلاً ؛ لم يُسَمَّ ذلك كلاماً . ومِنْ ثَمَّ تعيَّن إضافة قَيْد : (اتحاد الناطق) في التعريف .
ورُدَّ هذا الاعتراض بأن قَيْد : اتحاد الناطق مُخْتلَف فيه ، بل صحَّحَ الأئمة كابن مالك وأبي حيان عدم كونه قَيْداً ، إلحاقاً بحقيقة : (الْخَطّ) ؛ إِذْ يُسَمَّى الخط خطاً ولو اختلف الكاتب ، فكذلك الكلام
أم هشام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الدليل إلى المتون العلمية أمةالله المتون العلمية 58 17-01-08 10:11 PM


الساعة الآن 05:06 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .