العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة التزكية وآداب الطلب > روضة التزكية والرقائق

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-02-10, 08:11 PM   #1
شمعة الإخاء
~مشارِكة~
t الثبـــــــــــــــــــات وأسبابه.

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الثبات علي دين الله مطلب أساسي لكل مسلم صادق يريد سلوك الصراط المستقيم بعزيمة ورشد
وتكمن أهمية الموضوع في أمور منها:
  • وضع المجتمعات الحالية التي يعيش فيها المسلمون.
  • وأنواع الفتن والمغريات التي بنارها يكتوون.
  • وأصناف الشهوات والشبهات التي بسببها أضحي الدين غريباً، فنال المتمسكون به مثلًا عجيبًا " القابض علي دينه كالقابض علي الجمر " .
  • ولاشك عند كل ذي لب أن حاجة المسلم اليوم لوسائل الثبات أعظم من حاجة أخيه أيام السلف، والجهد المطلوب لتحقيقه اكبر؛ لفساد الزمان, وندرة الإخوان, وضعف المعين، وقلة الناصر.
  • كثرت حوادث الردة والنكوص على الأعقاب, والانتكاسات حتى بين بعض العاملين للإسلام مما يحمل المسلم على الخوف من أمثال تلك المصائر ويلتمس وسائل الثبات للوصول إلى بر الآمن.
  • و لارتباط الموضوع بالقلب؛ الذي يقول النبي صلي الله عليه وسلم في شأنه: " لقلب ابن آدم أشد انقلاباً من القدر إذا اجتمعت غلياً " رواه أحمد 6/4 والحاكم 2/289 وهو في السلسلة الصحيحة 1772
وهذه خطبة أسأل الله أن ينفعنا وإياكم بها
لفضيلة الشيخ: خالد بن عبد الله المصلح-حفظه الله-



توقيع شمعة الإخاء
[COLOR=darkslateblue][COLOR=black][COLOR=#0d3e46][FONT=Comic Sans MS][SIZE=4][COLOR=red][CENTER][SIZE=3][COLOR=darkorchid][FONT=Mudir MT]لو كان نور العلم يدرك [/FONT][FONT=Mudir MT]بالمنى **** ما كان يبقى في البرية جاهل[/FONT][/COLOR][/SIZE]
[CENTER][SIZE=3][COLOR=darkorchid][FONT=Mudir MT]أجهد ولا تكسل ولا تك غافلا **** فندامة[/FONT][FONT=Mudir MT]العقبى لمن يتكاسل[/FONT][/COLOR][/SIZE][/CENTER]
[/CENTER]
[CENTER][CENTER][CENTER][CENTER][COLOR=#1d1b11][FONT=Mudir MT][/FONT][/COLOR][/CENTER][/CENTER]
[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR][/COLOR][/COLOR][/CENTER][/CENTER]
شمعة الإخاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-10, 08:17 PM   #2
شمعة الإخاء
~مشارِكة~
افتراضي

الثبات وأسبابه
الخطبة الأولى
أما بعد. . .
فاتقوا الله أيها المؤمنون كما أمركم ربكم فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾([1]) واعلموا أيها المؤمنون أن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف شاء فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله r يقول: ((إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث شاء ثم قال: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك))([2])رواه مسلم وقد قال النبي rمبيناً شدة تقلب قلوب العباد: ((لقلب ابن آدم أشد انقلاباً من القدر إذا اجتمعت غلياناً))([3])رواه أحمد بسند لابأس به وقد قيل:

وما سمي الإنسان إلا لِنَسْيِهِ ولا القلب إلا أنه يتقلب

ومصداق هذا كله مشاهد ملموس في واقع الناس فكم من روضة أمست وزهرها يانع عميم أصبحت وزهرها يابس هشيم فبينا ترى الرجل من أهل الخير والصلاح ومن أرباب التقى والفلاح قلبه بطاعة ربه مشرق سليم إذا به انقلب على وجهه فترك الطاعة وتقاعس عن الهدى. وبينا ترى الرجل من أهل الخنا والفساد أو الكفر والإلحاد قلبه بمعصية الله مظلم سقيم إذا به أقبل على الطاعة والإحسان وسلك سبيل التقى والإيمان.
أيها الإخوة المؤمنون إن تذكر هذا الأمر لتطير له ألباب العقلاء وتنفطر منه قلوب الأتقياء وتنصدع له أكباد الأولياء كيف لا والخاتمة مغيّبة والعاقبة مستورة والله غالب على أمره والنبي r قد قال: ((فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها))([4])متفق عليه، فالله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

فيا عباد الله عليكم أن تجتهدوا في أخذ أسباب الثبات وأن تحتفوا بها علماً بأن المقام جد خطير والنتائج لا تخالف مقدماتها والمسببات مربوطة بأسبابها وسنن الله ثابتة لا تتغير، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً.
أيها المؤمنون إننا في هذه العصور أحوج ما نكون إلى معرفة أسباب الثبات والأخذ بها، فالفتن تترى بالشبهات والشهوات والقلوب ضعيفة والمعين قليل والناصر عزيز وقد أخبر النبي r عن سرعة تقلب أهل آخر الزمان لكثرة الفتن فقال: (( إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً ))([5]).
لكل واحد منكم أيها الحاضرون أذكر بعض أسباب الثبات عسى الله أن ينفعنا بها وأن يثبتنا بالقول الثابت.
فمن أسباب حصول الثبات على الحق والهدى والدين والتقى الشعور بالفقر إلى تثبيت الله تعالى وذلك أنه ليس بنا غنى عن تثبيته طرفة عين فإن لم يثبتنا الله وإلا زالت سماء إيماننا وأرضُه عن مكانها وقد قال مخاطباً خير خلقه وأكرمهم عليه: ﴿وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً﴾([6]) وقال تعالى: ﴿إذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا﴾([7]) وكان نبينا r يكثر من قوله: ((لا ومصرف القلوب))([8])كما روى ابن ماجه بسند جيد مما يؤكد أهمية استشعار هذا الأمر واستحضاره.
ومن أسباب الثبات على الخير والصلاح الإيمان بالله تعالى قال عز وجل: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة﴾([9]). والإيمان الذي وعد أهله وأصحابه بالتثبيت هو الذي يرسخ في القلب وينطق به اللسان وتصدقه الجوارح والأركان فليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل فالالتزام الصادق في الظاهر والباطن والمنشط والمكره هو أعظم أسباب التثبيت على الصالحات قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً﴾([10]). فالمثابرة على الطاعة المداوم عليها المبتغى وجه الله بها موعود عليها بالخير والتثبيت من الله مقلب القلوب ومصرفها.
ومن أسباب الثبات على الطاعة والخير ترك المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها فإن الذنوب من أسباب زيغ القلوب فقد قال r فيما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: (( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ))([11]). وأما الصغائر فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: (( إياكم ومحقرات الذنوب كقوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه ))([12]).

خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى


واصنع كماش فوق أر ض الشوك يحذر ما يرى


لا تحقرن صـغـيرة إن الجبال من الحصى


ومن أسباب الثبات على الإسلام والإيمان الإقبال على كتاب الله تلاوة وتعلماً وعملاً وتدبراً فإن الله سبحانه وتعالى أخبر بأنه أنزل هذا الكتاب المجيد تثبيتاً للمؤمنين وهداية لهم وبشرى قال الله تعالى: ﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾([13]) فكتاب الله هو الحبل المتين والصراط المستقيم والضياء المبين لمن تمسك به وعمل.
ومن أسباب الثبات على الصالحات عدم الأمن من مكر الله فإن الله سبحانه وتعالى قد حذر عباده مكره فقال عز وجل: ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾([14]) وقد قطع خوف مكر الله تعالى ظهور المتقين المحسنين وغفل عنه الظالمون المسيئون كأنهم أخذوا من الله الجليل توقيعاً بالأمان وقال الله تعالى: ﴿أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ ` سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ﴾([15]).

يا آمناً معَ قبحِ الفعل منه أهل أتاك توقيعُ أمن أنت تملكه


جمعت شيئين أمناً واتباع هوى هذا وإحداهما في المرء تهلكه

أما المحسنون من السلف والخلف فعلى جلالة أقدارهم وعمق إيمانهم ورسوخ علمهم وحسن أعمالهم فقد سلكوا درب المخاوف يخافون سلب الإيمان وانسلاخ القلب من تحكيم الوحي والقرآن حتى صاح حاديهم يقول:

والله ما أخشى الذنـوب فإنها لعلى سبيل العفو والغفران


لكنما أخشى انسلاخ القلب من تحكيم هذا الوحي والقرآن

فالحذر الحذر من الأمن والركون إلى النفس فإنه مادام نَفَسُك يتردد فإنك على خطر قال ابن القيم رحمه الله: (( إن العبد إذا علم أن الله سبحانه وتعالى مقلب القلوب وأنه يحول بين المرء وقلبه وأنه تعالى كل يوم هو في شأن يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وأنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويرفع من يشاء ويخفض من يشاء فما يؤمّنه أن يقلب الله قلبه ويحول بينه وبينه ويزيغه بعد إقامته وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بقوله: ﴿رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا﴾ فلولا خوف الإزاغة لما سألوه أن لا يزيغ قلوبهم.
ومن أسباب الثبات على الهدى والحق سؤال الله التثبيت فإن الله هو الذي يثبتك ويهديك قال الله تعالى: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾([16]). فألحوا على الله تعالى بالسؤال أن يربط على قلوبكم ويثبتكم على دينكم فالقلوب ضعيفة والشبهات خطافة والشيطان قاعد لك بالمرصاد ولك فيمن تقدمك من المؤمنين أسوة حسنة فإن من دعائهم: ﴿رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾([17]). وما ذكره الله تعالى عنهم: ﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾([18]). وقد كان أكثر دعاء النبي r: ((يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك))([19]).
([1]) آل عمران: 102.
([2]) أخرجه مسلم في القدر برقم 2654.
([3]) أخرجه أحمد من حديث المقداد بن أسود برقم 23304.
([4]) أخرجه البخاري في القدر من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه برقم 6594 وأخرجه مسلم في القدر برقم 2643.
([5]) أخرجه أبو داود في الفتن والملاحم من حديث أبي موسى الأشعري برقم 4259 ورواه الترمذي في الفتن من حديث أنس بن مالك برقم 2197 وسنده جيد ( جامع الأصول 105/9).
[6]) الإسراء: 74.
([7]) الأنفال: 12.
([8]) أخرجه ابن ماجه في الكفارات من حديث عبدالله بن عمر برقم 2092.
([9]) إبراهيم: 27.
([10]) النساء: 66.
([11]) أخرجه البخاري في الأشربة برقم 5150.
([12]) أخرجه أحمد من حديث أبي هريرة برقم 3627 وسنده جيـد (السلسلة 389).
([13]) النحل: 102.
([14]) الأعراف: 99.
([15]) القلم: 39 -40.
([16]) إابراهيم: 27.
([17])آل عمران: 8.
([18]) البقرة: 250.
([19]) أخرجه الترمذي في الدعوات 3444.

التعديل الأخير تم بواسطة شمعة الإخاء ; 28-02-10 الساعة 08:28 PM
شمعة الإخاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-10, 08:21 PM   #3
شمعة الإخاء
~مشارِكة~
افتراضي

الخطبة الثانية
الحمد لله مقلب القلوب والأبصار ومثبت عباده المتقين الأبرار في الدنيا والآخرة دار القرار وأصلي وأسلم على نبينا محمد المختار وعلى آله وأصحابه الأطهار. . أما بعد
فمن أسباب الثبات على الإيمان نصر دين الله الواحد الديان ونصر أوليائه المتقين وحزبه المفلحين قال الله تعالى: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾([1]). ونصر دين الله تعالى وأوليائه يكون بطرائق عديدة لا يحدها حد ولا تقف عند رسم فالدعوة إلى الله بجميع صورها نصر لدين الله وطلب العلم نصر لدين الله والعمل بالعلم نصر لدين الله وجهاد الكفار والمنافقين والعصاة نصر لدين الله والرد على خصوم الإسلام وكشف مخططاتهم نصر لدين الله والبذل في سبيل الله والإنفاق في وجوه البر نصر لدين الله والذب عن أهل العلم والدعوة وأهل الخير والصحوة نصر لدين الله وطرائق نصر دين الله وأوليائه كثيرة جعلنا الله وإياكم منهم من أوليائه وأنصار دينه ولا تحقرن من هذه الأعمال شيئاً فقاعدة الطريق اتق النار ولو بشق تمرة قال ابن القيم رحمه الله:

هذا ونصر الدين فرض لازم لا للكفاية بل على الأعيان


بيد وإما باللسان فإن عجز ت فبالتوجه والدعاء بجنان.

ومن أسباب الثبات على الهدى الرجوعُ إلى أهل الحق والتقى من العلماء والدعاة الذين هم أوتاد الأرض ومفاتيح الخير ومغاليق الشر فافزع إليهم عند توالي الشبهات وتعاقب الشهوات قبل أن تنشب أظفارها في قلبك فتوردك المهالك قال ابن القيم رحمه الله حاكياً عن نفسه وأصحابه: ( وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت بنا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه – أي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله – فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله عنا وينقلب انشراحاً وقوة ويقيناً وطمأنينة ).
ومن أسباب الثبات على الحق والتقى الصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي فإنه لن يحصل العبد الخيرات إلا بهذا وقد أمر الله تعالى نبيه بالصبر فقال: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾([2]). وقد قال النبي r: ((وما أعطي أحدٌ عطاء خيراً وأوسع من الصبر))([3]).

فالصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه أحلى من العسل

ومن أسباب الثبات على الدين والصلاح كثرة ذكر الله تعالى كيف لا وقد قال: ﴿أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾([4]). وقال r: ((مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت))([5]). وقد أمر الله تعالى عباده بالإكثار من ذكره فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيرا ` وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ` هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً﴾([6])فذكر الله كثيراً وتسبيحه كثيراً سبب لصلاته سبحانه وصلاة ملائكته التي يخرج بها العبد من الظلمات إلى النور فياحسرة الغافلين عن ربهم ماذا حرموا من خيره وفضله وإحسانه.
ومن أسباب الثبات على الحق والهدى ترك الظلم فالظلم عاقبته وخيمة وقد جعل الله التثبيت نصيب المؤمنين والإضلال حظ الظالمين فقال جل ذكره: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾([7]). فاتقوا الظلم أيها المؤمنون اتقوا ظلم أنفسكم بالمعاصي والذنوب واتقوا ظلم أهليكم بالتفريط في حقوقهم والتضييع لهم واتقوا ظلم من استرعاكم الله إياهم من العمال ونحوهم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.
هذه بعض أسباب الثبات على الحق والهدى والدين والتقى من أخذ بها فقد أخذ بحظ وافر ووقاه الله سوء العاقبة والمآل. اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك.


([1]) محمد: 7.
([2]) الكهف: 28.
([3]) أخرجه البخاري في الزكاة برقم 1376.
([4]) الرعد: 28.
([5]) أخرجه البخاري في الدعوات برقم 5928.
([6]) الأحزاب: 41-43.
([7]) إبراهيم: 27.

التعديل الأخير تم بواسطة شمعة الإخاء ; 28-02-10 الساعة 08:25 PM
شمعة الإخاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-10, 12:24 PM   #4
شيماء تونس
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

بارك الله فيك اخياه و بارك الله في الشيخ
نسال الله الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد



توقيع شيماء تونس

اللهم إنا نسألك حبك وحب من أحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك
شيماء تونس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-10, 03:07 AM   #5
فتاة لديها هدف
|نتعلم لنعمل|
افتراضي


جــزاكِ الله خيراً ,خطبة مهمه سوف أنسخها لـدي

(:

بوركتِ



توقيع فتاة لديها هدف

عُدنا بهمه
أشتقت اليكن ياغاليات
فتاة لديها هدف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-10, 09:11 AM   #6
قابضة على الجمر
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

بسم الله
يا مقلب القلبو والأبصار ثبّت قلبي على دينك
اللهم آمين
جزاكِ الله عنّ اكل خير أخيتي الفاضلة



توقيع قابضة على الجمر
http://telmwarsh2.wordpress.com
مدونتي
قابضة على الجمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-10, 05:30 PM   #7
أم رضوان
~مستجدة~
افتراضي

بارك الله فيك
نسأل الله الثبات
يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
أم رضوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-10, 01:54 AM   #8
أرجوان
~نشيطة~
افتراضي

سلم الله يمناك أختي شمعة الاخاء

وجزاك الله خير



توقيع أرجوان
[CENTER][IMG]http://www.t-elm.net/moltaqa/image.php?type=sigpic&userid=3699&dateline=1266765536[/IMG][/CENTER]

[CENTER] [/CENTER]
أرجوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-10, 01:56 AM   #9
ام جويرية القصيبة
~نشيطة~
افتراضي

بارك الله فيك و جزاكِ الله عنّا كل خير
يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
ام جويرية القصيبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-10, 03:29 AM   #10
شمعة الإخاء
~مشارِكة~
a

جزاكم الله كل خير.
ونفعنا الله وإياكم.
شمعة الإخاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:26 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .