العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة العقيدة

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-07-13, 04:10 PM   #1
احلام فلسطين
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 23-01-2012
المشاركات: 52
احلام فلسطين is on a distinguished road
افتراضي الاخلاص للشيخ مشاري خراز








بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أَمَّـا بـعد

يروى ان نجار ماهر لامثيل له فى دقة وروعة صنعته وقد تقدم به العمر ، وطلب من رئيسه فى العمل وصاحب المؤسسة أن يحيله إلى التقاعد ، ليعيش ماتبقى من عمره مع زوجته وأولاده

فى البداية رفض صاحب العمل طلب النجار ، وحاول أن يغريه بالإستمرار فى عمله عن طريق زيادة راتبه ، إلا أن النجار رفض وأصر على طلبه

وعندما لم يجد صاحب العمل مفر من إجابة طلبه حاول ان يحصل على مكسب اخير من هذا النجار ، قال له : لى عندك رجاء أخير ، وهو أن تبنى منزلا أخيرا تربح منه المؤسسة …ثم بعد ذلك سوف أحيلك للتقاعد ،
وافق النجار على مضض ، وبدأ فى عمله .. ولعلمه أن هذا هو البيت الأخير الذى سوف يبنيه ، لم يحسن النجار صنعته فيه ، وأسرع فى الإنتهاء ، دون تحقيق الجودة المعروفة عنه في السابق

وعندما إنتهى النجار العجوز من البناء ، سلم صاحب العمل مفاتيح المنزل الجديد ، وطلب السماح له بالرحيل كما هو الإتفاق

إلا أن صاحب العمل فاجئه ، وقال له : هذا المنزل هديتى لك عوضا عن بيتك القديم المتهالك نظير عملك مع المؤسسة بإخلاص وتفانى

صعق النجار من المفاجأة ، لو كان يعلم هذا النجار انه سيبني هذا المنزل لنفسه ، لما توانى فى الإخلاص فى اداء العمل

سبحان الله اخواني واخواتي في كل حلقة من حلقات البرنامج
كنا نتكلم عن كيفية استشعار عبادة معينة اليوم الامر مختلف سنتكلم عن عبادة اذا اتقنتها فسوف تتلذذ بجميع العبادات وعلى هذا فيمكنك ان تعتبر هذه الحلقة من اهم حلقات البرنامج
هذه العبادة

هي الاخلاص

اذا طبقت قوانين الاخلاص فستعيش احلى حياة ليس مع العبادات فقط بل مع كل حركة في حياتك اذكر اننا اقمنا في السابق دورة عن الاخلاص
يقول احد المشاركين فيها والله لذة الاخلاص لا توصف اليوم اول مرة اعرف انها هكذا

شخص اخر كان يبعث لي رسالة بالهاتف يقول فيها انا الان بقمة السعادة والله هذه هي حلاوة الايمان

اخر مشاركة اسمحوا لي ان انقلها لكم من احد الشباب يقول والله ان الاحساس لا تصفه الكلمات
فاذا كانت هذه هي البداية فكيف بما سيأتي انتهى كلامه
نعم والله ما احلى الاخلاص صدقني لن تجد شيء في قلبك لا احلى ولا الذ من الاخلاص
الاخلاص ان تكون اعمالك كلها لله وعباداتك كلها لله لا رياء ولا سمعة
فأنت تحسن الى والديك سواء فضلوك على اخوانك واخواتك او انهم فضلو اخوانك عليك لا يهم انت تتصدق على الفقراء سواء عرف الناس ام لم يعرفوا اهم شيء ان يكون الله تعالى علم بي اهم شيء ان الملائكة سجلت عملي ثم بعد ذلك لا يهمني احد لا تظهر حسن اخلاقك امام اصحابك او اهل زوجتك لكي يحسنو التعامل معك لا بل اظهر لهم اخلاقك سواء احسنو اليك ام لم يحسنو اهم شيء ان الله سبحانه وتعالى رضي عني ام لا اذا كنت قد ارضيت الله فكل شيء سواه لا يهم

إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب ترابُ”
“فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضابُ

وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خرابُ





ما الذي تريده من الناس

اهم شيء ان تدخل انت الجنة حتى لو ما دعاك احد ما يهم سواء عرف المدير انك مجتهد ام لا سواء عرف المسؤول انك لم تخطىء او لم يعرف في النهاية الست متأكدا ان الله تعالى يعلم عنك فقط هذا هو المطلوب المخلوق لن يعطيك قدرك لن يعطيك حقك اما ربنا سبحانه فإنه اكثر من يعلم عنك وهو يعلم ماذا تستحق وهو سيعطيك اكثر مما تستحق
قال تعالى
مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا

اذا كنت دائما تفكر بهذه الطريقة فلن يحزنك شيء ولن تهتم لاي احد لن يعطيك قدرك لانك اصلا لم تعمل لاجلي وقليل من الناس من يعيش هكذا وان كثير من الناس يحسن لاهله يحسن لوالديه او لاصحابه يحسن في العمل ثم لا يجد التقدير فيتوقف عن الاحسان والمفروض ان لا يتوقف لماذا لانه اصلا لم يعمل لاجلهم بل ليحصل على ثواب هذا الاحسان فأهم شيء هل انت حصلت على أجرك من الله ام لا اذا كنت قد حصلت عليه فالامر قد انتهى هذا هو الاخلاص ان تكون اعمالك كلها لله بدون ان تعملها لاي شيء اخر
هل سألت نفسك مرة ماذا سيحدث لي إذا اخلصت اولا الاخلاص ليس لدرجة واحدة بل على درجات فإذا زاد الاخلاص في قلبك فإنك ستعامل معاملة خاصة من الله تعالى لا كغيرك من الناس

وهذه المعاملة الخاصة تكون في ثلاثة امور
اولا الاعمال الصالحة التي تفعلها باخلاص ستحصل مقابلها على حسنات اكثر من غيرك حتى لو كان هذا الشخص قد عمل مثل عملك بالضبط فستحصل انت على أجر اكبر

قال عبد الله المبارك
كم من عمل صغير عظمته النية وكم من عمل كبير صغرته النية





فالصحابة يفعلون مثل افعال كثير من اهل زماننا هذا ولكن أجورهم اعظم لماذا لان الاخلاص الذي كان في قلوبهم كان اعظم
قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم

لا تسبوا أصحابي . لا تسبوا أصحابي . فوالذي نفسي بيدِه !

لو أن أحدَكم أنفق مثلَ أحدٍ ذهبًا ، ما أدرك مدَّ أحدِهم ، ولا نصيفَه

الراوي: أبو هريرة المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2540
خلاصة حكم المحدث: صحيح


يعني لو انفقنا مثل جبل احد ذهب فلن نساوي بالاجر مثلما انفق هو بكمية مد اليد من الصدقة ولا حتى نصف المد لهذا
قال بكر المزني، رحمه الله :
ما سبقهم أبو بكر بكثرة صيام ولا صلاة، ولكن بشيء وقر في صدره.
اما المعاملة الخاصة الثانية

التي تكون للمخلص انه حتى لو وقع في السيئات فانه سيتجاوز عنه اكثر من غيره له معاملة خاصة حتى لو وقع في السيئات




قال بعض العلماء
والنوع الواحد من العمل قد يفعله الإنسان على وجه يكمن فيه إخلاصه وعبوديته لله فيغفر الله به كبائر الذنوب
كما ذكر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم

عن بغي من بغايا اسرائيل التي سقت كلبا بينما كلب يطيف بركية ، كاد يقتله العطش ، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل ، فنزعت موقها ، فسقته فغفر لها به

الراوي: أبو هريرة المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3467
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

يقول العلماء لقد حضر في قلبها في قلب هذه البغي من اخلاص ما لا يعلمه الا الله تعالى لهذا غفر لها والا ليس كل بغي سقت كلبا يغفر لها ان من العدل ان لا يعامل الناس جميعا معاملة واحدة بل كل انسان يعامل بحسب قلبه وتاريخه فانظر ماذا تحمل في قلبك اثناء المعصية وعلى اساسها ستكون المحاسبة

قال ابن القيم رحمة الله عليه

الكبيرة من الكبائر قد يقترن بها من الحياء والخوف، والاستعظام لها ما يلحقها بالصغائر. بل يجعلها في أعلى المراتب. وهذا أمرٌ مرجعه إلى ما يقوم بالقلب. يقول ابن القيم يُعْفى للمحب ولصاحب الإحسان العظيم ما لا يعفى لغيره ويسامح بما لا يسامح به غيره، وسمعتُ شيخَ الإسلام ابنَ تيمية –قدس الله روحه –يقول: انظر إلى موسى –صلوات الله وسلامه عليه –رَمَى الألواحَ التي فيها كلام الله الذي كتبه بيده فكسرها، وجرَّ بلحيةٍ نبي مثله، وهو هارون، ولطم عين ملك الموت ففقأها، وعاتب ربه ليلة الإسراء في محمد ورفعه عليه، وربه تعالى يحتمل له ذلك ويحبه ويكرمه ويدنيه لأنه قام لله تلك المقامات العظيمة في مقابلة أعدى عدو له، وصدع بأمره، وعالج أمتي القبط وبني إسرائيل أشد المعالجة، فكانت هذه الأمور كالشعرة في البحر، وانظر إلى يونس بن مَتّى حيث لم يكن له هذه المقامات التي لموسى غاضب ربه مرة فأخذه وسجنه في بطن الحوت، ولم يحتمل له ما احتمل لموسى، وفرقٌ بين من إذا أتى بذنب واحد، ولم يكن له من الإحسان والمحاسن ما يشفع له، وبين من إذا أتى بذنبٍ جاءت محاسنه بكل شفيع
كما قيل:
وإذَا الحبيبُ أتى بِذَنْبٍ وَاحدٍ جَاءتْ مَحَاسِنُه بأَلْفِ شَفِيعِ»
وكلما كان توحيد العبد اعظم كانت مغفرة الله له اتم انتهى كلام القيم رحمة الله عليه

واما المعاملة الخاصة الثالثة التي يعطيها الله تعالى للمخلص فهي السعادة التي سيشعر بها في الدنيا قبل الاخرة

قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم
مَن كانتِ الآخرةُ هَمَّه . جعل اللهُ غِنَاه في قلبِه وجَمَع له شَمْلَه ، وأَتَتْه الدنيا وهي راغمةٌ ، ومَن كانت الدنيا هَمَّه . جعل اللهُ فقرَه بين عَيْنَيْهِ ، وفَرَّق عليه شَمْلَه ، ولم يَأْتِهِ من الدنيا إلا ما قُدِّرَ له

الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6510
خلاصة حكم المحدث: صحيح


لقد كان الصالحون في السابق يحرصون على الا يحس بعبادتهم الا الله

في احدى المرات بكى ايوب من خشية الله تعالى فأخذ بانفه وقال ربما هذا زكام لا يريد احد ان يعرف انه يبكي مرة من المرات بكى فحاول ان يوقف بكائه فلما لم يملك نفسه قام لكي لا يعلم به احد

يقول محمد بن واسع :
لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته في وسادة واحدة قد بل ما تحت خده من دموعه لا تشعر به امرأته .. ولقد أدركت رجالاً يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذي إلى جنبه.
الله اكبر استمعوا اليهم الان في المساجد كيف انهم يصرخون صراخا بالبكاء والاولى ان يخفي الانسان طاعته

قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم
إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ العبدَ التقيَّ الغنيَّ الخفيَّ

الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث:السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 1869
خلاصة حكم المحدث: صحيح


خفاء ما يشعر به احد اخواني واخواتي اذا علمنا كل هذا فما المانع ان نخلص لله تعالى ان الاخلاص ليس به جهد بدني ولا تعب انت لا تحتاج ان تركض من اجل ان تخلص
بقية العبادات تحتاج لجهد كالصلاة والصيام او الى نفقة او الى سفر وتعب كاالحج ولكن الاخلاص لا يحتاج الى كل هذا المسألة تحتاج الى نية فقط


التعديل الأخير تم بواسطة أروى آل قشلان ; 08-11-13 الساعة 08:11 PM
احلام فلسطين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-13, 11:19 PM   #2
طالبة الرضوان
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

جزاكِ الله خيرا



توقيع طالبة الرضوان
سبحان الله،والحمد لله،ولا إله إلا الله،والله أكبر ..
طالبة الرضوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أفضل الكتب للمبتدئين من طلاب العلم و عامة المسلمين أسماء حموا الطاهر علي مكتبة طالبة العلم المقروءة 0 25-01-14 10:48 PM
تفريغ محاضرة الدعاء للشيخ مشاري الخراز احلام فلسطين روضة الفقه وأصوله 0 05-09-13 12:26 AM
الدليل إلى المتون العلمية أمةالله المتون العلمية 58 17-01-08 10:11 PM


الساعة الآن 06:24 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .